الموضوع: ((منكم واليكم))
عرض مشاركة واحدة
قديم 13-09-2014, 02:08 PM   #54
مشرفة الأسرة والمجتمع
 
الصورة الرمزية مطلبي الجنان
 
تم شكره :  شكر 13,920 فى 3,119 موضوع
مطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضو

 

رد: ((منكم واليكم))


اجتماعية



منذُ تسعة أشهر وأنا في علاقةِ حبٍّ مع شابٍّ، وذلك بنيةِ الزَّواج إلا أنَّه في كل مرةٍ يؤجلُ موعدَ خطبتي، وعندما أغفلُ عن هاتفي ولا أرد يقفلُ هاتفه يومين إلى ثلاثة!! مع العلم أنِّي ابتعدتُّ عنه فترة، ثم عاد إليَّ، وأنا أتخبّط في نفسي في كل مرةٍ: هل هو يحبّني حقاً؟ أم لا؟ وأحياناً اتَّصل به في الهاتف تقريباً كل دقيقة ويوم كامل ولا يرد!!. أرجو استشارتكم.


المستشار: د.أحمد الحسن




ابنتي الفاضلة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكرك على اختيارك لموقعنا لطرحِ سؤالك، والذي هو في غايةِ الأهمية لتَكرُّرِ وقوع كثيرٍ من الفتيات في مثل هذا الخطأ، نسألُ الله الهداية لفتيات أمَّة محمد صلى الله عليه وسلم. وجوابي في نقاط:
1/ لا شكَّ أنَّ التَّمسكَ بالدِّين والخُلق هو المعيار الأساسي لاختيار الزَّوج، لِما ثبت عن النَّبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا خطب إليكم من ترضونَ دينه وخلقه فزوجوه))[رواه الترمذي]، ولكنَّك -أيتها الأخت السائلة- أخطـأت خطأ بالغاً بإقامةِ علاقةِ حبٍّ مع هذا الشَّاب، وتَرتبَت عليها لقاءات ومحادثات غرامية ونظرات... إلخ، وكل هذا لا يحلُّ للمرأة المسلمة مع رجلٍ أجنبي عنها، فالله تعالى يقول: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنّ****** [النور:31]، وقال تعالى: {فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ****** [الأحزاب:32]، وقال النَّبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يخلونّ رجلٌ بامرأة إلا ومعها ذو محرم)) [متفق عليه]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((لا يخلونّ رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان)) [رواه الترمذي وهو صحيح].
2/ بالإضافة إلى حُرمة هذهِ العلاقة شرعاً، أثبتت الدراسات أنَّ أغلب حالات الزَّواج التي جاءت عن طريق علاقةِ حبٍّ قبل الزَّواج فشلت، وما لبثت بعد الزَّواج أن انفصمت عُراها وتقطَّعت أوصالها، فالواجبُ عليك أن تقطعي علاقتك بهذا الشَّاب؛ فإنَّه لا يحِلُّ لك مواصلة الاجتماع به، ولا الحديث إليه في مثلِ هذه المواضيع، وهو إن كان صادقاً فليتقدَّم لخطبتك من أهلك، وليُنهِ تلك العلاقة بالزَّواج، ولا يتمادى في الباطل.
3/ بناءً على ما سبق أقول: يجبُ عليك أن تقطعي علاقتك بهذا الشاب فوراً، ولو أدَّى ذلك إلى تغيير رقم هاتفك، ولابدَّ من أن يكون مقياسك هو الدِّين والخُلق للشخص الذي تختارينه للزواج.
4/ ما أجمل أن نجعل أُنسنا وسعادتنا بالله، وما أسهلَ أن نستشعرها ونحوِّلها إلى واقعٍ نعيشهُ يفيضُ علينا بالرَّاحةِ والسُّرور، فهل تعلمينَ كيف -يا ابنتي-؟ إنَّها بحبِّ الله والتَّعلقِ به، والاستعانة به، إنَّها بالإيمانُ والعملُ الصَّالح، وما تعلَّقَ أحدٌ بالله فخذله، وما تعلَّقَ بسواه إلا وكَّله إليه، فلا يُبالي سبحانه بأي وادٍ هلك ذاك العبد، وتقرَّبي من الله -عزيزتي- واستعيني بالصلاةِ، وأكثري من الاستغفار؛ فمن أكثرَ منه جعلَ الله له من كل همٍّ فرجاً، ومن كل ضيقٍ مخرجاً، وتأكدي أنَّ كل مشاعرَ الخوف وتأنيب الضَّمير التي تشعرينَ بها الآن ستزولُ بمجردِ أن تَعزمي، وتتوكّلي على الله، وتصدُقي في عودتك، ولا تضعُفي ولا تتراجعي عن ذلك تحتَ أيَّة ظروف، فقط أبدئي، والقادم جميل وأجمل ممَّا تحلمين.
5/ تعلَّمي ألَّا تُهدي مشاعركِ لأي أحدٍ مهما بلغَ إحساسكِ بالانجذابِ العاطفي نحو شخصٍ ما، وقدِّري مشاعركِ وثمّنيها حتى لا يفوزَ بها إلا من يستحقّها من بابٍ واحدٍ هو: بابُ الحلالِ، وطرق البيوت من أبوابها كائناً من كان هذا الشَّخص، وهذا الذي يكفلُ لكِ الأمانَ والسَّعادة، ويحقِّق لك أحلامكِ في حياةٍ جميلة.
6/ تخيَّري صحبةً طيبةً يكونُ لهم الأثرَ الطَّيبَ في حياتك، ويعينونكِ على الخير، ويبعدونكِ عن الشَّر.
ختاماً: عليكِ بأعظم سلاحٍ وهو الدُّعاء، نعم الدُّعاء، وخاصةً وأنتِ في صلاتك.
والسلام عليكم ورحمة الله.
التوقيع
مطلبي الجنان غير متصل   رد مع اقتباس