الموضوع: ((منكم واليكم))
عرض مشاركة واحدة
قديم 22-09-2014, 10:24 PM   #58
مشرفة الأسرة والمجتمع
 
الصورة الرمزية مطلبي الجنان
 
تم شكره :  شكر 13,920 فى 3,119 موضوع
مطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضو

 

رد: ((منكم واليكم))


زوجي شكاك؛ فما العلاج؟!


زوجي شكّاك؛ فهو يشكُّ أنَّ لي علاقةً بجارنا، ويشكُّ بزملائه بالعمل أنِّي أُكلّمهم، وأنَّ لي علاقةً بهم، ويشكُّ أنَّ لديَّ جوالاً آخر أحتفظُ به لمكالمات الحرام، ودائماً يبحثُ عنه في البيت والمطبخ، ويتلفظُ عليَّ بألفاظٍ بذيئة، مثل: "زانية" وغيرها، ويضع الكاميرات بالبيت، ولا يأذن لي في الذّهاب إلى أهلي إلا مرتين بالسّنة، ولمدةِ أسبوعٍ فقط، وإذا رجعنا يضربني، ويتلفظ علي.
وإذا ذهبنا للسوق يقول لي: "أنت تنظرين إلى الرِّجال، أنت وسخة" وأنا -والله العظيم- إنسانةٌ أخافُ الله، ومحافظة، لكنِّي ابتليتُ برجلٍ مريضٍ متسلّط، حتى أمي يلعنها، وأشعرُ بخوف، علماً أنَّه بعد يومٍ أو يومين يعتذر، لكنَّه يعود لشكه!.
تعبتُ نفسياً، وأفكِّر في الطَّلاق، وقد أقنعته بالدَّواء، لكنَّه رفض، وقال بأنها عوارض!.
سؤالي: ما هو الحل؟ وهل للعلاج النَّفسي آثار؟ وكم مدة استخدامه؟ وبعد التَّوقف عن استخدامه هل سيعود للشك؟ وهل له سلبيات؟. وجزاكم الله خيراً.

المستشار: إدارة الموقع




السلام عليكم ورحمة الله. وبعد: فإننا بدايةً نُرحبُ بك في الموقع، ونسألُ اللهَ أن يُلهمكِ السَّداد والرَّشاد، والصَّبر والاحتساب، ونبشركِ بعظيم الأجر والثَّواب، ونسألُ اللهَ أن يُقر عينكِ بشفائهِ وعودتهِ إلى الصَّواب.
لا يخفى على أمثالك أنَّ أول ما ينبغي أن تهتمّ به من ابتُليت بزوجٍ شكَّاك هو أن تتفادى كل ما يُعمِّقُ شكوكه، فتعتمد الوضوح، وتبتعدُ عن الغموض، وإذا كان زوجك يغارُ من الشَّمس فلا تنظري إليها، وإذا كان يغارُ من القمر فلا تمدحيه؛ حتى نقطع حبائل الشَّيطان، ونحبط حيله.
كما نرجو أن تستفيدي من لحظات انسجامه معك، وكذلك أوقات اعتذاره، ونتمنَّى أن تنجحي في تجفيف منابع الشّكوك، والتي منها:
الرُّفقة السَّيئة.
المواقع السَّيئة.
الخبرات السَّيئة.
بيئة العمل السَّيئة.
البيوت التي فيها تهاون.
وإذا تمكنتِ من معرفة سبب زيادة الشُّكوك؛ فإنَّ ذلك مما يُساعد في بلوغ العافية، فبعضُ الرِّجال يشكّ؛ لأنَّ أصدقاءه ممن يعبثُ بالأعراض، ويتحدَّثون عن مغامراتهم أمامه، حتى يُخيّل إليه أنَّ جميع النِّساء هكذا، وقد يكون السَّبب هو كثرة الدُّخول إلى مواقع الفسق، والمطلوبُ في كل حال هو إبعاده عن ينابيع الشَّر، وتذكيره بالله عزَّ وجل.
وقد سعدنا باعتذاره بعد كل عدوان؛ فإنَّه مؤشرٌ جيد، وأرجو أن تُسلِّطي الأضواء على إيجابياته، وتُشعريه بأنَّه الوحيد الذي دخل إلى قلبك، ونحو هذا الكلام الذي أباحت الشَّريعة التَّوسع فيه، وسوف نسعدُ بدوام التَّواصل، ومن المهم عرض بعض المواقف حتى تتضح لنا الصّورة، ويكون التَّوجيه أكثر دقّة، والله هو المستعان، وعليه التِّكلان.
الأخت الفاضلة:
أولاً: أريدكِ أن تُغيِّري اسمك من المهمومة إلى المتفائلة، فزوجك سيتغيَّر حاله إلى الأفضل بإذن الله تعالى، ودائماً تفائلي بالخير.
أريدُ أن أوضِّح لك أنَّ هناك فرق بين الغيرة والشَّك، فالغيرة في أصلها طبع محمود، والغيرة على المحارم من ديننا الحنيف ومن أخلاقنا الكريمة، وهذه الغيرة مقياسها الشَّرع، والدَّافع في الغيرة هو الحبّ والعاطفة والشَّوق، ولكن إذا زادت عن حدِّها أصبحت مرضاً نفسياً.
فالغيرة المطلوبة هي: الغيرة المتوسطة المعتدلة، التي تُحافظ على حدودِ الله، وترعى شرعه من غيرِ تضييقٍ على الزَّوجةِ من زوجها أو الزَّوج على زوجته.
أمَّا الشَّك فهو: توقع الضَّرر من الطَّرف الآخر في كل شيء، وكما يحدث لك الآن مع زوجك -فقد ذكرتِ في رسالتك- فإنَّ زوجك يشكّ في حركاتكِ وفي كلامكِ وفي كل التَّصرفات التي تقومين بها، وأخطر مراحل الشَّك هو الوصول إلى فكرةِ الخيانةِ الزَّوجية.
ولهذا بالنِّسبة لحالة زوجك هي عبارة عن ضلالات فكرية مع وجود نوعٍ من الفصام وهو ما يسمى بـ (البرانويا) حيث تزيد حالة الشَّك عند زوجك نتيجة تغيرات في مادة كميائية بالمخ هي مادة (الدوبامين) وذلك بسبب تعرّضه لمشكلة نفسية أو صدمة أثناء حياته.
ولهذا -أختي الفاضلة المتفائلة- مطلوبٌ منك إقناع زوجك بزيارة الطَّبيب النَّفسي للعلاج، فهو يحتاج إلى مرحلتين من العلاج، المرحلة الأولى: العلاج بواسطة العقاقير، وذلك بتناول أدوية تصرف عن طريقِ الطَّبيب النَّفسي من أجل تنظيم مادة الدّوبامين في المخ لمدَّة تتراوح بين 4 إلى 6 أسابيع، وإذا لم يستفد منها زوجك فبالإمكان أن تعمل له بعض الجلسات الكهربائية، لتنظيم إيقاع المخ، وقد تستمرّ هذه الجلسات مابين 4 إلى 6 جلسات.
ثم بعد ذلك يأتي دور العلاج السّلوكي المعرفي، وذلك عن طريق جلسات نفسية إرشادية يتم فيها إقناع زوجك بإنكار هذه الأفكار الوسواسية التي تسيطرُ عليه، ويُحاول أن يدرك الفرق بين الواقع والخيال، ويبدأ زوجك خلال الجلسات من تحليل كل فكرة كانت تسيطر عليه بنفيها واستبدالها بفكرةٍ إيجابية تُحافظ على استقرار الحياة الزَّوجية.
ولهذا أنا لا أريدك أن تيأسي -أختي المتفائلة- فالأمر يحتاج إلى صبرٍ ومساعدةِ زوجك لطردِ هذه الأفكار السّوداوية من دماغه حتى يعود الاستقرار في حياتكما. وبالله التَّوفيق.


التوقيع
مطلبي الجنان غير متصل   رد مع اقتباس