المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الـشـتـاء


اتيكا
16-11-2002, 01:16 AM
إن الله تعالى هو الذي خلق السماء والأرض وهو الذي أوجد اليابس والماء وهو الذي يكور الليل على النهار، ومكور النهار على الليل، وهو الذي يأتي بالصيف الحار وبالشتاء البارد
لا إله إلا هو العزيز الحكيم.
ولنا مع قدوم قليل من البرد هذه الأيام بعض تأملات وذكر بعض الأحكام ،حيث أنه قد ينزعج بعض الصيادين من برودة الشتاء كما يتضايق البعض من حر الصيف، وفي كلٍ منهما وفي تقلب الأحوال عموماً مصالح وحكم.

ففي الشتاء تغور الحرارة في الأجواف وبطون الأرض والجبال، فتتولد مواد الثمار وغيرها، وتبرد الظواهر ويستكثف فيه الهواء، فيحصل السحاب والمطر والثلج والبرَد الذي به حياة الارض وأهلها واشتداد أبدان الحيوان وقوتها، وتزايد القوى الطبيعية واستخلاف ما حللته حرارة الصيف من الأبدان، وفي الربيع تتحرك الطبائع وتظهر المواد المتولدة في الشتاء، فيظهر النبات ويتنور الشجر بالزهر، ويتحرك الحيوان للتناسل
وفي الصيف يحتد الهواء ويسخن جدا فتنضج الثمار وتنحل فضلات الأبدان والاخلاط التي انعقدت في الشتاء، وتغور البرودة وتهرب إلى الأجواف، ولهذا تبرد العيون والآبار ولا تهضم المعدة الطعام التي كانت تهضمه في الشتاء من الأطعمة الغليظة لأنها كانت تهضمها بالحرارة التي سكنت في البطون، فلما جاء الصيف خرجت الحرارة إلى ظاهر الجسد وغارت البرودة فيه، فإذا جاء الخريف اعتدل الزمان وصفا الهواء وبرد فانكسر ذلك السموم، وجعله الله بحكمته برزخا بين سموم الصيف وبرد الشتاء.

لقد عذّب الله أقواماً بالريح الباردة في الشتاء كقوم عاد كما قد ذكر ذلك أهل التفسير وقد كان النبى صلى الله عليه وسلم إذا رأى مخيلة وهو السحاب الذى يخال فيه المطر أقبل وأدبر وتغير وجهه فقالت له عائشة إن الناس إذا رأوا مخيلة استبشروا فقال: ((يا عائشة وما يؤمننى، قد رأى قوم عاد العذاب عارضا مستقبل أوديتهم فقالوا هذا عارض ممطرنا قال الله تعالى: بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم )).
ومن عجائب فصل الشتاء أن نبات وفواكه الشتاء لو أُكل في الصيف أو العكس لربما أضر البدن وسبب له الأذى ، فلو كان نبات الصيف إنما يوافي في الشتاء لصادف من الناس كراهية واستثقالا بوروده مع ما كان فيه من المضرة للأبدان والأذى لها، وكذلك لو وافى ما في ربيعها في الخريف أو ما في خريفها في الربيع، لم يقع من النفوس ذلك الموقع ولا استطابته واستلذاذه ذلك الالتذاذ، ولهذا تجد المتأخر منها عن وقته مملولا محلول الطعم، ولا يظن أن هذا لجريان العادة المجردة بذلك، فإن العادة إنما جرت به لأنه وفق الحكمة والمصلحة التي لا يخل بها الحكيم الخبير.

ومن عجائب الحر والبرد والصيف والشتاء: هذا الحديث الذي رواه ابن ماجه في سننه ضمن كرامات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ كَانَ أَبُو لَيْلَى يَسْمُرُ مَعَ عَلِيٍّ بن أبي طالب رضي الله عنه، فَكَانَ يَلْبَسُ ثِيَابَ الصَّيْفِ فِي الشِّتَاءِ وَثِيَابَ الشِّتَاءِ فِي الصَّيْفِ فَقُلْنَا لَوْ سَأَلْتَهُ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ إِلَيَّ وَأَنَا أَرْمَدُ الْعَيْنِ يَوْمَ خَيْبَرَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَرْمَدُ الْعَيْنِ. فَتَفَلَ فِي عَيْنِي ثُمَّ قَالَ: ((اللَّهُمَّ أَذْهِبْ عَنْهُ الْحَرَّ وَالْبَرْدَ)) قَالَ: فَمَا وَجَدْتُ حَرًّا وَلَا بَرْدًا بَعْدَ يَوْمِئِذٍ .

اتيكا
16-11-2002, 01:17 AM
وكذلك في فصل الشتاء تحلو الطلعات ويحلوا التجمع حول النار والسهر في الليل البارد مما يؤدي إلى كثرةأمراض الجهاز التنفسي ومنها:

الزكام: يصيب الجزء العلوي من الجهاز التنفسي وتسببه مجموعة كبيرة من الفيروسات (الرواشح الأنفية) ويتظاهر بعطاس يكون مصحوباً بانسداد أو سيلان (رشح) أنفي وتنتشر العدوى بالرذاذ. فعندما يسعل المريض أو يعطس فإن أي شخص يستنشق ذلك الهواء سيكون عرضة للإصابة بالعدوى، لهذا السبب ينتشر الزكام بسرعة كبيرة في أماكن التجمعات .

ولذا ينبغي للشخص المصاب أن يغطي فمه أو أنفه عندما تعتريه نوبة من السعال أو العطاس.

وقد تتكرر الإصابة بالزكام مرات عديدة خلال العام، ولا يتحصل المصاب به على مناعة واقية، حيث إن الفيروس دائم التجديد والتحول، وتستمر عوارض الزكام أسبوعاً في غالب الأحوال بالعلاج أو دونه.

وتكمن خطورة المرض في أنه يجعل المصابين به أكثر عرضة لأنواع أخرى من العدوى، وتتفاقم هذه الخطورة مع كبار السن وأولئك الذين يعانون اعتلالاً في الرئتين أو الأشخاص ذوي البنية الجسمانية الضعيفة الواهنة، وعموماً لا يتوفر علاج خاص للزكام، وربما تحسن المريض بالراحة والإكثار من السوائل، وبخاصة العصائر الحمضية الغنية بفيتامين (ج) والأقراص الخافضة للحرارة.

الأنفلونزا: وتصيب الجزء العلوي من الجهاز التنفسي أيضاً، وتسببه مجموعة كبيرة من الفيروسات (الرواشح) وتكون أعراضها أشد من الزكام وقد يصحبها ارتفاع حراري وصداع وآلام عضلية ومفصلية.

وقد تمتد إلى أسبوعين ولا تؤدي الإصابة إلى مناعة دائمة.

ومن المضاعفات الخطيرة للأنفلونزا:
أ- الالتهاب الرئوي الفيروسي (الأولي)

ب- الالتهاب الرئوي «الثانوي» وتسببه المكورات العنقودية.

ج- التهاب الدماغ والسحايا.

د- هجمة ربو شعبية حادة.

والأنفلونزا كالزكام لا دواء لها سوى الراحة ولزوم الفراش وبعض العلاجات العرضية. وقد استحدث مطعوم (لقاح) للوقاية من نوبات الأنفلونزا بإشراف منظمة الصحة العالمية، ويؤخذ مرة في العام مع بداية الشتاء على شكل حقنة واحدة في العضل ويعطي مناعة لمدة سنة كاملة. والمطعوم مأمون إلى حد كبير وينصح به الأطباء للأصناف التالية من المرضى: الكبار فوق سن الخامسة والستين.

مرضى الربو القصبي والرشح الأنفي والتحسسي.

مرضى القلاب (قصور عضلة القلب الناجم عن نقص التروية الدموية).

مرضى القصور الكلوي.

مرضى الالتهاب الانسدادي القصبي المزمن.

كما قد يتعاطاه الأصحاء لما له من فائدة في التوقي من نوبات الأنفلونزا أو التخفيف من حدتها على أقل تقدير.

الربو القصبي: يعاني قطاع كبير نسبياً في المجتمع من الربو القصبي التحسسي حيث تتراوح نسبته في بعض المجتمعات بين 5 إلى 10% وهو مرض وراثي ينحصر في بعض العائلات دون غيرها ويعاني المصاب به سعالاً وقشعا(بلغم) وعسر تنفس وأزيزاً تحت تأثير قائمة طويلة من المحرضات (الغبار)،الروائح، النزلات والانفعالات وبعض الأدوية والأغذية .. إلخ.

وتشتد ضراوة المعاناة في فصل الشتاء بسبب استنشاق الهواء البارد المثقل بالجراثيم والفطريات، وقد تكون الهجمة الربوية خطيرة وربما تؤدي إلى الهلاك.

ويلزم هؤلاء مراجعة طبيب اختصاصي في الأمراض الصدرية والربو، والذي بدوره قد يشير ببعض النصائح العلاجية والوقائية.

متلازمة الالتهاب القصبي الانسدادي المزمن : حيث تشتد ضراوة أعراض المرضى بهذا الداء الناجم أصلاً عن التدخين، وذلك باستنشاق المريض للجراثيم الفيروسية والبكتيرية من الجو. ويتظاهر المرضى باشتداد أعراض السعال والقشع وضيق التنفس، وقد يؤدي ذلك إلى عواقب وخيمة من قصور التنفس أو القلب أو كليهما! وينصح هؤلاء بالإقلاع عن التدخين ومراجعة طبيب الاختصاص وتعاطي لقاح الإنفلونزا كل عام قبيل الموسم.

ذات الرئة: هو التهاب حاد يصيب نسيج الرئة (الحويصلات الهوائية) تسببه جراثيم بكتيرية أهمها المكورات ذات الرئة العنقودية وأحيانا الفيروسية، حيث يعاني المريض ارتفاعاً حرارياً مفاجئاً يكون مصحوباً بقشعريرة وآلام ذات الجنب وسعال جاف يتحول مع الوقت إلى سعال رطب ومصحوب ببلغم صديدي يكون أحياناً ممزوجاً بدم. كما يعاني المريض الإعياء فلم يعد قادراً على القيام بمجهود أو عمل يذكر وبمراجعة طبيب الاختصاص يتأكد التشخيص بصورة الصدر الشعاعية وقد يكون من الضروري علاج المريض في المستشفى حيث يعطى المضادات الحيوية بالزرق الوريدي للحصول على نتيجة أسرع وأنجع




مقتبس للفائدة المرجوة منه

مفتون صيد
16-11-2002, 03:29 AM
ما اقول الا ماشاء الله


الله لايضرك

-------------
اقول ما رديت على اللي ذاك وذاك .... لاتقول ما ادري ;) واذا مافهمت وش اقصد راسلني الله لايهينك:cool: