بدأت كثير من الصحف والمجلات المحلية بإظهار صور لبعض النساء دون حجاب، الأمر الذي يشير إلى وجود فساد وبلاء يسعى من وراءه بعض الفسقة والمفسدين، والذين لا يبالون بالعواقب الوخيمة جراء هذا العمل المشين، فبمجرد ظهور المرأة أمام الناس بلا حجاب فإن ذلك فسادٌ برُم عينه ونشرٌ للرذيلة، وانتشار الفتن بين الناس مؤشرٌ خطيرٌ لانتكاس الشعوب والأفراد، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وإلى الله المشتكى، وعليه التكلان، فقد لاحظت في الآونة الأخيرة الظهور المتكرر والإنتشار الواسع في نشر صور بعض النساء وفي أماكن واضحة لكل شخص، فمثلاً تجدها في الصفحات الأولى لبعض الصحف والمجلات، وفي كثير من البرامج التلفزيونية، وبلباسٍ قد يفتن الأعمى وليس المبصر فحسب، نسأل الله العافية.
إلى هؤلاء النساء ومن ولي أمرهم أقول:
اتقوا الله في أنفسكم، واعلموا أنكم عن أعمالكم محاسبون، وعن تفريطكم مجزيون، وأمام رب العباد موقوفون، وعن كل فتنة كنتم سبباً فيها مساءلون، واعلموا أن المرأة لها مكانتها في المجتمع كما قررها الشارع الحكيم، فمن مكانتها وجلالة قدرها أن تكون بعيدةً عن أنظار الرجال الأجانب، متحصنة بلباس الحشمة والوقار، ولا تكن مرتعاً لمرأى الكثير من الناس، وسبباً للفتنة والفساد، فالأصل بقاء المرأة في البيت لخدمة زوجها وتربية أبناءها، قال تعالى(وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى)، فالواجب على كل مسلمة ومسلمة أن تتقي الله عز وجل في نفسها وفيمن حولها، وأن تحفظ نفسها من التبرج والسفور وافتتان الغير بها، وأن تتذكر الوعيد الشديد لمن لم تحصن نفسها، قال تعالى(يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنينعليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما)، وهذا نداء إلى أخواتي اللاتي منّ الله عليهن بالهداية وعرفوا لذة التوبةوالطاعة والقرب من الله:
أتمنى منكن القيام بهذه المهمة العظيمة بين بنات جنسكنالمتبرجات اللواتي لم يعرفن الحجاب وأغلبهن يجهل ولا يمانع أن يلبسه ولكن يحتجن إلى توجيه وإرشادمنكن، فأتمنى منكن أن تنصحن أي إمرأة أو فتاة تجدونها في العمل أو السوقأو الجمعية أو في الشارع أو في مكان عام أو خاص، ولا تنظروا إلى الثمرة لتقطفوها سريعاً، فإنماعلينا البلاغ، والهداية من الله تعالى، ولكن لنقيم الحجة على الجميع فيهتدي من شاءالله له الهداية، وليكن معكن شريط أو كتيب نافع دائماً حتى تستغلون كل الوسائل ليشرحالله صدورهن إلى الدين، واعلمن أنه أمر قد يكون متعباً في البداية، ولكن هذا التعب لله تعالى،وسيعوضكن الله عنه خير الجزاء، فلبس المرأة للحجاب الشرعي يصرف عنها أذى المعاكسينالذين يتحرشون بكل فتاة إلا من التزمت بالحجاب الشرعي.
أسأل الله بمنه وكرمه أن يحفظ بناتنا ونساءنا من التبرج والسفور، وأن يلهمنا التوفيق والرشاد إنه جواد كريم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وكتبه
الفقير إلى عفو ربه
د. فهد بن إبراهيم الجمعة