عرض مشاركة واحدة
قديم 11-05-2011, 01:20 PM   #2
عضو مميز جداً
 
الصورة الرمزية عبدالعزيز العمران
 
تم شكره :  شكر 16,200 فى 3,359 موضوع
عبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضو

 

رد: الحب وأهله في سدير (قصص) .




أحب نورة .. وتزوج أمها !


(الجزء الأول - من أربعة أجزاء)



مع تباشير الصباح الأولى يخرج محمد من منزله متجهاً إلى مزرعته (النخل) التي لا تبعد كثيراً عن

المنزل.. يمشي مشية الواثق المعتد بنفسه ويحي من يقابله في الطريق بابتسامة الراضي والقانع

بحياته التي يغبطه عليها الكثير من أهالي الروضة .. يقضي محمد بياض نهاره في المزرعة يعمل

بجد ودون كلل أو ملل حتى توشك الشمس على المغيب .. ثم يقوم بتفقد المزرعة وجمع أغراضه

قبل حلول الظلام استعداداً للعودة لمنزله بعد عناء يوم من العمل .. وكالعادة تكون زوجته لطيفة

وأطفاله الأربعة في انتظاره على أحر من الجمر كونهم يحبونه حباً شديداً خاصة زوجته لطيفة التي

يحسدها الكثير على زوجها محمد البالغ من العمر أربعين عاما والمتميز بمواصفات الرجولة الخَلْقِية

والخُلُقية فهو ممشوق القوام .. قوي البنية .. وسيم الملامح .. كريم .. حازم .. منضبط في تصرفاته ..

يتكلم بحساب .. واثق بنفسه إلى درجة قد يراها البعض غروراً وهي ليست كذلك .. ولذا أصبح من

اللذين يحسب لهم حساب بين جماعته في الروضة ..

كانت حياته مستقرة .. وأيامه متشابهة لا جديد فيها .. همه الأول والأخير الاعتناء بأسرته ومزرعته

(النخل ) التي يشار إليها بالبنان كأحد أفضل المزارع حيث يحيطها سور من الطين تتزاحم داخله

ما يقارب الألف نخلة في منظر بهيج يسر الناظر .. وتتوسطها بركة المياه (اللزا) تتوزع منها مسارب

المياه (السواقي) إلى كافة أنحاء المزرعة .. فيما يخلو أحد أركانها من النخل ويستغله محمد لزراعة

ما يحتاج إليه من الخضار

يتردد بعض أصدقاء محمد عليه في المزرعة ويستقبلهم بالود والترحاب ولكنهم لا يطيلون المكوث

عنده لإدراكهم بمشاغله التي لا تنتهي .. ومن هؤلاء الأصدقاء سعد الذي يختلف في تركيبته النفسية

وأسلوب حياته اختلافا كبيراً عن محمد ، فبينما يتميز محمد بشخصية جادة وملتزمة كان سعد يتميز

بروح مرحة شقية ويعد من أصحاب الهوى ، يحب (سعة الصدر) و(الفرفشة ) و(شيلات السامري)

وكان كثيراً ما يلح على صديقه الفلاح محمد لمصاحبته في ليالي سمره في) أبو قاطور) أو (القردانية)

ولكنه يواجه رفضاً قاطعاً من قبل محمد بل إن محمداً يسخر منه ويقول ( أنتم يا أهل الهوى ما عندكم

سالفة يروح ليلكم وانتم تغنون وأحبابكم ما دروا عنكم) .. ولكن هذا لم يعجب سعداً واعتبره إهانةً

لشخصه ولأصدقائه المشاركين له في ليالي الأنس و(شيلات السامري ) ، الأمر الذي دفعه للتفكير

بشكل جدي في طريقة أو حيلة يغير بها أسلوب حياة محمد رأساً على عقب رغبةً منه في احتواء

شخصية بأهمية محمد وكذلك انتقاماً من تهكمه وسخريته اللاذعة ..

الصديق (الهواوي) سعد له شقيقة أرملة في الأربعين منالعمر حظها من الجمال قليلولها بنت

واحدة (نورة) وأربعة أولاد ، وحالتهم المادية في أدنى المستويات ، نورة هي الأكبر من بينأشقائها

وهي آية في الجمال لم يرها أحد إلا وسلبت لبه وعقله ، وقد اشتهر جمالها عندأهل (الديرة) والقرى

المجاورة فأصبحت مطمعاً للكثير من شباب سدير وهاجس يسكن دواخلهم والكل منهم يمني نفسه

لعل وعسى أن تصبح من نصيبه.

اشتاق سعد ذات يوم لصديقه محمد فقرر الذهاب لزيارته في مزرعته وهناك جاذبه الحديث كالمعتاد

وقبل أن يودعه أشار له محمد بأن يحمل زنبيلاً يحوي بعض الخضار ليأخذه وهو في طريقه إلى

شقيقته حصة (أم نورة) كما هي عادته ما بين فترة وأخرى عطفاً على حالتها وضيق ذات اليد لهذه

الأرملة المسكينة .. وهنا لمعت في ذهن سعد فكرة البدء بتنفيذ مخططه الرامي إلى تغيير أسلوب

حياة محمد ليصبح من أهل العشق والهوى .. فابتسم في خبث وقال (الله يجزاك خير يا محمد ما

قصرت ولكن أنت تعرف أختي حصة أرملة ولا عندها من يوسع صدرها هي وعيالها ويملون من

الدار.. وش رأيكلو أروحهم يكشتون في طرف المزرعة ثم وهم راجعين تعطيهم هالأغراض ؟) ،

فأجاب محمد وبكرمه المعتاد (الساعة المباركة لهم المزرعة كلها ولي طرفها) .. ودع سعد صديقه

وغادر المزرعة منشرح الصدر حيث أحس بأنه خطا الخطوة الأولى في مشوار ترويض محمد ،

ثم اتجه مباشرة إلى بيت أخته حصة ليبلغها عن موضوع النزهة (الكشتة) المقترحة في مزرعة

صديقه محمد وطرق الباب وفتحت الباب له أخته التي رحبت به فيما تقافز الأولاد فرحين بمقدم

الخال سعد حيث كان كل ما في دارهم يوحي بالكآبة والملل مما جعل من مجرد طرق الباب ودخول

خالهم المنزل حدث يستحق الاحتفاء .. فيما كانت نورة وبجمالها الفاتن تستند على سارية في فناء

(مصباح) الدار وتلوح بيدها لخالها الذي تحبه كثيراً .. حياهم الخال سعد جميعاً وجلس معهم في

( المصباح) وتوجه بالكلام لشقيقته حصة وقال (جهزوا أموركم تراكم بكره تبي تكشتون في

مزرعة رفيقي محمد (.. فرح الجميع بهذا الخبر السعيد وخاصة نورة تلك الشابة التي تعاني من

رتابة الحياة في منزل أهلها الكئيب .. نهض الخال سعد مودعاً لهم ولكنه حلف على أخته حصة

بأن ترتاح في مكانها ولا ترافقه إلى الباب مما حتم على نورة مرافقته بدلاً من أمها .. وكان هذا

ما يأمله سعد .. وقبل خروجه من المنزل همس في إذنها قائلاً : (أنا واثق في طبعك ولا فيه

شك ولكن أبيك بكره تكسرين عين هاالمغرور راعي المزرعة محمد وأنت تعرفين الباقي ...)

فهمت نورة مقصد خالها وهزت رأسها بالموافقة خاصة وأنه قد شكا لها في وقت سابق من أسلوب

حياة صديقه محمد ومبالغته - حسب رأيه - في الانضباط ! .

وفي الصباح أخذت الأم وأولادها أغراضهم وراحوا يمشون للمزرعة حتى وصلوها وهناك اختاروا

لهم مكاناً في أحد جهاتها وجلسوا في دائرة صغيرة ثم أوقدوا ناراً بقدر ما يكفي لتجهيز إبريق من

الشاي لتناوله مع إفطارهم البسيط وكانت نورة هي الأكثر حركة وحماساً بل إن وجودها في المزرعة

كان هو الحدث الأبرز في تاريخ هذه المزرعة ومالكها محمد.. وهذا ليس من قبيل المبالغة إذا ما

عرفنا الجمال الطبيعي الذي أودعه الخالق في ملامح وجسد هذه القروية الفاتنة ..وهو جمال ساحر

آسر يفوق الخيال من أعلى هامتها إلى أخمص قدميها ، وهي حالة نادرة من النساء اكتملت فيها كل

مقومات الحسن والملاحة وروعة التكوين .. كان محمد يراقبهم من بعيد ولكن بلا اهتمام حيث لديه

ما يشغله عنهم ولم يشأ الاقتراب منهم رغبةً منه في عدم إحراجهم .. ولكن نورة في المقابل كانت

تراقبه وتتحين الفرصة للاقتراب منه تنفيذا لوصية خالها سعد .. وبينما هي كذلك لمحته وهو متجه

للزا ( بركة الماء ) فقامت هي واتجهت لنفس المكان من الجهة الأخرى وكأنها لم تره .. الأمر الذي

فرض اللقاء وجهاً لوجه مع محمد الذي تفاجأ بالموقف وأصابه الذهول فتسمر في مكانه واتسعت

حدقة عينه وفغر فاه أمام أنثى لم يخطر في باله أن مثلها يعيش على كوكب الأرض فما بالك وهي

في بلده الروضة بل وهي الآن في مزرعته .. تراجعت نورة في غنج وهي تحاول تغطية وجهها

وتتظاهر بالارتباك مماجعل( الشيلة) تسقط على الأرض لتنثني بهدوء حتى كاد يلامس شعرها

الأشقر الأرض لترفع (الشيلة) وتأخذها في انعطافة لا تليق إلا بقوامها هي وحدها .. اعتدلت في

وقفتها وعادت من حيث أتت في مشية مثيرة غير متعجلة ... هذا المشهد المثير أفقد محمد صوابه

وأربكه ..فقد كان يسمع عن جمال نورة ولكنه أبدا لم يتخيله بهذه الصورة .. شيعها بنظره إلى أن

ابتعدت... انقضى النهار وغادرت الأم وأبنائها المزرعة ثم غادر هو المزرعة ولكن هذه المرة

كان الحال مختلفاً ...

نكمل ..
التوقيع

التعديل الأخير تم بواسطة العَربْ. ; 11-05-2011 الساعة 03:16 PM.
عبدالعزيز العمران غير متصل   رد مع اقتباس