عرض مشاركة واحدة
قديم 18-07-2016, 12:30 PM   #1
سليمان الزيادي
 
تم شكره :  شكر 19,067 فى 3,938 موضوع
رحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضو

 

Icon6 حديثٌ عن الدهشة.!

سيكون حديثي اليوم عن الدهشة.
وسأحاول أن يكون حديثي عبارة عن جرعات مركزة مبسطة قدر الإمكان وأترك لكلٍ منكم أن يستكمل عملية الإندهاش أو يتوقف.
لذا لن أتكلم عن الدهشةالتي قادت إلى تساؤلات أدت إلى اكتشافات عظيمة كالجاذبيّة والنسبيّة وفيزياء الكم، كما لن أتحدث عن دهشة التجليّات الإيمانيّة لأن الحديث عن مثل هذه الأمور حديثٌ يطول و يتشعب.
فما هي الدهشة :
الدهشة هي انفعال نفسي، و هزّة وجدانيّةوهي أيضا ذهول أمام شيء خارق للعادة وغير مألوف، هي حالة نفسية مصحوبة بالتوتر والحيرة.
هذه الحالة تحصل للفكر عندما يعجز عن إستيعاب وتمثل ظاهرة أو معطى وتصنيفه ضمن البنيات والمعارف القبليّة فينشأ صراع معرفي داخلي.
إذن الدهشة تحدث بسبب شعور الشخص بالجهل والتعجب والاستغراب فيكون الناتج حب الاستطلاع والتساؤل.
ولهذا قال هيدجر :-
"إن اندهاش الفكر يعبر عن نفسه بالتساؤل ".
والدهشة ترتبط بمظاهر حسيّة تظهر على الشخص،
وقد صاغهاآدم سميث في عبارة حيث قال :-
«تلك الحملقة، بل وتقلب العينين في بعض الأحيان، ذلك النفس المحبوس،
ذلك القلب الواقع
».
والدهشة غالباً ما ترتبط بنوعين من البشر هما الأطفال والفلاسفة.
في رواية “عالم صوفي” يتحدث جوستاين غاردر عن سر الدهشة عند الأطفال وعلاقتها بالفلاسفة حيث كتب :-
هل قلت لك مسبقاً ان الميزة الوحيدة اللازمة لكي يصبح المرء فيلسوفاً جيداً هي قدرته على الدهشة ؟
إن لم أكن قد قلتها فأنا اعيدها الآن :
أن الميزة الوحيدة اللازمة لتصبح فيلسوفاً هي أن تندهش. كل الأطفال يملكون هذه الملكة. لكن لا تكاد بضعة أشهر تمضي حتى يجدون أنفسهم مقذوفين في واقع جديد، ويبدو أن ملكة الدهشة هذه تضعف مع الكبر. لماذا؟
لنعد: لو أن مولوداً صغيراً عرف أن يتكلم، لكان عبّر بالتأكيد عن دهشته
من الوقوع في عالم غريب. وحتى لو أنه لا يستطيع أن يتكلم، فيكفي رؤيته يشير بأصبعه إلى كل الأشياء ويمسك بفضول كل ما يقع تحت يده.
وبعد أن يضرب عدة أمثلة على اندهاش الأطفال يقرر ما يلي :-
ولكن قبل ان يصبح الطفل قادراً على التكلم بشكل صحيح – وقبل أن يتعلم التفكير بطريقة فلسفية – يكون الكون أصبح عادة.
هنا طبعاً نحن نتكلم عن الفلسفة كطريقة تفكير. فالفلسفة هي الإندهاش الذي يُنتج الأسئلة والشك الذي يناقش المتعارف عليه أو المكتسب بصورة آلية.
الشاهد من كلامه "يكون الكون أصبح عادة" ،،
حياتنا، ساعاتنا، أفعالنا،يقظتنا، سباتنا، تربيتنا، تعليمنا كل شيء يصبح عادة ونغرق في العيش وتموت الدهشة فينا ويسري في حياتنا الملل والبلادة والكآبة ونفقد طعم الحياة.!

التوقيع


إن كنت تصدق كل ما تقرأ ،
رحّال غير متصل   رد مع اقتباس