المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جرس إنذار في المجمعه يتسبب في ....


تأبط شرًا
01-11-2002, 01:18 PM
جرس إنذار يتسبب في إخلاء500 طالبة بالمجمعة


المجمعة - محمد الأمان:

ما كاد يمر اسبوعان على حادثة الهبوط في أرضية الفناء في مبنى مجمع المدرسة الثانوية الرابعة والمتوسطة الخامسة للبنات بالمجمعة وما ثار حوله من اقاويل واشاعات حتى تعرضت المدرسة الى حادثة أخرى اعادتها مرة أخرى إلى واجهة الاحداث في المجمعة فمع صباح يوم أمس الأول الاربعاء وبعد حضور الطالبات إلى المدرسة تم ملاحظة صدور اصوات تحذيرية من اجهزة الإنذار في غرف لوحات التحكم وبادرت مديرة المدرسة بالاتصال بإدارة التعليم حيث حضر مساعد مدير التعليم الأستاذ عبدالله العبدالجبار إلى المدرسة وطلب من مديرة المدرسة والمدرسات عمل جولة تفقدية على مختلف مرافق المدرسة واجهزتها لملاحظة أي شيء مما يشير إلى حريق أو التماس كهربائي وبعد الجولة افادت مديرة المدرسة بعدم وجود ما يشير إلى وجود أي حريق أو التماس كهربائي وعندها وجه مساعد مدير التعليم وعبر مكبرات الصوت كلمة لتطمين الطالبات بعدم وجود أي شيء ولكن حالة التوتر والقلق بدأت تسري في نفوس الطالبات اللائي يؤدين امتحاناتهن الشهرية والبالغ عددهن أكثر من خمسمائة طالبة مما اضطر معه مديرة المدرسة إلى طلب الإذن بالسماح للطالبات بمغادرة المدرسة وبالفعل تم استدعاء الحافلات الخاصة بنقل الطالبات وسم
ح لهن بالخروج ولما لاحظت مديرة المدرسة ان أكثر من نصف الطالبات بدأن يتجهن لمنازلهن سيرا على الاقدام لقرب منازل بعضهن من المدرسة بدأت بالاتصال بأولياء أمور الطالبات للاطمئنان على وجود من يستقبلهن في منازلهن وللتأكد من وصولهن وهنا بدأت المشكلة حيث بدأ الآباء وأولياء الأمور وبعض الأمهات القريبات من المدرسة بالتدفق على المدرسة في هلع وخوف وحدث تجمهر كبير امام المدرسة حيث حضر الجميع على عجل وهم يتوقعون حدوث حريق في المدرسة وان بناتهم في خطر مما احدث بعض البلبلة والمشادات بين الآباء وحارس المدرسة ومسؤولي الإدارة حيث كان الكثيرون يرغبون الدخول الى داخل المدرسة لاعتقادهم بأن هناك خطراً يتهدد فلذات اكبادهم في هذه الأثناء وبعد خروج أكثر من نصف الطالبات حضرت مديرة التوجيه التربوي إلى المدرسة لتفيد بأنه ليس هناك ما يدعو إلى اخلاء المبنى وكان لابد من خروج البقية امام تخوفهن وقلق الآباء والأمهات في الخارج.
"الرياض" حضرت إلى موقع المدرسة حيث كان يتجمهر في المكان عدد كبير من السيارات وأولياء الأمور في نقاش حاد مع مدير التعليم الأستاذ سلمان البداح ومساعد مدير التعليم وعدد من المسؤولين بالإدارة وخاصة مهندسي قسم الصيانة ولم نلاحظ أي تواجد أمني أو اسعافي خلال عملية الاخلاء ويبدو انه لم يتم تبليغ أي من هذه الجهات باعتبار ان الموضوع عادي "ولكن كان من الأفضل تواجد مثل هذه الأجهزة تحسباً لأي طارىء لا سمح الله".
"الرياض" كانت أول الداخلين للمدرسة بعد ان تم اخلاؤها من الطالبات والمعلمات ولم نلاحظ أي شيء غير عادي يمكن ان يلفت الانتباه حيث كانت جميع الاشياء مرتبة في الداخل مما يدل على ان اخلاء الطالبات وخروجهن تم بصورة عادية رغم ضخامة العدد بالنسبة لمبنى المدرسة حيث يدرس بها ما يربو على الخمسمائة طالبة في المرحلتين المتوسطة والثانية الشيء الوحيد الذي وجدناه عباءة وطرحة كانتا مرميتان بمدخل المدرسة ويعتقد انها لإحدى صغار الطالبات حيث من جميع من تم خروجهن اثناء تواجدنا امام المدرسة خرجن بطريقة هادئة وبكامل لباسهن المعتاد ولم يكن هناك ولله الحمد تدافع أو زحام حول بوابة المدرسة وخلافا لما دار من اشاعات فقد أكد مصدر مسؤول بمستشفى الملك خالد بالمجمعة عدم وصول إي حالة للمستشفى بسبب ما حدث في هذه المدرسة.
هذا وقد حضر لموقع الحادث فرقة من الدفاع المدني للمعاينة بقيادة الملازم حسين المدلج والذي دخل للمدرسة مع مدير التعليم والصحفيين وجمع من الآباء وأولياء الأمور الذين كانوا كلهم في حيرة وتساؤل عما يحدث في هذه المدرسة التي لم تكمل الشهر من افتتاحها ثم حضر الى المكان مدير إدارة الدفاع المدني الرائد عبدالله الحسيني والذي كرر التأكيد على سلامة المبنى وشرح للحضور وظيفة جهاز الإنذار والأسباب التي قد تؤدي إلى عمله احيانا دون وجود خلل معين ومنها انقطاع التيار الكهربائي وعودته مرة أخرى وهو ما حدث في فجر ذلك اليوم حيث انقطعت الكهرباء عن بعض الأحياء في المجمعة لبرهة من الوقت.
وقال الحسيني ان هذا المبنى من الأبنية الحديثة المزودة بجميع وسائل السلامة من كواشف دخان وماس كهربائي وغيرها وجميع هذه الأجهزة تعمل بكفاءة عالية داخل المبنى.
وقال الحسيني انه سوف يتم بإذن الله اجراء عملية تجارب للاخلاء في هذا المبنى كما تم عمله في مبان مدرسية أخرى لاعطاء العاملات والطالبات فكرة كاملة عما يتم عمله عند حدوث ما يستوجب الاخلاء لا سمح الله.
وقال الحسيني ان التجارب المماثلة التي أجريت في مدارس سابقة قد ساهمت في توعية عدد كبير من الطالبات حيث لوحظ ان الطالبات اللاتي انتقلن إلى هذا المبنى من مدارس أخرى سبق ان نفذ فيها مثل هذه التجارب كان تصرفهن أكثر هدوءاً وانضباطا خلال عملية الاخلاء اليوم.
رغم محاولات مدير التعليم ومسؤولي الإدارة والدفاع المدني بتطمين الآباء وأولياء الأمور بسلامة المبنى وعدم وجود ما يدعو للخوف او القلق فإن حادثة هبوط الفناء وما احيط به من هالة وما رافقها من بلبلة واشاعات ثم حادثة الأمس قد جعلت الكثير من الآباء يفكرون في نقل بناتهم إلى مدارس أخرى وبعضهم طالب باستئجار مبنى قريب يكون بديلا لهذا المبنى بينما طالب البعض بحضور لجان متخصصة للكشف على المبنى والتأكد من سلامته من جميع النواحي.
وكان ممن التقت بهم "الرياض" المواطن م. المطيري أب لخمس طالبات، وقال: ان بناته لن يعدن للدراسة في هذه المدرسة حيث اصبن بحالة نفسية سيئة، وقال انه سبق ان حصل عطل كهربائي في المدرسة اعقبه انهيار "هبوط" المنطقة المجاورة لبيارة الصرف الصحي واليوم نحن أمام حادثة جديدة فكيف تريد مني ان اعيد بناتي للدراسة في هذه المدرسة وسألناه هل لاحظ شيئا يدعو للقلق عند دخوله للمدرسة فقال من الناحية الخارجية لم ألاحظ أي شيء والمبنى يبدو بصورة جيدة ولكن اخشى ان يكون الخلل في التمديدات الكهربائية غير الظاهرة واطالب بلجنة فنية يتم تشكيلها من الجهات العليا للكشف على جميع مرافق المبنى والتأكد من سلامته.
مواطن آخر مجاور للمدرسة أكد انه سمع صوت جرس الإنذار بعد خروجه من صلاة الفجر ولكنه لم يكن يعلم ان مصدر الصوت من داخل مبنى المدرسة.
مدير التعليم الأستاذ سلمان بن ردن البداح قال انه قد تم استلام المبنى من قبل لجان متخصصة وليس هناك أي خلل أو عطل وان انقطاع التيار الكهربائي من الشبكة الرئيسية وعودته بسرعة قد يكون هو السبب في تنبيه أجهزة الإنذار وانه لا يوجد أي شيء يدل على حدوث التماس كهربائي وقال ان اخلاء المدرسة كان بسبب حالة الخوف والقلق التي لاحظتها مديرة المدرسة على الطالبات والافاقة من الناحية العملية فليس هناك ما يدعو للاخلاء وهذا ما تم التأكد منه بعد اخلاء المدرسة ودخول المهندسين بإذن الله يوم السبت القادم بصورة طبيعية حيث لا يوجد من الأسباب ما يدعو الى اخلاء المبنى.
يشار هنا إلى ان اجهزة الإنذار لا توجد في المباني المدرسية في المجمعة إلا في هذه المدرسة الحديثة الإنشاء وفي كلية التربية للبنات، اما بقية المدارس فلا توجد فيها مثل هذه الأجهزة وهذا وان كان يوحي بما يتوفر في هذا المبنى من وسائل السلامة إلا انه يدعونا للمطالبة بتوفير هذه الاجهزة في بقية المدارس الأخرى وخاصة المباني الحكومية منها كما اننا نتساءل عن عدم اشعار الجهات الأمنية والاسعافية وطلب حضورها اثناء عملية اخلاء الطالبات تحسبا لطوارىء والتداعيات المحتملة.

جريدة الرياض