عرض مشاركة واحدة
قديم 25-12-2019, 02:48 PM   #4
عضو مميز جداً
 
الصورة الرمزية عبدالعزيز العمران
 
تم شكره :  شكر 16,200 فى 3,359 موضوع
عبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضو

 

رد: هيفاء .. (قصة من الواقع)!


" هيفاء "

الجزء الرابع .. والأخير

كانت لحظات دخولهم لمنزلهم مثيرة للحنين والشجن .. فقد غادروا المنزل قبل ما يقارب العام وهم
الآن يعودون بحال غير تلك كانوا عليها من الناحية المادية ، أما الطيبة والتسامح والخلق الرفيع فهي
من الثوابت التي لا يمكن أن يطالها التغيير لدى هذه الأسرة الكريمة إلا إلى الأفضل والأرقى .. حان
موعد الزواج واستعدت العائلة لحضور الاحتفال في قاعة قرب الحوطة .. وتحركت السيارة التي تقلهم
لتقف بهم أمام القاعة حيث اتجه العم عبدالله إلى قسم الرجال فيما اتجهت أم هيفاء وبناتها إلى
قسم النساء .. وبمجرد عبور بوابة النساء ووقوفهن أمام مسئولة العباءات ارتسمت علامة الدهشة
على ملامحها وجالت بنظرها بينهن وهي تذكر الله وتوقف نظرها أمام قوام وملامح الفاتنة هيفاء وقالت
وهي تبتسم ( مين ما شاء الله هالأميرة الحلوة ؟ فردت هيفاء بخجل وتواضع (شكراً لك .. هيفاء
العبدالله ) ، ثم دخلت القاعة وهي ممسكة بيد والدتها ومعها شقيقاتها .. وكان استقبال أهل الفرح لهن
فرحاً بحد ذاته تجلت فيه المحبة والمشاعر الصادقة كما أن لحظة دخول هيفاء للقاعة لا تخلوا من
الإثارة ، حيث أذهلت الحاضرات من النساء منذ أول خطوة مشتها في ممرات القاعة .. مرتدية فستاناً
مخملياً كحلي اللون مفتوح على الجانب ومنسدل على قدها بإحكام وبتوقيع تاداشي شوجي .. وعادة
لا يرتدي مثل هذا الفستان المخملي إلا من هي واثقة تمام الثقة بعدم وجود عيوب في جسمها .. كما
علقت على كتفها حقيبة صغيرة أنيقة من شانيل تتحرك حول خصرها وتداعب ما حوله .. أما حذاؤها
.فكان فضي اللون من جيمي تشو وقد اختارته بحيث يتيح لها الحركة بأريحية تامة .. كانت هيفاء في
قمة الأناقة وقد تابعتها العيون وهي في طريقها إلى الجلوس على الطاولة المناسبة واستغرق مرورها
وقتاً ليس بالقصير لتوقفها مرات عديدة للسلام على معارفها من الحضور في حين تتناثر الهمسات
والأسئلة بين الحاضرات ممن لا يعرفنها ( من هذي ؟ ماشاء الله تهبل .. يارب ما تكون متزوجة هذي
تناسب فلان ....... ) .. جلست هي ووالدتها وشقيقاتها على طاولة اختارتها بحيث تكون في منتصف
القاعة .. اكتمل توافد المدعوات وبدأت الفرقة تتأهب لبدء الفقرة الأهم في الاحتفال .. خفقت القلوب
تناغماً مع ضربات الإيقاع والدفوف مع خلفية هادئة لنغمات الأورج يتخللها صوت جميل للمطرب يصدح
بأغنيات يطرب لها الكثير من الحضور .. وشيئاً فشيئاً بدأ الحاضرات يدخلن جو الطرب والأنس ..
بعضهن يتمايلن على المقاعد وعدد منهن وقفن في الممر يتراقصن على بفرح غامر.. وكل حسب إمكاناته وما
وهبه الله .. المهم لديهن في مثل هذه المناسبات هو أن يعشن أجواء الفرح والسعادة بكل معانيها
وطقوسها بغض النظر عن بعض التفاصيل المتعلقة بالجسم أو الملبس ومدى ملائمتهما لتلك الأجواء
من عدمها . عدت الأغنية الأولى ثم الثانية ثم الثالثة .. والفاتنة هيفاء تراقب الأجواء بهدوء وتنتظر
الفرصة للمشاركة في الرقص وتهيء نفسها لذلك .. وقد حانت تلك الفرصة بعد أن سمعت إيقاعات
أغنية (فتنة الحفل) ..
وقفت هيفاء واتجهت بخطوات محسوبة في الممر الرئيسي للقاعة مرتدية فستانها الكحلي المنسدل
على قوامها بإحكام راسماً الحيرة وعلامة الاستفهام فيما إذا كان هو جميلاً بذاته أم أن جماله من
جمال لابسته هيفاء ؟.. تلافت الجميع وصوبت العيون تجاهها وكأنها الوحيدة في القاعة .. اختارت
موقعاً مناسبا ً بحيث يراها الجميع ثم استدارت وأعطت وجهها المشرق الجميل للحضور وبدأت في
تحريك جسدها الباسق بهدوء ، تستدير حول نفسها برشاقة متناهية ،وتتثنى بمرونة فائقة ، ولم
يفلح فستانها في إخفاء ارتجاجات جسدها المذهلة.. ترسم بتحركات يديها لوحة فنية بديعة في
الأعلى .. وتفجر حركة قدميها ينابيع الحياة على أرض القاعة. إعجاب منقطع النظير أخذ يتشكل بين
الحضور ويزيد ثم يزيد تبعاً لتسارع رقصات الفاتنة هيفاء .. وقف البعض وهتف.. وأصوات الصفير والتشجيع
لا تنقطع ( إيه .. يالله .. عاش الكحلي .. طيب يالكحلي .. أحلى وأحلى ....) .. فوضى من الفرح تكاد
تهز أركان صالة الفرح .. أوووووه مشهد فني سريالي فريد من نوعه ولا مثيل له مطلقاً ويكفي أن بطلته
هي (فتنة الحفل) هيفاء :

فتنة الحفل زيدي مشيتك بخترة
كل خطوة بروق وكل لفحه صهيل


باقي بين عقلي والجنون شعرة
اقطعيها ياشين عاشق مو هبيل

ارقصي .. بين حد الذنب والمغفرة
ارحلي في سكونك واسكني في الرحيل

وانحني مثل غصن في طرفه ثمرة
واوقفي مثل فزعات بدوي اصيل

آآه .. ولا لمحتك مقبله مدبرة
شفت مثلي نحيل زم حمل ثقيل

والدة هيفاء أذهلها رد فعل الحضور على هذا المشهد المثير وخشيت على ابنتها الغالية من الحسد
فاتجهت إلى خالق هيفاء ومبدع جمالها تدعوه أن يحفظها ويبعد عنها عيون الحسد ورفعت سبابتها تذكر
الله وتقرأ وردها .. تركت هيفاء الممر وعادت إلى مكان جلوسها بعد أبهرت الجميع وقدمت لهم نموذجاً
فخماً للجمال وكيف يكون .
زفت العروس وفق ترتيبات اجتهد في إعدادها أهل العروس وكان الأمر طبيعياً لدى أغلب الحضور
باستثناء القريبين جداً من أسرتي العروس والعريس حيث يمكن وبسهولة ملاحظة نظرات تصوب هنا
وهناك دافعها مقارنة بين هيفاء والعروس على خلفية سابقة ربطت بين فهد وهيفاء رغم انتفاء المبرر
لعقد هذه المقارنة الظالمة والتي لا ذنب فيها للعروس ولا لهيفاء فيها ..
عادت هيفاء ومعها أهلها إلى منزلهم بعد ليلة صاخبة ممتعة.. وفي اليوم التالي أخذت سيارتها واتجهت
إلى السوق الداخلي وترجلت منها متجهة إلى مجموعة من المحلات المتخصصة في بيع الجوالات تقع
على الضفة اليمنى للشارع العام .. وقصدت محلاً بعينه تعرف أن مالكه المتواجد فيه بصفة مستمرة
هو فيصل شقيق فهد .. استدارت في المحل على مهل وتعمدت تصويب نظرها ما بين فترة وأخرى
إلى فيصل الذي تفاعل مع تحركات ونظرات هذه الفتاة الفاتنة الساحرة.. وحالة من الإعجاب والذهول
بدأت تسيطر عليه.. بحيث لم يعد يرى أي شيء حوله باستثناء جسد أنثى يتحرك أمامه لم ولن يرى
في حياته مثله .
بعد أن تأكدت هيفاء أنها نجحت بامتياز في لفت نظر فيصل تجاهها.. تقدمت بهدوء ومدت يدها المترفة
. لتسلمه جهاز هاتف قديم يحتاج إلى الصيانة طالبة منه بصوت عذب كاد أن يذيب محتويات المحل وصاحبه
أن يصلح الجهاز.. ثم تأتي لتستلمه بعد أن يبلغها بجهوزيته على رقم هاتف لشريحة جوال أعدتها
لهذا الغرض.. انتهت المهمة الأساسية ولكن هيفاء لم تستعجل الخروج من المحل وراحت تقلب النظر
في كافة أرجائه وتطلب هذا الشاحن وذلك الإكسسوار وتلك القطعة.. وكانت كل تحركاتها وخطواتها..
. وهمساتها محسوبة بعناية وحرص لتضمن تماماً تحقيق الهدف من الزيارة .. انعكس تأثير هذا المشهد
المثير على ملامح فيصل .. وعصف بمشاعره في وقت قياسي جداً ولكنه غير مستغرب لمن يعرف
هيفاء ويسمع عن جمالها.
غادرت هيفاء المحل ومعها قلب فيصل الذي هو الآخر كاد أن يلحق بها ولكنه تمالك نفسه وبقي واقفاً
أمام باب المحل يشيعها بنظراته ويتأمل تموجات جسدها الفاتن إلى أن انعطفت يساراً حيث تقف
سيارتها .. في حين ألقى فيصل بجسده على الكرسي وراح في حالة من التأمل والاستغراق يعيد
المشهد بكل تفاصيله مرة بعد أخرى .. وقد أيقن أنه يعيش منعطفاً مهماً في حياته إذا تمكن من
الحصول على إجابات شافية لأسئلة حائرة تناثرت أمامه :
من تكون هذه المذهلة؟ وأين تسكن؟ وهل يمكن الوصول إليها؟ وكيف السبيل إلى ذلك؟ .......
أسئلة متداخلة مربكة جوابها بالطبع عند هيفاء ولا غيرها !
اجتهد في إصلاح الهاتف وبادر بالتواصل معها وقد هيأ عدداً من الأسئلة أجابت عليها باقتضاب فيما عدا
سؤال الارتباط فقد فصلت فيه قليلاً قائلة بأنها ليست سعودية بل إنها من أم سورية شركسية وأب
صومالي وهي من مواليد المملكة وترغب في زوج سعودي مناسب يمكنها من الحصول على
الجنسية السعودية .. فقال فيصل وبشكل مباشر "أنا هو" هل تقبلين بي زوجاً؟ فقالت أعطني فرصة
أفكر في الأمر ولكن قبل ذلك سأرسل لك عنوان منزل أهلي ولعلك تأتي بأهلك ليتم التعارف ومن ثم
اتخاذ الخطوات المقبلة .. فكاد فيصل أن يفقد صوابه من الفرح وترك المحل متجهاً إلى أهله ليخبرهم
برغبته في الزواج وأنه وجد العروس التي يتمناها حتى وإن كانت غير سعودية .. ونقل لهم بالتفصيل
ما رآه وسمعه من الفاتنة "مروة" هيفاء) .. وتحفظوا بعض الشيء ولكن ليس إلى درجة الرفض
. والممانعة .. وتم التنسيق مع شقيق "مروة" مازن زوج هيفاء) .. واتجهت السيارة المقلة لفيصل
وبعض أهله إلى العاصمة الرياض وسارت حسب إرشادات السيد جوجل إلى أن وقفت امام باب
المنزل ليستقبلهم مازن بحفاوة تليق بهم وأشار لهم بالدخول إلى المنزل حيث كانت سيدته هيفاء
بانتظارهم !!.. وأترك لخيالكم إكمال بقية المشهد والأحداث .


شكراً لكم أحبابي .. وعلى دروب الود نلتقي ،،
التوقيع
عبدالعزيز العمران غير متصل   رد مع اقتباس