ما بقي إلا هي .. دش وقنواته في مدرسة ..

[عبدالله الخزيم]

لا ننكر وجود جهود يبذلها " بعض " معلمينا سعياً وراء تأدية دورهم التربوي والتعليمي ..

لكن هذه الجهود أحياناً تصطدم ببعض التوجهات التي تحد من مردودها ونتائجها ..

هناك من المعلمين من تتقطع حباله الصوتية التي لا تعرف الصمت طيلة وقت الدرس ..

لكن مع هذا لا تجد غرساً ينمو وثمرة تلمس لما يبذله ..

ذلك عائد للوقت الذي أصبح فيه العالم من حول هذا المعلم يتطور ويقفز ويرتقي تباعاً ..

في وقت ظل هو على عهده القديم ..

ظل عطائه محصوراً في دور " نلقيني " لا يعرف طريقاً للتجديد والابتكار ..

الطالب اليوم صار مشدوداً نحو الأساليب البديعة التي تعتمد الجاذبية وإثارة الانتباه واليقظة عبر القنوات الفضائية ..

وعندما يكون بحضرة أستاذه " تقطع ظهره " الأساليب التقليدية فتصيبة بالنعاس وتسلبه كل حرص وحماس ..

وصار المعلم يشكو غياب تفاعل طلابه وقلة انتباههم دون أن يعمل على تطوير عطائه وتجديد أساليبة شرحاً وإلقاء ..

لن يقطف الطالب ثمرة تحصيله ويجني محصول درسه مالم يجد بواعث تثير اهتمامه وتسترعي تركيزه ..
وهذه لن تكون في ظلال نظرة بعض معلمينا لمهنة التدريس باعتبارها مجرد وظيفة ..

متى أردنا طلاب متفاعلين ومدرسة تؤدي دور تربوي وتعليمي بناء ..

فليس من خيار أمام مدارسنا عن مواكبة القفزات الإعلامية عبر قنوات الفضاء ..

هذه القنوات التي صارت تستأثر بالكثير الكثير من أوقات الطلاب لما يجدون فيها من أسباب الشد والجذب ..
هذه القنوات التي تفني كثير من الأوقات في سبيل إعداد برامجها وتأهيل معديها ..

وكيفأن قلوب الطلاب باتت مأسورة لهذه القنوات ..

ما قصدته هو أن المعلم كل معلم حتى يأخذ بألباب طلابه عليه أن يجعل من نفسه قناة ..

قناة تعتمد التشويق والتنويع والتجديد لكسب طلابه وتقريبهم أكثر فأكثر له ..

لأن الزمن لم يعد يحتمل الأساليب التقليدية وأذهان الطلاب ممتلئة بالعديد من الصوارف والملهيات ..

وإذا لم يكن للمعلم بين طلابه عطاء محبب وأسلوب مرغوب وأداء يحرك النفوس ويثير الانتباه والتركيز فليعد المدرس نفسه بدون هذه المؤثرات يخاطب في ثنايا درسة أجساد بلا روح ..

فالأمل في أن تكون المدرسة كـ " دش " قنواته معلموها ..
وأن يتنافس هؤلاء المعلمون ويتسابقون نحو تحقيق الأفضلية لكسب متابعة طلابهم وإثرائهم بالدروس وإكسابهم بالمعطيات التربوية والتهذيبية عبر شاشة الأسوة والقدوة ..