هل قلت لكم أنني اكتب هذه السردية دون سابق إنذار ، أفتح أيقونة الرد وأقوم بالكتابة بشكل عفوي ، لذلك لا مكان للنقاد هنا ، هنا ارتشف قهوتي وأثرثر ^^.
رشفة قهوة ........
على سفح جبل مطل على منطقة سدير ، مقهى أدبي بني على الطراز الكلاسيكي ، رصفت على واجهته الخارجية عدة طاولات مستديرة وأخرى مربعة الشكل ، تفصل بين الطاولات الخارجية والداخلية واجهة زجاجية بدأت من أسفل أرضية المقهى حتى سقفه الخشبي ، وأزهار منوعة بعضها معلق والآخر وضع بعناية على أطراف ومدخل المقهى ، رذاذ ينبعث من أنابيب التبريد الذكي ، وصوت نافورة البحيرة الصغيرة كان لذيذا ، البحيرة صممت على الطراز الشامي ولكن حائطها كان زجاجيا يتيح لك الاستمتاع بمنظر السمك الملون داخلها .
ركنت سيارتي جانبا ومشيت نحو ذلك المقهى ، كان خاليا إلا من رجلين يجلسان على طاولة مستديرة خارج المقهى ، قد ألقى كل منهما ظهره نحو واجهة المقهى ويتحدثان بصوت مرتفع !
الأول كان يخطو نحو الخمسين ببطء ويلقبونه بالتغلبي ، أما الآخر فكان ينظر دوما نحو الأفق بدت تضاريس وجهه مسفرة عن حيويته .
عبرت من أمامهما وسلمت فردا السلام في الوقت نفسه ، بعد العبور سمعت رشفة أحدهم للشاي المعتق ، أما الآخر فكان يقول لصاحبه هل سمعت بهذا البيت من قبل ؟
جَـادَنِــي بـالـصـدِّ مَـمْـشـوقُ الــقَــوَامْ
واتْلف احْلامي على جفن الرحيل
لا أدري لماذا اهتز قلبي لهذا البيت رغم أني جئت للمذاكرة هنا ؟!
لا عليكم يا رفاق انقطعت الأصوات بمجرد تجاوزي للباب الزجاجي المؤدي للجلسات الدلخلية في المقهى ، ثمة نادل أصلع ومكتنز وسريع الحركة ، كان يمسح أكواب الماء ، اقتربت منه وهمست له برفق ، هل لي من طلب ؟
أشار برأسه دون أن يتكلم ، قلت له ارغب بتجهيز قهوتي بنفسي ، رفع حاجبيه مستنكرا ، ثم أشار نحو سيدة تجلس على طاولة مربعة وقال لي هذه صاحبة المقهى ، يمكنك التفاهم معها .
شعرت بالحرج نوعا ما ، ثم مشيت نحوها وسلمت واستأذنتها في صناعة قهوتي ، فقالت دون تردد (المقهى مقهاك أيها السفير ) ، إفعل ما بدا لك !
تعجبت من ردة فعلها كيف عرفتني ؟ وكيف لها أن تتقن اللغة العربية بهذه الطلاقة وهي من بلاد شرق آسيا ؟
عدت للأصلع وكان أيضا من شرق آسيا ويتقن اللغة العربية ، دخلت المطبخ وقمت بعمل قهوة سوداء تسر مزاجي حين أشربها ، وضعت فنجان القهوة وبجانبه كأس ماء أسقطت به قطعة ليوم بقشرتها وخرجت واقتعدت مقعداً بجانب طاولة الرجلين .
وضعت أمامي مذكرتي ، وبدأت اقرأ ، لكن صوت أحدهما اخترق أذني ( السفير ) التفت نحوه وقلت سم ؟
قال (سم الله عدوك ) تفضل معنا على طاولتنا ودع عنك المذاكرة ، تعال فكل ما تبحث عنه من أدب مستقر في رأس وقلب هذا الرجل وأشار نحو التغلبي .
لما دققت النظر في وجهه صرخت بفرح ( رحاااال ) و ( أبوإبراهيم الشويعر ) يا إلهي أنت جاهي ومولاي أي صدفة هذه ، ورميت المذكرة جانبا وقمت أمشي الهويني بسبب القهوة التي بين يدي طبعا ، وجسلت معهما وكان حديثا يشتهى وحلاوة لا تنتهي ، وسعة صدر لا تنجلي .
أخبرت التغلبي بخبر الرجل والمرأة بالداخل ، فقال لي هذا الرجل زوج لهذه المرأة وهما يعملان لدى صاحبة المقهى ، تجلس على تلك الطاولة وخلفها باب يؤدي إلى الطابق العلوي عبر درج رخامي لتوصل طلبات النساء في الطابق العلوي من المقهى ثمة جلسات في الأعلى شبيهة تماما بهذه التي في الأسفل مخصصة للنساء .
وكيف عرفت أنني السفير ؟
قال رحال يوجد تقنية عالية في المقهى من خلال ذبذبات تكشف خلايا المخ الأدبية مرتبطة بمعرفات الشخص في منتديات سدير ، وقد ظهر اسمك باللون الأزرق أمامها على الشاشة منذ ولوجك المقهى وهكذا حدث معنا من قبل ، نحن نشرب الشاي على حسابك اليوم ، هل نسيت أنك هايطت في المنتدى ^^ وقلت إن الحساب علي .
ابتسمت في فرح وقلت على الرحب والسعة ، ما رأيكما لو قدمت لكما قهوة من صنع يدي ؟
عارض التغلبي بداية وقال لا نستبدل الذي هو أشقر بما هو أسود ، ولا غنى لنا عن قهوتنا العربية ، فحاول رحال وشددت على أزره حتى رضخ الكهل لتذوق قهوتي .
يتبع ( التغلبي والقهوة التركية )
أمنياتي .