بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
هذه قصة .. أصوغها لكم .. للأستفادة وأخذ العظة
يومان لأستطيع أن أنساهما .. يومان أحداثها عالقة في مخيلتي .. وهاذان اليومان مررت بهما وأنا في بيت الله
الحرام ..
ذات يوم وأنا في المسعى .. وكان ذلك اليوم شديد الزحام .. لانستطيع التحرك بسهولة .. سقط رجل من اخواننا العرب ..
جاء عن طريق حملة ليؤدي العمرة .. المهم في الموضوع أنه وقع على رأسه .. وكان وقوعه على الأرض قوي و شديد
جدا لدرجة انه اغمي عليه .. وتأثر الناس بحاله ، منهم من بكى ومنهم من صرخ .. وأنا واحدة منهم .. حيث لم استطيع أن
املك شعوري .. فصرت أبكي .. أما الرجل فقد حملوه وذهبوا به .. وطول اليوم وأنا اتذكر هذا المشهد واشرع في
البكاء..
في اليوم الثاني .. ذهبنا لصلاة العشاء .. وكان الدور الأول ممتلئ جدا .. أهلي بقوا في الدور الأول .. أما أنا ففضلت
كعادتي الصعود الدور الثاني .. رغبة في الهدوء ..
طلعت الدور الثاني وصلينا العشاء .. بمجرد أن سلم الامام ؛ كل من كانت بالصف الأول والثاني قامت .. وبسرعة البرق ..
لتشاهد وتطل على الدور الاول ( الصحن ) .. وعلت صيحاتهم وأخذوا في البكاء .. أنا قمت أستطلع واعرف وش فيهم
وجيت عند وحدة كادت روحها أن تخرج من شدة البكاء .. حاولت أهديها وأستفسر .. فنطقت وياليتها مانطقت ..
وأشارت الى جنازة يحملونها وقالت ( هذه جنازة رجل اتى معنا لاداء العمرة .. سقط بالأمس وهو يسعى واصيب بغيبوبة
الى أن توفاه الله اليوم ..
أنا بصراحة .. صرت في حالة لايعلم بها الا الله .. وشهقت شهقة .. ظن من سمعها ان روحي خرجت معها .. وتلاها بكاء ..
انقلب الوضع .. الأخت قامت هي اللي تواعظني وتهديني .. ولاحول ولاقوة الابالله .. عجزت عن أن أتوقف عن البكاء..
بالأمس شاهدته وهو يقع واليوم افجع بوفاته .. فلكم أن تتخيلوا حالي .. ومن شدة تأثري نسيت أن أهلي بانتظاري ..
ولم انتبه لرنينهم مما زاد قلقهم علي .. وبعد هذا الحدث خطر على بالي قول الله تعالى:
(وما تدري نفس ماذا تكسب غداً.وماتدري نفس بأي أرض تموت). سبحان الله
إن الإنسان ليقاد إلى الأرض التي يموت فيها، ثم يموت فيها في مدة وجيزة ؛ لأن الله تعالى قد قدر ذلك بعلمه وحكمته
.. مسكين يابن آدم ..
قال الحسن البصري : مسكين ابن آدم , محتوم الأجل مكتوم الأمل , مستور العلل , يتكلم بلحم وينظر
بشحم ويسمع بعظم , أسير جوعه صريع شبعه , تؤذيه البقة وتنتنه العرقة , وتقتله الشرقة , لايملك لنفسه ضراً ولا نفعاً
ولا موتاً ولا حياة ولا نشوراً ...
اللهم أحسن لنا ولكم الختام ..