العودة   منتديات سدير > `·• أفياء أدبية •·´ > ¨° بيت الشوارد °¨

¨° بيت الشوارد °¨ خاص بكل ما هو منقول شعراً كان أو نثراً ..

الإهداءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-11-2013, 10:35 PM   #106
المشرف العام
 
الصورة الرمزية بنت الاصول
 
تم شكره :  شكر 44,984 فى 14,617 موضوع
بنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضو

 

رد: قصة شاعر من شعراء الجزيره العربيه

: { سعدون العواجي ******



الشيخ سعدون العواجي هو شيخ عموم قبيلة (ولد سليمان ) التي هي من أفخاذ قبيلة عنزه الكبيره ، له شأن بين قبائله ، ورئاسته لهذه القبيله عريقه، مطاعاَ بين افراد القبيله ، شجاعاَ ومشهوراَ بفروسيته، وشاعراَمجيداَ، اشعاره حماسيه....وكثيرة الفخر وكان محترماَ حتى عند أعدائه ، وله أبناء كثيرون ولكن لم يشتهر منهم سوى أبنيه عقاب وحجاب، وهما شقيقان.... أما بقية أبنائه فلم يشتهروا. وشهرة عقاب قد زادت على شهرة أبيه ، وكان من الابطال القلائل بنجد.
ولكن قبل أن يبرز أبناه وقبل أن يبلغا سن الرجوله ، حصل بين الشيخ سعدون وبين زوجته والدة عقاب وحجاب خلاف أدى الى طلاقها ، وذهبت الى أهلها في بلاد سوريه ، ومعها ابناها ، وهي من قبيلة الفدعان من عنزه الموجودين في سوريه ، وكان أخوال الشابين –عقاب وحجاب – مشهورين بين أفراد قبيلة الفدعان ، وقد تربيا في اخوالهما أحسن تربيه ، وبعد ان بلغا سن الرجوله خيلوهما وأصبحا فارسين يضرب بهما المثل ، رغم أنهما بعيدان عن والدهما ، وقد ألتف حولهما بعض من جماعتهما (ولد سليمان) من النازحين الى سوريه مع قبيلة الفدعان ،واصبح عقاب وحجاب يترأسان قسماَ من عشائرهما في سوريه ، أما الشيخ سعدون فقد بقي شيخاَ لجماعته (ولد سليمان ) في نجد ، الى أن برز شخص من أبناء عمه يسمى شامخ العواجي ،وأخذ ينازع سعدون الزعامه ،ويعرقل نفوذه على قبيلة (ولد سليمان ) ، مستهتراَ بأوامر الشيخ ، وأخذ يتحداه في كل مناسبه ن ويقـلل من قيمته عند القبيله ، ويضع العراقيل في وجهه ، واخيراَ أخذ مكان سعدون ،وتزعم القبيله ، وأخذ يعامل الشيخ سعدون معامله سيئه ، وقد وصل به الامر الى حقره وحظر عليه أن يورد أبله على أي منهل ترده قبائل (ولد سليمان ) قبل أن ترد أبل شامخ وأبل كل القبيله، ولم يجد الشيخ سعدون من قبيلة (ولد سليمان ) أي نصير ،أو سند يدفع عنه الضيم ، وبقي بينهم محتقراَ يتجرع ويلات الذل ...... وقد قال أشعاراَ بهذا كثيره ، سأورد منها البعض ..وهو الذي استقيته من رجال عنزه الطاعنين بالسن ، وهذه من بعض أشعاره :








الله مـن هـم بكبـدي سعرهـادلَى يمل القلـب مـل الشواتـي
وش خانة الدنيا سريـع دورهـالـو أقبلـن سنينهـا مقفيـاتـي
ومن عقب ماني مقفيٍ عن نحرهااليوم بين القين هـو والحذاتـي
ومن عقب مانلبس غرايب شهرهامن فوق قـبٍ عندنـا مكرماتـي
يوم أن خيـال النـدم ماقصرهـاعمن جذت به نفهـق الاولاتـي
واليوم طيبنا على الشيـل مرهـاياحيـف مانستاهـل المعسراتـي
حـلال عقـدات كبـار عبـرهـاوخالق نجوم بالسمـا ساهراتـي
مامـال الا فـارغ مـن زبرهـا.ولا حـي الا مقتفيـه الممـاتـي
يارازق اللـي مابعشـه ذخرهـاطيور الهوى في قدرتك عأيشاتي
تفرج لمن عينه تزايـد سهرهـاألطـف بنـا ياعالـم الخافياتـي
ياللي خلقت أقفارها مـع بحرهـايامن بحكمـك تجـري الكايناتـي
أوجست من حر الليالي سعرهـا.وذكرت طيـب أيامنـا الفايتاتـي
ونشدت وين اللي ينثـر حمرهـاوقمت أتذكر وين حروة شفاتـي
اللي الـى الخيـل خبـث كدرهـاصوته ذعار القـرح الصافناتـي
عقاب السبايا كان جاهـا ذعرهـاعوق العديم ومشبـع الحايماتـي






لقد تألم بهذه القصيده ،وذكر الدنيا وميلاتها ، وتذكر ركوبه للجياد ، وأنه يرجع على الخيل الكاره ، ويهزم السابقات من خيل الاعداء ،وينقذ من تخلفت به جواده من رفاقه ، أنه لايستحق المعسرات ، لأنه اصبح العوز به ضاراً، حتى انه لا يستطيع ان يجد ما يحمل عليه امتعته ، ثم رجع الى ربه وطلب منه الفرج ، وقال هو الذي سبحانه يرزق الطير بأوكارها ، وهو الذي بأمره تجري الكائنات، ثم تذكر أبنه عقاباً ، وأشاد به ، وأخذ يسأل عنه وقال : من الذي ينثر الأحمر ؟ يقصد دماء الأبطال . أين الذي يرعب الخيل ، ويكدر صفوها ؟ أين الذي من زأرته تنفر الصافنات , ويدخل الرعب في قلوبها ، وقلوب فرسانها ؟ أنه عقاب الخيل ، ومشبع الطير من لحومهم ثم أردف بهذه القصيده الأخرى ، بين فيها أنه قد عزم على الرحيل ، ليفارق شامخاً وغطرسته ، وعندما لاحظه بعض الذين يعطفون عليه ، يجمع أمتعته ويحملها على رواحله أخذوا يلومونه وحاولوا أن يثنوا عزمه ، ولكنه أصر على الرحيل ، وقال في قصيدته أن شامخاً لاينصاع للحق ، لذلك فهو سيبتعد عنه ، ويعالج آلامه بالفراق، لأن في البعد سلوى له :





قالوا تحورف قلت يالربـع نجـاعوقالوا تقيم وقلت يالربع مـا قيـم
قالوا علامك قلت من قل الأفـزاعصيحة خلا ماعنـدي الا الهذاريـم
والى بغيت الحق من شامخ ضـاعيطرم علي دايـخ الـراس تطريـم
يبعد عن الفالات طقـه بالاصبـاعمن قلة اللـي يضربـه باللهازيـم
ليا صار ما توفي عميلك من الصاعما ينقعد لك عند حصـن النواهيـم
شبرٍ من البيدا يعوضـك الأفـزاعوسود الليالي يبعدنك عن الضيـم




ولكن هذا لم يكن به حل لامره ، فهو اذا ابتعد عن قبيلة (ولد سليمان ) سيكون لاجئــاً عند أحدى القبائل ، وهذا يرى ان فيه نقصاً عليه بعد العز الرفيع الذي كان عايشاً فيه ، واذا أنفرد وحده في فيافي نجد فسوف يكون لقمه سائغه لبعض الغزاة من الصعاليك ، وهو لايستطيع وحده حماية نفسه ، ولذالك فقد رجع بعد ان رحل مرغما ، بهذه الظروف زاد شامخ بطغيانه وتجبره على سعدون ، الرجل الطيب الوقور الشجاع ، جرى هذا كله على سعدون ، وأبناه عقاب وحجاب عند أخوالهما بالاراضي السورية ، ولهما (مخصصات ) عند الدوله العثمانية ، مثل بقية مشائخ عنزة الموجودين بسورية . والمواصلات بينهم مقطوعة ، وأخيراً لفت نظر سعدون شخص من الذين يعطفون عليه ، ان يكتب لأولاده ويشكو اليهم ويخبرهم بأعتداء شامخ على جميع سلطاته ، فكتب سعدون لأبنيه هذه القصيدة :






ياراكـب مـن عندنـا فـوق مهـذابمامـون قطـاع الفيافـي الـى أنويـت
عند الفضيلـة عـد يوميـن بحسـابأول قراهـم قـول ياضيـف حيـيـت
حـرٍ صغيـر وتومـا شـق لـه نـابوعقب القرا ودع رجـالٍ لهـم صيـت
وليـا ركبتـه ضربـه خـل الاجنـابوأنحر لنجم الجـدي وان كـان مديـت
وأسلم وسلم لي علي عقـاب وحجـابسلم على مضنون عينـي الـى ألفيـت
بالحال خـص عقـاب فكـاك الأنشـابينجيك كان أنـك عـن الحـق عديـت
قل له ترى شامخ شمخ عقب ما شـابويـا عقـاب والله ذللونـي وذلـيـت
ويا عقاب حدوني على غير مـا طـابوقالوا تودر من ورى المـاء وتعديـت
من عقب ماني سترهم عنـد الأجنـابوليـا بلتهـم قـالـةٍ مــا تتقـيـت
ما دام شامـخ مالـكٍ جـرد الأرقـابلو زيـن الفنجـال لـي مـا تقهويـت
ياعقاب حـط بثومـة القلـب مخـلابمن العام فـي نـوم العـرب ماتهنيـت
عقب المعزة صرت ياعقـاب مرعـابوالنـاس حييـن وأنـا عقبكـم ميـت
من الضيم ياعقاب السرب عارضي شابواذويت مـن كثـر العنـا وأستخفيـت
فاتـن ثـلاث سنيـن والنـوم ماطـابوشكواي من صدري عبـار وتناهيـت
البيت مـا يبنـى بـلا عمـد وأطنـابمتى يجينـا عقـاب يبـي لنـا البيـت
مالي جـدا الا عضـة البهـم بالنـابوراعيت كثر الحيف بالعين وأغضيـت
أرجي بشيـر الخيـر مـع كـل هبـابومتى يجونا أخوان نمشه على الصيـت




ولا بد أن القاري لاحظ مرارة شكوى سعدون لأبنيه ، وحرارة الذلة، وكيف أنه أصبح مهاناً بين قومه، بعد ماكان يحمي حماه ويقوم بنائبات القبيلة ، وقد شكى لأولاده وبين كل ما يلاقيه من شامخ ، ثم أثنى على عقاب ، وناداه ليجلي الضيم عنه ، ويفرج كربته ، وأخيراً قال أنه يرجو البشير الذي يبشره بمقدم أبنيه مع الرياح المنطلقه
وتساءل متى يصل أخوان أبنته نمشه اللذان كان لهما صيت .

وبعد أن وصلت هذه القصيدة لأبنيه عقاب وحجاب ، ثارت ثائرة عقاب ، وأمر أخاه أن يهيئ نفسه للرحيل من بلاد سورية
، ويترك مقرراته التي أستحصل عليها من دولة الأتراك هناك ، مادام أن والدهما قد لحق به الأمر، ثم قال عقاب هذه الأبيات مناجياً صديقه عيداً
، وكان عيد يمتلك فرساً ليست من الخيل الأصائل ، وأشار عليه عقاب بالقصيده أن يبيعها لأنهم ذاهبون لنجد ، وليس في نجد الا الخيل العتاق
، والرماح والطعن ، وخشي على صديقه عيد أن يخوض معمعة على جواده الهجين ، ويكون ضحية بالميدان ، أو ينهزم ثم يعد من الجبناء
، وقال: ياصديقي عيد سأهدي لك أول جواد أصيل أول جواد أصيل أخذه غنيمه في أول معركة نخوضها بنجد . :






ياعيد جلب مهرتك عفنـة الذيـللا عاد ما تكسب حذا قـول خيـال
رحنا لنجـد ولا بنجـد محاصيـلنطعن ونطعن فوق عجلات الأزوال
ان طعتني ياعيد بـدل بهـا كيـلودور لها من غاية السـوق دلال
ان نرت قالوا عيد عيل هل الخيلوأن هشت قالوا رد منهم بخيـال




قال الفارس عقاب هذه الأبيات ، فأطاعه صديقه عيد وباع الفرس ، وأشترى لأولاده زاداً ، ورحل عقاب وأخوه وصديقهم عيد ومعهم بعض الخدم ، وترك جماعته الذين من (ولد سليمان) بسورية ، ومشى بظعينته الى نجد وقد أستغرقت رحلته ثلاثين يوماً ، وصل بعدها بالقرب من منهل يسمى (الحيزا) من ديار قبيلة (ولد سليمان ) وقد باتوا على مقربه منها ، بعد أن تأكدوا أن أبل قبائل (ولد سليمان ) وارده على هذا المنهل ، في الليلة المذكورة وبعد طلوع الفجر الأول ، قام عقاب وتأبط سيفه ، وأمر أخاه ومن معه أن يتبعوه بظعينتهم ، ثم مشى على قدميه متجهاً الى العرب الذين على (الحيزا) مختفياً ، وأخذ يبحث عن بيت والده سعدون ، وكان قد أستوصف من الناس مايدله على بيت أبيه وقد قيل له .. أن شامخاً أمر على أبيه بأن لايرفع بيته بين بيوت القبيلة ، أذلالاً له وكذلك أمر راعي أبله قليلة العدد ، أن لا ترد على الماء الا بعد أن ترد أبل الحي بأكملها ، وعندما وصل بيت والده قبل طلوع الشمس ، وقبل أن يرد أحد على البئر ، وجد والده نائماً ، وكذلك راعي أبل والده نائماً بين الأبل ، فأيقظ الراعي ، وقال له: قم أورد أبلك الماء ، فقال له الراعي: لا أستطيع ياعماه ، لأن الشيخ شامخاً سيضربني ، وقد أمرني أن لا أرد الماء الا بعد أن ترد القبيلة ، فنهره عقاب بشده ، وحاول الراعي أن يعتذر لأنه لايعرفه ، فأكد عليه ، وقال له: أورد أبلك وأنا معك ولاتخف ، ومشى الراعي قسراً بالأبل الى البئر ، وأختفى عقاب بين الأبل ، وعندما وصلوا قرب البئر ، شاهد شامخ أن راعي أبل سعدون قد ورد الماء ، عاصياً لأمره فثارت ثائرته ، ونادى الراعي ، وتهدده ، فقال عقاب للراعي بصوت لايسمعه شامخ : أمض لسبيلك ولا تجبه ، وعند ذلك أشتد غضب شامخ ، وأخذ عصاه ، وأقبل من بيته يعدو ،ليشبع الراعي ضرباً كعادته ، وعندما قرب شامخ منه ، خرج عليه عقاب من بين الأبل ، كأنه الأسد ، مجرداً سيفه ، ووثب على شامخ ليقتله ، وعندما رآه شامخ عرف أن هذا عقاب ، الذي خبر أوصافه ، وتأكد من شاربيه اللذين يلامسان أذنيه ، فصعق شامخ ، وعرف أنه لا يستطيع الدفاع عن نفسه ، ولا يتمكن من الهرب الى بيته ، ففضل أن يرمي نفسه بالبئر الفريبه منه ، وفعلاً رمى نفسه ، وأطل عليه عقاب ، وأدلى عليه الرشا ، وقال: أخرج ، فقال: هذا هو قبري ،لا يمكن أن أخرج الا أن تعفو عني ، فقال عقاب: أن جبنك الذي رأيته سيجعلني أعفو عن قتلك مشروطاً ذلك بعفو الشيخ سعدون أي أبيه فترك عقاب راعي الأبل يسقيها ، وأمر من حوله أن يخرجوا شامخاً الجبان الذي أختار أن يرمي نفسه بالبئر ، ورجع عقاب بعد أن رأى أخاه حجاباً قد وصل بالظعينه ، فأومأ اليه نحو بيت والده ، وأمرهم أن يبنوا البيت الكبير ، وأن يرفعوا عماده ، وبعد أن سلموا على والدهم ، تهلل وجهه بشراً ، وسر برؤية أبنائه ، وبعد أن بنى البيت أثثوا مجلسه بأحسن الأثاث ، وهيئوا مقعداً وثيراً لوالدهم من أحسن المفروشات التي تنسج بسورية آنذاك ، وطلبوا من والدهم أن يجلس عليه ، ثم أمر عقاب صديقه عيدا أن يركب أحدى الخيل ، ويبلغ القبيلة بأن يحضروا للسلام على الشيخ وولديه عقاب وحجاب ، فراح صديقهم مسرعاً وبلغ القبيلة بعد طلوع الشمس فجائت قبائل (ولد سليمان) وسلموا على سعدون وأبنيه وتمت البيعه لسعدون من جديد ، وقد أعجبوا بعقاب وحجاب ، وكان أعجابهم بالشيخ عقاب عظيماً جداً ، حيث تأكدوا من رؤية الرجل الذي سارت بأخبار شجاعته الركبان من بلاد سورية ، وقد تم التحول بهذه الطريقة البسيطة ، وأشاد أبناء سعدون مجد والدهما من جديد ، وراح شامخاً نسياً منسياً ، وقد عفا عنه الشيخ سعدون ، لأنه رآه لا يستحق أن يجازيه على أفعاله ، لما ظهر من جبنه ، لقد رفع عقاب وحجاب والدهما الى القمة ، وأخذ الشيخ سعدون يصول ويجول في بلاده ، لايخشى أحداً من القبائل ، وزاد به الأمر أن أجلى بعض قبائل شمر عن بلادهم ..... ولا شك أن هذا يسواعد أبنائه ، خاصه أبنه عقاب الفارس الشجاع .
وذات يوم بلغ سعدون أن أراضي ( بيضا نثيل ) مخصبه ، وهذه يملكها مسلط التمياط ، شيخ قبيلة التومان من شمر، فالتفت سعدون الى ولديه عقاب وحجاب ، وقال لهما : أنني أحب أن أرحل الى (بيضا نثيل ) وآخذها عنوة من مسلط التمياط وجماعته ،فأجاب أبناه بالسمع والطاعه ، وقالوا : عليك أن تأمر ، ونحن سنأخذها قسراً ، فأمر سعدون العرب بالرحيل ، لأخذ (بيضا نثيل ) من التمياط ، وقال سعدون : سأرسل له هذه القصيدة أن يترك (بيضا نثيل ) بدون حرب . لأنه يحب أن يدلل أبله بها ، لأنها مخصبه .
:

وهذه هي القصيدة :




ياراكب اللي مـا لهجهـا الجنينـاماهي وحدها ثامنـة لهـا ثمانـا
فـج النحـور محجـلات اليدينـامن ساس عيرات وابوهم عمانـا
بلفـن لمسلـط ترثـة الغانمينـاقل أرحلوا عن جوكم صـار مانـا
نبـي ندلـه مقرعـات الحنيـنـاأذواد من رعي المخافـه سمانـا
ماهم بـورث أجدودنـا المقدمينـاكسب بالأيدي من حلايـب عدانـا
نفكهـن مـن لا بـة معتديـنـاومن دونهن عود العريني عصانا
يرعن بظل عقاب مروي السنينـااللي ليـا صـارت علينـا حمانـا
وقولوا لهم ترانا يمهـم مقبلينـاويقصر عن الطولات كانـه بغانـا
عدونـا نجيـه لـو مـا يجينـاونضفي على عدونا مـن خطانـا
ونركب على اللي كنهـن الشنينـاخيل الصحابة ما أعترضهن حصانا
والموت عند أقطيهن وان حدينـاوياسرع رد وجيههن مـع قفانـا




وفعلاً اخذوا (بيضا نثيل ) من ( مصلط التمياط ) ، وأتسعت حدود سعدون العواجي هو وقبيلتة ، الى أن بلغت من (خيبر ) الى قرب طي وشمالاً (تيماء) والنفود. ومع كون عقاب أشتهر بالشجاعة والفتك ، فقد هام بغرام أحدى بنات الحي وتسمى ( نوت) هذه الفتاة كانت أجمل فتاة بين قبائل عنزه ،ويضرب المثل بجمالها ، وقد قال عقاب فيها الاشعار الكثيرة ، وقد بحثت عن أشعاره بمحبوبته ( نوت ) ولكني لم أظفر الا بأربع قصائد ، أدونها للقارئ تباعاً وهي كما يلي ::





يا ونتي با قصى الضماير سندهـالا رقبت مشذوب المراقيب تـزداد
ونة عجوزِ مـات عنهـا ولدهـارملى ضعيفة مالهـا غيـره اولاد
على الذي مثنـاة قلبـي عقدهـاحبه بمكنون الحشا يسنـد أسنـاد
وعروق قلبـي يبستهـن بيدهـاصارن كما شن على الـدار بيـاد
أن أبعدت عينـي يجيهـا رمدهـاودموعها تسقي قناطيـش الاذواد
وان قربت كبـدي يجيهـا لددهـامرٍ هنـوع ومـرٍ ماتقبـل الـزاد
اللي كما الفنجـال غـزة نهدهـاوالثوب عن روس الثمر غادٍ ابجاد
ذكرت ربي يـوم قضـت جعدهـاخلاقهـا رب لـه النـاس سجـاد
ريميـه مـا ترتـع الاوحـدهـاتقطف زما ليق الخزامى بالاجـراد



ثم قال قصيد ته الثانية شاكيا غرامه ب( نوت ) وشاكيا لواعجه وما يقاسيه بحبها وهذه هي ::






واكبدي اللي كن به حمـو لا لـيبالقيظ والا حامـي الجمـر نالـه
تفـوح فـوح مبهـرات الدلالـيجزل حطبهـا ركـده ثـم شالـه
والعين جابـت دمعهـا بانتلالـييشدي هماليل المطر مـن خيالـه
من واحد يتعب على شـده بالـيلو ماعنت رجلي فقلبـي عنالـه
عينـه تشـادي قلتـه بالظلالـيفي حـد لـوح ماتنولـه حبالـه
وقذيلتـه يلعـب بهـا الهملالـيبدف الظليم ويتعب الـي حبالـه
اللي بميدان المـوده مشـى لـييرخص كلامـه ويتغالـى حلالـه
أنا أشهد انه بالهوى سـم حالـيويبس عروق الجسم واذوى خياله
عندي غلاه مرخص كـل غالـيطفـلٍ معذبنـي بزايـد دلالــه








وأما قصيدته الثالثه فقد شكى فراق محبوبته ، وكان أهلها رحلوا بها بعيداً عنه، وحالت بينه وبينها الفيافي الشاسعه ، ولايستطيع أن يصل اليها ، وأخذ يصف مابينهما من البعد ، ويشكو الى أخيه حجاب في هذه القصيده : :





من دون خلي حال (عرنان) و(كباد)و(حلوان) مرفوع الحجى حال دونه
شدوا وخلوني علـى الـدار ركـادوقفت مع الجرعا تبـارى ظعونـه
والدمع من عيني على خدي أبـدادمثل الغشين اليا أنتثر مـن زونـه
فرقى لطيف الروح ياحجاب لاعـادعقبه ضميـري يابسـات شنونـه
ياحجاب كان أنك عن الحال نشـادخلـي بقلبـي جايـرات طعـونـه
اللي ذبحني بالهوى يابن الاجـوادطفـلٍ قرونـه ماغطاهـن زبونـه
طفلٍ لشـراد المهـا صـار قـواديحير عقلي فـي تواصيـف لونـه
حبه بمكنون الحشى يسنـد أسنـادوأن خانني ياحجاب ربـي يخونـه



هذا ماحصلت عليه من قصائد عقاب العواجي بمحبوبته (نوت) ولابد أن لم أشعاراً كثيرة،لأن غرامه معها كان طويلاً ، وكان مستفيضاً بنجد ، حتى أن الفارس الشجاع والعاشق المعروف نومان الحسيني ، كان في رحلة صيد ، ومعه عبده قنيبر، ومعهما طير(صقر) وقد أطلق الصقر على حبارى ولحق به نومان على جواده يعدو وأثناء تتبعه له ، مر بفتاة بديعة الجمال ، راكبه بكرها داخل هودجها ،وقد أعجب بها ، وترك الصقر والحباري ، وأوقف جواده عند الفتاة،وأخذ يغازلها ، لعله يظفر بعطفها وغرامها ، ولكن الفتاة لم تلتفت لكل ماأبداه ،من تودد وأخذت تسأله عن شئ لم يخطر بباله ، أنه تسأله عن أشعار عقاب العواجي بمحبوبته (نوت) وتلح عليه أن يخبرها أن كان يعرف شيئاً من ذلك . لقد خسر نومان صقره ، الذي غاب عنه بالصحراء يطرد طير الحبارى ، وخسر ماهو مؤمله من غرام الفتاة ، لقد دفعت بكرتها ولجقت بظعون أهلها الذين كانوا راحلين في الصحراء ، ورجع نومان الى عبده قنيبر ، فسأله العبد عن الصقر، فأجابه نومان بهذه الأبيات ::






الطيـر منـي ياقنيبـر غـدا فـوتيطرد حباري خـم تالـي المظاهيـر
دليت أنط النايفه وأزعـج الصـوتالياما أبعدوا عنا العرب وأنتحى الطير
ألهتني اللي كن عينـه سنـا مـوتنجـل عيونـه والثنـايـا مغاتـيـر
تقول وش قال العواجي علـى نـوتشبه الطيوح اللـي تحـط المقاهيـر




وهذا دليل على أن غرام عقاب بنوت كان مهوراً .
و( لرحيل ) والد (نوت) أخ يسمى (قرينيس) له ثلاثة أبناء ، أحدهم أبرم عقد نكاحه على نوت بنت رحيل ، ولكنها رفضت الزواج من أبن عمها هذا ، لأن غرامها بعقاب قد تمكن من قلبها ، ولاترضى الزواج بغيره ، وكان بينهما روابط قوية ، وأخيراً أضطر عقاب الى أن يأتي اليها بوضح النهار ، على مرأى ومسمع من أهلها ، ويجلس بالقرب منها ، ويحدثها ماطاب له الحديث ولا أحد يجرؤ أو حتى يفكر بمنعه ، وكان عشقاً بريئاً كل البراءة ، وبعيداً كل البعد عن الرذيلة ، وبمنتهى العفة والشرف .
لقد لاحظ ذلك أبن عمها المعقود له عليها فتشاور مع أخوانه بالأمر ، وقرروا أن يذهبوا لعمهم
(رحيل) ويخبروه أن أمر عقاب تعدى الحدود ، وأنهم لايقبلون أن يأتي عقاب لأبنة عمهم ، أمره ، وأن أصر على تحديه فسنقتله ، ونحن نطلب رأيك ، فنظر اليهم عمهم طويلاً ، ثم هز رأسه ، وقال هذه الكلمة : ياويلكم من عقاب !! ياويلكم بعد عقاب !! وقام بعد هذه الكلمة ، وهنا بهتوا ، وبقوا يتسائلون عن معنى كلمة عمهم ، فقال أكبرهم : نعم أن عمكم يقول ياويلكم من عقاب أن حاولتم قتله ، وهذا شئ من المستحيلات ، لأن عقاب كما تعرفونه ليس بالسهل قتله ،أما قوله ياويلكم بعد عقاب ، فمعناه أنكم لو ظفرتم بعقاب وقتلتموه فقد هدمتم عزكم ، وخسرتم الشخص الذي أرهب أعدائكم ، وحمى بلادكم ،وفتحنا بيننا وبين أبناء عمنا مشكلة كبيرة ، ستكون سبباً بأنقراضنا جميعاً ، وأن أفضل أن تتركوا ( نوت ) لعقاب ، وهو أحق بها ، لأنه يحبها وتحبه ، وهذا هو أفضل شئ نعمله لحل المشكله ، وقد أجمعوا على هذا الراي ، فتم طلاق (نوت ) وتزوجها عقاب ، وبلغ إمنيته بنوت التي هام بغرامها سنين طوالا ، وبعد أن عرف عقاب ما دار بين الأخوه وعمهم ، رحيل العواجي ، وأنهم طلقوا نوت من أجله رأى لزاماً عليه أن يقابل الجميل بالجميل ، وكانت له أخت تسمى ( حرفه ) سبق أن عقد لها على أبن عمها القريب المسمى ( دغام الأحيمر ) ، لذالك أرسل عقاب لأبن عمه ، وأخبره أن أبناء قرينيس العواجي عملوا معه جميلاً وطلفوا بنت عمهم نوت من أجله ، وأنه يجب أن يكافئهم ، ونظراً لأن حرفه رافضه الزواج منك ، فأنا أحب أن تطلقها لأزوجها على الذي طلق نوت من أجلي .. فقال ؟ أنا لن أطلق حرفه ولو قطعت رقبتي ، فثار عقاب ، وأقسم على نفسه أن يقطع رقبته في الحال وطلب سيفه ، وكان عقاب لا يقول شيئا الا فعله ، وعرف دغام أنه قاتله لا محاله ، وحالاً أرتمى على ركبتي عقاب ، وأخذ يقبلهما معلناً طلاق حرفه ، جهاراً بصوته ، وبعد الطلاق زوجها عقاب سعود بن قرينيس ، الذي طلق (نوت) وكذلك أرسل لأخويه الأخرين ، وقال لهما أن هاتين الطفلتين يقصد أبنتيه الصغيرتين اذا بلغتا سن الزواج فسوف أزوجهما بكما ، وفعلا زوجهما بهما ، وأنجبت كل واحده منهما . ومن الثابت عندي أن أسباط عقاب من أبنتيه هم الذين يترأسون قبيلة ( ولد سليمان ) ، وقد وصلت اليهم الرئاسة بعد وفاة عقاب وأبنه ، ولازالوا هم رؤساء القبيلة ، ويقال لهم آل محمد.


نرجع الى الشيخ سعدون والد عقاب ، بعد أن أستولى على ( بيضا نثيل ) من التومان ، حصل بينه وبين قبائل شمر معارك هائلة ، حتى أجلاهم عن بعض مساكنهم ، وقد دافعوا دفاعاً بطولياً خاصة قبيلة الغيثه من عبده ، أما مصلط التمياط وقبائله ، فقد جلوا عن ديارهم واستولى عليها سعدون وأبناؤه ، ولم تزل يملكها العواجية الى الأن
بعد أنتصار سعدون العواجي على مصلط التمياط وقتله أبن أخيه ، قال الشيخ سعدون هذه القصيده:
:







ياراكب من عندنا فـوق نسنـاسيشدي ظليـم جافـل مـع خمايـل
زين القفا ناب القرا مقعد الـراسومعرب من ساس هجـنٍِِِِ اصايـل
لامــد رواي ولا راح عـسـاسعروٍ الى ما فـات حمـو القوايـل
اليا جيتهم في ربعة الشيخ جـلاسينشدك من هولي صديـق يسايـل
قل صبحونا أجرودهم ما لها اقياسسكن الجبل جانا مع الصبح صايـل
وانا أحمد اللي عاضهم كسرة الباسكسيـرة وصلـت قفـار وحـايـل
في روضة التنهات قرطن الألبـاسوذبحٍ ليامـا جيـت بيضـا نثايـل
وكم جثـةٍ مجدوعـةٍ مابهـا راسبسيوف يشفـن الطنـا والغلايـل
وكم سابقٍ راكبها طـاح منحـاسمن المعركه يجيـك للقـاع مايـل
والصبح جانا مصلط دايخ الـراسوجاه العقاب الصيرمي فوق حايـل
وأعذر بنقل السيف واعذر بالألباسوراحت تقمز بـه زبـار المسايـل
وجرس خلي في زواقيـب حـراسوياويل مسلط عقب واف الخصايل
وليا قعد بالبيت يزهـي بالألبـاسعمره صغير وماضـي لـه فعايـل





بعد هذا ارسل مفتاح الغيثي الى قبائل شمر يستحميهم ويطلب منهم النجده ، فحضر عدد منهم ووقفوا في وجه سعدون ، وقفة الابطال ، وحصلت بينهم وبين سعدون معركه هائله على المنهل المسمى ( بظفره ) وهو من مياه شمر ، انتصرت فيها شمر على العواجي وقبائله ، وقال شاعر شمر رشيد بن طوعان هذه القصيدة يصف المعركه ::






يامزنةٍ غـرا نشـت لـه رفاريـفهلت على ظفره مطرهـا انهشامـي
زبيديهـا روس المهـار المزاعيـفوعشبه قرون مسيحيـن الاودامـي
تصرخ بها حدب السيوف المهاديـفوتفتح بهـا بقـع النسـور الاثامـي
دزٍ بـعـودان البلـنـزا وتنجـيـفوروحوا وراكـم يافـروخ الجلامـي
ظعاينٍ تسري وتجري مـن السيـفومن (واقصة) ما شيعـوا للمقامـي
زمـل الطواليـات جنـك مزاهيـفعلى جنـاح الكـود يمشـن همامـي
يتلون عـدوان زبـون المشاعيـفكسابـة العيـدان ريـش النعـامـي
نهجت اسـر جموعهـم بالتواقيـفالـن وجيـه جموعهـم بالنخدامـي
ونظرت ربعي عايزيـن التواصيـفالى الخيل بالزهـام والجمـع زامـي
ونعمٍ من العصـلان وأولاد اباسيـفوعيـال عليـا كانـهـا بالتحـامـي
ان فات مـا بقفوشهـم والتطاريـفردوا لنصـب مفكـكـات اللجـامـي
انا أشهد ان قلوبهم صمـع ياخليـفوردوا حياض الموت ورد الظوامـي
وديارنـا حنـا لنـا بـه تصاريـف(سلمى) و(رمان) و(اجا) و(العصامي)
عينـاك يارمـان زيـن الهفاهيـفيامـا ذبحنـا دونهـا مـن غلامـي
نطعن ونطعن عند هـاك الكراشيـفوتسعَـر دونـه عـمـار تسـامـي
نبـي نقلـط ميرهـن للضيايـيـفان صكـت البيبـان دون الطعامـي




ورغم أن شمر أنتصروا بهذه المعركه فأن سعدون العواجي وأبناءه لم يفقدوا شيئاً من أراضي شمر التي كسبوها .
لقد أتفقت شمر على أن يصبوا فنجان من البن ، ويضعوه بينهم ، ويقولون لفرسانهم : الذي يشربه في مجتمعهم هو المسئول عن قتل عقاب ، في أول معركه نخوضها معه ، أنه لا يمكن أن يتجرأ على شربه ، الا من كان قوي الجنان ، وعنده الثقة بنفسه ، فقام شاب من بين الصفوف يسمى ( أبا الوقي ) ولم يكن من عائلة لها ماض بالفروسيه ، فأخذ الفنجال وشربه ، في مجلس شمر ، وقال : أنا شارب فنجال عقاب ، وسأقابله على ظهور الخيل ، وعندما التحم شمر في معركة مع (ولد سليمان) جماعة عقاب العواجي ، وعندما رأى (أبا الوقي) عقاباً بين الخيل ، دفع جواده ، وكان عقاب لا يظن أن أحداً يتجرأ ويهجم عليه ، خاصة مثل هذا الشاب الصغير ، فلقيه عقاب ولما أقترب كل واحد من الآخر أطلق كل منهما سهمه على الآخر ، ولكن لم يصب أحدهما ، والتصقت جوادهما ، وتماسكا بالأيدي على ظهور الخيل ، ثم وقعا على الارض ، فهجمت فرسان عنزة لتخليص عقاب وهجمت فرسان شمر لتخليص ابا الوقي ، الشاب الذي ضرب أروع مثل بالبطوله ، ونفذ ما التزم به ، ودارت المعركة وحمي الوطيس ، وثار غبار الخيل ، وغطى كل شئ ، حتى أن الفارس لا يبصر الآخر ،وتخلص عقاب من الشاب أبا الوقي ، وقام من الارض والغبار يحجب كل واحد عن الاخر ووقعت يد عقاب على سيف بالارض وامسك بجواد واقف فوق رأسه ، وكذالك أبا الوقي هو الاخرأخذ سيفاً ، ووجد جواداً من حوله، فأخذه وعندما أفترقا اذا بالسيف الذي مع عقاب هو سيف ابا الوقي وكذالك الجواد كان جواده ، وابا الوقي وجد ان السيف الذي معه والجواد هما سيف وجواد عقاب ، وانفصلت المعركة بعد ذلك ، وكانت النتيجة خيبة امل للشيخ سعدون ، لأنه رأى بالأمر غضاضة عليه ، حيث أن جواد وسيف أبنه يأخذهما شاب صغير من قبيلة شمر ، ليس معروفاً، ولم يكن له ماض ، وليس كفواً لمقابلة عقاب في نظره ، وقد قلق للأمر وسهر ليلته ولم ينم ، فجاء اليه شيوخ قبيلة (ولد سليمان) وقالوا له لا تقلق يا ابا عقاب ، على فقدان جواد وسيف ، فكل خيلنا وسيوفنا نقدمها لعقاب عوضاً عن جواده وسيفه ، فقال: أنا لا يهمني جواد عقاب وسيفه ، ولكن الذي يشغل بالي ويحز في نفسي وأخشى منه ، هو أن شاعر شمر مبيريك التبيناوي ، قد يقع على بيت من الشعر ، عالق في ذهني الآن ، فقالوا: ماهو البيت ياسعدون الذي تخشى ان يجده شاعر شمر ؟ فقال لهم هو هذا البيت :
:






السيف من يمنى عقابٍ خذيناهوالخيل بدل كدشها بالاصايـل




وفعلاً وقع ما كان يخشاه سعدون ، حيث بعد أنفصال المعركة ، قال شاعر شمر مبيريك التبيناوي
قصيدة من ضمنها البيت الذي أشار اليه سعدون ، وهو ثاني بيت من القصيدة الآتية :
:






أبا الوقي يالبيض خضبـن يمنـاهوانا شهد انه من عيـال الحمايـل
السيف من يمنى عقـاب خذينـاهوالخيل بـدل كدشهـا بالاصايـل
هـذي سلـوم بيننـا يالقـرابـاهيازين بيع المنسمح يابـن وايـل
وعقاب ما سبه ولا سـب حليـاهان جو على قب المهار الاصايـل
يركض على الصابور ما به مراواهشئ تعرفـه كـل سمـو القبايـل
لا شك عندي لـه فهـود مغـذاهعيال شمـر فـوق قـب سلايـل

وفي بعض السنين نزل على سعدون وأبنائه الشيخ مجول بن شعلان ، ومعهم قسم من قبائل الرولة أيام الربيع ، وقد أتفق مجول بن شعلان وسعدون العواجي أن يغيروا على قبائل حرب الموجودين بأراضي ( رخا ) الماء المعروف ، وفعلاً غزوا حرباً وأغاروا عليهم بالمكان المذكور ، وأخذوا منهم مواشي كثيرة ، من بينها أبل مشهورة تسمى ( بشملا ) وكان زعيم قبائل حرب أبن فرهود ، وكان غائباً عندما أغاروا عليهم ، وبعد أن رجعوا الى ديارهم غانمين رحلوا جميعاً الى الشمال ، بديار سورية ، لأنها باردة في أيام الصيف ، وعندما علم أبن فرهود شيخ قبائل حرب ، برحيل سعدون العواجي وأبنائه وعربانهم مع الشيخ مجول بن شعلان ، أرسل لهم هذه القصيدة يتهددهم ويقول : أرجعوا لدياركم محاولاً أن يأخذ ثأره منهم ، ومبيناً ندمه أنه لم يحضر عندما أخذت الابل المشهورة ( شملا ) وهذه قصيدته ::






يامجول الغيبات يقضا بها دينغيبة جنبها يوم جاها الزوالـي
لا واخسارة لبسنـا للتواميـنيوم أن شملا غربت للشمالـي
ياعقاب لا تقفي بثار الشعاليـنأنكس لدارك يا كريم السبالـي
نجي على قب سواة الشياهيـنسوٍ على اللي ينزلون الجبالـي
نبي نطارد شاربيـن الغلاويـنوناخذ عوض شملا بكارٍ جلالي
أما جدعنا عقاب ليث الغلامينوالا جدعنا حجاب ريف الهزالي




وعندما وصلت هذه القصيدة سعدون أجابه بهذه القصيدة :





أثاري كذبك يابن فرهود بالحيـلتقول من خوفك نحرنا الشمالـي
لولا علومك ما نكسنا عن الكيـلمن ديرة اللي شفها شـف بالـي
ياناشـدٍ عنـا ترانـا مقابـيـلننزل لكم ( رخا ) وناخـذ ليالـي
نبي نطاردكم على شـرد الخيـلونشوف منهـو للسبايـا يوالـي
واللي يطارد خيلكم صفوة الخيـلبايمانهم مثل المحـوص المدالـي
وعقاب فوق مشمر تكسر الذيـلشلايعه من خيلكـم كـل غالـي
اليا عدا فيكم عـدا فيكـم الويـلويروي حدود مصقلات السلالـي
نطاح قاسين الرجـال المشاكيـلوبالفعل تشهد له جميع الرجالـي
ياويلكم مـن زايـدات الغرابيـلان طار عن قحص المهار الجلالي
انشد وتلقانا على قـرح الخيـلبايماننا ريش الغلب لـه ظلالـي
عدونا نسقيه ويـل بثـر ويـلوصديقنا يشـرب قـراح زلالـي




ورجع سعدون بقبائله متحدياً ابن فرهود ، ونزل منهل رخا وأغارعلى قبائل حرب ، وأخذ أموالاً وخيلاً كثيرة ، بعد أن توارى عنه أبن فرهود ، وهرب طالباً لنفسه النجاة .. ثم قال سعدون هذه القصيدة مفاخراً ومشيداً بفعل أبنه عقاب وقومه وقال أن حرباً نفرت منهم مثل ما تنفر الأغنام من الذئاب ، وهاهي القصيدة ::






ان كان ابن فرهود يطلب لقانـاجينا على الزرفات خيل الصحابة
جينا وربعه قوطره فـي نحانـامثل القطيع اللي نحتـه الذيابـه
وشملا تزايد نيها فـي حمانـاويا ما خذينا غيرها من جلابـه
وجبنا البكار المكرمات السمانـاوطرش كثيرٍ ولا عرفنا حسابـه
حنا ليا صلنـا طـوال خطانـاوهذي عوايدنا نهـار الحرابـه
نجيك فـوق مكاظمـات العنانـاصفرٍ عليهن لا بسين العصابـه
عاداتنا وان كان شفنـا أقبلانـامن دمهم (رخا) نـروي ترابـه
وعقاب فـوق مشمـر بمعدانـاالخيل في يوم الملاقـى تهابـه
منكم يروي حربتـه والسنانـاوفرسانكم قفت ذعرهـا عقابـه
جاكم سريعٍ بالعجل مـا توانـاومن يوم حل بخيلكم جا ذهابـه
منكم خذينـا يالحريبـي قرانـاكل أبلجٍ حنـا قصرنـا شبابـه
نرقد بامان الله وتسهر عدانـاومن فعلنا يسهر كبير المهابـه
حريبنا يقضـي ويلقـى عيانـامثل الخشوم الطايله من هضابه




بعد أن رجع سعدون وقبائله الى موطنهم ، كان عقاب لا يكفيه أن يهاجم عرباناً بعربانه ، ولكنه كان دائماً يغزو غزوات بعيدة المدى ، يغنم فيها أموالاً من مواشي الأعداء البعيدين ، وكان يغزو أحياناً جهات القصيم ، وأواسط نجد .
وفي غزوه من غزواته صادف ثلاثمائة فارس من فرسان حرب وان معه ثمانون فارساً فوقع الطراد بينه وبينهم وحصل خسائر بين الجميع ، ولم يغنم أبلاً من حرب ، رغم أنه لم يغزو الا من أجلها ، وأثناء رجوعه وعند وصوله الى أحياء قبائله ، أعترضته فتاه تسأله عن حليلها وكان من الفرسان المرافقين له :







يا عقاب يا حبس الظعن باللقا الشينياللـي حريبـك بالهزيمـة يمـنـا
عينت ذيب الخيـل يـوم الأكاويـننور العيون بغيبـة الشمـس عنـا
هـو سالـم والا رمـوه المعاديـنيا عقـاب خبرنـي تـراي أتمنـا



فأجابها :






يا بنت يللي عن حليلـك تسأليـنحنـا لنـا حـي يسألـون عـنـا
خمسة عشر ليلة على الوجه مقفيننـدور وضـحٍ بالأباهـر تحـنـا
وسفنا هل البل شاربين الغلاويـنمـن دون رخـم للحوبـر تحنـا
جونـا ثلاثميـه وحنـا ثمانـيـنمثل المحوص الشلف منهم ومنـا
وبانت رديتهـن وشفنـا الردييـنوكل عرفنـا عزوتـه يـوم كنـا
ليتك تراعي يا عـذاب المزاييـنيـوم أن عيـدان القنـا يطعننـا
منا حليلك طـاح بيـن المثاريـنفي ديـرةٍ فيهـا الوضيحـي تثنـا
ومنهم جدعنا عند شوقك ثلاثيـنوكم خيرٍ من راس رمحـي يونـا
في ساعةٍ فيها تشيـب الغلاميـنأنطح نحـور الخيـل يـوم أقبلنـا
ياما نقلت الدين وألحقتـه الديـنوحريبنـا فـي نومتـه مـا تهنـا
أرسي لهم يا بنت وأنتي تعرفيـنلياما حمام النصر رفـرف وغنـا
واردهـا والحـق ربـوع مخليـنبوجيـه قـومٍ يطلقـون الأعـنـا
عاداتنا نخلـي سـروج المسميـنونروي حـدود مصقـلات تحنـا
وقلايعي من نقوة الخيل عشريـنقـبٍ ولا فيهـن ثـبـارٍ ودنــا



بهذا أنبأها عقاب أن حليلها قد قتل .



أما قبائل شمر فلم ينسوا ماخسروه من ديارهم ، لقد أرسلوا رسلهم لقبائل شمر النائيه يستنجدونهم على سعدون وأبنائه ، وفي هذا الأثناء غزا هايس القعيط شيخ قبيلة آل بريك - شمر- من الجزيرة بالعراق، ومعه سبعون فارساً غزا بلاد ( ولد سليمان ) جماعة سعدون العواجي ، وعندما كمن بالقرب من مغالي أبل ( ولد سليمان ) رآهم شخص من قبيلة آل سويد من شمر ، وكانت والدته من جماعة سعدون العواجي وهم أخواله ، فذهب لهم وأنذرهم هجوم شمر أهل الجزيرة الذين يترأسهم هايس القعيط ، وسميت بعد ذلك عائلة هذا الشخص ( بالنذرة ) ولا زالوا بهذا الأسم حتى الأن بين شمر ، وعندما علم (ولد سليمان) أن هايس القعيط ومن معه قد كمنوا لأبلهم هبوا وركبوا خيولهم ، وراحوا للأبل بالمفلى من ليلتهم ، وفي الصباح أغار عليهم جماعة هايس القعيط ، يتقدمهم زعيمهم البطل الشجاع هايس ، وحصلت المعركة بينهم ، وهزم هايس وجماعته وجماعته ، وألقوا القبض على سبعين شخصاً كانوا من جماعة القعيط يحملون الماء والشعير، للسبعين الجواد التي عليها الفرسان ، وهؤلاء يسمون ( زماميل الخيل ) ، وراح عقاب يطارد فرسان شمر المنهزمين ، وأتبعه أخوه حجاب ، وعندما أبصر هايس القعيط عقاب وحده وأخوه يتبعه بعيداً عنه ، التفت الي جماعته وقال : اليوم هذا يوم الثأر ، أنظروا عقاباً وحده ، والذي أتى به اليوم هو حظكم يا فرسان شمر ، ويجب علينا أن نهب عليه جميعاً لعلنا نظفر به ، وأذا أراد الله وقتلناه فقد أخذنا ثأر شمر جميعها ، وذكرهم بفارس شجاع قتله عقاب بالعام الماضي ، وهو هذلول الشويهري ، وكان عزيزاً على كل قبائل شمر ، وفقدانه كان خسارة عليهم ، فشحذ هممهم
وأستثارهم ، فصمموا أن يهبوا هبة رجل واحد ، وفعلاً جرى ذلك عندما أقتربوا من كثبان من الرمل تسمى ( زبار وريك ) ، وكان عقاب على مقربه منهم ، فرجعوا شاهرين سلاحهم صفاً واحداً ورشقوا عقاب بسهامهم فقتلوا جواده ، فخر على الأرض ، ثم نزلوا عليه وقتلوه ، وأستمروا يطاردون أخاه حجاب فظفروا به وقتلوه ، حصل هذا وفرسان (ولد سليمان) لا يعلمون عما حصل على زعمائهم عقاب وحجاب ، وكانوا منشغلين عند السبعين الذين أسروهم ، وبقوا يتقاسمون غنيمتهم ، وما علموا أنهم خسروا بذلك عقاب الخيل وأخاه حجاب ، وبهذا أنهدم عز الشيخ سعدون ، وتداعت أركان مجده ، بفقدان أعز أبنائه .
أما قبائل شمر فقد شفوا غليلهم بمقتل عقاب وحجاب ، وطاب نومهم ، وأخذ شعراؤهم يفخرون ويدبجون الشعر ، أسجل هنا ثلاث قصائد من شعرهم ، منها قصيدتان لمبيريك التبيناوي ، وواحده لأبن طوعان ، وهما من شعراء شمر البارزين : وهذه أحدى قصائد مبيريك التبيناوي:






أن كان ( هيفا ) تزعج العام الأصوات( نوت ) يروع اليوم جضـة قطينـه
عقاب رمنه يوم الأفـراس عجـلاتوكلـن حثـات البـراثـن وتيـنـه
فـوات قبـل مدوريـن الجـمـالاتيـا ليـت عقـال المـلا حاضرينـه
وحجاب ياما قال بالبيت : قـم هـاتعـزي لكـم يـا لابــةٍ فاقديـنـه
من زوبـعٍ والا السناعيـس الافـاتفـوات ماعـود عـلـى مرتجيـنـه
خلوه زينيـن ( المياحـه )و(الأرات)وينام سعـدون علـى سهـر عينـه
هـاذي سلـومٍ بينـنـا يالقـرابـاتياحلـو ردات الجـزا قبـل حيـنـه



وهذه قصيدة التبيناتوي الثانية :






ياعقاب عقبان المنيصب لون لـكواستلحقن ياعقاب راسك معه راس
لا تحسب أن الخيل قافٍ عطن لـكأرقابهن عوجٍ لكم عقب مـرواس
أحذر من اللي بالقدح غذيـن لـكشهب النواصي فوقهن كل مدبـاس
هايس على صم الرمك عابيٍ لـكعيال زوبع مرويـة كـل عبـاس
بغربي زبار أوريك يوم أوجهن لكراحت تدهدا جثتك مـا بهـا راس



وهذه قصيدة الشاعر رشيد بن طوعان :






حرٍ شهـر بـس الزماميـل والخيـليـدور صيداتـه بغـراة الأجـنـاب
باول شبابـه عـذب الكنـس الحيـلوخبط بيمناه البحـر عقـب ماشـاب
راح النذيـر وصبـح النـزل بالليـلوتكافحـت فزعاتهـم قـبـل الأداب
وتوافقـوا بالعـرق حـد الغراميـلمتكاظميـن مثـل أبازيـد وذيــاب
وغشا زبار أوريـك مثـل الهماليـلونشبت رماح القوم باقطي الأصحـاب
وترايعـوا للهرش ربـع مشاكـيـلحمايـة التاليـن والخيـل هــراب
عيـال الشيـوخ معربيـن الأخاويـلردوا على ربـعٍ تدانـوا بالأنسـاب
وان كان (نوت) تزعج الصوت بالحيللعيون (هيفا) نردع الشيـخ بحجـاب
أربـع ليـالٍ مالقـتـه المراسـيـلعليت وجـه كـوح العصـر بتـراب
حريمنـا لجـن بزيـن الهلاهـيـلمتحريـاتٍ شلعـة الـحـر لعـقـاب
وحريمهم تصرخ صريـخ المحاحيـلجاهن عليمٍ مع هـل الخيـل ماطـاب
ياضبيب لـو ذبحـت كـل الزماميـلذبحة دخيـل البيـت ماترفـع البـاب
دنيـاك هـاذي يالعواجـي غرابيـلمن شق جيب الناس شقوا له أجيـاب



لقد أشار شعراء شمر الى (هيفا) والى (نوت) : أما هيفا فهي والدة هذلول الشويهري ، وأما نوت فهي زوجة عقاب العواجي ، أشار شاعر شمر الى ضبيب وذبحته (للزماميل) فضبيب المذكور هو أبن عم لعقاب العواجي ، ويقال أنه هو الذي تجرأ وقتل السبعين شخص الذين أسروهم من جماعة هايس القعيط .
وعندما رجع فرسان (ولد سليمان) مع أبلهم بالليل أخذ سعدون العواجي يقابل كل كوكبة من الخيل يسأل عن عقاب وحجاب ، فيقولون له عهدنا بعقاب والخيل هاربة عنه وهو يطاردها ، وبقي سعدون على هذا الحال يسأل عن أبنيه ، وعندما قرب الصباح وعقاب وأخوه لم يرجعا ، كان سعدون ساهراً طوال ليله يخامر نفسه ، فقال هذه القصيدة :







البارحه نومي بـروس الصعانيـنطـوال ليلـي ماتهنيـت بـمـراح
كبـد نعالجهـا بعـوج الغـلاويـنوروابـعٍ ماتـودع القلـب ينسـاح
بلاي والله يـا مـلا خابـرٍ شيـنتظهر علينـا مرمسـاتٍ الـى راح
اللي يكف الخيـل كـف البعاريـنويرخص بروحه يوم يغلون الأرواح
خيالنـا يـوم أكتـراب الميـازيـنويرعى بظله بالخطر كـل مصـلاح
حالوا عليه اللي على الموت جسرينلا وابعينـي مـا يجاجـون ذبـاح



وبعد أن تأخر رجوع عقاب وحجاب ، رجع فرسان (ولد سليمان) يبحثون عن زعيميهما فوجدوهما قتيلين عند ( زبار أوريك ) فدفنوهما على قمة كثيب من الرمل سمي ( بأبرق الشيوخ) ولا زال بهذا الأسم حتى الأن .
ورجعوا حزانى فقتل (ضبيب) الأسرى بثأر عقاب وحجاب ، وهذا لم يكن مستحسناً بعادات القبائل في الجزيرة العربية ، وقد أشير عن مقتل السبعين شخص بالقصائد سالفة الذكر .
أما الشيخ سعدون فقد كبر مصابه بعد مقتل أبنيه ، الذين أشادا مجده ، وسجلا له مفاخر لازالت باقية لعائلة العواجية ، وملكا قبيلتهم دياراً لازالوا عائشين بها ، وقد قال الشيخ سعدون أشعاراً كثيرة بأبنيه ، وهاتان قصيدتان منها أولها :






ياونـةٍ ونيتهـا تـسـع ونــاتمع تسع مع تسعين مع عشر الوفي
مع كثرهن باقصى الحشى مستكناتعداد خلـق الله كثيـر الوصوفـي
ونة طريح طاح والخيـل عجـلاتكسره حدا الساقين غـادٍ سعوفـي
على سيـوفٍ بالملاقـى مهمـاتسيفين أغلى ما غدا مـن سيوفـي
وعلى محوص بالمـوارد قويـاتأسقى بهن لـو القبايـل صفوفـي
أحشم بحشمتهن ولو هن بعيـداتوانام لـو أن الضـواري تحوفـي
خليتني ياعقاب مـا بـه مـراواتعيالك صغارٍ والدهر بـه جنوفـي
من عفبكم ما نبكي الحي لو مـاتولاني على الدنيا كثيـر الحسوفـي
وياطول ماجريت بالصـدر ونـاتعلى فـراق معطريـن السيوفـي
وياعقاب عقبك شفت بالوقت ميلاتواوجست انا من ضيم بقعا حفوفي
مرحوم يانطـاح وجـه المغيـراتان جن كراديس السبايـا صفوفـي
مرحوم يامشبـع سبـاعٍ مجيعـاتوعز الله أنـه عقبكـم زاد خوفـي
الخيل تدري بك نهـار المثـاراتياللي على كل المـلا فيـك نوفـي
والخيل تقفي من فعولـك معيفـاتتاطا شخانيـب الرضـم ماتشوفـي



