الموضوع: إميل.
عرض مشاركة واحدة
قديم 26-08-2017, 03:02 AM   #13
سليمان الزيادي
 
تم شكره :  شكر 19,067 فى 3,938 موضوع
رحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضو

 

Icon6 البحث عن زوجة.

في هذا الفصل تبدأ رحلة البحث عن زوجة لأميل، ويفتتح الكلام بالحديث عن السفر والفرق في الوسيلة والغاية.
وأنه حتى تستمتع بالسفر فيتوجب أن يكون السير على الهوى، تسرع تارة وتتمهل تارة.
فالغاية ليست سبب المتعة لوحدها بل الرحلة كذلك، والفرق بين الترحال في الهواء الطلق والسفر في عربة كالقفص.
وأن السفر على صهوة الجياد لا يضاهيه إلا السفر على الأقدام، ففي وسعك أن ترحل متى تشاء وأن تقف عندما تريد.
ولعل هذا يماثل في زمننا هذا السفر بالطيارة والسفر بالسيارة.
ثم يستشهد على فوائد مثل هذا السفر بطاليس وأفلاطون وفيثاغورس.
و يسافر هو وأميل على هذا النحو حتى أنسدت بهم المسالك فقابلوا فلاحاً أخذهم إلى كوخه وأكلوا ما تيسر إلا أنهم لم يصلوا للإكتفاء فقال لهم الفلاح لو أن الله هداكما إلى السفح الآخر من التل لوجدتم أستقبالاً خيراً من استقبالي وأخذ الفلاح يمتدح أهل تلك الدار.
ووصف لهم الفلاح الدار ومن خلال الغابة وصلوا للبيت عند المساء مبللي الملابس بعد أن صادفتهم غيمة ممطرة.
فقابلهم صاحب البيت الذي تبدو عليه مهابة عز سالف، فأدخلهم وأخذهم إلى جناح صغير، ولكنه نظيف و وثير وأشعل النار، وكانت الفرش ناصعة البياض
تفوح منها رائحة عطر طيب.
وبعد أن جفت ملابسهم التحقوا برب المنزل في غرفة الجلوس، الذي قدمهم إلى زوجته التي استقبلتهم بكل أدب ولطف وطيبة، وكانت نظراتها الفاحصة موجهة إلى أميل.
وعلى شأن الضيوف قدمت العائلة موعد العشاء ودخلوا غرفة الطعام فوجدوا على الطاولة خمسة أطباق. وبعد أن جلسوا دخلت شابة وأنحنت بأدب
وجلست بحياء من غير أن تتكلم.
ثم بدأ الحديث عن ضياعهم في الغابة فقال صاحب الدار " يبدو لي ياسيدي أنك شاب ظريف وعاقل، وهذا يدعوني إلى الإعتقاد أنكم وصلتم هنا مكدودين،كأبطال قصة تليماك.
أميل لم يكن قد قرأ هذه القصة وإن كان قرأ الأوديسة، ولكن الفتاة تضرجت بالحمرة خجلاً، فنظرت الأم إلى الأب الذي غير الموضوع.
وصار الزوج يمتدح زوجته ووقفتها معه في الضراء التي لحقت به، والبنت تقز أميل من تحت لتحت.
وبعد أن نطقت الأم أسم ابنتها صوفي وقع هذا الأسم موقع الموسيقى في أذن أميل فهذا هو الأسم الذي أطلقه على فتاة أحلامه.
وبعدها صار هو أيضاً يقز ولكنه لم ير الملامح التي رسمها لفتاة أحلامه، وصار يدرس كل لمحة وكل حركة وكا ايماءة منها. وتمنى لو نطقت ولو بكلمة واحدة ليسمع صوتها.
وحست البنت أنه مشغول بها، والأم أيضاً لاحظت هذا وإن كانت مرتاحة للوضع بمجمله.
المهم تكلمت البنت أو كما في الكتاب "وتحدثت الفتاة بعذوبة صوتها الطبيعية وفي حياء زاد من تأثير صوتها. ومن أول مقطع أيقن أن هذه هي فتاته
بعينها".
فوجم لا يتكلم، ولا يجيب على الأسئلة. لأنه لا يرى شيئاً سوى صوفي. ولا يسمع أحداً سوى صوفي. فإن قالت كلمة فغر فاه. وإن غضت بصرها غض بصرة. وإن تنهدت تنهد. فكأنما تحولت نفسه في لحظة واحدة وارتبطت بروحها.
نامو هاك الليلة وفي الصباح استيقظ أميل وأعتنى بلبسه وزينته على غير العادة، وتوقع المربي أن يرى صوفي متأنقة ولكن للعجب وجدها في ثوب أبسط من ثوب الأمس وقد أهملت زينتها بعض الشيء ولكن في مستوى من النظافة لا يبارى.
وعرف أنها تهدف إلى غاية بعيدة فهي لا تريد أن تسحر بزينتها وزخرفها بل بشخصها.
المهم ودعوهم بعد أن طلبوا الأذن بزيارتهم مرة ثانية فوافقت العائلة، وبس طلعوا إلا أميل يقول للمربي وش رأيك نستأجر بيت قريب منهم .
قال له المربي خبل أنت، وش بيقولون واحد بات عندهم وطلع واستأجر بيت قريب منهم خلك عاقل ولا تجيب الكلام عليك وعليها وخل نستأجر بيت بعيد شوي.
طبعاً رد أميل رد كل عاشق " مالي ومال الناس"، فقال له المربي فكر فيها لا تفكر بنفسك فسمعة الفتاة سريعة الخدش وليست كسمعة الفتى.
استأجروا منزلاً بعيد قريب، وكانت الزيارة الثانية وتكررت الزيارات وتوالت المحادثات الأنفرادية بين الشابين وتمكن الحب من قلب أميل.
المشكلة إنها ما قالت شيء ولا بينت شيء، وأخيراً قال لها أنه ينوي طلب يدها للزواج من والديها فلم تعارض.
وكلم المربي والمربي بدوره كلم الأبوين فكان الرد أن صوفي تملك زمام نفسها والأمر بيدها.
الأمر يعود عندها إلى أن تقييمها له لن يكون نزيه كون هناك فارق بينهما فهي فقيرة وهو غني، المشكلة أن أميل عندما ظن أنه لم يكسب حبها أصبح يعمل على كسب عطفها بإثارة شفقتها.
وقفلت معه ولا عاد يدري وش يسوي، وكانت هي عندما تلاحظ هذا عليه تعطيه نظرة وتسبيلة فيغدو أسلس قياداً مما كان قبل.
ولما نفذ صبره تكلم مع معلمه، فتكلم المعلم مع صوفي فأخبرته ولكن طلبت منه أن لا يخبر أميل إلا أنه أقنعها بوجوب إخباره.
علّم أميل بالسر فأستغرب أميل لأنه لم يتصرف يوماً ما على أنه غني. ولم يستطع أن يفهم كيف يؤثر المال في قيمة الشخص أو خلقه.
فلما أطلعه المعلم على نظرة الناس وأنهم يزنون الشخص بماله، وأن هذا هو العرف السائد، قرر أميل أن يتخلى عن المال.
فقال له المعلم يا ولدي أركد، فما يدريك أن فعلك هذا سيزيد الهوة بينكما.
كما أنها لاتخشى الثراء وإنما أثر الثراء على نفس صاحبه. وأخبره أن يطلعها على كنوز قلبه.
فصار أميل يعلمها الغناء، وصلح البيانو القديم اللي عندهم ودوزنه، وصار يعلمها الرسم، وتطور الأمر حتى وصل إلى القبلة الأولى ولكن أمام أمها.
ومشت الأمور كما يرغبان على الرغم من بعض المنغصات هنا وهناك إلا أنها كانت تمر سريعا.

التوقيع


إن كنت تصدق كل ما تقرأ ،
رحّال غير متصل   رد مع اقتباس