الموضوع: - عفوية
عرض مشاركة واحدة
قديم 20-06-2011, 11:21 PM   #28
ذِكرُ الله غنيمَةٌ بارِدة .
 
تم شكره :  شكر 8,665 فى 1,430 موضوع
العَربْ. نسبة التقييم للعضوالعَربْ. نسبة التقييم للعضوالعَربْ. نسبة التقييم للعضوالعَربْ. نسبة التقييم للعضوالعَربْ. نسبة التقييم للعضوالعَربْ. نسبة التقييم للعضوالعَربْ. نسبة التقييم للعضوالعَربْ. نسبة التقييم للعضوالعَربْ. نسبة التقييم للعضوالعَربْ. نسبة التقييم للعضوالعَربْ. نسبة التقييم للعضو

 

( * ) مُقتبس .


-

- تيهٍ .




قُل أيُّ شيءٍ أنكى من الذكرى !
لا أعلم حقيقةً لمَ أنا هُنا، ولمَ كتبتُ هنا بالذات ، فقط أشعر بحرارةٍ تكاد تصهر قلبي لتُرديه.
لا تسأموا من حديثي، والخربشات، لا تسأموا من هذهِ الثرثرة، لا تسأموا منَّي .

إنني موجوعةٌ غائبةٌ في زمنِ الحضور .
هذه الحياة وإن جاهدتها تفتؤ تطعنني.
هذهِ الحيَـاة وإن كابدتُها تفتؤ تقتُل الأمل فيَّ.
هذهِ الحياة وإن وضعتها بمنظورٍ ذا طموحٍ مُشرقٍ وأملٍ مُتجدّدٍ تفتؤ تسفكهُ فيَّ بؤسًا لا خلاق له .
هذهِ الحياة القصيرة، والقصيرة جدًا للحدِّ الذي لو التفتُّ للحزنِ فيها فاتتني، وسارَ القطار وأنا في مقعدِي هذا .
هذهِ الحياة ال تُنقصني كل دقيقةٍ، هذا الزمن ال يأكلني .

(الكتابة منحتنَا الفرصة ليسَ للحياةِ ولكن على الأقل لتحملَ شططَها . لأنك لا تعرفُ الحياةَ حقيقةً إلا عندما تخسرهَا أو تخسر جزءًا منها . كشيءٍ يمرُّ عليك عاديًا ولكنك عندما تتعرض للبتر والفقدان, تعرف كيف يحسُّ الذي تصادفه يوميًا عند مدخل سوقٍ ما، أو في منعطفِ زاويةٍ مهملةٍ وهو يجرّ رجلًا واحدة أو وهو يحني رأسه يصبح عليك ثم يمضي لكي لا ترى أنه لا يملك إلا عينًا واحدة . أو وهو يُصافحك واضعًا كم اليد الثانية في جيبه وأنت تعلم أنها مقطوعة ... أنت لاتعرف سرّ الضبابيَّة التي تملأ قلوبهم وتمسح أحيانًا ملامح وجوههم إلا عندما تسلك هذا الطريق المضني .) *

أيْ ربّ ...
أخذتَ مني أغلى ما أملِك ولي فقدٌ معهُ ذا أزلٍ طويلٍ لا إلى أمدٍ ، أنتَ أعلمُ به مني وإني لأفتؤ أحمدكَ حمدًا يليقُ بكَ وبجبروتكَ وقوّتك.
و ها اليوم أستاذتي ودعتني إليكَ راحلةً، ودَّعت هذهِ الحيَاة بعدَ أن أرهقتها.
إيهٍ يا ألله ، خُذها إليك راضيةً مرضيَّة .
إنني لا ولن أسخط على أخذِهَا من هذهِ الحياة، إنني آسَفُ عليَّ، أخشَى على نفسِي مني.

هذهِ الحيَـاة تُرعبنِي، للحدّ الذي أكونُ فيها قصيَّةً عن كُل أحد ، حتى عن نفسي أنا .
لا أحدَ يعلمُ قدرَ الوجع، قدرَ الألم، قدرَ الفقد، قدرَ البؤس ال يسكنني الآن، قُلتُ - الآن - .

أي ربّ
هَا أمضِي إليكَ، واقفة على هذهِ الشُّرفة، عند أعتابكَ، طالبةً منكَ أن تأخذني إليكَ عُصفورةً طاهرةً ، إلى السمَاء، إلى الجنة ؛ لأكفَّ عن هذه المشَاهد المُفزعة، لأكفَّ عن رؤيةِ من حولي ال يتساقطونَ صرعى تباعًا كشجرةِ خريف تطير وُريقاتها إليكَ، لأكفَّ عن هذه السمَـاوةِ المُرهقة.

حينمَا التفت إلى هذهِ الحيَاة لحظةً - قُلت لحظةً - هيَ فقط كفيلة بأن تُعلقني فيها بكلّ مافيّ، كفيلةٌ بأن تتشبَّثَ فيَّ كيفما شاءَت، كفيلةٌ بأن تستوطن فيَّ وتُسقيني كأسَ الحُزنَ علقمًا مُرًا.
آمنتُ بأن لا أحدَ يستطيعُ محوَ الغشَاوةِ ال غلَّفت قلبي، قلبي الحُبّ قلبيَ السَّاخط.

( لا شيء يعوض شيئَا. الأشياء تزاحم بعضها البعض ولكل واحدة مكانها فينا. وحتى نقهر أنانيتنا نحتاج إلى قدرٍ متعاظم من الحزن لندرك كم أن الناس كذلك يحزنون مثلنا أو أكثر) .*
حروفي فوضويَّةٌ كمَا الذي يسكنني من بؤسٍ، وهذهِ الصلواتُ ال لا تضيعُ عندكَ يا ألله .
مُحتَـاجةٌ عطشَى بئيسة، وأمانيَّ الخِمـاصَ واقفةٌ عند بابكَ، أنت أعلمُ بي منِّي.
وكُلِّي فقرٌ إليك .

- العُربْ. ٧/١٨
-
التوقيع
-

اللهُ يعلمُ ما جرى
والعدلُ مكتوبٌ
وموعدُنا السَّماء. *


كنتُ هنا.
.
العَربْ. غير متصل   رد مع اقتباس