العودة   منتديات سدير > `·• آفاق رحبة •·´ > ¨° الإسلامي °¨

¨° الإسلامي °¨ جميع ما يتعلق بالشريعة علماً و فكراً و منهجاً . قضايا معاصرة - أحكام - فتاوى - نصائح - بحوث شرعية - مقالات

الإهداءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-12-2001, 01:53 AM   #1
عضو جديد
 
تم شكره :  شكر 0 فى 0 موضوع
عبد الرحمن is an unknown quantity at this point

 

عمر الجمهور حي يرزق

عمر الجمهور في عداد الشهداء (نحسبه كذالك والله حسيبه)

إن بلوغ الأهداف الكبرى في الحياة يستلزم تضحيات كبرى مكافئة لها, ولا ريب أن سمو الأهداف وشرف المقاصد ونبل الغايات تقتضي سمو التضحيات وشرفها ورقي منازلها, وإذا كان أشرف التضحيات وأسماها هو ما كان ابتغاء رضوان الله تعالى ورجاء الحظوة بالنعيم المقيم في جنات النعيم, فإن الذود عن حياض هذا لدين والذب عن حوذته والمنافحة عن كتابه وشرعه ومقدساته يتبوأ أرفع درجات هذا الرضوان, ثم إن للتضحيات ألوانًا كثيرة ودروبًا متعددة, لكن تأتي في الذروة منها التضحية بالنفس, وبذل الروح رخيصة في سبيل الله لدحر أعداء الله ونصر دين الله, وذلك هو المراد لمصطلح الشهادة والاستشهاد.
ولقد جهد رسول الله كل جهد, واستوفى غاية وسعه في ترسيخ جذور هذا المعنى العظيم, وتعميق مفهوم هذا المصطلح الجهادي في نفوس أصحابه الكرام رضوان الله عليهم أجمعين ثم في نفوس أمته من بعدهم, سالكًا في ذلك مسلكين:
أحدهما: إفصاح بين وإيضاح جلي لما يعتمد في ذات نفسه الشريفة من حب عميق للشهادة حمله على التمني أن يرزق بها مراتٍ متعددة, فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال: ((والذي نفسي بيده لوددت أن أغزو في سبيل الله فأقتل, ثم أغزو فأقتل, ثم أغزو فأقتل)) أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما, وإنها لأمنية يا لها من أمنية كيف انبعثت من هذا القلب الطهور معبرة أبلغ التعبير عن هذا الحب العميق, والشوق الغامر إلى هذا الباب العظيم من أبواب جنات النعيم.
والمسلك الثاني في ترسيخ مفهزم الشهادة وإحيائه في القلوب وبعثه في النفوس ما ثبت عنه صلوات الله وسلامه عليه في صحيح السنة الشريفة من بيان محكم وإيضاح دقيق لفضل الشهادة ومنازل الشهداء في دار الكرامة عند مليك مقتدر, في الطليعة من ذلك بيان صفة حياة الشهداء عند ربهم, فعن مروان أنه قال: سألنا عبد الله عن هذه الآية: ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياء عند ربهم يرزقون, فقال: أما إنا قد سألنا عن ذلك رسول الله فقال: ((أرواحهم في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت, ثم تأوي إلى تلك القناديل)), الحديث أخرجه مسلم في صحيحه.
ومنها أن للشهيد عند ربه ست خصال جاءت مبينة في حديث المقدام بن معد يكرب رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله : ((للشهيد عند الله ست خصال:
يغفر له في أول دُفعة ـ والدفقة بضم الدال المهملة هي الدفعة من الدم وغيره ـ
ويرى مقعده من الجنة,
ويجار من عذاب القبر,
ويأمن من الفزع الأكبر,
ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها,
ويُزوج اثنتين وسبعين من الحور العين,
ويشفع في سبعين من أقاربه ـ وفي لفظ ـ من أهل بيته)) أخرجه الترمذي وابن ماجه في سننهما بإسناد صحيح.
ومنها أنه يخفف عنه مس الموت حتى إنه لا يجد من ألمه إلا كما يجد أحدنا من مس القرصة,
وقد أخرج الترمذي والنسائي وابن ماجه في سننهم وابن حبان في صحيحه بإسناد صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله : ((ما يجد الشهيد من مس القتل إلا كما يجد أحدكم من مس القرصة)), ومنها أن باب الشهداء في الجنة أحسن الدور وأفضلها, فقد أخرج البخاري في صحيحه عن سمرة بن جندب رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله : ((رأيت الليلة رجلين أتياني فصعدا بي الشجرة فأدخلاني دارًا هي أحسن وأفضل لم أرَ قط أحسن منها قالا لي: أما هذه فدار الشهداء)).
ومن ألوان الكرامة أيضًا أن الملائكة تظله بأجنحتها؛ فقد أخرج الشيخان في صحيحيهما عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه قال: "جيء بأبي إلى النبي ـ أي شهيدًا يوم أحد ـ قد مُثل به فوضع بين يديه فذهبتُ أكشف عن وجهه فنهاني قومي فسمع, أي النبي , فسمع النبي صوت صائحة فقال: ((لما تبكين؟ فلا تبكي مازالت الملائكة تظله بأجنحتها)).
ولهذا كله كان الشهيد وحده من أهل الجنة هو الذي يحب أن يرجع إلى الدنيا كما في حديث أنس رضي الله عنه أن النبي قال: ((ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا, وأن له ما على الأرض من شيء إلا الشهيد فإنه يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مرات لما يرى من الكرامة)), وفي رواية: ((لما يرى من فضل الشهادة)) أخرجه البخاري ومسلم.
وليس عجبًا إذًا أن يجد هذا البيان النبوي الرفيع صدًا ضخمًا وأثرًا بالغًا وسلطانًا قويًا على نفوس تلك الصفوة المختارة, والصحبة التقية من الصحابة الكرام الأعلام, فتوطدت في نفوسهم أعمق معاني الشهادة, وترسخت في قلوبهم أسمى درجات الحب لها والولع بها والعمل الدؤوب لبلوغ مقامها, والتنعم برياضها.
وفي صحيح السنة من أخبار هذا الشوق الظامئ, والحب الطهور الذي أكرم الله به هذه الكوكبة المؤمنة والطليعة الراشدة, ما لا يحده حد, ولا يستوعبه بيان, فمن ذلك ما أخرجه مسلم في صحيحه عن أنس رضي الله عنه أنه قال: انطلق رسول الله وأصحابه حتى سبقوا المشركين إلى بدر, وجاء المشركون فقال رسول الله : ((لا يقدمن أحد منكم إلى شيء حتى أكون أنا دونكم)), فدنا المشركون فقال رسول الله : ((قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض)), فقال عمير بن الحمام: يا رسول الله إلى جنة عرضها السموات والأرض؟ قال: ((نعم)), قال: بخ بخ, قال: ((ما يحملك على قول بخ بخ)) قال: لا والله يا رسول الله إلا رجاء أن أكون من أهلها, فقال: ((فإنك من أهلها)), فأخرج تمرات من قرنه ـ وهو جعبة النبال ـ فجعل يأكل منهن, ثم قال: إن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة, فرمى ما كان معه من التمر ثم قاتل حتى قتل.
فانظروا رحمكم الله كيف استبطأ رضي الله عنه الشهادة لتأخرها عنه دقائق معدودات, ولقد كانت كلمات بعضهم عند الشهادة صرخات مدوية زلزلت قلوب قاتليهم, وحملتهم على الدخول في دين الله, هذا حرام بن ملحان رضي الله عنه أحد القراء الذين بعث بهم رسول الله يدعون قومًا من المشركين إلى الإسلام, ويقرأون عليهم القرآن, فغدرت بهم رعل وذكون من قبائل العرب وقتلوهم عند بئر معونة, فهذا حرام يصيح عند الاستشهاد في وجه قاتله: فزت ورب الكعبة, وأدبر قاتله من المشركين بعد إسلامه وسأل عن معنى ذلك فقيل له إنه قصد الشهادة فكانت سببًا في إسلام هذا القاتل, أخرج هذه القصة البخاري في صحيحه.
وكان بعضهم يأتيه من روح الجنة وريحها ما لا يملك معه إلا شدة الإقبال على القتال وعلى الاستبسال فيه, فهذا أنس بن مالك رضي الله عنه يقول غاب عمي أنس بن النضر عن قتال بدر فقال: يا رسول غبت عن أول قتال قاتلت المشركين لئن الله أشهدني قتال المشركين ليرين الله ما أصنع, فلما كان يوم أحد وانكشف المسلمون قال: اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء, يعني أصحابه وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء يعني المشركين, ثم تقدم, واستقبله سعد بن معارذ رضي الله عنه فقال: يا سعد بن معاذ الجنة ورب النضر إني لأجد ريحها دون أحد قال سعد: فما استطعت يا رسول ما صنع, قال أنس: ووجدنا به بضعًا وثمانين ما بين ضربة بالسيف أو طعنة برمح, أو رمية بسهم, وجيء به وقد مُثل به فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه أخرجه البخاري ومسلم.
ثم استمعوا رعاكم الله إلى خبر هذا الأعرابي المسلم كيف صدق الله في طلب الشهادة فصدقه الله وبلّغه ما أراد, فقد أخرج النسائي في سننه بإسناد صحيح عن شداد بن الهاد رضي الله عنه أن رجلاً من الأعراب جاء إلى النبي فآمن به واتبعه ثم قال: أهاجر معك فأوصى به النبي بعض أصحابه فلما كانت غزاة غنم النبي فقسم وقسم له ـ للأعرابي ـ فأعطى أصحابه ما قسم له, وكان ـ يعني الأعرابي ـ يرعى ظهرهم يعني إبلهم, وما يركبون من دواب, فلما جاء دفعوه إليه, فقال: ما هذا؟ قالوا: قسم قسمه لك النبي فأخذه فجاء به إلى النبي فقال: ما هذا؟ قال: ((قسمته لك)), قال الأعرابي: ما على هذا اتبعتك, ولكن اتبعتك على أن أرمى هاهنا وأشار إلى حلقه بسهم فأموت فأدخل الجنة, فقال النبي : ((إن تصدق الله يصدقك)), فلبثوا قليلاً ثم نهضوا إلى قتال العدو فأتي به النبي يحمل قد أصابه سهم حيث أشار فقال النبي : أهو هو؟ قالوا: نعم, قال: ((صدق الله فصدقه)), ثم كفنه النبي في جبته, ثم قدمه فصلى عليه, وكان مما ظهر من صلاته : ((اللهم هذا عبدك خرج مهاجرًا في سبيلك فقتل شهيدًا, أنا شهيد على ذلك)). ****** ولاتحسبن الذين قتلوا ..
وأي شهادة يا عباد الله أرفع وأسمى وأصدق وأخلص من هذه الشهادة الكريمة العظيمة, وكم في حياة السلف أيها الأخوة من صور هذا الحب العاطر والشوق الظامئ إلى الظفر بمقام الشهادة, ياله من مقام, وهكذا مضت على بذل الشهادة المضئ كواكب متتابعة وقوافل متعاقبة من الشهداء الأبرار الذين سطروا بدمائهم الزكية أروع صحائف التضحية والبذل وأرفع أمثلة العطاء والجود, إنه الجود بالنفس, وهو أقصى غاية الجود, فهاهي قوافل الشهداء المسلمين في فلسطين, وفي أفغانستان, وفي كشمير و الشيشان, وفي غيرها من ديار الإسلام, وها نحن اليوم نرى بأم أعيننا, نرى ويرى العالم كله معنا هذه الصور العظيمة المتجددة من صور الانتفاضة والشهادة ـ إن شاء الله ـ على أرض بيت المقدس, وعلى كل أرض فلسطين المسلمة الصابرة, إننا في حاجة يا عباد الله إلى مواقف وصور تحيي في ضمير الأمة معاني الشهادة وتبعث في روحها حب الاستشهاد من جديد سيرًا على درب السلف رضوان الله عليهم, ذلك الدرب الذي سلكه من قبلهم رسول الله والأنبياء من قبله نصرًا لدين الله ودحرًا لأعداء الله.
فيا أيها المسلمون في كل أرجاء الدنيا: النصرة النصرة, انصروا إخوانكم المرابطين والمجاهدين؛ فإن نصرهم فرض متعين عليكم فلا تخذلوهم, واسمعوا لقول نبيكم صلوات الله وسلامه عليه إذ يقول: ((ما من مسلم يخذل امرئً مسلمًا في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا خذله الله تعالى في موطن يحب فيه نصرته, وما من أحد ينصر مسلمًا في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته))حد ينصري أخرجه الإمام أحمد في مسنده, وأبو داود في سننه بإسناد حسن.
ويا أهل الإسلام يامن قرأتم القرآن وتدبرتموه في هذا الشهر المبارك لايضيرنكم أرجاف الأعداء وبهرجتهم وهيلمانهم وتصويرهم لاخواننا في أرض الجهاد أنهم محاصرون مطاردون لاحول لهم ولاقوة ، فإنهم بفضل الله ماخرجوا من بيوتهم وتركوا أهلهم وأوطانهم وأموالهم إلا طلباً لإحدى الحسنيين , وإن كل مؤمن يؤمن بوعد الله الذي لايخلف الميعاد ليطمئن أن الغلبة لمن ينصرون الدين ويذودون عن حياض الاسلام { ولينصرن الله من ينصره ******{ ولقد سبقت كلمتنا ..****** {ولاتهنوا ولاتحزنوا وأنتم..******
فأبشروا وأملوا ياعباد الله فنصر الله قريب من أوليائه {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدًا عليه حقًا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم, , أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

التوقيع
من الكلام ما قل ودل
عبد الرحمن غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:00 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. موقع و منتديات سدير 1432 هـ - 1435 هـ

جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه وإنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه