[رحّال]

لا شك أن العلاقة بين المقهى و الأدب كانت علاقة وثيقة ، أقول كانت ، و أنا أعلم أن هناك مقاهي حديثة منتشرة في عالمنا العربي تحاول أن تجمع بين جو المقهى و جو الثقافة.
ففي العراق مثلاً يقول ضياء الأسدي ... ( لقد شكلت المقاهي الادبية ، ذاكرة للثقافة العراقية ، وأصبحت الوسط الذي تخرج منه ألمع المثقفين العراقيين الذين ساهموا بنشاط في المشهد الثقافي بأبداعاتهم الخلاقة ، فلقد لعبت المقاهي الثقافية دوراً ثقافياً واجتماعيا" وسياسيا" منذ بداية النهضة الفكرية واصبح لها دورا" مهما" في حياة المثقف العراقي. حيث خرجت منها المحاولات الأولى لتطوير القصيدة العربية و الشعر والمدارس الحديثة للفن التشكيلي والنحت ) .
كما ذكر هذا الكاتب فايز الحيدر ، و الذي واصل ليقول :-
(ولم يقتصر تأثير المقاهي الثقافية على الحياة الثقافية العراقية فحسب بل كان للمقاهي تأثير واضح على الأدباء والفنانين في البلدان العربية والأوربية وفي بلدان امريكا اللاتينية ، ويذكر الروائي والصحفي الكولومبي والحائز على جائزة نوبل للسلام في مجال الآداب عام / 1982 ( غابرييل غارسيا ماركيز ) ان تبلور وعيه الثقافي والأبداعي يعود الى مقهى ( القطط الثلاث ) في العاصمة الارجنتينية بونس ايرس .)
و لعل الأغلبية تعرف مقهى الفيشاوي في مصر و علاقته بالثقافة و الأدب و خصوصاً روايات نجيب محفوظ الذي يقال أن مسودات هذه الروايات قد كتبت في هذا المقهى. و مقهى أفندية بالقرب من جامع الأزهر، ومقهى متاتيا في العتبة الخضراء، ومقهى إيزافبتش بميدان التحرير، وأما عن المقاهي في سورية، فهناك مقهى «هافانا» في منطقة فيكتوريا، ومقهى الكمال الجديد في دمشق.
و كذا كانت المقاهي منتشرة في الحجاز و بالذات في جدة و مكة المكرمة.
كما أنه تم تأليف الكتب عن المقاهي و لعل منها كتاب :-
المقاهي الأدبية من القاهرة إلى باريس
تأليف : جيرار . جورج لومير .
ترجمة وتقديم : د . مي عبدالكريم محمود .

الحديث ذو شجون يا أناييس ، و لكن عطينا براد أبو أربعة منعنش على شآن نصهلل الجلسة.

تحيّة تشبهكِ و سلام.