وإليكم هذه :
كنت وعبدالله الغانم قبيل مغيب الشمس يوم الجمعة على الجوال في أمرٍ ... كيت وكيت ...
ثم قلت له : نم نم بس .
فرد قائلاً : هالحزة .
فقلت له : اشرب قهوة .
قال : تعال تقهو معي .
فقلت : احلف .
فرد : " ولا تجعلوا الله عرضةً لأيمانكم ... "
فما كان لي من حجة فكلام ربي غالبٌ غير مغلوب ... فحضر شيطان الشعر فأملى لي أن أقول لأبي سعد :
أبو سعد " أبى أن يستضيفَنْ=فأوجس منه قلبي ما يخيفَنْ
فرد أبو سعد :
أآبى أن أضيف الكهل ؟ كلا=تأبى يدعي أني أخيفَنْ
( وجواله جهازٌ أظنه من عام ألف وخشبة ليس فيه حرف المد ولا حول له إلا أن يجعلها همزةً ) فأرسلت إليه أقول :
أ جوالٌ قديمٌ تقتنيه=على المدات مستشرٍ يحيفَنْ ؟
فقال أبو سعد :
أعان الله جوالي غزاه=عويصف كهلنا زعمًا يخيفَنْ
فأرسلت إليه أقول :
أغار على بيانك أن عراه=جهازك منه قسرًا ما يزيفَنْ
فأرسل يقول :
فأين الزيف ؟ياكهلاً شجاه=صبابته بحرفٍ قد يعيفَنْ
فأرسلت إليه أقول :
جهازك يكتب المدات همزًا=فهلا ابتعت آخر كي تريفَنْ
فرد يقول :
جهازي سالمٌ من كل عيبٍ=ولكني سهوت فهل تطيفَنْ ؟
فأرسلت إليه أقول :
إذًا فاسجدْ وسلْ ربي علوًا=ولي فاسألْهُ حتى لا أَهيفَنْ
فأرسل يقول :
حمدت الله أنت لنا منارٌ=وفي الجنات ربي يستضيفَنْ
فأرسلت إليه أقول :
قصيدك مورقٌ يعلوه حسنٌ=علينا من جزالته يَضِيْفَنْ
فأرسل يقول :
وسامٌ ناله شعري فخورٌ=بأستاذٍ له قدرٌ ينيفَنْ
فأرسلت إليه أقول :
تظلُّ بشعرك الركبانُ تشدو=فذا حادٍ ... وتيك لهُ تغيفَنْ
فأرسل يقول و كان خاتمةً :
كريمٌ ياشويعرنا لطيفٌ=لكم لفظٌ أنيقٌ لايزيفَنْ
لعلها راقت لكم ... وإني لمثلها أتوق فمن يردْ أو تردْ فهنا أو بيننا الخاص .
مفردتان وردتا أريد أن أبين معناهما :
يَضِيْفَ : من ضاف أي مال بظله ودنا
يغيف : من غاف تمايل ورقص .