عندما نعيش لذواتنا فحسب ، تبدو لنا الحياة قصيرة ضئيلة
تبدأ من حيث بدأنا ، وتنتهي بانتهاء عمرنا المحدود !
أما عندما نعيش لغيرنا ، أي عندما نعيش لفكرة
فإن الحياة تبدو طويلة عميقة
تبدأ من حيث بدأت الإنسانية وتمتد بعد مفارقتنا لوجه هذه الأرض !
إننا نربح أضعاف عمرنا الفردي في هذه الحالة
نربحها حقيقة لا وهما ، فتصور الحياة على هذا النحو
يضاعف شعورنا بأيامنا وساعاتنا ولحظاتنا .
فليست الحياة بعد السنين ، ولكنها بعداد المشاعر
وما يسميه (( الواقعيون )) في هذه الحالة (( وهما )) !
هو في (( الواقع )) ، (( حقيقة ))
أصح من كل حقائقهم , لأن الحياة ليست شيئا آخر غير شعور الإنسان بالحياة .
جرد أي إنسان من الشعور بحياته تجرده من الحياة ذاتها في معناها الحقيقي !
ومتى أحس الإنسان شعورا مضاعفا بحياته
فقد عاش حياة مضاعفة فعلا …
يبدو لي أن المسألة من البداهة بحيث لا تحتاج إلى جدال !
إننا نعيش لأنفسنا حياة مضاعفة
حينما نعيش للآخرين ، وبقدر ما نضاعف إحساسنا بالآخرين ، نضاعف إحساسنا بحياتنا
ونضاعف هذه الحياة ذاتها في النهاية ..