لاشك أن الشيخ سعدون فقد ساعدين من سواعده ، بنيا له أرفع قمة من المجد بفيافي نجد بين قبائلها ، وقد أشتهر أبناه عقاب وحجاب بين القبائل ، وكانا محل أعجابهم بالجزيرة ، ويضرب بهما المثل حتى الأن ، فان الناس اذا أعجبوا بشخص أو بعدد من الأشخاص يقولون كأن فلاناً عواجي أو كأن هؤلاء من العواجيه ، نسبة الى عقاب وحجاب ، ولا زال هذا المثل سارياً في نجد الى الأن .
ولابد للقارئ أن يلاحظ أن الشيخ سعدون أشار الى أبنيه وقال سيفين أغلى ماغدا من سيوفي ، فهو يرى أنهما سيفان من أعز مايملك ، ثم قال أنه يطمئن وينام لو أن الوحوش الكاسرة تحوم من حوله ، فهو مطمئن بأن أبنيه هما درعه الامين وأنه مكرم ومعزز بحمايتهما .
وهذه القصيدة الثانية :






يا علي وين اللي رعينا بهم هيـتحال اللحد من دونهـم والظلامـي
البارحة يا شمعـة الربـع ونيـتونة صويبٍ ومكسـره بالعظامـي
أوما الشجر وأنا بعد مثله أوميـتأومـاي صقـار لطيـره وحامـي
طيرٍ لياجا الصيد يشبع هل البيـتجته هبـوبٍ مـع جـرادٍ تهامـي
عز الله أني تو يـا علـي ذليـتتبينت وانا علـى النـاس كامـي
وعز الله أني مع شفا البير هفييتهفة قفـيٍ مـن عجـوز المقامـي
واليوم من باقـي حياتـي تبريـتعقب الشيوخ معدليـن الجهامـي
ويا علي عفت الحي من كثر ماريتوجريت للونـات والقلـب دامـي
وعذبت قلبي في كثيـر التناهيـتوالعين عيت مـن بلاهـا تنامـي
راح العقاب الصيرمي شايع الصيتيا علي من عقبه تراعـد عظامـي

لم يبق لسعدون بعدهما من يعتقد فيه خيراً ، الا حفيديه الصغيرين أبني عقاب وحجاب الحبيبين لقد أخذ يربيهما ، ويعلمهما فنون القتال ، آملا أن يأخذا ثأر أبويهما ، من هايس القعيط .
وعندما كملت رجولتهما طلب أن يقول كل واحد منهما قصيدة ، يبين فيها أنه سيأخذ ثأر والده ، وعمه ، واذا أجاد أحدهما القول فسوف يعطيه المهره بنت فرس عقاب المسماه ( فلحا ) وهذه آصل فرس عند قبائل ( ولد سليمان ) فقال أبن حجاب قصيدة لم تعجب جده ، ثم قال أبن عقاب قصيدة أعجب بها وهذه هي القصيدة :







ياليت من هو جـذ فلحـا ثنيـةوالا رباع مسودسه بالمساميـر
أبي الى ما قيـل زيعـت رعيـةوتوايقن مـع الحنـي الغناديـر
أنطـح عليهـا سربـةٍ زوبعيـةيجهر لميع سيوفها والمشاهيـر
متقلـدٍ سيـفٍ سـواة الحنيـةأدور أبويه عند روس الخواوير
ان كان ما لينـت بالحبـل ليـةماني عشير اللي نهوده مزاميـر
لابـد مـن يـوم يزفـل كميـةوكل يحسب مربحه والمخاسيـر
ثارٍ لبوي عقاب فـرضٍ عليـهعليه وصاني زبـون المقاصيـر
سعدون جدي هو خلـف والديـهشيخ الجهامه والسلف والمظاهير
دينٍ علي هايس زبـون الونيـهيجيبه المعبود والـي المقاديـر
أن ما نطحت الخيل عيبٍ عليـهأن وردوهن مثل أثامي الخنازير
عيـبٍ علـي العـزوة الوايليـةوأحرم من الفنجال وسط الدواوير




وعندما سمع شاعر شمر بقصيدة ولد عقاب أجابه بهذه الابيات :







وش عاد لو جذيت فلحـا ثنيـةشمر يجونك فوق قبٍ عياطيـر
أبوك ضرب بحربـةٍ شوشليـةكزه حبيبي كزة الدلـو بالبيـر
صابه غلامٍ ما يعـرف اللويـةما صدها يوم السبايـا مناحيـر
له عادةٍ بالفعل فـي كـل هيـةعشى ثنادي أبوك عوج المناقير
وعيال زوبع ملحقيـن الرديـةاللي تهزع بالحروب الطوابيـر



وهذه القصيدة شكي بها الى صديق له يسمى علياً ، يسأل عليه ويقول أين الذين كنا نرتع بهم بالفيافي ، الآن أصبحوا من أصحاب اللحود ، وأصبحت الظلمة تحول بينه وبينهما ، أنه يسهر الليالي ، ويئن مثل كسير العظام ، أنه يرتجف ويومئ كما تومئ الشجرة ، أنه الآن يحس بالخيفه ، ويذل من كل شي ، وقد ظهر ذلك للناس ، ولم يستطع أن يخفي خوفه لقد أخذ يتبرأ من حياته بعد أبنائه ، أنه أباح بما يخفيه ، بعدما تزلزلت الجبال التي كان يلتجئ في حماها ، أنه بعد أن فقد عقاباً بدأت ترتعد عظامه ، وفرائصه ، أنه فقد بطلين لا يمكن أن يقاضي بهما .


لقد فاز بالجائزة أبن عقاب فأعطاه جده الجواد بنت ( فلحا ) وأخذ سعدون ينظر الى أبن عقاب بأعجاب ، ويداعبه الأمل أنه سيشفي غليله ، ويأخذ الثأر من الشيخ هايس القعيط .

ومن الفرص الغريبة التي قدر فيها لأبن عقاب أن يأخذ بثأر أبيه وعمه ويقضي على هايس القعيط ، أنه حصل بين غنيم ( الربضا ) بن بكر شيخ السويلمات من العمارات ، وبين هايس القعيط تصادم في وديان عنزة ، وطال الحرب بينهما ، وأرسل غنيم بن بكر الربضا لقبائل عنزة يطلب منهم النجدة والعون ، وكذلك هايس القعيط أرسل لقبائل شمر يستنجدهم ، فأخذت الأمدادات من كل القبيلتين تترى على موقع المعركة ، وقد سنحت الفرصة لسعدون العواجي ، فعندما علم بذلك ، أمر حفيدة وأمله الوحيد أبن عقاب بالشخوص فوراً الى المكان الذي تدور فيه رحى الحرب بين غنيم وبين هايس .. وأوصاه بأن لا ينسى ثأره من قاتل أبيه وعمه .
لقد سارع أبن عقاب الى أمنيته التي كان يترقبها ، فأشترك بخوض المعركة ، وكل ما يهمه هو أن يرى غريمه وقاتل أبيه وعمه ، وبعد أن رآه بأم عينه ، وتأكد من شخصيته ، وليست بخافية ، لأن شخصية هايس القعيط معروفة ، مقداماً جريئاً لا يرهب الموت ، ودائماً هو في مقدمة الفرسان ، رغم تقدمه بالسن ، وعندما هجم هايس على فرسان عنزة ، يتقدم فرسان شمر ،
أنقض عليه أبن عقاب مثل النمر الكاسر ، وأغمد ذبابة سيفه بخاصرته ، وأنتحى به عن مكان المعركة ، الى أن أبتعد عن الفرسان ، ثم أمسك رقبته وترجل به على الأرض ، وألتفت اليه هايس القعيط ، فقال له أبن عقاب : هل تعرفني ؟ فقال : أنت أبن عقاب العواجي ، ولا شك أنك تشبهه ، ولكن لم أقتله أنا ، فالذي قتله غيري ، فقال له أبن عقاب : أنا لا أسألك عن ذلك ، ولكنني أسألك بالله أن تبلغ سلامي والدي اذا وصلته في الدار الآخرة ، وتخبره بأنني أخذت بثأره ، وتشرح له كل ما رأيته بعينك ، ثم علا رأسه بالسيف ، وفصله عن جثته ، وبعد ذلك طارت البشائر الي الشيخ سعدون العواجي ، بأن حفيده قد قتل هايس القعيط ، وقد أجتمع رجال الحي يهنئونه ، وقد عقر الأبل ، وعمل الأعياد عند قبائل (ولد سليمان ) وكان يوماً مشهوراً عندهم ، وأخذن النساء يزغردن ، بعد أن لبسن زيناتهن ، وطاب نوم الشيخ سعدون ، وبات قرير العين وأخذ ينشد :







يا سابقي رد البرا مات راعيـهالجيش حزب والرمك موفلاتـي

يا ناس زول عقاب ماني بناسيهعقبه فلا تسوى ريـال حياتـي
لو من إذا جروٍ لقا ما هقا فيـهكان العرب كله تسوي سواتـي
الورع ورع عقاب لا خاب راجيهحول بهايس ما تناسى وصاتـي
كزه لبوه ويذكر أنـي موصيـهبعد ما شافـت عيونـه ثباتـي
الخيل تثقل لين تسمع عزاويـهومن يوم سمعنه وهن مقفياتـي
لعل ورعٍ ما مشى درب أهاليـهتشلق عليه جيوبها المحصناتـي




وبهذه الفتره عين الأمير عبدالله بن علي بن رشيد أميراً لحائل من قبل الأمام فيصل بن سعود ، بعد أن عزل أميرها الأول أبن علي ، وظل عبدالله أبن علي بن رشيد أميراً على حائل ، والمناطق الشماليه من المملكة ، وعندما علم بذلك مشائخ قبائل الشمال توافدوا اليه ، وكل منهم يقدم الهدابا للأمير الجديد ، ومن بين الذين قدموا اليه غنيم بن بكر الربضا ، وكان مهدياً الى أبن رشيد ثلاثاً من الخيل ، وقد قبلها ابن رشيد ، وعندما كان غنبم الربضا جالساً عند أمير حائل، وكان مع الجالسين شاعر شمر بن طوعان ، وكان مكفوف البصر ، وطاعن بالسن فقال له الأمير عبدالله بن رشيد : هذا غنيم الربضا يابن طوعان قم وسلم عليه ، وعلى الفور أجابه بن طوعان بهذين البيتين من الشعر ، موجهها لغنيم الربضا يحرض فيها عبدالله بن رشيد عليه :






يا غنيم عندك هايس نطلبك دينخيال تالـي شمـر بالسنـودي

ان كان ما جازاك عنها صباحينما هو ولد علي عريب الجدودي




وبعد ان سمع أمير حائل هذين البيتين من أبن طوعان ، ألتفت الى غنيم الربضا ، وأمره أن يرجع الى أهله ، وقال له : أننا أمرنا بأرجاع خيلك التي أهديتها لنا اليك ، وأنت في أمان الى أن تصل
أهلك ، وبعد ذلك أعتبر نفسك من من الأعداء ،ولا بد لنا أن نأخذ ثأر هايس القعيط منك لأنك أنت
زعيم المعركة ، التي قتل فيها هايس القعيط ، ولذلك فأنت المطلوب بدمه ، وقيل أن أبن رشيد غزاه بعد ذلك ، وأنه قتله في وديان عنزة .
وأسجل هنا نبذة للتاريخ عن قبيلة آل بريك ، التي يرأسها هايس القعيط ، ولم يزل أحفاده رؤساء لهذه القبيلة ، ولا زالت هذه القبيلة مع شمر ، والواقع أن هذه القبيلة هي قسم من قبيلة آل بريك التي هي من قبيلة الدواسر ، ولكن حصل بينهم حادثة أدت الى قتال ودماء ، وعلى أثر ذلك رحل جماعة هايس القعيط عن ابناء عمهم ، والتجأوا عند الجربان شيوخ قبيلة شمر ، عندما كانوا يقطنون شمالي المملكة ، وقد أعزهم الجربان ، وأكرموهم وبقوا طويلاً معهم ، وأخيراً حالفوا الجربان ، وقد قربوهم دون سواهم ، ولم يزالوا ساعد الجربان الأيمن بالملمات ، وحتى الأن وهم عند الجربان من المقربين ، بل ويعتزون بوجودهم عندهم ، وكانوا مشهورين بالأقدام ، ولهم شهرة عظيمة ، ومعروف عند أهل نجد الأن أنهم فخذ من فخوذ قبيلة الدواسر ، ولم ينزحوا الا بأسباب الدم الذي حصل بينهم وبين أخوانهم آل بريك ، وكان لجوؤهم الى شمر قبل ثلاثمئة سنه تقريباً.
التوقيع
لا اله الا الله محمد رسول الله
بنت الاصول غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 27-11-2013, 10:46 PM   #107
المشرف العام
 
الصورة الرمزية بنت الاصول
 
تم شكره :  شكر 44,984 فى 14,617 موضوع
بنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضو

 

رد: قصة شاعر من شعراء الجزيره العربيه



صورة الأم في ذاكرة الشعراء


أشتقت الأمومة من الأُمّ ، وأُمّ كل شيء: معظمه، ويقال لكل شيء اجتمع إليه شيء آخر فضمّه: هو أُمٌّ له: " فأُمُّه هاوية"، سورة القارعة/ 9.
والأمومة:عاطفة رُكزت في الأُنثى السوية، تدفعها إلى مزيد من الرحمة والشَفقة. وأم كل شيء: أصله وما يجتمع إليه غيره، وبهذا المعنى ورد تعبير "أم الكتاب" في عدة سور قرآنية وهي: في سورة آل عمران/ 7، وفي سورة الرعد/13، ، وفي سورة الزخرف /4. وجاءت الأم في القرآن الكريم ، ونحوه نحو: "أم القرى" في سورتي الأنعام/ 92، وفي الشورى/7 ، وأم القرى: مكة قال سبحانه وتعالى: " وما كان ربك مُهلِك القرى حتى يبعث في أمها رسولاً "، سورة القصص/59.
لقد أوصى القرآن الكريم بالأم، لفضلها ومكانتها فقال عزّ وجل: " ووصّينا الإنسان بوالديه حَملته أمه وَهْناً على وهن، وفِصاله في عامين أنْ اشكر لي ولوالديك إليّ المصير. وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تُطعهما وصاحِبْهما في الدنيا معروفاً واتبع سبيل من أناب إلي ثم إليّ مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون"، سورة لقمان/14-15.
وكررّ تعالى هذه الوصية فقال الحق: " ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً حملته أمه كُرهاً ووضعته كُرها وحملُه وفصاله ثلاثون شهراً " الأحقاف/15.
وفضل الأم على الأب له موجباته وهو الحمل والرضاع والرعاية.
والإسلام قدّ س رابطة الأمومة، فجعلها ثابتة لا تتعرض للتبدلات والتغيرات، فحرم الزواج من الأمهات. كما بيّن أن رباط الزوجية لا يمكن أن يتحول إلى رباط أمومة أبداً، وشتان بينهما قال سبحانه: " وما جعل أزواجكم اللائي تُظاهرون منهن أمهاتكم"، سورة الأحزاب/ 4، كذلك قوله الحكيم: " الذين يظاهرون منكم من نسائهم ما هُنَّ أمهاتهم. إنْ أمهاتهم إلا اللائي ولَدْنهم "، سورة المجادلة/2.
وقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم:" الجنة تحت أقدام الأمهات". كذلك فقد حظيت الأم بنصيب وافر في تراث الأمم والأقوام منذ فجر التاريخ وإلى اليوم، ونالت عند العرب حظوة ومكانة منذ بدء الرسالة النبوية حيث أعطيت للمرأة نصيبها من الحياة وجعلها حُرّة ونبذ عادة وأد البنات التي شاعت أيام الجاهلية الأولى. وتغنى الشعراء بالأم عبر العصور الأدبية، كيف لا وهي التي تلد الذكور والإناث، وتسهر على راحتهم، وتعتني بتربيتهم ليصبحوا رجالاً ونساءً في المجتمع.
وردت الأم في اللغة بقول ابن منظور في لسان العرب، من أنّ: الأم والأمة بمعنى: الوالدة؛ وأنشد ابن بري:
تقبلها من أمة ولطالـما *** تنوزع فـي الأسواق منها، خمارها
وقال سيبويه لإمك؛ وقال أيضاً:
اضرب الساقـين إمك هابل
قال ابن بري: الأصل فـي الأمهات أن تكون للآدميـين، و أمات أن تكون لغير الآدميـين، قال: وربما جاء بعكس ذلك كما قال السفاح الـيربوعي فـي الأمهات لغير الآدميـين:
قوال معروف وفعاله، *** عقار مثنى أمهات الرباع
قال: وقال ذو الرمة:
سوى ما أصاب الذئب منه وسربة *** أطافت به من أمهات الـجوازل
فاستعمل الأمهات للقطا واستعملها الـيربوعي للنوق؛ وقال آخر فـي الأمهات للقردان:
رمى أمهات القرد لذع من السفا، *** وأحصد من قربانه الزهر النضر

الأم في العصور الأدبية
وقفنا في هذا البحث لاختيار الأبيات التي أشار فيها الشعراء العرب عبر العصور المختلفة إلى الأم من عصر قبل الإسلام وإلى العصر الحديث، وذلك من خلال قراءتنا لدواوين الشعر العربي الكبير، آملين أن نكون قد رسمنا صورة للأم الرؤوم الحانية التي تعطي أكثر مما تأخذ، حتى خلدها الشعراء في قوافيهم في ذاكرة الناس من خلال التوقف عند شعراء ما قبل الإسلام، وعند الشعراء المخضرمين، وفي العصر الأموي، والعصر العباسي، وفي شعر العصر الفاطمي، وفي المغرب وبلاد الأندلس، وكذلك في أشعار شعراء العصر الأيوبي، والعصر المملوكي، وعند شعراء العصر العثماني، وأخيراً ختام البحث بذكر نماذج من شعر شعراء العصر الحديث عن الأم.

شعراء قبل الإسلام
أشار شعراء العرب قبل الإسلام إلى الأم في قصائدهم، متخذين صوراً عديدة من حياتها، ومنهم الطفيل الغنوي، وجليلة، وعروة بن الورد، فقال الغنوي:
يقولون لمّا جمعوا العدوّ شملهم *** لك الأم منّا في المواطن والأبِ
وقالت جليلة في الأم:
تحملُ العينَ كما تحمل *** الأمُ أذى ما تفتلي
أما عروة بن الورد أمير الصعاليك، فقال عن الأم:
فإنّي وإياكم كذي الأم أرهنت *** لهُ ماء عينها تفدي وتحمل
الشعراء المخضرمون
ذكر الشعراء المخضرمون الأم في أبياتهم ومنهم العجّاج، وتميم بن أُبي وحسان بن ثابت الأنصاري، فقال العجّاج:
خواديــــا أهونهـــنّ الأم
بينما قال تميم بن أُبي عن الأم:
وملجأ مهروئين يلفى به الحَيا *** إذا جفلت كُحل هو الأم والأبُ
وقال شعر الرسل صلى الله عليه وسلّم حسان بن ثابت الأنصاري:
جعلتم فخركم فيه لعبدٍ *** من الأم مضنْ يطأ عَفْرَ التُرابِ
في الشعر الأموي
تناول شعراء عصر بني أمية الأم في قصائدهم، ونشير إلى عدد منهم مثل: الفرزدق، والكميت الأسدي، والمغيرة بن حنباء، وثابت قطنة، وجرير، وعلي الغنوي، وعمر بن لجأ التميمي، ومعاوية بن أبي سفيان، ومعن المزني. فأنشد شاعر النقائض جرير عن الأم قائلاً:
أغرّ كان البدر تحت ثيابه *** كريمٌ إلى الأمِ الكريمة والأب
وقوله أيضاً:
على ابنك وابن الأم ذا أدركتهما *** المنايا وقد افنين عاداً وتُبعَا
وكذلك قوله:
حملنا إليها من معاوية التي هي *** الأم تغشى كل فرخٍ منقنقِ
وقال الشاعر الكميت بن زيد الأسدي عن الأم:
وكانت من اللا لا يغيرها ابنها *** إذا ما الغلام الأحمق الأُم غيرَا
وقوله عنها:
كان الأم أم هذه لمّا *** جلوا عنه غطاطة حابلينا
وأما المغيرة بن حنباء فقال في الأم:
تهجو الكرام وأنتَ الأم من مشى *** حسباً وأنتَ العِلْجُ حين تكلم
كذلك أنشد ثابت قطنة عن الأم بقوله:
كل القبائل من بكرٍ تعدهُم *** واليشكريونَ منهم الأم العربُ
قال جرير شاعر النقائض في العصر الأموي:
فما الأمُ التي ولدت أباكم *** بمقرنة النجار ولا عقيم
ويقول علي الغنوي عن الأم:
وكنت ذا لاقيتهم عند كربةٍ *** جمعتُ لهم الأم الكريمة والأبا
بينما قال عمر بن لجأ التميمي:
مــن قبــــــل الأم ومـــن آبائِـــــها
وقال الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان:
خالي وعمي وعم الأم ثالثهم *** وحنظل الخير قد أهدى لي الأرَقا
وآخر شعراء الأمويين معن المزني الذي قال بحق الأم:
فما زلت في ليني له وتعطُفي عليهِ *** كما تحنو على الولدِ الأمُ

الأم عند العباسيين
أبرز شعراء العصر العباسي الأم في أغلب أشعارهم، وتناولوا صفاتها والإشادة بدورها في الحياة الأسريّة، ونشير لذكر طائفة منهم وهم: ابن الرومي، وابن الزيات، وابن نباته السعدي، وأبو نواس، والأمين العباسي، والبحتري، والخليفة المأمون، والشاعر المتنبي، وكشاجم، وآخرهم مهيار الديلمي. ذكر الشاعر ابن الرومي الأم بعدد من قصائده منها قوله عنها:
كيف أهجو أمراً كريماً لئيماً *** واحد الأم خلقة الآباءِ
وقوله أيضاً:
معروفة الأم ولكنّها مثلك *** لم يعرف لها والــد
وقال فيها:
تضنُّ به الأم الرؤوم على ابنها *** وإن كان مأمولات لسدِ المغاقرِ
وكذلك قوله الآخر في الأم:
يدي سائلي الأم الرؤوم التي غدت *** تسومك حرمان الغني بالملأ
وأيضاً قوله فيها:
وإن الذي تسترحم الأم ابنها *** بها وبهِ لاشك أرحم راحمِ
وما الأمُ إلاّ أمة في حياتها *** وأمٌ إذا فادت وما الأم بالأممِ
هي الأمُ يا للنّاسِ جرعت ثكلها ** ومَن يَبْكِ أمّاً لم تذم قطُ لايذمِ
ثم انشد ابن الزيات قائلاً:
يا بخست الست الأم به برى *** وهو العرش من أنسٍ ومن جانِ
قال الشاعر ابن نباته السعدي:
وفينا لهُ إذا ضيّع النّاس عهده *** وكُنّا إذا الأم الحفية والأبا
كذلك قال الشاعر العباسي أبو نواس في الأم أبياتاً منها قوله:
فإذا أطفنَ بها صمتنَ لها *** صمت البنات مهابة الأمِ
وقوله أيضاً:
وأنظر إذا هي قابلتك تهيؤ *** نظر اليتيم إلى يدِّ الأمِ
ثم قال أبو نواس عنها:
ربيب بيت وأنيس ولم يُربّ *** بريش الأم محضونا
نشد الخليفة العباسي الأمين بن هارون الرشيد في الأم قائلاً:
يعزُّ عليَّ ما لاقيتُ فيه *** وأنتِ الأمُ خير الأمهاتِ
قال الخليفة العباسي المأمون بن هارون الرشيد في الأم قائلاً:
وعائش الأم لست أشتمها *** مَنْ يفتريها فنحن منه برا
أما الشاعر أبو الطيب المتنبي فقال:
رموا برأس أبيه *** وباكوا الأم غلبه
وقال أيضاً:
فما كان فيه الغدر إلاّ دلالة *** على أنّه فيه الأم والأبِ
وكقوله الآخر فيها:
ملك إذا امتلأت مالاً خزائنه *** أذاقها طعم ثكل الأم للوالدِ
أما الشاعر كشاجم فذكر الأم بقوله:
أبعدَ مُصاب الأم ألفا مضجعاً وآوي *** إلى خفض من العيش أو ظلِ
وقال الشاعر مهيار الديلمي للأم:
من خير قوم أباً وأكرمهم أماً *** أما عابت الأب والأُم

في العصر الفاطمـــي
كذلك أشاد شعراء العصر الفاطمي بالأم في أشعارهم كونها الفؤاد الحاني الذي يحدب على العناية بأولادها والمحافظة عليهم من كل مكروه، ومن هؤلاء الشعراء: ابن الهبارية، وابن منير الطرابلسي، وأبو العلاء المعري. حيث قال الشاعر ابن الهبارية:
قد تضطرب الأم الرؤوم طفلها *** فهل يذم ذو شادٍ فعلها
بينما عبر ابن منير الطرابلسي عن الأم بقوله:
حدب الأب البّر الكبير وأرفة *** الأم الحفية باليتيم الأصغرِ
وأنشد الشاعر أبو العلاء المعري في الأم أبياتاً عديدة منها قوله فيها:
وأردد إلى الأم شبحاً طال معهدها *** بضمه وهي لا ترجى لتربيتِ
وقال أيضاً:
نادى حشا الأم بالطفل الذي اشتملت *** عليه ويحك لا تظهر ومُتِ
ثم ذكرها قائلاً:
وتحبّ الأم الخلوب وداود *** يحب الدنيا ويتلو الزَبور
أو كقوله عنها:
لو أنّك العرس أوقعت الطلاق بها *** لكنّك الأم هل لي عنكِ منصرف
ومثله قوله الآخر:
من غير الخيل فقد خبلا *** هل تحمل الأم إلاّ الثكل والهبلا
أو قوله أيضاً:
بئست الأم للأنام هي الدنيا *** وبئس البنون للأمِ نحنُ
وأخير قول المعري في الأم:
لا أفجع الأم بالرضيع ولا أشرك *** هذا الغرير في اللبنِ

عند شعراء المغرب وبلاد الأندلس
مثلما حظيت الأم مكانتها في قصائد الشعراء العرب خلال العصور المختلفة، فإنّ شعراء المغرب وبلاد الأندلس أشادوا بها في أبياتهم الشعرية، ومجدّوا فعالها لأنّ لها دورها الكبير في بناء المجتمع من خلال تربية أبنائها على القيم والمثُل الأصيلة النابعة من التراث والدين الإسلامي الحنيف. وممن ذكرها من شعراء المغرب والأندلس الشعراء: ابن حمديس الصقلي، وأبو إسحاق الألبيري، والأعمى التطيلي، والعفيف التلمساني، وأميّة الدّاني، وعلي الحصري القيرواني، ولسان الدين ابن الخطيب. فقال عنها ابن حمديس:
خودٌ تلقن تربها حججا *** كالبنِ مُصغية إلى الأمِ
ثم ذكرها الألبيري بقوله:
ولقد عهدنا الأم تلطف بابنها *** عطفاً عليهِ وأنت ما أقساك
بينما أشار إليها التطيلي قائلاً:
وأكرم مضن يُرجى لدفعِ مُلمةٍ *** إذا الطفل لم يسكن إلى لطفِ الأمِ
وقال العفيف التلمساني في حق الأم:
فيأخذ من هذا لهذا بحقهِ *** على نسبة محفوظة الأم والأبِ
أما أميّة الدّاني فقال:
رزئت بأحفى النّاسِ بي وأمرّهم *** وأكبر بفقد الأمِ رزءاً وأعظم
وهذا علي الحصري القيرواني صاحب زهر الآداب، الذي أنشد للأم بقوله:
نهكته علّة مبدؤها وحشة *** الأم متى تذكر تشق
في حين يذكر لسان الدين ابن الخطيب حول الأم:
توالى مَن استرعيت أمناً وارفة *** ورفقاً كما تحنو على المرضع الأم

الأم في أشعار الأيوبيين
هناك شعراء من العصر الأيوبي تناولوا في أشعارهم دور الأم في المجتمع، نحو الشعراء: ابن مقرب العيوني، واسامة الشيزري، والأمير عبد المؤمن، والحيص بيص، وسبط ابن التعاويذي، وشرف الدين الحلي، ومحيي الدين بن عربي، ومما قاله العيوني هو:
بأيسر مهر عند الأم خاطب *** ووالدها غيظاً معيضّ الرواجيا
وقال الشاعر الشيزري:
بئست الأم رمت أولدها *** برزاياها ألا بئس الرضيع
كذلك قوله:
هي الأم لا برّ لديها وردن *** إلى بطنها بعد الولاد هو البِّرُ
أما الأمير ابن عبد المؤمن فقال:
وإن كل عاد لاكل الغذا *** وما يترك الأم أو يفتقر
ويقول الشاعر حيص بيص في الأم:
واشتجار الضرب من حرّته *** مذهل الأم عند الطفل الرؤوم
أو قوله الآخر:
وعم بلطف رأفته الرعايا *** حنو الأم واحدها غــلام
ثم ذكر الشاعر سبط ابن التعاويذي قائلاً:
ولا يرى الأم من خائب *** ينافس العذراء في المهر
وقوله أيضاً:
وحنّت إلى أن يبذل العُرف كفّه *** كما حنّت الأم الرقوب إلى الطفلِ
كما قال صفي الدين الحلي:
وأيتمت أبناء الرجال وطالما *** دعاهم فأغناهم عن الأمِ والأبِ
بينما أشار إلى الأم محيي الدين بن عربي بقوله:
قالت لها مبلية الأم ثانية عساه *** يحيى كمثل النفخ في الصورِ
وقال أيضاً:
كما الأم تضرب أولادها *** لتظهر مرتبة الولد
ثم قال:
هي الأم سماها ذلولاً لخلقهِ *** وقد أعرضت عني كإعراض ذي ذنبِ
إذا كان حال الأم هذا فإنني *** لأولى به منها إلى انقضا نحبـي

في الشعر المملوكي
أنشد للأم في هذا العصر عدد من الشعراء الذي كتبوا عن دور الأم ومكانتها في النفوس ومنهم: ابن نباتة المصري، والستالي، والشاب الظريف وشهاب الدين المخلوف، وصفي الدين الحلي، ويوسف الثالث، فقال ابن نباتة عن الأم:
ليتَ ابن إدريس لاقى ابن الدروس *** بها لكان يملأ قلبَ الأم بالجَذَل
وقوله أيضاً:
سامعة لما تُشيرُ الأم *** مع أنّها مثل الحجار صُمّ
وقال الشاعر الستالي:
نماه من الأبِ العتكي مجدٌ *** بمجدِ الأمِ من مُضر مشُوب
أما الشاب الظريف فقال عن الأم
كم من أبٍ قد غدا أما لمعشرة *** فأعجب لإعطاء لفظ الأمِ للذكر
كما قال شهاب الدين بن الخلوف:
وكم تركت أباً يبكي على ولدٍ *** إذ ذقته طعم ثكل الأم للولدِ
بينما ذكر الشاعر صفي الدين الحلي الأم بقوله عنها:
سليل صفي المُصطفى وابن سبطهِ *** لقد تابَ منهُ الأم والأب والجد
وكقول الشاعر يوسف الثالث:
وكم حالت الأحوال منّا بحالةٍ *** نعمنا بها والنفس الأم طالبُ

عند شعراء العصر العثماني
تناول شعراء العصر العثماني الأم في أشعارهم مبينين الدور الذي تلعبه في بناء جيل صحيح مثل الشعراء: ابن رازكة، والحبس، والعشاري، وعبد العزيز الفشتالي، وعبد الغني النابلسي، ومحمد الصفاقسي، يقول الشاعر ابن رازكة:
أبو الطلاب لا ينفك منهم *** حنان الأم بالطفلِ العظيمِ
وقول الحبسي:
مَن جَرّب الناس لم تخدمه ضاحكة *** في الناس شتان بين الأم والأبِ
وقال العشاري:
وأنت يماني الأصول ويانع الفروع *** وزكي الأم والأب والجد
ثم ذكر عبد العزيز الفشتالي الأم قائلاً:
يا مولداً وبهِ الأيام قد عُقمت *** وهي الولائد عقم الأم بالولدِ
كذلك قال عنها عبد الغني النابلسي:
لم يُدنس لهُ نسب بكفرٍ *** إذا ما الأم تظهر تزدرِيه
ثم أشد محمد الصفاقسي قائلاً:
فتعطاه بنت الأم إن تكُ حيَّة *** وإلاّ فللّزوج المعصّب ذي الولا

في العصر الحديث
نختتم أشعار الأم التي ذكرها الشعراء خلال العصور الأدبية، وفي القرون الماضية، بما كتبه شعراء العصر الحديث عن الأم الحنون، نحو: أبو القاسم الشابي، وأحمد شوقي، وحافظ إبراهيم، وخليل مطران، وعلي الجارم، وعلي محمود طه المهندس، ومصطفى الغلاييني، ومصطفى صادق الرافعي، ومعروف الرصافي، وناصيف اليازجي، ونبدأ بنماذج شعراء هذا العصر بقول الشاعر أبي القاسم الشابي:
الأمُ تلثم طفلها وتضمه *** حرمٌ سماويّ الجمال مُقدس
وقوله الآخر عنها:
فخرّت الأم حول *** الصبيّ تصرخ ويلي
أما الشاعر أحمد شوقي فقال في حق الأم:
يسيرُ على أشلاء والده الفتى *** وينسى هناك المرضع الأم والأبِ
أو قوله عنها:
فيقالُ الأم في موكبها *** ويُقال الحرم العالي المَصُون
كما قال:
وَصُن لغة يحق لها الصِيان *** فخير مظاهر الأم البيان
وذكرها بقوله:
فأشتغل القلب عليه وأشتغل *** وسارت الأم به على عجل
ثم قال شوقي أيضاً:
فناحت الأم وصاحت واهاً *** إنّ المَعالي قتَلت فَتَــاها
كذلك أشاد الشاعر حافظ إبراهيم بمنزلة ومكانة الأم في المجتمع في قصيدته المشهورة ومنها قوله فيها:
الأمُ مدرسة إذا أعدَدْتَها *** أعدَدْتَ شعباً طيبَ الأعراقِ
الأمُ روضٌ إن تعهده الحيا *** بالريِّ أورَق أيمّا إيرَاقِ
الأم أستاذ الأساتذة الأُلى *** شغَلَت مآثرهم مَدى الآفاقِ
وقال خليل مطران:
نعمت الأمُ أنجبت خيرة الأولاد *** للبِّرِ والنَدى والوفــاءِ
وقال أيضاً:
رأينا كمالَ الأم والبيت عندهم *** وحكمة فتيان وعفة خرد
أو قوله عنها:
الأمُ شمس والثريا لكم *** أخت وما منكم سوى بدر
ثم قـــال:
وأحنُو عليها حنية الأمِ مُشفِقاً *** وهيهات تحميها من البينِ أضلعي
أما الشاعر علي الجارم فقال:
هل أُفكر في الأمِ تندب حظها *** والزّوج يسكت والهين يتامى
وقوله الآخر عنها:
نسيتُ به أهلي وياربّ صاحب *** أبَرّ مِن ابنِ الأمِ قلباً وأنفعُ
كما كتب علي محمود طه المهندس عن الأم بقوله:
دَعا فَلَبُوهُ صوت من عروبتهم *** كما يُلبي هتاف الأم أبنَاءُ
وكتب مصطفى الغلاييني قائلاً:
وأطيعُ الأم دومــاً *** فهي روض البركات
أو قوله أيضاً:
قالت الأم يابُني وعضّت *** بإكتآب أدرى الفتى ما تريد
وللأديب مصطفى صادق الرافعي قوله عن الأم:
تودعُك الدُنيا وتستقبل الدُجى *** كما ودّع الأم الرحيمة أطفال
ثم قال الشاعر معروف الرصافي:
إن خدمنا فلا تريد جزاء *** ومِن الأمِ هل يُرادُ جزاء
وقوله عنها:
فحضن الأمِ مدرسة تسّامت *** بتربية البنين والبناتِ
أو كقوله الآخر:
فعاش عيش الأم لم يوَفِه *** مَلبَسه ولا مطعمه
وختام حديثنا عن أشعار الأم في الشعر العربي أبيات للشاعر ناصيف اليازجي منها قوله:
ألِف هذي الحياة جدد في الأم *** نفس أنسابها فطالها الحنين
ثم قوله:
المالُ يُفرِّقُ بين الأم والولد فذاك *** أدنى نسيب عند كلِ يـد
وقوله أيضاً:
هي الأم التي ضمّت بَنِيها *** إلى أحشائِها ترجو الثوابا
وأخيراً قوله عنها وهو:
يا أيّها الأم الحزينة أجملي صبراً *** فإنّ الصّبر خير طبيب
التوقيع
لا اله الا الله محمد رسول الله
بنت الاصول غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 24-12-2013, 09:57 PM   #108
المشرف العام
 
الصورة الرمزية بنت الاصول
 
تم شكره :  شكر 44,984 فى 14,617 موضوع
بنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضو

 

رد: قصة شاعر من شعراء الجزيره العربيه



هذه القصيده قيل انها هي اقوي قصيده في المدح


وقيل ان هذه القصيده عجز الشعراء عن الإتيان بمثلها .. كما يعجز أهل الكرم بأن يأتوا بأفعال الشيخ عبدالكريم الجربا الله يرحمه ..
الشاعر خضير الصعليك الشمري-- مشهور بشعر المدح وقليل من الشعار الذي يجاريه في قوة المدح قوي الالفاظ بالمدح يمتهن الأسلوب الشعري القوي في الألفاظ الجزلة
هذة القصيده قيل أنها أعظم قصيدة قيلت في المدح 0 قالها في مدح الشيخ / عبدالكريم الجرباء
وقيل لما سمعها الشيخ عبدالكريم الجرباء كان عليه محزم وبه خنجر ثمين أهداها للصعيليك وكذلك أعطاه جائزة خمسة عشر بعيرا بحمولتها من الأرزاق 0
وهناك من يقول غير ذلك وهذا بعض ماسمعته


1- حسب شريط جريد ابن سليمان الشريهي يقول هي في عبد الكريم الجرباء ويقول ان واحد مري قال هذه القصيده في مدح صاحب السمو الملكي المرحوم فهد ابن سلمان وكيل اماره المنطقه االشرقيه سابقاً وقاله في امير البحرين وقام الشاعر جريد الشريهي بالاعتراض على تلك القصيده واخبر الامير فهد ان هذه القصيده هي لخضير الصعيليك في مدح الشيخ عبد الكريم الجربا


2- وهناك كتاب(( تاريخ آل محمد الجربا وقبيلة شمر العربيه في اقليم نجد والجزيره )) صفحه 252 يقول ان الشاعر خضير الصعيليك هو الشاعر وقالها في الشيخ (( فارس بن صفوق الجربا ))


مع انني ارجح انها قيلة في عبد الكريم الجربا والله اعلم


الخلاصه ان اهل نجد اغلبهم ينسبون انها قيلت في عبدالكريم الجربا وهذا الارجح


والشاعر خضير الصعيليك الشمري
هو من الشعراء الذين تميزوا عن غيرهم بقوة الجزاله .....
وهو ينتمي الى قبيلة الاسلم من الصلته من المعاضيد
وقد توفي بالمدينه المنوره


القصيده




يا شيخ أنا جيتك على الفطّـر الشيب = قـزان من دار المحبين دباب


دبــا عليّ ودب مـني بتـقـريــب = قل المـواشي يا ذرا كل من هاب


من دارنا جينا لدارك مغاريب =يموم نجم لا تغير ولا غاب


متخيرك يا منقع الجود والطيب = لا خيب الله للاجاويد طلاّب


سلام من قلب محب بلا ريب = له يستتاب الشاب ويشب من شاب


يا لجوهر الناريز يا لعطر يا لطيب= يا لصعل يا لصهال يا حصان الا طلاب


يا لزير يا لزحار يا لنمر يا لذيب = يا لليث يا للايوث يا لشبل يا لداب


يا الضاري الضرغام عطب المضاريب = يا لفرز يا مفراض ضده والاجناب


يا النادر الهليع عقاب المراقيب = يا نافل جيـله بعيدين واقراب


نطاح طابور العساكر الى هيب = ستر العذاري لى غشى الزمل ضبضاب


عيبك الى من قالوا الناس بك عيب = بالسيف لارقاب المناعير قصاب


وعيبك الى من قالوا الناس بك عيب = للسمن فوق مفطح الحيل صباب


وذبح الغنم والكوم حرش العراقيب = وعطا المهار وبذل مال بلا حساب


وبك شارةِ كبّ الفراد المحانيب = وبذل الطعام وللتنافيل كسّـاب


نمراَ تجرده للعدا والأجانيب = تفجا بها غرات ضدك بالاسباب


ومن عقب ذا بالعون ما بك عذاريب = أحلى من السكر على كبد شرّاب


جيناك فوق الهجن شيب المحاقيب = لمشاهدك يا شوق وضّاح الانياب


الحرّ يضرب بالكهوف المعاطيب =والتبع قنّاصه من الصيد ما جاب


وانت الذي تافي بكل المواجيب = كنك " هديب الشام " بالحمل عتـّاب


تثني لابو صلفيق ما به تكاذيب = شيخ الصخا معطى طويلات الارقاب


يا ما عطيت اللي يجونك طلاليب = كم واحدِ جا لك من الوقت منصاب


وفرجت همه في كبار المواهيب = من عليم يزمي كما يزمي " الزاب "


عزّ الله انك طيب وتفعل الطيب = والطيب يجني منك يا زاكي الانساب




<b><b>ولاهو كثير يا مهدي الاصاعيب =أفعالكـم يعـده اللـي بالاصـلاب
التوقيع
لا اله الا الله محمد رسول الله
بنت الاصول غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 27-12-2013, 04:23 PM   #109
المشرف العام
 
الصورة الرمزية بنت الاصول
 
تم شكره :  شكر 44,984 فى 14,617 موضوع
بنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضو

 

رد: قصة شاعر من شعراء الجزيره العربيه



الشاعر أبو زيد الهلالي

هو أبو زيد الهلالي . . . هكذا عرفه الناس وتناقلت الأجيال اسمه حتى طغى اللقب على الاسم.
أما اسمه الحقيقي هو : سلامه بن رزق الهلالي . . .
وقد استغل أبو زيد سمار بشرته بإخفاء شخصيته في أكثر المواقف التي تتطلب الحيلة وتخلصه من المواقف الحرجة.
وتناقل الرواة عنه حبه الشديد لأجمل فتيات القبيلة ((عليا)) وتعلقها به وتبادله للقصائد معها كقوله:

حمامتيـن فــوق نبنـوب دوحــه

وراكـن فـردٍ والحمــام جمــوع

وراكن ما تبكـن (( عليـا )) مظنتـي

لـو كـان ما يجـري لكـن دمـوع


وقوله أيضاً:
يقولون لي (( عليـا )) نشـاش دقـه

وأنا أقول ريانٍ مـن الغـي عودهـا

قولوا لطـرد الهوى يطـرد الهـوى

بالاجهـاد عنهـا لا يـرده حسودهـا


وقد عرف عن أبو زيد ولعه وحبه الكبير للكرم ومما يروى عنه حينما قل ما في يده قوله بهذين البيتين من عيون الشعر النبطي.
يقـول الهلالـي والهلالـي سلامـه

علـيّ الطـلاق إن المقـل ذليــل

ينـوض يبغـي للمراجـل وينثنـي

كمـا ينثنـي بـالحمـول هـزيـل


أما حِكَم أبو زيد الهلالي بأشعاره كثيرة ومتعددة كقوله:
مـا يــدٍ إلاَّ ويــد الله فـوقهــا

ولا طـايـراتٍ إلاَّ وهـن وقــوع


ومما ينسب إليه:
طلبـك للممنــوع منـك سفـاهـه

وصدك عن اللي صد عنـك صـواب

لا شفت ناسٍ عنـك مغلـوق بابهـم

ظهـور المطـايـا يفتـح الله بـاب
التوقيع
لا اله الا الله محمد رسول الله
بنت الاصول غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 27-12-2013, 04:27 PM   #110
المشرف العام
 
الصورة الرمزية بنت الاصول
 
تم شكره :  شكر 44,984 فى 14,617 موضوع
بنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضو

 

رد: قصة شاعر من شعراء الجزيره العربيه



الشاعر الكبيرالملقب بالمعجزة / حمد بن هادي المسردي القحطاني ( رحمه الله )


نبذه عن حياته " رحمه الله "


هو الشاعر الراحل ( حمد هادي المسردي القحطاني ) من الشعراء الشعبيين المبدعين الذين برعوا في كتابة القصيدة الشعرية بكل اقتدار وتفنن ولد رحمه الله في مدينة جاش سنة 1360 هجرية وتوفي في 13 رمضان 1412 هجرية
تمتع هذا الشاعر الفذ بموهبة قوية استطاع من خلالها أن ينسج اجمل الكلمات ، ويصوغ احلى المعاني فقد طوع اصعب القوافي ، وعاند اعسر البحور الشعرية حيث استخدم كلمات كثيرة في البيت الواحد مثل قصيدته المشهوره (الطائرة) ذات البحر الطويل والتي نالت اعجاب الكثير من هواة الشعر الشعبي وسموه البحر المسردي نسبة للشاعر



قصيدة الطيارة بالصوت:



القصيده مكتوبة:





يا راكب من عندنا طيارة ماطورها لارن عبت كنبريشن فل وافترت مراوحها وطارت بالفضـا مـن طائـرات اطـراز ميـج اربـع مـراوح واربعـة متحركـات
من نوع سبعميـة وسبعـة وارد امريكـا وصنـع فرانكفـورات اسطـول مـن احـدث اساطيـل الفضـاء قـد صممـت باكبـر مصانـع سابقـات اصواتهـا
طيارها متخرج من معهد اعلى فن طيران جو اللي بعاصمة الولايات المريكية وذات الاتحاد المعترف به عالميـا وهـى واشنطـن اى مجمـع جميـع الجامعـات
رسم العلم ذو الراية الخضرا مع السيفين والنخلة على جنحانها تقلع من مدرج مطار ابو ظبي كن حسها زلزال هز الارض يوم ترن باصوات تقول رعود شكماناتها
من عاصمة دولة الامارات اقلعت متوجهـة ومسافـره يـم الكويـت طرانزيـت بلازمـي وانـا الـذي قومتهـا مـن شـان مندوبـي ومـن شـان الوصـاة
وبرفقها من قاذفات النار عشر مقاتلات يحمنها ساعة رفعها الكابتن الممتاز ثم استعدلت فى العـرش دارت دورتيـن وروحـت يـم الكويـت مولعـة شاراتهـا
تحركت متوجهه واسترفعت واستعدلت ثم روحت وصلت فضاء جو الكويت بسرعة ثم وقعت وسط المطار وحول المندوب منها بالرسايـل ناصـي ٍ وافـى الصفـاة
الشاعـر المعـروف وهـو ابـو عشيمـان امهـدي ثـم سلمـه منـى رسايـل ميـر مـدري ليـش يـا هــل الـعـرف مـارجـع مــع المـنـدوب
مدري محقريه مع قلة ثقة ولا اعتبرني يـا عـرب ملقـوف يـوم ارسـل بـلا سابـق معرفـه ثـم وضـع مـا ارسلـت لـه فـي وسـط سلـة مهمـلات
وانــا اشـتـري بالـمـال معـرفـة الــذي شــرواه حـيـث أنــه خبيـروعـارف كـــل المـعـانـي والـعـلـوم وســـر مضمونـاتـهـا
ايضـا ولانـي بجنبـي جــدي وجــده واحــد يشـهـد عـلـى قـولـي تـواريـخ ٍ قديـمـه والـرجـال أهــل الفطـانـه والعـقـول الزاكـيـات
علـمـاً بــأن رد المثـايـل يعتـبـر بـيـن الـرجـال العارفـيـن اطـمـاع وهــو مــن الـعـوارف يذكـرونـه عــارف قـانـون ترتيباتـهـا
لا شك ياللى تاصلونه خبروه إنى تـري لانـي بمتحـدي ولا أحـب التحـدي والخطـا مـا بغـاه مـا ابغـي الا القـوادي والعلـوم اللـى لهـا ذوق وطـرات
لا قصد لى غير التعرف به ولو مـارد مـا والله يجـي فـى خاطـري مثقـال ذرة حيـث مـا هـو لا زم بيـن الرفاقـه يـا عـرب تطويـل خذهـا هاتهـا
ابغيه ذخر فى مقاديم الليالي مثل ما قد قال راكان بن حثلين لابن هادي بماضي ما مضي يوم الفعايل مستمره بيـن ماضيـن الفعايـل فـى العصـور الماضيـات
مابغي على ما قالوا اهل العرف نرجع كالنعامة شافت المكروه مما ليس تكره من قوايمها الذي يحفي مواطيها المسير ولا بغت تمشيبها حفيت بحين وخيبت هقواتها


ومن قصائده الجميلة أيضا :

روائع الشاعر / حمد هادي المسردي







المال







يالله يالـلـي بـيـدك الـعــز والـجــاه=يالـلـي لـخـلات المخالـيـق رافـــي
يـا مـن خلـل عبـدك ليابـان ترفـاه=ياعـالـم ٍ غـايـة خـفـا كــل خـافـي
الطـف بحـال اللـي تبـهـذل بدنـيـاه=وداج بجميع انحـا النحايـا وطافـي
يطرد ورا حظٍ عليك انـت مشكـاه=لا شك شاف من الزمان اختلافـي
من كثر ماله ساروا الناس برضاه=ولو كان ناقص قالوا النـاس وافـي
ومن قل ما بيده ترى الناس تشنـاه=لو كان يسقيهـم عسـل قنـد صافـي
فالمال كـم سـاس ٍ طمـان ٍ وعـلاه=والفقـر كـم حطـم روابـع سنـافـي
لا شك مـا للعبـد عـن حكـم مـولاه=مـن خيـر والا شـر والـرب كـافـي
مــا كـتـب للمخـلـوق لا بــد يلـقـاه=امـــا هـزايــم شـــر ولا عــوافــي





شفت انا بالعين







شفـت أنـا بالعيـن رعبـوب بنظـراتـه رمـانـي=آه يامـابـي عـلـى جـيـه ولا لـــي فـيــه حـيـلـه
نابـي الردفيـن ملهـوف الحشـى حلـو اللسانـي=ضامر السرجوف غض العود والقامـه طويلـه
كاشـف مـا يلبـس البرقـع ومـن عقلـي سبانـي=عــود غــي غــاوي بالـفـن وأجـنـاسـه قلـيـلـه
حيـن لاقانـي وغـض الطـرف مجلـي الثمانـي=صابني سهم الخطر من طرف منسوع الجبيله
قلـت ياسيـد العـذارى ليـت حـنـا لــك عـوانـي=ليتـنـي ويــاك يـازيـن الوصـايـف مــن قبيـلـه
صـد عنـي مستحـي يانـاس لـكـن مــا جفـانـي=والتـفـت لــي بإبـتـسـام وزوّد الـحـمـى ملـيـلـه



الميراج







ويالـجّ قلـبـي لــجّ ســرب ٍ مــن المـيـراج=ليـا اصـدّر لاوامـر قايـده واعلـن الغـاره
مع الفجر الأول عاد ضوح السفر ما انباج=تــحــرّك وتــعـــداده ثـلاثــيــن طــيّـــاره
وياوالّـلـه الـلـي غـلّـق الصـبـر مايحـتـاج=ولـوكـان عيـنـي بــأول الـوقـت صـبّــاره
هواجـيـس قلـبـي بالدقيـقـه تجـيـه افـــواج=وعـيـنـي شـقـاويـه والأفــكــار مـحـتــاره
تخالـف همومـي مثـل ما تختلـف لامــواج=عـلـى شـاطـي ٍ مابـيـن فـرّضـه وعـبّـاره
تـوارد وتـرد القلـب مـن كــل فــجّ وفــاج=وتقبل علـيّ امـواج مـع ريـح صرصـاره
ليا اشتد صلف النّود والبحـر هـاج ومـاج=تسوقـه علـى الشاطـي عواصيـف جبّـاره
غريب ٍ ومشتـاق ٍ وشفـق ٍ علـى المنهـاج=وســود الليـالـي تـخـلـف الـظــن غـــدّاره
وجـودي علـى شــوف المحبّـيـن يـافـرّاج=وجـود الكسيـر الـلـي دنــو مـنـه بجـبـاره




مل قلبٍ






مـــل قـلــب هـــزه الـهــم والـهـاجـوس هـــز=وارتجـف عرشـه وزلـزل وجـا فيـه اهـتـزاز
عـقـب ثلثـيـن مــن الـلـيـل فـــز الـقـلـب فـــز=مـثــل فـــزة واحـــد واطـــي كـســرة قـــزاز
كـن باقـصـى ضـامـري ياجمـاعـه نــار قــز=والـضـلـوع يلـوعـهـا مـثــل ضـــو البـوتـقـاز
وكـن فــوادي مــن عـراويـه بامـواس يـحـز=من همومي والهواجيـس فـي صـدري حـزاز
عقـب ذا يـاراكـب الـلـي عـلـى الغـايـه بــرز=جـمـس شكمانـيـن تــوه جـديـد آخــر طــراز
يعجـب السـواق لـي مـا عطـا حــزم الـجـرز=وأن تـحـرك يـقـرب البـعـد ويـشــق الـغــراز
مــن ديــار البـعـد قـلـب العـنـا صـابــه قـلــز=ومـن ديــار البـعـد عــز الله ان القـلـب جــاز
الــغــدا لــــي ســهــل الله بــدايـــات الـمــلــز=ثــم يشـيـك مــن محـطـات مـوقـفـة الـحـجـاز
وغـادر الديـره مـع العصـر يــوم انــه جـهـز=وأنتلـه مرفـوع بالوصـف كنـه أريــل جـهـاز
والعـشـا حــول السلـيـل مــع المـغـرب نـجـز=حـايـفـه غـمــر شـقــردي وعـادتــه الـنـجـاز
ثــم تـحــرك والـدريــول يـلــز الـرجــل لـــز=طـــول لـيـلـه راح كـلــه مـسـاقـط واجـتـيـاز
والـونـيـت يـشـجـع الـلــي يـحـبــون الــلــزز=لـو يقحـص ويــل طـلـع مــن الـقـاع ارتــواز
كـنـه السـكـران لــي غـــزه الشـيـطـان غـــز=عقـب ما افـلا غرشتـيـن وطــاب لــه الخـنـاز
ينطنـخ ويـشـوش ومــن المخـاطـر مــا يـكـز=شـايـف بـعـض الـعـرب كنـّهـم عـنـده عـفـاز
لا اشرقت شمس الضحى لي الونيت بكل عز=واقــف فــي وســط ديــرة بـنـي عــم عــزاز





معلقة ( نصائح وارشاد )







يـقــول الـلــي بـرســم القـافـيـات=يصوغ القاف صـوغ مجوهـرات
إلــى مـنـه بـغــا نـظــم القـصـيـد=فـــلا يـخـتـار غــيــر الـطـيـبـات
تـنـقـا مـــن نـظـيـفـات الـلـحــون=علـى كيـفـه مــن الـقـاف كلـمـات
محـاريـف القـوافـي لــو تعـصـت=أصخرهـا ولــو هــي عاصـيـات
تـخـيـرت الـكــلام الــلــي يـفـيــد=وجـنــبــت الـعــلــوم الـتـافـهــات
وأنــا قـاسـيـت شـــدات الـزمــان=وذقـــت أمــرارهــا والـحـالـيـات
ومـن قاسـى علـى الدنـيـا شـدايـد=يـفـيـد ويستـفـيـد مـــن الـحـيــات
وأنــا مـانـي بـقـول انــي خـبـيـر=ولانـــي بـــا ادعـــي بـمـقــولات
درسـت مـن المعرفـه مــا تيـسـر=وصرت اعرف علوم ٍ موجـزات
وعشـت مــن الحـيـاة الله واعـلـم=عن اللـي مـن سنيـن العمـر فـات
عـرفـت اطــوار نـيـات الـرجـال=وشـفـت اسـرارهــا المتخـالـفـات
ومـيـزت الرفـيـع مــن الـوضـيـع=وقـلــت الـحــق والـعـلـم الـثـبـات
ترى في الناس من يجلى الهمـوم=عــن المضـيـوم عـنــد النـايـبـات
يسـد الـنـوب مــن كــل النـواحـي=ويــركــي لـلـحـمـول الـكـايــدات
عـزيـز النـفـس لــو مـالـه قـلـيـل=ايـديـنــه بـالـوفــا مـسـتـاصــلات
عـزيـز النـفـس لــو مـالـه قـلـيـل=احــبــالـــه لــلــمــكــارم واردات
عـزيـز النـفـس لــو مـالـه قـلـيـل=اشـبــوره لـلـمـراجـل طــايــلات
ولا ظنـيـت بـــه ظـــن ٍ بـطـيـب=تشـوف رســوم ظـنـك راسـيـات
وليـمـنـك نـخـيـتـه فــــي لــــزوم=بـذل لـك فـي قـضـاه المعـجـزات
وليمـنـك نصيـتـه وأنــت ضـيـف=يـقــوم لـــك بجـمـيـع الـواجـبـات
وفـيـهـم مـــن يـزيــد الـهــم غـــم=ولا يـنـطـح وجـيــه الـمـكـرمـات
واضعيـف النفـس لـو مالـه كثيـر=ســواً بــه فــي حيـاتـه والمـمـات
واضعيـف النفـس لـو مالـه كثيـر=عـن الطـولـه شـبـوره قـاصـرات
واضعيـف النفـس نـذل ٍ مـا يفـيـد=وجــــوده والــعــدم مـتـسـاويـات
بـخـيـل ٍ فــــوق دنــيــاه وذلــيــل=وعـن الامجـاد طبـوعـه شــاذات
يقـولـه واحــد ٍ جـــرب وشـــاف=وصـار يـقـول عـقـب التجـربـات
عـلـى قــول الــذي بالـقـول فــاز=سبقنـي فـي العصـور الماضيـات
جـــزا الله الـشـدايـد كـــل خـيــر=عـرفـت بـهـا الـقـدا والمخطـيـات
وعرفت بهـا العـدو مـن الصديـق=جــزاهــا الله عــنــي بـحـسـنـات
فـيـا سـامـع كـلامـي لـــك عـلــي=نـصـايـح كـالـجـواهـر غـالـيــات
ولا اريــد الـجـزا إلا مــن الـهـي=ثــــواب الله خــيــر الـجــايــزات
علـيـك بـطـاعـة الله ذو الـجــلال=الــــه الــكـــون رب الـكـايـنــات
جليـل الملـك ذو العـرش العظـيـم=ومــن الافــلاك بـامـره دايـــرات
مغيـث المستغيـث إلـيـا استـغـاث=وقــهــار الـجـبـابــرة الـطــغــات
ولــي الأمــر عـالــم كـــل شـــي=ولا تـخـفــى عـلـيــه الـخـافـيـات
مـحــب الـعـفـو غـفــار الـذنــوب=ولـه حسنـات الاسمـا والصـفـات
وسـيـع الحـلـم رحـمــن ٍ رحـيــم=وعــفــوه واســـــع ٍ لـلـمـغـفـرات
وهـو معبـودنـا المحـيـي الممـيـت=وعـلــم الـفـقـر بـيــده والـغـنــات
علـيـك بطاعـتـه فــي كــل حـيـن=وقــم لــه بالـفـروض الـلازمــات
شـهـادتـك وصـلاتــك والـصـيــام=وحـــج الـبـيـت واداي الــزكــات
وبــر الوالـديـن احــرص عـلـيـه=وفـعــل الـبـاقـيـات الـصـالـحـات
وقل معـروف وأنـه عـن المناكـر=واتــق ذنــب رجــم المحصـنـات
ولا تـنــقــل كـــــلام ٍ بالـنـمـيـمـه=وتظـلـم لـــك نـفــوس ٍ غـافــلات
تـرى المولـى عـن العـالـم غـنـي=ومــن طـاعــه يـنــال الأمـنـيـات
كـريـم ٍ لا عـطــا مـاهــو بـخـيـل=ومــداتـــه جـــــزال ٍ وافـــيـــات
ليـا مـنـه عـطـى جــزل العطـايـا=وهـو حــلال صـعـب المشـكـلات
تــراه الـلـي لـيـا ضـاقـت علـيـك=يـفـرجـهـا مـجــيــب الــدعـــوات
مــزيــل الــهـــم رزاق ٍ مـعــيــن=عـلـى خـلـقـه عـيـونـه مـرقـبـات
عظـيـم الـشـان حــي ٍ لا يـمـوت=مــديـــم ٍ والـخــلايــق فـانــيــات
وكـن مستامـن ٍ بـه وامـش وامـن=والاقــــدار بـفـلـكـهـا مـاشــيــات
ولا تـحــزن وعـانــد كـــل هــــم=ولا بـــــد الـشــدايــد زايــــــلات
ولا شــفــت المـحـقـريـه بــديــره=فـلـرض الله فـجــوج ٍ واسـعــات
بــدل دار ٍ جـفـاك الـلـي سكـنـهـا=اتـحـصـل لـــك ديـــار ٍ ثـانـيـات
فحـثّ الرجـل وارحــل لا تبـالـي=ولا تـبـقـى عــزومــك فــاتــرات
ودسّ بالرجـل غـبـات المخـاطـر=ولا تحسـب احسـاب مخـاطـرات
فـلا يجـري لـك الا مـا كتـب لـك=ولا يــاقــاك عــنــه مــحــاذرات
وهاجـر عـن ديـار الــذل تـربـح=وســافــر لـلــديــار الـنــازحــات
تـرى الاسـفـار سـجـات وغنـايـم=وكــــم لـلـبــال فـيـهــا تـسـلـيـات
تــرى الاسـفــار للـعـاقـل مـفـيـده=تفـيـدك مـــن جـمـيـع النـاحـيـات
تـعــرفــك الــرجـــال الـطـيـبـيـن=ذوي ســـاس الـعـلـوم الغـانـمـات
وتجـعـل هـمـة اعـزومــك قـويــه=وتعـطـيـك الـــدروس الـكـافـيـات
وفيـهـا للمـعـاش احـسـن وسـيـلـه=وفـيـهــا للـنـصـيـب مـصـادفــات
وسـجـات الـنـفّـس فـيـهـا وفـيـهـا=لعمـر المـرء فـي الدنـيـا طــرات
تحـرك فـي فـجـوج الله الوسيـعـه=يجيـك الـرزق مـن كـل الجـهـات
ولا تـرضـى الكسـافـه والمهـونـه=تشـوف مــن المعـاديـن الشـمـات
وتـرى عمـر الفتـى ماهـو بـدايـم=وتـرى آجـال النـفـوس مـحـددات
ونـيـل المـجـد فــي قـــوة الإراده=وطـــلاب المـعـالـي مـــا يــبــات
يــدوّر للـعـلا لـــو كـــان يـتـعـب=وعيـونـه فــي طلبـهـا سـاهــرات
فــــلا تـغـتــر بـالـنــوم الـعـمـيـق=تــراه يضيـعـك عـمــق الـسـبـات
تغـانـم دام لــك قــدر إستـطـاعـه=ومـا دام الـفـرّص لــك سانـحـات
وليمـنـك بـذلــت الـجـهـد فـاعـلـم=تــرى ارزاق الـعـبـاد امـقــدرات
فـكــن صـابــر واقـنــع بالـمـقـدَرْ=ولا تـنـدم عـلـى مــا كــان فــات
تــرى الارزاق مــا تـاتـي بـقــوه=ودنـيـانـا تـراهــا خــــذّ وهــــات
ورزق الحي مضمـون ٍ وجـاري=إلـيــا حــتــى تـلاقـيــه الــوفــات
ولـكــن التـسـبـب شـــي واجـــب=ومـن يــزرع سيجـنـي الثـمـرات
وتـرى مـن جـد لابـد انــه يـاجـد=كــلام اهــل الـعـقـول الـزاكـيـات
وليمـنـه بــذل جـهـده ولا احــرز=مـرامــه مـــا عـلـيــه مـعـاتـبـات
ونـفـسـه مـــا يلحّـقـهـا حـسـوفــه=بـقـولـه مـــا عـمـلـت مـحــاولات
الـيــا مــــن الـلـيـالـي عـاكـسـنّـه=وحـظـه مــا سـعـى بمـسـاعـدات
فـيـدري بـــان هـــذي دبـــرة الله=ويـبـقــى قــانــع ٍ بـالـحـاصــلات
وخير الناس مـن يعطـى القناعـه=ولا اشقـى مـن نفـوس ٍ طامعـات
وعنـدي غيـر مــا قلـتـه وصـايـا=على المعنى الصحيـح امسيسـات
اليا منك بغيـت تصـون عرضـك=وتـحـضـى بالـمـزايـا الـكـامـلات
فــلا تمـشـي مـعـا الأنــذال دايــم=وسـايـر لــك رجـاجـيـل ٍ ثـقــات
ومــن لا شـــاورك لا تستـشـيـره=ولــو عـنـد الـظـروف القاسـيـات
وكُن صامت فإن الصمـت حكمـه=وهـيـبــه داخـــــل المـجـتـمـعـات
وكُـــب الـثـرثـره بـالــك تلـجـلـج=فـلا يبقـى عـلـى هـرجـك شـفـات
وكثـر الضحـك نقـص ٍ بالمهـابـه=فــلا تضـحـك بـــدون منـاسـبـات
ولا تنـطـق بغـيـر الـصـدق دايــم=ولا تـبــدي اهـــروج ٍ كــاذبــات
وكُــن مـتـواضـع ٍ بـالــك تـكـبَـر=وخــل اخـلاقــك دايـــم عـالـيـات
ولا تشكـي علـى حـي ٍ سـوى الله=اليـا شفـت الـظـروف معاكـسـات
ولا تـبـدي عـلـى الأنــذال ســدك=ولا بـــــد الـشــدايــد زايــــــلات
ولا تنـسـى علـيـك بحـفـظ حـقـك=تـرى لـيـس الـكـرم بمناضـحـات
وعن التبذير صُن مالك يصونـك=اليـا جــات الـظـروف القاسـيـات
تـرى ماكـل مـن يضحـك يفـيـدك=الـيـا صــارت يـديـنـك خـالـيـات
وعـز الجـار فــان الـجـار قــدره=علـى المسـلـم مــن المستلـزمـات
وظيفـك بــش فــي وجـهـه وقــدم=لــه المـاجـود حـسـب المـقـدرات
وحــذراك الخيـانـه فــي خـويــك=ولا تـرضــى عـلـيـه مـحـايـفـات
وحــذراك الـغـرور اول شـبـابـك=تـرى طـرق الـغـرور مضيـعـات
وليـا ثــار النـشـب بـيـن المـقـرّد=فـجـنـب والـعـواقـب مـرضـيــات
ولا تخـطـي ولا يخـطـى عـلـيـك=وبـالــك تـعـتـرض لـمـعـرضـات
وليا جـاك الخطـا مـن يـم جاهـل=فــــداره بـالـهــروج الـمـقـنـعـات
لـعـلـك تقـنـعـه بـأحـسـن وسـيـلـه=وبـيــبــان الـحـمـاقــه مـقــفــلات
وان لــم يقـنـع الجـاهـل بـعــذرك=وامــــوره شـفـتـهــا مـتــوتــرات
فـكـن عـاقـل وحــذراك الجهـالـه=وحــسّـــب لـلـقـوافــي قـافــيــات
ليـا جهـل الجهـول العـقـل ضــدّه=فــلا تحـسـب لامــور ٍ مـهـمـلات
مضى وقت الجهـل واقفـى وولـى=مـعـا غـبـر السـنـيـن الـمـدبـرات
وليـا مــد الجـهـول ايـديـه عـامـد=وصــارت مــا تـفـيـد مفـاهـمـات
فحـاول تقنـعـه فــان كــان عـانـد=فـــلا للـنـكـر غـيــر الـمـنـكـرات
وردّع الجهـل مـا يحسـب خطيـه=ويحسـب مـن الامــور المقـديـات
خصوصاً لانتهى مقـدار صبـرك=وشفـت مــن الخصـيـم معـانـدات
فـلا يـرضـى عـلـى نفـسـه مـذلـه=يـكـون الـلـي عـزومـه ناقـصـات
ردي الخـال نــذل ٍ وابــن هـامـه=ولاش ٍ والــروابـــع خــــــاذلات
وليـا منـه قضـى صبـرك وغـلـق=وشـفـت ان مالحـلـول بمجـديـات
فـدافـع دون عـرضـك والكـرامـه=وخاتمتـك لـيـا مــا جــات جــات
والأجـل مـقـدر ٍ والـمـوت واحــد=والانـفــس كـلـهـا لــــه ذايــقــات
ولا يـاقــى الـحــذر مـمــا يـقــدر=لا بـــد احـكــام ربـــك نــافــذات
وهذا مـا استطعـت مـن النصايـح=نـصــايــح ثـابــتــه ومــوكـــدات
يـقـولــه واحــــد ٍ والـكــامــل الله=يوصـي ومـا عـمـل بالتوصـيـات
اوصـيـكــم وأنــــا والله مـقـصــر=قـصـور ٍ مــا تـغـطـه لاروقـــات
خصوصاً من جهة ما يرضي الله=وهــذا الـلـي بــه اكـبـر فـايــدات
عـسـى ربــي يسامحـنـي ويغـفـر=ذنــوبــي الآتــيـــه والـسـالـفــات
ولكـن ياهـل الـعـرف اعـذرونـي=اليـا قـصـرت فابـغـى المـعـذرات
وصلـى الله عـلـى المخـتـار طــه=عــــدد مـانـسـنـسـن الــذاريـــات
شفيـع الخـلـق فــي يــوم المـلاقـا=وكــل الخـلـق حـافـيـن ٍ عـــرات
رســـول الـحــق سـيـدنـا مـحـمـد=عليـه مـن الإلـه ازكــى صــلات



يا عذاب الحال
( جنون القصيد )






يـا عـذاب الحـال حـل بــه انـحـلال
كنهـا تلـحـى اللـحـم عنـهـا الـسـلال
انحنـى حـتـى غــدى مـثـل الـخـلال
حـال عنـه الحيـل واصـبـح ناحـلـي

حـــل بـالـحـال انـحــلال ٍ وانـتـحـل
مثـل عـود ٍ يبّـس مـن طـول المحـل
عقـب مـا ماتـت عروقـه واضمحـل
ذاوي ٍ بـامـحــل مــحــل ٍ مـمـحـلـي

طـول صبـري كـل ليـل وكــل يــوم
اتــحـــرى لـلـرســايــل والــعــلــوم
فــي ديــار ٍ جـوهـا حـــر وسـمــوم
وعـجـهـا وغـبـارهـا مـــا يـنـجـلـي

شاب راسي من فـراق الخـل شـاب
مـــا تـهـنـا لا طـعــام ولا شــــراب
وان كتبـت الخـط مـا جانـي جـواب
والخبـر مـن صاحـبـي مــا ردّ لــي

طال يابـن سويـد صبـري وانقضـى
صابـر ٍ كنـي علـى جـمـر الغـضـى
مـن همـوم البـال ضـاق بـي الفضـا
ميـر مـا يشكـى علـى غـيـر الـولـي

لابغـيـت اســج واسـلـى واسـتـريـح
فـــز قـلـبـي ثـــم تـذكــرت المـلـيـح
صاحـب قلبـي علـى شـانـه جـريـح
مخـطـر انــي مــن هــواه استهبـلـي

مــن نديـبـي فــوق مـامـون الحـديـد
سايـقـه مـطـنـوخ والـمـوتـر جـديــد
يـوصــل المـكـتـوب قـــدام الـبـريــد
حـيـث خـطــي جـاهــز مستعـجـلـي

يـــا نـديـبـي قـــم تـجـهـز لـلـمــراح
فوق هاف ٍ لا عطا ا لارض البراح
قــام يكـفـخ مـثــل خـفــاق الـجـنـاح
لا نهـض مـن راس رجــم ٍ معتـلـي

هاف لـوري فـوق ماطـوره صليـب
منـوة اللـي عـن هـوى بالـه غريـب
لا عطـى الحـزم الجلـد يقنـب قنيـب
نـــوع مـاطــوره ثـمــان سـرنـدلـي

مـن ديـار البعـد يمشـي فـي السحـر
بـالـغـلـس قــــدام يـنـبــاج الـســفــر
والضـحـى مـتـعـدي ٍ دولـــة قـطــر
داخـــل ٍ سـلــوى ورقـمــه يجـهـلـي

لوحـتـه مجهـولـة ٍ مــن غـيـر زور
سقـطـوا رقـمـه بابوظـبـي الـمـرور
حيـن سافـر واسمحـوا لــه بالعـبـور
ضامنـيـنـه مـــن جـمـيـع المشـكـلـي

ضامنينـه مـن جميـع اي اعـتـراض
لين يدخـل نجـد واطـراف الريـاض
وامـرهـم نـافــذ ولا فـيــه انـتـقـاض
مـا عـدا الجمـرك لــزوم ٍ يحصـلـي

ثــم يسـافـر عـقـب تركـيـب الـنـمـر
مـثــل زاروق مـعــا غــبــة بــحــر
يجـعـل الــوادي عـلـى دربــه مـمـر
نـاصـي ٍ تثلـيـث والـمـخـرج مـلــي

صار له يوم استوى الخـط اهتـواش
واعجـب السـواق بالسرعـة وشـاش
مانـوى الوقفـة يكـون بحـزم جــاش
صـامــل ٍ فــــي نـيـتــه ومـصـمـلـي

ديـــرة فـيـهـا بـنــي عـمــي ومــــن
لا طروا للقلب في الخـوف ارجهـن
درعي الضافـي علـى طـول الزمـن
لا سـقـى الله مـوطـن ٍ منـهـم خـلــي

الـمـســاردة الــــذي حـــــرابــهـــم
فـــي الـلـقــا لازم لــــزوم يـهـابـهـم
مـــا تـحـديـت الـصـعـاب الا بــهــم
وفــي حمـيـا غيـرهـم لا شــف لــي

صيتهـم فيـمـا مـضـى بــان وظـهـر
وانـتـشـر بـيــن القـبـائـل واشـتـهــر
ربـعـي الـلـي مــا يهـابـون الخـطـر
يـــوم نـيــران الـحـرايـب تـشـعـلـي

ربـعـي الـلـي لـلـعـدا ســـم ٍ ذحـــاح
فزعـة المضيـوم لا صـاح الصيـاح
بالـسـيـوف المـرهـفـات وبـالـرمـاح
ضربـهـم مـثـل الـقـضـاء المـنـزلـي

بالجهـل يـوم العـصـور الماضـيـات
والـسـهــوم الـــــواردة مـتـخـالـفـات
لاقبـلـوا فــوق الخـيـول الصـافـنـات
ارجفـت سـبـع الاراضــي تزلـزلـي

كــم عـقـيـد ٍ مـــن جـــواده نـزلــوه
بـالـوطـا جـفــه وراســــه طــيــروه
مـايـعـرف الـخــوف لـكــن ذلــلــوه
ربـعــي الـلــي يلـطـمـون الـعـايـلـي

يـشـهــد الله والـخـلايــق شـاهـديــن
ويشهـد التاريـخ مـن طـول السنـيـن
اعـقــل الـعـقـال واجـهــل جاهـلـيـن
ضـــد مـنـهـو ضــدهــم سيـجـهـلـي




مما قاله حمد هادي وهو على فراش الموت






اشوف الموت حيٍ في شليلي=ولو نفسي بعـد يقـرع نسمهـا
انا مني دنـا المـوت المزيلـي=تمركز فوق الأنفاس وكتمهـا
وأنا حالي ثوى وانهـد حيلـي=وانا حالي لحا اللاحي لحمها




في الختام وبعد هذه الرحلة الطويلة للشاعر حمد هادي - رحمه الله واحسن مثواه -
فقد ترك لنا تراثاً شعرياً خالداً في نفوسنا لن تطويه صفحات الزمن ، وكان احد رموز الشعر ، وسطر اجمل الروائع الشعرية
رحم الله الشاعر حمد هادي المسردي واسكنه فسيح جناته
التوقيع
لا اله الا الله محمد رسول الله
بنت الاصول غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 29-12-2013, 10:24 PM   #111
المشرف العام
 
الصورة الرمزية بنت الاصول
 
تم شكره :  شكر 44,984 فى 14,617 موضوع
بنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضو

 

رد: قصة شاعر من شعراء الجزيره العربيه

احمد مطر





ولد أحمد مطر في مطلع الخمسينات، ابناً رابعاً بين عشرة أخوة من البنين والبنات، في قرية (التنومة)، إحدى نواحي (شط العرب) في البصرة. وعاش فيها مرحلة الطفولة قبل أن تنتقل أسرته، وهو في مرحلة الصبا، لتقيم عبر النهر في محلة الأصمعي

وفي سن الرابعة عشرة بدأ مطر يكتب الشعر، ولم تخرج قصائده الأولى عن نطاق الغزل والرومانسية، لكن سرعان ما تكشّفت له خفايا الصراع بين السُلطة والشعب، فألقى بنفسه، في فترة مبكرة من عمره، في دائرة النار، حيث لم تطاوعه نفسه على الصمت، ولا على ارتداء ثياب العرس في المأتم، فدخل المعترك السياسي من خلال مشاركته في الإحتفالات العامة بإلقاء قصائده من على المنصة، وكانت هذه القصائد في بداياتها طويلة، تصل إلى أكثر من مائة بيت، مشحونة بقوة عالية من التحريض، وتتمحور حول موقف المواطن من سُلطة لا تتركه ليعيش. ولم يكن لمثل هذا الموقف أن يمر بسلام، الأمر الذي اضطرالشاعر، في النهاية، إلى توديع وطنه ومرابع صباه والتوجه إلى الكويت، هارباً من مطاردة السُلطة.

وفي الكويت عمل في جريدة (القبس) محرراً ثقافياً، وكان آنذاك في منتصف العشرينات من عمره، حيث مضى يُدوّن قصائده التي أخذ نفسه بالشدّة من أجل ألاّ تتعدى موضوعاً واحداً، وإن جاءت القصيدة كلّها في بيت واحد. وراح يكتنز هذه القصائد وكأنه يدوّن يومياته في مفكرته الشخصيّة، لكنها سرعان ما أخذت طريقها إلى النشر، فكانت (القبس) الثغرة التي أخرج منها رأسه، وباركت انطلاقته الشعرية الإنتحارية، وسجّلت لافتاته دون خوف، وساهمت في نشرها بين القرّاء.

وفي رحاب (القبس) عمل الشاعر مع الفنان ناجي العلي، ليجد كلّ منهما في الآخر توافقاً نفسياً واضحاً، فقد كان كلاهما يعرف، غيباً، أن الآخر يكره ما يكره ويحب ما يحب، وكثيراً ما كانا يتوافقان في التعبير عن قضية واحدة، دون اتّفاق مسبق، إذ أن الروابط بينهما كانت تقوم على الصدق والعفوية والبراءة وحدّة الشعور بالمأساة، ورؤية الأشياء بعين مجردة صافية، بعيدة عن مزالق الإيديولوجيا.

وقد كان أحمد مطر يبدأ الجريدة بلافتته في الصفحة الأولى، وكان ناجي العلي يختمها بلوحته الكاريكاتيرية في الصفحة الأخيرة.

ومرة أخرى تكررت مأساة الشاعر، حيث أن لهجته الصادقة، وكلماته الحادة، ولافتاته الصريحة، أثارت حفيظة مختلف السلطات العربية، تماماً مثلما أثارتها ريشة ناجي العلي، الأمر الذي أدى إلى صدور قرار بنفيهما معاً من الكويت، حيث ترافق الإثنان من منفى إلى منفى. وفي لندن فَقـدَ أحمد مطر صاحبه ناجي العلي، ليظل بعده نصف ميت. وعزاؤه أن ناجي مازال معه نصف حي، لينتقم من قوى الشر بقلمه.

ومنذ عام 1986، استقر أحمد مطر في لندن، ليُمضي الأعوام الطويلة، بعيداً عن الوطن مسافة أميال وأميال،



أحاديث الأبواب

(1)
(كُنّا أسياداً في الغابة.
قطعونا من جذورنا.
قيّدونا بالحديد. ثمّ أوقفونا خَدَماً على عتباتهم.
هذا هو حظّنا من التمدّن.)
ليس في الدُّنيا مَن يفهم حُرقةَ العبيد
مِثلُ الأبواب !
(2)
ليس ثرثاراً.
أبجديتهُ المؤلّفة من حرفين فقط
تكفيه تماماً
للتعبير عن وجعه:
( طَقْ ) ‍!
(3)
وَحْدَهُ يعرفُ جميعَ الأبواب
هذا الشحّاذ.
ربّما لأنـه مِثلُها
مقطوعٌ من شجرة !
(4)
يَكشِطُ النجّار جِلدَه ..
فيتألم بصبر.
يمسح وجهَهُ بالرَّمل ..
فلا يشكو.
يضغط مفاصِلَه..
فلا يُطلق حتى آهة.
يطعنُهُ بالمسامير ..
فلا يصرُخ.
مؤمنٌ جدّاً
لا يملكُ إلاّ التّسليمَ
بما يَصنعهُ
الخلاّق !
(5)
( إلعبوا أمامَ الباب )
يشعرُ بالزَّهو.
السيّدةُ
تأتمنُهُ على صغارها !
(6)
قبضَتُهُ الباردة
تُصافِحُ الزائرين
بحرارة !
(7)
صدرُهُ المقرور بالشّتاء
يحسُدُ ظهرَهُ الدّافىء.
صدرُهُ المُشتعِل بالصّيف
يحسدُ ظهرَهُ المُبترد.
ظهرُهُ، الغافِلُ عن مسرّات الدّاخل،
يحسُدُ صدرَهُ
فقط
لأنّهُ مقيمٌ في الخارِج !
(8)
يُزعجهم صريرُه.
لا يحترمونَ مُطلقاً..
أنينَ الشّيخوخة !
(9)
ترقُصُ ،
وتُصفّق.
عِندَها
حفلةُ هواء !
(10)
مُشكلةُ باب الحديد
إنّهُ لا يملِكُ
شجرةَ عائلة !
(11)
حَلقوا وجهَه.
ضمَّخوا صدرَه بالدُّهن.
زرّروا أكمامَهُ بالمسامير الفضّية.
لم يتخيَّلْ،
بعدَ كُلِّ هذهِ الزّينة،
أنّهُ سيكون
سِروالاً لعورةِ منـزل !
(12 )
طيلَةَ يوم الجُمعة
يشتاق إلى ضوضاء الأطفال
بابُ المدرسة.
طيلةَ يوم الجُمعة
يشتاقُ إلى هدوء السّبت
بابُ البيت !
(13)
كأنَّ الظلام لا يكفي..
هاهُم يُغطُّونَ وجهَهُ بِستارة.
( لستُ نافِذةً يا ناس ..
ثُمّ إنني أُحبُّ أن أتفرّج.)
لا أحد يسمعُ احتجاجَه.
الكُلُّ مشغول
بِمتابعة المسرحيّة !
(14)
أَهوَ في الدّاخل
أم في الخارج ؟
لا يعرف.
كثرةُ الضّرب
أصابتهُ بالدُّوار !
(15)
بابُ الكوخ
يتفرّجُ بكُلِّ راحة.
مسكينٌ بابُ القصر
تحجُبُ المناظرَ عن عينيهِ، دائماً،
زحمةُ الحُرّاس !
(16)
(يعملُ عملَنا
ويحمِلُ اسمَنا
لكِنّهُ يبدو مُخنّثاً مثلَ نافِذة.)
هكذا تتحدّثُ الأبوابُ الخشَبيّة
عن البابِ الزُّجاجي !
(17)
لم تُنْسِهِ المدينةُ أصلَهُ.
ظلَّ، مثلما كان في الغابة،
ينامُ واقفاً !
(18)
المفتاحُ
النائمُ على قارعةِ الطّريق ..
عرفَ الآن،
الآن فقط،
نعمةَ أن يكونَ لهُ وطن،
حتّى لو كان
ثُقباً في باب!
(19)
(- مَن الطّارق ؟
- أنا محمود .)
دائماً يعترفون ..
أولئكَ المُتّهمون بضربه !
(20)
ليسَ لها بيوت
ولا أهل.
كُلَّ يومٍ تُقيم
بين أشخاصٍ جُدد..
أبوابُ الفنادق !
(21)
لم يأتِ النّجارُ لتركيبه.
كلاهُما، اليومَ،
عاطِلٌ عن العمل !
(22)
- أحياناً يخرجونَ ضاحكين،
وأحياناً .. مُبلّلين بالدُّموع،
وأحياناً .. مُتذمِّرين.
ماذا يفعلونَ بِهِم هناك ؟!
تتساءلُ
أبوابُ السينما.
(23)
(طَقْ .. طَقْ .. طَقْ )
سدّدوا إلى وجهِهِ ثلاثَ لكمات..
لكنّهم لم يخلعوا كَتِفه.
شُرطةٌ طيّبون !
(24)
على الرّغمَ من كونهِ صغيراً ونحيلاً،
اختارهُ الرّجلُ من دونِ جميعِ أصحابِه.
حَمَلهُ على ظهرِهِ بكُلِّ حنانٍ وحذر.
أركَبهُ سيّارة.
( مُنتهى العِزّ )..قالَ لنفسِه.
وأمامَ البيت
صاحَ الرّجُل: افتحوا ..
جِئنا ببابٍ جديد
لدورةِ المياه !
(25)
- نحنُ لا نأتي بسهولة.
فلكي نُولدَ،
تخضعُ أُمّهاتُنا، دائماً،
للعمليّات القيصريّة.
يقولُ البابُ الخشبي،
وفي عروقه تتصاعدُ رائِحةُ المنشار.
- رُفاتُ المئات من أسلافي ..
المئات.
صُهِرتْ في الجحيم ..
في الجحيم.
لكي أُولدَ أنا فقط.
يقولُ البابُ الفولاذي !
(26)
- حسناً..
هوَ غاضِبٌ مِن زوجته.
لماذا يصفِقُني أنـا ؟!
(27)
لولا ساعي البريد
لماتَ من الجوع.
كُلَّ صباح
يَمُدُّ يَدَهُ إلى فَمِـه
ويُطعِمُهُ رسائل !
(28)
( إنّها الجنَّـة ..
طعامٌ وافر،
وشراب،
وضياء ،
ومناخٌ أوروبـّي.)
يشعُرُ بِمُنتهى الغِبطة
بابُ الثّلاجة !
(29)
- لا أمنعُ الهواء ولا النّور
ولا أحجبُ الأنظار.
أنا مؤمنٌ بالديمقراطية.
- لكنّك تقمعُ الهَوام.
- تلكَ هي الديمقراطية !
يقولُ بابُ الشّبك.
(30)
هاهُم ينتقلون.
كُلُّ متاعِهم في الشّاحِنة.
ليسَ في المنـزل إلاّ الفراغ.
لماذا أغلقوني إذن ؟!
(31)
وسيطٌ دائمٌ للصُلح
بين جِدارين مُتباعِدَين !
(32)
في ضوء المصباح
المُعلَّقِ فوقَ رأسهِ
يتسلّى طولَ الليل
بِقراءةِ
كتابِ الشّارع !
(33)
( ماذا يحسبُ نفسَه ؟
في النّهاية هوَ مثلُنا
لا يعملُ إلاّ فوقَ الأرض.)
هكذا تُفكِّرُ أبواب المنازل
كُلّما لاحَ لها
بابُ طائرة.
(34)
من حقِّهِ
أن يقفَ مزهوّاً بقيمته.
قبضَ أصحابُهُ
من شركة التأمين
مائة ألفِ دينار،
فقط ..
لأنَّ اللصوصَ
خلعوا مفاصِلَه !
(35)
مركزُ حُدود
بين دولة السِّر
ودولة العلَن.
ثُقب المفتاح !
(36)
- محظوظٌ ذلكَ الواقفُ في المرآب.
أربعُ قفزاتٍ في اليوم..
ذلكَ كُلُّ شُغلِه.
- بائسٌ ذلك الواقفُ في المرآب.
ليسَ لهُ أيُّ نصيب
من دفءِ العائلة !
(37)
ركّبوا جَرَساً على ذراعِه.
فَرِحَ كثيراً.
مُنذُ الآن،
سيُعلنون عن حُضورِهم
دونَ الإضطرار إلى صفعِه !
(38)
أكثرُ ما يُضايقهُ
أنّهُ محروم
من وضعِ قبضتهِ العالية
في يدِ طفل !
(39)
هُم عيّنوهُ حارِساً.
لماذا، إذن،
يمنعونَهُ من تأديةِ واجِبه ؟
ينظرُ بِحقد إلى لافتة المحَل:
(نفتَحُ ليلاً ونهاراً) !
(40)
- أمّا أنا.. فلا أسمحُ لأحدٍ باغتصابي.
هكذا يُجمِّلُ غَيْرتَه
الحائطُ الواقف بينَ الباب والنافذة.
لكنَّ الجُرذان تضحك !
(41)
فَمُهُ الكسلان
ينفتحُ
وينغَلِق.
يعبُّ الهواء وينفُثهُ.
لا شُغلَ جديّاً لديه..
ماذا يملِكُ غيرَ التثاؤب ؟!
(42)
مُعاقٌ
يتحرّكُ بكرسيٍّ كهربائي..
بابُ المصعد !
(43)
هذا الرجُلُ لا يأتي، قَطُّ،
عندما يكونُ صاحِبُ البيتِ موجوداً !
هذهِ المرأةُ لا تأتي، أبداً ،
عندما تكونُ رَبَّةُ البيتِ موجودة !
يتعجّبُ بابُ الشّارع.
بابُ غرفةِ النّوم وَحدَهُ
يعرِفُ السّبب !
(44)
( مُنتهى الإذلال.
لم يبقَ إلاّ أن تركبَ النّوافِذُ
فوقَ رؤوسنا.)
تتذمّرُ
أبوابُ السّيارات !
(45)
- أنتَ رأيتَ اللصوصَ، أيُّها الباب،
لماذا لم تُعطِ أوصافَـهُم ؟
- لم يسألني أحد !
(46)
تجهلُ تماماً
لذّةَ طعمِ الطّباشير
الذي في أيدي الأطفال،
تلكَ الأبوابُ المهووسةُ بالنّظافة !
(47)
- أأنتَ متأكدٌ أنهُ هوَ البيت ؟
- أظُن ..
يتحسّرُ الباب :
تظُنّ يا ناكِرَ الودّ ؟
أحقّاً لم تتعرّف على وجهي ؟!
(48)
وضعوا سعفتينِ على كتفيه.
- لم أقُم بأي عملٍ بطولي.
كُلُّ ما في الأمر
أنَّ صاحبَ البيتِ عادَ من الحجّ.
هل أستحِقُّ لهذا
أن يمنحَني هؤلاءِ الحمقى
رُتبةَ ( لواء ) ؟!
(49)
ليتسلّلْ الرّضيع ..
لتتوغّلْ العاصفة ..
لا مانعَ لديهِ إطلاقاً.
مُنفتِح !
(50)
الجَرسُ الذي ذادَ عنهُ اللّطمات ..
غزاهُ بالأرق.
لا شيءَ بلا ثمن !
(51)
يقفُ في استقبالِهم.
يضعُ يدَهُ في أيديهم.
يفتحُ صدرَهُ لهم.
يتنحّى جانباً ليدخلوا.
ومعَ ذلك،
فإنَّ أحداً منهُم
لم يقُلْ لهُ مرّةً :
تعالَ اجلسْ معنا!
(52)
في انتظار النُزلاء الجُدد..
يقفُ مُرتعِداً.
علّمتهُ التّجرُبة
أنهم لن يدخلوا
قبل أن يغسِلوا قدميهِ
بدماءِ ضحيّة !
(53)
( هذا بيتُنـا )
في خاصِرتي، في ذراعي،
في بطني، في رِجلي.
دائماً ينخزُني هذا الولدُ
بخطِّهِ الرّكيك.
يظُنّني لا أعرف !
(54)
(الولدُ المؤدَّب
لا يضرِبُ الآخرين.)
هكذا يُعلِّمونهُ دائماً.
أنا لا أفهم
لماذا يَصِفونهُ بقلَّةِ الأدب
إذا هوَ دخلَ عليهم
دون أن يضربَني ؟‍!
(55)
- عبرَكِ يدخلُ اللّصوص.
أنتِ خائنةٌ أيتها النّافذة.
- لستُ خائنةً، أيها الباب،
بل ضعيفة !
(56)
هذا الّذي مهنتُهُ صَدُّ الرّيح..
بسهولةٍ يجتاحهُ
دبيبُ النّملة !
(57)
( إعبروا فوقَ جُثّتي.
إرزقوني الشّهادة.)
بصمتٍ
تُنادي المُتظاهرين
بواّبةُ القصر !
(58)
في الأفراح أو في المآتم
دائماً يُصابُ بالغَثيان.
ما يبلَعهُ، أوّلَ المساء،
يستفرغُهُ، آخرَ السّهرة !
(59)
اخترقَتهُ الرّصاصة.
ظلَّ واقفاً بكبرياء
لم ينـزف قطرةَ دَمٍ واحدة.
كُلُّ ما في الأمر أنّهُ مالَ قليلاً
لتخرُجَ جنازةُ صاحب البيت !
(60)
قليلٌ من الزّيت بعدَ الشّتاء،
وشيءٌ من الدُّهن بعد الصّيف.
حارسٌ بأرخصِ أجر !
(61)
نحنُ ضِمادات
لهذه الجروح العميقة
في أجساد المنازل !
(62)
لولاه..
لفَقدتْ لذّتَها
مُداهماتُ الشُّرطة !
(63)
هُم يعلمون أنهُ يُعاني من التسوّس،
لكنّ أحداً منهم
لم يُفكّر باصطحابِهِ إلى
طبيب الأسنان !
(64)
- هوَ الذي انهزَم.
حاولَ، جاهِداً، أن يفُضَّني..
لكنّني تمنَّعْتُ.
ليست لطخَةَ عارٍ،
بل وِسامُ شرَف على صدري
بصمَةُ حذائه !
(65)
- إسمع يا عزيزي ..
إلى أن يسكُنَ أحدٌ هذا البيت المهجور
إشغلْ أوقات فراغِكَ
بحراسة بيتي.
هكذا تُواسيهِ العنكبوت !
(66)
ما أن تلتقي بحرارة الأجساد
حتّى تنفتحَ تلقائيّاً.
كم هي خليعةٌ
بوّاباتُ المطارات !
(67)
- أنا فخورٌ أيّتُها النافذة.
صاحبُ الدّار علّقَ اسمَهُ
على صدري.
- يا لكَ من مسكين !
أيُّ فخرٍ للأسير
في أن يحمِل اسمَ آسِرهِ ؟!
(68)
فكّوا قيدَهُ للتّو..
لذلكَ يبدو
مُنشرِحَ الصَّدر !
(69)
تتذمّرُ الأبواب الخشبيّة:
سَواءٌ أعمِلنا في حانةٍ
أم في مسجد،
فإنَّ مصيرَنا جميعاً
إلى النّار !
(70)
في السّلسلةِ مفتاحٌ صغيرٌ يلمع.
مغرورٌ لاختصاصهِ بحُجرةِ الزّينة.
- قليلاً من التواضُعِ يا وَلَد..
لولايَ لما ذُقتَ حتّى طعمَ الرّدهة.
ينهرُهُ مفتاحُ البابِ الكبير‍!
(71)
يُشبه الضميرَ العالمي.
دائماً يتفرّج، ساكتاً، على ما يجري
بابُ المسلَخ!
(72)
في دُكّان النجّار
تُفكّرُ بمصائرها:
- روضةُ أطفال ؟ ربّما.
- مطبخ ؟ مُمكن.
- مكتبة ؟ حبّذا.
المهمّ أنها لن تذهبَ إلى السّجن.
الخشَبُ أكثرُ رقّة
من أن يقوم بمثلِ هذه المهمّة !
(73)
الأبوابُ تعرِفُ الحكايةَ كُلَّها
من ( طَقْ طَقْ )
إلى ( السَّلامُ عليكم.)

التوقيع
لا اله الا الله محمد رسول الله
بنت الاصول غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 31-12-2013, 10:31 PM   #112
المشرف العام
 
الصورة الرمزية بنت الاصول
 
تم شكره :  شكر 44,984 فى 14,617 موضوع
بنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضو

 

رد: قصة شاعر من شعراء الجزيره العربيه

الا عشى

أبو بصير ميمون بن قيس بن جندل، من بطن بني قيس بن ثعلبة الذي ينتمي إلى قبيلة بكر الربعية. كان يقال لأبيه قتيل الجوع لأنه دخل غاراً يستظل فيه من الحر فوقعت صخرة عظيمة من الجبل فسدت فم الغار فمات فيه جوعاً. ولقب بالأعشى لضعف بصره، وبالأعشى الأكبر للتفريق بينه وبين بقية الشعراء الذين عرفوا بالأعشين، كأعشى تغلب وأعشى بني شيبان. وأبو بصير ميمون أشهرهم وأجودهم شعراً. كما لقب بصنّاجة العرب لما في شعره من رنين الموسيقى، وهو شاعر جاهلي قديم من شعراء الطبقة الأولى عند ابن سلاّم.

ولد الأعشى بقرية منفوحة باليمامة ونشأ راوية لخاله المسيَّب بن عَلَس، وتزوج امرأة من عَنَزة، ولم يستحسن خُلقها فطلّقها وقال في ذلك قصيدة جميلة. وتحدث عن ابنته في قصيدة أخرى، فصورها حريصة على استبقائه وتجنيبه أهوال السفر. كما ذكر فقد بصره في قصيدة مدح بها النعمان بن المنذر. وصوّر شيخوخته المظلمة في مواضع متفرقة من ديوانه.

كان الأعشى سخياً كريماً على صحبه ورفاقه من الفتيان، يجتمعون إليه في منزله فيأكلون ويشربون الخمرة. وقد بلغ من وفائهم له بعد موته أنهم كانوا ينادمون قبره فيسقونه الخمر ميتاً كما كان يسقيهم إياها حياً.

وكان الأعشى في حاجة دائمة إلى المال، فراح يطوف بلاد العرب قاصداً الملوك والأشراف يمدحهم وينال عطاءهم. فغرق بالترف وجزيل العطايا من إبل وجياد وقيان وأكسية الخز والديباج. وقد وصلته هذه الرحلات بأسباب الحضارة ورفعته فوق مستوى البداوة الخشنة، وأثّر ذلك في غزله وخمرياته. كما أتاحت له أسفاره ثقافة تاريخية قلّ أن جاراه فيها شاعر جاهلي، كالذي يُرى في شعره من أخبار طسم وجديس وعاد وثمود وأخبار ملوك الفرس والروم. تنسب إلى الأعشى قصيدة في مدح النبي محمد r وقيل إنه أراد الإسلام فحال أبو سفيان بينه وبين ذلك. فعاد إلى بلده فلما كان بقاع منفوحة رمى به بعيره فقتله.

لكن رحلات الأعشى إلى الملوك والأمراء لم تصرفه عما ينبغي للشاعر الجاهلي من المشاركة في شؤون قبيلته والإخلاص لقومه وعشيرته. فقد كان شاعر بكر وربيعة، الذي يسجل انتصاراتهم ويهاجم أعداءهم، ويؤرخ وقائعهم مشيداً بأبطالهم مندداً بخصومهم.

قدّمت طائفة من النقاد القدماء الأعشى وفضلوه على غيره من الشعراء، ومنهم أبو عمرو بن العلاء. وقد جعله ابن سلام في الطبقة الأولى من فحول الشعراء الجاهليين وقيل فيه إنه أشعر الناس إذا طرب. ومن قدّم الأعشى يحتج بكثرة طواله الجياد، وتصرّفه في المديح والهجاء وسائر فنون الشعر، وليس ذلك لغيره. ويقال إنه أوّل من سأل (تكسّب) بشعره. وهو صاحب أول قصة شعرية في الجاهلية، إذ مدح الشاعر شريح بن السموأل راوياً قصة وفاء السموأل بن عادياء. ويغلب على شعر الأعشى اللون القصصي الحماسي، فالشاعر أدنى إلى القاص الذي يسجل أحداث عصره. وقد أولع الأعشى ببعض أساليب كثر دورانها في شعره، أهمها أربعة وهي: وحدة القصيدة، والاستدارة، والاستطراد، والقصص.

اشتهر الأعشى بالمديح والغزل، وكان له أثر كبير في زمانه، حتى قيل إنه ما مدح أحداً في الجاهلية إلا رفعه، وقصة مدحه للمحلَّق الكلابي مشهورة في كتب الأدب.

وشُهر الأعشى عند القدماء بشعر الخمر، فهو أشعر شعرائها بين الجاهليين. وقد جاء شعره في الخمر مخالفاً لسائر الشعر الجاهلي، تشيع فيه الحياة، ويشف عن الصلة العاطفية التي تقوم بين الشاعر وموضوعه. واتسمت خمرياته بالسهولة والسلاسة وتدفق العاطفة. وكان موفقاً في اختيار القوالب الشعرية التي تناسب هذا الفن. وهو مؤسس فن الشعر الخمري عند العرب. وقد جعله ابن سلام الجمحي من الشعراء الذين كانوا ينعون على أنفسهم (يشهّرون) ويتعهّرون. وغزله حسي مادي، ولم تكن المرأة في نظره إلا وسيلة من وسائل اللهو: فهو لا يعشق، وحبه متصل بشهوته، وفراق المرأة لا يشجيه، ولا يؤثر فيه إلى أبعد من تأثُّر العابث بفقد وسيلة عبثه، فينصرف إلى وسيلة أخرى بعد قليل. فالحب عنده لون من ألوان المغامرة والصراع وطموح للظفر والامتلاك. وكثير من غزل الأعشى يصور نساء غير عربيات، وبعضهن من القيان كهُريرة وقتيلة وجُبيرة وغيرهن. أما القصص في غزله فللشاعر فيه أسلوب يميزه من سائر الجاهليين ولا يكاد يجاريه إلا امرؤ القيس [ر]. ولكن الأعشى لم يبلغ في هذا الأسلوب مابلغه عمر بن أبي ربيعة[ر]. فقد كان الأعشى قصير النفس فيه، لا ينساق له نسق القصص ولا يكاد يوغل فيه وإنما هي لمحات قصيرة خاطفة، ومجرد حكاية وسرد.

أما معلقته والتي تسمى لامية الاعشى فمطلعها:
ودِّع هریرةَ إنَّ الرکبَ مرتحلُوهل تطیقُ وداعاً أیُّها الرجلُغراء فرعاء مصقولٌ عوارضهاتمشي الهوينى كما يمشي الوجي الوحلكأن مشيتها من بيت جارتهامر السحابة لا ريثٌ ولا عجلتسمع للحلي وسواساً إذا انصرفتكما استعان بريحٍ عشرقٌ زجلليست كمن يكره الجيران طلعتهاولا تراها لسر الجار تختتليكاد يصرعها لولا تشددهاإذا تقوم إلى جاراتها الكسلإذا تلاعب قرناً ساعةً فترتوارتج منها ذنوب المتن والكفلصفر الوشاح وملء الدرع بهكنةٌإذا تأتى يكاد الخصر ينخزلنعم الضجيع غداة الدجن يصرعهاللذة المرء لا جافٍ ولا تفلهركولةٌ، فنقٌ، درمٌ مرافقهاكأن أخمصها بالشوك ينتعلإذا تقوم يضوع المسك أصورةًوالزنبق الورد من أردانها شملما روضةٌ من رياض الحزن معشبةٌخضراء جاد عليها مسبلٌ هطليضاحك الشمس منها كوكبٌ شرقٌمؤزرٌ بعميم النبت مكتهليوماً بأطيب منها نشر رائحةٍولا بأحسن منها إذ دنا الأصلعلقتها عرضاً وعلقت رجلاًغيري وعلق أخرى غيرها الرجلو علقته فتاة ما يحاولهاومن بني عمها ميت بها وهلو علقتني أخيرى ما تلائمنيفاجتمع الحب، حبٌ كله تبلفكلنا مغرمٌ يهذي بصاحبهناءٍ ودانٍ ومخبولٌ ومختبلصدت هريرة عنا ما تكلمناجهلاً بأم خليدٍ حبل من تصلأ أن رأت رجلاً أعشى أضر بهريب المنون ودهرٌ مفندٌ خبلقالت هريرة لما جئت طالبهاويلي عليك وويلي منك يا رجلإما ترينا حفاةً لانعال لناإنا كذلك ما نحفى وننتعلو قد أخالس رب البيت غفلتهوقد يحاذر مني ثم ما يئلوقد أقود الصبا يوماً فيتبعنيوقد يصاحبني ذو الشرة الغزلوقد غدوت إلى الحانوت يتبعنيشاوٍ مشلٌ شلولٌ شلشلٌ شولفي فتيةٍ كسيوف الهند قد علمواأن هالكٌ كل من يحفى وينتعلنازعتهم قضب الريحان متكئاًوقهوةً مزةً راووقها خضللا يستفيقون منها وهي راهنةٌإلا بهات وإن علوا وإن نهلوايسعى بها ذو زجاجاتٍ له نطفٌمقلصٌ أسفل السربال معتملو مستجيبٍ تخال الصنج يسمعهإذا ترجع فيه القينة الفضلالساحبات ذيول الريط آونةًوالرافعات على أعجازها العجلمن كل ذلك يومٌ قد لهوت بهوفي التجارب طول اللهو والغزلو بلدةٍ مثل ظهر الترس موحشةٍللجن بالليل في حافاتها زجللا يتنمى لها بالقيظ يركبهاإلا الذين لهم فيها أتوا مهلجاوزتها بطليحٍ جسرةٍ سرحٍفي مرفقيها ـ إذا استعرضتها ـ فتلبل هل ترى عارضاً قد بت أرمقهكأنما البرق في حافاته شعلله ردافٌ وجوزٌ مفأمٌ عملٌمنطقٌ بسجال الماء متصللم يلهني اللهو عنه حين أرقبهولا اللذاذة في كأس ولا شغلفقلت للشرب في درنا وقد ثملواشيموا وكيف يشيم الشارب الثملقالوا نمارٌ، فبطن الخال جادهمافالعسجديةٌ فالأبلاء فالرجلفالسفح يجري فخنزيرٌ فبرقتهحتى تدافع منه الربو فالحبلحتى تحمل منه الماء تكلفةًروض القطا فكثيب الغينة السهليسقي دياراً لها قد أصبحت غرضاًزوراً تجانف عنها القود والرسلأبلغ يزيد بني شيبان مألكةًأبا ثبيتٍ أما تنفك تأتكلألست منتهياً عن نحت أثلتناولست ضائرها ما أطت الإبلكناطح صخرةً يوماً ليوهنهافلم يضرها وأوهن قرنه الوعلتغري بنا رهط مسعودٍ وإخوتهيوم للقاء فتردي ثم تعتزلتلحم أبناء ذي الجدين إن غضبواأرماحنا ثم تلقاهم وتعتزللا تقعدن وقد أكلتها خطباًتعوذ من شرها يوماً وتبتهلسائل بني أسدٍ عنا فقد علمواأن سوف يأتيك من أبنائنا شكلو اسأل قشيراً وعبد الله كلهمواسأل ربيعة عنا كيف نفتعلإنا نقاتلهم حتى نقتلهمعند اللقاء وإن جاروا وإن جهلواقد كان في آل كهفٍ إن هم احتربواوالجاشرية من يسعى وينتضللئن قتلتم عميداً لم يكن صدداًلنقتلن مثله منكم فنمتثللئن منيت بنا عن غب معركةٍلا تلفنا عن دماء القوم ننتقللا تنتهون ولن ينهى ذوي شططٍكالطعن يذهب فيه الزيت والفتلحتى يظل عميد القوم مرتفقاًيدفع بالراح عنه نسوةٌ عجلأصابه هندوانٌي فأقصدهأو ذابلٌ من رماح الخط معتدلكلا زعمتم بأنا لا نقاتلكمإنا لأمثالكم يا قومنا قتلنحن الفوارس يوم الحنو ضاحيةًجنبي فطيمة لا ميلٌ ولا عزلقالوا الطعان فقلنا تلك عادتناأو تنزلون فإنا معشرٌ نزلقد نخضب العير في مكنون فائلهوقد يشيط على أرماحنا البطل
وتقول العرب ان أقوى بيت في مقطع الهجاءفي معلقته، ذلك الذي أصبح هو الآخر مثلاً، وفيه يقول:
كناطح صخرة يوماً ليوهنهافلم يضرها، وأوهى قرنه الوعل
فصار يتمثّلُ به كناية عن حماقة كل من يتصدى لمصاولة ما يفوقه قوة وصموداً
ما بكاء الكبير في الأطلالوسؤالي وما ترد سؤالي
وقد ترجم بعض قصائده الطوال، المستشرق الألماني "غاير" منها: قصيدته المعلقة، والقصيدة الثانية "ودع هريرة". وقد عني بشرحها مطولاً، وطبعت معلقته في كتاب: المعلقات العشر.
من قصيدة "هيفاء مثل المهرة":
صَحَا القَلبُ مِن ذِكرَى قُتَيلَةَ بَعدَمَايَكُونُ لَهَا مِثلَ الأَسِيرِ المُكَبَّلِلَهَا قَدَمٌ رَيَّا، سِبَاطٌ بَنَانُهَقَدِ اعتَدَلَت فِي حُـسنِ خَلقٍ مُبتَّلِوَسَاقَانِ مَارَ اللَّحمُ مَورَاً عَلَيهِماإلَى مُنتَهَى خَلخَالِهَا المُتَصَلصِلِإذَا التُمِسَت أُربِيّتَاهَا تَسَانَدَتلَهَا الكَفُّ فِي رَابٍ مِنَ الخَلقِ مُفضِلِإلَى هَدَفٍ فِيهِ ارتِفَاعٌ تَرَى لَهُمِنَ الحُسنِ ظِلاً فَوقَ خَلقٍ مُكَمَّلِ
التوقيع
لا اله الا الله محمد رسول الله
بنت الاصول غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-01-2014, 03:04 PM   #113
المشرف العام
 
الصورة الرمزية بنت الاصول
 
تم شكره :  شكر 44,984 فى 14,617 موضوع
بنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضو

 

رد: قصة شاعر من شعراء الجزيره العربيه



مصطفى صادق الرافعي مصطفى صادق عبد الرزاق بن سعيد بن أحمد بن عبد القادر الرافعي(1298 هـ- 1356 هـ الموافق 1 يناير 1880 - 10 مايو 1937 م) ولد في بيت جده لأمه في قرية "بهتيم" بمحافظة القليوبية في أول وعاش حياته في طنطا ينتمي إلي مدرسة المحافظين وهي مدرسة شعرية تابعة للشعر الكلاسيكي لقب بمعجزة الأدب العربي.تولى والده منصب القضاء الشرعي في كثير من أقاليم مصر وكان آخر عمل له هو رئاسة محكمة طنطا الشرعية.أما والدة الرافعى فكانت سورية الاصل كأبيه وكان أبوها الشيخ الطوخى، وهو تاجر تسير قوافله بالتجارة بين مصر والشام، واصله من حلب، وكانت اقامته في بهتيم من قرى محافظة القليوبية، وكان له فيها ضيعة.ولد مصطفى صادق الرافعي في يناير سنة 1880 وآثرت أمه أن تكون ولادته في بيت أبيها في قرية "بهتيم".دخل الرافعى المدرسة الابتدائية ونال شهادتها ثم أصيب بمرض يقال انه التيفود أقعده عدة شهور في سريره وخرج من هذا المرض مصابا في أذنيه وظل المرض يزيد عليه عاما بعد عام حتى وصل إلى الثلاثين من عمره وقد فقد سمعه نهائية.لم يحصل الرافعى في تعليمه النظامى على أكثر من الشهادة الابتدائية.معنى ذلك أن الرافعى كان مثل العقاد في تعليمه، فكلاهما لم يحصل على شهادة غير الشهادة الابتدائية.كذلك كان الرافعى مثل طه حسين صاحب عاهة دائمة هي فقدان البصر عند طه حسين وفقدان السمع عند الرافعى ومع ذلك فقد كان الرافعى مثل زميليه طه حسين من اصحاب الارادة الحازمة القوية فلم يعبأ بالعقبات، وإنما إشتد عزمه وأخذ نفسه بالجد والاجتهاد، وتعلم على يد والده​حياته على الرغم أن الرافعى لم يستمر طويلا في ميدان الشعر فقد انصرف عن الشعر إلى الكتابة النثرية وعندما نتوقف أمام ظاهرة انصرافه عن الشعر نجد أنه كان على حق في هذا الموقف فرغم ما أنجزه في هذا الميدان الأدبي من نجاح ورغم أنه استطاع أن يلفت الأنظار إلا أنه في الواقع لم يكن يستطيع أن يتجاوز المكانة التي وصل إليها الشعراء الكبار في عصره وخاصة أحمد شوقي وحافظ إبراهيم فقد أعطى هذا الشعران التعبير عن مشاعر الناس وهمومهم في هذا الجيل.لعل الرافعى هو من اطلق أول صرخة اعتراض على الشعر العربى التقليدى في أدبنا فقد كان يقول: "ان في الشعر العربى قيودا لا تتيح له أن ينظم بالشعر كل ما يريد أن يعبر به عن نفسه"وهذه القيود بالفعل هي الوزن والقافية. كانت وقفة الرافعى ضد قيود الشعر التقليدية أخطر وأول وقفة عرفها الأدب العربي في تاريخه الطويل وأهمية هذه الوقفة أنها كانت حوالي سنة 1910 أي في أوائل القرن الماضي وقبل ظهور معظم الدعوات الادبية الأخرى التي دعت إلى تحرير الشعر العربى جزئيا أو كليا من الوزن والقافية.الميدان الأول الذي انتقل إليه الرافعى الذي كان مقيدا بالوزن والقافية هو ميدان النثر الشعرى الحر في التعبير عن عواطفه العتيقة التي كانت تملأ قلبه ولا يتعداها إلى تصرفات تخرج به عن حدود الالتزام الاخلاقي والديني كما كان يتصوره.أما الميدان الثاني الذي خرج إليه الرافعى فهو ميدان الدراسات الادبية وأهمها كان كتابه عن "تاريخ آداب العرب" وهو كتاب بالغ القيمة ولعله كان أول كتاب في موضوعه يظهر في العصر الحديث لأنه ظهر في أوائل القرن العشرين وبالتحديد سنة 1911 . ثم كتب الرافعى بعد ذلك كتابه المشهور "تحت راية القرآن" وفيه يتحدث عن اعجاز القرآن.ويرد على آراء الدكتور طه حسين في كتابه المعروف باسم "في الشعر الجاهلى"يأتى الميدان الأخير الذي تجلت فيه عبقرية الرافعي ووصل فيه إلى مكانته العالية في الأدب العربي المعاصر والقديم وهو مجال المقال والذي أخلص له الرافعى في الجزء الأخير من حياته وأبدع فيه ابداعا عجيبا وهذه المقالات التي جمعها الرافعى في كتابه "وحي القلم"​قالوا عنه جاء في مقال للأستاذ وائل حافظ خلف نشرته مجلة المجتمع الكويتية في ذكرى وفاة الرافعي (5/5/2012)، بعنوان: ( الرافعي.. نابغة الأدب وحجة العربي كتب إلى الرافعي الإمامُ الشيخ محمد عبده - يرحمه الله -:«ولدنا الأديب الفاضل مصطفى أفندي صادق الرافعي، زاده الله أدباً.. لله ما أثمر أدبك، ولله ما ضَمِن لي قلبُكَ، لا أقارضك ثناء بثناء؛ فليس ذلك شأن الآباء مع الأبناء، ولكني أَعُدك من خُلَّص الأولياء، وأُقدم صفك على صف الأقرباء.. وأسأل اللهَ أن يجعل للحق من لسانك سيفاً يمحق الباطل، وأن يُقيمَك في الأواخر مقامَ حَسَّانٍ في الأوائل، والسلام وقال الزعيم مصطفى كامل (رحمه الله) : «سيأتي يوم إذا ذُكر فيه الرافعيُّ قال الناس : هو الحكمة العالية مصوغة في أجمل قالب من البيان»وقد كان .وقال واصفاً إياه السيدُ العلامة، الحبر الفهامة محمد رشيد رضا منشئُ مجلة «المنار» - أثابه الله، وبل بالرحمة ثراه -: «الأديب الأروع، والشاعر الناثر المبدع، صاحب الذوقِ الرقيق، والفهمِ الدقيق، الغواص على جواهر المعاني، الضارب على أوتار مثالثها والمثاني.وقال عنه الأديبُ الألمعي الْمُخَضْرَبُ عباس محمود العقاد - رحمه الله -بآخرة(بعد وفاة الرافعي بثلاث سنين): «إن للرافعي أسلوباً جزلاً، وإن له من بلاغة الإنشاء ما يسلكه في الطبقة الأولى من كُتَّاب العربية المنشئين.وقد قال قبلُ (قبل أن تدور رحى الحرب بينهما ببضع عشرة سنة): «إنه ليتفق لهذا الكاتب من أساليب البيان ما لا يتفق مثلُه لكاتب من كتاب العربية في صدر أيامها»، وتلك شهادة ينبغي أن تكتب بجاري النضار.وخَطَّ أميرُ البيان شكيب أرسلان -يرحمه الله - كلمةً رائعة. عنونها بـ«ما وراء الأكمة»، صدرها بقوله عن الرافعي: «حضرة الأستاذ العبقري، نابغة الأدبِ، وحجة العربِ».وقال عنه المُحَدِّث الكبير العلامة أبو الأشبالِ أحمد محمد شاكر - أحسن الله جزاءه، وأدام عزه وعلاءه -: «إمام الكُتَّاب في هذا العصرِ، وحجة العربِ».وأرسل إليه سيدي الْمِنْطِيقُ الْمِصْقَعُ النِّحْرِيرُ أبو فهرٍ محمود محمد شاكر -أسكنه الله بحابيح جناته، وكساه جلابيب عفوه وغفرانه - إذ عبث أحد الخَتَّارين السفهاء (وهو المدعو: السيد حسن القاياتي) بقلمه ليرجح مقالة عربية على آية قرآنية، يقول: «هممت بالكتابة فاعترضني ذكرك، فألقيت القلم؛ لأتناوله بعد ذلك وأكتب به إليك، ففي عنقك أمانة المسلمين جميعاً؛ لتكتبن في الرد على هذه الكلمة الكافرة لإظهار وجه الإعجاز في الآية الكريمة، وأين يكون موقع الكلمة الجاهلية منها؛ فإن هذه زندقة إن تُركت تأخذ مأخذها في الناس؛ جعلت البر فاجراً، وزادت الفاجر فجوراً: (( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً )) [الأنفال: 25]. واعلم أنه لا عذر لك، أقولها مخلصاً، يمليها عليَّ الحقُّ الذي أعلم إيمانك به، وتفانيك في إقراره والمدافعة عنه والذود عن آياته. ثم اعلم أنك ملجأ يعتصم به المؤمنون حين تناوشهم ذئاب الزندقة الأدبية، التي جعلت همها أن تلغ ولوغها في البيان القرآني».​ؤلفاته تاريخ آداب العرب (ثلاثة أجزاء)، صدرت طبعته الأولى في جزأين عام 1329 هـ، 1911م. وصدر الجزء الثالث بعد وفاته بتحقيق محمد سعيد العريان وذلك عام 1359 هـ الموافق لعام 1940م.​إعجاز القرآن والبلاغة النبوية (وهو الجزء الثاني من كتابه تاريخ آداب العرب)، وقد صدرت طبعته الأولى باسم إعجاز القرآن والبلاغة النبوية عام 1928م.​كتاب المساكين، صدرت طبعته الأولى عام 1917م.​السحاب الأحمر.​حديث القمر.​رسائل الرافعي، وهي مجموعة رسائل خاصة كان يبعث بها إلى محمود أبي رية، وقد اشتملت على كثير من آرائه في الأدب والسياسة ورجالهما.​تحت راية القرآن، مقالات الأدب العربي في الجامعة، والرد على كتاب في الشعر الجاهلي لطه حسين.​على السفود، وهو رد على عباس محمود العقاد.​وحي القلم، (ثلاثة أجزاء) وهو مجموعة فصول ومقالات وقصص كتب المؤلف أكثره لمجلة الرسالة القاهرية بين عامي 1934- 1937م. وفيها:اليمامتان الطفولتان في الربيع الأزرق​أوراق الورد.​رسائل الأحزان.​ديوان الرافعي (ثلاثة أجزاء) صدرت طبعته الأولى عام 1900م.​ديوان النظرات (شعر) صدرت طبعته الأولى عام 1908م.​السمو الروحي الأعظم والجمال الفني في البلاغة النبوية، وهو بحث نفيس أنشأه الرافعي جابة لدعوة جمعية الهداية الإسلامية بالعراق ؛ لتنشره في ذكرى المولد النبوي سنة 1352 هـ .وهو منشور بتحقيق خلف ، وقد قال في مقدمة تحقيقه عن هذا البحث : (( هو خليق بأن يصل ليد كل عربي قارئ ، ومَقْمَنَةٌ لأن يُتلى على كل أمي عابئ )) .​يذكر أن الرافعي ألف النشيد الوطني التونسي الذي لا يزال معمولا به إلى يومنا هذا وهو النشيد المعروف بحماة الحمى ومطلع القصيدة:حماة الحمى يا حماة الحمى *** هلموا هلموا لمجد الزمن لقد صرخت في عروقنا الدماء *** نموت نموت ويحيا الوطن​وفاته في يوم الاثنين العاشر من مايو لعام 1937 استيقظ فيلسوف القرآن لصلاة الفجر، ثم جلس يتلو القرآن، فشعر بحرقة في معدته، تناول لها دواء، ثم عاد إلى مصلاه، ومضت ساعة، ثم نهض وسار، فلما كان بالبهو سقط على الأرض، ولما هب له أهل الدار، وجدوه قد فاضت روحه الطيبة إلى بارئها، وحمل جثمانه ودفن بعد صلاة الظهر إلى جوار أبويه في مقبرة العائلة في طنطا. مات مصطفى صادق الرافعي عن عمر يناهز 57 عاماً.

التوقيع
لا اله الا الله محمد رسول الله
بنت الاصول غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 25-01-2014, 09:31 PM   #114
المشرف العام
 
الصورة الرمزية بنت الاصول
 
تم شكره :  شكر 44,984 فى 14,617 موضوع
بنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضو

 

رد: قصة شاعر من شعراء الجزيره العربيه


الاصمعي

عبد الملك بن قريب بن علي بن أصمع الباهلي، أبو سعيد الأصمعي (121 هـ- 216 هـ/ 740 - 831 م) راوية العرب، وأحد أئمة العلم باللغة والشعر والبلدان.

نبذة من حياته
نسبته إلى جده أصمع. ومولده ووفاته في البصرة. كان كثير التطواف في البوادي، يقتبس علومها ويتلقى أخبارها، ويتحف بها الخلفاء، فيكافأ عليها بالعطايا الوافرة. أخباره كثيرة جداً. وكان الرشيد يسميه (شيطان الشعر). قال الأخفش: ما رأينا أحداً أعلم بالشعر من الأصمعي. وقال أبو الطيب اللغوي: كان أتقن القوم للغة، وأعلمهم بالشعر، وأحضرهم حفظاً. وكان الأصمعي يقول: أحفظ عشرة آلاف أرجوزة. وللمستشرق الألماني وليم أهلورد Vilhelm Ahiwardt كتاب سماه (الأصمعيات-ط) جمع فيه بعض القصائد التي تفرد الأصمعي بروايتها. تصانيفه كثيرة، منها (الإبل-ط)، و(الأضداد-ط)، و(خلق الإنسان-ط)، و(المترادف-خ)، و(الفرق-ط) أي الفرق بين أسماء الأعضاء من الإنسان والحيوان.. 2

صوت صـفير البلبل
يحكى بأن الأصمعي سمع بأن الشعراء قد ضُيق عليهم من قبل الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور فهو يحفظ كل قصيدة يقولونها ويدعي بأنه سمعها من قبل فبعد أن ينتهي الشاعر من قول القصيدة يقوم الأمير بسرد القصيدة إليه ويقول له لا بل حتى الجاري عندي يحفظها فيأتي الجاري (الغلام كان يحفظ الشعر بعد تكراره القصيدة مرتين) فيسرد القصيدة مرة أخرى ويقول الأمير ليس الأمر كذلك فحسب بل إن عندي جارية هي تحفظها أيضاً (والجارية تحفظه بعد المرة الثالثة) ويعمل هذا مع كل الشعراء.

أصيب الشعراء بالخيبة والإحباط، حيث أنه كان يتوجب على الأمير دفع مبلغ من المال لكل قصيدة لم يسمعها ويكون مقابل ما كتبت عليه ذهباً. فسمع الأصمعي بذلك فقال إن بالأمر مكر. فأعد قصيدة منوعة الكلمات وغريبة المعاني. فلبس لبس الأعراب وتنكر حيث أنه كان معروفاً لدى الأمير. فدخل على الأمير وقال إن لدي قصيدة أود أن ألقيها عليك ولا أعتقد أنك سمعتها من قبل. فقال له الأمير هات ما عندك، فقال القصيدة. الخليفة يحفظ من أول مرة والغلام من الثانية والجارية من الثالثة. وهذه هي القصيدة

صـوت صــفير البلبل هيج قلبي الثملي

الماء والزهر معا مـع لحظِ زهرِ المٌقَلي

وأنت يا سيدَ لي وسيدي ومولي لي

فكـم فكـم تيمني غُزَيلٌ عقـيقَلي

قطَّفتَه من وجـنَةٍ من لثم ورد الخـجلي

فـقال لا لا لا لا وقــد غدا مهرولي

والخود مالت طربا من فعل هذا الرجلي

فولولت وولولت ولي ولي يا ويللي

فقلت لا تولولي وبيني اللؤلؤ لـي

قالت له حين كـذا انهض وجد بالنقلي

وفتية سقونني قهوة كالعسللي

شممتها بآنفي أزكـى من القرنفلي

في وسط بستان حلي بالزهر والسرور لي

والعود دندن دنا لي والطبل طبطب طب لـي

طب طبطب طب طبطب طب طبطب طبطب طب لي

والسقف سق سق سق لي والرقص قد طاب إلي

شـوى شـوى وشـاهش على ورق سفرجلي

وغرد القمري يصــيح ملل فــي مللي

ولو تراني راكبا علـى حمار اهزلي

يمشي على ثلاثة كمــشية العرنجلي

والناس ترجم جملي في السوق بالقلقللي

والكل كعكع كعِكَع خلفي ومن حويللي

لكــن مشيت هاربا من خشية العقنقلي

إلى لقاء مـلك مـعظم مبجلي

يأمر لي بخلعة حمراء كالدم دملي

اجر فيها ماشيا مبغـددا للذيلي

انا الأديب الألمعي من حي أرض الموصلي

نظمت قطـعا زخرفت يعجز عنها الأدبلي

أقول في مطلعها صوت صفير البلبلي


حينها اسقط في يد الأمير فقال يا غلام يا جارية. قالوا لم نسمع بها من قبل يا مولاي. فقال الأمير احضر ما كتبتها عليه فنزنه ونعطيك وزنه ذهباً. قال ورثت عمود رخام من أبي وقد كتبتها عليه، لا يحمله إلا عشرة من الجند. فأحضروه فوزن الصندوق كله. فقال الوزير يا أمير المؤمنين ما أظنه إلا الأصمعي فقال الأمير أمط لثامك يا أعرابي. فأزال الأعرابي لثامه فإذا به الأصمعي. فقال الأمير أتفعل ذلك بأمير المؤمنين يا أصمعي؟ قال يا أمير المؤمنين قد قطعت رزق الشعراء بفعلك هذا. قال الأمير أعد المال يا أصمعي قال لا أعيده. قال الأمير أعده قال الأصمعي بشرط. قال الأمير فما هو؟ قال أن تعطي الشعراء على نقلهم ومقولهم. قال الأمير لك ما تريد
التوقيع
لا اله الا الله محمد رسول الله
بنت الاصول غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-05-2014, 10:25 PM   #115
المشرف العام
 
الصورة الرمزية بنت الاصول
 
تم شكره :  شكر 44,984 فى 14,617 موضوع
بنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضو

 

رد: قصة شاعر من شعراء الجزيره العربيه

لَقيطِ بنِ يَعمُر
? - 249 ق. هـ / ? - 380 م
لقيط بن يَعمر بن خارجة الإيادي.
شاعر جاهلي فحل، من أهل الحيرة، كان يحسن الفارسية واتصل بكسرى سابور (ذي الأكتاف)، فكان من كتّابه والمطلعين على أسرار دولته ومن مقدمي مترجميه.
وهو صاحب القصيدة التي مطلعها (يا دار عمرة من محتلها الجرعا)، وهي من غرر الشعر، بعث بها إلى قومه، بني إياد، ينذرهم بأن كسرى وجّه جيشاً لغزوهم وسقطت القصيدة في يد من أوصلها إلى كسرى فسخط عليه وقطع لسانه ثم قتله.
وكانت هذه هي قصيدته الخالدة
يا دارَ عَمْرةَ مِنْ مُحْتلِّها الجَرَعا
هاجتْ لِيَ الـهمّ والأحزانَ والوجعا
تامت فُؤادِي بِذاتِ الجزع خَرْعَبةٌ
مرَّتْ تُريدُ بِذاتِ الْعَذْبَةِ الْبِيَعَا
جَرَّتْ لِمَا بَيْنَنَا حبْلَ الشُّمُوسِ فلا
يأساً مبيناً نرى منها، ولا طَمَعَا
فما أزالُ على شَحْطٍ يُؤَرِّقُنِي
طيفٌ تَعَمَّدَ رحْلي حيثُ ما وُضِعَا
إني بِعَيْنيَّ ما أمّتْ حُمُولُهُمُ
بطنَ السَّلوطحِ، لا ينظرنَ مَنْ تَبِعا
طوراً أراهمْ وطوراً لا أُبِيُنُهُم
إذا تواضَعَ خدرُ ساعةٍ لمعا
بل أيُّها الراكبُ المزجِي على عَجَلٍ
نحو الجزيرةِ مُرتاداً وَمُنْتَجِعَا
أبْلغْ إياداً، وخلِّلْ في سُراتِهِمُ
إني أرى الرأْيَ إن لَّمْ أُعصَ قد نصَعَا
يا لـهفَ نفسي إن كانت أمورُكمُ
شتَّى، وأُحْكِمَ أمْرُ الناسِ فاجْتَمَعَا
ألا تخافون قوماً لا أبا لَكُمُ
أمْسَوْا إليكُمْ كَأَمْثالِ الدّبا سُرُعا
أَبْناءَ قومٍ تأووكمْ على حَنَقٍ
لا يشعرونَ أضرَّ اللـه أم نَفَعا
أحرارَ فارسَ أبناءَ الملوكِ لَهُمْ
من الجموع جموعٌ تزدهي القلعا
فهمْ سراعٌ إليكُمْ، بيْنَ ملتقطٍ
شَوْكاً وآخرَ يجني الصابَ والسّلعا
لو أن جمعَهُمُ راموا بِهَدَّتِهِ
شُمَّ الشَّماريخِ من ثهلانَ لانْصَدَعا
في كل يومٍ يسنّون الحرابَ لَكُم
لا يهْجَعُونَ، إذا ما غافلٌ هَجَعَا
خُزراً عيونُهمُ كأنَّ لحظَهمُ
حريقُ نار ترى منه السّنا قِطعا
لا الحرثُ يشغَلُهم بل لا يرون لـهم
من دون بيضتِكم رِيّاً ولا شِبَعا
وأنتمُ تحرثونَ الأرضَ عن سَفَهٍ
في كل مُعَتَملٍ تبغون مزدرعا
وتُلقحون حِيالَ الشّوْل آونةً
وتنتجون بدار القلعةِ الرُّبعا
وتلبسون ثياب الأمن ضاحيةً
لا تجمعون، وهذا الليث قد جَمعَا
أنتمْ فريقانِ هذا لا يقوم لـه
هُصْرُ الليوثِ وهذا هالك صُقَعا
وقد أظلّكم من شطر ثغركم
هولٌ لـه ظُلَمُ تُغشاكمُ قِطعَا
مالي أراكمْ نِياماً في بُلَهْنيةٍ
وقد ترونَ شِهابَ الحربِ قَدْ سَطَعَا
فَاشْفُوا غليلي بِرأْيٍ منْكُمُ حَسَنٍ
يُضحي فؤادي لـه ريّانَ قد نقعا
ولا تكونوا كمن قد باتَ مُكْتَنِعاً
إذا يُقالُ لـه: افْرجْ غُمَّةً كَنَعا
صونوا جيادَكُمُ واجلوا سيوفكمُ
وجَدِّدُوا للقسيّ النَّبلَ والشِّرَعَا
اشروا تلاَدكُمُ في حِرْزِ أنفسكمْ
وحِرْزِ نِسْوتِكُمْ، لا تهلكوا هَلَعا
ولا يدعْ بعضُكُمْ بعضاً لنائبةٍ
كما تركُتمْ بأعلى بيشةَ النَّخَعَا
فإن غُلبتمْ على ضنٍّ بداركمُ
فقد لقيتمْ بأمرِ حازمٍ فَزَعا
اذكوا العُيونَ وراءَ السَّرحِ واحْتَرِسُوا
حتى تُرى الخيلُ مِنْ تعدائها رُجُعا
(لا تُلْهِكمْ إبلٌ ليست لكمْ إبلٌ
إنَّ العدوَّ بعظمٍ منْكُمُ قَرَعا)
هيهات لا مالَ من زَرْعٍ ولا إبلٍ
يُرجى لغابركمْ إن أنْفُكُمْ جُدِعا
لا تُثمروا المالَ للأعداء إنّهمُ
إن يظفروا يحتووكمْ والتِّلادَ معا
واللـه ما انفكَّتِ الأموالُ مُذ أبدٌ
لأهْلِها إن أصيبوا مرَّةً تبعا
يا قومُ إنَّ لكمْ من عزُّ أوّلكمْ
إرثاً، قَدَ اشْفَقْتُ أن يُودِي فينقطعا
ومايَرُدُّ عليكمْ عِزّ أوّلكمْ
أن ضاعَ آخِرُهُ، أو ذلَّ فاتضعا
فلا تغرَّنكُمُ دُنْياً ولا طَمَعٌ
لن تُنْعِشُوا بزماعٍ ذَلِكَ الطَّمَعَا
يا قومُ بيْضَتَكُمْ لا تُفْجَعُنَّ بها
إني أخاف عليها الأزلمَ الجَذَعا
يا قومُ لا تأمنوا إن كنتمُ غُيُراً
على نسائكمُ كسرى وما جَمَعا
هو الجلاءُ الذي يَجْتَثُّ أصلَكُمُ
فمن رأى مثْلَ ذا رأياً ومَنْ سَمِعا
(قوموا قياماً على أمشاطِ أرْجُلِكُمْ
ثم افزعوا قد ينالُ الأمنَ مَنْ فَزِعا)
فقلِّدُوا أمْرَكُمْ للـه درّكُمُ
رحبَ الذراعِ بأمْرِ الحربِ مُضْطَلِعَا
لا مُترفاً إنْ رخاءُ العيشِ ساعدَهُ
ولا إذا عضَّ مكروهٌ به خشَعا
مُسهّدُ النومِ تَعْنِيهِ ثُغُورُكُمُ
يرومُ منها إلى الأعداءِ مُطّلعا
ما انْفَكَّ يَحْلُبُ هذا الدهر أشْطُره
يكون مُتَّبَعا طوْراً ومُتَّبِعا
وليس يشغَلُهُ مالٌ يَثمِّرُهُ
عَنْكُمْ، ولا ولدٌ يبغِي لـه الرِّفعا
حتى استمرتْ على شزْرٍ مريرتُه
مستحكمَ السِّنِ، لا قمحاً ولا ضرعا
كمالِكِ بِنْ قنانٍ أو كَصَاحِبهِ
زَيْدِ القَنَا يَوْمَ لاقَى الحارثيْنِ مَعَا
إذْ عَابَهُ عائبٌ يوماً فقال لـه:
دَمِّثْ لجَنْبِكَ قبْلَ الليلِ مُضْطَجَعا
فساوروهُ فألْفَوْهُ أخا عِلَلٍ
في الحربِ يَحْتبلُ الرئبالَ والسَبُعا
عبْلَ الذّراعِ أبيّاً ذا مُزابَنَةٍ
في الحربِ لا عاجزاً نكْساً ولا وَرَعا
مستنجداً يتّحدَّى الناسَ كلّهُمُ
لو قارعَ الناسَ عن أحسابِهمْ قَرَعا
هذا كتابي إليكمْ والنذيرُ لَكُمْ
لمنْ رأى رأْيَهُ منكمْ وَمَنْ سَمَعَا
لقد بذلتُ لكمْ نُصْحي بِلا دَخَلٍ
فاستيقظوا إن خيرَ العلمِ ما نفعا
التوقيع
لا اله الا الله محمد رسول الله
بنت الاصول غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 15-06-2014, 09:38 AM   #116
عضو جديد
 
شكر 1 فى 1 موضوع
راعي الذلول is an unknown quantity at this point

 

رد: قصة شاعر من شعراء الجزيره العربيه

السلام عليكم رحمة الله وبركاته وأصبح على جميع الأعضاء والادارة والزوار بالخير
بس حبيت أوضح بعض النقاط في قصة سعدون العواجي والشعر اللي فيها
لأن الراوي ما ذكر شعر الرد على سعدون من قبل شعراء شمر وكذالك خلط بعض القصائد في بعضها و نسب بعض القصائد إلى غير القائل مثل قصيدة فالح أبن فضل الغيثي الشمري ومطلعاها :

ياعقاب عقبان المنيصي لونلك وإستلحقن ياعقاب راسك معه راس
لاتحسبن الخيل قافن عطن لك أرقـابهن عـوجن لكم عـقب مــرواس
ياماحلا ياحــّّرفوهن وجنــــــك شهب النواصي فوقهن كل مـــــدباس
مثل النجـــــوم الهافيه يعجلنك على الطريح مضرياتن وعـــــــــلاس
بحـذيهــن ياعقـاب تـــودســـنك وتعاركن عنــدك كريهـات الاضـراس

إلى آخر القصيدة ... فهذه للشاعر فالح أبن فضل الغيثي وليست للتبيناوي

وكذلك لم يذكر الراوي رد التبيناني على قصيدة سعدون اللي مطلعها

راكب اللي مالهجها الجنينا مهي وحدها ثامنت له ثمانا
إلى آخر قصيدة سعدون ....

رد عليه الشاعر التبيناني الشمري :
راكــبن منــفوق طلق اليمـــــينا يمشي وحــدها مايريــــد الثمانا
زين المواجي مثل روج السفينا يقطع ســـــهال متهمات المـتانا
يلفي لسعدونٍ حلي الجبيـــــــنـا هرجك مسرت خاطري يوم جانا
كان أنت تبي حــربنا ومشتهــينا الحق وحنا نطعمك من قــــــرانا
ملحنٍ من المثلوث كان هو يبينا يقصر عن الطولات كان هو بغانا
ونركب على من فوق حرد اليدينا عربنٍ عرابنٍ مكرماتنٍ سمـــانا
نجدع لهن بالقاع حبت التسمينا وراجن عليه ملاوسات الــــعنانا
قبنٍ علـــــيهن لابتنٍ مترفــــينا من فوقهن ملح الفريا عـــصانا

وقصيد الشعراء كثير بالمعارك مثل معركة وريك و معركة ضفره عندي مسجل في كاسيت ما اقدر اكتبه كله
وإن شاءالله يا قدرت ابي اكتبه للتوضيح بعض النقاط الغير واضحة أو اختلاط بعض القصائد في بعض .

راعي الذلول غير متصل   رد مع اقتباس
من قدموا شكرهم لـ راعي الذلول :
قديم 15-06-2014, 06:03 PM   #117
المشرف العام
 
الصورة الرمزية بنت الاصول
 
تم شكره :  شكر 44,984 فى 14,617 موضوع
بنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضو

 

رد: قصة شاعر من شعراء الجزيره العربيه

اخي الفاضل راعي الذلول
شكرا لمرورك وتوضيح ماخفي علينا من من اخطاء في النقل وذالك راجع للناقل الاصلي للموضوع
جزاك الله كل خير
التوقيع
لا اله الا الله محمد رسول الله
بنت الاصول غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-04-2015, 10:37 AM   #118
المشرف العام
 
الصورة الرمزية بنت الاصول
 
تم شكره :  شكر 44,984 فى 14,617 موضوع
بنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضو

 

رد: قصة شاعر من شعراء الجزيره العربيه

في هذا الموضوع سوف ادرج البطل الضرغام والفارس المقدام
رميزان بن غشام بن مسلط التميمي
وسوف نتكلم عن نسبه حياته وفروسيته وشجاعته و فحولته الشعريه ودهائه التي جعلت من الشريف زيد بن محسن ان يختبر هذا الذكاء الذي تتحدث به الركبان ويجري على كل لسان

-----------------
اسمه ونسبه :----------
-----------------
هو رميزان بن غشام بن مسلط بن رميزان بن سعيد بن مزروع بن رفيع حميد بن حماد بن مخرب بن صلاءة ابن عباده بن عدي بن جندب بن الحارث المنتمي الى قبيله بني تميم

القبيله ذات السطوه و النفوذ والعلم المتداول بينهم والمنتشر والحنكه والدهاء في الجزيره العربيه والتي لها الفضل بعد الله في قمع الجاهليله بقياده الشيخ الجليل محمد بن عبد الوهاب التميمي رحمه الله تعالى
الذي ناصرو دعوته من قبيله العنوز (المسلم) من( بني وهب) من بطن النابهه (الحجاج) من فخذ المصاليخ اسرة ال سعود وحدث ما حدث بلجزيره وكان هو من امر وشد في امره في جعل رايه الدعوه وعلم الدوله شهاده ان لا اله الا الله محمد رسول الله و تحتها السيف المسلول حد لمن لا يبايع لدعوه الشيخ محمد بن عبد الوهاب بنصرة والولاء ومنذ زمن بعيد وذريه الشيخ هم من يمسك بزمام الدعوه والارشاد والنصح و الافتاء بلمملكه العربيه والى الابد.

ينتمي رميزان الى اسرة (ال بوسعيد) الذين سموا نسبه الى جدهم سعيد بن مزروع التميمي كما تقدم ذكره .
وفي زمننا هذا من اسرة البوسعيدية الحاكمه في عمان اللي هو
السلطان قابوس التميمي المعظم يلتقولن في جد واحد
ويتحدث رميزان بكثير من الفخر عن نسبه الى ال ابي سعيد فيقول

بسعيدية كم طلقوا من خريدة
لها من غلاها حشمة وجلال

برجال أمضى من ليوث الشرايع
سعيدية تشبه ضراغم أسودها

ويقول مفتخراً بنسبته العمرو ومنذر التميمي :

لنا مفخر بلأصل عمرو ومنذر
إلى قدموا عند الفخار العشايرُ

وبنسبته الى قبيله بني تميم يقول:

ويا جبر حنا قديمٍ ودارس
لناالمجدفي عالي تميم أوايله



ويقول عن قومه :

تميمية العزوة مزاريم باللقا
أهل شيمةٍ كل العلا في غصونها

وقال ان عيسى : و المعروف اليوم من ال ابو سعيد: ال فارس اهل روضه سدير الذين منهم الشيخ الجليل محمد بن عبدالله بن فارس المعروف في بلد الكويت .
ومن ال بوسعيد ايضاً ال فوزان المعروفين في روضه سدير وال عبداللطيف بن سيف في روضه سدير وال قاسم في روضه سدير وال هويشل في بلد التمير وال عطيه وال عساف في بلده المجمعه وال بكر المعروفين في حايل ومنهم الباحث العلامه ناصر بن عبدالله البكر الذي اخرج مشكوراً اخر شجره لقبيله تميم

ورميزان له صداقه وحسن جوار واقامه مع بن عريعر وهو الذي ساهم في جعل لمه شمل الخوالد واقامه دوله وكيان و مشيخه لبن عريعر في الخوالد وجعل لهم حكماََ في الاحساء

ولرميزان 3 اخوه رشيدان الشاعر المعروف الذي رحل الى بني خالد في الاحساء واقام في ضيافه زعيمهم براك بن غرير الخالدي كما يفهم من مساجلاته مع اخيه رميزان
ويظهر ان رحيل رشيدان الى براك كان فيما بين سنتي 1077 - 1079 هـ اذا براك لم ينل اماره الاحساء الا في سنه 1077هـ

والثاني حمد الذي ينتمي اليه البكر يد اسره البكر في الرياض وحايل فهو بكر بن علي بن عمر بن حمد بن عمر بن عمر بن حمد بن غشام
والثالث سعيد بن غشام واما والدته فأخت الشاعر جبر بن سيار بن حزمي من ال سيار من الدعوم من الجبور من قبيله بني خالد
وبين جبر بن سيار وابن اخته رميزان بن غشام مراسلات عديده بلقصائد

ولادته
ولد رميزان على ما يبدو في بلده روضه سدير وليس لدي ما ينص على تاريخ مولده . فقد ذكر مؤرخون نجد في حوادث 1052 هـ : ان احمد بن عبد الله بن معمر رئيس العيينه سار الى سدير واخرج رميزان بن غشام التميمي رئيس روضه سدير من ام حمار المعروفه في اسفل بلده حوطه سدير
وتلك هي الحادثه الاولى التي ذكرها المؤرخون عن نشاط رميزان ولو افترضنا ان رميزان ولد في العقد الاول او الثاني من القرن الحادي عشر اي 1052 هـ . لكان عمره بين 30 و 40 وهو سن معقول جداً لفارس نال تلك الشهره وصار هدفاً لغزو زعيم نجدي كبير مثل ابن معمر .

ان الدارس لحياه رميزان وشعره يرى انه كان طموحاً نشيطاً وان طموحه ونشاطه وما اتصف به من شجاعه وما كان لاسرته من مكانه اجتماعيه وسياسيه بارزه كما سبق ذكره. كانت من اهم الاسباب التي اهلته لتولي امارة بلده
كذالك كانت علاقته الجيده مع اشراف مكه الاقوياء حينها عاملاً مهما في نجاحه في الوصول الا الامارة

ويبدوان تلك العلاقه بلاشراف وبذات بشريف زيد بن محسن اقلقت بعض امراء نجد وفي طليعتهم ابن معمر الذي خشي على ما يبدو ان تسهم تلك العلاقه في زياده نفوذ رميزان الى اكثر من حدود امارته وهذا ما المح به الذكير في تاريخه المسمى (تاريخ الذكير )
وذكر انه في سنه 1052هـ سار ابن معمر بقوة كبيرة ال رميزان واخرجه بمساعده ما ضي بن محمد بن ثاري الذي ولي الامارة مكانه

وذكر ابن عيسى انه في سنه 1057هـ سار الشريف ريد بن محسن شريف مكه الى نجد ونزل روضه سدير وقتل امير روضه سدير ماضي بن محمد بن ثاري واجلى ال بو راجح وجعل في بلده الروضه اميراً هو رميزان بن غشام من ال بوسعيد وفعل الشريف زيد بأهل الروضه من القبح والفساد ما لا يعلمه الا الله فلله يجازيه بما عمل

ويبدو ان خصوم رميزان اضطرو الى الاذعان بعد هذه الحادثه خوفاً من انتقام اخر حتى اذا توفي الشريف ردي سنه 1077هـ وثب احدهم بعد ذالك بأقل من سنتين على رميزان وقتله كما سيأتي ذكره


سد سبعين رميزان

ويذكر ابن خميس في معجم اليمامه ان روضه سدير كانت اول بلده تستقبل وادي الفقي وكان قبل منخفضاً مجراه عنها ولا تستفيد منه الا فائده يسيرة ففكر أهلها بزعامه رميزان ان يضعو حاجزاً يرفع الماء الى مستوى نخيل البلده لكي ترتوي وما زاد يأخذ مجراه مع وادي الفقي الى بقيه نخيل بلدان دير ومزارعها

...وبطبيعه الحال سوف يعارض اهل سدير هذا لإجراء لأنه حدث في نفس الوادي يجعلهم بعد ان كانو فضلاء مفضولين في حق السيل . فأعلنو معارضتهم ولاكن عامل القوة ذالك الزمن هو المهيمن على المجتمع فقابلتهم الروضه بلقوة ووضعو الحاجز وجعلو له سبعين معبراً تسمى الان بـ سبعين رميزان او بسبعين
واذا طغى الماء وافترع السبعين فهو سيل كبير يقاله له (صبت السبعين) ويشير لها الشاعر رميزان بن غشام التميمي في قصيدته هذي فيقول
لي ديرة يا جبر من فوق منشع
محالها بالليل يسهر رقودها

حكرنا لها وادي سدير غصيبة
بسيوفنا اللي مرهفات حدودها

جرى لنا في مفرق السيل وقعه
اللي حضرها مالك الله يعودها


وحتى الشاعر الهربيد قد ذكر شجاعه و قوه و هذا الفحل التميمي في قصيدته المشهورة المسماه بشيخه ضمن الاربعين الذين جمعوا بين الشعر والشجاعه والامارة فقال

رميزان هو والعرفجي والذي زيد
وساجر مسوي للهجين النعالي


و لكن الصفتين اللتين عرف بها رميزان هما قوة الذاكره و الذكاء والحنكه ويروى في هذا المجال روايات قليله تدل على هاتين الصفتين



قال الجهيمان :
كان رميزان يحج في معظم السنوات حيث يرافق حجاج سدير او ان حجاج سدير يرافقوة فيستفيدون من خبرته و يستفيدون من شجاعته ويستفيدون من اصاله ارائه فاذا وصلو مكه من الواجب عليهم السلام على شريف مكه وكان رميزان قد سبقته شهرته و مكانته الى مكه و الى الشريف صارت قصصه في الفطنه والدهاء وسرعه البديهه طرفه المجالس وسلوة السمار . وفي سنه من السنوات التي حج فيها رميزان ذهب للسلام الى الشريف هو وكبار جماعته بعد ان قضو من المناسك وحينما سلمو عليه كان قد قال الشريف لجلسائه ومن كان في مجلسه سوف اختبر رميزان من حيث لايشعر وسوف اسئله سؤالاً واحداً يكشف عن ذكائه الذي تتحدث به الركان و يجري على كل سان

وقال الشريف لرميزان بلا مقدمات ولا تمهيد :: ما هو احسن الطعام يا رميزان ؟؟ وقال رميزان : قرص البر يا طويل العمر !! ثم قطع الشريف كلامه في هذه السالفه و دخل في سواليف اخرى وانتها من جلسته رميزان مع الشريف فعاد الى بلدته هو من معه ورجعو ديارهم
و عندما مرت سنه وذهب كل عاده للعمره او الحج هو ومن معه من اهل ديرته وابناء قبيلته وعندما قضو مناسكهم ذهبو للسلام على الشريف وبعد اسلام سئله الشريف عن احوال الحجاج وسأل عن راحتهم و ما حصل و وجه سؤال الى رميزان بلا تمهيد ولا مقدمات وقال : بأيش يا رميزان ؟؟.؟ وقال رميزان :بلا روايه ولا تفكير : بسمن يا طويل العمر
وهذا هو تكمله لسؤال الشريف من السنه الماضيه !!! و اكثر الجالسين يومها لم يفهمو هذا السؤال ولا الجواب فأخبرهم الشريف بما فعل بصياغه هذا اسؤال و ما اظهره رميزان من الدهاء وسرعه بديهته

ومره اخرى قال رميزان بعد ما حصل فوق لرفاقه اذا حجيت المره الجايه سوف اخدع الشريف و اباخذ من الشريف 10 من الخيول الاصيله بطيرقه مقبوله ولن اردهن له ايضاً بطريقه مقبوله و تعجب رفاقه و قالو مستحيل لن يحصل بل انك لن تتجراء على فعلها .كيف تنتجراء على ان تخدع شريف مكه وتأخذ منه 10 خيول التي لا يهبها ولا يهب شيأً منها لأي إنسان كان .
بهذا جرت عاده الشريف انه قد يعطي بعض المال ولا كنه من سابع المستحيلات ان يعطي او يهب شي من خيوله الاصيله.
وحينما ذهب رميزان لمكه واداء مناسكه وانتها قال لاصحابه تعالو معي لترو ماذا سأفعل واخذ معه 10 اشخاص من جماعته لكي يأخذ كل واحد منهم خيل ويذهب بها الى ديارهم . وقال لهم الان تعالو معي وفي طريقهم لمجلس الشريف مر على اسطبل الخيل ونظر إليها رميزان وتفحصها (تنقا له 10 ) ثم ذهب الى مجلس الشريف وسلم عليه وقال اني جئت لأودعك ولكنني في طريقي اليك مررت على اصطبل الخيول فرأيت بعضها هزيلاً ضعيفاً لأنها لا تأكل من الاعشاب الصحراء المفيدة النافعه للخيل .ولدينا في بلادنا وديان وربيع وشعاب مليئه بنباتات التي تحبها الخيل وتسمن من اكل منها وتزداد قوة ونشاطاً وسرعه حتى اذا انها اكلت من تلك الاعشاب والنبات تكاد تطير براكبها بين السماء والارض فابعث معي يا طويل العمر 10 من خيولك الاصائل وسوف اتي بها الحج القادم وسوف ترا النتائج .

فأعجب الشريف بكلام رميزان واندهش وكان يثق برميزان اشد الثقه فوافق على ان يعطيه الخيول الـ 10

وسلم رميزان على الشريف وودعه وخرج منه واتجه الى اصطبل الخيل فوجد الاوامر قد سبقته بأن يختار ما شاء من الخيول فأخذ العشر خيول ليذهب بها الى نجد واعطى لكل فرد من جماعته فرساً وكان مل من شاف هذه الخيول قام يتسائل كيف يحصل هذا هذه خيول الشريف هل هي هبه لرميزان ولاكن الشريف لا يهباها لاي كان مستحيل . او هل هي هديه لاحد الامراء . هل اعطيت لرميزان ليبيعها ويستفيد الشريف من ثمنها ؟؟؟؟
كل هذه التساؤلات الاتي تدور بأذهان وتجري على كل لسان والمهم ان رميزان وهو بتجاهه الى دياره كلما مرو بماء يقطنه احد العرب ورأوهم عرفو انها من خيول الشريف ويتسائلون عن سبب وجودها مع رميزان ؟

ومرت الايام و الاسابيع والشهور وذهبت سنه بسرعه وعاد موسوم الحج وحج رميزان كل عاده مع جماعته وبعض انقضاء مناسك الحج ذهب الى الشريف للسلام عليه و سئله الشريف عن احوال الخيول وهل سمنت وزادت سرعتها ؟؟!! فتحدث رميزان عن الخيل وما تعيش به من نعمه ثم سأل الشريف هل اتيت بها معك ؟! فقال رميزان .: احضرتها وما احضرتها !!!
فقال :الشريف ما هذا التناقض في كلامك و ظهر الغضب بملامح وجهه وبداء بصراخ فقال رميزان : حلمك يا طويل العمر فأنني سوف اقص عليك جميع ما جرى لنا في الطريق

فقال رميزان : انه عندما وصلنا الى ماء احدى العشائر كان يقطنه عده قبائل من العرب وعندما رأو الخيل معي عرفو بأنها من خيول الشريف وقال بعضهم لبعض انها هبه لرميزان وهاكذا صار يتحدث العربان وفي كل مورد مياة يحصل هذا الشي . ولالك لم استحسن ان اعود بلخيل اليكم بعد الكلام الذي معته والذي يتداوله القبائل حتى اخذ رائيكم لانني خشيت ان تتحدث القبائل اذا رأوني عدت بها فيقولون ان الشريف اعاد هبته واسترجع هذا العام ما كان قد وهبه في العام الماضي !!ّ والان الامر اليك فإن امرت بعودتها اعدتها وان امرت ببقائها لدي بقيت وبعد ان سمع الشريف زيد هذا الاكلام هداء روعه وخف غضبه او على الاصح تلاشى وقال : ما دامت القبائل تتحدث في مجالسها بهذا الكلام فلخيل لك بارك الله لك فيها ..

وهاكذا استطع رميزان هذه الحيله اللطيفه ان يأخذ 10 من الخيول الاصائل التي تعتبر أعز ما يملك الانسان وبلأخص اعز ممتلكات الشريف و العصور الماضيع.



وفي روايه اخرى يقول الدامغ ::
ان احدهم نصب كميناً لأعدائه وبينما هم يتوافدون الى المكان اذا برميزان يأتي صدفه في جملتهم فأراد ذالك الشخص ان يخرجه منهم فخاطبه شعراً لانه يعرف فحوليته الشعريه وقال
قلطتك يا غريب بلا منادا
مثل البنا فوق الثلوج

فعلم رميزان انه فيه بلا وفيه شي فتظاهر بعدم الرضا و التأثر بما قاله فخرج وهو يقول

قلطه القصر بلمعروف هين
لكن التفكير في الخروج

وستقراء شعر رميزان يمكن التعرف على معالم البارزة لشخصيته ويدل شعر رميزان على سعه إطلاعه وشمول معارفه. ومن هذا المعارف ثقافه قرأنيه كما تدل عليها استشهاده بأخبار الامم الماضيه في القران الكريم كقوله

فحسن ابن يعقوب بدا في جبينه
وحكم بن داود بد في شمايله

او قوله

هاروت سحرة ناشي في عينها
تودع قلوب العاشقين تبلبل

او قوله

كفعل زليخا وابن يعقوب يوسف
كما رمي بالبلوى وهو غير فاسق

ومن هذه المعارف ايضا ثقافته التاريخيه كما يقول

لك الله ما من عصر كسرى وقيصر
وتبع منه عدت علبلها البانها

او قوله

تفوق بني الدنيا بعفو وعفه
وحلم وعدل عدل كسرى شرايده



وفاته

توفي رميزان على ما ذكر ابن عيسى وابن بشر وغيرهما في سنه 1079هـ وهناك من قال انه في سنه 1082هـ رحمه الله تعالى مقتولاً بيد سعود بن محمد الهلالي من ال ابو هلال .
ولم يرد فيما كتب عن رميزان ذكر لابنائه . غير ان جبر بن سيار الخالدي خال رميزان يخاطبه بقوله:

فيا مبلغ ابو مشاري والذي
انف المروة في يده عطاس

ويذكر البكر ان رميزان لا عقب له وكما ذكره الدامغ

وسف اضع بعضاً من قصائده وهي منوعه في الحكمه و الغزل والرثاء و الفخر والمدح والعتاب

اتمنى انني بيت لكم صوره واضح حول حياته وشعر هذا البطل الضرغام رميزان
التوقيع
لا اله الا الله محمد رسول الله
بنت الاصول غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 13-04-2015, 11:04 PM   #119
المشرف العام
 
الصورة الرمزية بنت الاصول
 
تم شكره :  شكر 44,984 فى 14,617 موضوع
بنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضو

 

رد: قصة شاعر من شعراء الجزيره العربيه

الشاعر أمية بن أبي الصلت








شاعر من العصر الجاهلي أدرك الإسلام ولكن لم يسلم، هذا على الرغم من أنه كان يعمل بالعديد من الأمور التي جاء بها الإسلام ويحرم على نفسه ما جاء الإسلام ليحرمه، فنبذ عبادة الأوثان وحرم على نفسه الخمر، قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم " آمن لسانه وكفر قلبه".

اسمه كاملاً أمية بن عبد الله أبي الصلت بن أبي ربيعة بن عوف الثقفي، وأمه هي رقية بنت عبد شمس بن عبد مناف من شريفات قريش، ينتسب إلى قبيلة ثقيف من أهل الطائف، ولد في بيت عز وشرف فكان والده من سادة قومه، وعرف عن أهله الفصاحة وحب الشعر، هذه الفصاحة التي انتقلت لأمية فأشتهر بحكمته وإطلاعه على الكتب القديمة، لبس المسوح تعبداً، ونبذ عبادة الأوثان، وحرم الخمر على نفسه.
رحل أمية إلى البحرين، فأقام بها ثماني سنوات، وخلال ذلك ظهر الإسلام، فعاد مرة أخرى إلى الطائف فسأل عن الإسلام، وعن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، كما قدم مكة وسمع آيات من القرآن الكريم، وعندما سألته قريش عن رأيه قال: أشهد أنه على الحق، فقالوا هل تتبعه؟، قال: حتى انظر في آمره.

خرج أمية إلى الشام ، وفي هذه الأثناء هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وحدثت موقعة بدر، وعندما عاد أمية وقد قرر الدخول في الإسلام علم بمقتل أهل بدر وفيهم ابن خال له فأمتنع وأقام في الطائف حتى وفاته، مما قاله في رثاء من أصيب من قريش يوم بدر:


أَلاّ بَـكَيتَ عَـلى الـكِرامِ بَـني الـكِرامِ أولـي الـمَمادِح
كَبُكا الحَمامِ عَلى فُروعِ الأَيكِ في الغُصُنِ الصَوادِح
يَـبـكـينَ حَــزنـى مُـسـتَكيناتٍ يَـرُحـنَ مَــع iiالـرَوائِـح
أَمـثـالُـهُـنَّ الـبـاكِـيـاتُ الــمُـعـوِلاتِ مِــــنَ الـنَـوائِـح
مَــن يَـبـكِهِم يَـبـكِ عَـلـى حُــزنٍ وَيَـصدُقُ كُـلُّ iiمـادِح
كَـــم بَــيـنَ بَــدرٍ وَالـعَـقَنقَلِ مِــن مَـرازبَـةٍ iiجَـحـاجِح
فَـمُـدافِعِ الـبَـرقَينِ فَـالـحَنّانِ مِــن طَــرفِ الأَواشِــح



يعد أمية من شعراء الطبقة الأولى، له الكثير من الأخبار والقصص الفريدة، وإن كان علماء اللغة لا يحتجون به لورود ألفاظ فيه لا تعرفها العرب، حيث أدخل في قصائده بعض الألفاظ الأعجمية المنقولة أو المقتبسة أو التي تم تعريبها، ومع ذلك تميزت معانيه بالبساطة والوضوح والبعد عن المبالغة.

وكان أمية هو أول من جعل في مطالع الكتب باسمك اللهم، فكتبتها قريش، وكان يأتي في شعره كثيراً بقصص الأنبياء، واطلع على الكتب السماوية، وتناول في أشعاره الموضوعات الدينية والحكمة، ويقال انه كان حنيفياً.
قَد كانَ ذو القَرنَينِ قَبلي مُسلِماً
مَلِكاً عَلا في الأَرضَ غَيرَ iiمُعَبَّدُ
بَلَغَ المَشارِقَ وَالمَغارِبَ iiيَبتَغي
أَسـبـابَ مُـلـكٍ مِـن كَـريـمٍ iiسَـيِّدِ
فَرَأى مَغيبَ الشَمسِ عِندَ مَآبِها
فـي عَـيـنِ ذي خُلُبٍ وَيأطِ حَرمَدِ
مِـن قَـبـلِـهِ بَـلقيسُ كانَت iiعَمَّتي
حَـتـى تَـقَـضّـى مُـلـكُـها بِالهُدهُدِ

يقال أنه عندما سمع رسول الله "صلى الله عليه وسلم" بأبيات أمية بن أبي الصلت التي قال فيها:
الـحَـمـدُ لـلَّهِ مَمسانا iiوَمَصبَحَنا

رَبُّ الـحَـنـيـفَـةِ لَم تَنفَد خَزائِنُها

أَلا نَــبِــيَّ لَــنـا مِـنّـا فَـيُـخـبِـرُنـا





بِـالـخَـيـرِ صَـبَّـحنا رَبي iiوَمَسَّانا

مَـمـلـؤَةٌ طَـبَّـقُ الآَفـاقَ iiسُلطانا

ما بُعدَ غايَتِنا مِن رأَسِ مَجرانا

قال: إن كاد أمية ليُسلم.

وعلى الرغم من عدم دخول أمية بن أبي الصلت في الإسلام إلا أنه نسبت إليه قصائد عديدة يحمد فيها الله، ويثني على الرسول، ويرى البعض أن هناك تناقض بين ما تدل عليه القصائد من إيمان قوي لصاحبها يظهر في معانيها، وبين التردد الذي كان فيه أمية تجاه الإسلام فيشككوا في نسبها إليها، أما البعض الأخر فيرى أنها تنسب لأمية لأنه كان تام الاقتناع بالإسلام وكاد أن يدخل به إلا أنه بعد واقعة بدر شق جيوبه وعقر ناقته على عادة الجاهلية وقرر عدم الدخول فيه، ورواية أخرى ذكرت أن أمية كان يطمع في النبوة لنفسه فلم يدخل فيها حسداً منه.

مما قاله:



لَـكَ الـحَمدُ والمَنُّ ربَّ العِبادِ أَنــتَ الـمَـليكُ وأَنــتَ iiالـحَكَم
وَدِن ديـنَ رَبِّـكَ حَـتّى الـيَقِينِ واجـتَـنِبَنَّ الـهَـوى iiوالـضَجَم
مُــحَـمـداً أَرسَــلَــهُ بـالـهُـدى فَـعـاشَ غَـنِـياً وَلــم iiيُـهـتَضَمُ
عَـطـاءٌ مِــنَ الـلَـهِ iiأُعـطـيتَه وخَـصَّ بِـهِ الـلَهُ أَهـلَ الحَرَم
وقَـــد عَـلِـمـوا أَنَّــهُ خَـيـرُهم وفي بَيتِهِم ذِي النَدى والَكرَم
وقال أيضاً:
إِنَّ آيــاتِ رَبِّــنــا iiبــاقـيـاتٌ
ما يُماري فيهِنَّ إِلا الكَفورُ
خَـلَـقَ الَـلـيـلَ وَالنَهارَ iiفَكُلٌ
مُـسـتَـبـيـنٌ حِـسابَهُ iiمَقدورُ
ثُـمَ يَـجـلو النَهارَ رَبٌ iiكَريم
بِـمَـهـاةٍ شُـعـاعُـها iiمَنشورُ

تناول شعر أمية العديد من الموضوعات التي نلحظ فيها ملامح إيمانية مثل التوحيد ونبذ الأصنام، وفكرة خلود الله وفناء البشر، والبحث والحساب وتحريم الخمر، كما دخلت في أشعاره الحكمة والتي بدأ بها عدد من قصائده على عكس ما كان سائد بين الشعراء الجاهليين.
أما باقي شعره فتنوع بين المدح والرثاء والعتاب والنسيب والفخر والوصف، وكان مدحه بعيداً عن الاستجداء والرغبة في التكسب، وكان مقلاً في الهجاء، فنادراً أن يهجو، أما الوصف فقد استحوذ على كثير من شعره وأبدع فيه.
توفي أمية في العام الخامس للهجرة عام 626 م.
التوقيع
لا اله الا الله محمد رسول الله
بنت الاصول غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:25 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. موقع و منتديات سدير 1432 هـ - 1435 هـ

جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه وإنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه