الموضوع: إميل.
عرض مشاركة واحدة
قديم 23-08-2017, 09:51 AM   #3
سليمان الزيادي
 
تم شكره :  شكر 19,067 فى 3,938 موضوع
رحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضو

 

Icon6 صور من حياته.

حياة روسو لم تخلو من المغامرات والمواقف السعيدة منها والحزينة والتي أثرت بشكل واضح في فكره.
عاش روسو محروما من والدته التي توفيت قبل أن تكتحل عيناه برؤيتها؛ ففقد بذلك حنانا لا يعوض أبداً
فروسو يعتبر مولده أول ماحاق به من نحس وتعاسة؛ يقول في الإعترافات:"
إذ ولدت بعد عشرة أشهر، ضعيفا سقيما وقد كبدت أمي حياتها، وكان مولدي أول ماحاق بي
من نحس وتعاسة ولم يقص عليا أحد قط كيف احتمل أبي هذا المصاب ولكني أعرف أنه لم
يتعز أبدا، وكان يخال أنه يرى زوجته في شخصي دون أن يقوى على أن ينسى"
وقد تأثر روسو بالعديد من الكتب والمؤلفات لمفكرين سبقوه؛ في الزمن والمولد والنشأة
وتعلم روسو للقراءة كما ورد في اعترافاته، فلقد كان يذكر أول مرة قرأ فيها؛
فكان روسو يقرأ بعض من القصص التي خلفتها والدته والتي كان القصد منها في البداية أن
يتعلم القراءة بالاستعانة بالكتب المشوقة، وقد ذكر بأنه بفضل هذا الأسلوب إستطاع أن يكسب حذقا بالحياة العادية
هذا ما جعل لإحساسه أن يتنبأ قبل فكره، فقد أعطته هذه القصص فكرة عن الحياة، بل وأعطته خبرة كان لا بد منها؛
فتجربته هذه كانت ممزوجة بحب المطالعة أكثر من أي شيء
آخر يقول ر وسو
: "ولقد تنبه إحساسي قبل أن يتنبه فكري...وهو شيء يحدث لجميع البشر، ولكني كنت أكثر من سواي
خبرة به وتجربة له، ولست أدري ماذا كنت أفعل قبل أن أبلغ الخامسة أو السادسة ولا أعرف كيف تعلمت القراءة...
كل ما أذكره أول مرة قرأت فيها وما كان لها من تأثير، فقد اتخذتها تاريخا لما درجت عليه من شعور مستمر
بالذات ...وقد كانت أمي قد خلفت بعض قصص غرامية، شرعت في قراءتها مع أبي عقب العشاء، في كل ليلة،
وكان القصد من ذلك في البداية مجرد تدريبي على القراءة، بالاستعانة بالكتب المشوقة، وكان الشغف لم يلبث
أن دب فينا، فكنا نتناوب القراءة دون توقف، وننفق ليالي بأكملها في هذا العمل،
وكنا نعجز عن التحول من الكتاب حتى نفرغ منه، وكان أبي يقول أحيانا في استحياء،
وهو يسمع العصافير تشرع في الشقشقة مع مطلع النهار هيا بنا إلى الفراش ....كأنني أنا الطفل ولست أنت، وبفضل
هذا الأسلوب الخطر استطعت أن أكتسب حذقا بالغا للقراءة والفهم"
" ليس هذا فحسب بل إنني حرزت أيضا دراية بالعواطف المشبوبة، كانت نادرة بالنسبة لطفل في سني فباتت جميع مشاعر
الحياة مألوفة لدي، ولم أكن أدرك كنهها كنت أحس بكل شيء دون أن أفقه كنه أحاسيسي...
لكنها أوحت لي بأفكار خيالية غريبة عن الحياة الإنسانية، لم تقوى التجربة وقوة التفكير على أن تبرئني تماما
منها طيلة حياتي"
"وفرغنا من الروايات في صيف 1719فإذا الشتاء التالي يوافينا بمادة تختلف عنها، إذ أننا لم نكد نستنفذ مكتبة أمي
حتى تحولنا إلى نصيبها الذي آل إلينامن مكتبة أبيها، وكانت بها بعض الكتب الدسمة، لحسن الحظ...
فقد كانت جزءا من مكتبة جمعها قس، كان في الوقت ذاته عالما، كما كان رجلا ذا ذوق وذكاء وكان من
هذه الكتب (تاريخ الإمبراطورية والكنيسة)"للسيور" و(رسالة في تاريخ العالم)"لبوسيه"و(حياة مشاهير الرجال) ل "بلوتراك"
و(تاريخ البندقية)لـ"نافي" و(التطورات) و(الأصول) ل"أوفيد" و(العوالم) و(حوار الموتى)لـ "فونتيل" وبعض مؤلفات
"موليير".

التوقيع


إن كنت تصدق كل ما تقرأ ،
رحّال غير متصل   رد مع اقتباس