الموضوع: ((منكم واليكم))
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-09-2014, 01:09 AM   #44
مشرفة الأسرة والمجتمع
 
الصورة الرمزية مطلبي الجنان
 
تم شكره :  شكر 13,920 فى 3,119 موضوع
مطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضو

 

رد: ((منكم واليكم))




أنا فتاةٌ غير مُتزوِّجة، لديَّ صديقةٌ أعرِفُها منذُ دراستي في المرحلة الثَّانويَّة، واستمرَّت صداقتُنا لسبعِ سنين، وهي جداً مُقرَّبةٌ مني، ونتحدَّثُ على الهاتف ? ساعات أو أكثر يومياً، ولا نستطيعُ الاستغناءَ عن بعضنا، ومن المُستحيل أن يمرَّ يومٌ من غيرِ أن أُحادثها وأعرف أخبارها.
تعلَّقتُ بها بشكلٍ جُنوني، واكتفيتُ بها عن الجميع، وأهم ما في الموضوع أنها خُطبت، وزواجها بعد شهرينِ -إن شاء الله-، وطوال فترةِ عقد قرانها وأنا مُكتئبة، وحالتي النفسيَّة سيئة، وقد أخبرتها بذلك، وهي تُخفِّف عني وتعِدُني بأنها لن تتركني، وكلما يقترب موعدُ زفافِها تزدادُ نفسيَّتي سوءاً، ويزدادُ بكائي، وأشعرُ أنَّ الزَّواجَ سوف يُغيِّرها، وسيمنعها زوجها عني، ولن أستطيعَ مُحادثتَها كالسَّابق؛ كلُّ هذه المخاوف تُتعبني، وأثَّرت على مستواي الدراسي، وأصبحتُ لا أُفكِّر إلا بهذا الأمر، ولا أعلم ما سيحدثُ لي يومَ زفافها؛ لأني في يوم عقدِ قرانِها بكيت، وكنتُ شبهَ مُنهارة أمامَ الجميع.

المستشار: أ.سوسن الرفاعي




وعليكمُ السَّلامُ ورحمةُ اللهِ وبركاته، ونُرحِّبُ بك -أختي السَّائلة- معنا في الموقع، وبعد:
غاليتي:لا شكَّ أنك تُوقنينَ أنَّ الحياةَ لقاءٌ وفراق، ودوام الحال من المُحال، ولو فرضنا أن صديقتك لن تتزوَّج، فأنتِ مُفارقةٌ لها في يومٍ من الأيام لأيِّ سببٍ من الأسباب، ولا شكَّ كذلك أنَّ الفراقَ صعبٌ ومُؤلم، لكن بالنسبة لك فبُعدُ صديقتك عنك سيكون بُعداً جزئياً وليسَ كلياً، وهذا بلا شك يُخفِّفُ كثيراً من مُشكلتك، ولعلي أسألك بدايةً عدَّةَ أسئلة:
ألا تتمنَّينَ لصديقتك السَّعادةَ وتُحبِّينَ لها الخير؟!
هل الزواج يَفرضُ على صاحبِهِ أن يقطعَ جميعَ علاقاته مع الآخرين إلا من شريكِ حياتِهِ فقط؟!
ما هي حال والدتها التي ربَّتها وعاشت معها وتعلَّقت بها، ألم تتمنَّ لابنتها الزَّوجَ الصَّالحَ حُباً لسعادتها به؟!
ضعي نفسَكِ مكانها، وتأمَّلي ردة فعلك، وثقي تماماً أنها نفس ردة فعل صديقتك لك.
عزيزتي: إن أساسَ مُشكلتك كان من قبل عقد صديقتك ومن ثم زواجها؛ حيثُ بالغتِ في علاقتِكِ معها بشكلٍ واضح -تعلَّقتَ بها بشكلٍ جُنوني، واستغنيتِ بها عن الجميع-، فأنت جعلت صديقتَكِ هي كل شيء في حياتك، وهذا بالتَّأكيدِ قد كلَّفكِ الكثيرَ من ضياعِ وقتك، وكثرة التفكير بها، ويكفي ما تعانينه أخيراً من حُزنكِ واكتئابك.
أما ما يجب عليك في هذه الفترة لتتجاوزي ما تمرُّين به؛ فإنِّي أنصحُكِ بعدَّةِ أمور:
- أولاً: تأكَّدي أنَّ هذه الفترة مُؤقَّتة، خاصَّةً وأنك بهذا العمر الذي يُقدِّسُ فيها الإنسانُ الصحبة والعلاقة، ويجعلها كلَّ شيءٍ في حياته، ثم ما يلبث أن ينسَاها، ويستغرب من مواقفِهِ السَّابقة وشدة تعلُّقِهِ بها.
- لا تظني أنَّ الزَّواجَ سيُنسي صاحبتك ما كان بينك وبينها، أو أنَّ زوجَهَا سيمتلكُ قلبهَا بالكامل، ولكنِّي أعتقدُ أنه سيجعلُ علاقتَكُم أكثر انضباطاً من ذي قبل.
- اقتربي من أهلك، وشاركيهم جلسَاتِهِم وطلعاتِهِم، وحاولي أن تُكوِّني عدَّةَ صداقاتٍ أُخرى جيدة، لكن بدونِ مُبالغة كذلك.
- أشغلي نفسَكِ بأيٍّ من الأمورِ النَّافعة، كالتسجيل في إحدى الدَّورات، والقراءةِ لكتابِ الله، وكذلك بعض الكُتبِ النَّافعةِ الأخرى، وغير ذلك الكثير.
- أكثري من دُعاءِ الله: (اللهم إنِّي أسألُكَ حُبَّكَ وحُبَّ من يُحبُّك، وحب العمل الذي يُقرِّبُنا لحبك) وداومي على أذكارِ الصَّباحِ والمساء، والتي من ضمنها: (اللهم إني أعوذُ بكَ من الهمِّ والحُزن..).
- كلما خطرت على بالك، ادعي لها بظهرِ الغيب، واسألي اللهَ لها التَّوفيقَ والسَّعادةَ في حياتِها الجديدة، ويكفيك قول الملك: (ولك بالمثل).
- تأكدي أن انشغالَ صديقَتك عنك، وقلَّةَ تواصلها معك، ليس هجراً أو نسياناً، وإنَّما هو أمرٌ خارجٌ عن إرادَتِها؛ حيثُ أصبحت أكثر مسؤولية، وأكثر انشغالاً من ذي قبل.
- اشعري بسعادتها وفرحها، واسعدي لذلك، وتخيَّلي لو أنَّكِ خُيِّرتِ بين مُفارقتها بالموت -لا قدَّرَ الله- أو بزواجها، ما هو اختيارك؟ بالتأكيد الخيار الثاني. نسألُ اللهَ لكما طولَ العمر على طاعته.
ختاماً: ومن أهمِّ النِّقاط: قوي علاقتك ومحبَّتَك بخالِقِك الذي لا يبتعد عنك لحظةً من اللحظات، والذي يفتح بابَهُ لك في كلِّ وقت، ليسمع نداءَكِ وهمومَكِ وشكواك، ولا يمل من حديثك إليه سبحانه كما هو حال البشر، فكلما أحسستِ بضيقٍ وهمٍّ عيشي مع كلامه، وارفعي يديك إليه، وبُثِّي ما في قلبك، واسكبي عبرَاتك بين يديه، وأبشري براحةٍ وسعادةٍ ليسَ لها مثيل.
أسألُ اللهَ أن يُظلَّكِ ومن أحببتِ يومَ لا ظلَّ إلا ظِلُّه.

التوقيع
مطلبي الجنان غير متصل   رد مع اقتباس