مقهى أناييس

[قلم صريح]

أتضح أنك وضعت فكرة و لم تستطيع نقاشها رحال , و أمر النقاش هذا مفتوح هنا و الطاولة موجودة و ناقشتوا ماقلتم و ردت صاحبة الموضوع على طلبات و الأمر عادي , و استرسلت ثم لجأت لما سنته صاحبة الموضوع,
أنا أكتفيت بما قلت. و انتهى الذي لدي و بمقدورك الاسترسال.

[رحّال]

حيّاك و بيّاك يا صاحبي ،
و أشكر لك هذه الثقة.!
على العموم إن كنت تريد مناقشة الفكرة فهناك قسم الأقلام و هو شبه ميت هذه الأيام ،
فلم لا نذهب هناك؟
تحيّة تشبهك و سلام.

[عروش]

احياناً يخونك التعبير تجاه بعض الأبجديات !

على الرغم من كثافة الخبرة , و وفرة العلم

تجدهم متصادمين دوماً !

امقت القوانين الصارمة التي تسكت الأفواه عن الثرثرة فيما يجلب الفائدة

ومع ذلك احترمها إذا كانت سياسة تطبق على الجميع في مكان معين !

و لآ املك سوى الإنصياع لها !


تتعدد وجهات النظر و تتكاثر الرؤى لأي شئ في الوجود ما لم تحكمه سنه ربانية

ومن غير المستحسن أن تتصادم عقليتان حول رؤية , في أكثر من مكان

اتسأل :

هل هو قانون الطبيعة البشرية يغلب مهما زادت الثقافة و الرقي !


واتمنى :

أن يسود الود , و تنقشع الغمة , و تهدأ الزوابع


واقرر:

رائحة القهوة السوداء المحروقة قد تساهم في اجتثات التوتر




صباحكم / أزاهير بيضاء كقلوبكم رواد المقهى



,,

[اناييس]

صباح المقهى الذي يعمر برواده
صباح النقاش الهادف والسلس
صباحكم مسرة
المقهى لكم والأحاديث الجانبية لا تعني إهمال نقاش الأفكار وطرح الرؤى على العكس تماما أنا ما أنشأت المقهى إلا ليكون كصالون أدبي نتناقش فيه مايرد على طاولته ولكل رأيه ولا ضرر لو بقينا متمسكين بأراءنا فلو كان اللون الواحد هو السائد لكان هذا يقتل جمال قوس قزح حياكم في المقهى وأرى النقاش قد أثرى مقهاي وأنعشه .

[اناييس]

رحال ....
طاولة الأسئلة هي أشبه ما يكون حوار بين اثنين كلقاء أدبي فكري أما نقاشكم أنت والأخوة فهو ما يهدف إليه المقهى وبالفعل أنا أردت من الجميع أن يقدم قرائته للوحة ماذا رأى فيها ، لأن النفس البشرية تختلف والتأثير يختلف من شخصلآخر ،أنا أرى المبدع إنسان حساس قد يجنح به عدم الفهم إلى المرض النفسي قد يصل إلى التوازن ،لا أحب تصنيفه على أنه مجنون ومعقد يقال مثلا أن فان غوخ كان يعاني مرضا في أذنه الداخلية ونوبات صرع حادة جعلته ينهي حياته وهناك كارافاجيو الذي يقال أنه يعاني من فصام الشخصية و دافنشي الذي أشيع عنه أن لديه ميول مثلية ، وهمنغواي الذي عانى من الاكتئاب طويلا ثم مات منتحرا القائمة تطول ولكن في المقابل هناك قائمة بالمبدعيين الذين عاشوا ونفعوا المجتمع دون اكتئبات دون جنون ، ربما يكون كل هذا بسبب أن عقيدتهم مختلة بسبب أنهم مضطربين لا يجدون ملاذا لهم .....هذا رأي وشكرا لك رحال

[اناييس]

السفير على طاولة اشارة استفهام حياك يا صديق ومرحبا بك في مقهاي وبما أني سبقتك بقهوتي الصباحية سأبدأ ببعض الاستفهامات

[اناييس]

هل فكرت يوما أن تكون مختلفا عن الحشد ؟
هل فكرت أن تشب عن طوق القطيع ؟! ومتى فعلت ذلك ؟! متى اكتشفت أن الافكار التي نستقيها في المدارس ربما تكون معلبة وبالية وأن التاريخ ربما يكون كاذب ؟ وأن المنتصر حين يكتب التاريخ يمسح كل من يعرف الحقيقة

[رحّال]

حسناً بما أن مفهومي لمراد صاحبة المقهى لم يكن سليماً ، و لطلب الأخ فيصل الذي أحترمه كشخص و رأي سأشرح وجهة نظري و إن كانت رغبتي في أن يكون هذا في موضوع مستقل و لكن حباً و كرامة للجميع ، وسأحاول الاختصار قدر إمكاني.
لعل من المفيد أن نعرّف مصطلح عقدة النقص استناداً إلى أهل الاختصاص.
يمكن تعريف عقدة الشعور بالنقص بطريقتين :-
الأولى تشير إلى زيادة غير طبيعية في مشاعر الدونيّة لدى الشخص ، و هذا لا يعني الإحساس أن هناك شخص أفضل من شخص و لكنها تشير إلى إن الشخص غير قادر على إتقان واحدة من مهام الحياة الثلاثة و التي هي ، العمل ، و الحب ، و العلاقات الاجتماعية و هذه تسمى عقدة النقص الشعورية ، أو
"inferiority (feeling) complex"


و الثانية تشير إلى الوسائل التي يفسر بها الشخص لنفسه أو لغيره عدم قدرته على أن يقوم بحل مشكلة معينة بطريقة مفيدة اجتماعيا ، و تعرف بعقدة نقص الأعراض أو "inferiority (symptom) complex"


و عالم النفس آدلر يميز بين مشاعر الدونية الأولية و الثانوية ،
فمشاعر النقص الأولية متجذرة في خبرة الطفل الأصلية ، الضعف و العجز و التبعية ، و من ثم يمكن أن تتكثف عن طريق المقارنة بالأشقاء ، و الكبار ، ......الخ.
و مشاعر النقص الثانوية ترتبط بتجربة البالغ و عدم استطاعته الوصول إلى هدف ما سعى إلى تحقيقه بخصوص أمنه الشخصي و النجاح لتعويض بعض ما يعاني من نقص ، و هذه المسافة المتصورة من هذا الهدف يمكن أن تدفع إلى استدعاء الشعور بالنقص الأصلي .
و بهذا نرى أن آدلر لا يعني بعقدة النقص أن شخص أقل شأناً من شخص آخر فقط و لكن أيضاً عندما يحس الشخص أنه غير كفء لتنفيذ مهمة ما و هذا يصنع فيه هذا الشعور بالدونية / النقص.
و للحديث بقية إن شاء الله.

[اناييس]

شاهدت مؤخرا مقطعا على اليوتيوب لطلاب مدرسة يقفون خارجها في آخر يوم من الامتحانات يمزقون كتبهم المدرسية في منظر أقل ما يقال في حقه غير حضاري و مؤلم ، الاوراق الممزقة ومنظر الكتب المهانة العلم الذي يداس بالاقدام احزنني أنهم جيل المستقبل ، برأيك ما الذي أوصلنا لذلك و ما الحل ليعود الكتاب إلى قيمته ؟!

[رحّال]

أنا مشتت بين الملهى و المقهى
أنا لا أرى مشكلة في مثل هذه التصرفات ، جميعنا في مثل سنهم فعلنا أفعال قد تفوق فعلهم ،
لنأخذ الأمر على أنه تنفيس ، و هي مرحلة يمر بها الجميع ، و من مختلف الأعمار ، و الطبقات ، و إن كان الفعل يختلف.

[اناييس]

حين كتبت أول مرة هل شعرت في أنك ستطبع يوما ما كتابا لك حدثنا عن أول مولود كتابك ؟!

[قلم صريح]

اعتقد أن السيب الرئيسي هو كرههم لأسلوب التعليم و أن الكتاب رمز مكروه من مافيه و من يفرضه عليهم , فينتقمون من الكل بتمزيق السبب ,

[اناييس]

لا الكتاب حين يهان بهذه الصورة يكون اكبر من تنفيس !! اذكر اني في صغري كنت اعشق رائحة الكتب الجديدة وكنا في مدارسنا في الشام لضعف الامكانيات احيانا توزع لدينا كتب قديمة واخر كل عام نرجع الكتب للمدرسة حتى لو كانت بالية ، وحين اشتري قصة كنت احافظ عليها لا احب ان اثني الورقة كعلامة وقوف ... ربما هي اختلافات

[رحّال]

عقدة النقص هي حول الأنا ، حول المكانة الاجتماعية ، حول الهيمنة ، و سيكون لديك عقدة نقص عندما تشعر بالنقص و تظن أن الآخر أفضل منك أو أنك غير كفء للقيام بمهمة ما.
و هنا أقول لو قمنا باستطلاع و كنا صادقين مع أنفسنا فكم منا سيقول أنه عانى في فترة من فترات حياته من عقدة نقص؟!
البعض يسعى للتخلص من عقدة النقص عن طريق أحلام اليقظة و العيش في دنيا الأوهام ، و لعل هذا من مسببات الإدمان على الكحول و الحشيش التي تكون بداياتها محاولة الهرب من عقدة النقص ، حتى يصل بهم الحال إلى الشيزوفرانيا أو الفصام.
و هناك كما يرى البعض طريقة و تسمى ( دخان التموية ) و هي تعني أن الشخص الذي يعاني من عقدة النقص يصور للعالم أنه متفوق لذا تجده دائماً ما يتكلم عن نفسه ، و ما يملك ، و ما الذي يستطيع أن يفعله ، و أنا ، أنا ، أنا.!
الآن يمكن أن تكون عقدة النقص دافعاً للعظمة فمثلاً هناك في علم النفس ما يسمى ( متلازمة نابليون ) و التي تقول أن السبب في تفوق نابليون في القيادة العسكرية هي عقدة النقص التي تكونت لديه من كونه قصيراً ، و هذا البحث ينطبق على هتلر و ستالين ، و غيرهم.
و التاريخ يحكي الكثير من الحكايات فمثلاً السير والتر سكوت و الذي كان من أشهر كتاب زمانه و كانت روايته تنفذ من الأسواق بمجرد توزيعها كان يتمنى في بداية حياته أن يكون شاعراً ، و قرأ كل ما كتبه بايرون ، و قد تملكه شعور بالدونية كونه لم يستطع أن يرتقي إلى مستوى بايرون حتى أنه نشر أكثر أعماله الأولى بدون أن يدون أسمه الصريح خجلاً منها.!
و هذا يقال عن الموسيقار الكبير رحمانوف ،،، و غيرهم

و في الأمثلة التي أوردتها الفاضلة أناييس دليل آخر يثبت أن مثل هذا الشعور قد يكون محفزاً للإبداع.
و لعل من الطريف أن فريق من الباحثين بمعهد كارولينسكا السويدي نشر في عام 2011 م أن الأشخاص الذين يشتغلون في مهن تتطلب قدرا من الإبداع يصابون بأمراض عقلية أكثر من عامة الناس.
الحديث كما دوماً ذو شجون ، و لعل في ما مضى كفاية لترسم التصور / الفكرة / الرؤية التي أريد أن تصل.
تحيّة تشبهكم و سلام.

[رحّال]

يا سيدتي عندما كنت في عمرهم مزقت بعض الكتب و الدفاتر الدراسية و في نفس الوقت كنت استقطع من مصروفي على قلته لأجمع مبلغاً و أشتري كتباً مستعملة من دكان كان بجانب مسجد الهادي في الطائف.