عرض مشاركة واحدة
قديم 13-10-2010, 09:47 PM   #2
مراقب عام
 
الصورة الرمزية لواء العز
 
تم شكره :  شكر 10,679 فى 1,868 موضوع
لواء العز تم تعطيل التقييم

 

الدقيق



هذه إحدى رواياتي . كتبتها وشبهتها بما رأيته في المجتمعات القريبة والبعيدة ..




في يوماً من الأيام في ما سبق من الزمان
قدم رجلاً إلى السوق بنية شرائه الدقيق فعندما وصل . وجد أن القيمة مناسبة له ويستطيع أن يدفعها بكل سرور .


ولكن قبل أن تتم البيعة ..
سمع في الجوار حوار رجلين عن انخفاض قيمة الدقيق إلى النصفً بعد نصف ساعة من لحظة حديثهم .!!
توقف الرجل وحدث نفسه :

نصف ساعة ربما صحيح , ما المانع من الانتظار .!

سوف أنتظر


أنتظر صاحبنا أمام السوق وشاهد
رجلاً ذاهباً إلى السوق تجاه محل بائع الدقيق , ناداه وأخبره بانخفاض قيمته
وأنه متيقن وواثق مما يقول .
وافق الرجل وقال
أيضاً ما الضرر من الانتظار

وشاهدا

رجلاً أخر متجهاً نحو السوق

وأخبراه بما يملكون من معلومات موثوقة وصادقة .

وهكذا استمرت الدوامة وتوقف الرجال النصف ساعة للفوز بنصف المال .. والكل يسرد قصته ويخبر بها الآخرين .. وبعد النصف ساعة .
لم يحدث شيء وبقي الدقيق على قيمته .!

أستنكر الرجال والكل يتهم الأخر بالكذب .

فخرج من بينهم القليل واقترحوا أن يتحلى الآخرين بالصبر لعلى وعسى .

انتظروا نصف ساعة أخرى ولم يحدث شي كذلك ..

يأس البعض وأتجه نحو السوق لشراء الدقيق


وقبل وصلوهم إلى بائع الدقيق .

وقف أحد الرجال وصرخ .


أنني أضمن لكم أن غداً في الصباح الباكر سوف تكون قيمة
الدقيق بنصف قيمته .

وقالوا له يأسنا من أكاذيبكم ..
فأجاب الرجل وقال :
لم يخفض الأرز اليوم . لان رسول الوالي أعاقته الجبال .

وسوف يصل غداً . حاملاً القرار بخفض قيمة الدقيق إلى النصف .


فرح الجميع ..وعادوا إلى تكرار وما المانع .


عادوا إلى منازلهم فرحين ومبتسمين

فأخبروا أهل منازلهم ووعدوهم بكل ما هو جميل بنصف المبلغ من سعر الدقيق

.. سعد الأهالي بالخبر السعيد ..


وفي الخفاء وخلال لحظة فرح الأهالي بالخبر السعيد

أتى الرجلين صاحبان القصة في البداية . وقاما بشراء كل الدقيق من بائعة في المدنية وأبقوا على 3 أكياس فقط وأخبروا الرجل أن يعلن أن لديه من الدقيق 3 أكياس فقط . ويفتتح محلة بعد الوقت المتعارف علية

بـ ساعتان فقط .

تعجب صاحب الأرز منهما . فوافقهم , بعدما أن أعطياه أجرة لفعلة ذلك .

أصبح الصبح وأجتمع الكل في السوق وقرئوا الرسالة وتعجبوا وأعتقد


الجميع بأنها مزحة أحد الأطفال . فانتظروا وانتظروا , وبعد ساعتان قدم



بائع الدقيق



وفتح محلة ووقف على بابه مقابلهم . فقال أنتم كثيرون ولا أملك دقيقاً كافياً .. لدي 3 أكياس فقط .. أختلف الجميع والكل


يريد الدقيق لدرجة أن السوق كاد أن يكون ساحة معركة .

فدخل رجلاً السوق وقال لدي الحل . اقتربوا .

فعندما أستطاع شد انتباه الآخرين ..


سئل صاحب الدقيق وقال ما هي قيمته الآن فقال صاحب الدقيق بجنيه ذهب ..

فألتفت

الرجل إلى الرجال وقال :

ارتفعت القيمة الآن

قيمة الدقيق الآن جنيه ونصف . فمن يريد . سكت الجميع .. ثم صرخوا في وقتٍ واحد ,

أريد أنا , أنا أريد ، أنا الذي يريد .


فقال توقفوووا .. أذن ارتفعت مرة أخرى قيمة الدقيق وأصبح بـ 5 جنيهات ذهب . وكما حدث في المرة الأولى . فسكت الرجل وجعل الرجال يتزايدون عليها .

الجميع
أراد الدقيق ليطعم أطفاله .

وبعد مدة من الوقت وصلت قيمته 35 جنية ذهب ووافق3 رجال متحسرين .

أما البقية .

حزنوا وعادوا إلى منازلهم . لا يعرفون ماذا يفعلون .. وبعد مضيء يومان .

أتفق أهالي المدينة أن يذهبوا إلى الوالي في المدينة الكبرى . ويخبروه القصة ويطلبون المساعدة . فأجابهم الوالي أنه لا يستطيع وأن محصول هذه السنة جداً قليل .

حزن الجميع وعادوا لمدينتهم .

وعندما اقتربوا تفاجؤو بوجود رجلان ومعهم الحرس لحمايتهم ..

واقفان في الطريق .

فصرخ أحدهم وقال الدقيق الدقيق فقط بعشرين جنية.. هلموا ..هلموا إلينا يا رجال ..!

فرحوا وكان بمقدورهم جميعاً أن يدفعوا . مثل هذه القيمة

فاشتروا وذهب الكل إلى أهله فرحا بما معه ولكن حزيناً على منزلة الذي باعة ليطعم أطفاله .

وربح الرجلان مالاً وفيراً ومنازل كثيرة ...واستطاعوا أن يمتلكوا ما لم أن يحلموا بأن يملكوه !
______________

أتمنى أن تحوز على رضاكم .




التوقيع
اللهم ارحم عبدك سلطان واغفر له وأحسن مدخله وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة.. آمين.
الأربعاء 10 \ 2 \ 1433 هـ . ساعة 9:30م
لواء العز غير متصل   رد مع اقتباس