عرض مشاركة واحدة
قديم 28-06-2012, 02:16 PM   #1
مشرفة الأسرة والمجتمع
 
الصورة الرمزية مطلبي الجنان
 
تم شكره :  شكر 13,920 فى 3,119 موضوع
مطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضو

 

أحبب فيغدو الكوخ كونا نيرا *** وابغض فيمسي الكون سجنا مظلما.










وكن مثل طعم الماء عذبا وباردا ** على الكبد الحرى لكل صديق


تأملت الماء ومافيه من عبر ومنافع فأيقنت أن الشاعر قد أصاب حين طلب منا أن نكون لمن حولنا كالماءالبارد على الظما...فكيف نكون كذلك؟
يمكننامعرفةالإجابة عن طريق استعراض أربع من خصائص الماء وتطبيقها على عقولنا وقلوبنا..


أولها: البحث عن التوازن:


الماء يتدفق أبداً من الأعلى إلى الأسفل بحثاً عن المستوى الخاص به، وإذا كان في حالة عدم توازن فإنه يتدفق حتى تحقق له قوته الانسجام والاتزان المطلوب.


وإنه مما يحقق السعادة في الحياة... الوسطية، والتوازن، وسط في العبادةفلا غلو ينهك الجسد، ولا تفريط تطرح منه النوافل وتخدش منه الفرائض. وسط في الخلق: بين الجد المفرط، واللين المتداعي، بين العبوس الكالح والضحك المتهافت، بين العزلةالموحشة، والخلطة الزائدة عن الحد...
وكثيراً ما تقع المشكلات والخلافات نتيجةسيطرة العقل على العاطفة أو العكس، وإهمال متطلبات الأسرة بحكم الانشغال بهمومالعمل، والانغماس في ملذات الدنيا على حساب الآخرة ،{وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَاللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ******(القصص:77)


ثانيها: الامتصاص:


أيا كان الشيء الذي يُلقى داخل كيان مائي، فإن الماء يستجيب على النحو المناسب له، إنه لا يستعدِ ولا يحمل في قلبه الحقد، بل يتلقى فحسب... ويعود مرة أخرى إلى الهدوء!



فليكن صدرك مقبرة تدفن السهام القاتلة، والكلمات الجارحة، فإن سمعت من شخص كلمة نابية، أوهجاءً لاذعاً فأمتها بالتجاهل وكأنه يقصد غيرك.. وقديماً قال السلف:"الاحتمال دفن المعائب"


ما يضير البحر أمسى زاخراً *** إن رمى فيه غـلام بحجـر



ثالثها: الإصرار:


بلا كلل ولا ملل يسير الماء في طريقه بخطى ثابتة.. فلا يتوقف ولايتذمر،


بل شعاره:
لأستسهلن الصعب أو أدرك المنى ** فما انقادت الأمال إلا لصابر
والدرس الذي نتعلمه.. ليكن لك حلماً في هذه الحياة تسعى من أجل تحقيقه،بدلا من أن تكون مجرد شيء صغير لا وزن له ولا قيمة، هدفاً يترك أثراً خالداً في نفوس الآخرين، وبصمة واضحة ترفع قدرك عند الله وترسم البسمة على الشفاة..
إن حلماً كهذا يحتاج إلى الصبر والجلد..



وقلَّ من جد في أمر ليطلبه ** واستصحب الصبر إلا فاز بالظفر


رابعها وأجملها: الحفاظ على الجوهر:


رغم أن شكل الماء دائم التغير، سواء أكان يبدو في شكل الثلج أوالبخار، أو كان ساكناً بهدوء..أو مندفعاً بعنف..إلا أن جوهر الماء يظل مكوناً من ذرتي هيدروجين وذرة أكسجين واحدة.



ومنذ أن خلق الله آدم إلى أن ينهي العالم،لم يتفق اثنان في الصورة الخارجية للجسم بحيث ينطبق شكل هذا على ذاك{ وَاخْتِلَافُأَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ****** (الروم:22).
فلماذا يريد البعض أن يتفقوا مع الآخرين في صفاتهم ومواهبهم وقدراتهم!!
إن التقليد في الحركات واللحظات ونبرةالصوت والالتفات، وأد للشخصية وانتحار معنوي للذات..
فلا تذب في شخصية غيرك.. وكن أنت صاحب المبدأ السليم... والعقل النير الكبير مهما تغير المكان وتباعدالزمان.


كن مثل الماء عذب وبارد .!!؟


فاعمل لإسعاد السوى وهنائهـم **إن شئت تسعد في الحياة وتنعما
أيقظ شعورك بالمحبـة إن غفـا**لولا الشعور الناس كانواكالدمـى
أحبب فيغدو الكوخ كونا نيرا وابغض فيمسي الكون سجنامظلما
التوقيع
مطلبي الجنان غير متصل   رد مع اقتباس