منتديات سدير

منتديات سدير (http://www.sudeer.com/vb/index.php)
-   ¨° حوار الأعضاء °¨ (http://www.sudeer.com/vb/forumdisplay.php?f=89)
-   -   من الذات، للذات، في الذات.! (http://www.sudeer.com/vb/showthread.php?t=160206)

رحّال 21-11-2015 02:58 PM

من الذات، للذات، في الذات.!
 
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

يروى أنه لما قابل سقراط زينوفون للمرة الأولى قطع عليه الطريق بعصاه وسأله :" من أين تشتري الأشياء التي تحتاجها لحياتك؟"
فأجاب زينوفون : " من السوق "
فأردف سقراط سائلاً "ولكي تصبح رجلاً محترماً ، أين يجب أن تذهب؟"
فأقر زينوفون بجهله ، فقال له سقراط " اتبعني تعرف أين ".أ هـ.
عندما نريد أن نعرف يتوجب علينا أولاً أن نقر بجهلنا.
والجهل كما يقول " بكار " هو أخطر مشكلة واجهها الإنسان على مدار التاريخ، والمشكلة الكبرى: أن يكون المرء جاهلا بأنه جاهل، فيدعي المعرفة دون أن يمتلكها.
إن من أشد أنواع الجهل خطورة: جهل الإنسان بنفسه؛ لأنه يسبب له الكثير من الارتباك، ويشوه تعامله مع الله-جل وعلا-، ومع الناس، كما يحرمه من معرفة الفرص المتاحة له، والأخطار التي تهدده.
ولا يجوز أن يظن أن معرفة الإنسان بنفسه معرفة سهلة قريبة المتناول، إنها معرفة بالغة التعقيد، وليس من الإسراف القول: إن الطبيعة البشرية عبارة عن لغز كبير ينبغي حله.
إن الذات البشرية ليست عبارة عن كتلة صلدة، أو ماهية بسيطة، إنها مركب ذو طبقات بعضها فوق بعض، وكلما تهيأ لك أنك بلغت القعر: وجدت أن هناك طبقة أعمق لم تستطع الوصول إليها، وهكذا..أ.هـ
والمعرفة تبدأ بطرح الأسئلة ومحاولة الإجابة عليها ، وكما قال أفلاطون " ليس يحيا إنساناً من لا يسأل نفسه عن نفسه".
وتقول ماري مادلين في كتابها معرفة الذات " إن معرفة الذات نتيجة استفهام. والإنسان الذي يريد الاستجابة لقدره يجب أن يستفهم من ذاته عن ذاته ، أن يسأل ذاته من هو ، ومن أين جاء ، وإلى أين يذهب ".

ليس من السهل رؤية أنفسنا بوضوح دائما. المعلومات حول من نحن تكون مشحونة عاطفياً في الغالب. وقد نركز على عيب شخصي بحيث نفقد المنظور على ملامح أوسع من حياتنا. ومن السهل أيضاً أن نتغافل عن أمور في بعض الأحيان، وكلنا مر بهذه التجربة. ومع هذا لو عملنا على مر الزمن لنعرف المزيد عن أنفسنا فإننا قد نصبح أكثر دقة في فهم ذواتنا وهذا، بدوره، يمكن أن يساعدنا على التغيير نحو الأفضل. أنه وعلى الرغم من أن العديد من الجوانب السلبية لذواتنا تقوى مع مرور الوقت، إلا أن هناك فرصة للتغيير.
الأشخاص الذين لديهم القدرة على فهم أنفسهم ويعرفون من هم. يقيمون الآخرين بشكل أكثر دقة، وبالتالي يعرفون نقاط الضعف عند الآخرين. ويعرفون أيضا حدود قدراتهم. أولئك هم الموهوبون في التخمين المنطقي لمعرفة كيف من المرجح أن يتصرف الآخر. ولديهم فكرة جيدة أيضاً حول كيف هي نظرة الآخر لهم. وهم يدركون أن تصوراتهم هذه قد تتطلب إعادة النظر من حين إلى آخر..
الذات مثل الفرقة الموسيقية فهذه فيها الآلات الوترية ، والنحاسية ، والإيقاعات وأيضاً هناك قائد الفرقة ،،، والذات فيها الدوافع ،والمعرفة ، والعواطف ، والتخطيط ، والذكاء ، والإدارة الذاتية ، وتحتاج إلى قائد ينسق بين هذه المشاعر لنعزف لحن الحياة.
ثم إنني أختم بهذا المقطع من مقدمة الطبعة الثانية لكتاب "معرفة الذات" "ماري مادلين ديفي" حيث قالت :-
" لابد من أن تأتي ساعةٌ يجد فيها الإنسان نفسه مجبراً على أن يعبر عن تفكيره بداهة ، متحملاً مسؤولية ما يكتب ، مع علمه بجهله الخاص.
بقدر ما تنمو المعرفة وتحاول إثبات صحتها ، بقدر ما تتجمد الشكوك التي كانت في ما مضى متدافعة. وهي ذي المسألة الأساسية تطرح نفسها : هل يستطيع الإنسان التوصّل إلى معرفة ذاته؟ إن تحقيق هذا التوصل مضمون بالنسبة إلى بعض الأشخاص المميزين. أما الأكثرية فليس لها غير الاكتفاء باقترابٍ نسبي إليها. وفي هذا ما يكفي لأن نفهم أن معرفة الذات هي المحاولة الوحيدة التي تستحق محاولة سلوكها.
إن ندرة انجاز كامل ، تتأتي عن عجزٍ في سماحة العطاء أكثر من ما تتأتي عن تقصيرٍ في فقدان الحريّة الشخصيّة. وفي منعرجٍ كهذا يجب أن نفتش مختارين عن رفاق الطريق فالطريق دائماً منعزلة. لذا يجب أن نجد مرشداً يقود خطانا في طمأنينة عندما نجتاز المواقف المحفوفة بالمخاطر ، ولكن المرشدين نادرون وقلما يتوفر لنا اعتمادهم. وكثيراً ما يكون من الأنسب الاقتناع بأن نباشر اشتغالنا بالبحث ومتابعة سيرنا فيه ، في وحدةٍ تتفاوت شدتها بين حينٍ وآخر ، عارفين أن المرشد الأفضل موجودٌ في قلب كل باحث. وهذا ما يفعله العصفور ، فانه ما أن يستكمل اندفاعة جناحية ، حتى يترك عشه ساعياً بنفسه إلى تحصيل قوته.
وعندما تضعف الأنا التي يطهرها ويحررها انعدام الحاجات ، يخرج الإنسان من ديجور ذاته وسجنه ، بحثاً عن معرفة الذات. ولكن سرعان ما يترجح في بعد آخر لا ازدواجية فيه. وفي اغراءة الوحدة التي عرف أنها ضوءه ونظامه ، ينطلق في جمال الكون الذي يُعينه في تحليقه نحو التأله. ومن الآن وصاعداً لن تكون لنظره سيطرةٌ تبدد انتباهة ذهنه فيخاطر دائماً في أن يبتدي حواره. هكذا يصبح هو الحب ، محباً ومحبوباً. فيمكن أن يحس بالحاجة إلى العزلة والسكوت ، ليتذوق الفرح. "

موضوعي انتهى ولم ينتهي ،،، تماماً كما هي الذات ، نظن أننا عرفناها ثم هي تثبت جهلنا بها في المواقف التي نمر بها في حياتنا.!

أشكر لكم حسن الحضور، وأرجو أن تكونوا قد استفدتم شيئاً من ما سبق من ثرثرة. و في انتظار تعقيباتكم.

