الموضوع: إميل.
عرض مشاركة واحدة
قديم 26-08-2017, 03:05 AM   #14
سليمان الزيادي
 
تم شكره :  شكر 19,067 فى 3,938 موضوع
رحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضو

 

Icon6 المنديل.

كان المعلم وأميل يزورون العائلة على صهوات الجياد ولكن بعد أن عرف أميل أن صوفي تخاف منها أصبحوا يزورونهم على الأقدام.
وفي أول رحلة لهم على الأقدام تقابلوا في الطريق حيث كانت صوفي وأمها يمشون تريضاً وعندما شاهدت صوفي قطرات العرق تتصبب من أميل
سحبت منديلها وقدمته له حتى يمسح العرق، وهنا طار أميل نشوةً وحلق سعادة.
رمزية منديل الحبيبة رمزية كبيرة قد لا يعرفها أبناء هذا الجيل، وهي رمزية مشتركة في جميع الثقافات ومنها ثقافتنا العربية.
فعندما تعطي فتاة منديلها لشاب فهذا يعني وكأنما هي تعطي جزءاً منها، ومنديل الحبيبة ليس قطعة من قماش ، إنما قطعة من القلب ..
وأحياناً لا يسلّي العشاق شيء في هذا العالم إلا هذا المنديل !. ويخفي منديل الحبيبة ، خافيات النفس وخفاياها.
والشعر والأغاني والقصص تمتليء بحكايا المناديل.
فقد غنت فيروز يا مرسال المراسيل خذ لي بدربك ها المنديل، وعبدالعزيز محمود منديل الحلو يا منديله، على دقة قلبي بغني له، والعندليب في ميل وحدف منديله، كاتب على طرفه أجي له.
طبعاً هذا كان قبل زمن الكلينكس، والسكايب، والواتس، والسناب.
وربما أفرد حديثاً عن المنديل ورمزيته في الحب في القادم إن شاء الله.
وكان الفصل فصل الصيف وكان النهار قصيراً ومشوار العودة طويلاً مما يجعل أوقات الزيارة قصيرة لذا أقترحت الأم أن يستأجرا غرفة قريبة يقضوا فيها الليل في أيام الزيارة.
هذا الإقتراح وجد قبولاً ووافق هوى في قلب أميل فصفق طرباً وعانقتها صوفي بلا تفكير.
شوي شوي توثقت العلاقة وزادت الألفة وكان المعلم يترك أميل يذهب وحده أحياناً، وحيث أن صوفي لم تسمح له بالزيارة إلا مرتين في الأسبوع فقد كان
أميل يقضي بقية الأيام في ممارسة هواياته ويساعد الفلاحين ويشاركهم العمل، وكانوا يدهشون من مهارته في استخدام الأدوات وكأنه فلاح أباً عن جد.
وكان يجود على الفلاحين بخبرته وصداقته وبمساعدات مالية للقيام بالإصلاحات التي يقترحها، ويعيد بناء بعض الأكواخ على نفقته، ويشتري بقرة لمن لا يملكها، ويعين الضعيف حتى يأخذ حقه من القوي، وإن سمع بعاشقين يعوزهما المال ليتزوجا جهزهما على نفقته.
وكثيراً ما تناول طعامه لدى الفقراء الذين يزورهم أو الفلاحين الذين يساعدهم.
فأشعرهم بالصداقة وبالمساواة بينه وبينهم في الإنسانية فهو كان يبذل الإحسان من شخصه وعواطفه قبل أن يبذله من ماله.

التوقيع


إن كنت تصدق كل ما تقرأ ،
رحّال غير متصل   رد مع اقتباس