العودة   منتديات سدير > `·• آفاق رحبة •·´ > ¨° الرأي العـام °¨

¨° الرأي العـام °¨ للموضوعات العامة واختيارات الأعضاء من موضوعات مميزة ..

الإهداءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-12-2013, 06:58 AM   #346
المشرف العام
 
الصورة الرمزية بنت الاصول
 
تم شكره :  شكر 44,984 فى 14,617 موضوع
بنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضو

 

رد: مـقـالات سـاخـنـة


اخي الكريم عبد العزيز المجمعة
شكرا لك على نقل هذا المقال
جزاك الله كل خير
التوقيع
لا اله الا الله محمد رسول الله
بنت الاصول غير متصل   رد مع اقتباس
من قدموا شكرهم لـ بنت الاصول :
قديم 02-12-2013, 07:37 AM   #347
مشرف منتدى تعليم سدير
 
الصورة الرمزية عبدالعزيز المجمعة
 
تم شكره :  شكر 807 فى 416 موضوع
عبدالعزيز المجمعة is an unknown quantity at this pointعبدالعزيز المجمعة is an unknown quantity at this pointعبدالعزيز المجمعة is an unknown quantity at this pointعبدالعزيز المجمعة is an unknown quantity at this pointعبدالعزيز المجمعة is an unknown quantity at this pointعبدالعزيز المجمعة is an unknown quantity at this pointعبدالعزيز المجمعة is an unknown quantity at this pointعبدالعزيز المجمعة is an unknown quantity at this pointعبدالعزيز المجمعة is an unknown quantity at this pointعبدالعزيز المجمعة is an unknown quantity at this pointعبدالعزيز المجمعة is an unknown quantity at this point

 

رد: مـقـالات سـاخـنـة

كانت شكوى صديقي من كتيبة الفضوليين التي تحيط بحياته، باباً يلج منه الحضور للنقاش في ذاك المساء الجميل.
البداية، كانت مع أحمد الذي كان يعاني من فضول جاره، ومحاولة معرفة ما يفعل، ومتى يسافر وماذا يُحضر للمنزل، وكان الموضوع يبدو لي أكثر تعقيداً مع أسامة الذي قص علينا عن ذلك الرجل الذي استوقفه على باب المسجد، وانطلق بالأسئلة كالرشاش، حيث سأله متى تزوجت،
وأين تعمل، وكم دخلك، وكم من الأبناء لديك، وهل تسكن في بيت ملك أو إيجار؟! إلى أن قاطعه حيث لم يكن مرتاحا من هذه التوغل في حياته الخاصة، وقد كان حازماً مع دبلوماسية ذكية.
دورة القصص لم تنته، حيث يروي إبراهيم معاناة أخواته البنات من الفضول المنتشر في بعض الوسط النسائي بشكل خطير، حيث السؤال عن التخرج، يعقبه السؤال متى الزواج، ثم السؤال متى الانجاب؟
والعجيب، أن بعض اخواته في سنة الزواج الأولى، يُطلب منهن الذهاب للطبيب؛ للكشف عن تأخر الحمل!!
والأمر لا ينتهي هنا، فمن رُزقت بذرية من البنات يضعط عليها المجتمع بشكل مقزز، حول انجاب الذكر، وكأنها تختار عبر الخدمة الذاتية!!
وقس على ذلك من التوغل الاجتماعي، في مساحة يفترض فيها الخصوصية واحترام حرمات البيوت.
في كثير من الدول تُدرس فنون الاتيكيت في المدارس، ومنها الأسئلة الممنوعة، مثل سؤال المرأة عن عمرها أو الرجل عن دخله، ولكني رغم أني أطمح لهذا عبر إقرار مادة للأخلاق والسلوك، إلا أنني أرى هناك مجالا لتعليم وتربية النشء على هذه الخصوصية، والآداب، وتوجيه الفضولي منهم توجيها ينزع منه هذا الشغف السلبي بأخبار الناس ودواخلهم وأسرارهم.
ينظر الناس للإنسان الفضولي على أنه فارغ العقل، أو سطحي، أو بلا هدف، أو لديه وقت فراغ فيضيعه في مكالمات الضحى الاستخباراته، أو متابعة آخر ظهور لفلان على الواتس آب أو أن يمكث أسبوعا كاملا يحلل من أين جاب فلان مبلغ سيارته الجديدة، أو فلانة كيف سافرت لتلك الدولة!!
لم يُمدح الفضول عبر التاريخ، إلا في العلم والأدب والسؤال عن التجارب والخبرات؛ ليستفاد منها.
فإذا كان لكم أحد في هذه الكتيبة، فناشدوه التوبة والانسحاب، وأن يحترم خصوصية الآخرين، ولا يفتح معهم موضوعا خاصا إلا إذا هم فعلوا ذلك بدواعي الاستشارة أو البوح.
ولن ننسى ذكر أن للفضول شهداء، فلقد تحدى مجموعة من الشباب أحدهم، ليسأل زياد ابن أبيه وهو مجهول الأب عن اسم والده، فقال زياد: والدي هذا السيف وقتله على الفور، فلا تكن أنت الضحية القادمة للفضول، وتذكر أن الحياة أثمن من أن تضيع في التلصص والفضول.
عبدالعزيز المجمعة غير متصل   رد مع اقتباس
من قدموا شكرهم لـ عبدالعزيز المجمعة :
قديم 02-12-2013, 11:06 AM   #348
المشرف العام
 
الصورة الرمزية بنت الاصول
 
تم شكره :  شكر 44,984 فى 14,617 موضوع
بنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضو

 

رد: مـقـالات سـاخـنـة



اخي الكريم عبدالعزيز المجمعة

اقف لك شكرا واحتراما على هذا الموضوع الرائع فعلا

فانا ممن عانت واعاني من تلك الامور وخاصة في المستشفى عندما اكون في صالة الانتظار حتى يحين موعد دخولي على الطبيب

اجد احراجا شديدا من بعض النساء الاتي لاتنتهي اسئلتهن

من انتي ومن وين وش فيك ومنهو الطبيب الي انتي عنده وليش ماتروحين لطبيبه

انتي متزوجة عندك عيال انتي لحالك او عند حمولتك انتي موضفه زوجك وش يشتغل

والكثير الكثير من الاسئلة

وبعد ان اضيق بهن اخرج وابحث عن مكان اخر

هدانا الله واياهم

التوقيع
لا اله الا الله محمد رسول الله
بنت الاصول غير متصل   رد مع اقتباس
من قدموا شكرهم لـ بنت الاصول :
قديم 04-12-2013, 07:40 AM   #349
مشرف منتدى تعليم سدير
 
الصورة الرمزية عبدالعزيز المجمعة
 
تم شكره :  شكر 807 فى 416 موضوع
عبدالعزيز المجمعة is an unknown quantity at this pointعبدالعزيز المجمعة is an unknown quantity at this pointعبدالعزيز المجمعة is an unknown quantity at this pointعبدالعزيز المجمعة is an unknown quantity at this pointعبدالعزيز المجمعة is an unknown quantity at this pointعبدالعزيز المجمعة is an unknown quantity at this pointعبدالعزيز المجمعة is an unknown quantity at this pointعبدالعزيز المجمعة is an unknown quantity at this pointعبدالعزيز المجمعة is an unknown quantity at this pointعبدالعزيز المجمعة is an unknown quantity at this pointعبدالعزيز المجمعة is an unknown quantity at this point

 

رد: مـقـالات سـاخـنـة

أن تفلت أعصاب معلم فيعتدي على تلميذه بالضرب، قد تجد لها أكثر من عذر -إن أردت البحث- فهو في الأخير بشر يرد عليه ما يرد على البشر!.
ولكن أن يقوم معلم بعملية تدمير لطالب من طلابه عن سابق إعداد وتخطيط، وهو يستمتع بما يفعل فهذه لا يمكن أن تجد لها أي عذر، حتى ولو استعملت كل وسائل حسن الظن، ومهما قال المعلم وحاول أن يبرر!.
قيام بعض المعلمين بتصوير طلابهم الصغار، وهم في حالات ضعفهم، وتحويلهم إلى مادة للسخرية وإضحاك الآخرين هو جريمة مكتملة الأركان، ففيه تعمد إيذاء وإخلال برسالة التعليم القائمة على الحب والرحمة ونشر الإيجابيات وستر المعائب، وفوق ذلك ففي تصوير هذه المقاطع ونشرها -بعلم أو بدون علم- تدمير لحياة إنسان مدى الحياة! والفاعل هو وللأسف مربي الأجيال!.
ومهما حدث فإن هذه الجريمة ولله الحمد لم تصل إلى حد الظاهرة، فالميدان التربوي يزخر بآلاف المعلمين والمعلمات الذين يمثلون رسالة التربية والتعليم أرقى تمثيل، ولكن مجرد وجود مربي أجيال واحد يقترف هذا العمل المشين، هو أمر مؤلم ويحتاج إلى تدخل عاجل من وزارة التربية والتعليم، وسن عقوبات واضحة ومعلنة لهذه النماذج المسيئة لمسيرة التربية والتعليم، والعابثة بصورة رجالها!.
وليس أقلها تحويل المعلم المصور إلى إداري مع النبذ المجتمعي من خلال تشويه هذا العمل، وليس التبرير له والتساهل في نشر المقاطع المصورة، والاعتقاد بأنها وسيلة للإضحاك والتندر، بينما هي مبكية ومؤلمة للعقلاء، وليتخيل فقط كل واحد منا لو كان ولده -لا قدر الله- مكان هذا الطالب المسكين الذي لم يرزق بمعلم يملك البصيرة ويخاف الله!.
من النبذ المجتمعي أن لا يبرر لمثل هذه المصائب، فنكون أشداء في البداية ومع أول تصريح للمعلم ننقلب إلى مدافعين متسامحين مع المعلم فقط طبعاً، أما الطالب المدمّر فلا أحد ينظر له!
من كان محباً للتعليم حقاً، فليقف وقفة حازمة أمام مثل هذه الممارسات ولا يبرر لها إطلاقاً، ففيها تدمير لحياة طفل، وتشويه لصورة المعلم، وبالتالي تدمير للوطن بأكمله!.
عبدالعزيز المجمعة غير متصل   رد مع اقتباس
من قدموا شكرهم لـ عبدالعزيز المجمعة :
قديم 09-12-2013, 07:56 AM   #350
مشرف منتدى تعليم سدير
 
الصورة الرمزية عبدالعزيز المجمعة
 
تم شكره :  شكر 807 فى 416 موضوع
عبدالعزيز المجمعة is an unknown quantity at this pointعبدالعزيز المجمعة is an unknown quantity at this pointعبدالعزيز المجمعة is an unknown quantity at this pointعبدالعزيز المجمعة is an unknown quantity at this pointعبدالعزيز المجمعة is an unknown quantity at this pointعبدالعزيز المجمعة is an unknown quantity at this pointعبدالعزيز المجمعة is an unknown quantity at this pointعبدالعزيز المجمعة is an unknown quantity at this pointعبدالعزيز المجمعة is an unknown quantity at this pointعبدالعزيز المجمعة is an unknown quantity at this pointعبدالعزيز المجمعة is an unknown quantity at this point

 

رد: مـقـالات سـاخـنـة

أصبحت القناعة متوفرة لدى السياسيين والمراقبين والصحافيين، بوجود توجهات أميركية جديدة في الشرق الأوسط، بشكل واضح وصادم أحياناً. فالرئيس أوباما لم ينفذ أي شيء مما وعد به العرب في خطابه في القاهرة في يونيو 2009، فبعد أن كان ضد الاستيطان في ذلك الخطاب، أصبحت سياسته خرساء تجاهه، وبعد حماسه لحل الدولتين في فلسطين، ما لبث أن تجاهله...
وقد عبر عن حماسه لتطبيق الديمقراطية في البلدان العربية فأدار ظهره لها، هذا فضلاً عن خطوطه الحمراء تجاه ما يجري في سوريا، وتجاه السياسات الإيرانية الإقليمية والنووية وغيرها.. ويبدو أن هذه السياسة ليست نتيجة تردد أو قصر نظر أو سوء رؤية. وربما يصح وصفها بأنها نتاج مرحلة انتقال من حال إلى حال، وهذا أكثر صحة وأصدق من وصفها بالتردد.
يبدو أن الإدارة الأميركية تبنت فعلاًَ سياسة جديدة تجاه الشرق الأوسط، وبدأت تنفيذها دون إحداث صدمة أو استعراض قد يثير ردود أفعال سلبية.
وتتمثل ملامح هذه السياسة بإعادة التقسيم الوظيفي بين دول المنطقة غير العربية، وتحديد مناطق نفوذ جديدة لهذه الدول، وتشكيل شرق أوسط جديد يتواءم مع هذه السياسة، التي سيكون العرب، أنظمة سياسية وشعوباً، هم الخاسرون الرئيسيون فيها لحساب إسرائيل وتركيا وإيران، وهي الدول ذات النفوذ إقليمياًَ.
تقضي توجهات السياسة الأميركية المقبلة، بتسهيل توسيع النفوذ الإيراني في منطقة الخليج وأفغانستان، ومساعدة إسرائيل في فرض هيمنتها على بلاد الشام، وإبقاء مصر حيادية ومحيّدة تجاه محيطها وعمقها العربي، وإشغالها بقضاياها الداخلية عن الاهتمام بما هو خارج حدودها، ومساعدة تركيا على مد نفوذها بشكل أوسع وأقوى في دول وسط آسيا (السوفييتية سابقاًَ).
وبذلك يتكرس النفوذ الإقليمي لإيران وإسرائيل وتركيا، وتكون السياسة الأميركية من وراء الجميع وفوق الجميع، وتبقى مصالحها محفوظة من جميع هذه القوى، دون أن تخسر جندياً واحداً أو دولاراً واحداً، وتنزع عن كاهلها الانشغال بالقضايا العربية المعقدة القائمة الآن، وتتخلص من تسخير الجيوش ودفع مئات مليارات الدولارات التي أصبحت ترهق ميزانيتها وتربك اقتصادها.
تتأكد هذه الافتراضات من خلال مظاهر وإجراءات عديدة، اتخذتها السياسة الأميركية في السنتين الأخيرتين. فقد وقفت متفرجة على آلام الشعب السوري وعنف إجراءات النظام ودمويته، على أمل أن يدمر السوريون بلدهم دون أن تتدخل.
وقد سرب بعض موظفي وزارة الخارجية الأميركية مؤخراً لبعض السياسيين السوريين، أقوالاً أصروا على أنها "آراء شخصية"، مفادها أن حل الأزمة السورية يرتبط بتعهد قادة المعارضة (ولو كان تعهداً سرياً)، بألا تكون سياسة النظام المقبل تجاه إسرائيل معادية، بل أن تكون حليفة وصديقة تقبل بالمصالح الإسرائيلية وبالنفوذ الإسرائيلي في بلاد الشام. وهذا في حدود ما أعلم - رفضه المعارضون السوريون رفضاً باتاً.
ويشاع من طرف آخر، أن "الغزل" الإيراني الأميركي الجديد، هو تمهيد لاتفاق بين الطرفين، عرضت السياسة الأميركية مشروعه على إيران في محادثاتهما السرية، ومع أن إيران لم ترفضه ولم تقبله، في انتظار أن تعرف بدقة مستقبل نفوذها في سوريا وفي لبنان أمام الهيمنة الإسرائيلية المقبلة، وهل ستكون شريكاً أم مسكوتاً عن مصالحها؟
أم ستخرج من البلدين صفر اليدين، ويتراجع نفوذ حزب الله ليصبح حزباً لبنانياً سياسياً فحسب؟ وهذه المصالح يمكن معالجتها على أية حال، وصولاًَ إلى تسوية تقبلها إيران. أما تركيا فلا منازع لنفوذها المقترح الذي يعني إبعادها عن البلدان العربية، وعليها فقط ألا تهدد المصالح الاستراتيجية الروسية في هذه المنطقة، باعتبارها حزام روسيا الجنوبي ونقطة انطلاقها إلى آسيا، إضافة لوجود قاعدة إطلاق الصواريخ الفضائية فيها.
يقال إن هذه التوجهات الاستراتيجية الأميركية الجديدة، لا تلاقي إجماعاً من قبل مراكز اتخاذ القرار الأميركي (البيت الأبيض، وزارة الخارجية، والبنتاغون) والجهات المؤثرة فيه (الكونغرس، مراكز الدراسات، منظمات المجتمع المدني)، لأن رئيسة مكتب الأمن القومي ومكتبها لا يؤيدان هذه الاستراتيجية، وتتحفظ عليها وزارة الدفاع الأميركية، خوفاً من أن تؤدي إلى ترحيل قواعدها العسكرية في المنطقة وإلغاء وجودها فيها..
وبالتالي، تجريدها من مواقع قوة هامة قريبة من طرقات مرور النفط ومن حدود روسيا. يلاحظ المتمعن في هذه التوجهات المقترحة - إن صحت - أن البلدان العربية هي الخاسر الأكبر من تطبيقها، وأنها ستكون بالضرورة بلداناً تابعة إلى أمد مقبل طويل، بسبب هشاشة معظم أنظمتها السياسية وتناقضاتها الحالية، فضلاً عن تنامي إنتاج النفط من الصخور الزيتية في الولايات المتحدة..
حيث بلغ الإنتاج الأميركي منه هذا العام ما يساوي الكميات المستوردة، ما يهدد بتراجع قيمة النفط العربي وأسعاره، وهو السلعة الأساسية التي تشكل مصدر القوة للمنطقة العربية ومصدر دخلها الرئيس.
عبدالعزيز المجمعة غير متصل   رد مع اقتباس
من قدموا شكرهم لـ عبدالعزيز المجمعة :
قديم 09-12-2013, 08:05 AM   #351
مشرف منتدى تعليم سدير
 
الصورة الرمزية عبدالعزيز المجمعة
 
تم شكره :  شكر 807 فى 416 موضوع
عبدالعزيز المجمعة is an unknown quantity at this pointعبدالعزيز المجمعة is an unknown quantity at this pointعبدالعزيز المجمعة is an unknown quantity at this pointعبدالعزيز المجمعة is an unknown quantity at this pointعبدالعزيز المجمعة is an unknown quantity at this pointعبدالعزيز المجمعة is an unknown quantity at this pointعبدالعزيز المجمعة is an unknown quantity at this pointعبدالعزيز المجمعة is an unknown quantity at this pointعبدالعزيز المجمعة is an unknown quantity at this pointعبدالعزيز المجمعة is an unknown quantity at this pointعبدالعزيز المجمعة is an unknown quantity at this point

 

رد: مـقـالات سـاخـنـة

يفهم النظام السوري حقاً طريقة تفكير الدول الغربية وماهية القضايا التي تستهلك جل همها. فمنذ أربعة عقود، نجح حافظ الأسد وهنري كيسنجر في التوصل إلى تفاهماتٍ أمنية على حدود هضبة الجولان ما لبثت أن امتدت إلى لبنان لـ«ضبط» الوجود الفلسطيني.
عندما سألت صحافية أميركية الأسد ذات مرة فيما إذا كان ثمة تمايزٍ بينه وبين صدام حسين، رد ببرود: «أنا لا أعرف بيني وبينه سوى الفروق».
وصدق في جوابه. فهو لم يعمد إلى ممارسة العنتريات الفارغة في مناكفته الغرب أو رسم وجوههم على مداخل قصوره، ولم يتحدث وزراء إعلامه وخارجيته عن مبارزة الرؤساء الأميركيين، بل أسند مهمة خلط الأوراق وإزعاج الحلفاء وإشعال المنطقة إلى وكلاء رعاهم وغذّاهم في لبنان والأراضي الفلسطينية والعراق، لكي يقوموا بالمهمة نيابة عنه.
أدرك النظام السوري مطلع التسعينات أن ميخائيل غورباتشوف يريد بيع الاتحاد السوفييتي، فيمم شطر وجهه غرباً.
وبعد مأساة 11 سبتمبر، صدحت إذاعة بغداد بالأغاني الشامتة، في وقتٍ كانت بثينة شعبان تكتب افتتاحية طويلة في «تشرين» عن مخاطر الإرهاب وضرورة التنسيق الدولي لدرء الظاهرة الخطيرة. وعليه، باتت دمشق وجهة الشحن الأخيرة لكل من يشك بتورطه بالإرهاب.
وهكذا، كرر بشار الأسد في مقابلاته مع وسائل الإعلام الغربية، قبل وبعد الثورة، لازمة أن نظامه قلعة الانفتاح ورأس حربة الحرب على الإرهاب، فيما تعددت التسريبات التي تمتدح دوره الأساسي في إماطة اللثام عن عملياتٍ خططت لاستهداف مصالح غربية في غيرٍ منطقة حول العالم. وبعد أعوام من تبجح صدام بما لا يملك من كيماوي، أحرق الأسد الابن غوطة الشام بترسانته التي رضي التنازل عنها متعاوناً بطريقةٍ فاقت توقعات البيت الأبيض.
يعشق النظام السوري لعب دور الإطفائي الذي يشعل الحريق ويسارع إلى إطفائه. اخترعت أجهزة استخباراته شخصياتٍ كاريكاتورية، من قبيل أبو القعقاع وأبو عدس، وفرّخت حركاتٍ وصدّرت المسلحين إلى دول الجوار كافة، ثم وقعت معها اتفاقات أمنية.
وفي الداخل، قسّم المجتمع السوري طائفياً على الطريقة الصدامية حتى احتار المراقبون من علّم من. واليوم، تعود أجهزة الاستخبارات الغربية إلى دمشق من جديد من البوابة الأمنية وعينها على المسلحين الذين تقاطروا من مختلف عواصم الأرض إلى سوريا لمقاتلة نظامها الذي تمكن من إيهام العالم أن ما يحصل هو صراع بين نظامٍ علماني وحفنة من الأصوليين. وبعد كل ما تقدم، هل ما زال هناك من يتساءل لم توجهت القوات الأميركية في 2003 نحو قصر صدام لا الأسد؟
عبدالعزيز المجمعة غير متصل   رد مع اقتباس
من قدموا شكرهم لـ عبدالعزيز المجمعة :
قديم 14-12-2013, 02:52 PM   #352
مشرف منتدى تعليم سدير
 
الصورة الرمزية عبدالعزيز المجمعة
 
تم شكره :  شكر 807 فى 416 موضوع
عبدالعزيز المجمعة is an unknown quantity at this pointعبدالعزيز المجمعة is an unknown quantity at this pointعبدالعزيز المجمعة is an unknown quantity at this pointعبدالعزيز المجمعة is an unknown quantity at this pointعبدالعزيز المجمعة is an unknown quantity at this pointعبدالعزيز المجمعة is an unknown quantity at this pointعبدالعزيز المجمعة is an unknown quantity at this pointعبدالعزيز المجمعة is an unknown quantity at this pointعبدالعزيز المجمعة is an unknown quantity at this pointعبدالعزيز المجمعة is an unknown quantity at this pointعبدالعزيز المجمعة is an unknown quantity at this point

 

رد: مـقـالات سـاخـنـة

لطالما بدت صورة الشاعر في أذهان الناس مشوشة ومرتبكة ومحكومة بالكثير من المفارقات. فالشعر عند البعض هو نوع من المس الذي يخالط العقول ويؤدي إلى الانفصال التام بين الشاعر ومحيطه. وهي صورة ترسخت في الذهن العربي بوجه خاص منذ ارتبط الشعراء بشياطين وادي عبقر قبل أربعة عشر قرنا ونيف من الزمن. والشعر عند البعض الآخر مجرد هذر مجاني أو ترف لغوي فائض عن الحاجة، باعتباره لا يقدم أو يؤخر في أوضاع الناس وهمومهم الفعلية. والطريف في الأمر أن الكثير من السياسيين يستثمرون هذه الفكرة بشكل سلبي، فيصفون كل كلام لا يعجبهم ولا يوافق أهواءهم بالقول: «هذا مجرد شعر»، أو يرد بعضهم على مساجله السياسي بالقول باللهجة المحكية: «ما تحكيني شعر». هكذا يبدو الشعر في العالم العربي نقيضا للحياة الواقعية من جهة، وللسياسة بوصفها نشاطا «رصينا» ورؤية براغماتية للواقع المعيش من جهة أخرى. وهو أمر ينسحب بتفاوت على الفنون المختلفة. ورغم أن الشاعر لا يزال يحظى بمكانة معنوية لا بأس بها في المجتمع العربي، إلا أن أحدا لا يريده خارج مملكة الكلمات، ولا يجد له دورا فاعلا في المجالين السياسي والاجتماعي. يكفي أن نمعن النظر قليلا في المشهد السياسي العربي لكي نتأكد من أن الحكومات والبرلمانات العربية برمتها تكاد تخلو من الشعراء والفنانين. والاستثناءات القليلة التي تبرز للعيان في هذا البلد العربي أو ذاك لا تكسر القاعدة بأي حال. على أن هذه الرؤية الملتبسة إلى الشعراء لا تقتصر على العرب وحدهم، بل تكاد تلتصق باللاوعي الجمعي لشعوب العالم المختلفة. فالكاتب الإسباني ساراماغو يعبر عن الأمر خير تعبير، فيرى أن الشاعر في عرف الجماعة هو من لا يتقن شيئاً آخر سوى الاشتغال باللغة. فما ينتجه الشاعر لا يصلح للأكل والشرب والملبس، وغير ذلك مما يسد حاجات الناس ويخفف من معاناتهم اليومية المباشرة. أما الشاعر الروسي الحائز على جائزة نوبل جوزف برودسكي فقد عبر عن مأزق الشاعر داخل مجتمعه بالقول إنه كان خلال أسفاره يشعر بالحرج والارتباك لدى تعبئة الخانة المتصلة بمهنته على البطاقات المخصصة لأجهزة الأمن في المطارات. وقد وجد المخرج أخيرا في استبدال كلمة «شاعر» بكلمة «كاتب»؛ لأن الأولى تشير إلى شخص عاطل عن العمل بشكل أو بآخر، فيما تمتلك الثانية محسوسية نسبية تتصل بالصحافة وغيرها من الوظائف. إلا أن كل ذلك الالتباس في موقع الشاعر وهويته لم يمنع العرب من التهافت المحموم على امتلاك اللقب. ومن يتصفح مواقع التواصل الاجتماعي في هذه الأيام سيلفته أن الأسماء المسبوقة بلقب «شاعر» تعد بعشرات الآلاف، بحيث يبدو الاكتفاء بتذوق الشعر وقراءته نقيصة غير محمودة، ومدعاة لشعور ممض بألم الطرد من فردوس اللغة الرمزي.
عبدالعزيز المجمعة غير متصل   رد مع اقتباس
من قدموا شكرهم لـ عبدالعزيز المجمعة :
قديم 02-01-2014, 02:01 PM   #353
مشرف منتدى تعليم سدير
 
الصورة الرمزية عبدالعزيز المجمعة
 
تم شكره :  شكر 807 فى 416 موضوع
عبدالعزيز المجمعة is an unknown quantity at this pointعبدالعزيز المجمعة is an unknown quantity at this pointعبدالعزيز المجمعة is an unknown quantity at this pointعبدالعزيز المجمعة is an unknown quantity at this pointعبدالعزيز المجمعة is an unknown quantity at this pointعبدالعزيز المجمعة is an unknown quantity at this pointعبدالعزيز المجمعة is an unknown quantity at this pointعبدالعزيز المجمعة is an unknown quantity at this pointعبدالعزيز المجمعة is an unknown quantity at this pointعبدالعزيز المجمعة is an unknown quantity at this pointعبدالعزيز المجمعة is an unknown quantity at this point

 

رد: مـقـالات سـاخـنـة

البنية الفوقية والبنية التحتية :

المفاهيم المستترة والمعاني الحقيقية
من المضحك المبكي ان العرب والمسلمين قاطبة لا يمكنهم البقاء في مثل هذا الزمن الصعب المعقّد على قيد الحياة لساعة واحدة من دون معطيات الغرب ومنتجاته ومصنوعاته وابتكاراته وادويته ومكتشفاته واجهزة اتصالاته ومعارفه في كل مناحي الحياة واولها هذا الاعلام العربي الذي لم تحركه الا ثورة الستالايت والمعلومات والاتصالات الحديثة عبر الاقمار السابحة في الفضاء ! ومن اوهى التفكير وسذاجته عند التقليديين والسلفيين والاصوليين وحتى الشوفينيين والمتطرفين والمتعصبين .. ما كنا ولما نزل نسمعه حتى هذه اللحظة اننا لابد ان نأخذ ما يفيدنا ونترك ما يضرنا .. واذا ما سألت عما يضرّ اجابوك : ثقافة الغرب التي لا يحصرونها الا في المرأة والجنس والعيب والشرف اي فقط في العادات والتقاليد .. من دون اي اهتمام بما تتضمنه الثقافة الغربية من فلسفات وادبيات ومذاهب نقدية ومسرحيات وموسيقى وروايات واشعار وقوانين ومناهج وتربويات واساليب عيش وفولكلوريات وكلاسيكيات وابداعات تشكيلية ومهرجانات وكرنفالات وفنون واصول معاملات واحترام زمن ومواعيد وحسن تصرف وجودة اداء ومنح شهادات وخبرات .. الخ
وهنا ، فأنا متأكد بما لا يقبل مجالا للشك ان مجموعات وكتل واسعة ستتهمني أنني من المعجبين بالثقافة الغربية والمندهشين بها والمناصرين لها .. وهي تهمة اصبحت ممجوجة كأسهل وسيلة تلصق بكل من يريد اصلاح الامة على اسس الانفتاح بين الثقافات واستمزاج الخصال ، علما بأن الشيخ المصلح محمد عبده قال قولته الشهيرة قبل مئة سنة عن الغرب عندما رأى هناك ما لابد ان يجده هنا ، ووجد هنا ما لم يره هناك .. من دون ان تفقده منزلته كمفتي للديار المصرية ! وعليه ، دعوني اقدم في هذا ” المقال ” بعض المعاني الحقيقية لما يحتاجه تفكيرنا العربي المعاصر ، وخصوصا هذا الذي يعشش في عقول متحجرة لدى بعض كتابنا ومثقفينا من الذين يستعرضون عضلاتهم تحت مسميات وصفات المثقفين والمفكرين ، وهم ابعد ما يكونوا عن فهم ابسط المفاهيم التي نجدها في المراجع القريبة فهي من مستحدثات الغرب شئنا ام ابينا ..

سبب غيبوبة المعاني الحقيقية
ولعل السبب الذي يجعل مثل هؤلاء الناس يحجبون انفسهم عن معرفة المعاني الحقيقية ، انما يتمثل بكراهيتهم غير المبررة للثقافات الاخرى تحت حجج ودعاوى مختلفة .. ناهيكم عن خطورة الدور الذي يمارسه هؤلاء وهم كثر في تغييب الوعي عند الجماهير وخداع الناس وتضليل افكارهم باسم شعارات واهية وافكار غير حقيقية بحجة الاصالة بعيدا عن المعاصرة وما شابه ذلك ! فتجد شبابا متفتحا ولكن بحاجة ماسة الى النضوج وقد غرست في تفكيره مفاهيم خاطئة او انه لا يريد ان يدرك المعاني الحقيقية بسبب بقائه وبقاء تفكيره متحجرا لا يتقبل للنصح ولا لتغيير الافكار .. او انه اذا سمع مفهوما جديدا ، فلا يريد ان يقنع نفسه بما يخالف تفكيره وما غرس في ذهنيته من رسوخات من الصعب جدا تحويله عنها ويا للأسف الشديد .. فالمحنة اليوم قاسية جدا وخصوصا لمن يدرك ما الذي حل بالثقافة العربية اليوم التي تعتبر نتاج مرحلة تاريخية صعبة جدا شغلت امتداد النصف الثاني من القرن العشرين بكل مؤثراتها السياسية وانعكاساتها الايديولوجية وممارساتها الشوفينية والعصابية والتراجعية والتواكلية .. وكلها عززت فرص التخلف والانغلاق والبلاء بديلا حقيقيا عن التقدم والتنمية والنماء ..
دعوني اذن احلل في مقالي اليوم مسألة ازعم انها في غاية الاهمية من اجل تخصيب التفكير بثمة معاني جديدة حول مفاهيم سادت من دون اي وعي وادراك بها .. وسأتناول اليوم مسألة ( البنية الفوقية والبنية التحتية ) في كل من الدولة والمجتمع ، وأعد القراء الكرام ، انني سأحلل لاحقا مفاهيم متقابلة أخرى باتت اليوم بحاجة ماسة الى ان تدركها الاجيال الجديدة كونها ستنفض عاجلا ام آجلا ايديها من كل ترسبات وبقايا ما خلفته الثقافة العربية في القرن العشرين بكل تداعياتها المريرة .

موضوع ” البنية الفوقية والبنية التحتية “
انه واحد من اهم الموضوعات التي لابد ان يعتني بها العرب ومن يشاركهم عالم الجنوب بمصطلح التقسيم المعاصر . لقد كنت قد قدمت قبل سنتين محاضرة اكاديمية في هذا ” الموضوع ” في مركز دراسات التنمية الاجتماعية بجامعة كيل ، ونشرت في اكثر من مكان ، ولما لم ازل اجد بأن الحاجة ماسة والضرورة قائمة لمعالجة هذا ” الموضوع ” عربيا ، فإنني سأعالجه ثانية على ضوء الملاحظات والحوارات التي جرت حوله وقت ذاك .. كما انني أجد بأن حياتنا الثقافية والاكاديمية والمهنية العربية لم تزل لم تراع هذا الجانب في صناعة القوى البشرية العربية مقارنة بما نشهد حصوله وبنتائج باهرة في بلدان ومجتمعات ودول اخرى .. لا تعتني ببنيتها التحتية حسب ، بل انها تعتني قبل كل شيىء ببنيتها الفوقية التي من خلالها تحافظ على توازنها الاجتماعي والسياسي وتكافؤ الفرص المهني والعملي والوظيفي بين ابنائها وتستثمر قدراتها في بناء تقدمها وتطورها وازدهارها . فكيف نقّرب الرؤيا عربيا حتى يمكن لأكبر عدد من الناس استيعابه وتمثّله ؟؟

استهلال: النموذج السائد
ايام كنا طلابا في الجامعة قبل اربعين سنة ، كنا عصبة عصية على الانقياد من خلال تساؤلاتنا وتعليقاتنا وحتى نقداتنا الساخرة وتهكماتنا الرائعة .. نلتهم الكتب التهاما والتنافس بيننا على اشده ضمن وسائل متنوعة ، دخل علينا استاذ شاب وهو محاضر جديد كان قد تخّرج حديثا جدا ، وهو مزهو بذاته كونه قد حصل على الماجستير ، وقد نمق نفسه ودهن شعره وجهد بحمل حقيبته السامسونايت، فوددنا اختباره منذ الحصة الأولى قبل ان يختبرنا كي نتعرف عليه قبل ان يتعرف علينا.. بدأ محاضرته مثرثرا عن نفسه وسفراته ومغامراته وحياته الشخصية بلهجته الفجّة القحّة! فجرت بيننا طلبة وطالبات محادثة صامتة ساخرة كاملة من خلال استراقنا النظرات لبعضنا الاخر ، سأله احدنا سؤالا ماكرا: ما هي الحضارة وهل نحن متمدنون ؟ اجاب بلا تفكير: نعم ، ان الحضارة هي البنايات الشاهقة والشوارع العريضة والأضواء الملونة التي نراها في الليل.. واردف يقول : طبعا نحن دخلنا المدنية من اوسع ابوابها لان عندنا عمارات وطرقات ونركب سيارات فارهة ونستورد أغذية ومعلبات ونعيش في بيوت مريحة.. الخ ثم رجع ليحكي لنا مغامراته ويتفاخر بذاته البهلوانية.. لقد انطلت على البعض احجيته ، في حين سخر الاذكياء من كلامه .. فعاجلته معلقا لأقول: هذه ليست بنى تحتية حقيقية ، فالتحضّر عملية تاريخية معقدّة تبدأ بصناعة البنى الفوقية المنتجة التي يمكنها ان تبدع في صناعة البنى التحتية ، هكذا قال الفلاسفة المحدثون . رمقني بنظرة زائغة ، ولم يحر جوابا ، ولكنه اردف يقول بعصبية متشنجة: انا لا افهم ما تقول من مصطلحات.. دعوكم منها.. تحتية وفوقية عيب هذا الكلام! فضحكنا منه وعليه. ولما وجد نفسه هزيلا ، بدأ يتّقرب من طلبته الاذكياء ليعينونه على القاء محاضرته الرثة وتصويب لغته الفجة والقاء معلوماته الصحيحة وحتى تعليمه كيف يكتب بحثا او مقالة ! ولما مضت سنوات طوال صادفته في احدى الجامعات العربية ، فوجدته بهلوانا ثرثارا كما كنت قد تركته قبل ثلاثة عقود من الزمن ، بل ربما اتعس حالا ، لأنه لم يقرأ كتابا واحدا ، ولكنه قد حمل الدكتوراه من مصر ونال الاستاذية من العراق .. ، بل واصبح مثقف سلطة على العهد السابق وغدا من اصحاب المناصب الدبلوماسية وهو لا يدرك معاني ابسط المصطلحات ! ومن عجائب هذه الامة ان يكون الاغبياء امثال هذا قد سادوا في اماكن الاكفاء على امتداد العقود الزمنية الاربعة الماضية في بلدان عربية عديدة ! لقد اتيت بهذا المثل عن نموذج يمثل شريحة كبيرة تحتل غصبا وعنوة وبالقوة وبالوساطة والعلاقات الشخصية والمحسوبيات والمنسوبيات ومن خلال العلاقات السياسية والحزبية مواقع البنية الفوقية في المجتمع وهي اخطر مكان يمكن ان يوّجه منه مصير مجتمعاتنا كاملة ! ولم يزل الحال يزداد تعاسة وبؤسا في كل ارجاء بلادنا العربية اليوم .

هل نجح العرب في بنياتهم التحتية ؟
نعم ، هذا النموذج الذي حدثتكم عنه هو واحد من مربي مجتمع لم يكن في طور النمو حسب ، بل في مرحلة التنمية وهي اخطر بكثير من طور النمو .. نعم ، انه نموذج أسوة بعشرات بل مئات وآلاف النماذج المهترئة ، وكان هذا الانموذج ولما يزل يحيا حتى اليوم بمثل هذه الأفكار الغبية وقد تخرج جيل كامل على يديه في الجامعات العربية.. فإذا ما سألناه اليوم: ما هو الفرق بين البنيتين ؟ تلعثم او ثرثر او زاغ نظره قليلا كي يخترع من عنده أحجية بليدة وتافهة لأنه لا يعلم ولأنه لا يقرأ ولأنه بالأحرى لا يفقه ، ولكنه غدا – ويا للأسف – واحدا من الذين يعتمد عليهم في صناعة قرارات او التمثيل في مؤتمرات وبعثات ودبلوماسيات .. وببساطة ، انه ضحية واقع عمره اكثر من خمسين سنة لم يفرق عمليا بين البنيتين التحتية والفوقية ، والسبب ، ان كلا من الدولة والمجتمع لم يعتنيا بما هو فوقي أبدا ، وانما اعتنيا قليلا بما هو تحتي فقط! وحتى هذه البنية التحتية العربية نجدها مشوهة ومعتلة وغير متكاملة في اكثر البلدان العربية !

اين معنى البنية التحتية ؟
فعلا ، لقد بنيت العمارات الشاهقة وفتحت الشوارع الواسعة وازدانت بالاضوية الملونة الساطعة ، على اعتبار الأخذ بقناعات مثل ذلك الاستاذ الابله! وكأن البنية التحتية تتمثل باستيراد الأغذية المعلبة والسيارات والألبسة وفنادق الدرجة الأولى والأبنية الشاهقة.. الخ وغاب عن العرب تشكيل شبكات سكك الحديد بدلا من تلك الخطوط التي كان المستعمر قد بناها على الارض العربية! وغاب عنهم المنتج الثقيل في التصنيع! وغاب عنهم أيضا ان يعتنوا بأريافهم ودواخلهم الجغرافية بأرقى المستويات وبنفس القدر الذي يمنحونه للعواصم! وغاب عنهم التخطيط العمراني المتطور لمدنهم العريقة اذ مازالت عشرات المدن العربية في كل من المشرق والمغرب العربيين كئيبة في حالة يرثى لها وكأنها خرجت توا من ظلام العصور الوسطي! وغابت عنهم ايضا صناعات عدة: الارض الزراعية والسياحة الفندقية المتفوقة والخدمات الصحية والبلدية والحدائق والطرق الممتازة ، وغابت عنهم صناعة الخدمات المتنوعة وانظمة الاتصالات الحديثة وانظمة المرور والكباري والجسور والسدود والخزانات وسبل الري وهم من اقل البلدان بمياههم .. فشلت ويا للأسف الشديد مشروعاتهم الصناعية الكبرى في ابرز الدول العربية التي بدأت تلك المشروعات منذ عهد بعيد وغدت مصانع كبرى مجرد حديد خردة ! هل يصدق المرء ان قرارات سياسية اصدرتها دولة نفطية كبيرة احرقت بموجبها الاف الهكتارات من بساتين الاعناب كيلا تبيع المنتجات الى فرنسا ؟ هل يصدق المرء ان يتم في دولة نفطية اخرى تجفيف اهوار المياه العذبة بالاف الهكتارات لاسباب تافهة بدل تطويرها كجزء من البنية التحتية ؟ هل يصدق المرء ان بلدان عربية عدة لم تزل تعمل في شوارعها سيارات مهترئة تعود صناعتها الى ايام الخمسينيات ؟ واستطيع القول ان دول الخليج العربية لوحدها قد نجحت في بناء بنى تحتية مزدهرة .. ومن جانب اخر غاب عن العرب صناعة الفوقيات من اجل خلق التحتيات سواء في الاعتناء بالإنسان المواطن افضل عناية وتشكيله من جديد من خلال النخب الحرة المثقفة والمتميزة والمبدعة وايضا تطبيق التربويات القوية والتعليم رفيع المستوى! نعم ، لقد غاب عن العرب تشكيل بنية فوقية في المجتمع حتى يصبح المجتمع العربي له القدرة على مقارنة نفسه ببقية المجتمعات المتقدمة!

معنى صناعة البنية الفوقية والكذبات الكبرى
ولكن من الذي يخلق البنية التحتية في البلاد ؟ انه ذاك الذي امتلك البنية الفوقية.. والاخيرة اصعب في تحقيقها من الأولى، لأنها غير قابلة للشراء والاستيراد او للاستهلاك الرخيص.. انها باختصار : صناعة للقوى البشرية الفاعلة بما تمتلكه من خبرات وثقافة وتكوينات وتجارب وذهنيات وافكار وابداعات ومنتجات في كل ميادين الحياة العربية وحقولها. ومن نافل القول ان تقرير الامم المتحدة للإنماء قد كشف ان كلا من البحرين والامارات قد حققتا اعلى النسب في مجال صناعة القوى البشرية في حين غدت دول عربية كان مشهودا لها بالتفوق البشري درجة تحت الصفر ! لقد مرت المجتمعات البشرية المتقدمة بتجارب مريرة وصعبة وهي تتنافس في صناعة كل من بنيتيها ، وخصوصا الفوقية فيها ولم تزل حتى اليوم تعمل على جذب الاذكياء في العالم واستقطابهم على عكس مجتمعنا في معظم دولنا العربية المعاصرة كان وسيبقى طاردا للعقول والاذكياء والقوى الفوقية! ومن أنكى التفسيرات الرائجة ان الاستعمار وراء كل هذا وذاك وغاب عنهم بأن كل الخلل العربي انما كان سياسيا داخليا جملة وتفصيلا سواء على مستوى الحكام والزعماء والقادة والمسؤولين العرب المتنوعين الذين اساؤوا بتخلفهم وضيق افق تفكيرهم صناعة قرارات مجحفة ومتخلفة اضرت بمصالحنا الفوقية والتحتية معا..

وماذا ايضا ؟
وايضا على مستوى النخب والفئات والاحزاب السياسية العربية التي لم تعرف في تجمعاتها الا الوصولية والانتهازية والمحسوبية والمنسوبية والوساطة والعشائرية والقرابة الاجتماعية والعائلية والعلاقات الشخصية والسياسية والرفاقية الحزبية والذيول السلطوية .. ولم تعرف في خطابها الا الشعارات الجوفاء الاصلاحية او صناعة الاوهام الثورية باسم التغيير والانقلابية والحداثة . كم كذب الساسة والزعماء في اجهزة اعلامهم ودعاياتهم بخلق كذبات كبرى ونسج دعايات و(فبركة) خطابات وبث تزييفات? وكم توهم الناس ان بلدانا عربية اخترقت حاجز العالم الثالث ، فأصبحت دولا ( متقدمة ) ؟! والحقيقة غير ذلك ابدا ، فهي لم تحقق أية نسبة من التنمية والتقدم في بنيتيها التحتية والفوقية.. فالأمية طاغية على أبنائها والإنتاج ضعيف ، والتخلف يزداد بشكل مخيف والثروات تبدد بشكل جنوني! كون الانسان المناسب قد اقصي وهمّش وابعد او هجّر ، او نفي وشرّد ، او حبس وسجن ، او قتل ونحر او اعدم وذهب ضحية من كان غير مناسب احتل موقعه من دون أي حق !
وهناك مسألة لابد من التوقف قليلا عندها ، فكثير من الناس يتوهم عندما يقارن هؤلاء أنفسهم بالالمان واليابان .. يقولون كان لابد ان نكون مثلهما عندما رجعت كل من المانيا واليابان بعد قرابة عشر سنوات من تحطيمهما في الحرب العالمية الثانية.. ولا يدركون الفروقات الجوهرية بين الالمان واليابان من طرف وبين العرب ومن يشاركهم حياتهم في بنيوياتهم الفوقية من مجتمعات اخرى ! صحيح ان كلا من البنية التحتية الالمانية والبنية التحتية اليابانية قد تحطمتا ، ولكن كانت كل منهما تمتلك بنية فوقية وعالية المستوى جدا هي التي استطاعت ان تعيد انتاج نفسها من جديد بعد ان طورتها بسرعة خارقة وليس مشروع مارشال بذاته!

مشروع قهري وراء كل التداعيات!
ان تداعيات الحياة العربية لا اول لها ولا اخر وخصوصا عند اولئك الذين يصنعونها ، اذ يبدو ان اغلبهم لا فهم لهم ولا ثقافة عندهم ولا ادراك متبادل لديهم.. لقد صنعتهم ظروف الحياة العربية المغلفة بكل اصناف الغرابة والتزييفات والمحسوبيات والمنسوبيات والتعاطفات والعشائريات والوصوليات والبهلوانيات ( وانعدام النزاهة في التقييم والاداء والامتحانات ) والشعارات الثورية والاوهام والاخيلة العاطفية والتاريخية والامراض الطائفية والاوبئة الاجتماعية .. لكي تدفعهم نحو ميادين الحياة من دون أية مؤهلات قوية او امكانات حقيقية.. وما ان يصلوا مواقعهم حتى يقفوا ضد القوى الفوقية الحقيقية المستنيرة التي يمثلها عدد معروف وواضح من الاذكياء والمبدعين والمتميزين العرب من اجل النيل منهم وقهر مشروعاتهم وتحجيم ادوارهم وخلق المتاعب لهم واضطهادهم واقصائهم وبالتالي تهجيرهم ، اي بمعنى قيام كل من الدولة والمجتمع على ايدي ما يتولد فيهما من سلطات بقصد اجراء هجرة زاحفة للعقول نحو شتات العالم ، فافتقدت البلدان العربية ذات الثقل الحضاري الالاف المؤلفة من العقول على امتداد خمسين سنة مضت ، وكم اتمنى ان تصل الى ايدينا نحن المؤرخين اية احصائيات لعقول هاجرت من بلداننا على امتداد قرن كامل ، فسيكون الامر مذهلا في نتائجه التعيسة ! ان الاغبياء والمعوقين والمهووسين بالجمود والمتكلسين بالتحنط والتخلف والتفاهة هم ببساطة: مشروع قهري في استلاب تطور الحياة العربية منذ مائة سنة مضت ، ولكنهم يتمتعون بكل ما تنتجه البنى التحتية ، ولكنهم من ابعد الناس عن البنى الفوقية ومشروعاتها الحضارية المتمدنة.
لقد جمعني قبل شهور وفي إحدى المناسبات لقاء طويل مع واحدة من امهر الاعلاميات العربيات من اللواتي يقدمن برنامجا ذكيا على إحدى الفضائيات العربية.. وجرى بيننا حديث رائع بعيدا عن عدسات الكاميرات ، وتطرقنا إلى تداعيات الحياة العربية وتناقضاتها المضطربة التي لا يمكنها ان تعتدل ولو لمرة واحدة ، كما يتمنى ذلك اصحاب الضمائر الحية لأن واحدا من اسباب وعلل المأساة انما يكمن في المشروع القهري الذي يمارسه الأغبياء والمتسلطون الذين توارثوا امراضهم وصفاتهم السالبة من خلال سريان جيناتهم الوراثية المتخلفة أبا عن جد. سألتني تلك السيدة الذكية: وهل تعتقد ان الأمور لا يمكن اصلاحها سريعا ؟ اجبت: لا أبدا ، فالفرق كبير وشاسع اليوم بين من يريد بناء تحتيا من اجل مصالحه الآنية وبين من يريد بناء فوقيا من اجل انسان جديد ومجتمع جديد يمكنه ان يحيا مدنيا ويواجه معضلات القرن الحادي والعشرين, علما بان المحصلة التاريخية ستكون للثاني لأنه سيخلق بالضرورة بنيته التحتية ، ولكن المشروع الاول مجرد نفخ طائش في الهواء .. اذ انني اّصوره كمن ادخل قطيعا من الابقار المتدافعة في (صالة) رائعة تعزف فيها (سيمفونيات) رخيمة من الدرجة الأولى!
اردفت تلك السيدة المثقفة تسأل وتقول: انسيت ما يفعله اغلب الحكام العرب الذين يعتمدون على بعض من المستشارين وحواشي الوصوليين والنرجسيين والطفيليين الذين ليس لهم الا ملء كروشهم وتنفيذ مصالحهم من خلال مناصبهم ونفوذهم .. انهم يزينون للحكام كل ما يرونه.. اجبت: صدقت ، ولكن المشكلة اكبر من ذلك ، اذ لا يمكن ان يكون الحكام والزعماء العرب سببا في كل المصائب! انهم من المؤسسين للخراب ، ولكن ثمة مشكلات معقدة مغروسة في نظامنا الاجتماعي العربي.. وثمة كتل وجماعات وأحزاب سياسية وعصبيات اجتماعية وتجمعات واحزاب وفئات وشرائح عربية لا تقبل ان تغير من انماط تفكيرها ابدا ، بسبب ذهنيتها المركبة او انعدام قدرتها على التمييز .. انه الرضي بالجهالة والتخلف والمقنع تحت شعارات شتى!
وعليه ، فالأمر ليس سهلا وهينا ان يسير العرب ومن يشاركهم الذهنية نفسها في ركاب العصر.. ومن أسوأ ما يتصفون به اليوم جعلهم المظاهر الكاذبة والخادعة والبراقة والعابرة بمثابة حقائق كبرى وتبنى عليها كل الاشياء من دون اية معاني حقيقية لفحوى الاستنارة والتقدم . لقد عاش العرب ردحا طويلا من الزمن ، وهم يتوهمون الاكاذيب حقائق والاخيلة واقع .. اندفعوا ليقولوا بالبرجوازية العربية ولا وجود لها وادانوا واقعهم بإدانات لا اصل لها ، وقالوا بالكومبرادور ولا وجود له عندهم ، وقالوا بالصراع الطبقي ولم يكن هناك طبقات بل شرائح ومستويات اجتماعية متباينة وامراض عشائرية تعيش في ظل الاستبداد الشرقي .. وقالوا بالوطن العربي الواحد وهو مجموعة اوطان متفرقة لا يجمعها الا القيم واللغة والاعتبارات التاريخية العربية .. لقد سرقوا افكار وايديولوجيات اوروبا وقالوا بالحرية والوحدة والاشتراكية ولا وجود لها ابدا ، ثم استعاروا الفاشية والنازية وكل اساليبهما وتمثلوهما .. وقالوا بالتقدمية والطليعية والانقلابية والثورية والتحريرية والشعبية والديمقراطية .. وطبقوا الاشتراكية العربية ففشلوا فشلا ذريعا وعرضوا اقتصاداتهم النامية الى هزات ماحقة .. وكذبوا على الجماهير بخطاباتهم الرنانة واذاعاتهم الطنانة.. وقالوا بالدفاع العربي المشترك والسوق العربية المشتركة والقرار العربي الموحد والفكر العربي الموحد في جامعة الدول العربية ، واسسوا وزارات وحدة ، وهم اصلا لا يؤمنون بالوحدة .. وحاربوا اية تجربة كونفدرالية ولا حياة او تطبيق لذلك كله .. الخ استعرضوا عضلاتهم باسم القومية العربية واكل بعضهم بعضا وغزا بعضهم البعض الاخر .. لقد اساؤوا الى العرب والعروبة تحت افكار شوفينية مع خلل فاضح في التطبيق بسبب من الاوهام القومية التي جعلت الناس تنفر منها عبر مراحل مضت ! واليوم ، يعيش العرب مرحلة من نوع آخر اذ تكثر فيها الاوهام والمخيالات والاساطير وفوضى الفتاوى وحكم الطوائف وصراعاتها القاتلة وولادة الجماعات التي لبست البسة القداسة والتطهير والامامة وفوضى التواريخ الصعبة .. والتخندق السياسي والثقافي والاجتماعي اعتمادا على نصوص يخالف احدها الاخر ، ولكن على نحو كارثي وفي ظل شعارات ودعوات وايهامات من نوع آخر يتلمسه كل من يمتلك ذرة من التفكير الحاد والرؤية الخارقة .

ما العمل ؟ من أجل بنى فوقية عربية وتكوينات جديدة
اعتقد اعتقادا راسخا بان صناعة جديدة للبنى الفوقية العربية كفيلة في تخليص مجتمعاتنا العربية عموما من معضلاته وازماته ومشكلاته التي يقف التخلف والمركبات الذهنية البائسة في مقدمتها.. ان نجاح أية مشروعات جديدة تستوجب ان يغير العديد من الزعماء والساسة والمسؤولين العرب من فهمهم للحياة الحديثة ، والتفكير بمصير مجتمعاتنا ازاء ما يحدث في العالم ، وان تبدأ " النخب العاقلة " بمشروعات حيوية وخصبة واستراتيجية دائمة من اجل منح العرب حرياتهم المتنوعة التي يفتقدونها مع تطبيقات صارمة لسيادة القانون وتطوير التربويات والمعارف .. وتكافؤ الفرص واصدار تشريعات ضد البلادة وضد القمع وضد الأمراض الاجتماعية وضد العادات البالية ، واعلاء شأن حقوق الانسان في عيشه وعمله ورزقه وحياته .. ناهيكم عن اجراء ثورة تربوية وتعليمية وصحية وتضامنية عالية المستوى وان يستفيد العرب من تجارب غيرهم من اجل تبديل التفكير السائد .. صحيح انها عملية صعبة جدا ، ولكن لا خيار آخر امام مجتمعاتنا الا التغيير الحقيقي لا الزائف .. والعملي لا الخيالي ، والفكري لا السياسي ، والمستنير لا المغلق .. انها مهمة صعبة في اعادة بناء البنى الفوقية في مجتمعاتنا كي تتسق مع روح هذا العصر لا ان تبقي كل وارثي امراض القرن العشرين على سدة المسؤولية .. على النخب المثقفة والحرة والمستنيرة ان تعمل من اجل التغيير الحقيقي كي يقال بأن العرب لهم ربيعهم الحقيقي .. مطلوب من كل الحكومات العربية اليوم ان تستعين بالتكنوقراط لبناء مشروع التغيير وتولي الاذكياء من المبدعين والمتميزين والنشطاء العرب مكانتهم الحقيقية وصناعتهم للقرارات وتنفيذها ، وان تتغير الذهنيات الجامدة وتتغير القياسات في كل المعالجات من احادية المطلقات إلى التفكير النسبي بعيدا عن الانوية والمفاخرة والتنطع الفارغ وصناعة الأكاذيب والشعارات والعيش في مستنقعات الاوهام.. مع وجوب احترام مواريثنا واصالتنا ونقد تواريخنا وتقديس الشأن العام ، وعدم المس بالمال العام والعمل من اجل الصالح العام.. نريد بنى فوقية من القوى البشرية الفاعلة لها القدرة على صناعة مستقبلنا وتطوير مصالحنا وتنجح في تسيير دفة سفننا العربية التائهة وسط بحر العواصف وما ينتظر اجيالنا القادمة.. فهل هناك من يسمع ويستجيب في بناء فوقيات تغدو لها القدرة على تطوير استراتيجيات عليا لنا تحت شمس القرن الواحد والعشرين؟ انني اشك في ذلك .

( نشرت في الاصل في ملحق الف ياء ، الزمان ، 1143 ، 18 فبراير 2002. واعيد نشرها أيضا في النهار البيروتية ، 21350 ، 14 اغسطس 2002 ) .

واخيرا ، اذا كنت قد ناديت قبل اكثر من عشر سنوات بمثل هذه النداءات .. ولم يتحقق شيئا ، فهل باستطاعة من وصل الى السلطة منذ العام 2002 حتى اليوم ان يفعل شيئا امام ما استجد من تحديات قاسية وجماعات ظلامية بدائية وفي ظل متغيرات دموية وقمعية ؟ ولكن لابد لليل ان ينجلي يوما ، فالاستنارة لا تموت ولم تزل الاضوية الخضراء باقية تشع من بعيد من اجل الاستجابة لكل التحديات التي سيفرضها علينا هذا الزمن في القرن الواحد والعشرين .
تنشر اليوم على موقع الدكتور سيّار الجميل
www.sayyaraljamil.com
عبدالعزيز المجمعة غير متصل   رد مع اقتباس
من قدموا شكرهم لـ عبدالعزيز المجمعة :
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:02 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. موقع و منتديات سدير 1432 هـ - 1435 هـ

جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه وإنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه