عش رجبا ترى عجبا
المثل من امثال الجاهلية
وكان أهل الجاهلية يؤخرون مظالمهم إلى رجب
ثم يأتون الكعبة فيدعون الله فلا تتأخر عقوبة من ظلمهم
فكان المظلوم يقول عش رجبا ترى عجبا
ثم صار يضرب مثلا في تحول الدهر وتقلبه وكثرة عجائبه.
ولا مزية لرجب في تخصيصه بالدعاء
فإن الله تعالى يجيب دعوة المظلومين والمضطرين في كل وقت وحين ولو من غير المسلمين .
وكان العرب يؤخرون دعواتهم على الظالم الى شهر رجب كونه من الاشهر الحرم عندهم
ويوقف فيه السلب والنهب ولكثرة الخير الذي فيه .
ويقال ان اول من قاله هو الحارث بن عُباد ابن قيس بن ثعلبة
وكان ذا مكانةٍ وملكٍ في قومه ،اصابه الخرف لكبر سنه وتركته زوجته وتزوجت رجل آخر
كانت تظهر له من الموَّدة والحب ما لم تكن تظهره لزوجها (الحارث) من قبل،
فلقي زوجها الحارثَ ذات يوم فأخبره بمنزلته الكريمة من زوجته السابقة، فقال له الحارث:
عِشْ رَجَباً تَرَ ى عجباً.
وسمعها العرب فاتخذوه مثلا يروى من بعدهم الى يومنا هذا.
المصدر تاريخ بن الاثير