أي دهشة ما لم تقترن بدهشة فلسفية أو أدبية أو إنسانية أو علمية فستفقد قدرتها على البقاء ، فلو ذهبتُ إلى جنيف (مثلاً) وسكنت ُ قي كوخ خشبي ، وتأملت مروجها وصعدت جبال الألب وجلست تحت ظلال أشجار الجورا عند خليج من الماء يرتحل فيه نهر الرون .. ولم أكتب قصيدة فستفقد دهشتي قدرتها على الحياة .. ولو كتبت القصيدة فسأكون مثلما فعل نيوتن حينما سقطت التفاحة فألهمته الدهشة ( اكتشاف القانون ) فوثّقت الحياة اندهاشه تلك اللحظة !
والشعر العربي مليء بالاندهاش والتعجب .. ألم يتعجب المتنبي من فعل الزمان :
ولقد عجبت من الزمان وفعله ** في حط ذي شرفٍ ورفعة أرذلِ