¨° مِحبرةُ كتاباتك °¨ خاص بنتاج الأعضاء من خواطر وقصص ومقالات

الإهداءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-05-2011, 11:54 AM   #16
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16,431 فى 4,678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: قـصـة وعـبـرة

قصص قصيرة


"1"
المَّن والزوجان



وقفت بجانب زوجها فى أحلك الظروف...المؤازرة...الإنفاق عليه من مالها الخاص...التشجيع...مرت عدة سنوات ...تحسنت أوضاعه ...ذهب الفقر...وجاء المال الوفير...

كانت جملته المعتادة ....عند عودته الى المنزل.... "وراء كل عظيم امرأة ".......
كلما حقق نجاحا ...سرعان ما يتحقق نجاح آخر.....
فى قمة النجاح...بدأت اتباع سياسة المَّن ...والتذكير بأيام الفقر ......والذكريات الأليمة....لولاها ما تحسنت أوضاعه ...ولبقىَّ فى زُمرة الفقراء والمحتاجين....
تمادت فى أسلوبها الإستفزازى.....

أظهر لها رفضه لتلك المعاملة... تألم...غضب..اشتد غضبه... لم يعد قادرا على التحمل... تدخل أبواها ...أقاربها

...الجيران ...الأصدقاء...

أجمعوا على أن ...الخطأ في جانبها...لم تتراجع عن أسلوبها المستهجَن ممن حولها ... من أقرب الناس لها....

حاول معها بكل الأساليب الطيبة ...كلما مرت الأيام ازداد استعلاؤها عليه...لم يجدا حلا الا الإنفصال .



"2"

قزم وعملاق


قزم...يشكو الى العملاق... قسوة الناس فى التعامل معه...سخرية... تهكم...غمز..لمز....يعانى من... العُزلة...الإقصاء...الغُربة...

طمأنه العملاق...بأنه أيضا... يعانى مما يعانيه...تماما بتمام...ولكن الفرق بينهما....
أن الناس يُظهرون ضعف القزم فى وجهه... استعلاءً عليه... أما مع العملاق فانهم يُظهرون ضعفهم فى وجهه ...خوفا منه.



"3"

الكرة والأطلال


امرأة فلسطينية تستغيث....أين أنتم ياعرب ؟...هدموا البيوت...حطموا دُمى الأطفال....أحلامهم ...آمالهم........

أغيثونا ياعرب ...الجندى الإسرائيلى... لايكترث بصراخها...يعبث بالمذياع الملقى على الأرض ...قريبا من حطام البيت ...الذى بات من الأطلال.....

نبأ عاجل ...دولة عربية ...ُ ربما تقطع علاقاتها... بدولة عربية أخرى ...بسبب ...مباراة كرة قدم أُقيمت بينهما .



"4"

العميل وابنه


العميل أبلغ الأعداء...عن موعد قدوم المقاوم الى منزله..... لم يحضر المقاوم... فى الموعد المحدد...لأنه استشعر الخطر...

أطلقوا صوب منزله صاروخين...كان المنزل خاليا من سكانه .......أصاب أحد الصاروخين شخصا ...كان يمر قدرا...فارق الحياة فى الحال...

تبين لهم ...أنه ابن العميل الوحيد .




"5"

العميل وابوه


بعد أن علموا أنه عميل... يخبر الأعداء بكل صغيرة وكبيرة... عن تحركات المقاومين...
تسبب فى اغتيال خمسة منهم ....قرروا اعدامه ...فى ميدان عام...

شرعوا فى التنفيذ......حضر أبوه.....أقسم عليهم ألا ينفذوا فيه حكم الإعدام....وألا ينفذه أحد غيره.
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
من قدموا شكرهم لـ أسد نجد :
قديم 07-03-2012, 12:59 PM   #17
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16,431 فى 4,678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: قـصـة وعـبـرة

حوار بين وردة ولؤلؤة




ذات يوم التقت وردة جميلة رائعة الجمال شذية الرائحة جذابة الألوان

بلؤلؤة لا يبدو عليها شيئاً من هذه الصفات فهي تعيش في قاع البحار...


تعرّفا على بعضهما

فقالت الوردة: عائلتنا كبيرة فمنا الورد ومنا الأزهار

ومن الصنفين أنواع كثيرة لا أستطيع أن أحصيها

يتميزون بأشكال كثيرة ولكل منها رائحة مميزة
وفجأة علت الوردة مسحة حزن!!

فسألتها اللؤلؤة:
ليس فيما تقولين ما يدعوا إلى الحزن فلماذا أنت كذلك؟!

قالت الوردة : لأن بني البشر يعاملونا بإستهتار
فهم يزرعوننا لا حبا لنا ولكن ليتمتعوا بنا

منظرا جميلا ورائحة شذية ثم يلقوا بنا على قارعة الطريق أو في سلة المهملات

بعد أن يأخذوا منا أعز ما نملك النظارة والعطر...

تنهدت الوردة ثم قالت للؤلؤة :
حدثيني عن حياتك وكيف تعيشين؟؟

وما شعورك وأنت مدفونة في قاع البحـــار...

أجابت اللؤلؤة:
رغم أني ليس مثل حظك في الألوان الجميلة والروائح العبقة

إلا أني غالية في نظر البشر فهم يفعلون المستحيل للحصول علي!

يشدون الرحال ويخوضون البحار ويغوصون في الأعماق ليبحثوا عني

قد تندهشين عندما أخبرك أنني كلما ابتعدت عن أعين البشر ازددت جمالا ولمعانا ويرتفع تقديرهم لي...

أعيش في صدفة سميكة وأقبع في ظلمات البحار

إلا أنني سعيدة بل سعيدة جدا لأنني بعيدة عن الأيدي العابثة وثمني غالي لدى البشر...

أتعلمون من هي الوردة ومن هي اللؤلؤة ؟؟

فكروا

فكروا


وسوف تجدون أنهما ..




v
v
v
v
v
v
v
v
v


الوردة هي (المرأة المتبرجة)

و اللؤلؤة هي (المرأة المتحجبة)


أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
من قدموا شكرهم لـ أسد نجد :
قديم 11-03-2012, 10:14 AM   #18
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16,431 فى 4,678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: قـصـة وعـبـرة

ثمن المعجزة


توجّهت الطفلة ذات السادسة إلى غرفة نومها،


و تناولت حصالة نقودها من مخبئها السري في خزانتها،


ثم أفرغتها مما فيها على الأرض، و أخذت تعد بعناية ما جمعته من نقود خلال الأسابيع الفائتة،


ثم أعادت عدها ثانية فثالثة، ثم همست في سرها :


إنها بالتأكيد كافية، و لا مجال لأي خطأ” ؛ و بكل عناية أرجعت النقود إلى الحصالة ثم لبست رداءها، و تسللت من الباب الخلفي، متجهة إلى الصيدلية التي لا تبعد كثيرا عن دارها.



كان الصيدلي مشغولا للغاية، فانتظرته صابرة، و لكنه استمر منشغلا عنها،


فحاولت لفت نظره دون جدوى، فما كان منها بعد أن يئست إلا أن أخرجت قطعة نقود معدنية بقيمة ربع دولار من الحصالة،


فألقتها فوق زجاج الطاولة التي يقف وراءها الصيدلي ؛ عندئذ فقط انتبه إليها،




فسألها بصوت عبر فيه عن استيائه : ماذا تريدين أيتها الطفلة ؟ إنني أتكلم مع شقيقي القادم من شيكاغو،


و الذي لم اره منذ زمن طويل .. فأجابته بحدة مظهرة بدورها إنزعاجها من سلوكه:


شقيقي الصغير مريض جدا و بحاجة لدواء اسمه / معجزة /، و أريد أن أشتري له هذا الدواء.


أجابها الصيدلي بشيء من الدهشة:عفواً، ماذا قلتِ ؟


فاستأنفت كلامها قائلة بكل جدية: شقيقي الصغير أندرو، يشكو من مشكلة في غاية السوء، يقول والدي أن هناك ورما في رأسه،


لا تنقذه منه سوى معجزة، هل فهمتني ؟؟؟ فكم هو ثمن /معجزة/ ؟ أرجوك أفدني حالا !



أجابها الصيدلي مغيرا لهجته إلى أسلوب أكثر نعومة :أنا آسف، فأنا لا أبيع /معجزة/ في صيدليتي !”


أجابته الطفلة ملحَّة: = إسمعني ِجيداً، فأنا معي ما يكفي من النقود لشراء الدواء، فقط قل لي كم هو الثمن ! “


كان شقيق الصيدلي يصغي للحديث، فتقدم من الطفلة سائلا: ما هو نوع /معجزة/ التي يحتاجها شقيقك أندرو ؟


أجابته الفتاة بعينين مغرورقتين: لا أدري ، و لكن كل ما أعرفه أن شقيقي حقيقة مريض جدا ، قالت أمي أنه بحاجة إلى عملية جراحية، و لكن أبي أجابها، أنه لا يملك نقودا تغطي هذه العملية، لذا قررت أن أستخدم نقودي !.


سألها شقيق الصيدلي مبدياً اهتمامه: كم لديك من النقود يا صغيرة ؟


فأجابته مزهوة : = دولار واحد و أحد عشرة سنتا، و يمكنني أن أجمع المزيد إذا احتجت !..”



أجابها مبتسما: يا لها من مصادفة، دولار و أحد عشر سنتا، هي بالضبط المبلغ المطلوب ثمنا ل (معجزة ) من أجل شقيقك الصغير


ثم تناول منها المبلغ بيد وباليد الأخرى أمسك بيدها الصغيرة، طالبا منها أن تقوده إلى دراها ليقابل والديها، وقال لها: أريد رؤية شقيقك أيضا .



لقد كان ذلك الرجل هو الدكتور كارلتُن أرمسترنغ، جراح الأعصاب المعروف .


وقد قام الدكتور كارلتن بإجراء العملية للطفل أندرو مجاناً، و كانت عملية ناجحة تعافى بعدها أندرو تماما ..



بعد بضعة أيام، جلس الوالدان يتحدثان عن تسلسل الأحداث منذ التعرف على الدكتور كارلتون وحتى نجاح العملية و عودة أندرو إلى حالته الطبيعية،كانا يتحدثان و قد غمرتهما السعادة، و قالت الوالدة في سياق الحديث: ” حقا إنها معجزة ! “


ثم تساءلت : ” ترى كم كلفت هذه العملية ؟



رسمت الطفلة على شفتيها ابتسامة عريضة، فهي تعلم وحدها أن /معجزة/ كلفت بالضبط دولار واحد و أحد عشر سنتا.
.
.


عندما يكون حب الأخرين .. صادقاً .. ونابعاً من القلب .. عندها ستكون المعجزة .. ولن تكلف الكثير ..



من إيميلي

أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 19-03-2012, 10:15 AM   #19
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16,431 فى 4,678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: قـصـة وعـبـرة

وظيفة الفرّاش


تقدم رجل لشركة مايكروسوفت للعمل بوظيفة - فراش - ، وبعد إجراء المقابلة والاختبار (تنظيف أرضية المكتب) ، أخبره مدير التوظيف بأنة قد تمت الموافقة عليه وسيتم إرسال قائمة بالمهام وتاريخ المباشرة في العمل عبر البريد الإلكتروني.


أجاب الرجل: ولكنني لا املك جهاز كمبيوتر ولا املك بريد إلكتروني!!!


رد عليه المدير (باستغراب): من لا يملك بريد إلكتروني فهو غير موجود أصلا ، ومن لا وجود له فلا يحق له العمل !


خرج الرجل وهو فاقد الأمل في الحصول على وظيفة ، فكر كثيراً ماذا عساه أن يعمل وهو لا يملك سوى 10 دولارات.


بعد تفكير عميق ذهب الرجل إلى محل الخضار وقام بشراء صندوق من الطماطم ثم اخذ يتنقل في الأحياء السكنية ويمر على المنازل ويبيع حبات الطماطم .

نجح في مضاعفة رأس المال وكرر نفس العملية ثلاث مرات إلى أن عاد إلى منزلة في نفس اليوم وهو يحمل 60 دولار .

أدرك الرجل بان يمكنه العيش بهذه الطريقة فاخذ يقوم بنفس العمل يوميا يخرج في الصباح الباكر ويرجع ليلا.


أرباح الرجل بدأت تتضاعف فقام بشراء عربة ثم شاحنة حتى اصبح لدية أسطول من الشاحنات لتوصيل الطلبات للزبائن.

بعد خمس سنوات اصبح الرجل من كبار الموردين للأغذية في الولايات المتحدة !!!

ولضمان مستقبل أسرته فكر الرجل في شراء بوليصة تامين على الحياة فاتصل بأكبر شركات التامين ، وبعد مفاوضات استقر رأيه على بوليصة تناسبه ،
فطلب منه موظف شركة التامين أن يعطيه بريده الإلكتروني!!


أجاب الرجل: ولكنني لا املك بريد إلكتروني!!!!


رد عليه الموظف (باستغراب): لا تملك بريداً إلكترونيا ونجحت ببناء هذه الإمبراطورية الضخمة!!

تخيل لو أن لديك بريداً إلكترونيا! فأين ستكون اليوم؟؟؟

أجاب الرجل بعد تفكير :
فراش في مايكروسوفت !!!
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
من قدموا شكرهم لـ أسد نجد :
قديم 24-03-2012, 01:19 PM   #20
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16,431 فى 4,678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: قـصـة وعـبـرة




القشة التي قصمت ظهر البعير



يحكى إن رجلا كان لديه جمل فأراد أن يسافر
إلى بلدة ما فجعل يحمل امتاعا كثيرة فوق ظهر ذلك الجمل
حتى كوم فوق ظهره مايحمله أربعة جمال
فبدأ الجمل يهتز من كثرة المتاع الثقيلة حتى الناس يصرخون
بوجه صاحب الجمل يكفى ماحملت عليه
إلا إن صاحب الجمل لم يهتم بل اخذ حزمة من تبن
فجعلها فوق ظهر البعير وقال هذه خفيفة وهي أخر المتاع ،
فما كان من الجمل إلا أن سقط أرضا.
فتعجب الناس وقالوا قشة قصمت ظهر البعير .
والحقيقة إن القشة لم تكن هي التي قصمت ظهره
بل إن الأحمال الثقيلة هي التي قصمت ظهر البعير
الذي لم يعد يحتمل الأمر فسقط على الأرض .
ويوضح المثل بأنه حتى البعير القوي الشديد، القادر
على أن يحمل على ظهره قدراً كبيراً ، يصل حداً
قد تؤدي زيادة قشة واحدة فوق حمله، إلى كسر ظهره وهلاكه.
والصحيح أن الحمل المتراكم هو الذي قصمه .
من هذه القصة استنبطت المقولة المشهورة
" القشة التي قسمت ظهر البعير "
و تستعمل عندما تؤدي حركة أو قولة بسيطة إلى مشكل كبير
يكون وراءه مجموعة من التراكمات السلبية.
لا تستغرب ابدا عندما ينفجر مرؤوس في وجه رئيسه لأمر بسيط يطلب
منه تنفيذه فلطالما تحمل هذا المرؤوس الكثير و الكثير
من الاوامر و الظلم التي اثقلت كاهله حتى جاء امرا بسيطا
و قصم ظهره فانفجر غاضبا في وجه رئيسه معاتبا.
فأحذر نفسي و إياك الجهل بخفايا الأمور
و عدم الانتباه و التساؤل ببلاهة حول أسباب انفعال الآخرين بقول:
" إنه رد فعل كبير لحدث صغير. "
تــذكــر
يجب عدم الاستهانة بصغائر الأمور.
فانتبه الى طريقة تعاملك مع الاخرين و تدارك الأمر قبل أن ينفجر البركان
فالبركان الخامد شديد الدمار عند اشتعاله لأنه كان محبوسا
و مكبوتا لمدة كبيرة فيكون الانفجار كبيرا و هائلا،
عكس البراكين النشطة فالصهارة فيها تتدفق
باستمرار للخارج فتكون أكثر سلاسة و اقل تدميرا.
كذلك لا تستغرب ابدا انتفاضة الشعوب على حكامها
لامر بسيط مثل رفع سعر ربطة الخبز او سعر قارورة غاز ...
فطالما الشعب تحمل الكثير من الضرائب و رزح تحتها
حتى جاءهذا القرار الحكومي الذي تراه بسيطا و قصم ظهره .
انه رد فعل كبير لتراكمات هائلة.
فللصبر حدود و للاحتمال درجة قصوى يتبعها انفجار.
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
من قدموا شكرهم لـ أسد نجد :
قديم 24-03-2012, 10:48 PM   #21
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16,431 فى 4,678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: قـصـة وعـبـرة

الى كل من يعيش بلا هدف


كان الراكب بجانبي في الطائرة رجلاً كبيراً في السن، من بريطانيا.. عرّف نفسه بأنه يعمل مستشاراً في واحدة من كبرى الشركات السعودية..



حينما عرفته بنفسي وأنني مهتم بالطفولة.. قال لي وهو يبتسم:


"سأخبرك إذن قصتي مع ولديّ"..


***


هذا الرجل لديه ولدين..



حينما كان ولديه في المرحلة الابتدائية العليا.. لاحظ عليهما قلة اهتمامهما بدروسهما..



فأخذ يوماً يتحدث معهما.. وكان يعرف شغفهما الشديد بالسيارات..



فسألهما عن السيارة التي يريدان اقتنائها عندما يكبران.. فهتف الاثنان سوية: "فيراري!"..



فقال لهما على الفور: "إذن مارأيكما أن نذهب الآن ونشاهد السيارة الفيراري التي ستشتريانها؟"..



وطار الولدان من الفرحة.. وبالفعل أخذهما وآلدهما إلى معرض سيارات فيراري..


دخلوا المعرض.. واستقبلهم البائع.. وحين سأل الأب كيف يمكن أن يساعده أجابه الأب:


"ولداي يريدان شراء سيارتي فيراري"..



قال لي الأب بأن الحظ ساعده يومها بأن البائع فهم الرسالة..


وتعامل بكل ود معهم.. فأخذ يعامل الولدان وكأنهما مشتريان حقيقيان..



قال لهما بأن يختارا السيارة التي يريدان.. وبالفعل اختار الولدان إحدى السيارات المعروضة..


وأخذا يتأملانها ويتلمسانها بكل شغف..



ثم عرض البائع عليهما أن يفتحا السيارة وأن يجلسا فيها ويشاهداها من الداخل..


وكاد الولدان حينها أن يجنّا من الفرحة..



دخل الولدان سيارة الفيراري وهما لا يكادان يصدقان نفسيهما..


أخذا يتبادلان الجلوس خلف المقود ويمثلان وكأنهما يقودان السيارة..


كان يوماً لا يُنسى..



ثم شكر الأب البائع.. وقبل أن يغادروا صالة الفيراري.. قال الأب لولديه:


"لقد نسينا أن نسأل عن قيمة هذه السيارة"؟..


والتفتوا إلى البائع وسألوه عن السعر..


وسأله أيضاً عن قيمة القسط الشهري لو أرادوا شراء السيارة بالأقساط..


ثم طلب الأب من ولديه أن يسجلا هذه المعلومات على ورقة ويحتفظا بها..



***


حينما عادوا إلى المنزل.. كان الولدان يتحدثان طول الوقت عن السيارة التي شاهداها..


كانا مفعمين بالإثارة.. جلس حينها الأب معهما وبدأ في الحديث..


قال لهما أن هذه السيارة غالية الثمن..


وأنه إذا أرادا الحصول عليها أن يكونا في وظيفة مرموقة حينما يكبران، تدر عليهما دخلاً جيداً..


حتى يتمكنا من دفع القسط الشهري المرتفع..



وبحسبة بسيطة معهما حددوا سوية كم يجب أن يكون الراتب الشهري لمن يريد أن يشتري سيارة الفيراري..



***


في اليوم التالي.. اتجه الأب مع ولديه إلى المكتبة العامة..



هناك استعرضوا التقارير السنوية عن معدل دخل مختلف الوظائف في بريطانيا..


وقاموا بإلغاء كل وظيفة يقل دخلها عن الدخل الذي حددوه بالأمس لشراء سيارة أحلامهم..


وفي النهاية توصلوا إلى عدد قليل من الوظائف..


أوضح لهم الأب أن الحصول على إحدى هذه الوظائف سيضمن لهما الوصول لهدفهما..



ثم، وعن طريق المعلومات المتوفرة في المكتبة..


حددوا سوية كيف يمكن لأي شخص أن يصل إلى واحدة من هذه الوظائف،


ما هي الشهادات المطلوبة.. وعن طريق أي كلية أو جامعة يمكن الحصول على هذه الشهادات..


وبالتالي كونوا قائمة أخرى بالجامعات والكليات مرتبطة بالقائمة الأولى..



بعد ذلك أخذوا يبحثون عن متطلبات القبول في هذه الجامعات والكليات، من معدل دراسي وما إلى ذلك..


وسجلوا كل ذلك في قائمة ثالثة..


ثم عادوا إلى المنزل..


جلس حينها أبوهم معهم.. وناقشهم في كل ما قاموا به.. وهو يغذي حلمهم الكبير..



ثم قال لهم أن أول خطوة عليهم أن يقوموا بها الآن ليصلوا إلى ما يريدون


هو أن يتفوقوا في دراستهم ليحصلوا على الدرجات المطلوبة


التي ستؤهلهم للدخول في الجامعات المذكورة في القائمة..



ثم تركهم أبوهم مع كل هذه القوائم التي أعدوها سوية..



***


ترى كيف كانت نتيجة كل هذه الحكاية الطويلة؟


قال لي أبوهم :


أن ولديه، ومنذ ذلك اليوم، التفتا إلى دراستهما بشكل غير معهود..


أصبحا يوليان دراستهما وواجباتهما اهتماماً كبيراً..


وكل ما كان يفعله هو بين لحظة وأخرى أن يشجعهما ويذكرهما بحلمهما الكبير..



وبالفعل تفوقا في دراستهما، تم قبولهما على الفور في الجامعات التي يريدان،


وبدءا حياتهما العملية في القطاعات التي اختاراها من ضمن تلك القائمة..



والآن، هما في أواسط العشرينات، أصبح أحدهما مديراً للفرع البريطاني لواحدة من سلاسل المطاعم المشهورة،


وهو على وشك الزواج، والثاني يعمل في وظيفة مرموقة في واحدة من الشركات الكبرى في الشرق الأوسط..



***


بعد أن أنهى جاري قصته.. سألته..


وهل حققا ما يريدان الآن؟


هل بلغا هدفهما واقتنيا سيارة الفيراري التي يريدان؟



أجابني ضاحكاً، بأن الابن الأكبر اقتنى سيارة بورش بعد أن أصبح معجباً بها أكثر،


أما الثاني فهو لا يزال معجباً بالفيراري وسيقتنيها قريباً..



***


ترى من منا يناقش مع أولاده مستقبلهم في هذا العمر المبكر؟!..



لا أقصد هنا أن نسألهم السؤال المعهود: ماذا تريد أن تصبح عندما تكبر؟..


ليجيب الطفل بجواب تم تلقينه إياه بأنه سيصبح مهندساً أو طبيباً..



بل أعني وضع أهداف واضحة لهم يعشقونها، ومن ثم رسم الطريق الذي سيصل بهم إلى هذه الأهداف،


بداية من سنواتهم الأولى في الدراسة..






مما راق لي
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
من قدموا شكرهم لـ أسد نجد :
قديم 25-03-2012, 08:30 PM   #22
عضو سوبر
 
الصورة الرمزية نورالشمس
 
تم شكره :  شكر 8,432 فى 1,796 موضوع
نورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضو

 

رد: قـصـة وعـبـرة

مساء الخير

جميل ما راق لك أيها
" الذواق"
لكل جميل ...
ولا أعتقد ان ايقونة الشكر تكفي
حين نقرأ مثل تلك الدروس القيمة التي تحفزنا
و تثير فينا الدافعيه اكثر فأكثر ...

فتجدني اختار بعض الأحيان من مواضيعك المميزة
واضيفها في صفحة الفيس بوك حتى يسعد بها غيري
ويستفاد منها ... فتلقى قبولاً كثيراً !

( وبالتالي تجزى خيراً وانت لا تدري !! )


دمت ذواقاً لكل جميل
تحياتي .
التوقيع
عندما تيأس، وتقرر الاستسلام والتوقف، فاعرف أنك على بعد خطوات من هدفك.
استرح، فكر في شيء آخر، ثم عاود المحاولة من جديد ..
• كثير من حالات الفشل في الحياة كانت لأشخاص لم يدركوا كم كانوا قريبين من النجاح عندما أقدموا على الاستسلام ; فلا تيأس ..
...
د. إبراهيم الفقى - رحمه الله -.
نورالشمس غير متصل   رد مع اقتباس
من قدموا شكرهم لـ نورالشمس :
قديم 25-03-2012, 11:22 PM   #23
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16,431 فى 4,678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: قـصـة وعـبـرة

  المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نورالشمس مشاهدة المشاركة  

مساء الخير


جميل ما راق لك أيها
" الذواق"
لكل جميل ...
ولا أعتقد ان ايقونة الشكر تكفي
حين نقرأ مثل تلك الدروس القيمة التي تحفزنا
و تثير فينا الدافعيه اكثر فأكثر ...

فتجدني اختار بعض الأحيان من مواضيعك المميزة
واضيفها في صفحة الفيس بوك حتى يسعد بها غيري
ويستفاد منها ... فتلقى قبولاً كثيراً !

( وبالتالي تجزى خيراً وانت لا تدري !! )


دمت ذواقاً لكل جميل

تحياتي .

 

لا أجد الكلمات التي تعبّر عن تقديري وإمتناني لكِ أيتها الأخت الفاضلة

ولكن نبينا عليه الصلاة والسلام أخبرنا ما نقول لمن أردنا شكره

جزاكِ الله خيرا أُختاه
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
من قدموا شكرهم لـ أسد نجد :
قديم 25-03-2012, 11:51 PM   #24
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16,431 فى 4,678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: قـصـة وعـبـرة





~لا أرضا قطع و لا ظهرا أبقى~


جاء في حكم و قصص الصين القديمة أن ملكا
أراد أن يكافىء أحد مواطنيه


فقال له امتلك من الأرض كل المساحات
التي تستطيع أن تقطعها سيراً على قدميك

فرح الرجل وشرع يزرع الأرض مسرعاً ومهرولاً في جنون


سار مسافة طويلة فتعب وفكر أن يعود
للملك ليمنحه المساحة التي قطعها


لكنه غيَّر رأيه وقرر مواصلة السير ليحصل على المزيد

سار مسافات أطول وأطول وفكر في
أن يعود للملك مكتفياً بما وصل إليه

لكنه تردد مرة أخرى وقرر مواصلة السير
ليحصل على المزيد والمزيد

ظل الرجل يسير ويسير ولم يعد أبدا
فقد ضل طريقه وضاع في الحياة،

ويُقال إنه وقع صريعاً من جراء الإنهاك الشديد

لم يمتلك شيئاً ولم يشعر بالاكتفاء
والسعادة لأنه لم يعرف حد الكفاية (القناعة)

فالقناعة لا تمنعك من تنمية تجارتك
ولا أن تضرب في الأرض طلبا للرزق
ولا أن تسعى فيما يعود عليك بالنفع
بل كل ذلك مطلوب ومرغوب.


و المرفوض هو ارهاق نفسك سعيا
وراء المزيد و المزيد من امتلاك الثروة أي الطمع.

لمثل هذه النوعية من الرجال نقول:
لا ترهق نفسك و كما ورد في الأثر:

((فإن المُنْبَتَّ لا أرضا قطع، ولا ظهرا أبقى))

فالمُنْبَتّ هو الذِّي يُتابِع السَّير على الدَّابَّة حتَّى تَسْقُط وتهلك!
ثُمّ بعد ذلك يَجْلِس مِنْ دُونِ دَابَّة.

أن الذي يحمّل نفسه فوق طاقته - في جميع أمور حياته-

لن يصل إلى الهدف الذي يرجوه ويتمناه .

تــذ كــر دائــمــا

انتبه لصحتك ولا ترهق نفسك

ولا تكن

مُنْبَت، لا ظَهْراً أبْقَى ولا أرْضاً قَطَع.

**************
بــتــصــرف
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
من قدموا شكرهم لـ أسد نجد :
قديم 26-03-2012, 10:26 PM   #25
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16,431 فى 4,678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: قـصـة وعـبـرة





ان تكون طيباً لا يعنى أن تكون ضعيفاً


استيقظ ضمير الثعبان فجأة وأراد أن يكفر عن
ذنوبه السابقة ويكف عن إيذاء الاخرين.
فسعى إلى راهب هندي يستفتيه في أمره فنصحه الراهب
بأن ينتحي من الأرض مكانا معزولا، وأن يكتفي
بالنزر اليسير من القوت تكفيرا عن جرائمه.
ففعل ذلك لكنه لم يسترح لأن مجموعة من الصبيان جاؤوا اليه
فقذفوه بالأحجارفلم يرد عليهم
فشجعهم ذلك على أن يذهبوا اليه في كل يوم ويقذفوه حتى كادوا يقتلوه .
فعاد الثعبان مرة أخرى إلى الراهب يسأله فقال الراهب :
إنفث في الهواء نفثة كل إسبوع ليعلم هؤلاء الصبية
أنك تستطيع رد العدوان إذا أردت .
فعمل الثعبان بنصيحة الراهب فأبتعد الصبية عنه .

