عرض مشاركة واحدة
قديم 28-11-2010, 12:25 AM   #24
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: أقـوال مـأثـورة

( لا يضر الشاة سلخها بعد ذبحها )
--------------
( أما آن لهذا الفارس أن يترجل )

موقف خالد لأسماء بنت أبي بكرالصديق التي جمعت المجد من أطرافه فهي
الصحابية زوج الصحابي وأم الصحابي وبنت الصحابي وحفيدة الصحابي وأخت الصحابي .
هي أسماء ذات النطاقين ،نحن مع واحدة من المبشرات بالجنة ووالله ما استحقت ذلك بنسب أو قرابة ولا بقليل عمل
بل بشجاعة وجرأة وتحمل وثبات يقصر عن مثلها الأبطال من الرجال.
القمة في الشجاعة والجرأة، جمعها وإبنها عبدالله بن الزبير




يـَــذكر التاريخ أن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه وقف في وجه يزيد بن معاوية حين ورث الحكم عن أبيه ,
فلما مات يزيد ونــُّحي ابنه وتولى مروان بن الحكم ،
استفحل أمـــر(عبد الله بن الزبير) وامــتد سلطانه حتى ضم الحجاز واليمن والعراق وخراسان ،
إلى أن مات مروان بن الحكم ودعا ابنه عبد الملك لنفسه وأجابه أهل الشام فخطب على المنبر وقال
(من لأبن الزبير منكم) ..؟

فقال الحجاج بن يوسف الثقفي : أنا يا أمير المؤمنين فأسكته ،
ثم عاد فأسكته ثم عاد فقال :
أنا يا أمير المؤمنين , فإني رأيت في النوم أني انتزعت جبــّته فلبستها , فوافق عبد الملك وعقد لــُه القيادة .

ولــقد رُوي أن الحجاج حاصر ابن الزبير في الحرم سبعة أشهر تــقريباً وكـان يرميه بالمنجنيق .

فتفرق الناس عنه , فدخل عبدالله على أمه أسماء بنت أبي بكرالصديق ( ذات النطاقين ) رضي الله عنهما قائلاً :
يا أماه قد خذلني الناس حتى ولدي وأهلي ولم يبق معي إلا اليسير ومن ليس عنده أكثر من صبر ساعة
والقوم يعطونني ما أردت من الدنيا .. فما رأيك ..؟


(يقصد أن بني أمية يساومونه على أن يترك لهم الأمر ويوفرّون له ما أراد من أمر الدنيا) .

فقالت أمه: يا بني أنت أعلم بنفسك ، إن كنت تعلم أنك على حق وإليه تدعو (فامــــضِ) لــه
فقد قتل عليه أصحابك (ولا تمـّكن من رقبتك فيتلاعب برأسك غلمان بني أمية)

وإن كنت إنما أردت الدنيا (فبئس العبد أنت) .. أهلكت نفسك ومن قتل معك ،
وإن قلت : كنت على الحق فلما وهن أصحابي ضعفت فهذا ليس فعل الأحرار ولا أهل الدين ،
كم خلودك في الدنيا ..؟ القتل أحسن ..!!

لم تبـقِ أسماء لابنها خياراً أو قولاً إلاّ بسطته ووزنته
وهي في ذلك الوقت في سنتها المائة ولم يسقط لها سن ولم ينكر لها عقل .

فقال عبد الله يا أماه : أخاف إن قتلني أهل الشام أن يمّثلوا بي ويصلبوني !.

عندها قالت قولتها المشهورة : يا بني

(لا يضر الشاة سلخها بعد ذبحها) ..

فامضِ على بصيرتك واستعن بالله .


فقال لها : هذا رأيي الذي قمت به داعياً إلى يومي هذا ،
ما ركنت إلى الدنيا وما أحببت الحياة فيها وما دعاني إلى الخروج على القوم إلا
(الغضب لله أن تستحل حرماته)
ولكني أحببت أن أعلم رأيك فقد زدتني بصيرة

فانظري يا أماه فإني مقتول في يومي هذا فلا يشتدن حزنك وأنشد يقول :

أسماء إن قتلت لا تبكيني .. لم يبق إلا حسي وديني

من يمنع الإنسان من أجله إنها الحقيقة التي لا مراء فيها ،
الحقيقة التي اعتنقتها أسماء وهي تـّعزي نفسها في ابنها الغالي وقد نعى نفسه بين يديها.

ما أقواها وأصبرها وهي تقول له :
إني لأرجوا أن يكون عزائي فيك جميلاً ,
إن تقدمتني احتسبتك وإن ظفرت سررت بظفرك ،
اخرج حتى أنظر إلام يصير أمرك ..!!

ثم قالت : اللهم ارحم ذاك القــّيم في الليل الطويل ، ارحم ذاك الكريم النجيب ،
وارحم الظمأ في هواجر مكة والمدينة وبره بأبيه وبي ،
اللهم أسلمته لأمرك ورضيت فيه بما قضيت فأثبني فيه ثواب الصابرين الشاكرين .

ولــقد رُوي بأنه قــد تركها وبات يصلي ليلته حتى أذن الفجر فصلى
وحرض أصحابه على القتال فحملوا معه على قلة عددهم
فجاءته آجره فأصابته في وجهه فارتعد لها وأدرك أنها النهاية..
فلما أحس سخونة الدم على وجهه وصدره قال :

ولسنا على الأعقاب تدمى كلومنا ... ولكن على أقدامنا يقطر الدما

ثم سقط على الأرض فأسرعوا إليه فقتلوه ،
وعلم الحجاج فخر ساجداً وحــّز رأسه وأرسله إلى عبد الملك بن مروان وصلب جسده.

عندها أرسل إلى أمه أسماء أن تأتيه (فأبــت) فأعاد إليها الرسول ليقول لها
لتأتيني أو لأبعثن إليك من يسحبك من قرونك فأبت وقالت والله لا آتيه
حتي يبعث إلــّي من يسحبني من قروني .!!

فجاءها الحجاج بنفسه حتى وقف عليها فقال : كيف رأيتِ .؟
نصر الله الحق وأظهره . فقالت :
ربما أديل الباطل على الحق وأهله .
فقال : إن ابنك ألحد في البيت الحرام وقد قال تعالى :
(وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) .. وقد أذاقه الله ذلك العذاب الأليم .

قالت : كــــذبت ، كان أول مولود ولد في الإسلام بالمدينة
وســّر به رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
وحــّنكه بيده وكبر المسلمون يومئذ حتى ارتجت المدينة فرحاً ،
وقد فرحت أنت وأصحابك بمقتله ،
(فمن كان فرحه يومئذ بمولده خير منك ومن أصحابك) ،
وكان باراً صّواماً قواماً بكتاب الله معظّما لحرمته يبغض من يعصي الله عز وجل .

ثم فجعته بقولها :
وإني لأشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
(يخرج من ثقيف كذاب ومبير)
أما الكذاب فرأيناه (وكان هو المختار بن أبي عبيد الثقفي ) ،
وأما المبير (تعني الطاغية المهلك) فلا أخاله إلا أنت ..!! فما نبس الحجاج ببنت شفة وقام ولم يرجع .!

لكن ابنها ظل معــّلقاً وهي تمر عليه جيئة وذهاباً تتساءل في ثباتها ..

(أما آن لهذا الفارس أن يترجل) .

وقــد قيل لعبد الله بن عمر:
إن أسماء في ناحية المسجد فلقيها ومال عليها فقال :
إن هذه الجثث ليست بشيء وإنما الأرواح عند الله فاصبري فقالت :
وما يمنعني أن أصبر وقد أهدي رأس يحي بن زكريا عليهما السلام
إلي بغي من بغايا بني إسرائيل .!

ثم قالت :
(اللهم لا تمتني حتى أوتي به فأحنطه وأكفنه).

فأُتيت به فحنّطته وكفنته بعدما ذهب بصرها وما أتت عليها جمعة إلا ولحقت به
سنة ثلاث وسبعين للهجرة فكانت خاتمة المهاجرين والمهاجرات .

رضي الله عن أم عبدالله التي ألهمها الله الحق فلزمته ولم تزغ عنه طرفة عين ,
وغرس فيها بذور الحقيقة فلم يهتز لها موقف أو يشوش لها فكر فملكت عبقرية الحق ووضوح الحقيقة والثبات والشدة وشجاعته وسلامة الرأي .



أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس