المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أطفــالنــا والفصحى 000المأساة والحــل


الأم الحنون
20-03-2006, 10:42 PM
أطفــالنــا والفصحى 000المأساة والحــل

--------------------------------------------------------------------------------

أطفالنا والفصحى ... المأساة والحل



كيف يكون البيان ؟ وكيف يتعلم الطفل اللغة التي يعرب بها عما في ضميره ؟

جهاز اكتشاف قواعد اللغة :
تشير الدراسات العلمية المبنية على الملاحظة والتحليل أن الله زود الطفل من جملة ما زوده به بالقدرة على اكتشاف قواعد اللغة التي يتعرض لها باستمرار ، ويسمي العلماء جزء الدماغ المسؤول عن هذه العملية : جهاز اكتشاف اللغة،

فيقوم هذا الجهاز بهداية الله له باكتشاف قواعد اللغة من جملة المفردات والتراكيب التي تعرض عليه ، وقد يخطئ القاعدة في البداية لقلة الأمثلة والعينات ، ولكنه ما يلبث أن يراجع نفسه ويعدل القاعدة حتى يتقن اللغة تماماً فيكاد ألاَّ يخطئ فيها ؛ وهذا ملاحظ في الأطفال ؛

فتجد الطفل مثلاً وقد طرق سمعه كلمات الجمع مثل : نائمين ، قاعدين ، فيقول : رجّالين جمع رجّال ( رجل بالعامية ) وكَلْبين جمع كلب . وأمثلة هذا معلومة لدى الأبوين ، ويتخذون منها مادة للتفكه والتندر . ومع زيادة الأمثلة ، وتكرار السماع ، يصحح الطفل هذه الأخطاء من تلقاء نفسه حتى يصل إلى رتبة الإتقان .

فما هي دورة حياة جهاز اكتشاف اللغة
يقول العلماء إنها تبدأ مع خلق الإنسان ، وتبلغ ذروتها في سني حياته الأولى ، وتبدأ بالضمور والاضمحلال بعد سن السادسة ، لتموت قريباً من سن البلوغ ! وقد أيدوا هذه النظرية بالدراسات العلمية ، والكشوفات الطبية والاستقراء الدقيق . وهذا يعني أن السن المثلى التي يكتشف فيها الإنسان قواعد اللغة التي يسمعها حوله عندما يكون طفلاً دون السادسة ، وأنه بعد ذلك إن لم يكن قد أتقن قواعد اللغة يحتاج إلى من يلقنه ويعلمه إياها ؛ إذ لا يكون قادراً على اكتشافها بنفسه ، كما أنه في الغالب لن يستطيع أن يصل إلى درجة الإتقان التي يبلغها من اكتشف قواعد اللغة في السن التي يكون مهيأ لها ( وهذا يدل على الموهبة الخارقة لجهاز اكتشاف قواعد اللغة الرباني ) .

والجدير بالذكر أن هذا الجهاز لا تنحصر قدرته على اكتشاف لغة واحدة ، بل يمكنه أن يكتشف قواعد عدة لغات ، وبنفس الدرجة من الإتقان ، إذا تيسر له القدر الكافي من السماع والممارسة .

وقد لاحظنا هذا الأمر بجلاء في الطفل الذي ينشأ لأب عربي وأم إنجليزية مثلاً ، وقد التزم الأب الحديث باللغة العربية في بيته فينشأ الطفل متقناً للعربية/ العامية لغة أبيه ، والإنجليزية لغة أمه ، بطلاقة تامة .

المأساة : وهنا تظهر مأساة الطفل العربي المعاصر ، إنه في سني حياته الأولى يتعرض للعامية ، فيتعرف على مفرداتها ، ويتقن تراكيبها وقواعدها ، حتى إذا ذهب إلى المدرسة وجد أن عليه أن يطلب المعرفة بغير اللغة التي يتقنها . واللغات العامية والتي اصطلح على تسميتها لهجات مختلفة إلى حد كبير عن اللغة الفصحى في المفردات والتراكيب والقواعد .

أما الاختلاف في الألفاظ والمفردات فأشهر من أن يمثل له ، وأما الاختلاف في القواعد والتراكيب فإن الفارق أكبر بكثير مما يظنه الإنسان للوهلة الأولى ، وهذه

بعض الأمثلة : في العامية يستخدم الطفل ( اللي ) كاسم موصول للمفرد والمثنى والجمع مذكراً كان أو مؤنثاً ، بينما تقابله في الفصحى ثمانية صيغ : الذي ، التي ، اللذان ، اللتان ، اللذَين ، اللتَين ، الذين واللاتي أو اللواتي .

وقد تعلم أن يقول : ( كتابَك ، قلمَك ، رأسَك ) بفتح الحرف الأخير قبل الضمير للدلالة على المذكر ، وكسره ( كتابِك ، قلمِك ، رأسِك ) للدلالة على المؤنث ، ثم نعلمه في الفصحى أن ذلك الحرف لا دلالة له على التذكير والتأنيث ؛ وإنما يظهر ذلك في حركة الضمير المتصل .

فعندما يُطلب من طفل المرحلة الابتدائية أن يقرأ جملة بسيطة نحو : « جلست الفتاة قرب النافذة » تجده يتهجؤها تهجئة ؛ لأن المفردات ليست من مخزونه ، وإنما يألف الحروف فقط فيقرؤها حرفاً حرفاً ؛ فإذا مللنا من بطئه في القراءة نهرناه وقلنا له : « ما لك يا غبي ، إنما نعني : قعدت البنت جنب الشباك » ، هكذا نترجمها له إلى العامية !

والحقيقة أن الطفل مسكين ، ومعرفته بالحروف الأبجدية ليست كافية للانطلاق في القراءة . إن الكبير حين يقرأ لا يعتمد على تهجئة الكلمة ، وإنما يستعين بمخزونه من الكلمات والتراكيب ، فيقرأ بسرعة . أعط رجلاً كبيراً نصاً فارسياً أو باكستانياً مكتوباً بالحروف العربية ، فماذا يصنع ؟ إنه يهجئها حرفاً حرفاً كالصغير تماماً .

ونتج عن هذه المأساة أمران :
1- عزوف الطفل عن القراءة ؛ فإنها تكلفه مجهوداً شاقاً ، ولا يفهم كل ما يقرأ ، فلا يستمتع بها ، والنتيجة ألا يُقبِل على القراءة إلا مضطراً كاستذكار لامتحان أو نحوه ، ويصبح هناك نوع من العداء بين الطفل ثم الشاب والكتاب .

2 - صعوبة التحصيل المعرفي والعلمي ؛ لأن الطفل غير متمكن من أداته ، وهي اللغة الفصحى .

ولتعويض هذا النقص قام التربويون وواضعوا المناهج في الدول العربية بحشد عدد كبير من حصص قواعد اللغة العربية وما يتعلق بها في جميع المراحل الدراسية ، ولكن النتيجة أن هذه الحصص جميعاً لم تصل بخريج المدرسة الثانوية إلى مرتبة الإتقان .

وقد عقد بعض المختصين مقارنة مفيدة بين عدد حصص اللغة العربية وما يتعلق بها في بعض الدول العربية ، من الصف الأول المتوسط وحتى الثالث الثانوي ، وبين عدد حصص اللغة الإنجليزية ( ليس هناك فصيح وعامي في الإنجليزية ) في بريطانيا في الفترة ذاتها ؛ فوجد أن عددها في الدول العربية يتراوح بين 1050 و1250 حصة ؛ بينما لا يزيد عددها عن 580 حصة في بريطانيا ؛ وبإجراء حسابات مباشرة يتبين أن الفارق يتمثل بما يعادل ثلاث ساعات أسبوعياً ، على مدى ست سنوات . هذه الساعات الثلاث يقضيها الطفل العربي في تعلم قواعد لغته والتعرف على مبادئها ؛ بينما تتاح للطفل الإنجليزي الفرصة لاستثمارها في دراسة موضوعات أخرى .

فلا غرابة إذن أن تكون فرص الطفل الإنجليزي للإبداع أكبر من فرص قرينه العربي ، وأن نجد في العرب عموماً عزوفاً عن القراءة ؛ بينما الأوروبيون والأمريكان يقرؤون في كل مكان ( الحافلة ، القطار ، الطائرة ) ، وتجارة الروايات لديهم مزدهرة .

الحل : الحل يكمن في أن يتقن أطفالنا الفصحى قبل دخول المدرسة بالإضافة إلى العامية ؛ كيلا يكون موضع استغراب في المجتمع ولكن كيف يتم ذلك وقد تأصلت العامية في المجتمعات العربية ؟ الجواب أنه لا بد أن نعرِّض الطفل في سني عمره الأولى لساعات طويلة من ممارسة الفصحى سماعاً وتحدثاً . والوضع الأمثل في ذلك أن يلتزم أحد الأبوين ولعل الأب هو الأنسب الحديث مع الطفل بالفصحى منذ ولادته ، وستُدهش حين تسمع الطفل يحدث والده بالفصحى منذ أن ينطق ! وإذا بدئ مع الطفل في سن متأخرة نسبياً بعد الرابعة مثلاً فقد يجد الطفل بعض الصعوبة في البداية ، ولكن بالمواظبة والتوجيه والتصحيح من جانب الوالد ، سرعان ما يألف الطفل ذلك . فإذا قال الطفل : ( يلاَّ نروح ) قال له أبوه : ( هيَّا نذهب ) وهكذا . وقد جربت هذه الطريقة حتى مع أطفال في سن الخامسة فكانت النتيجة مدهشة .

ولكن في كثير من بيوت العرب اليوم لا يحسن أي من الأبوين الفصحى . وهنا يأتي الحل البديل : روضات الفصحى ، وذلك بأن ينشئ الفضلاء الغيورون ، والتربويون الصادقون ، روضات تتلقف الطفل من سن الثالثة ، ويكون الحديث داخل أسوار الروضة بالفصحى تماماً ، ويختار المدرسات المؤهلات لذلك ، ويتم تدريبهن تدريباً جيداً . .

وأخيراً : فهناك مكسب ثمين من وراء تعويد أطفالنا على الفصحى في سن مبكرة يفوق كل ما سبق ؛ وهو تقريبهم إلى تذوق كتاب الله ، واستشعار حلاوته ، واستسهال حفظه ومراجعته .
_______________________
هذا المقال تلخيص لحديث الدكتور عبد الله الدنان ، رائد فكرة تعليم الأطفال الفصحى قبل سن السادسة

السمو
25-03-2006, 01:21 PM
نحن بحاجة إلى إجلاس أبنائنا أمام شاشات تلفاز تتحدث الفصحى
فالأطفال يمضون الأوقات الطويلة أمام الشاشات .
وشكراً للدكتور عبدالله على هذا الطرح .

الأم الحنون
25-03-2006, 05:22 PM
الاستاذ الفاضل السمو

اسعدك الله بكل خير

اشكر لك مرورك الكريم على الموضوع وطرح وجهة نظرك

وفقك الله

زهرة
26-03-2006, 07:26 PM
الأخت الفاضله الام الحنون

المأساة مب على الاطفال وبس حتى الكبار

وزمانا هذا اللي يتكلم بالفصحى يكون مدعاة للضحك

وقاعات الدراسه اكبر دليل على ذلك

وأما ماذكرتي/وأخيراً : فهناك مكسب ثمين من وراء تعويد أطفالنا على الفصحى في سن مبكرة يفوق كل ما سبق ؛ وهو تقريبهم إلى تذوق كتاب الله ، واستشعار حلاوته ، واستسهال حفظه ومراجعته

فهذا لابد منه وهو الأفضل

لهفة الخاطر
26-03-2006, 09:33 PM
الغاليه الأم الحنون
يعطيك العافيه على الموضوع الرائع والمفيد للأبناء سواء في مرحلة الطفوله أو مابعد
فعندما يتعود الطفل على تلفظ كلمة فهي تبقى معه إلى ان يكبر فيصعب عليه تعديلها
لذلك يجب علينا مراعاة كلماتنا عندما نلفظها أمام الأطفال الصغار وان نعودهم بين الحين والآخر على التكلم بالفصحى

وكما ذكر اخي الفاضل السمو بجلوس الأطفال لمشاهدة التلفاز فهو أيضاً من الأسباب لذلك

عافاك الله اختي الفاضله

الأم الحنون
26-03-2006, 10:51 PM
الأخت الفاضله الام الحنون

المأساة مب على الاطفال وبس حتى الكبار

وزمانا هذا اللي يتكلم بالفصحى يكون مدعاة للضحك

وقاعات الدراسه اكبر دليل على ذلك

وأما ماذكرتي/وأخيراً : فهناك مكسب ثمين من وراء تعويد أطفالنا على الفصحى في سن مبكرة يفوق كل ما سبق ؛ وهو تقريبهم إلى تذوق كتاب الله ، واستشعار حلاوته ، واستسهال حفظه ومراجعته

فهذا لابد منه وهو الأفضل


الأخت الرائعه زهرة

اسعدك الله بكل خير ..مرورك الرائع اضء الموضوع

وزينه ..اشكر لك تعقيبك القيم

واؤكد كثيرا ماتفضلت به

جزاك الله كل خير يارب

الأم الحنون
26-03-2006, 10:54 PM
الغاليه الأم الحنون
يعطيك العافيه على الموضوع الرائع والمفيد للأبناء سواء في مرحلة الطفوله أو مابعد
فعندما يتعود الطفل على تلفظ كلمة فهي تبقى معه إلى ان يكبر فيصعب عليه تعديلها
لذلك يجب علينا مراعاة كلماتنا عندما نلفظها أمام الأطفال الصغار وان نعودهم بين الحين والآخر على التكلم بالفصحى

وكما ذكر اخي الفاضل السمو بجلوس الأطفال لمشاهدة التلفاز فهو أيضاً من الأسباب لذلك

عافاك الله اختي الفاضله


الرائعه قلبي المتيم

حماك الرحمن ونور لك دربك بالخير ..كم تسعدني بصمتك

وكم اقدر لك تعقيبك وكلماتك القيمه

الله يجزاك كل خير

كل الشكر

وفقك الله

زهرة سدير
27-03-2006, 07:09 AM
يسلموووووووووووووووووو الام الحنونه على الموضوع










تحيتي

بدر
27-03-2006, 03:05 PM
فعلا تعقيب الاخوان والاأخوات صحيح..

ولكن حتى الفصحى اليوم بها أخطاء فادحة جدا جدا..

وسأكتب في موضوعات عن هذه الأخطاء قريبا انشاء الله...

مشكورة أختى على الموضوع المهم...

الأم الحنون
27-03-2006, 03:29 PM
الأخت الفاضله زهرة سدير


بارك الله فيك ..اسعد باطلالتك القيمه

واشكر لك تعقيبك

وفقك الله

الأم الحنون
27-03-2006, 03:31 PM
فعلا تعقيب الاخوان والاأخوات صحيح..

ولكن حتى الفصحى اليوم بها أخطاء فادحة جدا جدا..

وسأكتب في موضوعات عن هذه الأخطاء قريبا انشاء الله...

مشكورة أختى على الموضوع المهم...



بارك الله فيك ..اشكر لك مرورك الكريم وتواصلك

حتى تعقيبك صحيح ..وفي انتظار ما تثري فكرنا بها

من كل مفيد ونافع


وفقك الله وجزاك كل خير

ابراهيم الروساء
12-04-2006, 05:41 PM
اولا

اشكر الاخت الكريمة الام الحنون

ثانيا"

اضم صوتي الى صوت الاخ الكريم السمو بقوة
حيث ان مواد الاعلام بأنواعها لها تأثيرها المباشر القوي وغير المباشر
الفعال من خلال استماع الطفل او المراهق الدائم لها

الأم الحنون
14-04-2006, 04:23 PM
اولا

اشكر الاخت الكريمة الام الحنون

ثانيا"

اضم صوتي الى صوت الاخ الكريم السمو بقوة
حيث ان مواد الاعلام بأنواعها لها تأثيرها المباشر القوي وغير المباشر
الفعال من خلال استماع الطفل او المراهق الدائم لها


الأستاذ الفاضل غشام (55)

بارك الله فيك..اشكر لك مرورك الكريم

واقدر لك تعقيبك اكرمك الله بفضله ..واؤيد ايضا

ماتفضلت به من دعم لرؤيه الأستاذ الفاضل السمو

كل الشكر

وفقك الله لرضاه