الموضوع: ((منكم واليكم))
عرض مشاركة واحدة
قديم 23-06-2014, 06:14 PM   #33
مشرفة الأسرة والمجتمع
 
الصورة الرمزية مطلبي الجنان
 
تم شكره :  شكر 13,920 فى 3,119 موضوع
مطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضو

 

رد: ((منكم واليكم))



بلائي عظيم: لا أشعر بالمحبة تجاه والدي؟!


استشارات اجتماعية > العلاقات الأسرية



مشكلتي صعبة، وبلائي عظيم، وربما لا يصاب به حتى الكفرة وأعداء الدين! باختصار أيها السادة الأفاضل: أنا لا أحب أبي وأمي، بل أشعر في كثيرٍ من الأحيان أنني أكرههم، فما الحل؟ أعتقد أحياناً أن فراقهم لعدة أيام يمكن أن يرجع لي شيئاً من حبهم، فأغيب عن المنزل لعدة أيام، وعندما أعود لا أشعر بالحب تجاههم، بل أصرخ في وجوههم، وخلقي يزداد سوءاً.



المستشار: أ.فيصل العشاري




الأخ موسى: السلام عليكم ورحمة الله.
نشكركم لتواصلكم معنا، وثقتكم بموقعنا.

لا شك أن علاقة الولد بوالديه هي علاقة عظيمة، وغير اعتيادية، عظم الله شأنها في كتابه الكريم: {ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً******؛ وذلك لما لهما من المنة والفضل في الرعاية والاهتمام، والصبر على تنشئة هذا الولد، والوالدان يحبان ولدهما بشكل فطري، وكذلك الولد يبادل هذه المشاعر الصادقة بمثلها في الظروف الطبيعية، فينشأ حب طبيعي بين الطرفين، لكن لو اختفى هذا الحب من قبل الولد لوالده لسبب أو لآخر؛ فإنه لا يجب عليه أن يحبه كرهاً؛ لأن الحب شأن قلبي لا يقع إلا طواعية بدون قسر أو إكراه؛ لذا لم يكن حبك لوالدك أو والدتك واجباً، إنما الواجب هو الإحسان إليهما، والصبر عليهما، والدعاء لهما كما في منطوق هذه الآية الكريمة: {وارحمهما كما ربياني صغيراً******.
من غير الواضح سبب عدم حب الابن لأبيه، فالحب بين الوالدين والأبناء حب فطري، أي أنه موجود حنى عند الحيوانات، لكن قد يكون لظروف التنشئة الاجتماعية دور في ضياع هذا الحب، كما أن التمييز وتفضيل بعض الأولاد على بعض له دور في ذلك، وتربية الولد بعيداً عن حضن أمه وأبيه والمحضن الأبوي الطبيعي له دور في تقليل هذا الحب كذلك.

وهنا يجب السعي لمعرفة السبب الحقيقي ثم علاجه، ولو كان في ذلك شيء من العقبات والصعوبات؛ فعلاجه مع هذه العقبات والصعوبات خير من البقاء على هذه الحال غير السوية.
والمهم في الفترة الحالية هو أن تسعى بحقوقهما ولو لم تجد ذلك الحب الذي تطمح إليه، صحيحٌ بأن الحب قوة دافعة لمزيد من الإحسان والعطاء، لكن ماذا تصنع بقلبك إن لم يطاوعك؟! ليس عليك إلا ما تستطيعه من عدل وإحسان وإكرام لهما، أما قلبك فلا سلطان عليه، بل عليك السعي لاستصلاحه، واسأل الله تعالى في سجودك أن يمن عليك بحبهما، وأن يرزقك برهما حال حياتهما وبعد موتهما؛ فهما بابان من أبواب الجنة.
فراقهما لعدة أيام ليس حلاً جذرياً؛ الحل هو في معرفة قيمتمها المعنوية، وفضل برهما، والإحسان إليهما. والله الموفق.


التوقيع
مطلبي الجنان غير متصل   رد مع اقتباس