وإليكم هذه أيضًا ... أرسلتُ إلى أبي سعدٍ على الجوال ـ وللمرة الثالثة أبادر وهذا ـ الثقل على باله هو و وجهه ـ يكون مجاريًا لا مبادرًا ... واستلموا لا هنتم :
ما يفيد التوت إن مالذَّ لك=وجشاءاتٌ تضجُّ منزلَكْ
فردَّ قائلاً :
ألذيذٌ وجشاءٌ طاب لك؟=ياصديقي كيف توتٌ أشغلَكْ؟
فقلت :
مثلما التوت رضاب طَفْلَةٍ=لا يزيل العقل مهما أثملَكْ
فقال :
مغرمٌ بالتوت يروي عشقهُ=فارفقَنْ ياكهلُ كي لايقتلَكْ
فقلت :
لست أخشى في الهوى أهوالَهُ=إنني عشقًا لأجتازُ الفلَكْ
فقال :
كنت قبل التوت أشدو مطربًا=أنت شهمٌ فاضلٌ ماأعقلَكْ!
فقلت :
دعْ حديثَ العقلِ إنْ شعرًا تردْ=إنَّما الشعرُ فؤادٌ قوَّلَكْ
فقال :
أجنونٌ ياكهيلُ شعركم=كيف غاب العقل عن أهل الفلَكْ؟
فقلت :
قولُ : ( ما لا يفعلونَ ) فيه ما=سوف يبدي عن مرادٍ أشكلَكْ
فقال ـ هو و وجهه ـ :
بعد( إلا) ياكهيلُ مكسبٌ=فرِدِ الخيرَ ولالن يجهلَكْ
فقلت :
عن مرادي شطَّ فهمٌ لم يصبْ=ويح قولي إن يكنْ قد أثقلَكْ
فقال :
فاهمٌ يا صاح مقصودَ الذي=أطربَ القلبَ وللذوق ملَكْ
فقلت :
أمتطي للشعرِ قلبًا جامحًا=في خيالاتٍ نعمَّا أرسلَكْ
فقال :
بورك القلبُ جموحًا طاهرًا=وخيالٌ مخصبٌ قدأجزلَكْ
فقلت :
يا أبا سعدٍ أُرجيِّك اصفحَنْ=قد تزعَّلتُ قصيدًا أزعلَكْ
فقال :
بل قصيدُ الكهلِ عذبٌ ممتعٌ=نشَّطَ العقلَ وللخيرسلَكْ
فقلت :
طابَ لي أنَّي استثرتُ زاخرًا=طيبًا يُربي نماءً مَأملَكْ
و ... يبدو أن أباسعدٍ خلع نعليه وتأبَّطهما وعضَّ ثوبه وهجَّ وخلاني لحالي ... ما ردَّ هو و وجهه .
مفردة إريد بيان معناها وهي ( تزعَّل : أي تنشَّط ونشط ... وأزعلَ : أي نشَّط ... والزعل هو : النشاط ) .