الموضوع: إميل.
عرض مشاركة واحدة
قديم 23-08-2017, 09:50 AM   #2
سليمان الزيادي
 
تم شكره :  شكر 19,067 فى 3,938 موضوع
رحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضو

 

Icon6 التعريف بالكاتب.

ولد جان جاك روسو في جنيف بسويسرا في 12 يونيو 1712. توفيت والدته بعد ولادته مباشرة، ووالده، وهو صانع ساعات
يدعى إسحاق روسو، تخلى عنه عمليا في سن الثانية عشرة.
وقد أمضى روسو في هذا العصر المبكر سنوات عديدة كمتجول يعيش في بيوت أصحاب العمل والصديقات
وعمل كموظف ونقاش ومعلم خاص. وبحلول عام 1742، عندبلوغه الثلاثين ، كان قد شق طريقه إلى باريس،
حيث عمل بعدة أعمال، وكان مهتماً بالموسيقى وسعى إلى احترافها.
وفي باريس أصبح صديقاً للفيلسوف والكاتب والموسوعي الفرنسي دنیس دیدرو، وهو من قادة حركة التنوير
التي سبق وأن تحدثت عنها بالتفصيل في سنابات سابقة.
كان أول نجاح لروسو ككاتب وهو في الأربعين من عمره، عندما حصل على جائزة أكاديمية ديجون
لمقالة الأول الذي كان جواباً على سؤال طرحته الأكاديمية وكان نص السؤال هو :-
"هل ساهم التقدم الحضاري في إفساد أو تطوير الأخلاق"، وكان جواب روسو سلبياً حيث قرر أن الحضارة في معظمها
أفسدت الأخلاق الإنسانية والخير في البشر. هذه الفرضية التي لازمت جميع أعماله الفلسفية.
في عام 1761نشر أول اعماله السياسية وهو "خطاب في اللامساواة" أو ""بحث في منشأ وأسس عدم المساواة".
كما نال سمعة لا بأس بها بعد أن نشر روايته العاطفية "جولي"، إلا أن حظوظه بدأت بالتبدل في العام التالي.
في عام 1762 صدر لروسو "العقد الإجتماعي" و "إيميل"، الكتاب الذي سنتحدث عنه إن شاء الله.
كلا الإصدارين واجها هجوماً من السلطة ومن المثقفين على حد سواء.
وقد تم إحراق الكتابان علانية في باريس، وأمرت السلطات الملكية الفرنسية حينها باعتقال روسو الذي هرب إلى مدينة
نيوشتايل السويسرية، وهناك تخلى عن جنسيتة وبدأ العمل على سيرته الذاتية "اعترافات"، وقضى السنوات اللاحقة
في الهرب من السلطات الفرنسية وكذا من معاصريه.
في الثاني من يوليو سنة 1778 وبعد بضع سنوات من عودته إلى فرنسا قادماً من اسكتلندا حيث كان يلتمس
اللجوء مع الفيلسوف البريطاني ديفيد هيوم توفي روسو فجأة.
وعلى الرغم أن وفاته كانت مريحة للحكومة وللكثير من اعداؤه في المؤسسة الفرنسية إلا أنه وجد التقدير اللائق سنة 1794
عندما أمرت حكومة الثورة الفرنسية بأن يتم تكريمه كبطل وطني ووضع رماد جثته في البانثيون أو مقبرة العظماء.
على الرغم من أن روسو لم يتلق تعليماً رسمياً إلا أنه أمضى سنوات عمره في القراءة خصوصاً في الفلسفة و العلوم
السياسية والأدب القديم والحديث.وقد تأثر بأسلافه مثل هوبز و غروتيوس ومونتيسكيو ولوك، وسعى للجمع بين أفكار
المنظرين على طرفي نقيض من الطيف السياسي.
ففي بعض الحالات يتبنى وجهة نظر المحافظين مثل هوبز وغروتيوس، الذين قالوا أن التبعية الموافقة للسيادة
المطلقة أو الملكية هي الوسيلة الوحيدة التي تمكن البشر من الخلاص وفي نفس الوقت شارك روسو اهتمامات
الليبرالين مثل مونتيسكيو ولوك في وجوب المحافظة على حرية الأفراد من تسلط الدولة.
على الرغم من أنه كان يحترم هذه التأثيرات الحديثة المتعارضة إلا أن روسو كان كلاسيكياً مخلصاً.
نرى هذا في اعجابه العميق بسياسة أرسطو والمجتمعات المدنية في العصور القديمة، مع اقراره أن النظام الديموقراطي
الذي كان يطبق في اسبارتا غير ممكن التطبيق في العصر الحديث.
وكان مشروعه الفلسفي هو وصف مرور البشر من حالة الطبيعة إلى حالة المجتمع المدني وفهم الفضائل المختلفة
في كل حالة وإيجاد الطريق الوسط بينهما.
كان السياق الفلسفي الرئيسي لعمل روسو تاريخياً فيما يعرف بعصر التنوير الذي كانت انطلاقته من فرنسا وكان
اساطينه هناك مثل فولتير و دیدرو، و دالمبير الذي كان لكل منهم افكاره الخاصة إلا انهم اتفقوا على أن العقل البشري
والعقلانية والمعرفة يمكن أن تكون العوامل الرئيسية في التقدم البشري.
كما أنهم كانوا معادين للعقيدة الدينية والخرافات والإيمان الأعمي من أي نوع.
وعلى الرغم من أن روسو يعتبر في بعض الأحيان من الشخصيات الرئيسية لعصر التنوير، إلا أن علاقته
معقدة مع كثير من ممثليها وكذا مع طريقة تفكيرهم. ففي بداية حياته المهنية حافظ روسو على الصداقة الفكرية مع فولتير
وساهم ببعض المقالات في موسوعة ديدرو التي كان من المفترض أن تجمع كامل المعرفة البشرية المسجلة حتى وقتها.
ألا أنه فيما بعد أختلف معهما. وخرج عن الأفكار التنويرية فدافع عن الإيمان الديني، وانتقد الفوائد المحتملة لما يرونه
في منطق العقل البشري.
كان لفكر روسو تأثير تاريخي واسع. فكتاباته وضعت الأسس الفكرية للثورة الفرنسية والأمريكية. اعترافاته افتتحت النوع
الحديث من السيرة الذاتية وأثرت كثيراً في النظرية الأدبية وتقنية السرد لأكثر من قرنين من الزمان.
وقد حاول روسو بصفته منظراً أن يصف بدقة الأسس المنطقية التي يقوم عليها المجتمع المدني الحديث.
ونجد صدى أفكاره في كثير من أعمال الفلاسفة الإجتماعيين الأكثر تأثيراً من هيقل إلى ماركس إلى فوكو.
والزبدة أن روسو شخصية مؤثرة في تاريخ الغرب الفكري.

التوقيع


إن كنت تصدق كل ما تقرأ ،
رحّال غير متصل   رد مع اقتباس