العودة   منتديات سدير > `·• أفياء أدبية •·´ > ¨° مِحبرةُ كتاباتك °¨

¨° مِحبرةُ كتاباتك °¨ خاص بنتاج الأعضاء من خواطر وقصص ومقالات

الإهداءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-12-2015, 09:14 PM   #1
كاتب مميز
 
الصورة الرمزية الــســفــيــر
 
تم شكره :  شكر 2,047 فى 393 موضوع
الــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura about

 

معرض الكتاب وزائر غريب-أحمد العسيلان



زائر غريب - أحمد العسيلان
1
حدثني الجداوي ، وهو رجل عربي على وجهه مسحة فطنة وعلى قلبه طرافة وملاحة لسان يحب الاستكشاف والمغامرة قال :
أزمعت أمري يا صديقي لزيارة معرض الكتاب وكنت أظن أنه مهوى أولي الألباب ، وكانت هذه أول زيارة لي فلما بلغت بوابته فإذا بحارس عملاق يستوقفني و يسألني أنت ( محتسب أم زائر أم مثقف ؟) وكنت أعرف معاني الكلمات الثلاث ولكني أجهل مبتغى السائل بفحواها وليس لي علم بواقع الحاضر فأنا رجل من الماضي نهضت من مرقدي على وقع الصياح للإعلان عن المعرض ، فتأملت قليلا وأطلت التأمل فزجرني الحارس أن أنطق فقلت بلا اختيار ( محتسب ) فصرخ في وجهي وقال ( ايه يرضينا وورينا عرض كتافك ) ولا نريد رجعية وتخلف وظلامية ، فتوسعت عيناي وانكمش جسدي النحيل ورأيت الشر يقدح من عيني الرجل ورجعت القهقرى حتى غبت عن ناظريه !
وانتظرته حتى انسحب من مكانه وتولى الحراسة رجل سمين غائر العينين لا رقبة له فقد اتصل جسده برأسه مباشرة وكان من القصر ما يجعلك تظن أنه كرة على شكل آدمي من بعيد .
فقرأت المعوذات وأخذت أخطو نحوه فأوقفني وأعاد علي السؤال نفسه وقد أضمرت الإجابة في نفسي على اختيار المثقف كجواب حاسم وقاطع ، فلما سمع مني ذلك قال ( أعوذ بالله منكم ) تنشرون الفساد باسم الثقافة والرذيلة باسم الأدب وهمكم لبرلة البلاد والعباد ، ( انقلع لا بارك الله فيك ولا في شلل زوار السفارت )!.
فقلت له على رسلك يا أخي والله لا اعلم مما تقول شيئا عني ولا عما يقصده صاحبك العملاق !
أنا رجل جئت فقط لأتذوق الذرة التي تباع هنا ، وأحصل على وجبة سريعة وفقط ، فقهقه الرجل وقال إذن أنت زائر مرحبا يا سيدي تفضل !




2
ولما ولجت المعرض بلغتني حلاوة المعرفة وهالني رصف الكتب وبلغت بي الدهشة مبلغها أمام هذه الصفوف الممتدة من دور النشر ، وبينما أنا على ذاك الحال إذ بقدمي اليمنى تتمنع المشي خطوة للإمام أو الخلف بسبب شد أصاب عضلة الساق فنظرت وإذا بمنصة فارغة عليها عدة كراسي فقفزت على قدم واحدة ابتغي القعود على واحد ، وجلست وألفيت كتبا مصفوفة بشكل جميل فسحبت واحداً منها وكان على غلافه صورة شاب وسيم وتحت صورته كتبت هذه الكلمات :
يرقة
حشرة
حياة
وأغلق الكتاب !
ثم قلبت الكتاب لأجد على ظهره وسماً من كاتب آخر يشيد بهذا المؤلف ، ويقول (هذا الفتى رائد شعر النثر العربي في زمانه ) فعدت للكلمات السابقة وعلمت أنها قصيدة ! ، يا إلهي أهذه قصيدة ؟! ويحتفى بها ؟! وكادت عيني تدمع أسفا على ما حل بالشعر وبوزن الخليل وماذا لو علم العقاد عن قصيدة اليرقة ؟!
وبينما أنا كذلك إذا طلعت علي فتاة وجهها كالقمر ولها عينان براقتان خلابتان ، وبها غنج ودلال لو وزع على أهل الجزيرة لكفاهم ، وقالت أنت مؤلف الكتاب؟ وأشارت لما بين يدي فقلت بلا تردد نعم .
وهنا قفزت البنت فرحا وأشرق مبسمها وقالت هل من الممكن أن توقع لي عليه؟ ، فقلت أوقع عليه بمداد قلبي وحشايا صدري فاستعجبت الفتاة وقالت شكرا لذوقك ، ومدت لي قلما باذخا فقمت بالتوقيع عليه ، ثم قالت لي هل لي بطلب ؟
قلت تفضلي وأضمرت في نفسي أن تدللي ، فأخرجت هاتفها وقالت ارغب بأخذ سلفي معك ؟
فقلت في نفسي إن كانت تقصد السلف الصالح فلا طاقة لي بزهدهم وورعهم وإن كانت تقصد شيئا آخر قد استحدثه العرب فتلك ورطة .
فلم أمانع واقتربت مني ورفعت هاتفها واقتربت من خدي وزمت شفتها ووجهتا للهاتف وقالت ابتسم فخرجت صورة عوراء تجمع جمال وجهها ودماثة وجهي ومضت مهرولة وهي تشكرني وقلت في نفسي لمثل هذا فليجري القلم ، وقد أخذت الفتاة بلبي ، وتفطنت لأمر مهم بعد انصرافها أنها لم تسألني عن الصورة التي على الغلاف.
وفي لحظة تلك الذهول وقف أمامي شاب يافع وقال يا عم حساب ابنتك 70 ريالا قيمة الكتاب الذي أخذته وابتسم منتظرا مني نقده ، فرددت الابتسامة بقولي هذه ليست ابنتي يا عزيزي ، وهنا هددني بإحضار الأمن وأذعنت لدفع المبلغ وعلمت أني ( تخرفنت )(1) من تلك اللعوب !.

3
على حافة المعرض كان الصالون الأدبي يعج بالتصفيق والهتاف لشاب وقف على منصة تعتلي المسرح فاقتربت واقتعدت مقعدا بين الحضور ، فكان على يميني شاب يلبس نظارة وفي وجهه نظارة ، وبين يدي لوح ذكي يضرب عليه بأصابعه كأنه يعزف على آلة البيانو ، وأدهشني ذلك المنظر فآخر عهدي بشركة النوكيا وتحديدا جهاز البصمة وبعدها أودعت السجن ومنعت عن كل شيء فأنا ميت خرج من قبره للتو.
حفزني الفضول وسألته من هذا الذي على المنصة ؟
فنظر إلي بشزر وقال ألا تعرفه ؟!هذا صاحب ديوان اليرقة
ونظرت للرجل فإذا به مختلف تماما عن ذاك الوجه الذي على الغلاف وقلت له لجاري ولكنه لا يشبه صورته في الغلاف فضحك وقال ذلك المكياج وما يفعل والفوتشوب ما يعمل !
فآثرت الصمت على أن يقول مصطلحات جديدة لا أفقهها وأظهر بمظهر الجاهل وهذا ما لا يحبه العرب .
وتنحنح المتحدث وعم الصمت وقال إليكم القصيدة الأخيرة وهنا استجمعت ذهني لسماع قصيدته الأخيرة ، وقال بصوت متهدج :
يا أسماك السماء
شباك الأمل
مستنقع الأحلام
عذرية الأوهام
اسقطي
اسقطي
اسقطي

وصفق الجميع على وقع الكلمة الأخيرة ولم اتمالك نفسي ونهضت من مقعدي وصرخت بأعلى صوتي ( ما هذا الهراء ؟! ) أتسمي هذا شعرا؟ أم شعيرا ؟
وقلت أتقارن ما قلت بقول عنترة:
ولقد ذكرتك والرماح نواهل
مني وبيض الهند تقطر من دمي
أم بقول البردوني ؟
أشقيتني من حيث إمتاعي
فلنعني من ظلمك الناعي
أم بقول السياب؟
عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السحَرْ ،
أو شُرفتان راح ينأى عنهما القمر .
عيناك حين تبسمان تورق الكرومْ
وترقص الأضواء ... كالأقمار في نهَرْ

وكنت اردد الأبيات وبي حماسة شديدة حتى رأيتني معلقا بين ذراعي رجلين يصارع منهما الواحد جبلا ويمخر بحرا وأخذا يسحباني خارج المكاني حتى ركلوني لأحد الممرات ، ونفضت ملابسي ومضيت حانقا على نفسي وعلى ما حل بالشعر من إهانة من قبل هؤلاء الغلمان .



التوقيع


قلم وورقة وكرسي ومنضدة
رجل ويد وعقل وقلب !
الــســفــيــر غير متصل   رد مع اقتباس
من قدموا شكرهم لـ الــســفــيــر :
قديم 19-12-2015, 01:37 AM   #2
عضو سوبر
 
الصورة الرمزية وَدْقْ ,
 
تم شكره :  شكر 12,474 فى 1,985 موضوع
وَدْقْ , نسبة التقييم للعضووَدْقْ , نسبة التقييم للعضووَدْقْ , نسبة التقييم للعضووَدْقْ , نسبة التقييم للعضووَدْقْ , نسبة التقييم للعضووَدْقْ , نسبة التقييم للعضووَدْقْ , نسبة التقييم للعضووَدْقْ , نسبة التقييم للعضووَدْقْ , نسبة التقييم للعضووَدْقْ , نسبة التقييم للعضووَدْقْ , نسبة التقييم للعضو

 

رد: معرض الكتاب وزائر غريب-أحمد العسيلان

ههههههههههههههههههه ..

أضحك الله سنّك ..

جميل وجميل ,

ليس زائرًا غريبا في هذا المكان فحسب الذي وحّد جمع هشاشة العقول والأدب , حتّى الزمن أصبح غريبًا ..
صدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا
.

فكرة التغييب باتت في كل شيء وبدأت بالكتب لكي لايستخدم العقل ويهذَب الفكر ,

اقرأ , بإيمان بأخلاق بأدب ومابعد العصر الجاهلي ! لأننا نعيش عصره فلاحاجة في قراءته ,

فصبرٌ جميل والله المستعان .

دمت بخير .
التوقيع
حقَا :
مجرّد لحظة ,
وَدْقْ , غير متصل   رد مع اقتباس
من قدموا شكرهم لـ وَدْقْ , :
قديم 24-01-2016, 01:50 PM   #3
كاتب مميز
 
الصورة الرمزية الــســفــيــر
 
تم شكره :  شكر 2,047 فى 393 موضوع
الــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura about

 

رد: معرض الكتاب وزائر غريب-أحمد العسيلان

اهلا بالأنيسة ودق

جيد أنها نالت استحسانك .

التوقيع


قلم وورقة وكرسي ومنضدة
رجل ويد وعقل وقلب !
الــســفــيــر غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:39 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. موقع و منتديات سدير 1432 هـ - 1435 هـ

جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه وإنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه