العودة   منتديات سدير > `·• أفياء أدبية •·´ > ¨° بيت الشوارد °¨

¨° بيت الشوارد °¨ خاص بكل ما هو منقول شعراً كان أو نثراً ..

الإهداءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-01-2011, 02:45 AM   #46
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16,431 فى 4,678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: وقـفـات مع الشعر والشعراء



الجميع سمع قصيدة الشاعر حمود البغيلي التي تقول

الغرب يصنع طايرات وصواريخ … والشرق الاوسط ضاع نفطه بلاشــي
حطوا لهم في صفحة العلم تاريخ … وحنا لماضينا نعيد النــقــــــــــــاشي
من عقب ماكنا جبال شواميــــــخ …صرنا تحت حكم الاجـانب ولاشـــــــي
شي يدوخ هامة الراس تدويــــخ … وشلون عقب الحر حام الفراشــــــي
أقولها وقلبي أقوى من الصيـخ … متى نشوف الحق في الارض ماشــي

وقد ردّ الشاعر ( باقي المفلح ) على هذه القصيده بقـــــوله

يابن البغيلي للعـــــــرب بعد تـــاريخ… من قمه لقمه كلام وتمــــــــــاشي
شف هالجرايد كلها صورة الشــــيخ… والشيـخ مايسوى خسارة فلاشــي
واعلام شاطر في عروض المفاصيخ….والحر يكفــخ بين مرشي وراشـي
والا شباب من العوايد مســــــــــاليخ … والا بنات للــــــــنصارى تماشــي
للي يقول الحق ياحمود تكفيــــــــــخ… وللي يقول الزور عز ومعاشــــــي
ارهابي اللي ينصر الدين ياشيــــــخ… والا اليهودي ياخذ ارض وكاشـــي
خلك بشعر المدح مدح الشواميـــــخ … اللي معاركهم بكاس وفراشـــــــي
حناالعرب مابين كوره وبطيــــــــــخ… في كل ملعب تلتقينا نفاشــــــــــــــي
بننتصر ياحمود بالطاخ والطيــــــخ…كم الف مطرب سوقهم بانتعاشــــــــي
بافلامنا بنوصل الصوت للمريــــخ… وببشوتنا بنصد قصف الاباتشــــــــي
بالرقص نقدر نكتب احلى تواريــخ…مادام صرنا بين خاين وواشــــــــــــي
واموالنا ترجع علينا صواريــــــخ… وجروحنا تنزف ولا فيه شاشــــــــــي
هيا تعال نوجه لبوش توبيـــــــــخ … ليه العرب يابوش عندك مواشـــــــي
ونحذرك يابوش يكفيك تلطيـــــــخ… لاتحسب ان الدم ضاع ببلاشـــــــــــي
يابوش صبرك لين تلقى المطانيخ… اللي يردون الذيابه كباشــــــــــــــــي
اهل الفعل يسقونك الرد زرنيخ … اللي مع الله لازمين المماشــــــــــــــي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
من قدموا شكرهم لـ أسد نجد :
قديم 07-01-2011, 03:13 PM   #47
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16,431 فى 4,678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: وقـفـات مع الشعر والشعراء

الـيـتـيـمـة



قُتل صاحبها وأصبحت القصيدة يتيمة
كثير هم الشعراء الذين كانت أشعارهم وقصائدهم سبباً في مقتلهم،

فهل من الممكن أن يكون الشعر سبباً في مقتل صاحبه؟،
هذا هو ما حدث فعلا مع الكثيرين من الشعراء وكان من هؤلاء الحسين بن محمد المنبجي المعروف بدوقلة
هذا الشاعر الذي نظم قصيدته والتي تعد القصيدة الوحيدة أو "القصيدة اليتيمة" كما أطلق عليها بعد ذلك،
ولكن لا يوجد تأكيد على كون هذه القصيدة تنسب له أم لا، هذا بالإضافة لتعدد القصص التي تروي المناسبة التي قيلت فيها.

وتقول إحدى الروايات إن هذه القصة ترجع إلى زمان بعيد حيث كانت هناك ملكة تدعى دعد كانت ملكة لليمن
قد أخذت على نفسها عهدا بألا تتزوج إلا بمن يمتلك من الفصاحة والبلاغة ما يكفي لأن يغلبها به،
وعُرفت هذه الملكة بجمالها الأخاذ الساحر مما جعل الشعراء يتبارون في نظم وعرض مالديهم من قصائد عليها،
ولكن لم تنال أي من قصائدهم إعجابها.

كان دوقلة هو أحد الشعراء الذين سمعوا بخبر الملكة وما تريده من مواصفات الشخص الذي سوف يصبح زوجاً لها،
وكما سمع عن هذا سمع أيضاً عن جمال الملكة الباهر فانطلق ينظم الشعر فأبدع واحدة من أروع القصائد
والتي مازالت تحتل مكاناً متميزاً بين قصائد الشعراء،
وبينما هو في طريقه إلى الملكة ليعرض عليها قصيدته مر بأحد الأحياء فقام واحداً من أهل الحي باستضافته
وبينما دوقلة عنده أخذ يسرد عليه قصيدته هذه القصيدة التي أعجبت الرجل كثيراً ولاقت في نفسه قبولاً واسعاً،
وشعر دوقلة بمدى الإعجاب الذي جرى في نفس الرجل كما شعر بالغدر الذي قد يقع به
فقام بإلحاق قصيدته ببيتين في أخرها أملاً في ذكاء دعد، أن تكتشف الغدر الذي سيلحق به.

وبالفعل كما توقع دوقلة قام الرجل بقتله وحفظ القصيدة لكي يلقيها هو على مسامع دعد،
وعندما ذهب الرجل لدعد لكي يلقي عليها قصيدة دوقلة سألته عن الديار الذي أقبل منها قال إنه من العراق
فلما سمعت القصيدة وجدت بها بيتاً يدل أن صاحبها من "تهامة" وهو البيت الذي يقول فيه دوقلة :


إِن تُتهِمي فَتَهامَةٌ وَطني أَو تُنجِدي يكنِ الهَوى نَجدُ

وما أن ختم القصيدة بالبيتين الذين كتبهما دوقلة هبت دعد من مقعدها صارخة بقومها : أقتلوا قاتل زوجي.

وهكذا فمن قتل يقتل فعلى الرغم من أن هذه القصيدة كانت سبباً في قتل صاحبها إلا أن الذي غدر به قتل هو الأخر،
وبقيت هذه القصيدة بعد ذلك باقية، ويُرجع البعض سبب تسميتها بالقصيدة اليتيمة لعدد من الأسباب
منها أنها تسببت بقتل صاحبها ولم يعرف له من الشعر سواها،
كما يقال أنها سميت بذلك لجمالها وبلاغتها وتضمنها للكثير من المعاني الرائعة في وصف المرأة،
ويقال أنها سميت بهذا الاسم لكونها قصيدة لا شبيه لها لقوة معانيها وروعة تشبيهاتها.

وهذه هي القصيدة


هَل بِالطُلولِ لِسائِلِ رَدُّ
أَم هَل لَها بِتَكَلُّم عَهدُ

أبلى الجَديدُ جَديدَ مَعهَدِها

فَكَأَنَّما هو رَيطَةٌ جُردُ


مِن طولِ ما تَبكي الغيومُ عَلى
عَرَصاتِها وَيُقَهقِهُ الرَعدُ

وَتُلِثُّ سارِيَةٌ وَغادِيَةٌ
وَيَكُرُّ نَحسٌ خَلفَهُ سَعدُ

تَلقى شَآمِيَةٌ يَمانِيَةً
لَهُما بِمَورِ تُرابِها سَردُ

فَكَسَت بَواطِنُها ظَواهِرَها
نَوراً كَأَنَّ زُهاءَهُ بُردُ

يَغدو فَيَسدي نَسجَهُ حَدِبٌ
واهي العُرى وينيرُهُ عهدُ

فَوَقَفت أَسأَلَها وَلَيسَ بِها
إِلّا المَها وَنَقانِقٌ رُبدُ

وَمُكَدَّمٌ في عانَةٍ جزأت
حَتّى يُهَيِّجَ شَأوَها الوِردُ

فَتَبادَرَت دِرَرُ الشُؤونِ عَلى
خَدّى كَما يَتَناثَرُ العِقدُ

أَو نَضحُ عَزلاءِ الشَعيبِ وَقَد
راحَ العَسيفَ بِملئِها يَعدو

لَهَفي عَلى دَعدٍ وَما حفَلت
إِلّا بجرِّ تلَهُّفي دَعدُ

بَيضاءُ قَد لَبِسَ الأَديمُ أديم
الحُسنِ فَهُوَ لِجِلدِها جِلدُ

وَيَزينُ فَودَيها إِذا حَسَرَت
ضافي الغَدائِرِ فاحِمٌ جَعدُ

فَالوَجهُ مِثلُ الصُبحِ مبيضٌ
والفَرعُ مِثلَ اللَيلِ مُسوَدُّ

ضِدّانِ لِما اِستَجمِعا حَسُنا
وَالضِدُّ يُظهِرُ حُسنَهُ الضِدُّ

وَجَبينُها صَلتٌ وَحاجِبها
شَختُ المَخَطِّ أَزَجُّ مُمتَدُّ

وَكَأَنَّها وَسنى إِذا نَظَرَت
أَو مُدنَفٌ لَمّا يُفِق بَعدُ

بِفتورِ عَينٍ ما بِها رَمَدٌ
وَبِها تُداوى الأَعيُنُ الرُمدُ

وَتُريكَ عِرنيناً به شَمَمٌ
وتُريك خَدّاً لَونُهُ الوَردُ

وَتُجيلُ مِسواكَ الأَراكِ عَلى
رَتلٍ كَأَنَّ رُضابَهُ الشَهدُ

والجِيدُ منها جيدُ جازئةٍ
تعطو إذا ما طالها المَردُ

وَكَأَنَّما سُقِيَت تَرائِبُها
وَالنَحرُ ماءَ الحُسنِ إِذ تَبدو

وَبِصَدرِها حُقّان خِلتُهما
كافورتينِ عَلاهُما نَدُّ

والبَطنُ مَطويٌّ كَما طوِيَت
بيضُ الرِباط يَصونُها الملدُ

وَبِخَصرِها هَيَفٌ يُزيّنهُ
فإِذا تَنوءُ يَكادُ يَنقدُّ

وَلهاهَنٌ رابٍ مَجَسَّتُهُ
ضيقُ المَسالك حَرَّهُ وَقدُ

فَكأَنَّهُ مِن كِبَرِهِ قَدَحٌ
أَكلَ العيالُ وَكبَّهُ العَبدُ

فإِذا طَعَنتَ طعَنتَ في لبَدِ
وإِذا سَلَلتَ يَكادُ يَنسَدُّ

والتَفَّ فَخذاها وَفَوقهما
كَفَلٌ يُجاذِبُ خَصرِها نَهدُ

فَقيامُها مَثنى إِذا نَهَضَت
مِن ثِقلِهِ وَقُعودُها فَردُ

والسَاقُ خُرعُبةٌ مُنَعمَّة
عَبِلَت فَطَوقُ الحِجل مُنسَدُّ

والكَعبُ أَدرَمُ لا يَبينُ لَهُ
حَجمٌ وَليسَ لِرأسِهِ حَدُّ

وَمَشَت عَلى قَدمَينِ خُصِّرتا
واُلينَتا فَتَكامَلَ القَدُّ

إِن لَم يَكُن وَصلٌ لَدَيكِ لَنا
يَشفى الصَبابَةَ فَليَكُن وَعدُ

قَد كانَ أَورَقَ وَصلَكُم زَمَناً
فَذَوَى الوِصال وَأَورَقَ الصَدُّ

لِلَّهِ أشواقي إِذا نَزَحَت
دارٌ بِنا ونوىً بِكُم تَعدو

إِن تُتهِمي فَتَهامَةٌ وَطني
أَو تُنجِدي يكنِ الهَوى نَجدُ

وَزَعَمتِ أَنَّكِ تضمُرينَ لَنا
وُدّاً فَهَلّا يَنفَعُ الوُدُّ

وَإِذا المُحِبُّ شَكا الصُدودَ فلَم
يُعطَف عَلَيهِ فَقَتلُهُ عَمدُ

تَختَصُّها بِالحُبِّ وُهيَ على
ما لا نُحِبُّ فَهكَذا الوَجدُ

أوَ ما تَرى طِمرَيَّ بَينَهُما
رَجُلٌ أَلَحَّ بِهَزلِهِ الجِدُّ

فَالسَيفُ يَقطَعُ وَهُوَ ذو صَدَأٍ
وَالنَصلُ يَفري الهامَ لا الغِمدُ

هَل تَنفَعَنَّ السَيفَ حِليَتُهُ
يَومَ الجِلادِ إِذا نَبا الحَدُّ

وَلَقَد عَلِمتِ بِأَنَّني رَجُلٌ
في الصالِحاتِ أَروحُ أَو أَغدو

بَردٌ عَلى الأَدنى وَمَرحَمَةٌ
وَعَلى الحَوادِثِ مارِنٌ جَلدُ

مَنَعَ المَطامِعَ أن تُثَلِّمَني
أَنّي لِمَعوَلِها صَفاً صَلدُ

فَأَظلُّ حُرّاً مِن مَذّلَّتِها
وَالحُرُّ حينَ يُطيعُها عَبدُ

آلَيتُ أَمدَحُ مقرفاً أبَداً
يَبقى المَديحُ وَيَذهَبُ الرفدُ

هَيهاتَ يأبى ذاكَ لي سَلَفٌ
خَمَدوا وَلَم يَخمُد لَهُم مَجدُ

وَالجَدُّ حارثُ وَالبَنون هُمُ
فَزَكا البَنون وَأَنجَبَ الجَدُّ

ولَئِن قَفَوتُ حَميدَ فَعلِهِمُ
بِذَميم فِعلي إِنَّني وَغدُ

أَجمِل إِذا طالبتَ في طَلَبٍ
فَالجِدُّ يُغني عَنكَ لا الجَدُّ

وإذا صَبَرتَ لجهد نازلةٍ
فكأنّه ما مَسَّكَ الجَهدُ

وَطَريدِ لَيلٍ قادهُ سَغَبٌ
وَهناً إِلَيَّ وَساقَهُ بَردُ

أَوسَعتُ جُهدَ بَشاشَةٍ وَقِرىً
وَعَلى الكَريمِ لِضَيفِهِ الجُهدُ

فَتَصَرَّمَ المَشتي وَمَنزِلُهُ
رَحبٌ لَدَيَّ وَعَيشُهُ رَغدُ

ثُمَّ انثنى وَرِداوُّهُ نِعَمٌ
أَسدَيتُها وَرِدائِيَ الحَمدُ

لِيَكُن لَدَيكَ لِسائِلٍ فَرَجٌ
إِن لِم يَكُن فَليَحسُن الرَدُّ

يا لَيتَ شِعري بَعدَ ذَلِكُمُ
ومحارُ كُلِّ مُؤَمِّلٍ لَحدُ

أَصَريعُ كَلمٍ أَم صَريعُ ردى

أَودى فَلَيسَ مِنَ الرَدى بُدُّ
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
من قدموا شكرهم لـ أسد نجد :
قديم 08-01-2011, 08:25 PM   #48
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16,431 فى 4,678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: وقـفـات مع الشعر والشعراء

لَمَّا عَفَوْتُ وَلَمْ أَحْقِدْ عَلَى أَحَدٍ أَرَحْتُ نَفْسِي مِنْ هَمِّ الْعَدَاوَاتِ




لَمَّا عَفَوْتُ وَلَمْ أَحْقِدْ عَلَى أَحَدٍ أَرَحْتُ نَفْسِي مِنْ هَمِّ الْعَدَاوَاتِ

إنِّي أُحَيِّي عَدُوِّي عِنْدَ رُؤْيَتِهِ لِأَدْفَعَ الشَّرَّ عَنِّي بِالتَّحِيَّاتِ

وَأُظْهِرُ الْبِشْرَ لِلْإِنْسَانِ أَبْغَضُهُ كَأَنَّهُ قَدْ حَشَى قَلْبِي مَحَبَّاتِ

وَلَسْتُ أَسْلَمُ مِمَّنْ لَسْتُ أَعْرِفُهُ فَكَيْفَ أَسْلَمُ مِنْ أَهْلِ الْمَوَدَّاتِ

النَّاسُ دَاءٌ وَدَاءُ النَّاسِ قُرْبُهُمْ وَفِي الْجَفَاءِ بِهِمْ قَطْعُ الْأُخُوَّاتِ

فَجَامِلِ النَّاسَ وَاجْمُلْ مَا اسْتَطَعْتَ وَكُنْ أَصَمَّ أَبْكَمَ أَعْمَى ذَا تَقِيَّاتِ


قَوْمٌ مَضَوْا كَانَتْ الدُّنْيَا بِهِمْ نُزَهًا وَالدَّهْرُ كَالْعِيدِ وَالْأَوْقَاتُ أَوْقَاتُ


عَدْلٌ وَأَمْنٌ وَإِحْسَانٌ وَبَذْلُ نَدًى وَخَفْضُ عَيْشٍ نُقَضِّيهِ وَأَوْقَاتُ



مَاتُوا وَعِشْنَا فَهُمْ عَاشُوا بِمَوْتِهِمْ وَنَحْنُ فِي صُوَرِ الْأَحْيَاءِ أَمْوَاتُ



لِلَّهِ دَرُّ زَمَانٍ نَحْنُ فِيهِ فَقَدْ أُوذِيَ بِنَا وَعَرَتْنَا فِيهِ نَكَبَاتُ



جَوْرٌ وَخَوْفٌ وَذُلٌّ مَا لَهُ أَمَدٌ وَعِيشَةٌ كُلُّهَا هَمٌّ وَآفَاتُ



وَقَدْ بُلِينَا بِقَوْمٍ لَا خَلَاقَ لَهُمْ إلَى مُدَارَاتِهِمْ تَدْعُو الضَّرُورَاتُ



مَا فِيهِمْ مِنْ كَرِيمٍ يُرْتَجَى لِنَدًى كَلًّا وَلَا لَهُمْ ذِكْرٌ إذَا مَاتُوا



عَزُّوا وَهُنَّا فَهَا نَحْنُ الْعَبِيدُ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا مَلَكُوا لِلنَّاسِ سَادَاتُ



لَا الدِّينُ يُوجَدُ فِيهِمْ لَا وَلَا لَهُمْ مِنْ الْمُرُوءَةِ مَا تَسْمُو بِهِ الذَّاتُ



وَالصَّبْرُ قَدْ عَزَّ وَالْآمَالُ تُطْعِمُنَا وَالْعُمْرُ يَمْضِي فَتَارَاتٌ وَتَارَاتُ



وَالْمَوْتُ أَهْوَنُ مِمَّا نَحْنُ فِيهِ فَقَدْ زَالَتْ مِنْ النَّاسِ وَاَللَّهِ الْمُرُوآت



يَا رَبِّ لُطْفَكَ قَدْ مَالَ الزَّمَانُ بِنَا مِنْ كُلِّ وَجْهٍ وَأَبْلَتْنَا الْبَلِيَّاتُ
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
من قدموا شكرهم لـ أسد نجد :
قديم 09-01-2011, 11:51 PM   #49
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16,431 فى 4,678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: وقـفـات مع الشعر والشعراء

رائعة حديث الروح


(((محمد اقبال)))



كان الشيخ الأزهري علي شعلان الصاوي رجلا ينظم الشعر ويتقن اللغة الأوردية,
لغة باكستان وعدد لا يستهان به من مسلمي الهند,
وقد وظف موهبته هذه ومعرفته في ترجمة بعض نصوص فيلسوف الشرق
محمد إقبال إلى العربية, فكان في ما ترجم قصيدتان هما:
قصيدة شكوى, وقصيدة جواب شكوى,
وكان الشاعر قد نشرهما في ديوانه المسمى بالأوردية (بانك برا) أي صلصلة الجرس.

