الموضوع: إميل.
عرض مشاركة واحدة
قديم 26-08-2017, 03:07 AM   #15
سليمان الزيادي
 
تم شكره :  شكر 19,067 فى 3,938 موضوع
رحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضو

 

Icon6 الهواية، المهنة.

صوفي لم تكن تسمح لأميل إلا بزيارتين في الأسبوع، وكان يهزه الشوق لرؤيتها فيذهب محاولاً الإقتراب من بيتها لرؤيتها ولكنه يصد نفسه متى ما أقترب أقتراباً حقيقياً من بيتها, وكل هذا حتى لايفقد كرامته فيسقط من عين نفسه ومن عين صوفي.
كما قلنا أنه كان يستغل وقته في هذه الأيام لممارسة هوايته.
ولعلكم تذكرون في الكتاب الثالث أن الشاب لابد أن يتقن مهنة يدوية تحسباً للظروف وقد أختار المعلم مهنة النجارة لأميل.
لذا كانا من حين لآخر يعملان لدى صاحب مصنع وكانا يعملان تحت الظروف ذاتها التي يعمل تحتها كافة العمال.
وكان والد صوفي يأتي أحياناً للمنصنع ويرى أميل يعمل، فيعود ويمتدح صنيعه أمام زوجته وأمام صوفي وكانت صوفي تحس بنشوة عظيمة وهي تسمع هذا الحديث من والدها.
وتم الإتفاق على أن يفاجئوا أميل في المصنع، وفي اليوم المحدد حضروا فوجدوا أميل منهمكاً في العمل ولم يلاحظ قدومهما حتى لفت المعلم نظره.
فطار فرحاً ليرحب بهما وأحضر كرسيين حتى يجلسا ثم عاد ليكمل العمل.
طبعاً كان في ملابس مبتذلة، أشعت الشعر إلا أن منظره لم يثر الضحك عند صوفي بل أثار الإعجاب وتأثرت بهذا المنظر فقد تأكدت أن هذا هو الرجل
الذي يناسبها، الرجل الذي يستطيع التأقلم مع ظروف الحياة، الرجل الذي يستطيع أن يعمل من أجلها، ويكسب لها معاشها.
وسألت الأم صاحب المصنع كم تدفع لهاذين الصانعين، فقال أدفع له عشرين صلداً وأقدم لهما الطعام، ولكن هذا الشاب يمكن أن يكسب أكثر
لأنه أمهر صانع في الأقليم. وهنا أسرعت الأم إلى أميل وعانقته وهي تبكي فرحاً وتناديه : ولدي ، ولدي.
بعد فترة قالت الأم لأبنتها يتوجب أن نعود، ثم قالت لأميل هل ستذهب معنا، فقال أميل الكلمة لصاحب المصنع فأن سمح لي ذهبت معكم.
فقالت الأم لصاحب المصنع هل تستطيع أن تستغني عنه؟ فقال صاحب المصنع لا أستطيع لأن هذا العمل عاجل ويجب تسليمه بعد يومين.
نظرت الأم إلى أميل وقالت : ما عندك شيء تقوله؟ فنظر إلى فتاته الواقفة بجانب أمها بحنان ثم قال للأم ها قد رأيتي أنه يجب أن أبقى.
وفي طريق العودة قالت الأم لأبنتها : كان المفروض أن يجيب طلبي ويلبي دعوتي، فهو ليس بحاجة للمال الذي يعطيه أياه صاحب المصنع.

التوقيع


إن كنت تصدق كل ما تقرأ ،
رحّال غير متصل   رد مع اقتباس