* إعداد : عبد الرحمن الرميح ( الجزيرة ) :
في ظل النهضة التنموية الشاملة التي تعيشها بلادنا بقيادة حكومتنا الرشيدة ، فقد أخذت بلدة العطار الواقعة بمنطقة سدير نصيبها من تلك التنمية ، فبنيت فيها المدارس والمساجد وشملتها خدمات الكهرباء والماء والهاتف وظهرت فيها المخططات السكنية الجديدة ، مما جعلها تتمتع بمقومات الحياة الحديثة .
الموقع :
تقع بلدة العطار في منطقة سدير وتبعد عن مدينة الرياض بمسافة 160 كلم شمال الرياض ، وهي جنوب مدينة حوطة سدير بمسافة قليلة .
المناخ :
بحكم وقوع بلدة العطار في منطقة سدير فإن مناخها هو مناخ المنطقة التي تقع فيها ، فالمناخ السائد هناك يعرف بالمناخ القاري ، أي حار جاف صيفا وشديد البرودة شتاء ، وتهطل الأمطار في فصلي الشتاء والربيع .
جغرافيتها :
تقع العطار على ضفاف وادي الفقي « وادي سدير » من الجهة الجنوبية ، وأرضها زراعية خصبة ، فمتى ما سال الوداي انتعشت الأراضي والنخيل وأخذت بالاخضرار والإنتاج ، وأرضها منخفضة قليلا ، وتنقسم البلدة إلى ثلاثة أقسام : العلاوة « العليا » وهي شمال البلدة الوسطى ، « البلد » وهي وسط البلدة ، السفالة « السفلى » وهي الجزء الجنوبي منها .
وادي الفقي :
يعتبر وادي الفقي من أكبر الأودية وأقدمها في منطقة نجد ، فلذلك لا عجب أن تجد على ضفافه الكثير من البلدان والقرى الآهلة بالسكان ، لأن الماء هو أساس الحياة ، ويعود تاريخه إلى أزمنة بعيدة جدا ، حيث ذكره ياقوت الحموي في معجم البلدان بقوله : ( الفقي وادٍ في طرف عارض اليمامة من قبل مهب الرياح الشمالية ، وقيل هو لبني العنبر بن عمرو بن تميم نزلوها بعد مقتل مسيلمة لأنها خلت من أهلها وكانوا قتلوا مع مسيلمة ، وبها منبر ومنبرها أكبر منابر اليمامة ) ، ويصل طول الوادي إلى 30 كلم تقريبا ويتفرع منه عدد كبير من الشعاب والرياض الكثيرة .
تاريخ العطار :
كما ذكرنا سابقا بأنه نظرا لقدم وادي الفقي وغزارة مائه وخصوبة أرضه ، فقد نشأت على ضفافه الكثير من البلدان والقرى منذ القدم ، وتعتبر بلدة العطار من تلك البلدان القديمة التي نشأت على ضفافه وامتهن أهلها الزراعة والفلاحة والتجارة ، ولعل أقدم نص تاريخي ذكرت فيه بلدة العطار جاء في تاريخ المؤرخ محمد بن ربيعة المتوفى في القرن الثاني عشر الهجري حيث جاء ذكر العطار في أحداث سنة 1078 هـ ، وذكره العلامة المؤرخ عثمان بن بشر المتوفى في القرن الثالث عشر الهجري في كتابه « عنوان المجد في تاريخ نجد » في نفس العام الذي ذكره ابن ربيعة ، وذكره المؤرخ ابراهيم بن عيسى المتوفى في القرن الرابع عشر الهجري في تاريخه في نفس العام .
وقد ذكره الشيخ عبد الله بن خميس في معجم اليمامة الجزء الثاني فقال: « العطار بفتح العين والطاء المشددة فألف وراء، على صفة بائع العطر، وهي بلدة قديمة تقع في أسفل « وادي الفقي » ويسقي نخيله ويسقيه ايضا شعب آخر خاص به ، وعلى جباله ويحيط به حصون وأبراج قديمة .. » ، مما يظهر لنا أن البلدة لها تاريخها القديم وكانت معروفة منذ زمن طويل ، ولكن نظرا لأن الناس الأوائل تبعا لما مروا به من ظروف حياتية قاسية أجبرتهم على البحث عن الرزق وترك الكتابة والتأليف وخاصة التاريخ ، مما جعل الفترات الزمنية التي سبقت الدولة السعودية الأولى مجهولة وغير واضحة المعالم .
المعالم التاريخية :
كانت بلاد نجد في الزمن السابق ممزقة وفي حروب دائمة فكل بلد كان دولة قائمة بذاتها ، ولعل أبرز معالم البلدة التي ما زالت قائمة هو سور العطار فهو مبني ليحمي البلدة من الحروب واللصوص ويكون حاميا لجميع النخيل والمزارع والبيوت ، وهو مبني من الطين الخالص مما جعله يعمر لسنوات طويلة .
وللبلدة بوابتان شمالية وجنوبية ، وللسور عدة بروج يحتمي فيها المقاتلون أثناء المعارك ، بالإضافة إلى مساجد البلدة الثلاثة القديمة والمسجد الجامع .
النهضة التنموية :
شهدت بلدة العطار نهضة تنموية شاملة كغيرها من بلدان المملكة ، فبنيت فيها مدرسة للأولاد وللبنات وافتتح مركز صحي للبلدة ومكتبة ومركز للبريد ، وفي عام 1396هـ تم إدخال خدمة الكهرباء ، ودخلت خدمة الهاتف للبلدة في عام 1403هـ بالإضافة إلى إيصال مياه الشرب إلى سكانها .