العودة   منتديات سدير > `·• آفاق رحبة •·´ > ¨° الإسلامي °¨

¨° الإسلامي °¨ جميع ما يتعلق بالشريعة علماً و فكراً و منهجاً . قضايا معاصرة - أحكام - فتاوى - نصائح - بحوث شرعية - مقالات

الإهداءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-05-2013, 08:10 AM   #1
عضو مشارك
 
تم شكره :  شكر 109 فى 70 موضوع
فهد الجمعة is an unknown quantity at this pointفهد الجمعة is an unknown quantity at this pointفهد الجمعة is an unknown quantity at this point

 

تنقص العلماء فرية الأفرياء

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف خلق الله أجمعين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين، أما بعد:
فقد كثر في الآونة الأخيرة الطعن والهمز واللمز في ورثة الأنبياء، والذين بعلمهم نهتدي، وبنصائحهم نقتدي، وبتوجيهاتهم نستنير الطريق المستقيم، فكان لزاماً أن أكتب ما كان حقاً على كل مسلم غيور على دينه محب لعلماءه أن يكتب من بيان للحق وتوضيح له، وازهاق للباطل وردع له، فكما قيل: (من سكت عن الحق فهو شيطان أخرس) يقول ابن القيم رحمه الله: وأي دين وأي خير فيمن يرى محارم الله تنتهك وحدوده تضاع ودينه يترك! وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب عنها! وهو بارد القلب ساكت اللسان، شيطان أخرس، كما أن من تكلم بالباطل شيطان ناطق. انتهى
وقال عبد الحي بن محمد العماد الحنبلي في "شذرات الذهب في أخبار من ذهب" ومن كلامه يعني الحسن بن علي النيسابوري: من سكت عن الحق فهو شيطان أخرس.
والحق الذي لا يجوز السكوت عنه هو بإجمال: كل ما جاء في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من الأوامر والنواهي والآداب. كما نسبه إليه النووي في شرح مسلم نقلا عن أبي القاسم القشيري قال: وسمعت أبا علي الدقاق يقول: من سكت عن الحق فهو شيطان أخرس.
فأقول مستعيناً بالله:
قال عليه الصلاة والسلام (إن العلماء ورثة الانبياء وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر) رواه الترمذي وغيره وصححه الألباني.
فالأنبياء لا تورث أموالهم وإنما هي صدقة، والذي يورث عنهم هو العلم ووارثه هم العلماء، وقد ترجم البخاري في صحيحه قال: وإن العلماء هم ورثة الأنبياء ورثوا العلم. فهذا الحديث العظيم يدل دلالة واضحة على عظم شأن العلماء وعظم مكانتهم وخطورة الطعن فيهم أو الهمز او اللمز فيهم، وأنهم ورثة الأنبياء بتوريثهم العلم النافع الذي ينير الطريق لمن وفقه الله وهداه لاتباع الطريق المستقيم وتعلم العلم النافع، وقد ورد في سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن مكانة العلماء حشد من النصوص المذكرة بفضل العلماء، وعلو درجتهم، فعن أبي أُمامة الباهلي - رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرضين حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير" رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الترمذي ، فيا لها من مكانة، ويا له من فضل، ويا له من تشبيه لهذا الذي يحمل العلم. وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليس منا من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه" رواه أحمد والترمذي. وقال العلامة ابن القيم رحمه تعالى في كتابه إعلام الموقعين عن رب العالمين: " العلماء هم في الأرض بمنزلة النجوم في السماء بهم يهتدي الحيران في الظلماء وحاجة الناس إليهم أعظم من حاجتهم إلى الطعام والشراب ".
إن توقير العلم والعلماء؛ من إجلال الله تعالى، وتعظيم شريعته، وامتثال أمره، عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إِن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه وإكرام ذي السلطان المقسط" رواه أبو داود وحسنه الشيخ الألباني في صحيح الجامع 2195
ومن عقيدة أهل السنة والجماعة أنهم يدينون الله سبحانه ويتقربون إليه باحترام العلماء الهداة، بلا غلو ولا جفاء، قال أبو جعفر الطحاوي في عقيدته المشهورة: "وعلماء السلف من السابقين، ومَن بعدهم من التابعين، أهل الخير والأثر، وأهل الفقه والنظر، لا يُذكَرون إلا بالجميل، ومن ذكرهم بسوء فهو على غير السبيل ".
إن تعظيم العلماء وتقديرهم من تعظيم شعائر الله قال تعالى: ﴿ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه)، وقال جل وعلا: ﴿ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)، والشعيرة كما قال العلماء: كل ما أذن وأشعر الله بفضله وتعظيمه. والعلماء بلا ريب يدخلون دخولاً أوليًّا فيما أذن الله وأشعر الله بفضلهم وتعظيمه بدلالة النصوص الكريمة السالفة الإيراد.
قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله في تفسيره: شعائر الله أعلام الدين الظاهرة ومعنى تعظيمها إجلالها والقيام بها وتكميلها على أكمل ما يقدر عليه العبد، فتعظيم شعائر الله صادر من تقوى القلوب، فالمعظم لها يبرهن على تقواه وصحة إيمانه؛ لأن تعظيمها تابع لتعظيم الله وإجلاله. وعلى هذا فالنيل من العلماء وإيذاؤهم يعد إعراضًا أو تقصيرًا في تعظيم شعيرة من شعائر الله قال بعض العلماء: أعراض العلماء على حفرة من حفر جهنم.
ومن هنا وجب أن يوفيهم الناس حقهم من التعظيم والتقدير والإجلال وحفظ الحرمات، وما يوجد من بعض الناس في بعض المجالس أو المنتديات أو بعض وسائل الإعلام من انتقاصٍ أو ازدراء لأهل العلم بسبب خلافهم أو قولهم الحق والصدع به يجب إنكاره والرد على قائله ونصحه؛ لأن الوقوع في العلماء إسقاط لهم وحرمان للناس من الإفادة من علمهم، وحينئذ يتخذ الناس رؤوسًا جهالاً فيفتوا بغير علم فيضلوا؛ فعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا" رواه البخاري ومسلم.

وبما أن الجزاء من جنس العمل؛ فليخش الطاعنون في العلماء المستهزئون بهم بعاقبة من جنس فعلهم؛ فعن إبراهيم النخعي -رحمه اللَّه- قال: إني أجد نفسي تحدثني بالشيء، فما يمنعني أن أتكلم به إلا مخافة أن أبتلى به. ورُوِي عن الإمام أحمد أنه قال: " لحوم العلماء مسمومة؛ مَن شمها مرض، ومَن أكلها مات" ، وقال الحافظ ابن عساكر -رحمه اللَّه تعالى: واعلم يا أخي -وفقنا اللَّه وإياك لمرضاته وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته- أن لحوم العلماء -رحمة اللَّه عليهم- مسمومة، وعادة اللَّه في هتك أستار منتقصيهم معلومة؛ لأن الوقيعة فيهم بما هم منه برآء أمر عظيم، والتناول لأعراضهم بالزور والافتراء مرتع وخيم، والاختلاف على مَن اختاره اللَّه منهم لنعش العلم خلق ذميم. ، وقال أيضًا: ومَن أطلق لسانه في العلماء بالثلب، ابتلاه اللَّه تعالى قبل موته بموت القلب، ﴿ فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم).
إن محبة علماء الشريعة الربانيين، ومعرفة قدرهم، وحفظ مكانتهم، والذب عن أعراضهم، والانتصار لهم ممن بغى عليهم، منهج السلف الصالح ودليل الهدى والإتباع، وقربة يتقرب بها العبد إلى ربه إن كانت نيته خالصة لله جل وعلا، وفي هذا يقول أبو حاتم الرازي رحمه الله تعالى:«إذا رأيت الرجل يحب أحمد بن حنبل فاعلم أنه صاحب سنة».
فينبغي على المسلم محبة العلماء الربانيين وتقديرهم وإجلالهم وذكر محاسنهم والتغاضي عن هفواتهم وعدم الكلام فيهم أمام الآخرين أو التشهير بهم في المنابر والصحف ووسائل التواصل الاجتماعي وغيرها، لأن ذلك مما يجر إلى الفتن والشرور، ويزيد من التفكك والفرقة والاختلاف، وعدم ثقة العامي بالعالم، وهذا مما يستهدفه أعداء الإسلام ممن امتلأت قلوبهم حقداً وبغضاً وكراهية على علماء المسلمين.
وإني أحذر أشد الحذر من التنقص من علماءنا الأجلاء والاستهزاء بهم وعدم توقيرهم واحترامهم وإنزالهم المنزلة التي يستحقونها من غير غلو أو تفريط.

حفظ الله تعالى علماء الأمة الربانيين العاملين، وأعلى ذكرهم، وزادهم من فضله، ونفع بهم خلقه، ورد عنهم قالة السوء، إنه سميع قريب.


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

وكتب: فهد بن إبراهيم الجمعة
إمام وخطيب جامع الأميرة منيرة بنت عبدالعزيز بن مساعد
ونائب المشرف العام على الموقع الدعوي
الأربعاء 19 رجب 1434 هـ
فهد الجمعة غير متصل   رد مع اقتباس
من قدموا شكرهم لـ فهد الجمعة :
قديم 07-06-2013, 06:17 PM   #2
عضو
 
الصورة الرمزية أبو حمـد
 
تم شكره :  شكر 6,319 فى 2,308 موضوع
أبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضو

 

رد: تنقص العلماء فرية الأفرياء

بارك الله بك أخي الكريم فهد الجمعه على هذه الرسالة القيمة والشاملة وأسأل الله أن ينفع بها ،،


وأود طرح رأي حول أمر بدأت الاحظه في زمننا هذا .. قد يكون أحد الأسباب الرئيسية التي اسهمت في كثرة تناول عامة الناس وبخاصة الشباب المتحمس ،، ومناقشاتهم حيال عدد من فتاوي العلماء المنشورة بل وتجرئهم في تناولها ..

والملاحظ هو .. أن عدد من طلبة العلم بدأوا يتحدثون ويناقشوا فتاوي مشائخهم كبار العلماء ،، ويعمدوا لنشر أراءهم تلك على العامة في الصحف وفي تويتر وغيرها .. وهذا يرد على هذا وذاك يبدي رأيه في رأي أخيه وهكذا ،، وهذا الأمر لم يكن ملاحظ إلى وقت قريب جداً ،، ولا شك أن انتشار وسائل الإعلام وسهولة تبادل المعلومات كان لها دور في ذلك ،،

وهذا مأخذ أراه يشجع عامة الناس على طرح أراءهم أيضاً ،، وأنا هنا لا اهضم حق طلبة العلم في إبداء الرأي ونشره ،، فهذا حق مشروع لهم لكن يجب التنبه في أثر ما يطرح على عامة الناس .. ومدى درجة فهمهم لما يطرح ،، فهي أقصر من أن تبلغ المراد في ذلك .. وكان بودي لو يعمد طلبة العلم لتبادل الرأي مع العلماء فقط ،، ودونما نشر تلك الآراء وطرحها على العامة في تويتر وفي الصحف وغيرها ..


هدانا الله لما يحبه ويرضاه ..

وشكراً لك أخي الكريم وجزاك الله خيراً عني وعن جميع أخواني المشاركين في هذا المنتدى

أبو حمـد غير متصل   رد مع اقتباس
من قدموا شكرهم لـ أبو حمـد :
قديم 20-06-2013, 10:40 PM   #3
إداري سابق
 
الصورة الرمزية بقايا الذكريات
 
تم شكره :  شكر 25,605 فى 6,691 موضوع
بقايا الذكريات نسبة التقييم للعضوبقايا الذكريات نسبة التقييم للعضوبقايا الذكريات نسبة التقييم للعضوبقايا الذكريات نسبة التقييم للعضوبقايا الذكريات نسبة التقييم للعضوبقايا الذكريات نسبة التقييم للعضوبقايا الذكريات نسبة التقييم للعضوبقايا الذكريات نسبة التقييم للعضوبقايا الذكريات نسبة التقييم للعضوبقايا الذكريات نسبة التقييم للعضوبقايا الذكريات نسبة التقييم للعضو

 

رد: تنقص العلماء فرية الأفرياء

بارك الله فيك اخي وفي علمك

وجزاك الله كل الخير

التوقيع
بقايا الذكريات غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:29 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. موقع و منتديات سدير 1432 هـ - 1435 هـ

جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه وإنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه