الموضوع: سطور متفرقه
عرض مشاركة واحدة
قديم 14-11-2011, 02:53 PM   #68
عضو سوبر
 
الصورة الرمزية نورالشمس
 
تم شكره :  شكر 8,432 فى 1,796 موضوع
نورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضو

 

رد: سطور متفرقه




تساءلت يوماً هل للسجين صوتاً؟
وكأن بأحد السجناء سمعني فجائني بصوته من بعيد ليجيب :
للسجين صوت أخيتي وأي صوت !

بل ويجيد عدة لغات إذا ما تكلم!

سألت : كيف ذلك؟

أجابني وكان صوته هادئًاً وعميقاً:

يحاور السجين سجانه بلغة العيون اللا ذعه التي تعبر عن غضبه وسخطه وإشمئزازه إذا ما تكلم
فتؤرق راحة سجانه وتشعرة بجبنه وضعفه
امام سجينه برغم القيود التي تكبل يديه ..فتزيده تحدي وعناداً !

وهناك لغة الصمت التي يجيدها السجين والتي تساعده على الصمود والتحمل امام جلاده فتشعره بعجزه !

وأماالإبتسامة الساخرة للسجين فهي أشد من أي صوت مؤلم على نفس جلاده !








سألته :هل للسجين لحظات ضعف ؟

أجابني وكان صوته قد إمتزج بالحزن والتحدي :

نعم أخيتي

كم من مرة ومرة يعيش السجين الموت خلال تعذيبه ؟
وكم من مرة يشتهي الموت ليخلصه من عذابه والآمه ولا يدركه؟
وكم من مرة يشعر ان الموت والحياة متساويان ؟

وكم من مرة يغمض السجين عينه ويسافر الى البعيد ليشتم الحرية من وراء القضبان ؟
وكم من دمعه يذرفها إشتياقاًلأحبابه ؟

لكن هناك لحظات يقوى بها الانسان على الخوف بداخله
فيتحول الى حاله من العناد ليكون اقسى من الصخر !

وهناك لحظات تجعل الجلاد تعيساً إذا ما عرف ان الموت لا يعني للسجين شيئا فيحرمه لذة الانتصار !






سألت وهل للسجين ذكريات؟
أتبع هذا السؤال بضحكه عاليه وقال :

للسجين ذكريات لا تمحى ابداً !
فكم من سجينٍ حفر ذكرياته على جدران زنزانته بدمه
واصفا جبن الجلاد وغدره؟

وكم من سجينٍ اصبح فنانا يرسم اجمل اللوحات على جدران زنزانته
كلوحة شروق الشمس تشرق من جديد؟

وهناك من كتب على جدران زنزانته مهما امتدت ايامي هنا فلن اهزم ؟

وهناك من رسم صور لابنائه ليلقي عليهم تحية الصباح والمساء
ويراقبهم وهم يكبورن؟






كنت انوي ان اصمت بعد هذا الكلام ، وابتعد بهدوء ..

لكنه شعر بي فقال بصوت حنون :

أي أخيه ...لا تحزني وثقي حين يبدا شعور الضعف يتسلل الى نفس السجين
تأتي لحظات حاسمه عليه توقظ بنفسه التحدي فيشعر انه السجان وذاك السجين!

سالت : كيف؟

قال : مهما كان الجلاد قويا ظالما فانه ينهار أمام إرادة أي شريف !

ومهما طالت عتمة السجن ... فهناك شمسٌ ستشرق من جديد!


حينها تبدد حزني وشعرت كم هو قوي وسجانه ضعيف !

وكانت هناك زهرة مرسومه على جدران زنزانته
أهداني إياها وقال :
اعتني بها حتى أعود!!!





التوقيع
عندما تيأس، وتقرر الاستسلام والتوقف، فاعرف أنك على بعد خطوات من هدفك.
استرح، فكر في شيء آخر، ثم عاود المحاولة من جديد ..
• كثير من حالات الفشل في الحياة كانت لأشخاص لم يدركوا كم كانوا قريبين من النجاح عندما أقدموا على الاستسلام ; فلا تيأس ..
...
د. إبراهيم الفقى - رحمه الله -.
نورالشمس غير متصل   رد مع اقتباس