و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


حتما ً سأكون 21-11-2015 10:03 PM

رد: من الذات، للذات، في الذات.!
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
في السابق كنت إلى حد ٍ ما لا أعترف بجهلي .. أعتبره نقص .. وأبحث عما أريد وهذا يأخذ مني وقت وجهد
ولكن في السنوات العشر الاخيرة وبعد تصالحي وفهمي لنفسي بت لاأخجل من ذلك وأصبحت أطرح الكثير من الاسئلة إذا واجهت موقف مماثل ..
.. كنت أنظر لنفسي من الداخل وأتضايق عندما يفهمني أحدهم عكس ما أريد ..
فالاخرين في الواقع يرون افعالنا وتعابير جسدنا ومن خلالها يحكمون .. لاتكفي المشاعر والاحاسيس لتوصيل مانريد فهم لايرونها ولايقرأن أفكارنا ..
ياعزيزي العقل الباطن مسؤول عن كثير من أفكارنا وتصرفاتنا من غير إدراك منا ..
من أراد السيطرة على أفكاره وأفعاله ومشاعره وتسييرها وفق مايرد لاوفق ماأختزن في عقله الباطن لسنوات
فعليىه إعاده برمجة عقله
وأنا هذه الفتره أخوض هذا المجال فهناك بعض السلوكيات والعادات والانفعلات عندي لاتعجبني وأحاول تغييرها
ياعزيزي النفس البشرية خليط عجيب والتأمل في البشر متعه ودروس ..
شكرا ً ولي عودة بإذن الله ..
وياليتك تقول لنا وين راح سقراط عندما قال أتبعني ..

رحّال 21-11-2015 11:59 PM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حتما ً سأكون (المشاركة 1059003008)
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
في السابق كنت إلى حد ٍ ما لا أعترف بجهلي .. أعتبره نقص .. وأبحث عما أريد وهذا يأخذ مني وقت وجهد
ولكن في السنوات العشر الاخيرة وبعد تصالحي وفهمي لنفسي بت لاأخجل من ذلك وأصبحت أطرح الكثير من الاسئلة إذا واجهت موقف مماثل ..
.. كنت أنظر لنفسي من الداخل وأتضايق عندما يفهمني أحدهم عكس ما أريد ..
فالاخرين في الواقع يرون افعالنا وتعابير جسدنا ومن خلالها يحكمون .. لاتكفي المشاعر والاحاسيس لتوصيل مانريد فهم لايرونها ولايقرأن أفكارنا ..
ياعزيزي العقل الباطن مسؤول عن كثير من أفكارنا وتصرفاتنا من غير إدراك منا ..
من أراد السيطرة على أفكاره وأفعاله ومشاعره وتسييرها وفق مايرد لاوفق ماأختزن في عقله الباطن لسنوات
فعليىه إعاده برمجة عقله
وأنا هذه الفتره أخوض هذا المجال فهناك بعض السلوكيات والعادات والانفعلات عندي لاتعجبني وأحاول تغييرها
ياعزيزي النفس البشرية خليط عجيب والتأمل في البشر متعه ودروس ..
شكرا ً ولي عودة بإذن الله ..
وياليتك تقول لنا وين راح سقراط عندما قال أتبعني ..


أهلاً حتماً سأكون

يقول الدكتور عبدالكريم بكار إن من المهم جدا - ونحن نكتشف ذواتنا، ونبلور طموحاتنا- ألا نخضع لما يتداوله الناس من أفكار ومقولات، ليس هناك أي ضمانة لصوابها وصحتها، بل ينبغي أن نكتشف أنفسنا من خلال المبادئ والقيم التي نؤمن بها، ومن خلال المعارف الصحيحة التي يعترف بها أهل العلم والنظر، ومن خلال مقارنة أحوالنا بأحوال السبّاقين من أهل الصلاح والنجاح الذين نخالطهم، أو نقرأ عنهم.

ومعرفة الذات أيضاً منطلق لمعرفة الآخر ، فلا يمكن أن أبني علاقة ايجابية و ارسي قواعد اتصال وتفاهم مع الآخر من غير أن أدرك وأفهم شخصيته ،ودوافعه ، وكذا سلوكه.

ثم أن التبعية التي يقصدها سقراط هنا هي تبعيّة فكرية.

و في إنتظار عودتكِ الملهمة كما دوماً،

تحيّة تشبهكِ و سلام.

أبوإبراهيم الشويعر 22-11-2015 08:33 AM

رد: من الذات، للذات، في الذات.!
 
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته .
أظن ـ و العالم الله ـ أن سقراط يحب القبابيط و القبابيط لها أثرها في إحداث توازن بين الباطن و الظاهر ... لكن هل خبز التاوه يحدث مثل هذا التوازن ؟
سبحان الله ما لي و الحديث في هذه الأمور لجهلي بها و لأن الحوار فيها يطول .

رحّال 22-11-2015 09:36 AM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوإبراهيم الشويعر (المشاركة 1059003015)
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته .
أظن ـ و العالم الله ـ أن سقراط يحب القبابيط و القبابيط لها أثرها في إحداث توازن بين الباطن و الظاهر ... لكن هل خبز التاوه يحدث مثل هذا التوازن ؟
سبحان الله ما لي و الحديث في هذه الأمور لجهلي بها و لأن الحوار فيها يطول .


أنا لا أعلم إن كان يحب " القبابيط " أم لا ،،، ولكن لاشك أن الطعام الذي يأكله الشخص يؤثر في أخلاقه ، و قد تحدث عن هذا ابن خلدون في مقدمته.
فإذا أخذنا " القبابيط " مثلاً أو " خبز التاوة " فمتى كان دقيقها من حب القمح الكامل فهي بلا شك تحدث توازناً في جسم الإنسان نظراً لخاصية كنس الفضلات التي يكون تواجدها في الجسم مؤثراً على المخ حيث تسري في الدم ، ومعروف أن الدم كلما كان نقياً كلما كان عمل المخ أفضل.
و جهلك بهذه الأمور أنت الحكم فيه ، و صحيح أن الحوار في مثل هذه الأمور يطول.
حضورك دوماً مختلف يا أيها الكهل.
تحيّة تشبهك و سلام.

العيطموس 22-11-2015 11:02 PM

رد: من الذات، للذات، في الذات.!
 
خلاصة هذه الثرثرة << كما وصفتها أنت .... هي:
- كيف نفهم ذواتنا وبالتالي نستطيع التغيير ؟

باعتقادي أنه لابد أن تقبل ذاتك كما هي لا كما يجب أن تكون .. ومحاسبتها من غير تأنيب
ففهم الذات ليس هيناً لمن يكيل لها بمكيالين أو يتصارع معها من أجل البقاء
لأنك إن فهمتها أحسنت إدارتها .. وإن أحسنت إدارتها دخلت مرحلة الإنجازات

رحّال 22-11-2015 11:35 PM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العيطموس (المشاركة 1059003023)
خلاصة هذه الثرثرة << كما وصفتها أنت .... هي:
- كيف نفهم ذواتنا وبالتالي نستطيع التغيير ؟

باعتقادي أنه لابد أن تقبل ذاتك كما هي لا كما يجب أن تكون .. ومحاسبتها من غير تأنيب
ففهم الذات ليس هيناً لمن يكيل لها بمكيالين أو يتصارع معها من أجل البقاء
لأنك إن فهمتها أحسنت إدارتها .. وإن أحسنت إدارتها دخلت مرحلة الإنجازات


لنقل أيتها الفاضلة هو مفهومكِ لثرثرتي.
كوني بخير.

رحّال 22-11-2015 11:47 PM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
 
يقول أحد علماء اللسانيات " إن الذي أحدده بـ( أنت ) ، ينظر إلى ذاته في مصطلحات ( أنا ) ، ويحوّل ( أنا ) الخاص بي إلى ( أنت ) "

مأمـون 23-11-2015 04:10 AM

رد: من الذات، للذات، في الذات.!
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

( كشفت دراسة جديدة أجريت مؤخراً أن الأشخاص يتوقفون عن الاهتمام بآراء الآخرين بمجرد بلوغهم الأربعين عاماً.

فقد حدد الباحثون سن 41 عاماً فهو العمر الذي يتوقف معه الإنسان عن الاهتمام بما يعتقده الآخرون تجاهه أو بأفكارهم .

ويتناقض هذا الموقف بين الأشخاص في مرحلتي العشرينات والثلاثينات، حيث أكد 56% منهم اهتمامهم بآراء الآخرين ونظرتهم تجاههم. )


قد لا أقتنع بموضوع تحديد العمر هنا ، و لكن

عندما أتوقف عن الإهتمام بما يعتقده الآخرون تجاهي أو بأفكارهم عني ، اكون قد بدأت السير في طريق تحرير عقلي ،

و على جوانب هذا الطريق سأجد بعضاً من ذاتي و أتعرف إليها أكثر كما سأجد كثيراً من واقعية كنت بعيداً عنها أو كنت أحاول إبعادها عني

و سيقل جهلي ، لكنه لن ينتهي .

الأخ رحال

أرجو توضيح المقصود بكلمة ( التأله )

( ينطلق في جمال الكون الذي يُعينه في تحليقه نحو التأله ) .

تحياتي أيها العزيز .






بنت الاصول 23-11-2015 02:42 PM

رد: من الذات، للذات، في الذات.!
 
اخي الفاضل رحال يسعدني ان اشارك في موضوعك الرائع و كعادتك دائما تختيار ماهو صائب ومفيد
فشكرا لك على ذالك الانتقاء
اخي الكريم إن معرفة الذات وتشريحها وتحليلها والبحث عن أماكن الضعف ومواطن القوة
مؤشرات وإشارات تدل على الحنكة والتمرس في التفاعل بين الذات والآخر
هذا مالدي من تعليق على موضوعك فاعذرني على الاختصار
كن بخير

رحّال 23-11-2015 03:47 PM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
 
أهلاً مأمـون ، لو كنت أعلم أن هذا الموضوع سيأتي بك لكنت أدرجته قبلاً.!


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مأمـون (المشاركة 1059003029)

( كشفت دراسة جديدة أجريت مؤخراً أن الأشخاص يتوقفون عن الاهتمام بآراء الآخرين بمجرد بلوغهم الأربعين عاماً.

فقد حدد الباحثون سن 41 عاماً فهو العمر الذي يتوقف معه الإنسان عن الاهتمام بما يعتقده الآخرون تجاهه أو بأفكارهم .

ويتناقض هذا الموقف بين الأشخاص في مرحلتي العشرينات والثلاثينات، حيث أكد 56% منهم اهتمامهم بآراء الآخرين ونظرتهم تجاههم. )


قد لا أقتنع بموضوع تحديد العمر هنا


( حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ )
لعلنا نتفكر في هذه الجزئية من الآية الكريمة التي وردت في سورة الأحقاف و نتعرف على ما قال المفسرون فيها ، فهذه السن كما قيل هو سن استيفاء العقل و الفهم، وذروة تمام نعمة الله على الإنسان في كمال القوى التي منحه الله إياها.
يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله :
" ( حتى إذا بلغ أشده ) أي : قوي وشب وارتجل ( وبلغ أربعين سنة ) أي : تناهى عقله وكمل فهمه وحلمه .


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مأمـون (المشاركة 1059003029)
عندما أتوقف عن الإهتمام بما يعتقده الآخرون تجاهي أو بأفكارهم عني ، اكون قد بدأت السير في طريق تحرير عقلي ،

و على جوانب هذا الطريق سأجد بعضاً من ذاتي و أتعرف إليها أكثر كما سأجد كثيراً من واقعية كنت بعيداً عنها أو كنت أحاول إبعادها عني

و سيقل جهلي ، لكنه لن ينتهي .

أتوافق معك هنا ولعل من يعرفني حقيقة أو في العالم الإفتراضي يعرف كثرة ترديدي لجملة :
( ليس المهم كيف يراك الناس، المهم كيف ترى أنت نفسك. )



اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مأمـون (المشاركة 1059003029)
الأخ رحال

أرجو توضيح المقصود بكلمة ( التأله )

( ينطلق في جمال الكون الذي يُعينه في تحليقه نحو التأله ) .

تحياتي أيها العزيز .


لا أظن أن مثلك يجهل المقصود من هذه الكلمة، و أعتقد أنك أردت و بذكاء أن يتم توضيح المعنى حتى لا تشطح الظنون ببعض من يقرأ، لذا أقول :-
الفعل أي فعل ويدخل فيه الكلام - و الكتابة نوع من الكلام يقوم به الشخص أي أنه فعل - أقول هذا الفعل يحدده الخلفية الثقافية للشخص الذي قام بهذا الفعل، و أقصد بالثقافية هنا المعنى الواسع للكلمة.
ومن قال هذه الجملة هي "ماري مادلين ديفي" ، الآن ماذا تقصد " هي " بهذه الكلمة ، فأنا لا أستطيع الجزم، ولكن لابد لي أن أضع اعتقاداتها ، و ما تؤمن به أو ما لا تؤمن به ، في الإطار ، كما و أن هناك ظناً أجزم به أنها قرأت في الفلسفة كثيراً ، و مثلك يعرف أن الفلسفة فيها من الحديث في الماورائيات الشيء الكثير. هذا أولاً.
أما ثانياً فكما أن الكلام هو فعل فإن هناك فعلٌ آخر مرتبط به ألا وهو " كيف يُفهم هذا الكلام ".
و " فعل " الفهم أيضاً يحدده الخلفية الثقافية للمتلقي ، كما يحدده السياق الذي وردت فيه الكلمة المراد فهمها علاوة على معانيها خصوصاً إذا كان لها في اللغة أكثر من معنى.
الآن و بعد هذه المقدمة التي أرى أنها ضرورية ، سأقول لك كيف فهمت هذه الكلمة.
لو بحثنا عن المعنى اللغوي لكلمة " تأله " لوجدنا من معانيها :-
تَأَلَّهَ : تَنَسَّك وتعبَّد، و تَأَلَّهَ : ادّعى الألوهِيَّة .
وهما كما يرى الجميع فيهما تناقض ، و هذا التناقض لا يُرفع إلا بفهم السياق الذي ترد فيه الكلمة.
كوني مسلماً فالمعنى الثاني لا يمكن أن يخطر على بالي، لأنه يخرجني من دينٍ اسأل الله أن أحيا و أموت عليه - و الدعوة موصولة لكل موحّد - لذا فهذا المعنى مرفوض عندي ، و يبقى المعنى الأول و هو التنسّك و التعبد.
وهنا ندخل في لعبة المعاني مرّة اخرى ، فالتنسك يعني عندي : التقرب إلى الله بأعمال البر و الطاعة ، وهذا الفعل سيؤدي بالشخص إلى المحبه ، و من أحبه الله كان سمعه الذي يسمع به، و بصره الذي يبصر به، و رجله التي يمشى بها، و يده التي يبطش بها، كما ورد في الحديث القدسي.
هذا الشخص ألا ترى معي أنه أعتلى، و أرتقى، و وجد ذاته نتيجة هذا التأله.؟
تحيّة تشبهك و سلام.

رحّال 23-11-2015 03:53 PM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنت الاصول (المشاركة 1059003033)
اخي الفاضل رحال يسعدني ان اشارك في موضوعك الرائع و كعادتك دائما تختيار ماهو صائب ومفيد
فشكرا لك على ذالك الانتقاء
اخي الكريم إن معرفة الذات وتشريحها وتحليلها والبحث عن أماكن الضعف ومواطن القوة
مؤشرات وإشارات تدل على الحنكة والتمرس في التفاعل بين الذات والآخر
هذا مالدي من تعليق على موضوعك فاعذرني على الاختصار
كن بخير


بنت الاصول ،، تشرفين كما دوماً ،
كوني بخير.

حتما ً سأكون 24-11-2015 01:27 PM

رد: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
 
حبيب قلبي البكار .. أغلب كتبه عندي
مايتداوله الناس من أفكار وقيم هو نتاج تجارب تحت ضروف معينه خاصه بكل فرد
نحن من ضمن هؤلاء الناس عندنا قيم وافكار ايضا ً .. ولا ينبغي أن يكون الجميع من أهل العلم والصلاح ،
ولا ينبغي أن تكون تلك الافكار والقيم ثابته بل يجب أن نغيرها إذا وجدنا افضل منها
ونعيد تشكل وعينا وفق ضروفنا .. فقيمنا وافكارنا في مراهقتنا تختلف عن الآن .. وفي هرمنا ستختلف عما هي عليه الآن ..
الانسان كائن إجتماعي يؤثر ويتأثر ..
كنا في رحله وقلت ذات يوم عند موقف معين ..( إذا كان ما أفعله ليس حراما ً ولا عيب ( وفق قيم مجتمعنا ) .. سأفعله ولا يهمني أحد ..
فوجئت قبل فتره بفتاه شابة تقول مقولتك صارت مبدأ عندي .. لايهمني أحد مادمت لاأغضب الله ولا أفعل مايعيبني أو يعيب أهلي ..
ومن باب تقدير الذات .. أنا مؤثره في محيطي .. مع أن وصف أنتي غريبه قيل لي أكثر من مره :)
في زمان الزمانات كنا تسع فتيات وكان هناك استبيان في مجله كلنا خضعنا له
المفاجأة أن كل الفتيات نفس النتيجه إلا أنا :(
إلى الآن لادري ماهي إجاباتهم واختياراتهم التي جلبت هذه النتيجه ..
مجنونه الله وكيلك ..
والدليل على الجنون أنني شطحت بعيد عن موضوعك .. متحدثه عمياء كما اصف نفسي دوما ً..
رحال ..الله يعطيك ويرضك في الدارين ..
ومساءك مطر ..
وبرضه لي عودة :buba:


رحّال 25-11-2015 04:58 AM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حتما ً سأكون (المشاركة 1059003051)
حبيب قلبي البكار .. أغلب كتبه عندي
مايتداوله الناس من أفكار وقيم هو نتاج تجارب تحت ضروف معينه خاصه بكل فرد
نحن من ضمن هؤلاء الناس عندنا قيم وافكار ايضا ً .. ولا ينبغي أن يكون الجميع من أهل العلم والصلاح ،
ولا ينبغي أن تكون تلك الافكار والقيم ثابته بل يجب أن نغيرها إذا وجدنا افضل منها
ونعيد تشكل وعينا وفق ضروفنا .. فقيمنا وافكارنا في مراهقتنا تختلف عن الآن .. وفي هرمنا ستختلف عما هي عليه الآن ..
الانسان كائن إجتماعي يؤثر ويتأثر ..
كنا في رحله وقلت ذات يوم عند موقف معين ..( إذا كان ما أفعله ليس حراما ً ولا عيب ( وفق قيم مجتمعنا ) .. سأفعله ولا يهمني أحد ..
فوجئت قبل فتره بفتاه شابة تقول مقولتك صارت مبدأ عندي .. لايهمني أحد مادمت لاأغضب الله ولا أفعل مايعيبني أو يعيب أهلي ..
ومن باب تقدير الذات .. أنا مؤثره في محيطي .. مع أن وصف أنتي غريبه قيل لي أكثر من مره :)
في زمان الزمانات كنا تسع فتيات وكان هناك استبيان في مجله كلنا خضعنا له
المفاجأة أن كل الفتيات نفس النتيجه إلا أنا :(
إلى الآن لادري ماهي إجاباتهم واختياراتهم التي جلبت هذه النتيجه ..
مجنونه الله وكيلك ..
والدليل على الجنون أنني شطحت بعيد عن موضوعك .. متحدثه عمياء كما اصف نفسي دوما ً..
رحال ..الله يعطيك ويرضك في الدارين ..
ومساءك مطر ..
وبرضه لي عودة :buba:



مرحباً بعودتكِ ،
ما فهمته من تعقيبك هو أنك تقولين أنني ذكرت أنه ليس لدى الجميع قيم و أفكار ، و أنه يجب أن يكون الجميع من أهل العلم و الصلاح ،،،، و قد أكون مخطئاً في هذا الفهم.!
أنا نقلت و بالنص قول الدكتور بكار هذا " ينبغي أن نكتشف أنفسنا من خلال المبادئ والقيم التي نؤمن بها، ومن خلال المعارف الصحيحة التي يعترف بها أهل العلم والنظر، ومن خلال مقارنة أحوالنا بأحوال السبّاقين من أهل الصلاح والنجاح الذين نخالطهم، أو نقرأ عنهم."
تلاحظين هنا النص " ينبغي أن نكتشف أنفسنا من خلال المبادئ والقيم التي نؤمن بها " ، و الذي يعني أن المباديء و القيم هي خاصتنا ، مبادؤنا ، قيمنا.
أما قولكِ " ولا ينبغي أن يكون الجميع من أهل العلم والصلاح " ، فأنا لم أقل هذا، وما قال به أحد هنا، الذي قيل هو " ومن خلال مقارنة أحوالنا بأحوال السبّاقين من أهل الصلاح والنجاح الذين نخالطهم، أو نقرأ عنهم.".
المطلوب هنا هو " المقارنة " ، والمقارنة كما تعرفين هي أحد أساليب الحكم على الأشياء و الأشخاص و يكفي أن هذا الأسلوب قد أستخدمه الله عز و جل في كتابه.
الآن نأتي على قولكِ أن " ولا ينبغي أن تكون تلك الافكار والقيم ثابته بل يجب أن نغيرها إذا وجدنا افضل منها ".
أما الأفكار فأنا أتوافق معكِ أنها متغيرة.
بالنسبة للقيم و المباديء فهل هي متغيرة أم ثابته ، فهذا الموضوع هو موضوع جدلي و فيه كلام كثير.
أما بالنسبة للمباديء فهي عندي نوعان :
مجموعة نزلت وحياً ، فلا إيمان للشخص مالم يكن مؤمناً بها، و هذه ثابتة.
و مجموعة نشأت من واقع الحياة الإنسانيّة فيصبح من حق الإنسان أن يغيرها متى ما تغيرت الحياة.
أما القيم فهي أيضاً تختلف بإختلاف المجتمعات، فهناك الثابت وكل المجتمعات تستحسنه، و هناك المتغير الذي يستحسنه مجتمع و يستقبحه آخر.
ثم أن الحديث يطول ، و أنتظر قدومكِ لتثيري الأفكار كما هي عادتكِ. و أشطحي ففي شطحاتك جمال.
تحيّة تشبهكِ و سلام.

مأمـون 26-11-2015 03:59 AM

رد: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رحّال (المشاركة 1059003035)
أهلاً مأمـون ، لو كنت أعلم أن هذا الموضوع سيأتي بك لكنت أدرجته قبلاً.!




ألف شكر أيها المثقف المهذب .



أستاذ رحال :

الإنسان يبحث في حياته عن السعادة ..

هل نستطيع القول أن معرفة الذات تقود إلى السعادة ؟

و إذا قرنَا معرفة الذات بالعلم و الثقافة فهل الإنسان الجاهل لا يمكن أن يكون سعيداً ؟

أكيد أنك تعرف قصة ( الصيادون السعداء ) .. هل سبب سعادتهم أنهم عرفوا ذاتهم ؟

أكرر أن السعادة هي مبتغى كل إنسان ..

و هنا .. نستطيع أن نسقط ( معرفة الذات ) على كل إنسان سعيد ؟!

دمت بخير و سعادة .


الساعة الآن 03:16 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. موقع و منتديات سدير 1432 هـ - 1435 هـ

جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه وإنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه