شيخنا الكريم الحبيب إننا والله نحبك ، ونجلك ونقدرك ، بما حباك الله من العلم وفصاحة اللسان ، وقد كان لك دور لا ينكره إلا جاحد ، لقد كان جهود في توعية كنير من فئات المجتمع سواء من الشباب أو الرجال ، أو النساء أو الفتيات ، وخاصة في بداياتك الطيبة عندما كنت في أبها تخطب في أحد مساجدها ، أو دروسك التي كنت تلقيها فيطير بها الركبان في أنحاء المملكة ، عبر أشرطة الكاسيتات ، لقد كان من شدة تأثيرك على من كان يسمع لك أن أصبح بعض أئمة المساجد من الشباب يتلفظ وينطق ويزيد في الصوت ويقصر فيه ، ويأتي بالطرفة والقصة كما كنت تفعل ، وهذا إن دل فإنما يدل على تأثيرك وسحر بيانك ، وهذا كله من فضل الله نسأل لك التوفيق .
وهذه الأيام فاجئتنا وسائل الإعلام من مواقع إلكترونية أو صحف بما كنا لا نتصوره ـــ وفي ظني والله أعلم أنه أمر مبالغ فيه ــــ عن أنك بعد قصيدتك تنوي الاعتزال عن الناس وتأوي إلى بيتك إلا لصلاة الجمع والجماعة ، ولا شك أن هذا من حقك فكل إنسان أخبر بحاله ، وبما يصلح لينه ودنياه ، لا سيما إذا كان ليس فيه أمر محرم أو أذية للناس .
هذا الخبر لم نصدقه لأننا ما كنا نتخيله أبدا وخاصة ممن كان يعلمنا ويشد على أيدينا بالصبر والاحتساب عند الله ، ودرسك في حادث الإفك وما بينته من دروس نستفيدها من الحادثة ، كان له أثر كبير في نفوسنا عندما أتهمك أحدهم بالرذيلة وكنت بريئا منها كما أن الذئب بريء من دم أبن يعقوب ، هذا أنت يا شيخنا العزيز وهكذا عرفناك ، وهكذا ربيتنا ،
في خضم هذه الضجة الإعلامية ، وفحيح الأفاعي من هنا وهناك ، وفرحة الشانئين ، بدأنا نرى خفافيش الظلام يستغلون الظرف ويمدون خيط الحدث بما يستطيعون لعلهم يربحون بشيء من هذا الحدث العابر فيما يخدم مصالحهم الشريرة ، فالشيخ عائض من الوزن الثقيل ، لكن نحن واثقون إن شاء الله أن شيخنا أكبر من أن تخدعه بهرجة الباطل ، أو يخوفه فيحح الأفاعي .
شيخي الكريم إن من يتابع ضجيج الإعلام هذه الأيام ويقرأ ما يصرح به أهل الباطل من علمانيين وليبراليين حول الحدث ( اعتزال الشيخ ) ودعوتهم للشيخ للاجتماع به أو دخوله في مراكز أبحاث ، أو منتديات عربية ، وهم الذين كانوا من قبل يعتبرونه المتشدد المتطرف ، أو اتهامه بالرذيلة والفساد ، يذكرني بحث دعوة الملك الغساني لكعب بن ملك بأن يلحق به بعد أن علم أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بهجرانه بعد تخلفه عن غزوة تبوك .
وأنا أقول ياشيخ عائض كما أمرنا الله به في كل الأحوال ( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون ) ، فلعل ما يصير هذه الأيام يكشف لنا ما كان غائب عنا فاللبيب هو الذي يحول المصائب إلى فوائد ، والأحزان إلى أفراح ، لعلها تتكشف أوراق الباطل .
يا شيخنا الصبر ثم الصبر ثم الصبر ، والله يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب