عرض مشاركة واحدة
قديم 01-12-2015, 11:20 PM   #1
كاتب مميز
 
الصورة الرمزية العيطموس
 
تم شكره :  شكر 276 فى 154 موضوع
العيطموس is an unknown quantity at this pointالعيطموس is an unknown quantity at this pointالعيطموس is an unknown quantity at this pointالعيطموس is an unknown quantity at this pointالعيطموس is an unknown quantity at this pointالعيطموس is an unknown quantity at this point

 

لحن حـيّـنـا القديم ♬

لم تستطع حتى آلة الناي على عزفه لأن أوزانه ثقيلة يصعب الضغط عليها بسهولة .. هكذا هو لحن حينا القديم ..





ألمحه من بعيد قادماً من أطراف القرية ، هادل الجيبين ، مرقّع السربال ، مقطوع النعال ، يجلس على رصيف عالم يموج ، تلفحه شمس أبريل ، ويذله برد أيّار ، يبحث بين فتات الخبز عن حبّات الكافيار ..
تسيل من وجهه المجعّد خطوط سيل من أوجاع ، فيبحث عن شفقة تحتويه ... هكذا كنّا نظنه !
منذ بلغتُ سن الثانية عشرة وأنا أعرفه ولكن كانت صحته تسري في عروقه ، أما اليوم فقد بلغ من الكبر عتياً ، فمرور خمسة عشر عاماً كفيلة بتغيير الحال ..
عرفه الجميع بمكانه تحت نافذة أم عدنان بائعة التوت المثلّج على صغار القرية ، فهي - في نظرنا - من تحنّ عليه لتعطيه في النهاية أكياس خبز تبقت لديها ما ظننتُ أن الأسنان تقوى على كسره !
لنجده - نحن الصغار - مرمياً في حظيرة أغنام على تخوم القرية .. فنتساءل في حيرة : لماذا تعطي أم عدنان للشحاذ خبزاً ليأكله ويعطيه هو للأغنام ؟!
لم تكن أم عدنان تصدق الدموع كما كنا نصدقها نحن الصغار .. كبرتُ ومررت بجانب قصره الذي يتوسط شارع القرية الرئيسي وما عدتُ أرى صعوبة في الضغط على عزف الناي .. فقد تعلمتُ كيف لأوتار قلبي أن تعزف ما تصدقه فقط .

بقلمي
العيطموس غير متصل