عنقود
31-12-2007, 11:55 PM
نبض المداد
على فراش المرض
أحمد بن محمد الجردان
من أعظم نعم الله علينا أن جعلنا مسلمين!!.. أعلم أني لم آت بجديد، ولكنني أؤكد على ذلك وخصوصاً أنني أعيش بين آهات المرضى وأنينهم هذه الأيام بحكم مرض والدي - شفاه الله وجميع المرضى -!!، غير أنني سعيد أيّما سعادة بطبيعة الحال لا بذلك الأنين أو بتلك الآهات بل سعيد بتلك الأجساد التي تتقلب على فراش المرض وهي تحمل قلوباً عامرة بالإيمان وألسنة رطبة بذكر الله!!، فكم أعجب من ذلك الشاب الذي فقد الذاكرة حتى أنه لا يعرف والده وإخوانه غير أنه دائماً وأبداً في كل ألم يلوذ بـ(يا حي يا قيوم برحمتك استغيث) أو ذلك الشيخ الكبير الذي فقد الذاكرة إلا أنه لم يفقد حفظه من كتاب الله!!، هذا على سبيل المثال وإلا لو ذكرت تلك الصور الرائعة لرجوع أولئك المرضى إلى الله ما كفتني هذه الزاوية!!.
ومما يحسن الحديث عنه أن لذلك أسباباً منها فضل الله وستره على عبده الصالح، وأن الله حفظ هؤلاء المرضى رغم فقدهم للذاكرة بحفظه ولم يقولوا إلا خيراً لأنهم حفظوا الله في صحتهم وشبابهم بأن اتبعوا أمره واجتنبوا نهيه فيما نهى عنه، وهذا مصداق قوله صلى الله عليه وسلم (احفظ الله يحفظك..). ومن الأسباب أيضاً أن ألسنتهم اعتادت ذكر الله في صحتهم ونشاطهم فهم ما بين تلاوة للقرآن وتضرع بدعاء الله جلّ وعلا، لذا استمرت على ذلك رغم مرضهم. ومن الأسباب أن هؤلاء المرضى وجدوا ممن يرافقهم العون على ذكر الله وعلى استحضار الاحتساب والصبر على ما أصابهم، حيث يذكرونهم بالله وبما أعده جلّ وعلا من أجر عظيم للصابرين، كما أن أولئك المرافقون في الغالب يتلون القرآن ويرددون الأذكار الصباحية والمسائية والأذكار عموماً على مسامع أولئك المرضى، بل إن أولئك المرافقين غالباً ما تجدهم أشد الناس حرصاً على رقيّة مرضاهم.
كل تلك الأسباب وغيرها مما فات عليّ ذكره في هذه العجالة حريّ بنا الوقوف عندها وتأملها وأخذ الدروس والعبر منها فنحن لا ندري عما ينتظرنا في مستقبل الأيام التي نسأل الله أن يجعلنا فيها ممن إذا أعطي شكر وإذا ابتلي صبر وإذا أذنب استغفر، اللهم آمين!
ajardan@maktoob.com
الرابط
http://www.al-jazirah.com/90214/is11d.htm
على فراش المرض
أحمد بن محمد الجردان
من أعظم نعم الله علينا أن جعلنا مسلمين!!.. أعلم أني لم آت بجديد، ولكنني أؤكد على ذلك وخصوصاً أنني أعيش بين آهات المرضى وأنينهم هذه الأيام بحكم مرض والدي - شفاه الله وجميع المرضى -!!، غير أنني سعيد أيّما سعادة بطبيعة الحال لا بذلك الأنين أو بتلك الآهات بل سعيد بتلك الأجساد التي تتقلب على فراش المرض وهي تحمل قلوباً عامرة بالإيمان وألسنة رطبة بذكر الله!!، فكم أعجب من ذلك الشاب الذي فقد الذاكرة حتى أنه لا يعرف والده وإخوانه غير أنه دائماً وأبداً في كل ألم يلوذ بـ(يا حي يا قيوم برحمتك استغيث) أو ذلك الشيخ الكبير الذي فقد الذاكرة إلا أنه لم يفقد حفظه من كتاب الله!!، هذا على سبيل المثال وإلا لو ذكرت تلك الصور الرائعة لرجوع أولئك المرضى إلى الله ما كفتني هذه الزاوية!!.
ومما يحسن الحديث عنه أن لذلك أسباباً منها فضل الله وستره على عبده الصالح، وأن الله حفظ هؤلاء المرضى رغم فقدهم للذاكرة بحفظه ولم يقولوا إلا خيراً لأنهم حفظوا الله في صحتهم وشبابهم بأن اتبعوا أمره واجتنبوا نهيه فيما نهى عنه، وهذا مصداق قوله صلى الله عليه وسلم (احفظ الله يحفظك..). ومن الأسباب أيضاً أن ألسنتهم اعتادت ذكر الله في صحتهم ونشاطهم فهم ما بين تلاوة للقرآن وتضرع بدعاء الله جلّ وعلا، لذا استمرت على ذلك رغم مرضهم. ومن الأسباب أن هؤلاء المرضى وجدوا ممن يرافقهم العون على ذكر الله وعلى استحضار الاحتساب والصبر على ما أصابهم، حيث يذكرونهم بالله وبما أعده جلّ وعلا من أجر عظيم للصابرين، كما أن أولئك المرافقون في الغالب يتلون القرآن ويرددون الأذكار الصباحية والمسائية والأذكار عموماً على مسامع أولئك المرضى، بل إن أولئك المرافقين غالباً ما تجدهم أشد الناس حرصاً على رقيّة مرضاهم.
كل تلك الأسباب وغيرها مما فات عليّ ذكره في هذه العجالة حريّ بنا الوقوف عندها وتأملها وأخذ الدروس والعبر منها فنحن لا ندري عما ينتظرنا في مستقبل الأيام التي نسأل الله أن يجعلنا فيها ممن إذا أعطي شكر وإذا ابتلي صبر وإذا أذنب استغفر، اللهم آمين!
ajardan@maktoob.com
الرابط
http://www.al-jazirah.com/90214/is11d.htm