الدرس المستفاد من هذه القصة:

لا تكن مفرطاً فى استخدامك للطيبة والتسامح
حتى لايعتبرها الآخرون ضعفا و مهانة.

و ان تكون طيباً لا يعنى أن تكون ضعيفا.
هنا يأتي دور الثعبان ونفثته التي تخبر من غره حلم الحليم
أن اليد التي لا تبطش قد ألجمها الأدب لا الضعف .
واللسان العف استمد عفته من حسن الخلق لا من ضعف المنطق وقلة الحيلة .
وأن مهانة المسيء هي التي منعتنا من مجاراته لا الرهبة منه أو خشيته .
ان اظهار العصا بين الحين والآخر كفيل بإعلام الجهلاء
أن أصحاب الضمائر الحية ، أقويا ، أشداء
قادرين على الحفاظ على حقوقهم وخصوصياتهم .
نعم قد نعفو عمن أخطأ فينا مرة أو أكثر ، وقد نتغاضى عن
الإساءة فترة لكن أن يكون هذا مطية لتضييع كرامتنا ومهابتنا
فهذا ما لا يرضاه عقل أو منطق أو دين .


و في أدب العرب أن من أمن العقوبة أساء الأدب .


مما راق لي
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
من قدموا شكرهم لـ أسد نجد :
قديم 02-04-2012, 10:20 PM   #26
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16,431 فى 4,678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: قـصـة وعـبـرة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال الشعبي :
إن شريح القاضي قال له بعد زواجه من تميميه [ إمرأة من بني تميم ] :
ياشعبي .. عليكم بنساء بني تميم ، فإنهن النساء .
فقلت : وكيف هذا ؟
قال : مررت بدور لبني تميم، فإذا بامرأة جالسة على وساد ، وتجاهها جارية ( فتاة ) كأحسن مارأيت، فاستسقيت . [ أي طلبت أن تسقيني ]
فقالت : أي الشراب أعجب لديك ؟ .
فقلت : ما تيسّر .
قالت : اسقوا الرجل لبنًاً ، فاني أخاله غريباً .
فلما شربت ، نظرت الى الجاريه ، فأعجبتني فقلت : من هذه ؟ .
قالت: إبنتي .
قلت : ومن ؟ [ أي من هو أبوها ، وأصلها ]
قالت : زينب بنت حدير من بني حنظله .
قلت : أفارغه أم مشغوله ؟ [ أي هل هي ذات زوج أ و مخطوبة لأحد ] ؟؟؟
قالت : بل فارغة .
قلت : أتزوجينيها ؟
قالت : نعم ، إ ن كنتَ كفاء.
فتركتها ومضيت الى منزلي ، لأقيل فيه [ أي لأقضي فترة القيلولة ] .
فلم يطب لي مقيل ، فلما صليت ، أخذت بعض إخواني من أشراف العرب ، فوافيت معهم صلاة العصر ، فإذا عمها جالس .
فقال : أبا أميه ما حاجتك ؟
فذكرت له حاجتي ، وزوجني ، وبارك القوم لي ، ثم نهضنا ، فما بلغت منزلي ، حتى ندمت !!
فقلت : تزوجت إلى أغلظ العرب ، وأجفاها .
وتذكرت نساء تميم ، وغلظ قلوبهم .
فهممت بطلاقها ، ثم قلت أجمعها [ أي أدخل بها ، وأتزوجها ] فان لاقيت ما أحب وإلا طلقتها .
وأقمت أياماً .
ثم أقبل نساؤها يهادينها ، فلما ُأجلست في البيت ،
قلت : ياهذه .... إن من السنه ، إذا دخلت المرأة على الرجل ، أن يصلي ركعتين ، وتصلي هي كذلك .
وقمت أصلي . ثم التفت ورائي ، فإذا هي خلفي تصلي ، فلما انتهيت ، أتتني جواريها فأخذن ثيابي، وألبسنني محلفه صبغت بالزعفران .
فلما خلا البيت ، دنوت منها ، فمددت يدي الى ناحيتها ،
فقالت : على رسلك [ أي مهلاً ...].
فقلت في نفسي : إحدى الدواهي منيت بها . [ أي مصيبة ابتليت بها ] . فحمدت الله وصلـيت على النبي . [ اللهم صلي وسلم عليه ] .
وقالت : إني إمرأة عربيه ، ولا والله ماسرت سيرا قط ، إلا لما يرضي الله ، وأنت رجل غريب ، لا أعرف أخلاقك ، [ أي لا أعرف أطباعك ] .
فحدثني بما تحب فآتيه ، وما تكرهه فأجتنبه . [كلام يوزن بالذهب ] .
فقلت لها : أحب كذا وكذا [ عدّد ما يحب من القول والأفعال والطعام ونحو ذلك ] .
وأكره كذا [ كل ما يكره ] .
قالت : أخبرني عن أصهارك [ أهل قرآبتك ] أتحب أن يزوروك؟.
فقلت: إني رجل قاضي ، وما أحب أن يملوني .
فقمت بأنعم ليله ، وأقمت عندها ثلاثا ، ثم خرجت الى مجلس القضاء ، فكنت لاأرى يوما إلا هو أفضل من الذي قبله .
حتى كان رأس الحول [ أي بعد مرور عام ] ودخلت منزلي فإذا عجوز تأمر وتنهى !!
فقلت : يازينب ماهذه !؟
قالت : أمي .
قلت : مرحبا .
فقالت : يا أبا أميه ، كيف أنت وحالك ؟ .
قلت : بخير ، أحمد الله .
قالت : كيف زوجتك؟ .
قلت : كخير امرأة ، وأوفق قرينة. لقد ربيـّـت ، فأحسنت التربيه ، وأدبـّت ، فأحسنت التأديب .
فقالت : إن المرأة لاترى في حال أسوأ خلقاً منها في حالتين ...
اذا حظيت عند زوجها .
واذا ولدت غلاما .
فان رابك منها ريب [ لا حظت ما يغضبك منها ] فالسوط [ أي عليك بضربها ] .
فإن الرجال ماحازت في بيوتها شراً من الورهاء المدللة .
وكانت كل حول تأتينا مرة واحده ، ثم تنصرف بعد أن تسألني كيف تحب أن يزوروك أصهارك ؟ .
وأجيبها : حيث شاؤوا [ أي كما يشاءون ]
فمكثت معي عشرين سنه ، لم أعب عليها شيئاً، وما غضبت عليها قط.


--------------------------------------------------------------------------------

ما نستخلصه من هذه القصة :

1) يجب أن يتحلى الرجل بالتدين والإلتزام .
2) على الرجل المسارعة للزواج إذا وقع في نفسه حب فتاة ، خشية الفتنة .
3) التحري عن الفتاة ، وعن أهلها قبل الإرتباط بها .
4) التوكل على الله ، وعدم الخوف من المستقبل ، والتفاؤل بنجاح الزواج .
5) إتباع السنن المتواترة عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، حتى في مسائل الزواج .
6) إتباع وسيلة الحوار ، والملاطفة مع الزوجة ، وخاصة في بداية عهدهما بالزواج لتحقيق التآلف المطلوب بينهما ، وإزالة الرهبة من الفتاة .
7) إهتمام الرجل بزينته ، أمر مطلوب كما هو الحال عند المرأة . لتدوم المودة بينهما ، ويعف كل منهما الآخر عن النظر للغريب [ فما يعجب العين ، يقع في القلب ] .
8) إتصاف المرأة برجاحة العقل أمر مهم ، حيث أن ذلك يساعد في فهم ، ومسايرة الرجل بما يوافق طبعه وخلقه .
9) التفاهم بين الزوجين منذ بدء الحياة الزوجية ، يحقق الإستقرار والهدوء والخلو من المشاكل والمشاحنات ، وذلك عن طريق :

أن يحدد الرجل لزوجته :
ا- ماهي الأمور التي يكره أن تتصف بها .
ب- السلوكيات التي يكرهها في المرأة بصفة عام حتى تتخلص منها بقدر استطاعتها .
ج- مَن مِن الصديقات اللاتي يسمح لها بالتواصل معهن . سواء من الأهل أو الجيران أو الصديقات .
فللرجل كامل الحق في تحديد من يدخل بيته ، ومن تزورهم زوجته . أو تتصل بهم .
د- يجب على المرأة أن تحرص على طهي الأطعمة التي يميل لها زوجها ،
وأن تتجنب ما يكرهه منها ، وتلبس من الألوان ما يحبه ، وتبتعد عن التي يكرهها [ فهي تلبس وهذا من باب تزين المرأة لزوجها ] .

10) إنصات المرأة لزوجها عند الحديث معه ، يساعدها في التبصر بكلامه ، وبالتالي تصل لفهمه ، فتحسن تنفيذ أوامره .
11) وهنا تجب الإشارة لوجوب طاعتها له في كل أمر يأمرها به دون مجادلة ، ما دام لا يأمرها بما يخالف أمر الله تبارك وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم .
12) لأهل الزوجة مكانة وتقدير من قبل الزوج ، غير أن هذا لا يعطيهم المبرر لزيارة ابنتهم دون أذن ورضى من زوجها .
ولذلك يجب عليها تحسس مدى موافقته لزيارة أي فرد منهم لبيت الزوجية ،
والأمر لا يحتاج منها للسؤال ، فاللبيب يفهم دون التصريح له بالقول .
لأن بعض النساء تغضب ، لو صرح الزوج بكراهيته لتردد أحد أفراد أهلها لبيته .
لأنه يود إلتماس الراحة في بيته ، ولذلك يكبت هذا الأمر خشية إغضابها ويسكت على مضض .
وهذا الأمر يؤثر في العلاقة بين الزوجين ويكون مدعاة للمشاحنات بعد كل زيارة منهم .
14) الأم الصالحة والمريبة الناجحة ، يمتد تأثيرها لابنتها من بعدها ، وحرص الأم على استمرار ونجاح الحياة الزوجة لابنتها ، هو من أهم واجبتها بعد ترك الإبنة لبيت أبيها ،
على ألا يكون تدخلها إلا في حال الضرورة ، وبما يحقق صالح العلاقة الزوجية ،
وهنا يجب عليها أن تبتعد عن العاطفة الغير موضوعية ، في أي خلاف يصل لمسمعها بين الأثنين .
16) التهديد بالضرب ، وتعليق العصا ، لا يعني استخدام هذه الوسيلة في الإصلاح بين الزوجين .
17) فالمرأة عندما تخرج من بيتٍ أحسن أهلها تربيتها ، وغرسوا فيها قيم ومفاهيم تساعد في بناء حياة زوجية سليمة وموفقة ، فهذا بلاشك يغني عن استخدام هذه الوسيلة المشروعة للرجل .
18) إن طبق الرجل والمرأة ما سبق ، فإنهما سيهنئآن بحياة زوجية سعيدة ، لا تتعرض الزوجة فيها لما يكدرها ، ويسعد الرجل بزوجة صالحة ويسعد بها .
19) يجب على الرجل ألا يبالغ في تدليل زوجته ، وطلب رضاها ، لأن المرأة عندما ترى موضعها ومكانتها عند زوجها ـ يأخذها التيه والغرور ، وربما يجعلها ذلك لا تأبه لغضبه منها عندما تسيئ ، ويجب عليه أن يحسن التصرف في تقنين ميله لها .
20) الرجل السعيد في بيته ، موفق في عمله .
هذه قاعدة يجب على المرأة أن تفهمها وتعييها جيداً ، وتكون نبراساً في حياتها :
أحسني تبعلك لزوجك تسعدي ، و تحصلي على زوج سعيد ناجح في عمله .

مما راق لي
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
من قدموا شكرهم لـ أسد نجد :
قديم 21-04-2012, 12:52 AM   #27
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16,431 فى 4,678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: قـصـة وعـبـرة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اقرأوها وتمعنوا فيها أثابكم الله

قصة ذكرها الشيخ خالد الراشد كثيرا


لم أكن جاوزت الثلاثين حين أنجبت زوجتي سالم أوّل أبنائي.
ما زلت أذكر تلك الليلة. بقيت إلى آخر الليل مع الشّلة في إحدى الاستراحات.


كانت سهرة مليئة بالكلام الفارغ. بل بالغيبة والتعليقات المحرمة.
كنت أنا الذي أتولى في الغالب إضحاكهم وغيبة الناس وهم يضحكون.
أذكر ليلتها أنّي أضحكتهم كثيراً.

كنت أمتلك موهبة عجيبة في التقليد. بإمكاني تغيير نبرة صوتي حتى تصبح قريبة من الشخص الذي أسخر منه.
أجل كنت أسخر من هذا وذاك. لم يسلم أحد منّي أحد حتى أصحابي.


صار بعض الناس يتجنّبني كي يسلم من لساني.أذكر أني تلك الليلة سخرت من أعمى رأيته يتسوّل في السّوق.
والأدهى أنّي وضعت قدمي أمامه فتعثّر وسقط يتلفت برأسه لا يدري ما يقول.


وانطلقت ضحكتي تدوي في السّوق.عدت إلى بيتي متأخراً كالعادة. وجدت زوجتي في انتظاري.
كانت في حالة يرثى لها. قالت بصوت متهدج: راشد.. أين كنتَ؟


قلت ساخراً: في المريخ.. عند أصحابي بالطبع.
كان الإعياء ظاهراً عليها.
قالت والعبرة تخنقها: راشد أنا متعبة جداً. الظاهر أن موعد ولادتي صار وشيكا.
سقطت دمعة صامتة على خدها.

أحسست أنّي أهملت زوجتي. كان المفروض أن أهتم بها وأقلّل من سهراتي خاصة أنّها في شهرها التاسع.
حملتها إلى المستشفى بسرعة. دخلت غرفة الولادة.

جعلت تقاسي الآلام ساعات طوال. كنت أنتظر ولادتها بفارغ الصبر. تعسرت ولادتها.
فانتظرت طويلاً حتى تعبت.
فذهبت إلى البيت وتركت رقم هاتفي عندهم ليبشروني.
بعد ساعة اتصلوا بي ليزفوا لي نبأ قدوم سالم. ذهبت إلى المستشفى فوراً.

أول ما رأوني أسأل عن غرفتها طلبوا منّي مراجعة الطبيبة التي أشرفت على ولادة زوجتي.
صرختُ بهم: أيُّ طبيبة؟ المهم أن أرى ابني سالم.
قالوا، أولاً راجع الطبيبة.

دخلت على الطبيبة. كلمتني عن المصائب والرضى بالأقدار.
ثم قالت: ولدك به تشوه شديد في عينيه ويبدو أنه فاقد البصر!!


خفضت رأسي وأنا أدافع عبراتي. تذكّرت ذاك المتسوّل الأعمى الذي دفعته في السوق وأضحكت عليه الناس.
سبحان الله كما تدين تدان! بقيت واجماً قليلاً.


لا أدري ماذا أقول. ثم تذكرت زوجتي وولدي. فشكرت الطبيبة على لطفها ومضيت لأرى زوجتي.
لم تحزن زوجتي. كانت مؤمنة وراضية بقضاء الله. طالما نصحتني أن أكف عن الاستهزاء بالناس.

كانت تردد دائماً، لا تغتب الناس.خرجنا من المستشفى، وخرج سالم معنا. في الحقيقة، لم أكن أهتم به كثيراً.
اعتبرته غير موجود في المنزل. حين يشتد بكاؤه أهرب إلى الصالة لأنام فيها.


كانت زوجتي تهتم به كثيراً، وتحبّه كثيراً. أما أنا فلم أكن أكرهه، لكني لم أستطع أن أحبّه!
كبر سالم. بدأ يحبو. كانت حبوته غريبة.

قارب عمره السنة فبدأ يحاول المشي. فاكتشفنا أنّه أعرج. أصبح ثقيلاً على نفسي أكثر.
أنجبت زوجتي بعده عمر وخالد.
مرّت السنوات وكبر سالم، وكبر أخواه.

كنت لا أحب الجلوس في البيت. دائماً مع أصحابي. في الحقيقة كنت كاللعبة في أيديهم.لم تيأس زوجتي من إصلاحي.

كانت تدعو لي دائماً بالهداية.
لم تغضب من تصرّفاتي الطائشة، لكنها كانت تحزن كثيراً إذا رأت إهمالي لسالم واهتمامي بباقي إخوته.

كبر سالم وكبُر معه همي.


لم أمانع حين طلبت زوجتي تسجيله في احدى المدارس الخاصة بالمعاقين. لم أكن أحس بمرور السنوات.
أيّامي سواء. عمل ونوم وطعام وسهر.


في يوم جمعة، استيقظت الساعة الحادية عشر ظهراً. ما يزال الوقت مبكراً بالنسبة لي. كنت مدعواً إلى وليمة.
لبست وتعطّرت وهممت بالخروج. مررت بصالة المنزل فاستوقفني منظر سالم.


كان يبكي بحرقة!إنّها المرّة الأولى التي أنتبه فيها إلى سالم يبكي مذ كان طفلاً. عشر سنوات مضت، لم ألتفت إليه. حاولت أن أتجاهله فلم أحتمل. كنت أسمع صوته ينادي أمه وأنا في الغرفة.

التفت، ثم اقتربت منه. قلت: سالم! لماذا تبكي؟حين سمع صوتي توقّف عن البكاء. فلما شعر بقربي، بدأ يتحسّس ما حوله بيديه الصغيرتين. ما بِه يا ترى؟ اكتشفت أنه يحاول الابتعاد عني!

وكأنه يقول: الآن أحسست بي. أين أنت منذ عشر سنوات ؟ تبعته، كان قد دخل غرفته.
رفض أن يخبرني في البداية سبب بكائه. حاولت التلطف معه.


بدأ سالم يحكي سبب بكائه، وأنا أستمع إليه وأنتفض.أتدري ما السبب!
تأخّر عليه أخوه عمر، الذي اعتاد أن يوصله إلى المسجد.


ولأنها صلاة جمعة، خاف ألاّ يجد مكاناً في الصف الأوّل. نادى عمر ونادى والدته ولكن لا مجيب.. فبكى.
أخذت أنظر إلى الدموع تتسرب من عينيه المكفوفتين.


لم أستطع أن أتحمل بقية كلامه. وضعت يدي على فمه وقلت: لذلك بكيت يا سالم!
قال: نعم.
نسيت أصحابي، ونسيت الوليمة وقلت: سالم لا تحزن.

هل تعلم من سيذهب بك اليوم إلى المسجد؟قال: أكيد عمر. لكنه يتأخر دائماً.قلت: لا، بل أنا سأذهب بك.
دهش سالم. لم يصدّق. ظنّ أنّي أسخر منه.

استعبر ثم بكى. مسحت دموعه بيدي وأمسكت يده. أردت أن أوصله بالسيّارة.
رفض قائلاً: المسجد قريب. أريد أن أخطو إلى المسجد - إي والله قال لي ذلك.


لا أذكر متى كانت آخر مرّة دخلت فيها المسجد، لكنها المرّة الأولى التي أشعر فيها بالخوف والنّدم على ما فرّطته طوال السنوات الماضية.

كان المسجد مليئاً بالمصلّين، إلاّ أنّي وجدت لسالم مكاناً في الصف الأوّل. استمعنا لخطبة الجمعة معاً وصلى بجانبي. بل في الحقيقة أنا صليت بجانبه.

بعد انتهاء الصلاة طلب منّي سالم مصحفاً. استغربت! كيف سيقرأ وهو أعمى؟ كدت أن أتجاهل طلبه، لكني جاملته خوفاً من جرح مشاعره.

ناولته المصحف. طلب منّي أن أفتح المصحف على سورة الكهف. أخذت أقلب الصفحات تارة وأنظر في الفهرس تارة حتى وجدتها.أخذ مني المصحف ثم وضعه أمامه وبدأ في قراءة السورة.

وعيناه مغمضتان. يا الله! إنّه يحفظ سورة الكهف كاملة!خجلت من نفسي. أمسكت مصحفاً. أحسست برعشة في أوصالي. قرأت وقرأت.

دعوت الله أن يغفر لي ويهديني. لم أستطع الاحتمال. فبدأت أبكي كالأطفال. كان بعض الناس لا يزال في المسجد يصلي السنة. خجلت منهم فحاولت أن أكتم بكائي.

تحول البكاء إلى نشيج وشهيق.لم أشعر إلا ّ بيد صغيرة تتلمس وجهي ثم تمسح عنّي دموعي. إنه سالم! ضممته إلى صدري. نظرت إليه.

قلت في نفسي: لست أنت الأعمى بل أنا الأعمى، حين انسقت وراء فساق يجرونني إلى النار.
عدنا إلى المنزل. كانت زوجتي قلقة كثيراً على سالم،

لكن قلقها تحوّل إلى دموع حين علمت أنّي صلّيت الجمعة مع سالم.من ذلك اليوم لم تفتني صلاة جماعة في المسجد.

هجرت رفقاء السوء. وأصبحت لي رفقة خيّرة عرفتها في المسجد. ذقت طعم الإيمان معهم.
عرفت منهم أشياء ألهتني عنها الدنيا.


لم أفوّت حلقة ذكر أو صلاة الوتر. ختمت القرآن عدّة مرّات في شهر. رطّبت لساني بالذكر لعلّ الله يغفر لي غيبتي وسخريتي من النّاس.

أحسست أنّي أكثر قرباً من أسرتي. اختفت نظرات الخوف والشفقة التي كانت تطل من عيون زوجتي.
الابتسامة ما عادت تفارق وجه ابني سالم.


من يراه يظنّه ملك الدنيا وما فيها. حمدت الله كثيراً على نعمه.ذات يوم قرر أصحابي الصالحون أن يتوجّهوا إلى أحدى المناطق البعيدة للدعوة.

تردّدت في الذهاب. استخرت الله واستشرت زوجتي. توقعت أنها سترفض. لكن حدث العكس!
فرحت كثيراً، بل شجّعتني. فلقد كانت تراني في السابق أسافر دون استشارتها فسقاً وفجوراً.

توجهت إلى سالم. أخبرته أني مسافر فضمني بذراعيه الصغيرين مودعاً. تغيّبت عن البيت ثلاثة أشهر ونصف،
كنت خلال تلك الفترة أتصل كلّما سنحت لي الفرصة بزوجتي وأحدّث أبنائي.


اشتقت إليهم كثيراً. آآآه كم اشتقت إلى سالم! تمنّيت سماع صوته. هو الوحيد الذي لم يحدّثني منذ سافرت.
إمّا أن يكون في المدرسة أو المسجد ساعة اتصالي بهم.
كلّما حدّثت زوجتي عن شوقي إليه، كانت تضحك فرحاً وبشراً، إلاّ آخر مرّة هاتفتها فيها.


لم أسمع ضحكتها المتوقّعة. تغيّر صوتها. قلت لها: أبلغي سلامي لسالم، فقالت: إن شاء الله وسكتت.أخيراً عدت إلى المنزل. طرقت الباب.

تمنّيت أن يفتح لي سالم، لكن فوجئت بابني خالد الذي لم يتجاوز الرابعة من عمره.
حملته بين ذراعي وهو يصرخ: بابا .. بابا .. لا أدري لماذا انقبض صدري حين دخلت البيت.


استعذت بالله من الشيطان الرجيم. أقبلت إليّ زوجتي. كان وجهها متغيراً. كأنها تتصنع الفرح.

تأمّلتها جيداً ثم سألتها: ما بكِ؟ قالت: لا شيء.
فجأة تذكّرت سالماً فقلت: أين سالم؟

خفضت رأسها. لم تجب. سقطت دمعات حارة على خديها.
صرخت بها. سالم! أين سالم؟
لم أسمع حينها سوى صوت ابني خالد يقول بلغته: بابا، سالم راح الجنّة عند الله.


لم تتحمل زوجتي الموقف. أجهشت بالبكاء. كادت أن تسقط على الأرض، فخرجت من الغرفة.عرفت بعدها أن سالم أصابته حمّى قبل موعد مجيئي بأسبوعين فأخذته زوجتي إلى المستشفى.

فاشتدت عليه الحمى ولم تفارقه حتى فارقت روحه جسده.إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت،
وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف... يا الله.


إذا بارت الحيل، وضاقت السبل، وانتهت الآمال، وتقطعت الحبال، نادي... يا الله.

لقد اراد الله سبحانه وتعالى ان يهدي والد سالم على يد سالم قبل موت سالم.
فيا الله ما أرحمك
. لا اله الا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم.
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
من قدموا شكرهم لـ أسد نجد :
قديم 06-05-2012, 10:15 PM   #28
إداري سابق
 
الصورة الرمزية بقايا الذكريات
 
تم شكره :  شكر 25,605 فى 6,691 موضوع
بقايا الذكريات نسبة التقييم للعضوبقايا الذكريات نسبة التقييم للعضوبقايا الذكريات نسبة التقييم للعضوبقايا الذكريات نسبة التقييم للعضوبقايا الذكريات نسبة التقييم للعضوبقايا الذكريات نسبة التقييم للعضوبقايا الذكريات نسبة التقييم للعضوبقايا الذكريات نسبة التقييم للعضوبقايا الذكريات نسبة التقييم للعضوبقايا الذكريات نسبة التقييم للعضوبقايا الذكريات نسبة التقييم للعضو

 

رد: قـصـة وعـبـرة

قصص تحمل معاني كبيره وحكم لا يفهمها الا من تعمق بها

دمت اخي اسد ودام ابداعك الذي ننتظره بكل شوق

التوقيع
بقايا الذكريات غير متصل   رد مع اقتباس
من قدموا شكرهم لـ بقايا الذكريات :
قديم 06-05-2012, 11:30 PM   #29
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16,431 فى 4,678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: قـصـة وعـبـرة

  المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بقايا الذكريات مشاهدة المشاركة  

قصص تحمل معاني كبيره وحكم لا يفهمها الا من تعمق بها

دمت اخي اسد ودام ابداعك الذي ننتظره بكل شوق

 

أشكرك لك تشجيعك الرائع أيتها الكريمة

وفقك الله لكل خير

تحيتي وتقديري
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
من قدموا شكرهم لـ أسد نجد :
قديم 07-05-2012, 12:03 AM   #30
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16,431 فى 4,678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: قـصـة وعـبـرة

للبيوت أسرار



كان من يعرفه يرثي لحال ذلك الأصم الأبكم ويغبط أخاه الثري الذي يملك مئات الملايين.

كان ذلك الثري لا يبقى في بلده يوماً كاملاً، كل حياته متابعات لمشروعات في اقصى الشرق والغرب.

وكان الأخوة والأخوات وأولادهم يتحينون ساعة وصوله للسلام عليه..

كان كل همه تلك الأرصدة المجنونة في البنوك الخارجية، ومنتهى أحلامه أن يكسب كل يوم المزيد من المال!

وحال ذلك الأصم الأبكم متواضعة في مسكنه وملبسه، في الوقت الذي يتمتع أخوه بكل ما يتخيله الإنسان من متاع..

ودارت الأيام وأصيب هذا الثري بجلطة أفقدته الذاكرة وخرج من المستشفى لا يعرف أولاده ولا يتصرف في ريال واحد..

وأصبح طريح الفراش وبعد مدة فقد بصره ..

لم تساهم تلك الملايين في إبقاء نعمة البصر أو في إحياء خلية واحدة من خلايا دماغه..

وتحول رثاء الناس من أخيه الأصم إليه وتذكروا فجأة حقارة الدنيا وهوانها وقلة نفعها لأصحابها..

لم تغير في واقع الحال تلك الأواني الفاخرة وقطع الأثاث الراقي التي كانت تزين قصره المقدر بعشرة ملايين،

وتوقف دمه أثناء سيره في جسده لحظة واحدة ففقد خلال هذه اللحظات المئات من النعم!

لقد سهر الليالي لجمع حطام الدنيا ثم راح وتركه لغيره وأصبح رهين أعماله ..

إن حياتنا في عمر الزمن ثواني معدودة، ينخدع فيها من ينخدع، ويوفق فيها من يريد الله به الخير والرفعة.

إنه نعيم زائل ومظاهر خادعة يقول عنها ربنا جل وعلا: "واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيماً تذروه الرياح وكان الله على كل شئ مقتدراً"،

ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "لو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء"،

كل الدنيا منذ البدء وحتى النهاية بما فيها من كنوز وموارد وجنات وقصور لا تساوي جناح بعوضة.

يالها من سعادة عظيمة عندما يضع الانسان الدنيا في يده ويطردها من قلبه..

يحلق المرء عالياً عندما يملك الدنيا ولا تملكه، وعندما يسخر جاهه وماله ومواهبه كلها لا من أجل مكاسب دنيوية
وإنما من أجل تحصيل علم، ونصر حقيقة، ونشر لغة، ونفع أمة، ونشر معروف، وإزهاق باطل، وحماية أعراض.

مساكين أولئك الذين يشغلون أنفسهم والناس بهزيل الفعل والقول،
ومساكين أخرى لأنهم حرموا أنفسهم اللذة الكبرى والأنس الأعظم،
ومساكين ثالثة لأنهم طلبوا نعيم الدنيا وارتكبوا في تحصيله الموبقات ونسوا نعيم الجنة الذي يرفع إلى العمل الصالح،
ومساكين رابعة لأنهم لم يتبعوا سبيل المؤمنين ويسيروا في طريقهم فكانت النتيجة ضياع البداية والنهاية..

وهذه حال الدنيا مع أهلها فهل نعتبر؟

د. المحارب
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
من قدموا شكرهم لـ أسد نجد :
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:42 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. موقع و منتديات سدير 1432 هـ - 1435 هـ

جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه وإنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه