أن تعترض فكرة أو تخالف رأي أو تواجه كاتب ..
فهذا عمل حضاري بناء ..
وعندما تبدي إختلافك فأنت تعلن عن شخصيتك ..
عن ذاتك .. مواهبك .. قدراتك ..
جديتك ..
مصداقيتك ..
أهليتك في الإقناع ..
التزامك أدب الحوار ..
أي موضوعية تتكىء عليها ..
قدرتك على إثراء موضوع الحوار ..
الارتقاء به ..
وجعله بناءً ..
أي مساحة من عصا الإقناع السحرية تتمتع بها ..
سحر البيان ..
حوارك إما أن يرفعك فينفعك ..
أو يضعك فيفضحك ..
فيسفر عن أنك شخص لا تتمتع بأدنى مقومات أدب الحوار ..
ثائر ..
متشنج ..
غير مبال باللفظة تصدر عنه ..
أتكون في رصيده أم عليه ..
لا حكمة له ولا حنكة ..
فاقد لصوابه ..
لاحياء له ..
فأنى للخير أن يأتي من عنده ..
عاجز عن النقاش ..
يبحث عن تعويض فشله ..
لا يهمه أي وسيلة ركبها في طريق سعيه ..
لا يعنيه في سبيل ذلك أوزن عقله ..
أو تركه لهواه فأغراه ..
واسلمه لداع شيطانه فأغواه ..
وفي قبيح لفظه أرداه ..
فخالف هدي نبيه ..
يوم أن كان زاد حواره الغضب ..
فأعلن إفلاسه من صفتان يحبهما الله ورسوله ..
الحلم والأناة ..
وهو في غضبه قد تخل عن الحكمة والموعظة الحسنة ..
والجدال باللتي هي أحسن ..
أسفر عن تمتعه بقلب فض غليظ ..
ولسان عاجر عن البيان ..
ينضح من بذىء اللفظ وقبيح الكلام ..
اللهم إنا نسألك القول النافع والعمل الصالح ..
اللهم طهر قلوبنا من النفاق وأعمالنا من الرياء وألسنتنا من الكذب وأعيننا من الخيانة ..
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبة أجمعين ..