الموضوع: ((منكم واليكم))
عرض مشاركة واحدة
قديم 21-06-2014, 11:14 PM   #32
مشرفة الأسرة والمجتمع
 
الصورة الرمزية مطلبي الجنان
 
تم شكره :  شكر 13,920 فى 3,119 موضوع
مطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضو

 

رد: ((منكم واليكم))

تأخر زواجي .. فهل سيستجيب الله دعائي؟!






منذُ أربع سنوات وأنا أدعو ربي أن أتزوَّج بزوجٍ صالح، همستُ لربي كل مواصفاته، وأعلم وأرى كيف أدهشَ ربي أناساً باستجابة دعائهم، فبعضهم حصل على الذرِّية بعد 13سنة من الزواج، وبعضهن تزوجت وهي في نهاية العشرينات، وأرى حافظات قرآن ومُعلِّمات ذوات أخلاق لم يتزوجن؛ ولذلك دائماً يوسوس لي الشيطان بأنني لن أتزوج؛ لأن هناك نساءً أكثر مني جمالاً وعلماً لم يتزوجن، وكيف أتزوج والفتيات الأصغر مني تزوَّجن.
أنا -والحمدُ لله- ممن يُحافظ على السنن والرواتب، وصلاة الفجر، وصيام الاثنين والخميس، ورغم هذا لا أخشع في الصلاة؛ لأن كل تفكيري هو أنني أريد أن أُصبح أماً.
أصبحتُ سيئة المعاملة مع أمي وأبي، وأعتزل إخواني وأخواتي، وأُفضِّل الجلوس وحدي، وأستغفرُ الله وأحمده 1000 مرة، وأُصلِّي على النبي كذلك 1000 مرة، وأحياناً كثيرة إن لم يغلبني النوم أدعو في الثلث الأخير من الليل، ولكن لا تخرج دموعي، ولا أستطيع، لكني أعرف أن ربي يسمع حتى لو لم نبك عند الدعاء، لكني أدعو، وأحاول أن أفكر فيما أدعو به.
نفسيتي سيئة جداً، وأصبحتُ أكره الاجتماعات؛ لأنني أحس أنني ناقصة، وأن من هُنَّ في نفس عمري وأصغر يحسبونني سأحسدهم على ما هم فيه، وأنا -والله- أتمنَّى لهم الخير، وأدعو لنفسي بالزواج ولكل من أعرفها لم تتزوج.
أرشدوني؛ هل سيتحقق دعائي قريباً، أم لن يستجيب الله دعائي؟ فدائماً يوسوس لي الشيطانُ بسوء الظن في ربي، مع علمي أنَّ الله قدير، ولكن يوسوس بأنني لا أستحق أن يستجيب دعائي، لأن هناك من هُنَّ أفضل مني ولم يتزوجن!
هل أترك الدعاء، والتفكير بالزواج، وأحاول "تطنيش" الناس وأسرتي؟ رغم أن أبي قد قال لي: "لا تحملي هم أنك لم تتزوجي وصديقاتك تزوجن، ولا تعصبي" لأنني أصبحتُ عصبية جداً، لا أُحبُّ المزاح أبداً، وأُفضِّل الجلوس وحدي.
دعوتُ ربي في رمضان العام الماضي؛ لأني أعرفُ أن من دعا في رمضان فلا يأتي رمضان القادم إلا ويستجيب الله له، والحمدُ لله استجاب الله بعض ما كنتُ أدعو به، فقد دعوتُ لأحد إخواني أن يرزقه ربي ذريةً، واستجاب الله لي، إلا أنني لم أحض بحلمي إلى الآن!






ركزوا في الحل رائع جدا



المستشار: د.أحمد الحسن




ابنتي الفاضلة، حفظكِ الله ورعاكِ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وأشكركِ على ثقتكِ بالموقع، وأسألُ اللهَ لكِ الإعانة على دينكِ ودنياك.
وأمَّا بالنسبة لجوابي؛ فهو في النقاط الآتية:
أولاً: ابنتي الفاضلة: لقد لفتَ انتباهي تعلُّقك بطاعةِ الله تعالى، وهذا مما يفقده كثيراتٌ ممَّن هُنَّ في مثل عمرك، ومن هنا أقول: يجب عليك أن تتوجَّهي إلى الله تعالى بشكره على هذه النِّعمة العظيمة -أعني نعمة الالتزام-، واعلمي أن هذا ليس بحولك ولا بقوتك، بل منة من الله، ومن هنا سلي ربَّك الثبات على ما أنتِ عليه. نسألُ الله أن يوفِّقنا، وأن يُسدِّدنا، وأن يثبِّتنا على طاعته وطريق مرضاته.
ثانياً: أسألك سؤالاً: لو أن طفلاً أعجبته الدراجة العادية، فأحبَّ أن يمتلكها، فجعل يلح على أبيه في طلبها -وربما يبكي في بعض المرات- وأبوه كان يمنعه، ليس بُخلاً، بل لأن بيتهم يفتح على الشَّارع العام، وتكثر فيه السيارات، فمنعه خوفاً عليه من أن يخرج في غيابه بالدراجة وتدهسه سيارة فتقتله، أليس مع أبيه الحق في هذا المنع؟ ستقولين: نعم. لكن إلى متى هذا المنع؟ أقول: إلى أن يكبر الولد ويبلغ سنَّ التمييز، وحينها سيفهم لماذا منعه أبوه. هكذا بعض الناس في سؤالهم لله تعالى يريدون الإجابة فوراً، وقد نسوا أن لله حكمة في تعجيله أو تأجيله في إجابة الدعاء، بل في المنع والعطاء، فهناك من النَّاس من لو أعطاهم الله كل ما يسألونه لضعف دينهم؛ لوجود الدنيا في حياتهم، والدليل قوله تعالى: {ويدعو الإنسانُ بالشرِّ دعاءه بالخير وكان الإنسانُ عجولاً******.
ثالثاً: بناءً على ما سبق أريدك -ابنتي- أن تُحسني الظن بالله؛ فإن حسن الظن بالله عملٌ قلبيٌّ عظيم المنزلة والأثر في الدين، وله عاقبة حسنة، والعبد مفتقرٌ إليه في سيره لربه، ومكابدته لأمور معاشه، وتعامله مع صنوف الخلق، قال الله تعالى: {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين****** قال سفيان الثوري: "أي أحسنوا بالله تعالى الظن"، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: (أنا عند ظن عبدي بي، إن ظنَّ خيراً فله، وإن ظنَّ شرَّاً فله) رواه أحمد. وكان سعيد بن جبير يقول: "اللهم إني أسألُك صدق التوكل عليك، وحُسن الظن بك)، ويروى في مسند البزار: (إن أفضل العبادة انتظار الفرج) وحُسن الظن بالله حقيقته أن يظن العبد بالله خيراً ورحمةً وإحساناً في معاملته ومكافأته ومجازاته أحسن الجزاء في الدنيا والآخرة، وهذا يتحقق في مقامات:
الأول: إذا دعا ربه أن يقبل ربه دعاءه، كما جاء في الحديث: (ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة) رواه الترمذي.
الثاني: إذا تقرَّب إلى الله بعملٍ صالح أن يتقبل الله عمله ويرفعه، قال تعالى: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ******.
الثالث: أن يقبل توبته إذا أذنب وتاب فأناب، وقد تضافرت النصوص بهذه الحقيقة، قال تعالى: {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ******.
الرابع: أن يُوقن بوعد الله ونعيمه الذي أعدَّه الله لعباده الصالحين المستقيمين على طاعته وشرعه، وقد تواترت النصوص بذلك، قال تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ******.
الخامس: أن يُوقن بحسن لقاء الله وستره، وتجاوزه عنه، وهو في سياق موته، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يموتنَّ أحدُكم إلا وهو يحسن الظن بالله) رواه مسلم. وقال ابن عباس: (إذا رأيتم الرجل قد نزل به الموت، فبشروه حتى يلقى ربه وهو حسن الظن بالله تعالى، وإن كان حيَّاً فخوِّفوه بربه، واذكروا له شدة عقابه).
رابعاً: من منطلقِ الإيمانِ بالله يجبُ علينا أن نؤمنَ بالقدرِ خيرهِ وشرِّه -والشر بالنسبة لنا-، فما يجري في الكون كله قد علمه الله وشاءه وكتبه، فهو سبحانه يعلم ما كان وما يكون، وما لم يكن، ولو كان كيف يكون، لا يعزب عن علمه شيء، ولا يجري في كونه شيءٌ إلا بمشيئته وتقديره، فله سبحانه القدرة التامة والمشيئة النافذة، وقد كتب سبحانه مقادير الخلائق قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- كما في حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه: (كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة) أخرجه مسلم. وفي حديث عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- الذي حدَّث به وهو في مرض موته: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن أوَّلَ ما خلقَ اللهُ القلم، فقال له: اكتب، فجرى بما هو كائنٌ إلى الأبد) ومن ضمن ما كتبه القلم: من هو زوجكِ؟ وأين ستتزوجين؟ وهل ستتزوجين أم لا؟ ومن هم أبناؤك وأحفادكِ وذريتكِ إلى يوم القيامة؟ والرزق، والأجل، وبلد الإقامة، وغيرها، يقول تعالى: {وما تدري نفسٌ ماذا تكسبُ غداً وما تدري نفسٌ بأي أرضٍ تموت****** [لقمان:34].
إذن: هي قضيةٌ مسلَّمة، ووالله ليس لكِ أن تضيعي فيها جزءاً من وقت، أو تقلقي من أجلها؛ فهي محسومةٌ منذُ بداية تسطيرِ الأقدار، ولن تستطيعَ فتاةٌ بخروجها أو دخولها أو سفورها، أو تعرّفها، تغيير شعرةٍ واحدةٍ فيها، ثم إنَّ الله تكفّل بالرزق لعباده، فهو الذي يرزقُ الطّيور في أحشاشها، والديدانَ في أوكارها، بل الجنين في بطنِ أمه! ألم تقرئي في كتابِ الله قصَّة مريم العذراء، والتي كان يأتيها رزقها في المحرابِ صباح مساء، فقيل لها: {يا مريمُ أنَّى لك هذا قالت هُو من عند اللهِ إنَّ الله يرزقُ من يشاءُ بغير حسا********* [آل عمران:37]؟!.
ختاماً: أوصيكِ بتقوى الله في كل أمرٍ من أموركِ، وكثرة الاستغفار، والدّعاء في الأسحار، ومن الدُّعاء الحسن القوي: (يا حيُّ يا قيوم، برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين)، {رب إَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ******.
وهذا دعائي لك بالزوجِ الصالح الذي يُعينك على أمرِ دينك ودنياك. والسلام عليكم ورحمة الله.
التوقيع
مطلبي الجنان غير متصل   رد مع اقتباس