ومن هاتين القصيدتين انتخبت أم كلثوم عددا من المقاطع, وألّفت بينها في قصيدة واحدة,
ينتقل فيها الإيقاع الشعري من بحر الوافر إلى بحر الكامل ثم يعود.

وليس هذا هو العمل الوحيد الذي لجأت أم كلثوم فيه إلى المزج بين أكثر من نص,
فقد فعلت ذلك في “قصة الأمس” التي انتخبت مقاطعها من خمس قصائد للأمير عبد الله الفيصل,
وفي الأطلال التي جمعت فيها بين قصيدتي المساء وقصيدة أخرى تحمل ذات الاسم للدكتور إبراهيم ناجي.

والقصيدة, تدور حول ثلاثة محاور:
المناجاة,الإيمان, وحدة الأمة.
وفي ما يلي نص القصيدة المغناة:


(الوافر)

حديث الروح للأرواح يسري *** وتدركه القلوب بلا عناءِ.

هتفت به فطار بلا جناحٍ *** وشق أنينه صدر الفضاءِ.

ومعدنه ترابي ولكن *** جرت في لفظه لغة السماءِ.

لقد فاضت دموع العشق مني *** حديثًا كان علوي النداءِ.

فحلق في ربا الأفلاك حتى *** أهاج العالم الأعلى بكائي.

***

(الوافر)

تحاورت النجوم وقلن صوتٌ *** بقرب العرش موصول الدعاءِ.

وجاوبت المجرة علّ طيفاً *** سرى بين الكواكب في خفاءِ.

وقال البدر هذا قلب شاكٍ *** يواصل شدوه عند المساءِ.

ولم يعرف سوى رضوان صوتي *** وما أحراه عندي بالوفاءِ.

***
(الكامل)

شكواي أم نجواي في هذا الدجى *** ونجوم ليلي حُسّدي أم عوّدي.

أمسيت في الماضي أعيش كأنما *** قطع الزمان طريق أمسي عن غدي.

والطير صادحة على أفنانها *** تبكي الربى بأنينها المتجددِ.

قد طال تسهيدي وطال نشيدها *** ومدامعي كالطل في الغصن الندي.

فإلى متى صمتي كأني زهرةٌ *** خرساء لم ترزق براعة منشدِ.

***

(الكامل)

قيثارتي ملئت بأنات الجوى *** لابد للمكبوت من فيضانِ.

صعدت إلى شفتي خواطر مهجتي *** ليبين عنها منطقي ولساني.

أنا ما تعديت القناعة والرضا *** لكنما هي قصة الأشجانِ.

يشكو لك اللهم قلب لم يعش *** إلا لحمد علاك في الأكوانِ.

***

(الكامل)

من قام يهتف باسم ذاتك قبلنا *** من كان يدعو الواحد القهارَ.

عبدوا الكواكب والنجوم جهالةً *** لم يبلغوا من هديها أنوارا.

هل أعلن التوحيد داعٍ قبلنا *** وهدى القلوب إليك والأنظارَ.

ندعو جهاراً لا إله سوى الذي *** صنع الوجود وقدر الأقدارَ.

***

(الوافر)

إذا الإيمان ضاع فلا أمانٌ *** ولا دنيا لمن لم يحيي دينا.

ومن يرضى الحياة بغير دينٍ *** فقد جعل الفناء لها قرينا.

وفي التوحيد للهمم اتحادٌ *** ولن تبنوا العلا متفرقينَ.

***
(الوافر)

ألم يبعث لأمتكم نبيٌ *** يوحدكم على نهج الوئامِ.

ومصحفكم وقبلتكم جميعاً *** منار للأخوة والسلامِ.

وفوق الكل رحمن رحيمٌ *** إله واحد رب الأنامِ.

م/بتصرف
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
من قدموا شكرهم لـ أسد نجد :
قديم 12-01-2011, 11:35 PM   #50
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16,431 فى 4,678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: وقـفـات مع الشعر والشعراء

السَّيْفُ أَصْدَقُ أَنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ
( أبو تمام )




السَّيْفُ أَصْدَقُ أَنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ ... في حدهِ الحدُّ بينَ الجدِّ واللَّعبِ

بيضُ الصَّفائحِ لاَ سودُ الصَّحائفِ في ... مُتُونِهنَّ جلاءُ الشَّك والريَبِ

والعِلْمُ في شُهُبِ الأَرْمَاحِ لاَمِعَة ً ... بَيْنَ الخَمِيسَيْنِ لافي السَّبْعَة ِ الشُّهُبِ

أَيْنَ الروايَة ُ بَلْ أَيْنَ النُّجُومُ وَمَا ... صَاغُوه مِنْ زُخْرُفٍ فيها ومنْ كَذِبِ

تخرُّصاً وأحاديثاً ملفَّقة ً ... لَيْسَتْ بِنَبْعٍ إِذَا عُدَّتْ ولاغَرَبِ

عجائباً زعموا الأيَّامَ مُجْفلة ً...عَنْهُنَّ في صَفَرِ الأَصْفَار أَوْ رَجَبِ

وخَوَّفُوا الناسَ مِنْ دَهْيَاءَ مُظْلِمَة ٍ...إذا بدا الكوكبُ الغربيُّ ذو الذَّنبِ

وصيَّروا الأبرجَ العُلْيا مُرتَّبة ً...مَا كَانَ مُنْقَلِباً أَوْ غيْرَ مُنْقَلِبِ

يقضون بالأمر عنها وهي غافلة...ما دار في فلك منها وفي قُطُبِ

لو بيَّنت قطّ أمراً قبل موقعه...لم تُخْفِ ماحلَّ بالأوثان والصلُبِ

فَتْحُ الفُتوحِ تَعَالَى أَنْ يُحيطَ بِهِ...نَظْمٌ مِن الشعْرِ أَوْ نَثْرٌ مِنَ الخُطَبِ

فتحٌ تفتَّحُ أبوابُ السَّماءِ لهُ ...وتبرزُ الأرضُ في أثوابها القُشُبِ

يَا يَوْمَ وَقْعَة ِ عَمُّوريَّة َ انْصَرَفَتْ ...منكَ المُنى حُفَّلاً معسولة َ الحلبِ

أبقيْتَ جدَّ بني الإسلامِ في صعدٍ ...والمُشْرِكينَ ودَارَ الشرْكِ في صَبَبِ


أُمٌّ لَهُمْ لَوْ رَجَوْا أَن تُفْتَدى جَعَلُوا...فداءها كلَّ أمٍّ منهمُ وأبِ

وبرْزة ِ الوجهِ قدْ أعيتْ رياضتُهَا...كِسْرَى وصدَّتْ صُدُوداً عَنْ أَبِي كَرِبِ

بِكْرٌ فَما افْتَرَعَتْهَا كَفُّ حَادِثَة ٍ...ولا ترقَّتْ إليها همَّة ُ النُّوبِ

مِنْ عَهْدِ إِسْكَنْدَرٍ أَوْ قَبل ذَلِكَ قَدْ...شابتْ نواصي اللَّيالي وهيَ لمْ تشبِ

حَتَّى إذَا مَخَّضَ اللَّهُ السنين لَهَا...مَخْضَ البِخِيلَة ِ كانَتْ زُبْدَة َ الحِقَبِ

أتتهُمُ الكُربة ُ السَّوداءُ سادرة ً...منها وكان اسمها فرَّاجة َ الكُربِ

جرى لها الفالُ برحاً يومَ أنقرة ِ...إذْ غودرتْ وحشة َ الساحاتِ والرِّحبِ

لمَّا رَأَتْ أُخْتَها بِالأَمْسِ قَدْ خَرِبَتْ ...كَانَ الْخَرَابُ لَهَا أَعْدَى من الجَرَبِ

كمْ بينَ حِيطانها من فارسٍ بطلٍ ...قاني الذّوائب من آني دمٍ سربِ

بسُنَّة ِ السَّيفِ والخطيَّ منْ دمه...لاسُنَّة ِ الدين وَالإِسْلاَمِ مُخْتَضِبِ

لقد تركتَ أميرَ المؤمنينَ بها...للنَّارِ يوماً ذليلَ الصَّخرِ والخشبِ

غادرتَ فيها بهيمَ اللَّيلِ وهوَ ضُحى ً...يَشُلُّهُ وَسْطَهَا صُبْحٌ مِنَ اللَّهَبِ

حتَّى كأنَّ جلابيبَ الدُّجى رغبتْ...عَنْ لَوْنِهَا وكَأَنَّ الشَّمْسَ لَم تَغِبِ


ضوءٌ منَ النَّارِ والظَّلماءُ عاكفة...وظُلمة ٌ منَ دخان في ضُحى ً شحبِ

فالشَّمْسُ طَالِعَة ٌ مِنْ ذَا وقدْ أَفَلَتْ...والشَّمسُ واجبة ٌ منْ ذا ولمْ تجبِ

تصرَّحَ الدَّهرُ تصريحَ الغمامِ لها...عنْ يومِ هيجاءَ منها طاهرٍ جُنُبِ

لم تَطْلُعِ الشَّمْسُ فيهِ يَومَ ذَاكَ على بانٍ...بأهلٍ وَلَم تَغْرُبْ على عَزَبِ

ما ربعُ ميَّة َ معموراً يطيفُ بهِ...غَيْلاَنُ أَبْهَى رُبى ً مِنْ رَبْعِهَا الخَرِبِ

ولا الْخُدُودُ وقدْ أُدْمينَ مِنْ خجَلٍ...أَشهى إلى ناظِري مِنْ خَدها التَّرِبِ

سَماجَة ً غنِيَتْ مِنَّا العُيون بِها...عنْ كلِّ حُسْنٍ بدا أوْ منظر عجبِ

وحُسْنُ مُنْقَلَبٍ تَبْقى عَوَاقِبُهُ...جاءتْ بشاشتهُ منْ سوءٍ منقلبِ

لوْ يعلمُ الكفرُ كمْ منْ أعصرٍ كمنتْ...لَهُ العَواقِبُ بَيْنَ السُّمْرِ والقُضُبِ

تَدْبيرُ مُعْتَصِمٍ بِاللَّهِ مُنْتَقِمِ...للهِ مرتقبٍ في الله مُرتغبِ

ومُطعَمِ النَّصرِ لَمْ تَكْهَمْ أَسِنَّتُهُ...يوماً ولاَ حُجبتْ عنْ روحِ محتجبِ

لَمْ يَغْزُ قَوْماً، ولَمْ يَنْهَدْ إلَى بَلَدٍ...إلاَّ تقدَّمهُ جيشٌ من الرَّعبِ

لوْ لمْ يقدْ جحفلاً، يومَ الوغى ، لغدا...منْ نفسهِ، وحدها، في جحفلٍ لجبِ

رمى بكَ اللهُ بُرْجَيْها فهدَّمها ...ولوْ رمى بكَ غيرُ اللهِ لمْ يصبِ

مِنْ بَعْدِ ما أَشَّبُوها واثقينَ بِهَا...واللهُ مفتاحُ باب المعقل الأشبِ

وقال ذُو أَمْرِهِمْ لا مَرْتَعٌ صَدَدٌ...للسارحينَ وليسَ الوردُ منْ كثبِ

أمانياً سلبتهمْ نجحَ هاجسها...ظُبَى السيوفِ وأطراف القنا السُّلُبِ

إنَّ الحمامينِ منْ بيضٍ ومنْ سُمُرٍ...دَلْوَا الحياتين مِن مَاءٍ ومن عُشُبٍ

لَبَّيْتَ صَوْتاً زِبَطْرِيّاً هَرَقْتَ لَهُ...كأسَ الكرى ورُضابَ الخُرَّدِ العُرُبِ

عداك حرُّ الثغورِ المستضامة ِ ...عنْ بردِ الثُّغور وعنْ سلسالها الحصبِ

أجبتهُ مُعلناً بالسَّيفِ مُنصَلتاً...وَلَوْ أَجَبْتَ بِغَيْرِ السَّيْفِ لَمْ تُجِبِ

حتّى تَرَكْتَ عَمود الشرْكِ مُنْعَفِراً...ولم تُعرِّجْ على الأوتادِ والطُّنُبِ

لمَّا رأى الحربَ رأْي العينِ تُوفلِسٌ...والحَرْبُ مَشْتَقَّة ُ المَعْنَى مِنَ الحَرَبِ

غَدَا يُصَرِّفُ بِالأَمْوال جِرْيَتَها...فَعَزَّهُ البَحْرُ ذُو التَّيارِ والحَدَبِ

هَيْهَاتَ! زُعْزعَتِ الأَرْضُ الوَقُورُ بِهِ...عن غزْوِ مُحْتَسِبٍ لا غزْو مُكتسبِ

لمْ يُنفق الذهبَ المُربي بكثرتهِ ...على الحصى وبهِ فقْرٌ إلى الذَّهبِ

إنَّ الأُسُودَ أسودَ الغيلِ همَّتُها...يوم الكريهة ِ في المسلوب لا السَّلبِ

وَلَّى ، وَقَدْ أَلجَمَ الخطيُّ مَنْطِقَهُ...بِسَكْتَة ٍ تَحْتَها الأَحْشَاءُ في صخَبِ

أَحْذَى قَرَابينه صَرْفَ الرَّدَى...ومَضى يَحْتَثُّ أَنْجى مَطَاياهُ مِن الهَرَبِ

موكِّلاً بيفاعِ الأرضِ يُشرفهُ مِنْ خِفّة ِ...الخَوْفِ لا مِنْ خِفَّة ِ الطرَبِ

إنْ يَعْدُ مِنْ حَرهَا عَدْوَ الظَّلِيم، فَقَدْ...أوسعتَ جاحمها منْ كثرة ِ الحطبِ

تِسْعُونَ أَلْفاً كآسادِ الشَّرَى نَضِجَتْ...جُلُودُهُمْ قَبْلَ نُضْجِ التينِ والعِنَبِ

يا رُبَّ حوباءَ لمَّا اجتثَّ دابرهمْ...طابَتْ ولَوْ ضُمخَتْ بالمِسْكِ لم تَطِبِ

ومُغْضَبٍ رَجَعَتْ بِيضُ السُّيُوفِ بِهِ...حيَّ الرِّضا منْ رداهمْ ميِّتَ الغضبِ

والحَرْبُ قائمَة ٌ في مأْزِقٍ لَجِجٍ...تجثُو القيامُ بهِ صُغراً على الرُّكبِ

كمْ نيلَ تحتَ سناها من سنا قمرٍ ...وتَحْتَ عارِضِها مِنْ عَارِضٍ شَنِبِ

كمْ كان في قطعِ أسباب الرِّقاب بها...إلى المخدَّرة ِ العذراءِ منَ سببِ

كَمْ أَحْرَزَتْ قُضُبُ الهنْدِي مُصْلَتَة ً...تهتزُّ منْ قُضُبٍ تهتزُّ في كُثُبِ

بيضٌ، إذا انتُضيتْ من حُجبها، رجعتْ...أحقُّ بالبيض أتراباً منَ الحُجُبِ


خَلِيفَة َ اللَّهِ جازَى اللَّهُ سَعْيَكَ عَنْ...جُرْثُومَة ِ الديْنِ والإِسْلاَمِ والحَسَبِ

بصُرْتَ بالرَّاحة ِ الكُبرى فلمْ ترها...تُنالُ إلاَّ على جسرٍ منَ التَّعبِ

إن كان بينَ صُرُوفِ الدَّهرِ من رحمٍ...موصولة ٍ أوْ ذمامٍ غيرِ مُنقضبِ

فبَيْنَ أيَّامِكَ اللاَّتي نُصِرْتَ بِهَا...وبَيْنَ أيَّامِ بَدْر أَقْرَبُ النَّسَبِ

أَبْقَتْ بَني الأصْفَر المِمْرَاضِ كاسِمِهمُ...صُفْرَ الوجُوهِ وجلَّتْ أَوْجُهَ العَرَبِ

v موقف الأدباء من شعر أبي تمام:
لقد شغل أبو تمام بشعره وما استحدثه فيه الكثير من النقاد والأدباء من الذين عاصروه وأطلعوا على شعره ، وقد أُلفت حول شعره الكثير من المؤلفات ، وعُملت الكثير من الردود عليه ، وانقسمت هذه المؤلفات بين ما هو مؤيد وبين ما هو معارض والبعض الآخر اتخذ موقفا وسطا ومحايز.
vموقف ابن المعتز من شعر أبي تمام:
يعتبر عبد الله بن المعتز من أوائل النقاد العرب الذين تناولوا شعر أبي تمام بالبحث والدراسة والتحليل ، حيث تناول ابن المعتز شعر أبي تمام في أربعة من مؤلفاته وهي : كتاب البديع وكتاب طبقات الشعراء وكتاب السرقات والرسالة التي خصصها لبيان محاسن شعر أبي تمام ومساوئه.
vمنهج الباحث:
يستعرض ويتناول الباحث الدكتور/ محمد بن عبد الرحمن الهدلق في دراسته هذه رأي ابن المعتز الإجمالي وبشكل عام في جميع شعر أبي تمام وينتقل إلى الحديث عن رأيه التفصيلي في هذا الشعر مشيرًا إلى استخدامه لبعض الأغراض البلاغية كالاستعارة والتشبيه وغيرها من الأغراض ، ثم ينتقل بعد ذلك إلى الحديث عن رأي ابن المعتز في استعمال أبي تمام لبعض الكلمات الغريبة وغير الشاعرية ، وتطرق الباحث أيضا إلى رأي ابن المعتز حول مسألة نظم الشعر عند أبي تمام واختراعه للمعاني بالإضافة إلى الحديث عن سرقات أبي تمام الشعرية وأنهى الباحث حديثه في هذه الدراسة بإبداء رأيه في مدى إنصاف ابن المعتز لأبي تمام في نقده له.
ومن ضمن ما احتوته وتضمنته دراسة هذا الباحث هو الحديث عن ما وصل إلينا من كتب ابن المعتز والتي تناول فيها شعر أبي تمام، حيث ذكر إن كتاب البديع وكتاب طبقات الشعراء قد وصلا كاملين ، أما بالنسبة للرسالة التي خصصها لبيان محاسن شعر أبي تمام ومسائه فلم تصل إلا مقدمتها والجزء الخاص بالمساوئ ، أما بالنسبة للجزء الخاص بالمحاسن فلم يصل ، وأخيرا ذكر إن كتاب السرقات أو سرقات الشعراء لم يصل بأكمله.
v الرأي الإجمالي لأبن المعتز حول شعر أبي تمام بشكل كامل:
تحدث ابن المعتز عن شعر أبي تمام في أربعة من مؤلفاته ، وهي كتاب البديع وكتاب طبقات الشعراء وكتاب سرقات الشعراء أو كتاب السرقات والرسالة التي خصصها للحديث عن محاسن شعر أبي تمام ومسائه .
وجاء حديث ابن المعتز عن أبي تمام في كتابه البديع مختصرًا وبشكل موجز ، حيث تحدث في مقدمة الكتاب وتحدث عن نشأة مذهب البديع ، حيث نفى من أن يكون نشأة مذهب البديع على يد بشار ومسلم بن الوليد وأبي نواس ، وذلك لأن البديع ورد في كتاب الله عز وجل وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم وكلام الصحابة بالإضافة إلى كلام بعض الشعراء العرب القدامى، وإنما السبب الرئيس في نسبة مذهب البديع إلى بشار ومسلم بن الوليد وأبي نواس هو إسرافهم وإكثارهم من استخدام فن البديع في اشعارهم ، ومن ثم أشار ابن المعتز من الشاعر أبو تمام قد اسرف من استخدام فن البديع في شعره فكانت النتيجة أنه أحسن وأجاد استخدام هذا الفن في بعض أشعاره وأساء استخدام هذا الفن في البعض الآخر من أشعاره.
ويضيف الباحث قوله إن ابن المعتز في دراسته لشعر أبي تمام في كتابه البديع يستشهد بشعر أبي تمام على عدد من الأغراض البلاغية ، حيث أورد أمثلة كدليل على الاستخدام الجيد لتلك الأغراض ، وفي بعض الأحيان يرد أمثلة كدليل على الاستخدام الردئ لبعض الأغراض البلاغية.
أما بالنسبة لحديث ابن المعتز في كتابه طبقات الشعراء عن أبي تمام ، فقد ترجم له وسرد عنه موجزا بسيطا ضمنها مجموعة من أخبار أبي تمام ونوادره ونماذج قليلة جدا من شعره ، بالإضافة إلى رأيه الخاص حول شعر أبي تمام.
ويضيف الباحث إن ابن المعتز في كتابه طبقات الشعراء يبدو بصورة الناقد المجامل الذي يميل إلى الثناء والإشادة بمن يتحدث عنهم من الشعراء ومن بينهم أبي تمام أكثر من ميله إلى انتقادهم وتوضيح ما لديهم من سلبيات ، وهذا يختلف اختلافا تاما عن ما جاء في الرسالة التي خصصها ابن المعتز لبيان محاسن شعر أبو تمام ومسائه ، حيث ذكر ابن المعتز في مقدمة الرسالة وهو الجزء الذي وصل من الرسالة ، عن أهم الأسباب التي أودت بخصوم أبي تمام إلى تأخيره وإبعاده عن منزلة. ويهدف ابن المعتز من هذه الرسالة إلى إنصاف أبي تمام حيث يقول في ذلك ” فرجونا بذلك ابتداع .
ويواصل الباحث حديثه سلفا عن ذلك ” إن ابن المعتز في كتابه طبقات الشعراء جاء مختلفا عن حديثه عن أبي تمام في الرسالة التي خصصها في الحديث عن محاسن شعر أبي تمام ومسائه ، فهو في الكتاب الأول مجامل وممتدحا وأما بالنسبة في الرسالة فهو ناقد وهذا النهج لم يتبعه ابن المعتز على أبي تمام فقط ، وغنما جميع الشعراء الذين تناولهم بالبحث والدراسة.
vنقد ابن المعتز التفصيلي لشعر أبي تمام:
بعد سرد الباحث لنقد ابن المعتز لشعر أبي تمام بشكل عام ، انتقل إلى الحديث عن نقد ابن المعتز التفصيلي لشعر أبي تمام ، وجاء هذا الحديث على النحو التالي:
الأغراض البلاغية:
لقد وضح ابن المعتز إن أبا تمام كان معروفا بالبديع ، مكثرا منه في شعره ونتيجة لهذا الإكثار لفن البديع ، أدى ذلك إلى أن أبا تمام قد أحسن استخدام هذا الفن في بعض أشعاره وأساء في البعض الآخر ، وقد استشهد ابن المعتز بذلك في كتابه البديع بأبيات كثيرة تمثل الاستخدام الجيد والاستخدام الردى للأغراض البلاغية ، ومن هذه الأبيات كالتالي:
أ‌- الاستعارة:
استشهد ابن المعتز في كتابه البديع في حديثه عن أبي تمام بمجموعة من الأبيات الشعرية له كدليل على الاستعارة الجيدة ومن هذه الأبيات:

مطر يذوب الصخر منه وبعده
صحو يكاد من النظارة يُطر
وقد أورد ابن المعتز في الرسالة التي خصصها لبيان محاسن شعر أبي تمام ومسائه بعض الأبيات كدليل على الاستعارة الرديئة ومن هذه الأبيات كالتالي:
شاب رأسي وما رأيت مشيب الرأس
إلا فضل شيب الفـــؤاد
ويقول ابن المعتز في ذلك :” فيا سبحان الله : ما أقبح مشيب الفؤاد وما كان أجرأه على الأسماع في هذا وأمثاله”.

ب‌- التشبيه:
انتقد ابن المعتز أبا تمام في استخدامه وتوظيفه لغرض التشبيه في شعره ، حيث أشار ابن المعتز الاستخدام إن أبا تمام لا يوفق أحيان في الإتيان بالتشبيه الجيد فيؤدي به ذلك إلى إخفاقه و إلى عكس المراد من الإتيان بغرض التشبيه.
ومن الأمثلة الدالة عدم توفيقه في الإتيان بغرض التشبيه في القصيد التي مدح بها الإفشين قائد جند المعتصم ، حيث يقول:
ولى ولم يظلم وما ظلم امرؤ
حث النجاء وخلفه التنين
في البيت السابق شبه أبو تمام قائد جند المعتصم الإفشين بالتنين وهو تشبيه رديء ، وذلك بسبب غرابة هذه الحيوان عن ذهن العربي وعدم معرفته له ، بالإضافة إلى عدم تصور الإنسان العربي لهذا الحيوان تصورا كاملا الذي به إلى فهم المراد منه ، ولذلك يعتقد الشخص الملتقي إن المشبه به إنسان وحشي الغريزة منكر الطلعة ينفر منه كل راء له.
ت‌- التجنيس:
يستشهد ابن المعتز في كتابه البديع على الاستخدام والتوظيف الجيد لغرض التجنيس في أبياته الشعرية ، ومن هذه الأبيات كالتالي:
سعدت غربة النوى بسعاد
فهي طوع الإتهام والإنجاد

وكما يستشهد ابن المعتز في كتابه البديع على الاستخدام والتوظيف الرديء لغرض التجنيس في أبيات أبي تمام ومن هذه الأبيات الدالة على ذلك كالتالي:
ذهبت بمذهب السماحة فالتوت
فيه الظنون أمذهب أم مذهب
وقوله أيضا:

أحطت بالحزم حيزوما أخا همم
كشاف طيحاء لا ضيقا ولا حرجا

ويشر الباحث من خلال هذه الدراسة أن ابن المعتز في كتابه البديع لا يبين السبب الرئيس من استحسانه واستقباحه لهذه الأغراض البلاغية الواردة في شعر أبي تمام/ أما في الرسالة المخصصة لشعر أبي تمام ، فإن ابن المعتز يورد مثالا واحدا للجناس المعيب عند أبي تمام وهو قوله:
خشنت عليه أخت بني خشين…”
فيرى ابن المعتز إن استخدام أبي تمام للفظ الخشونة في مقام الغزل والصبابة استخدام غير مناسب ورديء ، لأ هذا الاستخدام قد حول الموضوع من الغزل إلى الهجاء ، وجاء ذلك مخالفا لما أراده أبو تمام ، ويعتبر السبب الرئيس في استخدام هذه اللفظة دون غيرها هو حرصه الشديد على استخدام وتوظيف التجنيس ، مما أدى ذلك إلى نبو الذوق عن قبول هذا البيت لدى ابن المعتز ويعود ذلك كون البت وقع في مطلع القصيدة ، والمطالع كما هو معلوم ينبغي أن تلقى مزيد من العناية من قبل الشاعر.
ويعلق الباحث عن ذلك قائلا:
” والغريب أن ابن المعتز الذي عاب هذا البيت بهذه الصورة في الرسالة المخصصة لشعر أبي تمام قد أورده في طبقات الشعراء ضمن أورد من مطالع قصائد أبي تمام التي قدم لها بقوله : ” إنها مما يستملح من الشعر ” وقال عنها أيضا ” إنها من عيون الشعر ” . ولم يعب ابن المعتز هذا البيت بشيء في كتابه طبقات الشعراء ، بل إنه اعتبره مما استحسن من شعر أبي تمام.
إضافة لما سبق استشهد أيضا ابن المعتز في كتابه البديع بشعر أبي تمام على أغراض بلاغية أخرى من بينها المطابقة والمذهب الكلامي والالتفات وحسن الخروج إلا أنه في جميع هذه الأغراض يسير على الطريقة التي سار عليها في بقية فصول الكتاب من حيث أنه لا يشرح النصوص الشعرية ، ولا يبين السبب في استحسانه للأبيات الشعرية التي لاقت الاستحسان والقبول من قبله ، ولا يبين السبب الرئيس في استقباحه وعدم استحسانه للأبيات الشعرية التي وقعت ضمن هذا التصنيف ، وذلك لأنه عندما قام بتأليف هذا الكتاب ، لم يكن بصدد تأليف كتاب يعالج فيه النصوص الشعرية لدى أبا تمام ، ويكشف عن مظاهر الجمال فيها ، وإنما السبب الرئيس في تأليف هذا الكتاب هو إثبات إن المحدثين لم يسبقوا المتقدمين في اختراع البديع ، لأن البديع قد وجد في القرآن الكريم وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم وكلام الصحابة وأشعار الجاهليين وغيرهم، إذا فالهدف الرئيس هو تحديد أصول مذهب البديع ، ويمثل لها بأمثلة مما يستحسن من استعمالات تلك الأصول وما يستقبح.
2. الألفاظ الغريبة والألفاظ غير الشاعرية:
لقد عاب ابن المعتز أبا تمام قي استعماله لكلمات غريبة لا تتفق مع ذوق العصر الذي عاش فيه ، بمعنى أن هذه الألفاظ غير مألوفة مع أبناء عصره وغريبة على مسامعهم ، ويرى ابن المعتز كما جاء سرد ذلك الباحث إن أبا تمام كان يهدف من استعمال هذه الكلمات وهذه الألفاظ هو إظهار معرفته باللغة ومفرداتها وإحاطته بها ، ويعلق ابن المعتز عن ذلك قائلا : أنه لا ينبغي من الشاعر أن يستخدم الألفاظ الصعبة عميقة المعنى بعيدة كل البعد عن أذواق متلقيه في ذلك ومبهمة عليهم من أجل إظهار وإبراز معرفته باللغة ومفرداتها ، وإنما ينبغي عليه أن يهتم بسامعي ومحبي شعره فلا يستخدم في شعره إلا ما تألفه أسماعهم وتقبله أذواقهم ويفهمون ما تحمله هذه المفردات من معاني.
إضافة إلى ذلك يرى ابن المعتز أنه ليس باستطاعة الشاعر الذي يعيش في بيئة حضارية مخالفة للبيئة التي عاش فيها الشعراء القدماء أن يقرن تلك الكلمات الغريبة بأخواتها التي تساويها في الغرابة والحزونة ، فالبالي سيكون التفاوت بين ألفاظ الشاعر المتأخر واضحة ، وهذا مخالفا لقاعدة التناسب.
ويرى الباحث إن ابن المعتز لا يعيب أبا تمام في استخدامه لتلك الكلمات من حيث مفردات لغوية صالحة للاستعمال أم لا ، وإنما هو يعيب غرابتها بين ما يجاورها من ألفاظ مألوفة ، وقول ابن المعتز معلقا عن بعض أبيات أبي تمام لأنها اشتملت على ألفاظ غريبة وغير مألوفة : ” ولم نعب من هذه الألفاظ شيئا ، غير أنها من الغريب المصدود عنه ، وليس يحسن من المحدثين استعمالها ؛ لأنها لا تجاور بأمثالها ، ولا تتبع أشكالها ، فكأنها تشكو الغربة في كلامهم “.
ويورد ابن المعتز مجموعة من الأمثلة الدالة على استخدام أبي تمام للألفاظ الغريبة وغير المألوفة لدى الملتقين والمختلفة عن أذواقهم وما عهدته مسامعهم:
تقرو بأسفله ربولا غضة
وتقيل أعلاه كناسا فولفا
ويعيب ابن المعتز من خلال البيت السابق استخدام الشاعر لكلمة ” فولفا ” وهي كلمة غريبة المعنى غير مألوفة ووصفها بالبشعة المنكرة.
ومثلما عاب ابن المعتز أبا تمام على استخدامه للألفاظ غريبة المعنى مبهمة الفهم على المتلقين ، عاب عليه أيضا في استخدامه لألفاظ وعبارات غير شاعرية أو فيها إسفاف ، ومن الأبيات الدالة على ذلك:
إذا فقد المفقود من آل مالك
تقطع قلبي رحمة للمكارم
ففي البيت السابق عاب ابن المعتز أبا تمام في الشطر الثاني وذلك لأن قوله : : تقطع رحمة للمكارم من كلام المخنثين ” ، وغيرها من الأبيات الشعرية التي عاب فيها ابن المعتز أبا تمام على استخدامه لألفاظ غير شاعرية.
3. حرصه على المعاني وتكلفة إياها :
لقد عرف أبو تمام بالحرص الشديد والبالغ على تصيد المعاني ، وعلى إكراه نفسه على نظم الشعر ن ويظهر ذلك واضحا في أشعاره التي أطلقها.
ولقد اتضح لدى محبي شعره وسامعيه ، غنه يعتمد اعتمادا كبيرا في عملية نظم الشعر على فكره وليس على طبعه وأحاسيسه ، والمطلع على ديوان أبي تمام سيجد تكلفة أبي تمام في أشعاره ، ويعتبر ابن المعتز من أوائل النقاد الذين تناولوا أشعار أبي تمام الإطلاع والبحث والدراسة ، حيث ذكر ابن المعتز في مؤلفاته التي تناول فيها شعر أبي تمام مجموعة من الأمثلة الشعرية كدليل على هذه التكلفة في شعره ، بالإضافة إلى تعليقه على هذه الأمثلة ، وجاءت هذه الأمثلة في المواضيع الآتية :
· سوء الطالع.
· والتكلف.
· وقبح الاستعارة.
· غرابة الألفاظ.
وغيرها من المواضيع التي تطرق وعلق عليها ابن المعتز في مؤلفاته.
ومن الأبيات التي أوردها ابن المعتز أمثلة لتكلف أبي تمام ، قوله في مطلع قصيدة مدح بها المأمون:
يوم أفاض جوى أغاض تعزيا
خاض الهوى بحري حجاه المزبد
ومما يلاحظ على البيت السابق ، كما يسرد ذلك الباحث أنه يبدو واضحا أثر الجهد الذي بذله أبو تمام من أجل ربط هذه الكلمات ببعضها البعض ، حيث كل لفظة من ألفاظ هذا البيت تشكو الغربة في مكانها وهي لم تثبت فيه إلا بعد جهد ومشقة . لذا نرى ابن المعتز ينفر من هذا البيت نفورا شديدا ويعبر عنه بقوله : ” وهذا الكلام الذي يستعاذ بالصمت من أمثاله “.
فمن خلال المقولة السابقة نستطيع أن نقول من أن أبا تمام في رأي ابن المعتز قد تكلف تكلفا كبيرا في الكثير من المفردات والمعاني التي أوردها في شعره.
السرقات :
يعتبر موضوع السرقات الشعرية من أكثر الظواهر التي تورط بها الكثير من شعراء العرب ، ولم يسلم منه إلا القليل ، ومن هولاء الشعراء أبو تمام ، حيث يعتبر أبا تمام من من أكثر الشعراء الذين كان لهم اطلاع واسع بالدواوين الشعرية للكثير من الشعراء ، لذا فكان من البديهي أن يتورط هذا الشاعر في ظاهرة السرقة الشعرية ، ولقد در ابن المعتز شعر أبا تمام ، فوجد أنه سرق الكثير من الشعراء السابقين ، وأنه قد أحسن في بعض ما سرفه وقد أساء في البعض الآخر.
ولم تصلنا أي نماذج مما أورده ابن المعتز من سرقات أبي تمام التي احسن فيها ، وذلك بسبب ضياعها وفقدانها مع ما ضاع من أجزاء الرسالة التي خصصها ابن المعتز لشعر أبي تمام ، واما بالنسبة للجزء الخاص بالسرقات التي أساء فيها أبي تمام فقد وصل إلينا بأكمله.
ويرى الباحث إن ابن المعتز كان شديد القسوة على أبي تمام عندما تحدث عنه في سرقاته الشعرية في الرسالة التي خصصها في الحديث عن شعر أبي تمام ، حيث صرح ابن المعتز برأيه العام في السرقة ومتى يعذر الشاعر في ارتكابها ومتى لا يعذر فقال : ” ولا يعذر الشاعر في سرقته حتى يزيد في إضاءة المعنى ، أو يأتي بأجزل من الكلام الأول ، أو يسنح له بذلك معنى يفصح به ما تقدمه ، ولا يفصح به ، وينظر إلى ما قصده نظر مستغن عنه لا فقير إليه” .
ويعلق الباحث على المقولة السابقة قائلا: ” إن ابن المعتز يرى أن الشاعر الذي يسرق غيره ينبغي له أن يبتدئ من حيث انتهى من قبله ، أي أن عليه أن يطور ذلك المعنى الذي تناوله من قبله ، أو أن يعيد صياغته بأسلوب أرقى من أسلوب من سبقه ، وأن يفتح له المعنى الذي أورده من قبله بزة وفضلة.
وقد أورد ابن المعتز نماذج كثيرة من شعر أبي تمام أكثرها مسروق من شعر بعض الشعراء وبعضها مسروق من أقوال نثرية لمتأدبين وعامة.
وابن المعتز أثناء ذكره لهذه النماذج من السرقات لا يغلق في كثير من الأحيان على الأبيات التي يوردها وإنما يكتفي بإيراد البيت لأبي تمام ويقول وهو مسروق من كذا ، ثم يورد البيت المسروق منه ، ولكن في بعض الحالات وبقلة نادرة جدا يقارن بين أبي تمام والأبيات والأقوال التي يرى أن أبا تمام قد سرق معانيه منها.
ومن الأمثلة التي أوردها ابن المعتز على سرقات أبي تمام قوله :
أبا جعفر إن الجهالة أمها
ولود وأم الحلم جداء حائل
ويقول ابن المعتز معلقا على البيت السابق : ” إن أبا تمام قد سرق معنى هذا البيت من قول الشاعر :
بغات الطير أكثرها فراخا
وأم الصقور مقلات تزور
ومن الأبيات التي استشهد بها ابن المعتز أيضا قوله أبي تمام:
يقود نواصيها جذيل مشارق
إذا آبه هم عذيق مغارب
وقال إنه مسروق من قول القائل ” أنا جذيلها المحك وعذيقها المرجب ، وغيرها من الأبيات التي استشهد بها ابن المعتز كدليل على سرقات أبي تمام الشعرية.
وعلى الرغم من اختلاف آراء النقاد في سرقة المعاني ما بين متسمح فيها ومتشدد فإن جمهور النقاد يكادون يجمعون على أن المعاني العامة لاسرقة فيها ، لأنها كما خطرت للشاعر المتقدم تخطر للشاعر المتأخر ، وإنما تكون السرقة في المعاني الخاصة التي لا تعرض إلا لبعض الشعراء وفي بعض الأوقات دون بعض ، وكثير من الأمثلة التي أوردها ابن المعتز للتدليل على سرقة أبي تمام في المعاني تدخل في نطاق المعاني العامة التي لا يؤاخذ الشاعر على استعارتها من غيره متى أحسن أخذها وصياغتها.
وعلى الرغم من إعجاب ابن المعتز بأبي تمام وثنائه عليه في أكثر من موضع والتزامه عموما جانب الوقار في نقده إياه ، نراه أحيانا يخرج عن رزانته المعهودة فيهاجم أبا تمام بكلمات فيها تجريح ، ويظهر ذلك واضحا من خلال البيت التالي:
ومن قد شفني فصبرت حتى ظننت بأن نفسي نفس كلب
” فلعن الله من واصله من الأحباب وعلى هذا وأمثاله ” ، وغيرها من التعليقات.
ولا يعتبر ابن المعتز الناقد الوحيد الذي تناول شعر أبي تمام بالنقد والتحليل ، وإنما يوجد هناك الكثير من النقاد الذين تناولوا شعره بالنقد والتحليل ومن هولاء الآمدي وغيرهم من النقاد.
v رأي الباحث في مدى انصاف ابن المعتز لأبي تمام في نقده له:
يرى الباحث إن ابن المعتز قد بذل جهدا كبيرا جدا في سبيل إنصاف أبي تمام ، فهو قد تحدث عن مساوئه ومحاسنه، كما أنه قد نص على أن أبا تمام قد بلغ غايات الإساءة والإحسان، وإذا كانت نماذج الإحسان التي أوردها ابن المعتز في الرسالة التي خصصها لشعر أبي تمام لم تصل إلينا ، فإن ابن المعتز قد ذكر في طبقات الشعراء مطالع ثلاث عشرة قصيدة وقال إن تلك القصائد مما يستملح من الشعر. ثم أعقب ذلك بثناء عطر على جملة شعر أبي تمام.
وبقد ابن المعتز عن قورن بنقد النقاد الذين جاءوا في عصور الازدهار النقدي ن فأنه سيبدو يميل إلى السطحية ويخلو من التحليلات الدقيقة ، إلا أن نقد ابن المعتز لشعر أبي تمام يعتب من أوائل النقد العربي لشعر أبي تمام ، مما فتح ذلك باب للنقاد الذين أتوا من بعده لقد شعر أبي تمام وغيرهم من الشعراء ، كما أنه أحسن في اختيار النصوص والموضوعات التي ناقشها ونقدها في شعر أبي تمام ، لذلك تجد هذه النصوص الشعرية والمواضيع قد ترددت عند أكثر النقاد الذين أتوا من بعده.
ومن هولاء النقاد : قدامة بن جعفر وغيرهم من النقاد ، بالإضافة على ذلك يوجد هناك أمر لافت في نقد ابن المعتز لشعر أبي تمام أو للمراحل التي مر بها هذا النقد ، فهو قد بدأ ناقدا موضوعيا يتحدث عن المحاسن والمساوئ ويوازن بينهما وانتهت الحال في طبقات الشعراء إلى أن أصبح ناقد ا انطباعيا يكيل المديح لأكثر من تحدث عنهم من الشعراء ويغض الطرف عن الكثير من إساءاتهم، وهذه ظاهرة تحتاج إلى وقفة خاصة.

م/بتصرف
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
من قدموا شكرهم لـ أسد نجد :
قديم 12-01-2011, 11:36 PM   #51
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16,431 فى 4,678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: وقـفـات مع الشعر والشعراء

=====================================

أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
من قدموا شكرهم لـ أسد نجد :
قديم 14-01-2011, 02:39 PM   #52
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16,431 فى 4,678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: وقـفـات مع الشعر والشعراء

أبو دُلامَة الماكر ينجو بلسانه



للشعراء الكثير من
الطرائف والأخبار،
ومنها أنقل احد
المواقف الذي وقع بين
كل من الشاعر أبو
دلامة، والخليفة
المهدي.

وأبو دلامة هو زند بن الجون الأسدي وهو
شاعر من أهل الظرف والدعابة، أسود اللون،
جسيم وسيم كان أبوه عبداً لرجل من أسد
وأعتقه، نشأ في الكوفة واتصل بالخلفاء من
بني العباس، فكانوا يستلطفونه ويغدِقون عليه
العطايا، وله في بعضهم مدائح، وللشاعر أخبار
كثيرة ومتفرقة.

من مواقفه الطريفة أنه دخل يوماً على الخليفة
المهدي في مجلسه وعنده جماعة من بني هاشم
فبادره الخليفة بقوله:‏
إن لم تهج أحداً ممن في هذا المجلس يا أبا دلامة لأقطعن لسانك.‏
فجال أبو دلامة ببصره في القوم وحار في أمره،
فصار كلما نظر إلى واحد غمزه وأفهمه أن عليه إرضاءه, فما كان ذلك إلا ليزيد في حيرته,
ثم رأى أبو دلامة أن أسلم ما يفعله هو أن يهجو نفسه فقال:‏

ألا أبــلـغ لَـدَيـكَ أبَــا دُلامَــه
فَلَيسَ مِنَ الكِرامِ وَلا كَرَامَه

إذا لَـبِسَ الـعِمَامَةَ كانَ قِرداً
وَخِـنزِيراً إذا نَـزَعَ iiالـعِمَامَه

جَـمَعتَ دَمَامةً وجَمَعتَ لُؤماً
كَـذَاكَ الـلُّومُ تَـتبَعُهُ الـدَّمَامَه

فـإن تَـكُ قَد أصَبتَ نَعِيمَ iiدُنيَا
فـلا تَـفرَح فَـقَد دَنَـتِ القِيامَه


وبما أن أبو دلامة كان أحد الموجودين في المجلس فقد أفلت من المأزق الذي وضعه فيه الخليفة، بذكائه ومكره.
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
من قدموا شكرهم لـ أسد نجد :
قديم 17-01-2011, 05:20 PM   #53
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16,431 فى 4,678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: وقـفـات مع الشعر والشعراء

أبوفراس الحمداني




أقول وقد ناحت بقربي حمامة ********* أيا جارة لو تشعرين بحالي

معاذ الهوى ما ذقت طارقة الهوى ********* ولا خطرت منك الهموم ببالي

أيا جارتا ما أنصف الدهر بيننا ********* تعالي أقاسمك الهموم تعالي

أيضحك مأسور وتبكي طليقة ********* ويسكت محزون ويندب سالي

لقد كنت أولى بالدمع منك مقلة ********* ولكن دمعي في الحوادث غالي

أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
من قدموا شكرهم لـ أسد نجد :
قديم 18-01-2011, 09:17 AM   #54
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16,431 فى 4,678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: وقـفـات مع الشعر والشعراء

قصيدةالشمس/ لحافظ ابراهيم




لاحَ منها حاجبٌ للناظرين
فنَسوا بالليل وضّاحَ الجبين

ومَحَت آيتها آيتهُ
وتبدّت فتنةً للعالمين

نظرَ ابراهامُ فيها نظرةً
فأرى الشكّ وما ضلّ اليقين

قال: ذا ربي، فلما أفَلَت
"قال: إني لا أحب الآفلين"

ودعا القومَ إلى خالقها
وأتى القومَ بسلطانٍ مُبين

ربّ إنّ الناس ضلّوا وغَووا
ورأوا في الشمس رأى الخاسرين

خَشَعت أبصارهم لمّا بدَت
وإلى الأذقان خرّوا ساجدين

نظروا آياتِها مُبصرةً
فعَصَوا فيها كلام المرسلين

نظروا بدر الدُّجى مرآتَها
تتجلى فيه حيناً بعد حين

ثمّ قالوا: كيف لا نعبدها
هل لها فيما ترى العينُ قرين

هي أمُّ الأرض في نسبتها
هي أمُّ الكَون والكونُ جَنين

هي أمُّ النارِ والنورِ مَعاً
هي أمُّ الريحِ والماءِ المَعين

هي طلعُ الرَّوض نوراً وجنىً
هي نشر الورد، طيبُ الياسمين

هي موتٌ وحياةٌ للوَرى
وضلالٌ وهُدىً للغابرين

صدقوا لكنهم ما علموا
أنها خلق سيبلى بالسنين

أإلهٌ لم ينزه ذاته
عن كسوفٍ؟ بئس زعم الجاهلين

إنما الشمس وما في آيِها
مِن معان لمعت للعارفين

حكمةٌ بالغةٌ قد مثّلت
قُدرة الله لقومٍ عاقلين
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
من قدموا شكرهم لـ أسد نجد :
قديم 19-01-2011, 09:38 PM   #55
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16,431 فى 4,678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: وقـفـات مع الشعر والشعراء

"إن من الشعر لحكمة"

الشعر هو ديوان العرب بل هو السجل التاريخي لحياتهم وما تحفل به من أحداث

قَدم العلاء بن الحَضرميّ على النبي صلى الله عليه وسلم فقال له صلى الله عليه وسلم‏:

هل تَرْوِي من الشعرشيئَاَ قال‏:نعم قال‏:فأنشِدني فأنشِده‏:

‏تَحَببْ ذَوي الأضغان تَسْب نفوسَهم

تَحَببَك القُربَى فقد تُرْقع النَّعَلْ

وإن دَحسوا بالكُرْه فاَعفُ تكرُّمًا


وإن غَيَّبوا عنك الحديثَ فلا تَسَل

فإن الذي يُؤْذيك منه سماعُه

وإن الذي قالوا وراءك لم يُقل

فقال النبي عليه السلام‏:

إن من الشِّعر لَحِكْمة‏

ويقــــــــول عمر بن الخطاب – رضي الله عنه-:
"أفضل صناعات الرجل الأبيات من الشعر يقدمها في حاجاته،
يستعطف بها قلب الكريم، ويستميل بها قلب اللئيم".

وتقــول أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها –:

"رووا أولادكم الشعر تعذب ألسنتهم".

فالإسلام لم ينه عن الشعر، بل وضح معالمه ووسعه، وهذبه،
وكان الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ
يستمع للشعراء ويستنشد أشعارهم، ثم يبدي رأيه فيها منتقدًا إياها.

وله في ذلك مواقف كثيرة حفلت بها كتب الأدب، ومنها:

روى يزيد بن عمرو بن مسلم الخزاعي، عن أبيه عن جده، قال:
دخلت على النبي –صلى الله عليه وسلم-
ومنشد ينشده قول سويد بن عامر المصطلق:

لا تأمنن وإن أمسيـت في حـرم إن المنايا بجنبي كل إنسان
فاسلك طريقك تمشي غير مختشع حتى تلاقي الذي منّى لك الماني
فكل ذي صــاحب يومًا مفارقـه وكلّ زاد وإن أبقيتــه فاني
والخير والشر مقرونان في قـرن بكل ذلك يأتيك الجديــــدان

فقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: "لو أدرك هذا الإسلام لأسلم".
==================================================

من حديث أبي شيبه : أن النبي صلى الله عليه وسلم أردف الشريد فقال له – صلى الله عليه وسلم-:
تروي من شعر أمية بن أبي الصلت شيئًا؟
قال: نعم - قال: فأنشدني؟

يقول الشريد: فأنشدته، وجعل يقول بين كل قافيتين:" هيه " حتى أنشدته مئة قافية، فقال:

" هذا رجل آمن لسانه وكفر قلبه.

==================================================
عن الأصمعي قال : جاء رجل إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال :
أنشدك يا رسول الله قال " نعم " فأنشده:

تركت القيان وعزف القيان وأدمنتُ تصلية وابتهالا
وكرٍّ المشقَّر في حومــة وشنّي على المشركين القتالا
فيارب لا أغبننْ صفقتــي فقد بعت مالي وأهلي بدالا
فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " ربح البيع، ربح البيع "
==================================================

وقال النبي – صلى الله عليه وسلم – لحسان بن ثابت: " لقد شكر الله لك قولك حيث تقول:
زعمت سخينة أن ستغلب ربها وليُغلبنّ مُغالب الغلاب
==================================================
قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لعبد الله بن رواحة – رضي الله عنه -:
أخبرني ما الشعر يا عبد الله ؟

قال: شيٌ يختلج في صدري فينطق به لساني.

قال - صلى الله عليه وسلم -: فأنشدني
فأنشده شعره الذي يقول فيه:

فثبَّت الله ما أتاك من حسن قفوت عيسى بإذن الله والقدرِ

قال النبي: وإياك ثبت الله، وإياك ثبت الله.

==================================================
أُنشد النبي – صلى الله عليه وسلم – هذا البيت، فقال هذا من كلام النبوة:

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ويأتيك بالأخبار من لم تزود
==================================================
سمع النبي – صلى الله عليه وسلم – عائشة – رضي الله عنها وهي تنشد شعر زهير بن جناب:

ارفع ضعيفك لا يُحر بك ضعفه يومًا فتدركه عواقب ما جنى
يجزيك أو يثني عليك فإن من أثنى عليك بما فعلت كمن جزى
فقال صلى الله عليه وسلم:
صدق يا عائشة، من لا يشكر الناس لا يشكر الله.

==================================================
قدم النابغة الجعدي على النبي – صلى الله عليه وسلم – فأنشده شعره الذي يقول فيه:

بلغنا السماء مجدنا وسناؤنا وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا

فقال له صلى الله عليه وسلم إلى أين يا أبا ليلى؟
فقال النابغة : إلى الجنة يا رسول الله بك.
فقال له صلى الله عليه وسلم:
على الجنة إن شاء الله.
فلما انتهى إلى قوله:

لا خير في حلم إذا لم تكـن له بوادر تحمي صفوه أن يكدرا
ولا خير في جهل إذا لم يكن له حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا

قال له النبي عليه الصلاة والسلام: لا يفضض الله فاك.
فعاش مئة وثلاثين عامًا لم تنفضّ له ثنية.

مما راق لي
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
من قدموا شكرهم لـ أسد نجد :
قديم 22-01-2011, 07:41 AM   #56
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16,431 فى 4,678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: وقـفـات مع الشعر والشعراء

هذه القصيدة من اجود ماقيل في النصح لشاعر لا يشق له غبار


بركات الشريف



يامرقـب بالصبـح نطيـت راقيـك
مـا واحـد قبلـى خبرتـه تعـلاك

وليت ياذا الدهر ما أكثـر بلاويـك
الله يزودنـا السلامـه مـن اتـلاك

يللى على العربان عمـت شكاويـك
وليت يـا دهـر الشقـا ول مقـواك

ولا يوم ها الكانـون غـاد شبابيـك
تلعب به الأرياح مـن كـل شبـاك

يا مالك اسمع جابتى يـوم أوصيـك
واعرف ترى يابوك بآمرك وانهـاك

وصيـة مـن والـد طامـع فـيـك
تسبق على الساقـه لسانـه لعليـاك

أوصيك بالتقوى عسـى الله يهديـك
لهـا وتدركهـا بتوفيـق مــولاك

الله بحـق أجـدادك الغـر يعطيـك
مرضاته مـع مـا تمنيتـه أمنـاك

احفظ دبشك اللى عن الناس مغنيـك
اللى إليا بأن الخلـل فيـك يرفـاك

واعرف ترى مكه ولاهـا بناخيـك
لو تشحذه خمسـة ملاليـم معطـاك

اجعل دروب المرجلة مـن معانيـك
واحذر تميل عـن درجهـا بمرقـاك

لاتنسدح عنهـا وتبغينـى أعطيـك
جميع ما يكفيـك مـا حاصـل ذاك

أدب ولدك إن كـان تبغيـه يشفيـك
واستسعفه مـن بعـد مربـاه بـالاك

اما سمج واستسمجـك عنـد شانيـك
ويفر من فعلـه صديقـك وشـرواك

وإلا بعد جهله تـرى هـو بياذيـك
لو زعلـت أمـه لا تخليـه يـالاك

واحذر تضيع كل من هو ذخر فيـك
معروفـه لاتنسـاه وأوفـه بعرفـاك

ترى الصنايع بين الأجـواد تشريـك
اليـا طمعـت بغرسهـا لا عــداك

واحذر سرور بغبة البحـر يرميـك
ولاعنده أفلس من تشكيـك وأبكـاك

واوف الرجال احقوقها قبـل تاتيـك
لا توفيـه بالقـول فالحـق يقفـاك

وهرج النميمة والقفا لا يجـى فيـك
وإياك عرض الغافـل إيـاى وإيـاك

تبدى حديـث للمـلا فيـه تشكيـك
وتهيم عند الناس بالكـذب واشـراك

واليا نويت احـذر تعلـم بطاريـك
كم واحد تبغى به العـرف وأغـواك

واحذر شماتت صاحب لك مصافيـك
واليا جرى لك جارى قـال لـولاك

ولا تحسبـن الله قطـوع يخلـيـك
ولاتفرح أن الله على الخلـق بـداك

الضيف قدم لـه مـن حيـن يلفيـك
مما تطوله يا فتـى الجـود يمنـاك

أكرم اقبالـه فإنهـا مـن شواديـك
وابذل لـه المجهـود مـادام يعنـاك

احذر تلقى الضيف مرخن علابيـك
خله محـب لـك صديـق إذا جـاك

وأوصيك زلات الصديق إن عثا فيك
مازال يغطاها الشعـر فاحتمـل ذاك

راعه ولو ما شفـت انـه يراعيـك
عساك تكسـر نيتـه عـن معـاداك

واحذر عدوك لو ظهر بى يصافيـك
خلك نبيه وراقبـه ويـن مـا جـاك

لاتأمنـه واطلـب مـن الله ينجيـك
ويكفيـك ربـك شـر ذولا وذولاك

شفنى أنا يا أبـوك بآمـرك وانهيـك
عن التعرض بين الاثنيـن حـذراك

إذا حضرت أطلابـه مـع شرابيـك
اسع لهم بالصلـح والـلاش يفـداك

ابذل لهـم بالطيـب ربـك ينجيـك
ولاتجضع الميـزان مـع ذا ولاذاك

أما الشهادة فأدهـا إن دعـوا فيـك
بين عمود الديـن لاعميـت أريـاك

بالك تماشـى واحـد لـك يرديـك
طالع بنى جنسـك وفكـر بممشـاك

رابع أصيل فـى زمانـك يشاكيـك
لا شاف خملاتك عن الناس غطـاك

وأحذرك عن طرد المقفـى حذاريـك
عليك بالمقبل وتـرك إللـى تعـداك

ثـم العـن الشيطـان ليـاَّه يغويـك
تـرى إن تبعتـه للشرابـيـك وداك

ووصيك لاتشكـى علينـا بلاويـك
أنت السبب طرفك عيونـك بيمنـاك

واعرف ترى إلى واطي الفهر واطيك
ولا أنت أعز من الجماعة هـذولاك

المسك يا راسى عن الذل واخطيـك
واحذر تكلـم يـا لسانـى حـذراك

والطف بجارك وقم من دون عانيـك
وافطن لما يعنيك عن ربعة أحـواك

يا ذيب وإن جتك الغنم فـى مفاليـك
فاكمـن اليـن إن الرعايـا تعـداك

من أول يـا ذيـب تفـرس بياديـك
واليوم جا ذيب عن الفـرس عـداك

يا ذيب عاهدنى وأعاهدك مرميـك
مرميك أنا يا ذيب لـو زان مرمـاك

والنفس خالف رأيهـا قبـل ترميـك
ترى لها الشيطان يرمـى بالإهـلاك

ومن بعد ذا لا تصحب النذل يعديـك
وعن صبحة الأنذال حاشاك حاشـاك

ترى العشير النذل يخلف طواريـك
وأنا أرجى أنك ما تجـى دون أبـاك

والهفوة إنك ما تجـى دون أهاليـك
ولاظن عود الـورد يثمـر بتبنـاك

والحر مثلك يستحي يصحب الديـك
وأن صاحبه عاعا معاعات الأديـاك

لا تستمع قول الطرف يـوم يلفيـك
بالكذب يقضى حاجته كل ما جـاك

من نم لك نم بـك ولا فيـه تشكيـك
وأيـلاه قـد أزرا رفيـقـك وأزراك

عندك حكا فينا وعندي حكـى فيـك
وأصبحت كارهنـا وحنـا كرهنـاك

ما اخطاك ما صابك ولو كان راميـك
وإلي يصيبك لو تتقيت مـا أخطـاك

مير استمع منى عسـى الله يهديـك
النصح يـا مالـك لـك الله لمـولاك

عنـدى مظنـة مـا تمثلهـا فـيـك
واطلب لك التوفيق من عند مـولاك
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
من قدموا شكرهم لـ أسد نجد :
قديم 22-01-2011, 09:49 PM   #57
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16,431 فى 4,678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: وقـفـات مع الشعر والشعراء




يا عيد وين اجدادنا بالتواصيــــــف** مصيرهم مجهول وين القـــــراري

وين الشيوخ وثابتين المواقــيــف** أيــام كان الناس جوع وفقـــــــاري

اهل الشجاعه والكرم والمواقيـف** أيــام نهب وسلب والدم جـــــــاري

يشهد لهم التاريخ والرمح والسيف** وسهيل يشهد والنجوم الســواري

ياعيد وين احبابنا والمعـــــاريـــــف** اللي من اول يقطنون البـــــــراري

مابين جملا والجبال المشاريــــــف** ومابين رثما لين تصل الحـــــراري

قفوا وخلونا على حافة الهــــيــف** ورحيلنا مابين ليل ونهــــــــــــاري

وين العرف واذكارهم كانت تخــيف** خلوا صماصيم القبايل وقــــــــاري

وسلاحهم فتيل وصفر التطاريـــف** ولا ولع المشقاص بالملح ثــــــاري

بادو جيوش الترك في حرب برليف** ويامامضى للترك وراحو كســــاري

والريل سافر من اسطنبول ومخـيف** يبغى الحجاز وكسرن الكبـــــــاري

مر الكرك ومعان و عمان وطــريــف** وكسر الحديد وكسرن الكبـــــــاري

والريل مد جيوشـهم بالتكاليـــــــف** وفي بطن براقة حطام الهـــــواري

ثم اختفى فخري ولليوم ماشيــــف** بعد التكبر والطغى راح عـــــــــاري

ومن الجزيره راح مطرود لجنــيف** وانهار حكمه واختلف كل طـــــاري

وعن المربع صدوا هجـــــوم عنيف** وقضوا على العدوان وراحوا فراري

قضوا عليهم بالسيوف المراهيف** وقضوا عليهم بالسلاح الســــــــواري

واليوم غير اذكارهم بالسـوالــــيف** واجدادنا تحت الحجر والدمـــــــاري

وراحوا من الدنيا وصاروا مظاريـــف** ومن بعدهم ياعيد نهل العبــــــاري

وين الصديق اللي تقدم ولا شـــيف** ياعيد وين اطفالنا والحـــــــــــواري

وين الرحم ياعيد والجار والضـــــيف** وين القبايل والبيوت العمــــــــاري

وين العذارى ضامرات السراجــيف** وين الصقور اللي تصيد الحبــاري

وين الدلال اللي بهـا البن والكـــــيف** ونجرن ينادي بالمساء والنهـــاري

الابل وين اللي من اول معالـــــــيف** وين اللقايح والجذع والبكـــــــــاري

وين المواشي والنياق المــــعاطـــيف** وين الجمل ياعيد وين الحــــــواري

اليوم محشوره ودايم مواقـــــيـــــف** من بعد كانت طلق ترعى العصاري

وين الوحوش اللي من اول مواليـف** وين الوحوش كبارها والصغـــــاري

وين السباع اللي من اول ملاهيـــف** اللي من اول تعتدي بالغـــــــــــداري

وين الطيور اللي من اول رفـاريـف** وين القطا ياعيد وين القمــــــــــاري

وين الجراد اللي من اول مراديــــف** اللي من اول ينتشر بالصحـــــــــاري

وين النحل اللي من اول سراعـــيف** يجنى العسل والشمع باعلى الوكـاري

وين النخيل اللي عليها اشقر اللـــيف** كانت من اول بين بايع وشــــــاري

وين العيون اللي تعدل على الخيــف** ويـــن الغني ياعيد وين الفقــــــاري

وين البيار اللي عليها الشواديـــــف** وين البيار اللي من اول غـــــــزاري

خمسين عام القمح ياعيد ماشيــــــف** اللي من اول نزرعه بالحــــــراري

وين الرعد والبرق والسيل والريف** وين المطر ياعيد وين الــــــذواري

وين المزون اللي تراكم في الصيف** اللي تكون من عميق البحــــــاري

دار الفلك ياعيد وجتنا المهافيـــــــف** وصرنا ضحيه للبوم والنغــــــاري

والضبع صار اليوم سنونه شغاريف** ضبع الضباع ولايهاب الضـــــواري

والديك مابه خير غير الغطاريــــف** يصفق بجنحانه تقل صقر طـــــاري

وترى ردي الخال مابه معاريـــــف** وطبع البخيل يكون عفن المســـاري

قبل الدلع ناخذ قوانين بالسيــــــــف** قبل النسا تحكم علينا إجبـــــاري

ترمي حجاب العز والعقل خفيــــف** ياعيد عذرى كيف تسوق اللــــواري

ياعذب لاتغوين ويغرك الزيــــــــف** ولايغرك العقبون واصله بخـــــــاري

انت خساره عند عطف الكرانــــيف** كيف الكحيله خاضعه للحمــــــاري

والغرس مايصلح بوسط السفاســيف** ولاتصلح الغرسات بالماء المــــــراري

ياشجرة الرمان بعد الشتاء صيــــف** تخيري بالموت والا الفــــــــــراري

ابصاركن عميت لحب المخاليــــــف** ماتفرقن بين الردي والخيــــــــاري

عليك باللي يحتمون المراديـــــــــف** يوم القوامه والعدا والخســـــــــاري

وريم المها ياعيد بيدها التصاريــــف** تخضع لها الأسود وكل النمـــــــــاري

والا الرجل ياعيد مسكين وضعــــيف** بعد الشجاعه صار ماله وقــــــــــاري

وجيلا طلع ياعيد واحيرتي كيـــــــف** يقلد الكفار من العقل عـــــــــــــاري

والغوج بالجوال تعمل تصانيــــــــف** بإرسال وإستقبال مانته بــــــــــداري

ياعيد كيف الرأي وكيف المحاريــــف** دمعي على الخدين يعمل مجــــــــــاري

الاصل راح وباقي حنيف وشنيـــــــف** يالله دخيلك عن فساد الـــــــــــذراري

مايعرفوا مقدار ولايعرفوا كيــــــــــــف** طول النهار ينام وبالليل ســــــــــاري

وصار السفيه اليوم ياعيد حريـــــــــف** يامر وينهى ثم يحكم إجبـــــــــــــاري

وين الرجال اللي تعرف التصاريـــــف** اللي من اول ياصلون المحـــــــــــاري

وباقي اشرار الناس مع الملاقيـــــــــف** وصار الحثاله للعرب مستشـــــــــــاري

قبل الحكومه وينكم ياشرينـــــــــــيف** ابوك قبلك كان يرعى البقــــــــــــاري
وجدك فقير وكان ماله مصاريــــــــــف** واليوم صرت من التجار الكبــــــــــــاري

ومن بعد كان ابوك مسكين ويضيــــــف** اليوم تبيع وتشتري بالعقــــــــاري

والبوم خلف بوم مايرجع ستيـــــــــف** والطيرالابيض مايصيد الحبــــــــاري

والذيب والطليان صاروا مواليــــــــف** وصار الحصان اليوم يتلى الحــــــمـــاري

وياعيد لاتحزنك كثر الصواديـــــــــف** اصبر على ماجاك والقدر جـــــــــــاري

وياليت لي جنحان وريش وغضاريف** وفوق السحاب اطير وابعد مــــــــــداري


بخيت بن حميد بن محمد العرفي الجهني
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
من قدموا شكرهم لـ أسد نجد :
قديم 24-01-2011, 04:58 PM   #58
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16,431 فى 4,678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: وقـفـات مع الشعر والشعراء

قصــة تمثيليــة


الشخصيات

حاجب الأمير

أمير الدولة

وزير الدولة

جارية الأمير

الشاعر ( حافظ إبراهيم )

الشاعر ( صالح بن عبد القدوس )

شاعرة مغمورة

الأصمعي ( راوية العرب )

حفص بن المغيرة ( راوية القرآن الكريم عن عاصم )

تلميذ

ملعب التمثيل


قاعة الأمير

( عرش الأمير و على جانب الملعب يقف حارسان يسدان المدخل بالرماح ، و بجوارهما حاجب الأمير )


المشهد الأول


حاجب الأمير : فلتصغِ كل الآذان ، كل الآذان ، و لتسمع هذا الإعلان .


إعلان

أعلن أمير الدولة عن جائزة لكل شاعر عظيم أو مغمور من يأت بجديد الشعر فله وزن ما كتب عليه من الذهب
فعلى من يرغب في جائزة الأمير ، أن يتقدم بجديد لم يسمعه جمهور ، و في ذلك فليتنافس الحضور .



المشهد الثاني



قاعة الأمير
( عرش الأمير و على جانب الملعب يقف حارسان يسدان المدخل بالرماح ، و بجوارهما حاجب الأمير )

حاجب الأمير : ( يعلن ) أمير الدولة .

( يدخل الأمير ، يتبعه الوزير ، و يسيران بخطى واثقة ، حتى يجلس الأمير على عرشه ، ينحني الوزير يسر للأمير بشيء )

حاجب الأمير : ( يعلن ) حافظ إبراهيم بباب الأمير .

الأمير : ( سائلا الوزير ) من حافظ إبراهيم ؟

الوزير : شاعر مصري ولد عام 1871 م ، اشتغل بالمحاماة ثم ضابطا بالجيش و يعرف بشاعر النيل .

الأمير : ( مبتسما ) لابد جاء يسعى للجائزة ( يبتسم الوزير )

الأمير : ( للحاجب ) فلتسمح له بالدخول .

حاجب الأمير : فليدخل حافظ إبراهيم .( يدخل حافظ إبراهيم الملعب و ينحني تحية للأمير )

حافظ إبراهيم : سلام الله عليكم و رحمته و بركاته .

الأمير : و عليكم سلام الله و رحمته و بركاته ، علك جئت تسعى للجائزة ؟

حافظ إبراهيم : بل جئت التمس رضا الأمير .

الأمير : لا تمنع الجائزة أن تنال رضا الأمير، و لكن أعرفت شروط الجائزة ؟

حافظ إبراهيم : بلى ، قصيدة جديدة ما سمعها جمهور .

الأمير : أصبت ، أنشدني قصيدتك ، طالما سمعت عن جودة إنشادك .

حافظ إبراهيم : ( ينشد قصيدة ابن النيل )


أهــلاً بـنابغةِ الـبلاد ومَـرحَباً جـدّدتمُ الـعهد الـذي قـد أخْـلقا
لا تـيـئسوا أن تـسترِدُّوا مـجْدكم فـلرُب مـغلوب هـوى ثم iiارْتقى
فـتـجـشموا لـلمجد كـلّ عـظيمة إنـي رأيتُ المجد صعبَ المرتقى
عـارٌ عـلى ابن النيل سبّاق الورى مـهـما تـقلبَ دهـرهُ أن يُـسْبقا
فـتـعَـلمّوا فـالعِلم مـفتاح الـعُلا لـم يُـبْقِ بـاباً لـلسعادة مُـغلقا
ثـم اسـتـمدّوا مـنه كـلّ قـواكمُ إن الـقـويّ بـكلّ أرضٍ يـتُقى



الأمير : قصيدة رائعة ، و لكن ! ألا تخجل أن تدعي لنفسك شعر غيرك ؟

حافظ إبراهيم : شعر غيري !

الأمير : نعم ( يقف الأمير و يتقدم متحدثا ) سمعت هذه القصيدة منذ زمن الوزير : ( هامسا للجمهور ) منذ دقيقة .

الأمير : كم أحببت هذه القصيدة ( يلتفت إلى الوزير )
و لا أنسى كيف يصور الشاعر النشء بالنبات الأخضر يبهج النفس و يحيي الأمل ( ينشد قصيدة ابن النيل )

الوزير : إنشاد رائع يا أمير المؤمنين .

الأمير : ما يسوؤني ألا أتذكر شاعر تلك القصيدة .

الوزير : كثرة ما يشغل الأمير .

الأمير : قاتل الله النسيان .

حافظ إبراهيم : لكن القصيدة قصيدتي أيها الأمير .

الوزير : ما بالك يا رجل ، ألا ترى أن الأمير يحفظ القصيدة من قبل ؟

الوزير : ( محدثا الأمير ) أجمل ما في هذى القصيدة أن الشاعر يصور المجد جبلا يصعب ارتقاؤه و يحتاج بذل الجهد ،
إني رأيت المجد صعب المرتقى ( الوزير ينشد قصيدة ابن النيل )

حافظ إبراهيم : ( متعجبا ) الأمير و الوزير يحفظان قصيدتي !

كيف تم هذا ؟ لم أنشد القصيدة من قبل ، فكيفــ ..................... ؟

الوزير : بل إني أحسب أن الجارية الموهوبة تحفظ هذي الأبيات أعني جاريتك علياء .

الأمير : فلتستقدم علياء

حاجب الأمير :فلتدخل الجارية علياء .

( تدخل الجارية الملعب مسرعة ثم تركع عند قدمي الأمير )
علياء : أمر الأمير .

الأمير : أتذكرين يا علياء قصيدة يقول فيها الشاعر : " فلرب مغلوب هوى ثم ارتقى " ؟

الجارية : ( بعد تفكير ) نعم ، منذ زمن .

الوزير : ( مبتسما للجمهور ) منذ دقيقة .

الأمير : ( للجارية ) فلتنشدينا القصيدة ، طالما أحببت سماع الشعر منك .

علياء : ( تنشد القصيدة )

الأمير ما أجمل إنشادك ! ما رأيك في قول الشاعر : " فلرب مغلوب هوى ثم ارتقى " ؟

علياء : تعبير جميل يفتح باب الأمل ، فكثيرا ما نرى مهزوما يحول هزيمته إلى نصر .

الأمير : أحسنت جوابا الأمير : ( محدثا حافظ ) أما أنت فلا أدعك حتى أقيم عليك الحد .

حافظ إبراهيم : ( خائفا ) الحد ! أي حد ؟

الوزير : حد السرقة ، ألم تسرق هذا الشعر و تدعيه لنفسك ؟

حافظ إبراهيم : لا و الله أيها الأمير ، ما سرقت و ما ادعيت ، و لا أدري كيف حدث هذا ؟

( حافظ محدثا الجمهور ) : أسهر الليالي أنظم القوافي فإذا بثلاثة غيري يحفظون شعري و يقولون شعر غيري .

الأمير : قد أعفو عنك يا مصري ، إذا أجبتني لم كان عارا على المصري ( ابن النيل ) دون غيره من العرب و شعوب العالم أن يسبق ؟

حافظ إبراهيم : ( متلهفا على النجاة ) عار على المصري ( ابن النيل ) أن يسبق
لأنه سبق شعوب العالم بالحضارة و المجد ، أيتخلف عن الركب بعد ذلك ؟

الأمير : أحسنت جوابا ، أسامحك المرة ، فلا تعد الكرة .

حافظ إبراهيم : أمر الأمير ( يخرج من المسرح )

الوزير : لا تزال الجائزة تنتظر صاحبها (الوزير و الأمير يبتسمان )

حاجب الأمير : ( يعلن ) صالح بن عبد القدوس بباب الأمير .

الأمير : من صالح بن عبد القدوس ؟

الوزير : شاعر من شعراء العصر العباسي ،
عاش في عصر المهدي ، يتميز شعره بالحكمة و الأمثال

الأمير : ( مبتسما ) لابد جاء يسعى للجائزة ( يبتسم الوزير )الأمير : ( للحاجب ) فلتسمح له بالدخول ، و لتنصرف علياء .
( تنصرف علياء من ملعب التمثيل )

حاجب الأمير : فليدخل صالح بن عبد القدوس .

( يدخل صالح بن عبد القدوس الملعب و ينحني تحية للأمير )صالح بن عبد القدوس : سلام الله عليكم و رحمته و بركاته .

الأمير : و عليكم سلام الله و رحمته و بركاته ، علك جئت تسعى للجائزة ؟

صالح بن عبد القدوس : بل جئت التمس رضا الأمير .

الأمير : لا تمنع الجائزة أن تنال رضا الأمير، و لكن أعرفت شروط الجائزة ؟

صالح بن عبد القدوس : بلى ، قصيدة جديدة ما سمعها جمهور .

الأمير : أصبت ، أنشدني قصيدتك ، طالما سمعت عن حكمك و أمثالك .

صالح بن عبد القدوس : ( ينشد قصيدة المنهج الصحيح )

القصيدة الزينبية


اخـتـر قـريـنـك واصطفيه تفاخراً إن القرين إلى المُقارنِ ينسـبُ
وذر الـكـذوب فـلا يـكن لك صاحباً إن الكذوب يشين حراً يصحب
وزن الـكـلام إذا نـطـقـت ولا تـكـن ثرثارة في كل نادٍ تخطب
وارع الأمـانـة، والخيانة، فاجتنب واعدل ولا تظلم يطب لك iمكسب
واحـذر مـصـاحـبـة الـلئيم، فإنه يعدي كما يعدي السليم iالأجرب
واحـذر مـن الـمـظـلـوم سهماً صائباً واعلم بأن دعاءه لا يحجب



الأمير : قصيدة رائعة ، و لكن !

ألا تخجل أن تدعي لنفسك شعر غيرك ؟

صالح بن عبد القدوس : شعر غيري !

الأمير : نعم ( يقف الأمير و يتقدم متحدثا ) سمعت هذه القصيدة منذ زمن الوزير : ( هامسا للجمهور ) منذ دقيقة .

الأمير : كم أحببت هذه القصيدة ( يلتفت إلى الوزير ) و لا أنسى هذا الترادف البديع ( اختر قرينك و اصطفيه ) ... ( ينشد قصيدة المنهج الصحيح )

الوزير : إنشاد رائع يا أمير المؤمنين .

الأمير : ما يسوؤني ألا أتذكر شاعر تلك القصيدة .

الوزير : كثرة ما يشغل الأمير .

الأمير : قاتل الله النسيان .

صالح بن عبد القدوس : لكن القصيدة قصيدتي أيها الأمير .

الوزير : ما بالك يا رجل ، ألا ترى أن الأمير يحفظ القصيدة من قبل ؟

الوزير : ( محدثا الأمير ) أجمل ما في هذى القصيدة أن الشاعر يصور اللئيم بإنسان مريض
( أجرب ) يعدي من يصاحبه ... و احذر مصاحبة اللئيم ( الوزير ينشد قصيدة المنهج الصحيح )

صالح بن عبد القدوس : ( متعجبا ) الأمير و الوزير يحفظان قصيدتي !

كيف تم هذا ؟ لم أنشد القصيدة من قبل ، فكيفــ ..................... ؟

الوزير : بل إني أحسب أن الجارية الموهوبة تحفظ هذي الأبيات أعني جاريتك علياء .

الأمير : فلتستقدم علياء .

حاجب الأمير : فلتدخل الجارية علياء .

( تدخل الجارية الملعب مسرعة ثم تركع عند قدمي الأمير )علياء : أمر الأمير .

الأمير : أتذكرين يا علياء قصيدة يقول فيها الشاعر : " و زن الكلام إذا نطقت " ؟

الجارية : ( بعد تفكير ) نعم ، منذ زمن .

الوزير : ( مبتسما للجمهور ) منذ دقيقة .

الأمير : ( للجارية ) فلتنشدينا القصيدة ، طالما أحببت سماع الشعر منك .

علياء : ( تنشد القصيدة )

الأمير ما أجمل إنشادك ! ما رأيك في قول الشاعر : " و زن الكلام إذا نطقت " ؟

علياء : تعبير جميل ينصحنا بالتفكير في الكلام قبل النطق به لنتجنب الوقوع في الخطأ .

الأمير : أحسنت جوابا .

الأمير : ( محدثا صالح بن عبد القدوس ) أما أنت فلا أدعك حتى أقيم عليك الحد .

صالح بن عبد القدوس : ( خائفا ) الحد ! أي حد ؟

الوزير : حد السرقة ، ألم تسرق هذا الشعر و تدعيه لنفسك ؟

صالح بن عبد القدوس : لا و الله أيها الأمير ، ما سرقت و ما ادعيت ، و لا أدري كيف حدث هذا ؟

(صالح بن عبد القدوس محدثا الجمهور ) :
أسهر الليالي أنظم القوافي فإذا بثلاثة غيري يحفظون شعري و يقولون شعر غيري .

الأمير : قد أعفو عنك إذا أجبتني لم كان لزاما أن يختار المرء قرينه ( صاحبه ) ؟

صالح بن عبد القدوس : ( متلهفا على النجاة ) لأن الناس يحكمون على الإنسان من خلال قرينه ( صاحبه ) فإذا ...

الأمير : ( مقاطعا ) أحسنت جوابا ، أسامحك المرة ، فلا تعد الكرة .

صالح بن عبد القدوس : أمر الأمير ( يخرج من المسرح )


الوزير : لا تزال الجائزة تنتظر صاحبها (الوزير و الأمير يبتسمان )

حاجب الأمير : ( يعلن ) الأصمعي و شاعرة مغمورة بباب أمير المؤمنين .

الأمير : شاعرة مغمورة !

الوزير : لا ضرر في أن نسمع منها ، هذا دليل العدل و الإنصاف ، لا فرق بين شاعر و شاعرة ، لا فرق بين عظيم و مغمور .

الأمير : حسنا ، و الأصمعي ؟

الوزير : لا ضرر في أن يسمع و يشاهد الأصمعي ( راوية الشعر العربي ) أحداث المسابقة .

الأمير : ( للحاجب ) فلتسمح لهما بالدخول ، و لتنصرف علياء .( تنصرف علياء من ملعب التمثيل )

حاجب الأمير : فليدخل الأصمعي و من معه .( يدخل الأصمعي و الشاعرة إلى الملعب )
الأصمعي و الشاعرة : سلام الله عليكم و رحمة الله و بركاته .

الأمير : و عليكم سلام الله و رحمته و بركاته ( للشاعرة ) علكِ جئتِ تسعي للجائزة ؟

الشاعرة : بل جئت التمس رضا الأمير .

الأمير : لا تمنع الجائزة أن تنالي رضا الأمير، و لكن أعرفتِ شروط الجائزة ؟

الشاعرة : بلى ، قصيدة جديدة ما سمعها جمهور .

الأمير : أصبتِ ، أنشديني قصيدتك .

الشاعرة : ( تنشد قصيدة زينة الفتاة )

زينة الفتاة إن الـفـضـائل للفتاة أجل من درر النحور
و حلى الأمانة و الحياء تفوق زينات الصدور
و الـعلم ينفع و التقى يحمي الفتاة من الغرور
و الـديـن يـعصم أهله و يقيهم كل الشرور
كـوني مثال وداعة و سماحة و صفا ضمير
كوني مثالا للفضائل في الخفاء و في الصدور
كـونـي لـغيرك قدوة للخير في كل الأمور


الأمير : قصيدة رائعة ، و لكن ! ألا تخجلي أن تدعي لنفسكِ شعر غيرك ؟

الشاعرة : شعر غيري !

الأمير : نعم ( يقف الأمير و يتقدم متحدثا ) سمعت هذه القصيدة منذ زمن .
الوزير : ( هامسا للجمهور ) منذ دقيقة .الأمير : كم أحببت هذه القصيدة ( يلتفت إلى الوزير ) و لا أنسى كيف يصور الشاعر الأخلاق جواهر
تعلق على الصدور ..." أجل من درر النحور " ( ينشد قصيدة زينة الفتاة )

الوزير : إنشاد رائع يا أمير المؤمنين .

الأمير : ما يسوؤني ألا أتذكر شاعر تلك القصيدة .

الوزير : كثرة ما يشغل الأمير .

الأمير : قاتل الله النسيان .

الشاعرة : لكن القصيدة قصيدتي أيها الأمير .

الوزير : ما بالك يا فتاة ، ألا تري أن الأمير يحفظ القصيدة من قبل ؟
الوزير : ( محدثا الأمير ) أجمل ما في هذى القصيدة أن الشاعر يقرر أن الأمانة و الحياء أفضل حلية و زينة للفتاة "
و حلى الأمانة و الحياء " ( الوزير ينشد قصيدة زينة الفتاة )

الشاعرة : ( متعجبة ) الأمير و الوزير يحفظان قصيدتي !كيف تم هذا ؟ لم أنشد القصيدة من قبل ، فكيفــ ..................... ؟

الوزير : بل إني أحسب أن الجارية الموهوبة تحفظ هذي الأبيات أعني جاريتك علياء .

الأمير : فلتستقدم علياء .

حاجب الأمير : فلتدخل الجارية علياء .( تدخل الجارية الملعب مسرعة ثم تركع عند قدمي الأمير )علياء : أمر الأمير .

الأمير : أتذكرين يا علياء قصيدة يقول فيها الشاعر : " و التقى يحمي الفتاة من الغرور " ؟

الجارية : ( بعد تفكير ) نعم ، منذ زمن .

الوزير : ( مبتسما للجمهور ) منذ دقيقة .

الأمير : ( للجارية ) فلتنشدينا القصيدة ، طالما أحببت سماع الشعر منك .
علياء : ( تنشد القصيدة ) الأمير ما أجمل إنشادك ! ما رأيك في قول الشاعر : " و التقى يحمي الفتاة من الغرور " ؟
علياء : تعبير جميل يصور الغرور وحشا يهدد الفتاة و لا تجد من يحميها إلا التقوى .

الأمير : أحسنتِ جوابا .الأمير : ( محدثا الشاعرة ) أما أنتِ فلا أدعكِ حتى أقيم عليكِ الحد .

الشاعرة : ( خائفة ) الحد ! أي حد ؟الوزير : حد السرقة ، ألم تسرقِ هذا الشعر و تدعيه لنفسكِ ؟

الشاعرة : لا و الله أيها الأمير ، ما سرقت و ما ادعيت ، و لا أدري كيف حدث هذا ؟
(الشاعرة محدثة الجمهور ) : أسهر الليالي أنظم القوافي فإذا بثلاثة غيري يحفظون شعري و يقولون شعر غيري .

الأمير : قد أعفو عنكِ إذا أجبتني ما حد سرقة الشعر ؟

الشاعرة : ( متلهفة على النجاة ) و الله أيها الأمير ، ما سرقت و ما أعرف ما حد سرقة الشعر و لكني سمعت عن عائشة ( رضي الله عنها )
أن رسول الله ( ) قال : " إنما أهلك من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه و إذا سرق فيه الضعيف أقاموا عليه الحد
و ايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها "



الأمير : أحسنت جوابا ، أسامحكِ المرة ، فلا تعيدِ الكرة .

الشاعرة : أمر الأمير .

( يخرج الأمير و الوزير و الجارية علياء من المسرح )


الأصمعي : لا تحزني يا فتاة .

الشاعرة : لا أدري كيف تم هذا ؟

الأصمعي : علك سمعت القصيدة من أحد الشعراء من قبل ؟

الشاعرة : لا و الله ما سمعت القصيدة من أحد من قبل , و لا أدري كيف تم هذا ؟
( تخرج الشاعرة من المسرح و هي تردد ... كيف حدث هذا ؟ )

الأصمعي : عجيب أمر الشعراء ، لا يأتي شاعر بقصيدة إلا يعرفها الأمير و الوزير و الجارية
( الأصمعي مفكرا ) الأمير و الوزير و الجارية ! ... الأمير و الوزير و الجارية ! لا بد أن الأمر خديعة ،
إن حفظ أمير الدولة ببديهة ، و وزير الدولة يحفظ ترديده ، فكيف بجارية مستورة ؟ فكيف بجارية مستورة ؟
آه لابد و أنها جارية موهوبة ، تتنصت خلف الأستار ، تسمع كل الأشعار لابد و أن أظهر كل الأسرار ... كل الأسرار
( يخرج الأصمعي من المسرح و هو يتغنى صوت صفير البلبل )

ســــــــــــــــــــــــتار


المشهد الثالث

قاعة الأمير
( عرش الأمير و على جانب الملعب يقف حارسان يسدان المدخل بالرماح ، و بجوارهما حاجب الأمير )
حاجب الأمير : ( يعلن ) أعرابي بباب الأمير .

الأمير : ( سائلا الوزير ) أعرابي ؟

الوزير : أعرابي ينظم شعرا .

الأمير : ( مبتسما ) لابد جاء يسعى للجائزة ( يبتسم الوزير ) الأمير : ( للحاجب ) فلتسمح له بالدخول .

حاجب الأمير : فلتدخل يا أعرابي . ( يدخل الأعرابي ملثما الملعب و ينحني تحية للأمير )

الأعرابي : سلام الله عليكم و رحمته و بركاته الأمير : و عليكم سلام الله و رحمته و بركاته ، علك جئت تسعى للجائزة ؟

الأعرابي : بل جئت التمس رضا الأمير .

الأمير : لا تمنع الجائزة أن تنال رضا الأمير، و لكن أعرفت شروط الجائزة ؟

الأعرابي : بلى ، قصيدة جديدة ما سمعها جمهور .

الأمير : أصبت ، أنشدني قصيدتك ، طالما سمعت عن عذوبة شعر الأعراب .

الأعرابي : صوت صفير البلبل ... هيج قلبي الثمل

الأمير : صوت صفير البلبل ... هيج قلبي الثمل

الوزير : ( هامسا للأمير ) عذبة و سهلة .

الأمير : ( للأعرابي ) أنشد أنشد .

الأعرابي : ينشد

صَـوْتُ صَـفِـيْـرِ الـبُلْبُلِ هَـيَّـجَ قَلْبِيَ الثَمِلِ
الـمَـاءُ وَالـزَّهْـرُ مَعَاًمَـعَ زَهـرِ لَحْظِ المُقَلِ
وَأَنْـتَ يـا سـيـد لِـي وَسَيِّـدِي وَمَوْلَىiلِي
فَـكَـمْ فَـكَـمْ تَـيَّـمَـنِـي غُـزَيلٌ عَـقَيْقَلي
قَـطَّفْـتُ مِـنْ وَجْنَتِــه مِـنْ لَثْمِ وَرْدِ iالخَجَلِ
فَـقَـالَ بَـسْ بَـسْـبَـسْتَني فَلَمْ يَجّـدُ iiبـالقُبَلِ
فَـقَـالَ لاَ لاَ لاَ لاَ لاَ وَقَــدْ غَـدَا مُـهَـرْولِ
وَالـخُودُ مَالَـتْ طَـرَبا مِـنْ فِعْلِ هَـذَا iالرَّجُلِ
فَـوَلْـوَلَـتْ وَوَلْـوَلَـتُ وَلـي وَلي يا ويل iلِي
فَـقُـلـتُ لا تُـوَلْـوِلِـي وَبَـيِّـنِـي اللُؤْلؤَ لي
لَـمَّـا رَأَتْـهُ أَشْـمَـطَـا يُـرِيـدُ غَـيْرَ القُبلِ
وَبَـعْـدَهُ لا َيَـكْـتَـفِي إلاَّ بِطِيْـبِ الوَصْلَ لِي
قَـالـتْ لَـهُ حِـيْـنَ كَـذَا انْـهَضْ وَجِدْ بِالنَّقَلِ
وَفِـتْـيَـةٍ سَـقَـوْنَـنِـي قَـهْـوَةً كَالعَسَلَ لِي
شَـمَـمْـتُـهَـا بِـأَنْـفِـي أَزْكَى مِـنَ القَرَنْفُلِ
فِي وَسْطِ بُـسْتَانٍ حُلِي بالزَّهْرِ وَالسُرُورُ لي
وَالـعُـودُ دَنْ دَنْـدَنَ لِي وَالطَّبْلُ طَبْ طَبَّلَ لي
وَالسَّقْفُ قَدْ سَقْسَـقَ لِي وَالرَّقْـصُ قَدْ طَبْطَبَ لي
شَـوَى شَـوَى وَشَـاهِـشُ عَلَى وَرَقْ سِفَرجَـلِ
وَغَـرَّدَ الـقِمْـرِي يَصِيـحُ مِـنْ مَلَلٍ فِـي مَللِ
فَـلَـوْ تَـرَانـي رَاكِـبـا ًعَـلَـى حِمَارٍ أَهْزَلِ
يَـمْـشِـي عَـلَـى ثَـلاثَـةٍ كَـمَشْيَةِ iالعَرَنْجِلِ
وَالـنَّـاسُ تَـرْجِمْ جَمَلِـي فِي السُـوقِ بالقُلْقُللِي
وَالـكُـلُّ كَـعْـكَـعْ كَعِكَـعْ خَلْفِي وَمِنْ حُوَيْلَلِي
لـكِـنْ مَـشَـيـتُ هَـارِبا مِـنْ خَشْيَةِ العَقَنْقِلي
إِلَــى لِـقَـاءِ مَـلِـكٍ مُـعَـظَّـمٍ مُـبَـجَّـلِ
يَـأْمُـرُ لِـي بِـخَـلْـعَـةٍ حَـمْرَاءْ كَالدَّمْ دَمَلي
أَجُـرُّ فِـيـهَـا مَـاشِـيـا ًمُـبَـغْـدِدَاً لـلذِّيَّلِ
أَنَـا الأَدِيْـبُ الأَلْـمَعِي مِنْ حَيِّ أَرْضِ المُوْصِلِ
نَـظِـمْـتُ قِطعاً زُخْرِفتْ يَعْجِزُ عَنهَا الأَدْبُ لِي
أَقُـوْلُ فِـي مَـطْـلَعِهَـا صَـوْتُ صَفيرِ البُلْبُل


الأمير : ( منزعجا ) قصيدة رائعة ، و لكن ! ألا تحفظ هذه القصيدة يا وزير ؟

الوزير : ( منزعجا ) لا و الله ما سمعت القصيدة من قبل أيها الأمير .

الأمير : علياء ، أين الجارية علياء ؟

حاجب الأمير : فلتدخل الجارية علياء . ( تدخل الجارية الملعب مسرعة ثم تركع عند قدمي الأمير )علياء : أمر الأمير .

الأمير : أتذكرين يا علياء قصيدة يقول فيها الشاعر : " صوت صفير البلبل " ؟

الجارية : ( منزعجة ) لا و الله ما سمعت القصيدة من قبل أيها الأمير .

الأمير : ( يحاول تذكر القصيدة متحركا في الملعب )العود دندن ، و الطبل طب طب .

الأمير : ( مستسلما ) هات يا أعرابي ما كتبت عليه القصيدة نزنه و نعطيك ذهبك .

الأعرابي : أيها الأمير ، ورثت عمود رخام عن أبي ، نقشت عليه القصيدة نقشا ، و هو بالخارج لا يحمله إلا ثلة من الرجال .

الأمير : ( ينهار على العرش و بعد تفكير - للحراس - ) : اذهبوا بهذا الأعرابي فزنوا ما كتب عليه قصيدته وأعطوه ذهبا .
( يخرج الحراس مع الأعرابي من الملعب ، فيسود المسرح فترة صمت )


حاجب الأمير : ( يعلن ) حفص بن المغيرة بباب الأمير .


الأمير : من حفص بن المغيرة ؟


الوزير : حفص بن المغيرة راوية القرآن عن عاصم ، إمام جليل من أئمة اللغة العربية و القرآن الكريم .

الأمير : ( للحاجب ) فلتسمح له بالدخول .

حاجب الأمير : فليدخل الشيخ .
( يدخل الشيخ الملعب مهيبا لا ينحني )

الشيخ : سلام الله عليكم و رحمته و بركاته .
الأمير : و عليكم سلام الله و رحمته و بركاته ، علك جئت تسعى للجائزة ؟


الشيخ : بل جئت التمس رضا الله .


الأمير : رضا الله !

الشيخ : نعم ، لقد وعد الله بجائزة خير من جائزتك .

الأمير : أي جائزة ؟


الشيخ : قال تعالى :
" إن الله يدخل الذين آمنوا و عملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار ، إن الله يفعل ما يريد " آية 14 سورة الحج .


الأمير : فكيف تسعى لنيل جائزة الله عندي ؟

الشيخ : موعظة .

الأمير : ( متعجبا ) موعظة !


الشيخ : قال تعالى : "

يا بني أقم الصلاة و أمر بالمعروف و انه عن المنكر و اصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور " سورة لقمان .


الأمير : أحسنت جوابا . عظني .


الشيخ : أرى الأمير قد شُغل بالشعر و الشعراء ، قال تعالى :
" الله نزل أحسن الحديث " .


الأمير : أحسنت . و أحسب ما حدث من الأعرابي عتابا من الله لي لانصرافي عن كتابه ،
ألا فاقرأ و رتل و أسمعنا مما علمك الله .


الشيخ : ( يرتل آيات من سورة آل عمران - التأمل في الكون - )



( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ) 190)
الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ191)
رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ192)
رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ193)
رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ194)

الأمير : جزاك الله خيرا ، هدأت نفسي و اطمأن قلبي لسماع الذكر .

الشيخ : قال تعالى : " الذين آمنوا تطمئن قلوبهم لذكر الله "

الوزير : حقا ، شرح الله صدري بهذه الآيات و أحسب ما حدث من الأعرابي حيلة لا يفعلها إلا الأصمعي .

الأمير : ( للحراس ) ائتوني بذاك الأعرابي .
( يخرج الحراس من الملعب و يعودون ممسكين بالأعرابي يدفعونه أمامهم يحمل أكياس الذهب ،
الوزير يكشف لثام الأعرابي )

الأمير : ( متعجبا ) الأصمعي !

الوزير : أتحتال على الأمير ؟
الأصمعي : حيلة طريفة ، إلا أن حيلة الأمير أكثر طرافة .
الوزير : ( متعجبا ) حيلة الأمير !

الأصمعي : أمير الدولة يحفظ أي قصيدة ببديهة ،
و وزير الدولة يحفظ ترديده ، و الجارية الموهوبة تحفظ كل الأشعار من خلف الأستار .

الشيخ : أيها الأمير : ما ينبغي لمؤمن أن يفخر أو يتكبر على أحد بنعمة يمنها الله عليه ،
قال تعالى :
" و لا تصعر خدك للناس و لا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور
و اقصد في مشيك و اغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير . "

الأمير : أحسنت ، ما ينبغي لي أن أختال بنعمة أنعمها الله علي ، و لكن ألا تعذرني و لو قليلا ؟

الشيخ : لا ، يا أمير .


الأمير : إني أحفظ أي قصيدة بعد سماع واحد ، سماع واحد ، من منكم يحفظ بعد سماع واحد ؟ ،
و وزيري يحفظ بعد سماعين ، من منكم يحفظ بعد سماعين ؟
( يلتفت الأمير إلى الجمهور ) بل من منكم يحفظ بعد ثلاث ، بعد ثلاث ،
بل إني أعلنها الآن من منكم حفظ قصيدة سوف ينال ، سوف ينال جائزة السلطان .


الشيخ : يا أمير ...
الأمير : جائزتي ليست ذهبا هذي المرة .

الأمير : ( للجمهور ) من منكم حفظ قصيدة سوف ينال ، سوف ينال جائزة السلطان ، هل فيكم من حفظ قصيدة ؟
أي قصيدة ، هل فيكم من حفظ قصيدة حافظ ؟ ( بابتسامة ) من غير الصف السادس .
من حفظ قصيدة حافظ فليتقدم .
( يخرج من بين الجمهور تلميذ من الصف الخامس و يتقدم إلى الملعب )

الأمير : أحفظت قصيدة حافظ ؟

التلميذ : نعم .

الأمير : أنشد ، أسمعني .


التلميذ : ( ينشد قصيدة ابن النيل )
الأمير : أحسنت ، تستأهل جائزة خير من جائزة الشعراء .

( الأمير يعطي التلميذ الجائزة- آيات من القرآن - )

الأمير : ( للجمهور ) جائزتي هذي المرة ليست ذهبا أو مرجان ،
جائزتي لا توزن بميزان ، جائزتي آيات القرآن .

ســــــــــــــــــــــــتار


مما راق لي
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
من قدموا شكرهم لـ أسد نجد :
قديم 26-01-2011, 05:37 PM   #59
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16,431 فى 4,678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: وقـفـات مع الشعر والشعراء





اليكم هذه القصيده الرائعه في الديك

اللي كان يقّوم راعيه لصلاة الفجر ألين تسلط

عليه القطو الاقشر

القصيده من الراوي /محمد الشرهان



لي ديك ظبطٍ توقيته=يوعي النايم تصويته

لولا طيبه ماشريته=بريال وقرش الدلالي

لاكن ممدوح لي طيبه=ترتيبه ساعه ترتيبه

لولا اذانه ويش ابيبه=ماني بب سن الجهالي

اذانه بالحيل كويس=يذن على اذان الريس

وانا اجزم ماني باقْيس=انه ارخيصٍ بريالي

مكبر حظك ياللي حاشه=ينام امريحٍ بفراشه

لو مامليت الخراشه=يوّعيك اذان التالي

يعجب من شافه بنقوشه=والغلبه فوقه منقوشه

والنصبه كب الطربوشه=والرجل بحجر السروالي

عرفه افرق ماهو بـلدم=لاكنه مصبوغٍ بالدم

يصدم بالهوش ولا يصدم= من ناظر هوشه يهتالي

عجين الحنطه ماكوله=مع ماحصل من محصوله

الحكي كثره وشوله=ياكل مع بنتي وعيالي

من غليْه عندي عززته=ب اربع فرخاتن جوزته

كني سلطانٍ منحزته=القصد انه عندي غالي

اثر الجيران احسدوني=على ديكي زين اللوني

قالو نرسل له بزوني=وزفٍ باالدرب وختالي

وانا ياغافل لك الله= مدري بخيانة خلق الله

ما هوجس به قلبي والله=آآمن ولا هي في بالي

اثر الدنيا عابيتله=تبرْم للديك وتفتله

ماهي للديك آآويتله=ماهو بأول ولا تالي

يوم الله دبر ماكان=صيٍف ديكي بالاذان

قحص مربوش وعجلان=قلبه من ضيفه يجتالي

بيْين راسه هو وحنوكه=وأيلين الفرجه مفكوكه

على افم الكيسه متكوكه=بف ام البزوون الخيالي

واصهل با اذنه مايدري=ان الحقه حطت خبري

وافقع ظاروبه بالبخبري=والا انه من راسه خالي

بلمناره اول صوته=والتالي في بطن الحوته

توحي في بطنه زغروته=يلوي بالغبه ويلالي

راس الريس صار اضحوكه=عليه البس اقفل بوكه

مافكه طوعه وانسوكه=من سيف القوم القتالي

حدا زوجاته حستبه=لاكن موته مادريتبه

قالت ياختي زوجك وش به=يرقص تسنه فيه هبالي

قالت يلعب لعب العرضه=او ينفض بشته في ارضه

ولا الريس يقضي فرضه=لاوالله طاح الرجالي

جت يمه قالت لاباس=وراك نيمٍ بالساس

ياخواتي ماله راس=وين ارويسه واعزالي

صاحت من ذا فنه فنه=واعقلهن قالت غطنه

وأدعن للميت بالجنه=عمر الشمس وفيٍييْه زالي

انا قاعد عند دلالي=واليا حس اصياح عيالي

واقحص واصبخ بالفنجالي=عجلن مذعورٍ مهتالي

وانا مدري ويش القصه=ظنيت السارق بالجصه

اخذت الشووم ابا اللصه=وادوس ابطنه بنعالي

ثبْت ثبْت ياصياح=جاك مبندق يارمممْاح

ترا نصف الحرب افراح=اخشى من شيٍ بعيالي

يوم اني قربت اللجه=قلت انبوني ويش الهرجه

والآ هم عني في سجه=يبكون بدمعٍ همالي

قلت اعيالي وش مبليهم=اللي فيهم ملا فيهم

قالوا هود لاتوذيهم=تزيد الويل بولوالي

بسٍ غال الديك الغدوه=مزع راسه بأول عدوه

قلت انه لعيالي فدوه=وسليْم هو راس المالي

وناديت سليم ومنيره=وشرطتلهم على نيره

قلت الديك ابشري غيره=هذاي موصٍ يشرالي

و أقفو من عندي مرضيهم=والشرط الجيد بيديهم

لولا ان المولى هاديهم=ماارضاهم شرطي واقوالي

عسا الخاسي تعرفونه =هو بزونٍ او بزونه

وش كبر الهر وشلونه=نبي في ذبحه نحتالي

قالو بالبياض امحجل=جب راسه لـ سليم عجل

تلقاه بطايتنا يهجل=اسرع من راع الخيالي

قال سليم ياباباه=شب البندق في علباه

دام السرقه في مخباه=تشهد عن لوم العذالي

عبيت البندق من حيني=قلت ان جاء صيرو صاحيني

واثره بالصفه يوحيني=من صبحه فيها نزالي

يوم اني هجيت اللبابي=كشر بـ أنيابه حرابي

واخشْ البندق بثيابي=لين الدومي صار اقبالي

بالثاري ياديك سليم=تسرق وتقابل يد غيييم

طخيته والياه ام خييم=شروا سن الدلو البالي

لو انه راعا للجيره=كان احسنا معه السيره

لاكنه شعبث بالديره=بأول هده دمه سالي

تمت واختام المربوعي=صلاة الله كل اسبوعي

على اللي دينه متبوعي=ماناض البرق الهمالي
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
من قدموا شكرهم لـ أسد نجد :
قديم 30-01-2011, 09:43 PM   #60
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16,431 فى 4,678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: وقـفـات مع الشعر والشعراء

قصيدة الخيل و الليل والبيداء تعرفني - للمتنبي




واحر قلباه ممن قلبه شبم
ومن بجسمي و حالي عنده سقم


مالي أكتّم حباً قد برى جسدي
وتدّعي حب سيف الدولة الأمم

يا أعدل الناس الا في معاملتي
فيك الخصام وانت الخصم و الحكم

أعيذها نظرات منك صادقة
أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم

وما انتفاع أخي الدنيا بناظره
اذا استوت عنده الانوار و الظلم

سيعلم الجمع ممن ضم مجلسنا
بانني خير من تسعى به قدم

انا الذي نظر الاعمى الى ادبي
واسمعت كلماتي من به صمم

أنام ملء جفوني عن شواردها
ويسهر الخلق جراها و يختصم

اذا رأيت نيوب الليث بارزة
فلا تظنن أن الليث يبتسم

الخيل و الليل والبيداء تعرفني
والسيف و الرمح و القرطاس و القلم

كم تطلبون لنا عيبا فيعجزكم
ويكره الله ما تأتون والكرم

ما أبعد العيب و النقصان من شرفي
أنا الثريا وذان الشيب و الهرم


نبذة عن المتنبي

فلسفة الحياة لدى شاعر الحكمة والطموح

أبو الطيب المتنبي، أعظم شعراء العرب، وأكثرهم تمكناً باللغة العربية وأعلمهم بقواعدها ومفرداتها، صاحب كبرياء وشجاع طموح محب للمغامرات. في شعره اعتزاز بالعروبة، وتشاؤم وافتخار بنفسه، أفضل شعره في الحكمة وفلسفة الحياة ووصف المعارك، إذ جاء بصياغة قوية محكمة. إنه شاعر مبدع عملاق غزير الإنتاج يعد بحق مفخرة للأدب العربي، فهو صاحب الأمثال السائرة والحكم البالغة والمعاني المبتكرة. وجد الطريق أمامه أثناء تنقله مهيئاً لموهبته الشعرية الفائقة لدى الأمراء والحكام، إذ تدور معظم قصائده حول مدحهم. لكن شعره لا يقوم على التكلف والصنعة، لتفجر أحاسيسه وامتلاكه ناصية اللغة والبيان، مما أضفى عليه لوناً من الجمال والعذوبة. ترك تراثاً عظيماً من الشعر القوي الواضح، يضم 326 قصيدة، تمثل عنواناً لسيرة حياته، صور فيها الحياة في القرن الرابع الهجري أوضح تصوير، ويستدل منها كيف جرت الحكمة على لسانه، لاسيما في قصائده الأخيرة التي بدأ فيها وكأنه يودعه الدنيا عندما قال: أبلى الهوى بدني. لنتعرف على هذا الشاعر العظيم ونقترب أكثر من سيرة حياته:

ظهور الموهبة الشعرية:

هو أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي. ولد في كندة بالكوفة سنة 303 هـ=915 م. وتقع حالياً على مسافة عشرة كيلومترات من النجف وخمسة وستون من كربلاء تقريباً. يقال إن والده الحسين سماه أحمد و لقبه بأبي الطيب، ويقال إنه لم يعرف أمه لموتها وهو طفل فربته جدته لأمه. قضى طفولته في كندة (304-308 هـ= 916-920م)، اشتهر بحدة الذكاء واجتهاده وظهرت موهبته الشعرية باكراً، فقال الشعر صبياً، وهو في حوالي العاشرة، وبعض ما كتبه في هذه السن موجود في ديوانه. في الثانية عشر من عمره رحل إلى بادية السماوة، أقام فيها سنتين يكتسب بداوة اللغة العربية وفصاحتها، ثم عاد إلى الكوفة حيث أخذ يدرس بعناية الشعر العربي، وبخاصة شعر أبي نواس وابن الرومي ومسلم بن الوليد وابن المعتز. وعني على الأخص بدراسة شعر أبي تمام وتلميذه البحتري. انتقل إلى الكوفة والتحق بكتاب (309-316 هـ=921-928م) يتعلم فيه أولاد أشراف الكوفة دروس العلوية شعراً ولغة وإعراباً. اتصل في صغره بأبي الفضل في الكوفة، وكان من المتفلسفة، فهوسه وأضله. كان أبو الطيب سريع الحفظ، فقيل أنه حفظ كتاباً نحو ثلاثين ورقة من نظرته الأولى إليه.

من البادية إلى السجن:

لم يستقر أبو الطيب في الكوفة، اتجه خارجاً ليعمق تجربته في الحياة وليصبغ شِعره بلونها، أدرك بما يتملك من طاقات وقابليات ذهنية أن مواجهة الحياة في آفاق أوسع من آفاق الكوفة تزيد من تجاربه ومعارفه، فرحل إلى بغداد برفقة والده، وهو في الرابعة عشرة من عمره، قبل أن يتصلب عوده، وفيها تعرف على الوسط الأدبي، وحضر بعض حلقات اللغة والأدب، ثم احترف الشعر ومدح رجال الكوفة وبغداد. غير أنه لم يمكث فيها إلا سنة، ورحل بعدها برفقة والده إلى بادية الشام يلتقي القبائل والأمراء هناك، يتصل بهم و يمدحهم، فتقاذفته دمشق وطرابلس واللاذقية وحمص. دخل البادية فخالط الأعراب، وتنقل فيها يطلب الأدب واللغة العربية وأيام الناس، وفي بادية الشام التقي القبائل والأمراء، اتصل بهم ومدحهم، وتنقل بين مدن الشام يمدح شيوخ البدو والأمراء والأدباء. قيل أنه تنبأ في بادية السماوة بين الكوفة والشام فتبعه كثيرون، وقبل أن يستفحل أمره خرج إليه لؤلؤ أمير حمص ونائب الإخشيد، فأسره وسجنه سنة 323-324 هجرية، حتى تاب ورجع عن دعواه. كان السجن علامة واضحة في حياته وجداراً سميكاً اصطدمت به آماله وطموحاته، فأخذ بعد خروجه منه منهك القوى يبحث عن فارس قوى يتخذ منه مساعداً لتحقيق طموحاته. عاد مرة أخرى يعيش حياة التشرد والقلق، فتنقل من حلب إلى أنطاكية إلى طبرية.

شاعر لا يقل عن الأمير منزلة:

وفيها التقى ببدر بن عمار سنة 328 هجرية، وهو أول من قتل أسداً بالسوط، فنعم عنده حقبة من الزمن، راضياً بما لقيه عنده من الراحة بعد التعب والاستقرار بعد التشرد، إلا أنه أحس بالملل في مقامه وشعر بأنه لم يلتق بالفارس الذي كان يبحث عنه والذي يشاركه في ملاحمه وتحقيق آماله. فعاوده الضجر الذي ألفه والقلق الذي لم يفارقه، فسقم من حياة الهدوء ووجد فيها ما يستذل كبرياءه. فهذا الأمير يحاول أن يتخذ منه شاعراً متكسباً كسائر الشعراء، وهو لا يريد لنفسه أن يكون شاعر أمير، وإنما يريد أن يكون شاعراً فارساً لا يقل عن الأمير منزلة. فلم يفقده السجن كل شيء لأنه بعد خروجه منه استعاد إرادته وكبرياءه. فالسجن أسهم في تعميق تجربته في الحياة، وتنبيهه إلى أنه ينبغي أن يقف على أرض صلبة لتحقيق ما يريده من طموح. لذلك أخذ يبحث عن نموذج الفارس القوي الذي يشترك معه لتنفيذ ما يرسمه في ذهنه. أما بدر فلم يكن هو ذاك، ثم ما كان يدور بين حاشية بدر من الكيد لأبي الطيب ومحاولة الإبعاد بينهما، جعل أبا الطيب يتعرض لمحن من الأمير ومن الحاشية تريد تقييده بإرادة الأمير. لقد رأى ذلك إهانة وإذلالاً، عبّر عنه بنفس جريحة ثائرة بعد فراقه لبدر متصلاً بصديق له هو أبو الحسن علي بن أحمد الخراساني في قوله : لا افتخار إلا لمن لا يضام. وعاد المتنبي بعد فراقه لبدر إلى حياة التشرد والقلق ثانية، وعبر عن ذلك أصدق تعبير في رائيته التي هجا بها ابن كروس الأعور أحد الكائدين له عند بدر.

الاندفاع المخلص نحو سيف الدولة:

ظل باحثاً عن أرضه وفارسه غير مستقر عند أمير ولا في مدينة حتى حط رحاله في إنطاكية حيث أبو العشائر ابن عم سيف الدولة سنة 336 ه، وعن طريقه اتصل بسيف الدولة بن حمدان، صاحب حلب، سنة 337 ه، انتقل معه إلى حلب فمدحه وحظي عنده. في مجلس هذا الأمير وجد أفقه وسمع صوته، وأحس أبو الطيب بأنه عثر على نموذج الفروسية الذي كان يبحث عنه، وسيكون مساعده على تحقيق ما كان يطمح إليه، فاندفع الشاعر مع سيف الدولة يشاركه في انتصاراته. ففي هذه الانتصارات أروع ملاحمه الشعرية، استطاع أن يرسم هذه الحقبة من الزمن وما كان يدور فيها من حرب أو سلم، فانشغل انشغالاً عن كل ما يدور حوله من حسد وكيد، ولم ينظر إلا إلى صديقه وشريكه سيف الدولة. فلا حجاب ولا واسطة بينهما. شعر سيف الدولة بهذا الاندفاع المخلص من الشاعر، واحتمل منه ما لا يحتمل من غيره من الشعراء، وكان هذا كبيراً على حاشية الأمير. ازداد أبو الطيب اندفاعاً وكبرياء واستطاع في حضرة سيف الدولة استطاع أن يلتقط أنفاسه، وظن أنه وصل إلى شاطئه الأخضر، وعاش مكرماً مميزاً عن غيره من الشعراء. وهو لا يرى إلا أنه نال بعض حقه، ومن حوله يظن أنه حصل على أكثر من حقه. وظل يحس بالظمأ إلى الحياة، إلى المجد الذي لا يستطيع هو نفسه أن يتصور حدوده، إلى أنه مطمئن إلى إمارة عربية يعيش في ظلها وإلى أمير عربي يشاركه طموحه وإحساسه. وسيف الدولة يحس بطموحه العظيم، وقد ألف هذا الطموح وهذا الكبرياء منذ أن طلب منه أن يلقي شعره قاعداً وكان الشعراء يلقون أشعارهم واقفين بين يدي الأمير، واحتمل أيضاً هذا التمجيد لنفسه ووضعها أحياناً بصف الممدوح إن لم يرفعها عليه. ولربما احتمل على مضض تصرفاته العفوية، إذ لم يكن يحس مداراة مجالس الملوك والأمراء، فكانت طبيعته على سجيتها في كثير من الأحيان.

خيبة الأمل وجرح الكبرياء:

وهذا ما كان يغري حساده به فيستغلونه ليوغروا صدر سيف الدولة عليه حتى أصابوا بعض النجاح. وأحس الشاعر بأن صديقه بدأ يتغير عليه، وكانت الهمسات تنقل إليه عن سيف الدولة بأنه غير راض، وعنه إلى سيف الدولة بأشياء لا ترضي الأمير. وبدأت المسافة تتسع بين الشاعر وصديقه الأمير، ولربما كان هذا الاتساع مصطنعاً إلا أنه اتخذ صورة في ذهن كل منهما. وأحس أبو الطيب بأن السقف الذي أظله أخذ يتصدع، وظهرت منه مواقف حادة مع حاشية الأمير، وأخذت الشكوى تصل إلى سيف الدولة منه حتى بدأ يشعر بأن فردوسه الذي لاح له بريقه عند سيف الدولة لم يحقق السعادة التي نشدها. وأصابته خيبة الأمل لاعتداء ابن خالوية عليه بحضور سيف الدولة ولم يثأر له الأمير، وأحس بجرح لكرامته، لم يستطع أن يحتمل، فعزم على مغادرته، ولم يستطع أن يجرح كبرياءه بتراجعه، وإنما أراد أن يمضي بعزمه. فكانت مواقف العتاب الصريح والفراق، وكان آخر ما أنشده إياه ميميته في سنة 345 ه ومنها: لا تطلبن كريماً بعد رؤيته. فارق أبو الطيب سيف الدولة وهو غير كاره له، وإنما كره الجو الذي ملأه حساده ومنافسوه من حاشية الأمير. فأوغروا قلب الأمير، فجعل الشاعر يحس بأن هوة بينه وبين صديقة يملؤها الحسد والكيد، وجعله يشعر بأنه لو أقام هنا فلربما تعرض للموت أو تعرضت كبرياؤه للضيم. فغادر حلباً، وهو يكن لأميرها الحب، لذا كان قد عاتبه وبقي يذكره بالعتاب، ولم يقف منه موقف الساخط المعادي، وبقيت الصلة بينهما بالرسائل التي تبادلاها حين عاد أبو الطيب إلى الكوفة من مصر حتى كادت الصلة تعود بينهما.

الممدوح الجديد:

فارق أبو الطيب حلباً إلى مصر وفي قلبه غضب كثير، وكأنه يضع خطة لفراقها ثم الرجوع إليها كأمير عاملاً حاكماً لولاية يضاهي بها سيف الدولة، ويعقد مجلساً يقابل سيف الدولة. من هنا كانت فكرة الولاية أملا في رأسه ظل يقوي وأظنه هو أقوى الدوافع. دفع به للتوجه إلى مصر حيث كافور الذي يمتد بعض نفوذه إلى ولايات بلاد الشام. في مصر واجه بيئة جديدة ومجتمعاً آخر وظروفاً اضطرته إلى أن يتنازل في أول الأمر عما لم يتنازل عنه. ثم هو عند ملك لا يحبه، ولم يجد فيه البديل الأفضل من سيف الدولة إلا أنه قصده آملاً، ووطن نفسه على مدحه راضياً لما كان يربطه في مدحه من أمل الولاية، وظل صابراً محتملاً كل ذلك. وأخذ يخطط إلى أمله الذي دفعه للمجيء إلى هنا، ويهدأ كلما لاح بريق السعادة في الحصول على أمله، وهو حين يراوده نقيض لما يراه من دهاء هذا الممدوح الجديد ومكره يحس بالحسرة على فراقه صديقه القديم. في هذه البيئة الجديدة أخذ الشعور بالغربة يقوى في نفسه بل أخذ يشعر بغربتين غربته عن الأهل والأحبة، وعما كان يساوره من الحنين إلى الأمير العربي سيف الدولة. ويزداد ألمه حين يرى نفسه بين يدي غير عربي، إلا أنه حين يتذكر جرح كبريائه يعقد لسانه ويسكت. وغربته الروحية عمن حوله والتي كان يحس بها في داخله إحساساً يشعره بالتمزق في كثير من الأحيان. وظل على هذا الحال لا تسكته الجائزة، ولا يرضيه العطاء، وظل يدأب لتحقيق ما في ذهنه ويتصور أنه لو حصل عليها لحقق طموحه في مجلس كمجلس سيف الدولة تجتمع فيه الشعراء لمدحه، فيستمع لمديحه وإكباره على لسان الشعراء، بدلاً من أن يؤكد كبرياءه هو على لسانه. ولربما كان يريد إطفاء غروره بهذا. إلا أن سلوكه غير المداري وعفويته مثلت باباً سهلاً لدخول الحساد والكائدين بينه وبين الحاكم الممدوح، ثم حدته وسرعة غضبه وعدم السيطرة على لسانه. كان كل ذلك يوقعه في مواقف تؤول عليه بصور مختلفة وفق تصورات حساده ومنافسيه. وأكاد أعتقد أنه كان مستعداً للتنازل عن كل جوائزه وهباته لمن كان يتصور أنه كان يريد أن يتربع على عرش الشعر من أجل جائزة كافور وعطائه، ثم يصوره بصورة تشوه إحساسه وتزور مشاعره. وذلك هو الذي يغيظه ويغضبه ويدفعه إلى التهور أحياناً وإلى المواقف الحادة. كل ذلك يأخذ طابعاً في ذهن الحاكم مغايراً لما في ذهن الشاعر.

صريح في الرضا والسخط:

بدأت المسافة تتسع بينه وبين كافور، وكلما اتسعت كثر في مجالها الحاسدون والواشون، وكلما أحس الشاعر ولو وهما بانزواء كافور عنه تيقظت لديه آفاق جديدة لغربته، وثارت نفسه وأحس بالمرارة إحساساً حاداً. لقد أحس بأنه لم يطلب فوق حقه ولم يتصرف بما هو خطأ، لأنه لم يصدر منه تجاوز على حق أحد. إلا أن هذا التصور البريء في ذهن الشاعر بعيد عن واقع الصورة التي في ذهن حاشية كافور. وما يصل إلى كافور من أقوال عن الشاعر، وعادة المتملقين من الوجهاء يتوصلون إلى الحاكم بواسطة حاشيته وإغراء بعض أفرادها بأن يكونوا جسوراً بينهم وبين سيدهم. هذه الجسور قد تقطع عند الحاجة بين الحاكم وبين خصومهم. أما أبو الطيب فلم يحسن هذا اللون من التظاهر ولم يفكر فيه، وإنما كان صريحاً بكل شيء في رضاه وسخطه صريحاً بما يرغب دون احتيال ولا محاورة، فما دام يشعر بالحق طالب به دون تأجيل. هذه الصراحة كثيراً ما أوقعته في مواقف حرجة، عند سيف الدولة، وهنا أيضاً عند كافور. لذا صارت للمتنبي صورة سلبية في نفس كافور، وخشي على ملكه إذا أعطاه ما يمكنه من ذلك. ظل أبو الطيب يرغب ويلح في طلبه، وظل كافور يداوره ويحاوره. كافور يحسن الاحتيال والمداورة وأبو الطيب صريح لا يحسن من ذلك شيئاً حتى وصل إلى حالة لم يستطع بعدها أن يبقى صامتاً. وشعر كافور برغبته في مغادرته فظن أن تشديد الرقابة عليه وإغلاق الحدود دونه سيخيفه ويمنعه من عزمه، ويخضعه كما يفعل مع غيره من الشعراء بالترهيب حيناً والذهب حيناً آخر. إلا أن أبا الطيب لم يعقه ذلك كله عن تنفيذ ما عزم عليه بعد أن أحس باليأس من كافور، وندم على ما فعل بنفسه في قصده إياه، وهو عند أكثر أصدقائه إخلاصاً وحباً. وظل يخطط إلى الهرب ويصر على تحدي كافور ولو بركوب المخاطر حتى وجد فرصته في عيد الأضحى. وخرج من مصر، وهجاً كافوراً بأهاجيه المرة الساخرة. إن تحديه لكافور في هروبه وركوبه كل المخاطر، ثم هذه الطاقة المتفجرة من السخط والغضب في هجائه يدل على مبلغ اليأس والندم في نفسه، ويبدو أنه كان حائراً حين فارق سيف الدولة، وحاول أن يمنع نفسه من التوجه إلى كافور. إلا أنه رجح أمر توجهه إلى مصر بعد إطالة فكر. ويبدو أنه فكر بهذه النتيجة اليائسة من ملك مصر أراد أن يتقدم من نفسه على ارتكابه خطيئة التوجه إليه واحتمالها مدحه، والتقيد بأوامره حينا. فهو حاول بأي وجه أن يشعر بالانتصار على هذه السلطة، عندما تحداه في هروبه، وفخره بالشجاعة والفروسية في اقتحام المخاطر في طريقه إلى الكوفة في مقصورته: ضربت بها التيه ضرب القمار.

مدح ابن العميد:

بعد عودته إلى الكوفة، زار بلاد فارس، فمر بأرجان، ومدح فيها ابن العميد، وكانت له معه مساجلات.

مدح عضد الدولة:

ثم رحل إلى شيراز، فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي.

معركة العودة:

ثم عاد من شيراز يريد بغداد فالكوفة، فعرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي في الطريق بجماعة من أصحابه، ومع المتنبي جماعة أيضاً. فاقتتل الفريقان حتى قتل أبو الطيب وابنه محسد وغلامه مفلح (354 هـ= 965 م) بالنعمانية بالقرب من دير العاقول في الجانب الغربي من سواد بغداد. وفاتك هذا هو خال ضبة بن يزيد الأسدي العيني، الذي هجاه المتنبي بقصيدته البائية المعروفة، وهي من سقطات المتنبي. وكان التمس منه خفارة لبعض الرجالة ليسلكوا به الطريق ويحموا عنه فلم يفعل، وقال معي سيفي ورمحي أخفّر. ويقال إن الذين خرجوا عليه من بني كلاب مع ضبة بن محمد العيني لما هجاه به: ما أنصف اليوم ضبُ. وكان الفرسان نحو خمسين فارساً، فقتل منهم جماعة وجرح جماعة وأثخن فيهم عدة، وقدرت الحرب من ضحوة إلى الأولى، ثم كلّ أبو الطيب وولده ومملوكه، فلما تطاول الأمر استرسل وظفروا به. فقتلوه وولده والمملوك. وأخذ جميع ما كان معه، ودفنوه في الموضع، وكان له قيمة كثيرة، ولم يكن طلبهم ما معه سوى نفسه. والذي تولى قتله منهم فاتك بن فراس بن بداد وكان قرابة لضبّة. ويقال أنه لما قرب منه فاتك كان معه عبد يقال له سراج، فقال له: يا سراج أخرج إليّ الدرع، فأخرجها ولبسها، وتهيأ للقتال، ثم قال هذه القصيدة.

أفرغ الدرع يا سراج وأبصر ما ترى اليوم ها هنا من قتال
فلئن رحت في المكر صريعا فأنعَ للعالمين كل الرجال

ثم قال له فاتك: قبحاً لهذه اللحية يا سبّاب. فقال فاتك ألست الذي تقول:

الخيل والليل والبيداء تعرفني والطعن والضرب والقرطاس والقلم

فقال أنا عند ذاك يابن اللخناء العفلاء. ثم قاتل وبطح نفساً أو نفسين، فخانته قوائم فرسه، فغاصت إحداها في ثقبة كانت في الأرض، فتمكن منه الفرسان وأحاطوا به وقتلوه واقتسموا ماله ورحله، وأخذوا ابنه المحسّد وأرادوا أن يستبقوه، فقال أحدهم لا تفعلوا، واقتلوه، فقتلوه. وحكى الشريف ناصر قال: عبرت على بدنه وكان مفروقاً بينه وبين رأسه، ورأيت الزنابير تدخل في فيه وتخرج من حلقه. أعاذنا الله من كل سوء ومكروه بمنّه وطوله. وكتب في سنة ثلث وثمانين وأربع مائة.


عصر أبي الطيب:

شهدت الفترة التي نشأ فيها أبو الطيب تفكك الدولة العباسية وتناثر الدويلات الإسلامية التي قامت على أنقاضها. فقد كانت فترة نضج حضاري وتصدع سياسي وتوتر وصراع عاشها العرب والمسلمون. فالخلافة في بغداد انحسرت هيبتها والسلطان الفعلي في أيدي الوزراء وقادة الجيش ومعظمهم من غير العرب. ثم ظهرت الدويلات والإمارات المتصارعة في بلاد الشام، وتعرضت الحدود لغزوات الروم والصراع المستمر على الثغور الإسلامية، ثم ظهرت الحركات الدموية في العراق كحركة القرامطة وهجماتهم على الكوفة. لقد كان لكل وزير ولكل أمير في الكيانات السياسية المتنافسة مجلس يجمع فيه الشعراء والعلماء يتخذ منهم وسيلة دعاية وتفاخر ووسيلة صلة بينه وبين الحكام والمجتمع، فمن انتظم في هذا المجلس أو ذاك من الشعراء أو العلماء يعني اتفق وإياهم على إكبار هذا الأمير الذي يدير هذا المجلس وذاك الوزير الذي يشرف على ذاك. والشاعر الذي يختلف مع الوزير في بغداد مثلاً يرتحل إلى غيره فإذا كان شاعراً معروفاً استقبله المقصود الجديد، وأكبره لينافس به خصمه أو ليفخر بصوته. في هذا العالم المضطرب كانت نشأة أبي الطيب، وعى بذكائه الفطري وطاقته المتفتحة حقيقة ما يجري حوله، فأخذ بأسباب الثقافة مستغلاً شغفه في القراءة والحفظ، فكان له شأن في مستقبل الأيام أثمر عن عبقرية في الشعر العربي. كان في هذه الفترة يبحث عن شيء يلح عليه في ذهنه، أعلن عنه في شعره تلميحاً وتصريحاً حتى أشفق عليه بعض أصدقائه وحذره من مغبة أمره، حذره أبو عبد الله معاذ بن إسماعيل في اللاذقية، فلم يستمع له وإنما أجابه مصرا ً: أبا عبد الإله معاذ أني. إلى أن انتهى به الأمر إلى السجن.

نسب شريف:

في نسب أبو الطيب خلاف، إذ قيل أنه ابن سقاء كان يسقي الماء بالكوفة، وقيل أنه ابن عائلة فقيرة، وقيل أن أصوله من كندة، وهم ملوك يمنيون. ودس خصومه في نسبه، لكن الأستاذ الشاعر محمد السويدي يرجح أن نسب أبو الطيب نسب شريف، واستدل على ذلك بالتحاقه في مدرسة الأشراف العلويين وهو صغير.
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
من قدموا شكرهم لـ أسد نجد :
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:51 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. موقع و منتديات سدير 1432 هـ - 1435 هـ

جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه وإنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه