قال قائلٌ : لماذا الصوم يا حرفي ...
فقلتُ :
لِمَ العتبى إذا غِيضَتْ=قرائحُنا على الحرْفِ ؟
فما من صائمٍ إلا=و يفطرُ لو على هرْفي
و ما انْفَكَّتْ ذوائقُنا=تزِمُّ مواطنَ الضعْفِ
فلا ليلى و لا لبنى=و نَأنفُ مَذْقَةَ الوصْفِ
فكم من نُتْفَةٍ فصحى=تشوكُ النحوَ بالصرفِ
جَرَتْ في اللوحِ مُثْقلةً=و تشكو جفوة اللطْفِ
تموجُ بكلِّ مبتذلٍ=تشرَّبَ مِيرةَ السُّخْفِ
فلا هيَ جزلةٌ تحكي=رصينًا محكمَ الرصفِ
و لا هيَ عذبةٌ ريَّا=تناغي ساحرٓ الطرْفِ
فما رقّت مشاعرُنا=و ما من رائقٍ و ذْفِ