المقهى خالي وهذا أدعى للتأمل .......
في الأبواب حكايات كثيرة تطول ولا تنتهي هذه الأبواب الخشبية التي تأن من الدبيب الذي بداخلها لكنها في النهاية لا تكشف ما وراءها تتستر عليه تحفظ سره أما أبواب الزجاج تفصل الناس عن الدخول وتحجب أحيانا أغلب الأصوات لكنها في النهاية شفافة تغوي الناظرين تبيح مافيها لذلك لا تكون أمينة على القلوب وهناك أبواب الحديد القوية المتينة تذود عن الناس وتبعد معظم الشرور لكنها صلدة ما أن تطرق عليها حتى يملأ المكان صداها ولديك أيضا الأبواب الدوارة التي أحيانا تدخلك من حيث تخرجك تلف بك توارب معك لا تعرف إن كانت هي التي تلاحقك أم أنت التي تلاحقها تغويك فتظنها سهلة الولوج ثم تدخلك في جلباب تيهها وهناك الأبواب النصفية كأبواب المقاهي والحانات والتي لا تستر ولا تذود ولا تعدو كونها إلا زخرفة زائدة وفي وكزة صغيرة منك تفتح على مصراعيها لكنها لا تلبث أن تغلق دونك تلفظك أو تبتلعك ثم ما أسرع ما تخرجك من جوفها و هناك الأبواب الكهربائية تلك المسكونة بجني افتح يا سمسم جني الزئبق المستحدث الذي ما أن يمر أمامها ظل ما حتى تفتح أبوابها وكأنها تدعيه للدخول تعرض بضاعة مزاجة تظل أحيانا تفتح وتغلق طوال اليوم لا تكل ولا تمل تستثار لأي طارق تفتح دون أن ينتبه لها أحد وتغلق دون أن يشكرها أحد وتترك دون أن يلتفت لها أحد .....كذلك البشر كهذه الأبواب يمرون عليك طوال حياتك فاختر بابا لك تلج فيه تلج إليه وتلج في النهاية منه .