الموضوع: إميل.
عرض مشاركة واحدة
قديم 26-08-2017, 03:13 AM   #17
سليمان الزيادي
 
تم شكره :  شكر 19,067 فى 3,938 موضوع
رحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضو

 

Icon6 الأسفار.

يبدأ هذا الفصل بالتساؤل عن ما إذا كان من المفيد للشبان أن يسافروا.
ثم يقرر أن استخدام الكتب تقتل العلم، لأن القاريء يخال أنه يعلم ما قرأه، فيعتقد أنه معفي من تعلمه.
والحق أن الإفراط في القراءة لا يؤدي إلا إلى خلق الأدعياء الجهلاء.
وهو هنا يتكلم عن كتب التاريخ وكتب الأسفار والرحلات، وإن كان من الممكن أن نطبق هذا الكلام على القراءة عموماً ففي اعتقادي أنه لا فائدة مرجوة من القرأة مادمت لا تستطيع اسقاط الفكرة على الواقع.
ثم يؤكد ايمانه الراسخ بأن الشخص الذي لم ير إلا شعباً واحداً لا معرفة له بالبشر.
وأن لكل شعب طابعه الخاص المميز الذي نستخرجه بالإستقراء، بملاحظة أفراد عديدين.
وأنه حتى نستفيد من السفر فلابد أن نعرف كيف نسافر، وهناك أشخاص يتعلمون من الكتب أكثر مما يتعلمون من الأسفار.
وقد يرى البعض تناقض بين هذا الكلام والكلام السابق ولكنه يوضح أنهم :-
يجهلون فن التفكير، فهم حين يقرأون الكتب ينقادون لعقل المؤلف، أما حين يسافرون فلا يعرفون كيف يشاهدون ويلاحظون. لأن فطنتهم الشخصية كليلة.
ثم يعترف أن الخصائص الأصلية للشعوب تتلاشى يوماً بعد يوم، ويصبح من العسير ادراكها والفطنة اليها.
فالاجناس تختلط وتتزاوج، والشعوب تتداخل وبهذا يختفي التباين القوي الذي كان يلفت النظر فيما مضى لأول وهلة.
ففي الزمن الغابر كانت كل أمة تظل مغلقة على نفسها، والأسفار أقل، والمصالح المشتركة أو المتعارضة أقل أيضاً.
وهو هنا يتكلم عن المجتمعات والشعوب في أواخر القرن الثامن عشر وبدايات القرن التاسع عشر.
فكيف سيكون رأيه لو عاش ثورة الإتصالات في هذا العصر.
ثم يتكلم عن العلماء في عصره وأنهم لم يعودوا يسافرون لتحصيل الثقافة كما كان يفعل الأقدمون، بل يسافرون للمصلحة الشخصية.
فلم يعد لدينا أمثال افلاطون وفيثاغورس، فالعلماء هذه الأيام يسافرون بتكليف فيحصرون مشاهداتهم فيما كلفوا فيه.
وهناك فرق جسيم بين السفر لمشاهدة بلد والسفر لمشاهدة شعب. فمشاهدة بلد أمر يهتم به المتطفلون والمستطلعون، ولا يهمهم الشعب إلا في المرتبة الثانية. أما من يسافر طلباً للحكمة فهم عكس ذلك.
لذا كان من سوء التفكير أن نقول أن الأسفار لا فائدة منها، تأسيساً على أننا نسيء السفر.
ثم بعد هذا يطرح التساؤل الثاني وهو : هل الأسفار تلائم جميع الناس.
وقرر أن الأسفار لا تلائم إلا أقل القليل من الناس. فهي لا تلائم إلا ذوي الحزم والصرامة على أنفسهم بحيث يستخلصون من أخطاء الشعوب
دروساً من غير أن تغويهم تلك الأخطاء. فينساقوا إليها. وبحيث يجدون العبرة من الآثام والرذائل من غير أن ينزلقوا فيها.
ذلك أن الأسفار تدفع بالفطرة إلى نهايتها القصوى. فتتم على الرجل صلاحه أو فساده الفطري.
لذا الشاب الذي ساءت تربيته يجد في الأسفار مجالاً فسيحاً لأشباع بوادر فساده. فيلتقط من الشعوب التي يخالطها شر ما لديها.
أما الشاب الذي حسنت تربيته فيسافر بقصد التثقيف. ويعود من أسفاره وقد تمت له الحكمة والفضيلة عن طريق ميدانها الفسيح.
كما أن كل ما يصنعه العقل يجب أن يخضع لقواعدة، ومتى أعتبرنا الأسفار جزء من التربية فيجب أن تكون لها قواعدها.

التوقيع


إن كنت تصدق كل ما تقرأ ،
رحّال غير متصل   رد مع اقتباس