عرض مشاركة واحدة
قديم 29-12-2010, 05:52 PM   #38
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: صـور أيـام زمـان

جولة في الوشم (2)

ذات غسل + الوقف=القراين



جولة في الوشم-ذات غسل-القراين-وادي العنبري-وادي النميري

خرجنا من مرات شمالاً غرباً والسحاب بدأ يظللنا ويغطي الشمس الى بلدة القراين
وهي بلدة تشمل قريتين يفصل بينهما وادي العنبري ففي الضفة الشمالية نجد
الوقف
وفي الضفة الجنوبية قرية
غسلة وهي ذات غسل المشهورة منذ القدم في كتب التراث





دليل الخارطة

1-الوقف

2-غسلة(ذات غسل)

3-وادي العنبري

4-مسجد وادي النميري

5-خشم النميري

6-وادي كردة في صفراء الوشم

7-مدينة شقراء


ومباشرة بعد دخولنا الى غسلة (ذات غسل) توجهنا الى مدرستها القديمة
وقد كانت منزلاً للشيخ محمد بن بليهد رحمه الله


وجدناها مغلقة وبجوارها بئر اسمها بئر قرنقوش
ويقول الاستاذ محمد العمار ان أصل الكلمة الغريبة منحوت من كلمة (قرو منقوش)
والقرو هو ملزم للماء منحوت في الصخر لإستخدام المتوضئين
وهناك مزرعة صغيرة بجواره وصورنا مسجد قرنقوش وتعجبنا من صغره حيث لا يكفي الا لعدة أشخاص يعدون على الأصابع .


-













من الطريف ان شاهدنا هناك قارة تطل على القراين تسمى أيضاً كميت
فهناك كميتين في الوشم ولكن المشهور هو كميت مرات


ومن الأمثال على أهل القراين قولهم
( لو كان في كميت ماء كان حاربنا الباشا
)والمقصود ابراهيم باشا عندما حاصر جارتهم شقراء عام 1232 هجري.
مما يحبب هذا البلد الينا انها بلد الشيخ محمد بن بليهد المتوفى عام 1376 وهو رائد البلدانيين في المملكة العربية السعودية
وأول من ربط بين معالم الجزيرة المعاصرة والتراث القديم ونحن نعتبر أنفسنا تلاميذ له من خلال كتابه المشهور
صحيح الاخبار عما في بلد العرب من الاثار
الذي كتبه بناء على تجربة شخصيه ورحلات على ظهور الإبل في زمن لاتُعرف فيه الخرائط ولم تنتشر الكتب
وفي كتابه هذا من القصص والحكم ما يعجب كل مهتم بجزيرة العرب وتقاليد سكانها من حضر وبدو .

وله ايضا كتاب
(ماتقارب سماعه وتباينت امكنته وبقاعه)
كما انه حقق كتاب
صفة جزيرة العرب للهمداني


كما انه شاعر فحل له عدة دواوين.
ومن بلدة القراين أيضا محمد بن ابراهيم العمار صاحب كتاب

(القول اللباب في المطر والسحاب )
وهو كتاب فريد من نوعه طبعه سنة 1414هجري
جمع فيه بين القديم والحديث في وصف الأنواء والرياح والمطر
مع سرد الأمثال والحوادث التاريخية ويعتبر فريداً من نوعه
وليته يعيد طباعته وله ايضا كتاب صغير وممتع عن بلدته سماه
(على ضفاف العنبري)
وقد اصطحبناه معنا واستفدنا منه في هذه الرحلة


وادي النميري

بعدها دخلنا في وادي العنبري (يبدو من اسمه انه ينسب لبني العنبر من تميم)
وسندنا فيه ثم تركنا شعيب كردة على يميننا وسندنا في شعيب النميري وهو أهم روافد وادي العنبري واسمه أيضاً أسمٌ يستدعي التاريخ
فهو منسوب الى بني نمير اللذين سيطروا على هذه المناطق في القرن الثالث الهجري حتى هاجمهم جيش بغا كما ذكرنا في الحلقة الماضية


شاهدنا سد العنبري ولم يكن به ماء وان كانت الأرض قد سالت في بداية الوسم والأرض مربعة ربيع جيد
.(إضافة:بعد رجوعنا للرياض بعدة أيام وردت الأنباء بسيل عظيم على الوشم شمل وادينا اللطيف هذا وكم تمنينا العودة ولكن..)







خشم النميري







سد العنبري







وادي النميري يعانق أحد روافده







تكثر الغيران قرب السد وهذا مجلس مظلل جميل







الشعيب في طريقه للبلدة

ثم دخلنا بعدها ارض جبلية وعرة(هذه الظهرة تعتبر جزء من صفراء الوشم)
للبحث عن( مسجد النميري ) الحجري المبني في وسط الوادي ولم نكن نعرف موقعه الا بالوصف
وأخذنا نسير في أرض وعرة وكدنا نيئس لأنك لا ترى جوف الوادي الا اذا قربت منه لعمقه الشديد وضيق مجراه
ويستحيل المشي بالسيارة في بطنه المليء بالصخور أضف الى ذلك اننا عبرنا بعض الشغايا ذات الحجارة الكبيرة وخشينا على اطارات السيارات


واخيرا عثرنا عليه بفضل الله وهو مسجد عجيب يقف وحيداً في جوف وادي النميري بعيداً عن العمران
حيث يبعد حوالي 8 كم عن البلدة وهو مبني باكمله من الحجارة على عكس البناء التقليدي في نجد وهو الطين
وقد بني في الجهة المرتفعة من بطن الوادي, و طوله يقرب من اثنا عشر مترا في عرض اربعة امتار
وهذا بالتقريب لأنني لم اقسه , هذا المسجد الحجري جميل لغرابته وغربة موقعه المنعزل في هذا الوادي ,
ما اجمل ان تصلي فيه والوادي يمشي بقربك


وبقربه بقايا مزرعة تشمل نخيلات مهملة وشيء من اثل قليل و في الوسط بئرين او ثلاثة مندفنة
و بالسفح الشمالي بيت صغير بني ايضا بالحجارة مما يدل على ان هناك من أحيا هذه الأرض ثم هجرها.




























ولا نعرف من بناه أو متى غير ان الاستاذ محمد العمار صاحب كتاب على ضفاف العنبري
أورد بصيغة التضعيف ان رجلا من ( الراشد ) هو الذي بناه قبل حوالي القرن.


وتحت حفيف اثلات الوادي نسينا كل التعب ولي زمن طويل لم اسمع حفيف الأثل – ورحم الله بن طالب الحنفي القائل
الا يا أثلات القاع من بطن توضحٍ
حنيني الى أفيائكن طويلُ
واختفت الشمس وراء السحاب والرياح بدات بالتحرك فزادتنا وجدا على وجد.

الخطوة الأولى في جلستنا في هذا الوادي كانت عمل قهوة مضبوطة عبدلية تصمد الراس
لتعويض قهوة الصباح ثم بدأ ابو حماد بجمع الحندقوق(البابونج)
وانزل ابريقه المشهور عندنا وجمع بعض الأعواد وماهي الا لحظات وذا هو يصب للجميع منه!


بعد قسط من الراحة والصلاة و حوالي الرابعة عصرا خرجنا من الوادي
وكانت احدى السيارات قد انزلناها الى بطن الوادي وكان في ذلك خطورة وكذلك في اخراجها
وقد ابدع ابو محمد في سبق الحدث في التصوير بالفديو
فلا يلوح له شئ يستحق التصوير الا والتقطه من زاوية تخبرك عن رجل مبدع






بعض ما قيل عن ذات غسل في كتب التراث
قال أبو عبيد اللَه السكوني ذات غسل وكانت لبني كليب بن يربوِع رهط جرير
وهي اليوم لنمير وأنشد الحفصي:

بثَرْمدَاء شُعَب من عـقـلِ
وذات غسل ما بذات غسلِ

الهمداني: قال الجرمي: الوشم من أرض اليمامة وهو للقراوشة من بني نمير
وأول الوشم ثرمداء وأثيفية وهي لمعشر عمارة بن عقيل، وذات غسل قال الشاعر:


أَيا ذاتِ غِسْلٍ يعْلَمُ اللـه أنّـنـي
لجّوِك من بين الـجـواء صَـدِيقُ

وَيا ذاتِ غِسْلٍ ريحُ أرضِك طيّبٌ
كمسْكٍ لقَىً بين الصلاَء سـحَـيقُ

(شبهه بمسك مسحوق صلي بالجمر)
استراحة في الرمال البكر

خرجنا بعد الظهيرة لنتجه ( نفوذ السر ) للمبيت ووصلناه وقت العصر

ويالها من جلسة لا تنسى على رمال حمراء بكر لم يفسدها البشر والهواء العليل ينعش النفس والبدن

بدأت استعدادات وجبة اليوم وكان ابو حماد وابو سليمان يشكوان من الجوع كل اليوم
لكن الأمير أنكر هذا تماما مع انه لم يخلع نظاراته السوداء حتى أكدنا له ان الشمس قد غربت تماما .


وبتنا ولم يكدر نومنا الا صوت مكائن الرشاشات يأتي بها الهواء شرق النفود
والتي ازعجتنا بصوتها وازعجتنا نفسياً لأنها كانت تستنزف المياه الغالية
(التي لن تعوض) من بطن الأرض على مدى الأربع وعشرين ساعة بلا توقف لأجل حفنة من القمح.


كان سعد قد اختفى مع ابو محمد حوالي ساعتين في جولة فنية وقد أبدع سعد في تصوير الرمال واخترنا من عدسته هذه اللقطة:









من الظواهر الغريبة التي لاحظناها في نفود السر
وجود حجر بركاني صغير في النقر بين الطعوس فهل ياترى ان هذه كانت مقذوفات بركانية من عالية نجد
ام أنّها قد جلبتها السيول قبل تكّون الرمال ام ماذا…الله أعلم




تابعوا تتمة الرحلة قريبا

منقول
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس