العودة   منتديات سدير > `·• آفاق رحبة •·´ > ¨° حوار الأعضاء °¨

¨° حوار الأعضاء °¨ للطرح الجاد و الهادف بأقلامكم

الإهداءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-08-2014, 01:36 PM   #1
سليمان الزيادي
 
تم شكره :  شكر 19,067 فى 3,938 موضوع
رحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضو

 

Icon6 أيشعرون حقاً؟!


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

مقدمة.

فكرة هذا الموضوع راودتني أثناء حوار مع الأخ ( فيصل / قلم صريح ) في موضوع ( صراعٌ نادر ) في قسم التسليّة ، و نظراً لأنني لا أملك رأياً جازماً حول هذه الفكرة ترددت حتى كانت رغبة الأخ ( فيصل ) في مناقشة الفكرة نقاشاً مستفيضاً ، و لذا كان هذا الموضوع و هنا.
و الموضوع هو عبارة عن رؤية ناتجة عن قراءات شتى و متعددة ، و أغلب ما فيه هي آراء لعلماء و مشاهداتهم لعالم الحيوان و محاولة تفسير لتصرفات هذه الحيوانات في سبيل الوصول إلى فهمٍ أعمق ، و الفكرة هي :-
هل تملك الحيوانات مشاعر / عاطفة؟.

مدخل.

يروي الدكتور مارك بيكوف أستاذ علم البيئة و علم الأحياء التطوري في جامعة كلورادو في مقاطعة بولدر و هو أيضاً متخصص في أبحاث و دراسة تصرفات الحيوان كما أن بحوثه فازت بعدة جوائز في مجالها ، يروي هذه القصة المنشورة في مجلة ( الطبيعة ) في السابع من نوفمبر عام 2012م فيقول:-
كنت أنا وصديقي رود قبل سنوات نمتطي صهوة دراجتنا النارية حول بولدر / كلورادو عندما شاهدنا لقاء بين خمسة من طيور العقعق – و هي من فصيلة الغرابيات و تتمتع بذكاء كبير – و قد كان أحد هذه الطيور ميتاً على قارعة الطريق بعد أن صدمته سيارة عابرة ، و كانت الأربعة الباقية تقف حوله. عندما تقدم الأول نحو الجثة و نقرها نقراً لطيفاً ، و قام الثاني بفعل نفس الفعل ، و طار الثالث و أحضر بعض العشب و وضعه بجانب الجثة ، و كذا فعل الرابع ، ثم وقف الأربعة وقفة حداد حول الجثة لبضع ثوان ثم حلقوا طائرين.!
و قد كان رود مذهولاً بهكذا تصرف من الطيور ، و سألني إن كان هذا التصرف معروفاً بين طيور العقعق؟
فأجبته أنني لم أشاهد من قبل ، كما أنني لم أقرأ عن مثل هذا التصرف.!
نحن في الواقع لا نعرف إن كانت هذه الطيور تفكر في المشاعر ، و لكن بقراءة تصرفها لا يوجد سبب يمنعنا من أن نقول أن الطيور الأربعة كانت تقول وداعاً يا صديقنا.!
ثم يروي قصة أخرى واجهها في رحلة له إلى كينيا ، حيث يقول :-
رحلتي إلى كينيا و تنزانيا فتحت عيناي على عالم الفيّلة ، و التي أعتبرها من أكثر الكائنات التي شاهدتها إدهاشاً ، عندما تشاهد قطيع الفيّلة عن قرب يمكنك أن تحس هذا الحضور المهيب ، هذا الوعي ، و هذه العواطف ، هذا اللقاء المباشر معها كان يختلف عن رؤية الفيّلة المحتجزة في حدائق الحيوان ، و التي تعيش وحيدة في حدود و محيط غير طبيعي ، و قد كانت رحلتي هذه روحية ، و ملهمة ، و تحويلية.!
عند مراقبة مجموعة من الفيّلة التي تعيش في محميّة سامبيورو في شمال كينيا لاحظنا أن أحدهم و تدعى بابيل تمشي ببطء و قد عرفنا أنها تعرضت لإعاقة لذا فهي لا تستطيع أن تمشي بالسرعة التي يمشي بها القطيع ، و مع هذا لاحظنا أن الفيّلة في مجموعة بابيل لم يتركوها خلفهم ، و لكنهم كانوا ينتظرونها.!
و عندما سألت دليلنا و المتخصص في الفيّلة لاين دوقلاس هاملتون عن هذا الأمر أجاب أن هذه الفيّلة دائماً ما تنتظر بابيل و أن هذا الأمر مستمر منذ سنوات.
القطيع يمشي لفترة ثم يقف و ينظر للخلف باحثاً عن بابيل و حسب مكان تواجدها يقرر القطيع إما الانتظار أو إكمال المسيرة.!
لماذا يقوم الفيّلة في هذا القطيع بهذا الفعل؟!
القطيع لا يستفيد من بابيل ،و ليس هناك من سبب أو مكسب من مساعدتها.!
الاستنتاج المنطقي الوحيد الذي يمكن أن نتوصل إليه هو : أن الفيّلة الأخرى تهتم لأمر بابيل ، لذا قاموا بتعديل سلوكهم حتى تبقى بابيل مع القطيع.!
الصداقة و التعاطف متلازمان على طول الخط.

ما هي العاطفة؟.

من الصعب أن نجيب على هذا السؤال إجابة محددة.!
أغلبنا يعرف العواطف عندما يراها و لكن كيف نحددها؟!
يعرف الدكتور مصطفى فهمي في كتاب الدوافع النفسية العاطفة بأنها :-
استعداد نفسي، ينشأ عن تركيز مجموعة من الانفعالات حول موضوع معين، ذلك لأن هذا الموضوع في خبرة الشخص الماضية كان مثيراً لعدد من الميول المختلفة ونتج عن تكرر هذه الاستثارة أن أصبح الفرد مستعداً للاستجابة الانفعالية (على نحو له، استجابة تختلف باختلاف الموقف الذي يوجد فيه. فالعاطفة إذن هي عبارة عن اتجاه وجداني نحو موضوع بعينه، مكتسبة بالخبرة والتعلم).
و يفرق بين العاطفة و الانفعال فيقول :-
(والفرق كبير بين العاطفة والانفعال. فبينما يكون الانفعال تجربة عابرة، تكون العاطفة نزعة مكتسبة تكونت بالتدرج، بعد أن مرت خلال تجارب وجدانية وأعمال عدة ).أ.هـ.
فالعاطفة هي مزيج من عدة انفعالات ، وتمتاز بأنها أبقى أثرا ، وأطول أمدا من الانفعال الذي يكون وقتيا ، ويزول بزوال المؤثر بل من العواطف ما يلازم الإنسان حتى نهاية عمره كالعاطفة الدينية و هناك عوامل خارجية تساعد على تكوين العاطفة ، و منها البيئة والتعليم .

و يرى ديكارت أن هناك 6انفعالات أساسية (الحب والحقد و الدهشة والرغبة والفرح والحزن)
أما عمانوئيل فميز 5انفعالات أساسية (الحب و الأمل والتواضع والفرح والحزن)
وحدد جيمس 4 انفعالات أساسية(الحب والخوف و الأسى والغضب) وهناك لوائح أخرى لفلاسفة وعلماء نفس مختلفة.
و يتساءل الدكتور بيكوف عن العواطف و هل هي بدنية أم عقلية ، أم كلاهما؟.
ثم يجيب قائلاً :-
كمتخصص ، أستطيع أن أقرر أن العواطف هي ظواهر نفسية تساعد في إدارة السلوك و التحكم؛ و هي ظاهرة نفسية تحفزنا على التحرك. غالبا ما يتم التمييز بين "الاستجابات العاطفية" لردود الفعل الجسدية و"المشاعر" التي تنشأ من الأفكار. تُظهر الاستجابات العاطفية أن الجسم يستجيب لبعض المؤثرات الخارجية. على سبيل المثال، نرى سيارة مسرعة قادمة في الاتجاه المعاكس فنشعر الخوف - فيزيد معدل دقات القلب لدينا ويرتفع ضغط الدم ودرجة حرارة الجسم. لكن في الواقع، نحن لا نشعر بالخوف حتى يستجيب الدماغ للتغيرات الفسيولوجية الناتجة عن ردة الفعل الناتجة عن رؤية سيارة قادمة من الاتجاه المعاكس.
و المشاعر، من ناحية أخرى، هي الظواهر النفسية، والأحداث التي تحدث فقط في دماغ الفرد. حدث خارجي قد يثير عاطفة واحدة، مثل الغضب أو الحزن. كما أن المشاعر تساعدنا وتؤثر في كيفية تفاعلنا مع الآخرين في طائفة واسعة من المواقف الاجتماعية المختلفة.
و يعتبر تشارلز داروين، أول عالم قام بدراسة العواطف دراسة منهجية، وقد حدد ستة عواطف أساسية و هي : الغضب والسعادة والحزن والاشمئزاز والخوف والمفاجأة. وأكد على أن هذه المشاعر الأساسية تساعدنا على التعامل بسرعة مع مجموعة واسعة من الظروف وتساعدنا على التواصل في عالم اجتماعي معقد. وأضاف آخرين لقائمته هذه عواطف أخرى.
فمثلاً ستيوارت والتون، في كتابه التاريخ الطبيعي للمشاعر الإنسانية، أضاف الغيرة والاحتقار والعار، والحرج إلى مجموعة داروين الأساسية، في حين أن عالم الأعصاب أنطونيو داماسيو يقول أن العواطف الاجتماعية تشمل أيضا التعاطف والشعور بالذنب، والفخر، و الحسد والإعجاب والسخط. و من المثير للاهتمام أن أيا من هؤلاء الباحثين لم يذكر الحب.!
و السؤال هو أي من هذه العواطف إن وجدت ، يواجهها الحيوان و يتعامل معها؟
و هل يواجه الحيوان و يتعامل مع عواطف لا يتعامل معها البشر؟
أسئلة مثيرة للاهتمام.!
أخصائي السلوك جويس بول، الذي درس الأفيال لسنوات عديدة، يقول ما يلي:
"بينما أنا على ثقة أن الفيلة تشعر ببعض المشاعر التي لا نشعر بها، والعكس بالعكس، إلا أنني أعتقد أيضا أن بيننا العديد من العواطف المشتركة."

العواطف الأولية و العواطف الثانوية.

يقسم الباحثون العواطف، إلى أولية و ثانوية. فالعواطف الأولية هي مشاعر فطرية أساسية. وهي لا تحتاج إلى الفكر الواعي وتشمل العواطف الستة التي ذكرها داروين و هي : الغضب والسعادة والحزن والاشمئزاز والخوف والمفاجأة. تكون للحيوانات ردة فعل للعواطف الأولية مثل الخوف أو الأصوات الصاخبة ، وبعض الروائح، هذه وغيرها من مثل هذه المحفزات تشير إشارات فطرية في كثير من الأحيان إلى "خطر" و الذي يتسبب في رد فعل تلقائي لتجنبه بدون تفكير. هناك مساحة ضئيلة أو معدومة للخطأ عندما نواجه حافزا خطير، لذا كانت ردود الفعل الفطرية و التي تعتبر حاسمة بالنسبة لبقاء الأفراد.
و يقول العلماء أن مكان مثل هذه العواطف هو داخل الفص الصدغي من المخ و خصوصاً في اللوزة الدماغية أو اللوزة العصبية ، و اللوزة الدماغية تشكل جزءا من الجهاز الحوفي، وتشارك في إدراك وتقييم العواطف و المدارك الحسية والاستجابات السلوكية المرتبطة بالخوف والقلق وهي تراقب باستمرار ورود أي إشارات خطر من حواس الإنسان تعتبر كنظام إنذار و استشعار للمتعة.
و يقول عبدالهادي مصباح في كتاب العبقرية و الذكاء و الإبداع :-
( الأهواء والمشاعر كلها تعتمد على اللوزة، والحيوانات التي تزال لوزتها أو تتعطل عن العمل، تفقد الشعور بالخوف والغضب، وتفقد كذلك الدافع للمنافسة أو التعاون، ولا تهتم بتأكيد مرتبتها من النظام الاجتماعي لجنسها، وتصبح انفعالاتها سطحية أو تختفي كلية.
وعندما تشعر اللوزة بشيء منذر - كالخوف مثلا – ترسل إشارات عاجلة لكل الأجزاء الرئيسية بالمخ، فتنبه إفراز الهرمونات الجسدية المسئولة عن الكر أو الفر، وتحشد مراكز الحركة، وتنشط الجهاز الدوري، والعضلات، والأمعاء. وهناك دوائر أخرى من اللوزة تطلق الإشارات الأساسية من المخ، بما فيها الأجزاء التي تجعل الحواس أكثر انتباها، وبذلك تجعل المخ أكثر تأهبا، وإشارات أخرى من اللوزة تجعل جذع المخ يثبت الوجه على تعبير الخوف، وتجميد الحركات غير الضرورية التي قد تقوم بها العضلات، وترفع من معدل ضربات القلب، وضغط الدم، وتبطئ من التنفس، وهناك أيضا إشارات تثبت الانتباه على مصدر الخوف، وتجهز العضلات للاستجابة المناسبة له، وفي الوقت نفسه تقوم أجهزة الذاكرة القشرية بالبحث عن أي معلومات تتعلق بموقف الطوارئ القائم، وتجعل لها الأولوية على أي أفكار أخرى ). أ.هـ.

أما العواطف الثانوية فهي عواطف أكثر تعقيدا، و تكون في مراكز الدماغ العليا ، في القشرة الدماغية. ويمكن أن تنطوي على العواطف الأساسية من الخوف والغضب، أو أنها يمكن أن تكون أكثر دقة، و تنطوي على أشياء مثل الأسف، الشوق، أو الغيرة. العواطف الثانوية ليست تلقائية: يتم معالجتها في الدماغ، والفرد يفكر بها و يتخذ قراراً في ما يجب القيام به حيالها – و ما هو الإجراء الأمثل الذي يجب أن يتخذه. الفكر الواعي والعواطف الثانوية يمكن أن تؤثر في كيفية استجابتنا للمؤثرات.
في المشاعر الأولية: قد نحني عندما نشعر بشي يطير فوق رؤوسنا، ولكن عندما ندرك أنه ليس سوى الظل، فإننا سوف لن نحاول الركض وبدلا من ذلك، سوف نشعر بالإحراج، و نتظاهر بأن شيئاً لم يحدث.!
هل تملك الحيوانات مثل هذه العواطف ، أقصد العواطف الثانويّة؟!

حديث التراث.

كتب الجاحظ في كتابه الحيوان – الجزء الأول - ما يلي :-
والقسمة الأُخرى ما أودَع صدور صنوفِ سائر الحيوان مِنْ ضُرُوبِ المعارف وفَطَرها عليه من غريب الهداياتِ وسخَّر حناجِرَها لَهُ من ضروبِ النَّغَم الموزونة والأَصواتِ الملحنة والمخارِجِ الشجِيَّة والأغاني المطربة فقد يقال إنَّ جميعَ أصواتها معدَّلة وموزونة موقَّعة ثمَّ الذي سهَّل لها من الرفق العجيبِ في الصنعة مما ذلَّله اللّه تعالى لمناقيرها وأكُفِّها وكيف فَتَحَ لها من باب المعرفةِ على قدر ما هَيَّأَ لها من الآلة وكيفَ أَعطَى كثيراً مِنها مِنَ الحسِّ اللطيفِ والصنْعةِ البديعة من غير تأديبٍ وتثقيف ومن غير تقويمٍ وتلقين ومن غير تدريج وتمرين فبَلَغَتْ بِعَفوها وبمقدار قوى فِطرتها من البَديهةِ والارتجال ومن الابتداءِ والاقتضاب ما لا يَقْدرُ عليه حُذّاقُ رجالِ الرأي وفلاسفةُ علماءِ البشر بِيَدٍ ولا آلة بل لا يبلغ ذلك من الناسِ أكملُهُمْ خصالا وأَتمُّهُمْ خلالاً لا مِنْ جهة الاقتضاب والارتجال ولا من جِهة التعسُّف والاقتدار ولا من جهة التقدُّم فيه والتأنِّي فيه والتأتِّي له والترتيبِ لمقدِّماته وتمكين الأسباب المُعِينةِ عليه فصار جهد الإنسان الثاقبِ الحسِّ الجامِعِ القُوى المتصرِّفِ في الوجوه المقدَّم في الأُمور يَعجِز عن عَفْوِ كَثيرٍ منها وهو ينظرُ إلى ضروب ما يجيء منها كما أعطيت العنكبوتُ وكما أعطِيَت السُّرْفَة وكما عُلِّم النحْل بل وعُرِّفَ التُّنَوِّطُ مِن بديعِ المعرفة ومِن غَرِيبِ الصنعة في غير ذلك مِن أصناف الخلق ثم لم يوجب لهم العجز في أَنْفُسِهِمْ في أكثر ذلك إلاّ بما قوي عليه الهَمَجُ والْخشَاشُ وصِغارُ الحشرات ثم جعل الإنسان ذا العقلِ والتمكينِ والاستطاعة والتصريف وذا التكلُّفِ والتجرِبَة وذا التأنِّي والمنافَسَة وصاحبَ الفهْمِ والمسابَقَة والمتبصِّرَ شأنَ العاقبة متى أحسَنَ شيئاً كان كلُّ شيءٍ دونَه في الغُمُوض عليه أَسهلَ وَجَعَل سائِرَ الحيوانِ وإن كان يحسنُ أحدُها ما لا يحسنُ أحذَقُ الناس متى أحسنَ شيئاً عجيباً لم يمكنْهُ أن يُحسِن ما هو أقربُ منه في الظنّ وأسهلُ منه في الرأي بل لا يحسِنُ ما هو أقرب منه في الحقيقة فلا الإنسانُ جَعَلَ نفسه كذلك ولا شيءٌ من الحيوان اختارَ ذلك فأحسَنَتْ هذه الأجناسُ بلا تعلُّم ما يمتَنِع على الإنسان وإن تعلَّم فصار لا يحاوله إذْ كان لاَ يطمع فيه ولا يحسُدُها إذا لا يؤمِّل اللَّحَاقَ بها ثمّ جعل تعالى وعزَّ هاتين الحكمتين بإزاء عُيونِ الناظِرين وتُجَاهَ أسماعِ المعتَبرِين ثمَّ حثَّ على التفكير والاعتبار وعلى الاتّعاظ والازدِجار وعلى التعرُّفِ والتبَيُّنِ وعلى التوقُّفِ والتذَكُّر فَجَعَلَها مذكّرةً منبِّهة وجَعَلَ الفِطر تُنْشِئ الخَواطرَ وتجُولُ بأهلها في المذاهب ذَلِكَ اللّهُ رَبُّ العالَمِينَ . فَتَبارَكَ اللّهُ أَحْسَنُ الخَالِقِينَ .

آية و معنى.

يقول الله جلّ في علاه :-
( وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون ).
و المراد من هذه الآية هي جملة ( إلا أمم أمثالكم ) ، و قد أحضرت تفسيرها من التفسير الكبير للإمام فخر الدين الرازي ، نظراً لأنه توسع في تفسيرها حيث قال :-


السؤال الخامس : قوله : ( إلا أمم أمثالكم ) قال الفراء : يقال إن كل صنف من البهائم أمة وجاء في الحديث : لولا أن الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها فجعل الكلاب أمة .

إذا ثبت هذا فنقول : الآية دلت على أن هذه الدواب والطيور أمثالنا ، وليس فيها ما يدل على أن هذه المماثلة في أي المعاني حصلت ولا يمكن أن يقال : المراد حصول المماثلة من كل الوجوه وإلا لكان يجب كونها أمثالا لنا في الصورة والخلقة ، وذلك باطل فظهر أنه لا دلالة على أن تلك المماثلة حصلت في أي الأحوال والأمور فبينوا ذلك .

والجواب : اختلف الناس في تعيين الأمر الذي حكم الله تعالى فيه بالمماثلة بين البشر وبين الدواب والطيور وذكروا فيه أقوالا :

القول الأول : نقل الواحدي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : يريد ، يعرفونني ويوحدونني ويسبحونني ويحمدونني . وإلى هذا القول ذهب طائفة عظيمة من المفسرين وقالوا : إن هذه الحيوانات تعرف الله وتحمده وتوحده وتسبحه واحتجوا عليه بقوله تعالى : ( وإن من شيء إلا يسبح بحمده ) [ الإسراء : 44 ] وبقوله في صفة الحيوانات ( كل قد علم صلاته وتسبيحه ) [ النور : 41 ] وبما أنه تعالى خاطب النمل وخاطب الهدهد ، وقد استقصينا في تقرير هذا القول وتحقيقه في هذه الآيات .

وعن أبي الدرداء أنه قال : أبهمت عقول البهائم عن كل شيء إلا عن أربعة أشياء : معرفة الإله ، وطلب الرزق ، ومعرفة الذكر والأنثى ، وتهيؤ كل واحد منهما لصاحبه .

وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : من قتل عصفورا عبثا جاء يوم القيامة يعج إلى الله يقول : يا رب إن هذا قتلني عبثا لم ينتفع بي ولم يدعني آكل من خشاش الأرض .

والقول الثاني : المراد إلا أمم أمثالكم في كونها أمما وجماعات وكونها مخلوقة بحيث يشبه بعضها بعضا ، ويأنس بعضها ببعض ، ويتوالد بعضها من بعض كالإنس ، إلا أن للسائل أن يقول : حمل الآية على هذا الوجه لا يفيد فائدة معتبرة ؛ لأن كون الحيوانات بهذه الصفة أمر معلوم لكل أحد فلا فائدة في الإخبار عنها .

القول الثالث : المراد أنها أمثالنا في أن دبرها الله تعالى وخلقها وتكفل برزقها ، وهذا يقرب من القول الثاني : في أنه يجري مجرى الإخبار عما علم حصوله بالضرورة .

القول الرابع : المراد أنه تعالى كما أحصى في الكتاب كل ما يتعلق بأحوال البشر ، من العمر والرزق والأجل والسعادة والشقاوة فكذلك أحصى في الكتاب جميع هذه الأحوال في كل الحيوانات . قالوا : والدليل عليه قوله تعالى : ( ما فرطنا في الكتاب من شيء ) وليس لذكر هذا الكلام عقيب قوله : ( إلا أمم أمثالكم ) فائدة إلا ما ذكرنا .

القول الخامس : أراد تعالى أنها أمثالنا في أنها تحشر يوم القيامة ويوصل إليها حقوقها ، كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : يقتص للجماء من القرناء .

القول السادس : ما اخترناه في نظم الآية ، وهو أن الكفار طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم الإتيان بالمعجزات القاهرة الظاهرة ، فبين تعالى أن عنايته وصلت إلى جميع الحيوانات كما وصلت إلى الإنسان . ومن بلغت رحمته وفضله إلى حيث لا يبخل به على البهائم كان بأن لا يبخل به على الإنسان أولى ، فدل منع الله من إظهار تلك المعجزات القاهرة على أنه لا مصلحة لأولئك السائلين في إظهارها ، وأن إظهارها على وفق سؤالهم واقتراحهم يوجب عود الضرر العظيم إليهم .


القول السابع : ما رواه أبو سليمان الخطابي عن سفيان بن عيينة ، أنه لما قرأ هذه الآية قال : ما في الأرض آدمي إلا وفيه شبه من بعض البهائم ، فمنهم من يقدم إقدام الأسد ، ومنهم من يعدو عدو الذئب ، ومنهم من ينبح نباح الكلب ، ومنهم من يتطوس كفعل الطاووس ، ومنهم من يشبه الخنزير فإنه لو ألقي إليه الطعام الطيب تركه وإذا قام الرجل عن رجيعه ولغ فيه . فكذلك نجد من الآدميين من لو سمع خمسين حكمة لم يحفظ واحدة منها ، فإن أخطأت مرة واحدة حفظها ، ولم يجلس مجلسا إلا رواه عنه .

ثم قال : فاعلم يا أخي أنك إنما تعاشر البهائم والسباع ، فبالغ في الحذار والاحتراز ، فهذا جملة ما قيل في هذا الموضع . أ.هـ.

و لا يخفى عليكم الآيات العديدة التي تتكلم عن الحيوان في القرآن الكريم ، و لكن كان اختياري لهذه الآية نظراً لوجود المقارنة فيها.

خاتمة.

أختم بمقولة للدكتور بيكوف حيث قال :-
"كثير من الحيوانات تعاني الألم والقلق والمعاناة، جسديا ونفسيا، عندما يتم احتجازها في الأسر أو تتعرض للمجاعة، والعزلة الاجتماعية ، أو حالات مؤلمة لا تستطيع الفرار منها. حتى لو لم تماثل نفس تجربة الألم والقلق، أو المعاناة التي يمر بها الإنسان- أو حتى الحيوانات الأخرى ، بما في ذلك أعضاء من نفس الفصيلة- إنها مسألة ألم و معاناة و قلق فردي.!

أوردت فيما أعلاه وجهات نظر متعددة و متباينة و من مصادر شتى في محاولة للإحاطة بالفكرة ، و قد حاولت أن أدرج جميع وجهات النظر التي تمكنت من معرفتها ، و الوصول إليها ، مراعياً أن يكون الموضوع مختصراً ، و مركزاً قدر الإمكان.

في انتظار حضوركم و تدفقكم العذب ، و بالحوار نرتقي.
تحيّة تشبهكم و سلام.

التوقيع


إن كنت تصدق كل ما تقرأ ،
رحّال غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14-08-2014, 02:03 PM   #2
قلم مميز
 
الصورة الرمزية قلم صريح
 
تم شكره :  شكر 37,306 فى 6,792 موضوع
قلم صريح نسبة التقييم للعضوقلم صريح نسبة التقييم للعضوقلم صريح نسبة التقييم للعضوقلم صريح نسبة التقييم للعضوقلم صريح نسبة التقييم للعضوقلم صريح نسبة التقييم للعضوقلم صريح نسبة التقييم للعضوقلم صريح نسبة التقييم للعضوقلم صريح نسبة التقييم للعضوقلم صريح نسبة التقييم للعضوقلم صريح نسبة التقييم للعضو

 

رد: أيشعرون حقاً؟!

روعة و بحث مُثير و مخلص من رجل إعتدنا منه الجدية في الطرح و نبوغ في التصنيف ,
محاور كثيرة و رائعة أخي رحّال لا أعتقد انني سوف اترك منها محور لأنها فعلاً باب واسع و جميل يفتح أفاق تأمل و فائدة,
شكرًا على هذا الجهد المبدع الرائع, و سوف انشغل بتفنيد مداخلتي ,

قلم صريح غير متصل   رد مع اقتباس
من قدموا شكرهم لـ قلم صريح :
قديم 14-08-2014, 03:23 PM   #3
المشرف العام
 
الصورة الرمزية فقيدة امها
 
تم شكره :  شكر 40,187 فى 13,120 موضوع
فقيدة امها نسبة التقييم للعضوفقيدة امها نسبة التقييم للعضوفقيدة امها نسبة التقييم للعضوفقيدة امها نسبة التقييم للعضوفقيدة امها نسبة التقييم للعضوفقيدة امها نسبة التقييم للعضوفقيدة امها نسبة التقييم للعضوفقيدة امها نسبة التقييم للعضوفقيدة امها نسبة التقييم للعضوفقيدة امها نسبة التقييم للعضوفقيدة امها نسبة التقييم للعضو

 

رد: أيشعرون حقاً؟!

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

مبدع بفكرك و بكل حالاتك وبكل ماتطرح من جديد اهنيك أستاذ رحال

الله يعطيك العافيه

استمتعت بقراءة موضوعك الجميل الذي لا يكاد الناس يتكلمون عنه بطرح لمثل هذا الموضوعات ..

سبحان الله في خلقه .. واحساس هذه الحيوانات بعضها ببعض .. ربما لم يفكر الكثير بهذا الأمر غالباً .


وأظن الحزن يبدو على الأضاحي أو أي حيوان على وشك أن يذبح اكثر من غيرها من الحيوانات باعتقادي ذالك اكثر احساس من الحيونات الاخرى !؟


سبحان الله
شاهدت فيديو لحيوان الفهد أخطأ واصطاد انثى البايون لكنه انتبه بعد فوات الأوان أنه اصطاد انثى حامل فاراد أن يصلح خطأئه بتربية إبنها
سبحان الله العاطفة موجوده عند الحيوانات لها احاسيس ومشاعر وليست كتله من لحم ..

قوافل من الشكر لك ولا تفي أستاذي

التوقيع
وفردوساً عليا ياخالقي أسكن بها أباً ، وأماً
أنجبا إبنتاً مدللة ودلالي كان باذخاً .. ربي آرحمهما كما ربياني صغيرآ.
فقيدة امها غير متصل   رد مع اقتباس
من قدموا شكرهم لـ فقيدة امها :
قديم 14-08-2014, 06:34 PM   #4
إداري سابق
 
الصورة الرمزية بقايا الذكريات
 
تم شكره :  شكر 25,605 فى 6,691 موضوع
بقايا الذكريات نسبة التقييم للعضوبقايا الذكريات نسبة التقييم للعضوبقايا الذكريات نسبة التقييم للعضوبقايا الذكريات نسبة التقييم للعضوبقايا الذكريات نسبة التقييم للعضوبقايا الذكريات نسبة التقييم للعضوبقايا الذكريات نسبة التقييم للعضوبقايا الذكريات نسبة التقييم للعضوبقايا الذكريات نسبة التقييم للعضوبقايا الذكريات نسبة التقييم للعضوبقايا الذكريات نسبة التقييم للعضو

 

رد: أيشعرون حقاً؟!

محاور جميله ومنافذ رائعه تفتح لعقولنا ابواب التفكير والسعي اليه بكل اريحيه

جميل هذا الطرح كما تعودنا منك رحال

والنقاش في هذا الموضوع سيكون ثريا اكيد لان طرحه محفزا لذالك الشي





سؤالك هل يملك الحيوانات عاطفة او مشاعر


يرتكز على عدة محاور

والحيوان

في نظري انه يمتلك عاطفة ومنها عاطفة الامومه والعطف على الصغير ومشاعر الخوف والترقب

كيف لا يكون هناك مشاعر او احساس بطير عندما تكون انثاه على بيضها ياتي لها بالاكل وامام عيني حصل هذا الموقف

وخوف القطه على صغارها


والناقه حينما يموت حوارها لو نظرنا اليها وكيف يكون شعورها لعرفنا ان العواطف موجوده بالحيوانات

ولكن تختلف عن جنس البشر

عواطفها هي حنان وعطف الام على صغارها

وحتى على غيرهم فكم راينا لبوة ترضع نمرا فقد امه او خروفا يرضع من غير امه وتحنو عليه

والفئران لو لم يكن لديها استجابة عواطف لما اجري عليها اختبارات تكون نتائجها لبني البشر

عواطف الحيوانات لا يكون فيها مشاعر الغيره والحب والاشواق وغيرها

ولكن يوجد عندها عاطفه الفقد

والحنين فكم صاحب ابل قد باعها وتعود اليه والى مرباها في ايام

وصاحب الناقه الذي مرض ومات وما لبثت ان عافت الاكل والشرب وماتت بعده بايام

وهناك قصص كثيره تشرح لنا عواطف ومشاعر الحيوانات

وهناك وفاء الكلاب الذي يضرب به المثل

والكثير

ولي عودة ان كتب ربي مع هالموضووع المستثير للعقل والمحفز له بكل تاكيد

التوقيع
بقايا الذكريات غير متصل   رد مع اقتباس
من قدموا شكرهم لـ بقايا الذكريات :
قديم 14-08-2014, 07:40 PM   #5
المشرف العام
 
الصورة الرمزية فقيدة امها
 
تم شكره :  شكر 40,187 فى 13,120 موضوع
فقيدة امها نسبة التقييم للعضوفقيدة امها نسبة التقييم للعضوفقيدة امها نسبة التقييم للعضوفقيدة امها نسبة التقييم للعضوفقيدة امها نسبة التقييم للعضوفقيدة امها نسبة التقييم للعضوفقيدة امها نسبة التقييم للعضوفقيدة امها نسبة التقييم للعضوفقيدة امها نسبة التقييم للعضوفقيدة امها نسبة التقييم للعضوفقيدة امها نسبة التقييم للعضو

 

رد: أيشعرون حقاً؟!

اعجبني الموضوع وعدت إليه فهو ثري بمعلومات جميله عن إحساس الحيوانات

عندما يحزن البشر نشاهد ملامح الحزن على وجوههم وهذه الملامح الحزينة يرسمها الفم

والعيون والحواجب وليس من الصعب فهم نفسية الشخص بالاعتماد على ملامح وجهه فقط

طيب في المقابل في عالم الحيوان لا يمكن معرفة نفسية القط أو القرد أو غيره بالاعتماد على ملامح وجهه

لكن حسب اعتقادي الحيوانات يصيبها الحزن وقد يتجلى هذا الحزن

على ملامح وجهها الشعور بالحزن ..

يعني عند الحيوانات قد يختلف عما هو الأمر عند البشرولا يمكننا أن نقول أن الحيوانات لا تملك أي

نوع من المشاعر فالله عز وجل خلقها ومنحها الروح فهي حتماً تتألم واحتمال كبير أنها تشعر فهي تحزن وتفرح ..
وفي زمن السلف الصالح ذكر أنه من الإحسان أن لا تذبح ذبيحة وأخرى تنظر إليها . والله اعلم

لي عوده إذا الله اراد

طاب يومك بكل خير

التوقيع
وفردوساً عليا ياخالقي أسكن بها أباً ، وأماً
أنجبا إبنتاً مدللة ودلالي كان باذخاً .. ربي آرحمهما كما ربياني صغيرآ.
فقيدة امها غير متصل   رد مع اقتباس
من قدموا شكرهم لـ فقيدة امها :
قديم 14-08-2014, 11:39 PM   #6
سليمان الزيادي
 
تم شكره :  شكر 19,067 فى 3,938 موضوع
رحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضو

 

Icon6 السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

  المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قلم صريح مشاهدة المشاركة  

روعة و بحث مُثير و مخلص من رجل إعتدنا منه الجدية في الطرح و نبوغ في التصنيف ,
محاور كثيرة و رائعة أخي رحّال لا أعتقد انني سوف اترك منها محور لأنها فعلاً باب واسع و جميل يفتح أفاق تأمل و فائدة,
شكرًا على هذا الجهد المبدع الرائع, و سوف انشغل بتفنيد مداخلتي ,

 

أهلاً و سهلاً بك ،
أشكر لك حلاوة الحضور ، و عذب الكلمات ،
في انتظار تدفقك ،
كن بخير.
التوقيع


إن كنت تصدق كل ما تقرأ ،
رحّال غير متصل   رد مع اقتباس
من قدموا شكرهم لـ رحّال :
قديم 14-08-2014, 11:54 PM   #7
سليمان الزيادي
 
تم شكره :  شكر 19,067 فى 3,938 موضوع
رحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضو

 

Icon6 السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

  المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فقيدة امها مشاهدة المشاركة  

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

مبدع بفكرك و بكل حالاتك وبكل ماتطرح من جديد اهنيك أستاذ رحال

الله يعطيك العافيه

استمتعت بقراءة موضوعك الجميل الذي لا يكاد الناس يتكلمون عنه بطرح لمثل هذا الموضوعات ..

سبحان الله في خلقه .. واحساس هذه الحيوانات بعضها ببعض .. ربما لم يفكر الكثير بهذا الأمر غالباً .


وأظن الحزن يبدو على الأضاحي أو أي حيوان على وشك أن يذبح اكثر من غيرها من الحيوانات باعتقادي ذالك اكثر احساس من الحيونات الاخرى !؟


سبحان الله
شاهدت فيديو لحيوان الفهد أخطأ واصطاد انثى البايون لكنه انتبه بعد فوات الأوان أنه اصطاد انثى حامل فاراد أن يصلح خطأئه بتربية إبنها
سبحان الله العاطفة موجوده عند الحيوانات لها احاسيس ومشاعر وليست كتله من لحم ..

قوافل من الشكر لك ولا تفي أستاذي

 
أهلاً و سهلاً و مرحبا ،
أسعدني حضوركِ كما دوماً ، كما سرني استمتاعكِ بالموضوع
لا شك أننا نشترك جميعاً في العواطف الأولية ،
و الحزن الذي ذكرتِ أنكِ لاحظتيه في عيون الأضاحي ، لا شك أن الكثير لاحظه ، لذا كان من السنة عدم ذبح الذبيحة أمام أختها حتى لا ترتاع.
و بما أن الحديث عن الحزن فمن المناسب أن أعرفكم على الغوريلا الشهيرة كوكو KOKO . هذه الغوريلا تستطيع أن تفهم 2000 كلمة انجليزية بالإضافة إلى 1000 إشارة جسدية كما كانت تتخذ من قطة صغيرة حيواناً أليفاً تماما كما يفعل الإنسان ، و في أحد الأيام هربت هذه القطة من القفص الذي تعيش فيه كوكو وصدمتها سيارة وماتت. وعندما تلقت كوكو خبر وفاة القطة قالت من خلال الإشارات "سيء.....حزن" "Bad ...Sad" كما كانت تبكي عليها في دلالة على الحزن والرثاء ، و تجدون مرفقاً المقطع الذي يبين هذا الأمر.!
أكرر شكري لهكذا حضور ،
تحيّة تشبهكِ و سلام.

https://www.youtube.com/watch?featur...&v=XqTUG8MPmGg
التوقيع


إن كنت تصدق كل ما تقرأ ،
رحّال غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 15-08-2014, 01:45 AM   #8
المشرف العام
 
الصورة الرمزية فقيدة امها
 
تم شكره :  شكر 40,187 فى 13,120 موضوع
فقيدة امها نسبة التقييم للعضوفقيدة امها نسبة التقييم للعضوفقيدة امها نسبة التقييم للعضوفقيدة امها نسبة التقييم للعضوفقيدة امها نسبة التقييم للعضوفقيدة امها نسبة التقييم للعضوفقيدة امها نسبة التقييم للعضوفقيدة امها نسبة التقييم للعضوفقيدة امها نسبة التقييم للعضوفقيدة امها نسبة التقييم للعضوفقيدة امها نسبة التقييم للعضو

 

رد: أيشعرون حقاً؟!

هلا بك أستاذي

سبحان الله العظيم .

فعلا باين عليها الحزن والتأثير.. من جد مقطع مؤثر

سبحان الله لو فكرنا قليل نجد انه لا يوجد فرق بين الحيوان والانسان إلا بالعقل ..انما الاحساس هذا

شعور موجود عند جميع المخلوقات

ولا نعجب من امر الله على هذا الحيوانات التي اعطاها هذا الاحاسيس العاطفي

و لكن للأسف البعض ينظر للحيوانات بقسوه والبعض بالا مبالاه

شكراً لك

التوقيع
وفردوساً عليا ياخالقي أسكن بها أباً ، وأماً
أنجبا إبنتاً مدللة ودلالي كان باذخاً .. ربي آرحمهما كما ربياني صغيرآ.
فقيدة امها غير متصل   رد مع اقتباس
من قدموا شكرهم لـ فقيدة امها :
قديم 15-08-2014, 05:49 AM   #9
سليمان الزيادي
 
تم شكره :  شكر 19,067 فى 3,938 موضوع
رحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضو

 

Icon6 السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.

لماذا تضحك الكلاب بينما تبكي القرود.
الفيلم مدته حوالي الساعة ، مدبلج بالعربيّة ،
يحتوى موسيقى.



التوقيع


إن كنت تصدق كل ما تقرأ ،
رحّال غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 15-08-2014, 08:13 AM   #10
قلم مميز
 
الصورة الرمزية قلم صريح
 
تم شكره :  شكر 37,306 فى 6,792 موضوع
قلم صريح نسبة التقييم للعضوقلم صريح نسبة التقييم للعضوقلم صريح نسبة التقييم للعضوقلم صريح نسبة التقييم للعضوقلم صريح نسبة التقييم للعضوقلم صريح نسبة التقييم للعضوقلم صريح نسبة التقييم للعضوقلم صريح نسبة التقييم للعضوقلم صريح نسبة التقييم للعضوقلم صريح نسبة التقييم للعضوقلم صريح نسبة التقييم للعضو

 

رد: أيشعرون حقاً؟!

صباح و مساء الخير جميعاً
**
المقاطع مبهرة و كوكو أخذتني لمقاطع آخرى مبهرة ,
**
كبداية :
كيف تكون العاطفة مزيجاً من الإنفعالات و في نفس الوقت :الإنفعال يزول بزوال الموثر و لا يبقى له أثرا ؟

و من الطرف الآخر كبداية :
بعض العلماء يعتقد : أن (الخلايا المغزلية) في الدماغ هي المسئولة عن تصرفات الإنسان و التداخل بين الإحساس و الأفكار , فوجدوا أن بعض الحيونات لديها خلايا مغزلية لذا هناك تشابه في تصرفاتها مع الإنسان مثل الشمبانزي و الدلفين و الحوت و لكن وجود تلك الخلايا لا يعني أن الحيوان لديه شعور ,
و مثل الكلاب التي تملك تلك الخلايا لا تُعتبر أن لديها مشاعر فقط لأنها تعرف كيف تطلب الأكل مثلا بطريقة رمزية, و في تجربة علمية اتوا بكلاب و أملاكهم و وضعوا بينهم ساتر و طلبوا من الملاك أن يأمروهم بأن لا يأكلوأ من الأكل الذي امامهم ثم أخبروهم بأن بعضهم أكل و الآخرين لما يأكلوا و طلبوا منهم توبيخهم جميعاً
فظهر الحزن على الجميع الذي اذنب و الذي لم يذنب, وهذا يوضح صعوبة دقة تفسير سلوك الحيوانات كعلامة على المشاعر الشبيهة بالإنسان هذا يوَضح أيضاً أن النظرة المذنبة توحي بالشعور بالذنب في إنسان ولكن ليس بالضرورة لدى الكلب. أ.هـ أنتهى
و وفقا لذلك البحث.: أستطيع أن اتوافق مع من يقول أن الإحساس نتيجة وظائف الحواس أما الشعور فهو حالة تخص الذات , لذا وجب القول أن الحيوان يحس و لا يشعر , لأن الشعور وعي و إدراك بالوجود و الوعي هو حلقة الوصل بين الذات و العالم الخارجي.

قلم صريح غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16-08-2014, 02:57 PM   #11
سليمان الزيادي
 
تم شكره :  شكر 19,067 فى 3,938 موضوع
رحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضو

 

Icon6 السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

  المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بقايا الذكريات مشاهدة المشاركة  

محاور جميله ومنافذ رائعه تفتح لعقولنا ابواب التفكير والسعي اليه بكل اريحيه

جميل هذا الطرح كما تعودنا منك رحال

والنقاش في هذا الموضوع سيكون ثريا اكيد لان طرحه محفزا لذالك الشي





سؤالك هل يملك الحيوانات عاطفة او مشاعر


يرتكز على عدة محاور

والحيوان

في نظري انه يمتلك عاطفة ومنها عاطفة الامومه والعطف على الصغير ومشاعر الخوف والترقب

كيف لا يكون هناك مشاعر او احساس بطير عندما تكون انثاه على بيضها ياتي لها بالاكل وامام عيني حصل هذا الموقف

وخوف القطه على صغارها


والناقه حينما يموت حوارها لو نظرنا اليها وكيف يكون شعورها لعرفنا ان العواطف موجوده بالحيوانات

ولكن تختلف عن جنس البشر

عواطفها هي حنان وعطف الام على صغارها

وحتى على غيرهم فكم راينا لبوة ترضع نمرا فقد امه او خروفا يرضع من غير امه وتحنو عليه

والفئران لو لم يكن لديها استجابة عواطف لما اجري عليها اختبارات تكون نتائجها لبني البشر

عواطف الحيوانات لا يكون فيها مشاعر الغيره والحب والاشواق وغيرها

ولكن يوجد عندها عاطفه الفقد

والحنين فكم صاحب ابل قد باعها وتعود اليه والى مرباها في ايام

وصاحب الناقه الذي مرض ومات وما لبثت ان عافت الاكل والشرب وماتت بعده بايام

وهناك قصص كثيره تشرح لنا عواطف ومشاعر الحيوانات

وهناك وفاء الكلاب الذي يضرب به المثل

والكثير

ولي عودة ان كتب ربي مع هالموضووع المستثير للعقل والمحفز له بكل تاكيد

 

مرحباً بكِ ،
لا شك أن كثير من أهل الاختصاص يقول أن الحيوان يشترك مع الإنسان في أغلب العواطف الأولية ، و إن كان الاختلاف يتمركز حول اشتراكها معنا في العواطف الثانوية.
و هل جميع فصائل الحيوان تشترك في هذه الصفات أم أن هناك فصائل محددة؟
و هل كل أفراد الفصيلة يشتركون في هذا ، أم أن هناك أفرادٌ دون أفراد؟
و إن كان هذا كذلك ، فلماذا هو كذلك؟
و الأسئلة كثيرة ، و البحوث متواصلة ، و لكل مدرسة أسلوبها.
جميلٌ هو الحضور ، و في انتظار العودة ،
كوني بخير.
التوقيع


إن كنت تصدق كل ما تقرأ ،
رحّال غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16-08-2014, 03:01 PM   #12
سليمان الزيادي
 
تم شكره :  شكر 19,067 فى 3,938 موضوع
رحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضو

 

Icon6 السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

  المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فقيدة امها مشاهدة المشاركة  

اعجبني الموضوع وعدت إليه فهو ثري بمعلومات جميله عن إحساس الحيوانات

عندما يحزن البشر نشاهد ملامح الحزن على وجوههم وهذه الملامح الحزينة يرسمها الفم

والعيون والحواجب وليس من الصعب فهم نفسية الشخص بالاعتماد على ملامح وجهه فقط

طيب في المقابل في عالم الحيوان لا يمكن معرفة نفسية القط أو القرد أو غيره بالاعتماد على ملامح وجهه

لكن حسب اعتقادي الحيوانات يصيبها الحزن وقد يتجلى هذا الحزن

على ملامح وجهها الشعور بالحزن ..

يعني عند الحيوانات قد يختلف عما هو الأمر عند البشرولا يمكننا أن نقول أن الحيوانات لا تملك أي

نوع من المشاعر فالله عز وجل خلقها ومنحها الروح فهي حتماً تتألم واحتمال كبير أنها تشعر فهي تحزن وتفرح ..
وفي زمن السلف الصالح ذكر أنه من الإحسان أن لا تذبح ذبيحة وأخرى تنظر إليها . والله اعلم

لي عوده إذا الله اراد

طاب يومك بكل خير

 

أرحب بكِ كما دوماً ،
و الموضوع هو لكم ، و بكم.
و لا شك أن تعابير الوجه مهمة في تحديد نوعية المشاعر ،
و إن كنت أقول أن أفضل وجه لقراءة التعابير في عالم الحيوان هو وجه القرد.
و لا شك أن الحيوانات تشعر ، و لكن كما قلت سابقاً أي أنواع المشاعر؟.
أسعدني تكرار الحضور ،
تحيّة تشبهكِ و سلام.
التوقيع


إن كنت تصدق كل ما تقرأ ،
رحّال غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16-08-2014, 03:04 PM   #13
سليمان الزيادي
 
تم شكره :  شكر 19,067 فى 3,938 موضوع
رحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضو

 

Icon6 السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

  المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فقيدة امها مشاهدة المشاركة  

هلا بك أستاذي

سبحان الله العظيم .

فعلا باين عليها الحزن والتأثير.. من جد مقطع مؤثر

سبحان الله لو فكرنا قليل نجد انه لا يوجد فرق بين الحيوان والانسان إلا بالعقل ..انما الاحساس هذا

شعور موجود عند جميع المخلوقات

ولا نعجب من امر الله على هذا الحيوانات التي اعطاها هذا الاحاسيس العاطفي

و لكن للأسف البعض ينظر للحيوانات بقسوه والبعض بالا مبالاه

شكراً لك

 

سبحان الخالق البارئ المصور ،
أهلاً بكِ و سهلاً ،
تشرفين كما دوماً.
التوقيع


إن كنت تصدق كل ما تقرأ ،
رحّال غير متصل   رد مع اقتباس
من قدموا شكرهم لـ رحّال :
قديم 16-08-2014, 03:05 PM   #14
المشرف العام
 
الصورة الرمزية بنت الاصول
 
تم شكره :  شكر 44,984 فى 14,617 موضوع
بنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضو

 

رد: أيشعرون حقاً؟!

الحيوان يحس ويشعر ويتالم ولكن لايتكلم
اليكم هذه القصص
عالم الحيوان عالم جميل يكتنفه الغموض ، على الرغم من محاولات البشر العلماء بخاصة في الغوص عميقاً في هذا العالم إلا أنه ما زال مجهولا .ً. مما لا شك فيه أن العالم تشالز دارون يقف في مقدمة العلماء الذين سلطوا الضوء عبر تجاربهم علي العديد من الحيوانات، وكشف دارون الكثير من الحقائق المذهلة عن هذه الحيوانات، فقد كشف سر الضحكة عند الحيوانات . كما عرف أن بعض الحيوانات تموت حزناً على أصحابها ، والغربان من أذكى الطيور ، فقد جاء ذكرها في القرآن الكريم في قصة ابن آدم الذي قتل أخوه ولم يعرف ماذا يفعل بالجثة إلى أن بعث الله غراباً ليريه كيف يواري سوأة أخيه .


وتلمس الناس العاديون الذين يمارسون هواية تربية الحيوانات بعضاً من تلك الحقائق ، فالعديد من الحيوانات تتلمس عاطفته حباً أو كراهية في ضوء طبيعة وأسلوب تعاملك وعنايتك به ، وهنا تحضرني حادثة جرت أحداثها في قرية في منتصف الخمسينيات وانتهت في أوائل الستينيات.. هذه الحادثة نسجت خيوط أحداثها علاقة حب عجيبة بين رجل وبغل كان يهتم به بطريقة تثير الدهشة والاستغراب. كان يطعمه الحلويات ويحتسي الشاي معه .. حتى أصبحت حكاية البغل وصاحبه الحاج عباس الدغل حديث الناس اليومي .. وعندما جاء ذلك اليوم المحتوم ومات الحاج عباس مات بعده البغل بأربع ساعات ، كان ذلك مشهداً ميلو درامياً غاية في الحزن ..

وثمة حكايات كثيرة عن الكلاب والخيل والجمال والطيور .. وتعالوا معنا نتابع أحاسيس الحيوانات حباً وضحكاً وحزناً وكراهية عبر لقطات منوعة من ذلك العالم المختلط المثير .
منذ القدم، وقبل ظهور العالم (تشالز داروين) ومن بعده بقي عالم الحيوان لغزاً محيراً للبشرية ، صرف العلماء العمر والأبحاث والدراسات لفهمه والخوض في خفاياه غير المعلومة لدينا ، فقبل داروين ومن بعده ، تساءل العلماء هل للحيوانات قدرة علي التفكير والإستنتاج ؟ وهل تفرح الحيوانات وتحزن وتضحك وتبكي مثل الانسان؟ .





القردة الذكية


قام (تشالز داروين) بتجارب عدة اختبر فيها المقدرة العقلية لقردة (شامبانزي)، وقوة ذكائها ومبادرتها الفطرية، وفي الواقع دلّت جميع التجارب التي أجريت علي قردة (الشامبانزي) على ان هذا النوع من القردة يتمتع بذكاء فطري لا بأس به ، وان لديها قوة ابتكار وميلاً الى الدعابة والمزاح ، وقد ثبت ان للقردة التي سَاكَنها أصواتاً مختلفة ، تعبر من خلالها عن الفرح والحزن والخوف الخطر .




صبر النمل


ذكاء النمل أمر معروف كتب عنه الجاحظ وابن المقفع ، الا ان أحد العلماء الفرنسيين وضع يده من خلال دراسته لحياة النمل وتصرفاته ، على ما يثبت فكره السديد وصبره وحرصه في المعاشرة على الوفاء ، فقد اكتشف العالم الفرنسي (ان النمل) يحتفظ في أوكاره بنوع من الحشرات الضارة التي تتطفل على النباتات ، يعرف باسم (المن) ويحافظ عليه محافظة تامة، ويعتني به اعتناءه بنفسه، ويهيئ له سبيل العيش سهلاً ميسوراً، فيقيه شر التقلبات الجوية ، ويؤمنه ضد اعدائه الكثيرين، وما كانت هذه العناية البالغة ، والحفاوة الفائقة إلا لأن (المن) يمد النمل بكميات كبيرة من العسل ، فيلتهمها بلذة ونهم .





الكلب الصديق الذكي



وفي دنيا الحيوان ، يبقى الكلب هو الأكثرو فاء ، فإحساسه مفرط بالعواطف على اختلافها مثل الحزن، وفي ذلك أن أحد المصورين اقتنى كلباً واعتنى به ، وكان المصور معتل الصحة ، أقوي عليه المرض ذات مرة فنقل الي المتشفى ، لكنه لم ينتظر أجله طويلاً . فتبع الكلب نعش سيده ، وشيعه الى مثواه الأخير، وكان أن أخذ الكلب يقضي طوال النهار أمام المستشفى ، ثم يرجع فيظل طوال الليل أيضاً بجوار منزل سيده ، واستمر على ذلك ستة أيام متتالية ، رفض اثناءها أي طعام ، ولم ينتقل من مكانه أو يتزحزح عن موقفه ، الى ان مات حزناً على سيده.

خلال أبحاثه الطويلة حاول داروين ومن بعده عدد كبير من العلماء ، تحليل المقدرة العقلية الى قواها المختلفة ، وهي القوى المميزة ، والقوى المفكرة ، وحب الاستطلاع والتعبير عن الشروط ، مثل الحزن والفرح والاكتئاب والضحك والبكاء ، وتطبيق ذلك على الحيوان والقوى المفكرة تشاهد بوضوح في الطيور التي تترك أوكارها وأعشاشها من دون ان تخطئ أو تحيد عن الطريق ، فلا شك ان لديها قوة تعينها على تذكر المكان الذي ارتحلت عنه ، وفارقته مدة طويلة من الزمن .
والتعبير عن الشعور أمر عام في دنيا الحيوان ، فالغضب والكراهية والمحبة والخوف والامل ، كل هذه تظهر عند الحيوانات بطرق مختلفة باختلاف جنس الحيوان ، فالخيل تظهر الحزن بالبكاء ، واظهار الشعور في حد ذاته علامة على الادارك والعقل ، الا ان القردة في مملكة الحيوانات هي الأذكى وبعدها تأتي الفيلة والكلاب والخيل.





الفيل



ان أردت معرفة شيء عن الفيل فعند الهنود الخبر اليقين .. فلديهم روايات عديدة عن نباهة الفيل ، في ذلك أن أحد الأهالي أحضر وعاء مثقوباً ، ووضعه أمام الفيل ، وأشار الى الثقب ففهم الفيل من هذا انه مكلف بأخذ الوعاء الى أحد السباكين لاصلاحه ، وفعلاً تم هذا، ورجع بالوعاء الي صاحبه ، ولكن هذا شاهد ان الخرق لا يزال فيه جزء لم يتم اصلاحه ، فأحضر الفيل وأشار الى ذلك الثقب الصغير ، وكأنه يأمر بارجاع الوعاء ثانية الى العامل ، فأخذ الفيل الوعاء ، وفي الطريق فكر في طريقة عملية يثبت بها للسباك ان الوعاء لا يزال يفتقر الى الاصلاح فهداه ذكاؤه الى ملء الوعاء بالماء ، وذهب به الى دكان السباك ، حيث وضعه أمامه والماء يتسرّب من الخرم الصغير، فكان عملاً أبلغ من كل قول .


ماذا عن الطيور؟



نباهة الغربان




العالم (فرانسيس بات) كان أول من جرب دراسة الطيور ، واختبرها ، واختار الغربان للدلالة على نباهتها ، فقد ربّى ، على مدى سنوات، غراباً أخذ يعوده على التقاط قطعة من الجبن من يده ، فكان الغراب يحلق ، ويحط على يد العالم، ينقر قطعة الجبن ثم يعود الى قفصه ، وذات يوم غافل العالم الغراب ، واستبدل قطعة الجبن بقطعة صابون تشابهها بالكشل واللون ، فما كان من الغراب عندما حط على يده إلا أن خدشه خدشةً شديدة كأنه أراد ان يعبر للعالم عن حنقه وغضبه واستيائه من الخدعة
اخي الفاضل رحال
شكرا لك على ادراج هذاالموضوع الرائع بما يحتويه من
معلومات قيمة
جزاك الله كل خير
التوقيع
لا اله الا الله محمد رسول الله
بنت الاصول غير متصل   رد مع اقتباس
من قدموا شكرهم لـ بنت الاصول :
قديم 16-08-2014, 03:11 PM   #15
سليمان الزيادي
 
تم شكره :  شكر 19,067 فى 3,938 موضوع
رحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضو

 

Icon6 السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

  المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قلم صريح مشاهدة المشاركة  

كبداية :
كيف تكون العاطفة مزيجاً من الإنفعالات و في نفس الوقت :الإنفعال يزول بزوال الموثر و لا يبقى له أثرا ؟

 

سأحاول التوضيح حسب مفهومي و أقول :-
لو أخذنا مثلاً عاطفة الكراهية نجد أنها مزيج من النفور و الاشمئزاز و الاحتقار ...... الخ.
هنا نرى عدة انفعالات تركزت حول شئ ، و بصرف النظر عن ماهيّة هذا الشئ فقد يكون شخصاً أو جماعة أو حتى فكرة مجردة ، و نتيجة هذا التركيز تكونت لدى الشخص عاطفة ، و هنا كانت عاطفة الكراهية.
و لو أخذنا عاطفة الرحمة لوجدنا أنها مزيج من الحب ، و التضحية ، و إنكار الذات ، و التسامح ، و العطف ، و الكرم ، كما ذكر هذا الدكتور مصطفى محمود عليه رحمة الله.
أو لو أخذنا مقولة ابن قيّم الجوزيّة – رحمة الله عليه – عندما صور السير إلى الله تعالى و التي يقول فيها :-
( القلب في سيره إلى الله تعالى بمنزلة الطائر ، فالمحبة رأسه ، و الخوف و الرجاء جناحاه ) – ( مدارج السالكين ).
هنا نرى المحبة ، و الخوف ، و الرجاء ، و كل واحدٍ منها انفعال ، و هذه الثلاث هي أركان العبادة كما ذكر السلف. ، و العبادة عاطفة أودعت في النفس ، كما قال ذلك الأستاذ علي سيد أحمد ، حيث قال :-
( و عاطفة العبودية لله وحده كامنة في فطرة الإنسان ، و ما الشرك و عبادة الأصنام إلا إساءة لهذه العاطفة الفطرية ، أما عقيدة التوحيد فتوجه هذه العاطفة الفطرية وجهة صحيحة).
التوقيع


إن كنت تصدق كل ما تقرأ ،
رحّال غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:14 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. موقع و منتديات سدير 1432 هـ - 1435 هـ

جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه وإنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه